(** ثم **)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
(** ثم **)
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
بلَغَني يا مولايَ أنَّكَ حينَ دخلتَ بيتَ المقدسِ كنتَ ماشياً وغلامُك راكبٌ ، وكانَ في ثوبِك سَبعةَ عشر رقعةًً ، وأنَّ سَفرنيوسَ اشترطََََ عليكَ باسمِ أهلِِ إيلياءَ أن لا يُسَاكنهم فيها يهود فأجبتَه ، وكانت العُهدَةُ العُمَرِيةُ ... أَّما الآن يا مولايَ فقد أصبحَ اليهودُ أصحابَ الدَّارِ ، وهذه قصةٌ طويلةٌ بدأت حينَ قامَ تيودور هرتزل - وهو بمثابةِ حييٍٍ بن أخطبٍٍ في زمانِك - بعقدِ موتمرٍ في بازلَ في سويسرا دعَا اليهِ كل أَّفاك أثيمٍ ، واتفقَ القومُ يومَها على أن يضعوا حداً للتيه ِالذي يعيشونَ فيه ِ ، وبما أنَّ بلادَ الرومِ كانتْ قد ضَاقت بهم ذرعاً استحسنتِ الامرَ ، ووَفرت على نفسِها جهداً كالذي بذلتَه أنتَ حينَ قلتَ : الآن لا يكونُ دينانِ في جزيرةِ العرب .
وذاتَ صباحٍ مشؤومٍ يا مولايَ ، جلسَ سايكس و بيكو - وهما نصرانيانِ من بلادِ الرّومِ - على مائدةِ الفطورِ ، وبدلَ اقتسامِ رغيفِ الخبزِ قاموا باقتسامِ دولتكَ فيما بينهم ، ولا تسألني يا مولايَ لِمَ لَمْ نحرِّك ساكناً ، لاننّا كنّا نغطُِ في العسلِ ولم نعرف بهذا إلا بعد قيامِ الثورةِ الشّيوعيةِ في روسيا وسرَّبت وثائِق الدَّولةِ السِّرية .
ولمَّا حضَر الرُّومُ الى بلادِ الشَّامِ يا مولايَ بدأت هجرةُ اليهود ِالى بيتِ المقدسِ ، وكنَّا نغطُّ في العسلِ ايضاً الا قلةً مؤمنةً باعت نفسَها للهِ في أحراشِ يعبد كانَ منهم
عزُّ الدينِ القسام ...
ثمَّ إنَّ الجنرالَ ديغول - والجنرالُ رتبةٌ عسكريةٌ تشبِه حِذاءَ خالدَ بن الوليدِ- ذهبَ الى قبرِِ صلاحَ الدينِ ورفصَه بقدمِهِ ، وقالَ له : ها قد عُدنا يَا صَلاح الدين والآن قد بدأت الحروبُ الصَّليبية !!!
وستَستغربُ أيضاً يا مولايَ حينَ تعرفُ أنَّ اليهودَ كانوا كرماءَ معنا جداً ، فبغضِّ النظر ِعن دير ياسين وكفرقاسم وصبرا وشاتيلا إلا أنَّهم أعطونَا دولةً في داخلِ دولتِهم ، فقمنَا بإعمالِ عقلنِا وجعَلْنَا من الدَّولةِ دولتينِ ، ثمَّ إنَّ عبد اللطيف موسى نظَر حولَه فاستكبَرَ غزَةَ وأرادَ أن يقسِمَ نصف الدولةِ إلى دولتينِ ، فما كان من القوة التنفيذية الاّ أن توجَهت اليهِ وحاورتهُ بهدوءٍ ، فنحنُ كا يريدُ ربُنَا اذلةٌ على المؤمنين اعزةٌ على الكافرين ، ثم إنَّ الرجلَ اقتنعَ بالحسنى ، وأنا اضمنُ لكَ أن لا يعودَ إلى عملتِه تلك !
صَحيحٌ يا مولايَ ، نسيتُ ان اخبركَ ان عمرو بن العاصِ ماتَ منذُ فترةٍ طويلةٍ ، والآنَ يحكُم مصرَ رجلٌ يقالٌ له حٌسني مبارك ، وهو كابنِ سلولٍ في زمانِكِ ولكنَّه لا يُصلي الفجرَ في المسجدِ .
