أول الغيث قطرة ... مرحب محمد حسبو

يا غربة يا بكاية يا غشاشة يا مستهبلة
تغرينا بي درهم فلوس وراه قنطار بهدلة
جيناك نقعد بس سنه وحاجاتنا ناقصة نكّمله
نبني البيوت نفرش أساسها نجّمله
وهايلوكس أوكوستر صغير أو حتى رقشة نشغّله
نكمل الدين بي مهل والسمحة جاهزة نحصله
غير القروش اللي للأهل عبر الشهور بنرسله
والباقي يدخل في البنوك ونشوف دباره نشغله
أحلام كبيرة وشيكه وآمال كبيره مدنكله
لكن حساباتنا الغلط في كل عام بنرحله
مرت سنين من العمر بنعزها ونفضلها
عانينا فيها من الزهج والإكتئاب و البهدله
فيها الكفيل سجان كبير قيوده دايما لرجولنا مكبلة
وضرائب الوطن العزيز وهموم كبيرة في الكتوف متثاقلة
وتذاكر السفر الرهيبة وشنط كبيرة كل عام بنرسله
وديون عديدة من البنوك بالسنين متراكبة ومترحله
وبقينا فيك كيمان لحم تحت الهدوم متندله
وصغارنا أضحت بالزهج متوحشه ومتجفله
مسجونة في داخل الشقق مضجرة و متململة
صارت عيونهم من الجهاز متطششة ومتفنجلة
تلقى الولد غالبو الكلام والبنت كبيرة مريله
في كل ظرف تلقى القرف تلقى الخيوط متداخله
وبقينا زي ناس القبور لا الجوه قادر يغادره
ولا البرة عارف ما يدور في داخله
يا غربة اديناك كتير أدينا خاطرك يسهله
خلينا نرجع بالفضل نلحق حياتنا نعدله
آمالنا فيك بدري انتهت إلا الرجول متوحله
لكن خلاص هان الخلاص عدك نزل مهما علا
وإنشاء الله نحيا نودعك وتكوني ذكرى نغازله
يا غربة يابكايه ياغشاشه يامستهبله

ابو الزهور ومحمد عيسي وكل الاخوان اهنئكم بهذه النافذة الجديدة وحقيقة الغربة حارة وهذه القصيدة رجعتني لسنوات الدراسة بالهند وفي الايام الاولي من وصولنا الي الهند ومعاناتنا مع اللغة واذكر اخ عزيز من اولاد الخرطوم الاخ فرغلي ما تحمل الغربة وكان كل يوم ياخد شنطتو ويذهب الي محطة السكة حديد ويصر علي المغادرة الي السودان ولكن اصدقاءه يلحقون به وياخدوا منو الشنطة ويقولوا ليهو ياخي اصبر شويه ومرت الايام والشهور واندمج الراجل ونسي السودان والاهل وهو رجل اجتماعي وتخرجت ورجعت السودان وهو جلس يحضر للماجستير وسالت عنه الاخوان ماذا فعل فرغلي عند مغادرته للهند قالوا لي الراجل بكي شديد علي فراقه للهند
اخشي ان نبكي مرتين كما بكي فرغلي.

رُبّ يوم بكيت منه فلما * صرت في غيره بكيت عليه

صحبك يا فيصل بقت عليه حكاية ادروب ولوف ولا شنو؟

ايها الرائعون رد الله غربتكم سالمين ظافرين

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبَّبَ أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا
.........................
ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي
بشوق إلى عهد الصبا المتقادم
حننت إلى ربع به اخضر شاربي
وقُطّع عني قبل عقد التمائم