ومعاويةُ توفيَ ايضاً ، ويحكُم دمشقَ الآنَ اسرةُ علويةٌ قتلَ كبيرها في يومٍ واحدٍ في حماةَ وحلب ما يزيدُ على ثلاثينَ الفَ مسلمٍ لانهم قالوا ربُنا الله .
ونسيتُ ان اخبرُكَ يا مولايَ ان زينَّ العابدين بن علي - ولا يغرنَّكّ اسمَه - قد منعَ الحجابَ في الدوائرِ الرَّسميةِ والجامعاتِ حفاظاً على منظرِ الدولةِ ِالحضاري ، وقبله قام بورقيبة بأمرِ الشعبِ بالافطارِِ في رمضانَ ، لانَّ الصيامَ يؤثِّر على عجلةِ الانتاجِ ، والغريبُ ان احدَ عشرة شهراً من الافطارِ لم تكن ترفعُ من مستوى دخلِ الفردِ وخدماتِ الدولة !
وبالعودةِ الى الرّومِ يا مولايَ فهم على مقربةٍ منكَ الآن ، انهم يشربونَ من دجلةَ ، ولكنَّ الجهادَ هناكَ ماضٍ ، غيرَ ان الصحوةَ تقاتلُ القاعدةَ والقاعدةُ تقاتلُ الكلَّ ، والسيستاني الذي يصومُ بعدَ المسلمينَ بيومينِ بحجةِ عدمِ ثبوتِ رؤيةِ الهلالِ لم يثبتْ له الاحتلالُ رغمَ انَّه رأى مئتي الف جنديٍ امريكي .
مولايَ هذه بعضُ اخبارُ دولتِكَ ، خشيتُ عليكَ ان اخبركَ بكلِ ما حدثَ ، والاسماءُ التي اوردتُها لكَ ليست الوحيدة التي العنُها اكثر مما العنُ ابليسَ ولكن لم يتسع المقام ، والبقية تأتيكَ ان لم يقصُوا لِساني !
)المقال منقول من احد المنتديات وقس بن ساعدة يوزر الكاتب )
من عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
بلَغَني يا مولايَ أنَّكَ حينَ دخلتَ بيتَ المقدسِ كنتَ ماشياً وغلامُك راكبٌ ، وكانَ في ثوبِك سَبعةَ عشر رقعةًً ، وأنَّ سَفرنيوسَ اشترطََََ عليكَ باسمِ أهلِِ إيلياءَ أن لا يُسَاكنهم فيها يهود فأجبتَه ، وكانت العُهدَةُ العُمَرِيةُ ... أَّما الآن يا مولايَ فقد أصبحَ اليهودُ أصحابَ الدَّارِ ، وهذه قصةٌ طويلةٌ بدأت حينَ قامَ تيودور هرتزل - وهو بمثابةِ حييٍٍ بن أخطبٍٍ في زمانِك - بعقدِ موتمرٍ في بازلَ في سويسرا دعَا اليهِ كل أَّفاك أثيمٍ ، واتفقَ القومُ يومَها على أن يضعوا حداً للتيه ِالذي يعيشونَ فيه ِ ، وبما أنَّ بلادَ الرومِ كانتْ قد ضَاقت بهم ذرعاً استحسنتِ الامرَ ، ووَفرت على نفسِها جهداً كالذي بذلتَه أنتَ حينَ قلتَ : الآن لا يكونُ دينانِ في جزيرةِ العرب .
وذاتَ صباحٍ مشؤومٍ يا مولايَ ، جلسَ سايكس و بيكو - وهما نصرانيانِ من بلادِ الرّومِ - على مائدةِ الفطورِ ، وبدلَ اقتسامِ رغيفِ الخبزِ قاموا باقتسامِ دولتكَ فيما بينهم ، ولا تسألني يا مولايَ لِمَ لَمْ نحرِّك ساكناً ، لاننّا كنّا نغطُِ في العسلِ ولم نعرف بهذا إلا بعد قيامِ الثورةِ الشّيوعيةِ في روسيا وسرَّبت وثائِق الدَّولةِ السِّرية .
ولمَّا حضَر الرُّومُ الى بلادِ الشَّامِ يا مولايَ بدأت هجرةُ اليهود ِالى بيتِ المقدسِ ، وكنَّا نغطُّ في العسلِ ايضاً الا قلةً مؤمنةً باعت نفسَها للهِ في أحراشِ يعبد كانَ منهم
عزُّ الدينِ القسام ...
ثمَّ إنَّ الجنرالَ ديغول - والجنرالُ رتبةٌ عسكريةٌ تشبِه حِذاءَ خالدَ بن الوليدِ- ذهبَ الى قبرِِ صلاحَ الدينِ ورفصَه بقدمِهِ ، وقالَ له : ها قد عُدنا يَا صَلاح الدين والآن قد بدأت الحروبُ الصَّليبية !!!
وستَستغربُ أيضاً يا مولايَ حينَ تعرفُ أنَّ اليهودَ كانوا كرماءَ معنا جداً ، فبغضِّ النظر ِعن دير ياسين وكفرقاسم وصبرا وشاتيلا إلا أنَّهم أعطونَا دولةً في داخلِ دولتِهم ، فقمنَا بإعمالِ عقلنِا وجعَلْنَا من الدَّولةِ دولتينِ ، ثمَّ إنَّ عبد اللطيف موسى نظَر حولَه فاستكبَرَ غزَةَ وأرادَ أن يقسِمَ نصف الدولةِ إلى دولتينِ ، فما كان من القوة التنفيذية الاّ أن توجَهت اليهِ وحاورتهُ بهدوءٍ ، فنحنُ كا يريدُ ربُنَا اذلةٌ على المؤمنين اعزةٌ على الكافرين ، ثم إنَّ الرجلَ اقتنعَ بالحسنى ، وأنا اضمنُ لكَ أن لا يعودَ إلى عملتِه تلك !
صَحيحٌ يا مولايَ ، نسيتُ ان اخبركَ ان عمرو بن العاصِ ماتَ منذُ فترةٍ طويلةٍ ، والآنَ يحكُم مصرَ رجلٌ يقالٌ له حٌسني مبارك ، وهو كابنِ سلولٍ في زمانِكِ ولكنَّه لا يُصلي الفجرَ في المسجدِ .
ومعاويةُ توفيَ ايضاً ، ويحكُم دمشقَ الآنَ اسرةُ علويةٌ قتلَ كبيرها في يومٍ واحدٍ في حماةَ وحلب ما يزيدُ على ثلاثينَ الفَ مسلمٍ لانهم قالوا ربُنا الله .
ونسيتُ ان اخبرُكَ يا مولايَ ان زينَّ العابدين بن علي - ولا يغرنَّكّ اسمَه - قد منعَ الحجابَ في الدوائرِ الرَّسميةِ والجامعاتِ حفاظاً على منظرِ الدولةِ ِالحضاري ، وقبله قام بورقيبة بأمرِ الشعبِ بالافطارِِ في رمضانَ ، لانَّ الصيامَ يؤثِّر على عجلةِ الانتاجِ ، والغريبُ ان احدَ عشرة شهراً من الافطارِ لم تكن ترفعُ من مستوى دخلِ الفردِ وخدماتِ الدولة !
وبالعودةِ الى الرّومِ يا مولايَ فهم على مقربةٍ منكَ الآن ، انهم يشربونَ من دجلةَ ، ولكنَّ الجهادَ هناكَ ماضٍ ، غيرَ ان الصحوةَ تقاتلُ القاعدةَ والقاعدةُ تقاتلُ الكلَّ ، والسيستاني الذي يصومُ بعدَ المسلمينَ بيومينِ بحجةِ عدمِ ثبوتِ رؤيةِ الهلالِ لم يثبتْ له الاحتلالُ رغمَ انَّه رأى مئتي الف جنديٍ امريكي .
مولايَ هذه بعضُ اخبارُ دولتِكَ ، خشيتُ عليكَ ان اخبركَ بكلِ ما حدثَ ، والاسماءُ التي اوردتُها لكَ ليست الوحيدة التي العنُها اكثر مما العنُ ابليسَ ولكن لم يتسع المقام ، والبقية تأتيكَ ان لم يقصُوا لِساني !
)المقال منقول من احد المنتديات وقس بن ساعدة يوزر الكاتب )
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
الفضل الحاج البشير
العزيز الفضل الحاج البشير ؛
وانا اقراء المقال اعلاه ؛ تذكرت حديثك الحزين عن ما آل اليه الوضع العربي
والاسلامي ؛رغم اختلافي في بعض الفقرات لكنه عموما جميل.
انهي الكاتب مقاله ب:
وانا اقراء المقال اعلاه ؛ تذكرت حديثك الحزين عن ما آل اليه الوضع العربي
والاسلامي ؛رغم اختلافي في بعض الفقرات لكنه عموما جميل.
انهي الكاتب مقاله ب:
والبقية تأتيكَ ان لم يقصُوا لِساني !
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
رد: (** ثم **)
اذا لم يقص لسانه اظنه وبعض الظن اثم يحتاج لان يكتب كتاب وكان الله في عون الامة الاسلامية
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: (** ثم **)
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
وَعدتُكَ يا مَولايَ في المرَّةِ المَاضيةِ أن أقُصَّ عَليكَ بَقيةَ القِصَّةِ إن لم يقُصوا لِسَاني، وبِِما أنَّ الله سلَّم هَأنذا أكتبُ إليكَ مرَّةً أُخرى !
بَلغَني يَا مَولايَ أنَّه ذاتَ صَلاةِ فَجرٍ قَامَ الشَّقِيُّ ابنُ الشَّقِيِّ ابنُ الشَّقِيةِ أبو لُؤلؤةَ المَجُوسِي بِطَعنِكَ، فَأخذَتكَ إغمَاءَةٌ ، ولمَّا استَفَقتَ سَألتَ مَنْ حَولَكَ : أَصَلى المُسلِمونَ الفَجرَ ؟ ! ثُمَّ تَذكَّرتَ طَعنَتكَ ، فلَمَّا عَلمتَ أنَّه المَجُوسِيُّ سَجدتَ شُكراً أنْ لَيسَ لَه رَكعَةً يُحَاجِجكَ بِها عِندَ ربِّك !
ثُمَّ إنَّ مَلكَ الموتِ دَخَلَ عَليكَ وَقالَ : يا أيَّتُها الرُّوحُ الطَّيبةُ في الجَسَدِ الطَّيبِ ، أُخرُجِي إلى رُوحٍ وَريحَانٍ وربٍّ غَيرِ غَضبَان
ثُمَّ إنَّهم يَا مَولايَ قَتلوا المَجُسِويَّ بِك !!! أيَّة قِسمَةٍ ضِيزى هَذِه أن قَََتلُوا كَلباً بأَسَد!
وَمَا يَزيدُ الأَمرَ مَقتَاً يا مَولايَ أنَّ بِلادَ فَارسٍ التي تَخلَّت عَنْ مَجُوسِيَّتِها ، وَتَركَت عِبادَةَ النَّارِ، ولكِنَّها أبقَت على عِيدِ النَّيرُوزِ، أقَامَت لِمَلعُونِ الذِّكرِ المَجُوسِيِّ مَقَاماً فَهُمْ يَؤُمُونَه وَيُجِلونَه ! فَلَوْ أنِّي عَضَضتُ على يَديَّ إلى أَنْ قَضَمتُ أصَابِعي هَلْ يَلُومُنِي فِي ذَلِكَ أحَد ؟!
وَبَلَغَنِي أَيضَاً يَا مَولايَ أنَّ المُسلِمينَ اتَّفَقُوا بَعدَ ذَلكَ عَلى بَيعةِ عُثمانَ بن عَفَّانٍ،فَحَكَمَ وَعَدلَ، إلاَّ أنَّه وَذَاتَ قِيامِ لَيلٍ دَخلَ عَليهِ الشَّقِيُّ ابنُ الشَّقِيِّ ابنُ الشَّقِيةِ عَبدُ اللهِ بن سبأٍ فِي نِفرٍ لا يَِتَجَاوزُونَ العَشَرةِ كانَ مِنهُم كُمَيلٌ بن زِيادٍ، فَذَبَحوه على المِصحَفِ، وَتَفرَّقُوا بينَ القَبَائِلِ. إلا أنَّ الحَجَاجَ بن يُوسُفَ الثَّقَفيَّ ،الذي قَصَفَ الكَعبَةَ بالمَنجنِيقِ، وَقَتلَ سعيدِ بن جُبَيرٍ ،وعَبدَ اللهِ بن الزُّبيرِ ، وَصَلَبَه إلى أنْ جَاءَت أُمَّه أَسمَاءُ بِنتُ أبي بَكرٍ فاستَحى مِنها وَأنزَلَهُ ،التَقَى بِكُميلٍ بن زيادٍ وكَانَ في الثَّمَانِينَ مِنْ عُمرِهِ ،فَلَّما عَلِمَ أنَّه مِنَ الذينَ دَخَلوُا على عُثمَانَ ذَبَحَه ،ولا أعلمُ أنَّ الحَجَاجَ فَعلَ خَيراً غَيرَ هَذهِ. إلا أَنَّه لَمْ يِستَطِع أنْ يَمحُوَ ذِكرَه فَمَا زَالتْ قَناةُ المَنَارِ تَقُضُّ مِضَاجِعي لَيلَةَ الجُمُعَةِ بِدُعَاءِ نَسبُوهُ إليهِ، وَهُو عِندَهُم مِن طُقُوسِ لَيلةِ الجُمُعَةِ تَمَاماً كَسُورَةِ الكَهفِ عِندَنَا !
وَلا بَأسَ أَنْ أُخْبِرُكَ يَا مَولايَ أنَّ حَظِيَ العَاثِرَ قَادَنِي ذاتَ مسَاءِ إلى مَجلسٍ كانِ فيهِ شِيخٌ يتَحدثُ عَن فَضَائِلَ كُميلٍ ،فلَّما عَلِم أَنَّي على غَيرِ مِلتِهم أوسَع لي بِجَانِبه،وَغَمرنِي بحَنَانِه، وحدَّثني طَويلاً عَن فضَائِل أَهلِ البيتِ وكَأنِي لا أُحبُهم، ولا أَقُولُ في صَلاتِي :اللَّهم صَلِّ على مُحَمَدٍ وآلِ محمد .
ثُمَّ قَالَ ليَ: أَلا تَعلَم يا بُنَيَّ أَنَّ نُوحاً عَليهِ السَّلامُ لمَّا رَكِبَ السَّفِينَةََ قَالَ: يَا فَاطِمةَ ويَا حُسين فَجَرَتْ فِي مَوجٍ كَالجِبالِ قُلتُ لَه مَن قَالَ هَذا ؟
قَالَ : الطُّوسِيُّ والكُلينِيُّ والشَّهرسْتانِيُّ وَعَلى هَذا أَجمَعَ قَومُنَا فَقلتُ له : وَلكِنَّ القَومَ عِندَنَا أَجمَعوا على أَنَّه قالَ : ( باسمِ اللهِ مَجراهَا وَمُرسَاهَا ) فَنظَر إليَّ نَظرةَ غَضَبٍ وَقد احمَرَّ وجهُهُ ،وانتَفَختْ أَودَاجُه، وقَالَ لي : انقَلِعْ مِن أمَامِي فانقَلعتُ يَا مَولايَ!
وَأَجِدُ أَنَّهُ مِنَ الضَّروريِّ يَا مَولايَ أَن أُخبركَ أَنَّهم اقتَادوا سَيد قُطب إلى السِّجنِ الحربِيِّ بِتهمَةِ لا إِلهَ إلا الله. وأَرسَلوا إِليهِ أُختُه حَميدة لِيُراوِدوه عن دينِه ،فلمَّا استَعصَم حَوَّلوا حيَاتَه جَحِيماً . وَكانَ حَمزَة البَسيُونِيُّ مُدِيرُ السِّجنِ الحَربي يخلَعُ عَنهُ قَميصَه، ويضَعُ الفَحمَ على صَدرِهِ، وَيوقِد النَّارَ في الفَحمِ. رَغمَ أَنَّ سَيداً كَانَ فِي الحَادِيةِ والسَّتينَ ،وَكَانَ مُصَاباً بِالسُّكر ،وَضَغطِ الدَّمِ، وكَانَ بِرئَةٍ وَاحِدَةٍ . وَلمَّا عَرفُوا أَنَّه لَن يَقولَ إلا أَحدٌ أَحد قَرروا إعدَامَه ،فَاتَّصَل حَمزَة البَسيُونِي بِجمَال عَبدِ النَّاصِر وقَال لَه إِنَّ دُستُورنَا الكَريم يَا مَولايَ يَمنَعُ إِعدَامَ سَجينٍ سِياسِي إذا تَجَاوزَ السَّتينَ فقَالَ عَبدُ النَّاصِر : ( إلا الكلبِ دَه ) ثُمَّ إِنَّ الثَّلاثَة صَارُوا عِندَ ربَّهِم ( وَسَيعلًمُ الذينَ ظَلمُوا أَيَّ مُنقَلبٍ يَنقَلبُون ) .
أَمَّا بِالنَّسبَةِ لبيتِ المَقدِسِ يَا مولايَ فقد انتَهتِ الثَّورةُ باتِّفَاقِ أُوسلو
الذي دَأَبَ يَاسِر عرفَات على تَصويرِهِ لَنَا بأَنَّه كَفتحِ مَكة أَو يَزيد ، ولا يَتَّسِعُ المَقَامُ يَا مَولايَ بِعرضِ بُنودِه التَّافِهَةِ على حَضْرتِك إَلا أَنَّه اتفاقٌ يُشبِه استِيلاءَ لِصٍ على بيتِ رجلٍ ، وفي لَحظَةِ نَخوَةٍ تَأتي مَرَّةً في العُمْرِ، قَرَّرَ اللِّصُّ أن يَمنَحَ صَاحِبَ البَيتِ زَاويَةً في غُرفَةٍ لِيَخرُجَ بَعدَهَا وَيُعلِنَ انتصَاره ، والغَريبُ أَنَّه وَجَدَ مَنْ يُصَفِّق لَه ، وَمَا يَزيدُ الأَمرَ سُخريةً أَنَّ إيغال عاميير قَتَلَ اسحاق رابين لأنَّه فَرّطَ بِزاويةٍ من البيتِ المسلوب! فلو أَن إِيغال كانَ فِلسطِينياً وَالتَقى بِمحمود عَباس ما تُراه يَفعَلُ يا مَولايَ ؟!
مَولايَ هَذا كُلُّ ما استَطَاعتْ ذَاكِرتِي تذكُّره ، وَأَنتَ عَلى مَوعِدٍ مَعَ رِسَالَةٍ ثَالِثَةٍ تَأتيكَ إَن كَانَ فِي العُمْرِ بَقِيَّة . وَإلى تِلكَ اللَّحظََةِ قُبُلاتِي ليَديْكَ وَسَلامِي لِصَاحبَيكَ .
من عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
وَعدتُكَ يا مَولايَ في المرَّةِ المَاضيةِ أن أقُصَّ عَليكَ بَقيةَ القِصَّةِ إن لم يقُصوا لِسَاني، وبِِما أنَّ الله سلَّم هَأنذا أكتبُ إليكَ مرَّةً أُخرى !
بَلغَني يَا مَولايَ أنَّه ذاتَ صَلاةِ فَجرٍ قَامَ الشَّقِيُّ ابنُ الشَّقِيِّ ابنُ الشَّقِيةِ أبو لُؤلؤةَ المَجُوسِي بِطَعنِكَ، فَأخذَتكَ إغمَاءَةٌ ، ولمَّا استَفَقتَ سَألتَ مَنْ حَولَكَ : أَصَلى المُسلِمونَ الفَجرَ ؟ ! ثُمَّ تَذكَّرتَ طَعنَتكَ ، فلَمَّا عَلمتَ أنَّه المَجُوسِيُّ سَجدتَ شُكراً أنْ لَيسَ لَه رَكعَةً يُحَاجِجكَ بِها عِندَ ربِّك !
ثُمَّ إنَّ مَلكَ الموتِ دَخَلَ عَليكَ وَقالَ : يا أيَّتُها الرُّوحُ الطَّيبةُ في الجَسَدِ الطَّيبِ ، أُخرُجِي إلى رُوحٍ وَريحَانٍ وربٍّ غَيرِ غَضبَان
ثُمَّ إنَّهم يَا مَولايَ قَتلوا المَجُسِويَّ بِك !!! أيَّة قِسمَةٍ ضِيزى هَذِه أن قَََتلُوا كَلباً بأَسَد!
وَمَا يَزيدُ الأَمرَ مَقتَاً يا مَولايَ أنَّ بِلادَ فَارسٍ التي تَخلَّت عَنْ مَجُوسِيَّتِها ، وَتَركَت عِبادَةَ النَّارِ، ولكِنَّها أبقَت على عِيدِ النَّيرُوزِ، أقَامَت لِمَلعُونِ الذِّكرِ المَجُوسِيِّ مَقَاماً فَهُمْ يَؤُمُونَه وَيُجِلونَه ! فَلَوْ أنِّي عَضَضتُ على يَديَّ إلى أَنْ قَضَمتُ أصَابِعي هَلْ يَلُومُنِي فِي ذَلِكَ أحَد ؟!
وَبَلَغَنِي أَيضَاً يَا مَولايَ أنَّ المُسلِمينَ اتَّفَقُوا بَعدَ ذَلكَ عَلى بَيعةِ عُثمانَ بن عَفَّانٍ،فَحَكَمَ وَعَدلَ، إلاَّ أنَّه وَذَاتَ قِيامِ لَيلٍ دَخلَ عَليهِ الشَّقِيُّ ابنُ الشَّقِيِّ ابنُ الشَّقِيةِ عَبدُ اللهِ بن سبأٍ فِي نِفرٍ لا يَِتَجَاوزُونَ العَشَرةِ كانَ مِنهُم كُمَيلٌ بن زِيادٍ، فَذَبَحوه على المِصحَفِ، وَتَفرَّقُوا بينَ القَبَائِلِ. إلا أنَّ الحَجَاجَ بن يُوسُفَ الثَّقَفيَّ ،الذي قَصَفَ الكَعبَةَ بالمَنجنِيقِ، وَقَتلَ سعيدِ بن جُبَيرٍ ،وعَبدَ اللهِ بن الزُّبيرِ ، وَصَلَبَه إلى أنْ جَاءَت أُمَّه أَسمَاءُ بِنتُ أبي بَكرٍ فاستَحى مِنها وَأنزَلَهُ ،التَقَى بِكُميلٍ بن زيادٍ وكَانَ في الثَّمَانِينَ مِنْ عُمرِهِ ،فَلَّما عَلِمَ أنَّه مِنَ الذينَ دَخَلوُا على عُثمَانَ ذَبَحَه ،ولا أعلمُ أنَّ الحَجَاجَ فَعلَ خَيراً غَيرَ هَذهِ. إلا أَنَّه لَمْ يِستَطِع أنْ يَمحُوَ ذِكرَه فَمَا زَالتْ قَناةُ المَنَارِ تَقُضُّ مِضَاجِعي لَيلَةَ الجُمُعَةِ بِدُعَاءِ نَسبُوهُ إليهِ، وَهُو عِندَهُم مِن طُقُوسِ لَيلةِ الجُمُعَةِ تَمَاماً كَسُورَةِ الكَهفِ عِندَنَا !
وَلا بَأسَ أَنْ أُخْبِرُكَ يَا مَولايَ أنَّ حَظِيَ العَاثِرَ قَادَنِي ذاتَ مسَاءِ إلى مَجلسٍ كانِ فيهِ شِيخٌ يتَحدثُ عَن فَضَائِلَ كُميلٍ ،فلَّما عَلِم أَنَّي على غَيرِ مِلتِهم أوسَع لي بِجَانِبه،وَغَمرنِي بحَنَانِه، وحدَّثني طَويلاً عَن فضَائِل أَهلِ البيتِ وكَأنِي لا أُحبُهم، ولا أَقُولُ في صَلاتِي :اللَّهم صَلِّ على مُحَمَدٍ وآلِ محمد .
ثُمَّ قَالَ ليَ: أَلا تَعلَم يا بُنَيَّ أَنَّ نُوحاً عَليهِ السَّلامُ لمَّا رَكِبَ السَّفِينَةََ قَالَ: يَا فَاطِمةَ ويَا حُسين فَجَرَتْ فِي مَوجٍ كَالجِبالِ قُلتُ لَه مَن قَالَ هَذا ؟
قَالَ : الطُّوسِيُّ والكُلينِيُّ والشَّهرسْتانِيُّ وَعَلى هَذا أَجمَعَ قَومُنَا فَقلتُ له : وَلكِنَّ القَومَ عِندَنَا أَجمَعوا على أَنَّه قالَ : ( باسمِ اللهِ مَجراهَا وَمُرسَاهَا ) فَنظَر إليَّ نَظرةَ غَضَبٍ وَقد احمَرَّ وجهُهُ ،وانتَفَختْ أَودَاجُه، وقَالَ لي : انقَلِعْ مِن أمَامِي فانقَلعتُ يَا مَولايَ!
وَأَجِدُ أَنَّهُ مِنَ الضَّروريِّ يَا مَولايَ أَن أُخبركَ أَنَّهم اقتَادوا سَيد قُطب إلى السِّجنِ الحربِيِّ بِتهمَةِ لا إِلهَ إلا الله. وأَرسَلوا إِليهِ أُختُه حَميدة لِيُراوِدوه عن دينِه ،فلمَّا استَعصَم حَوَّلوا حيَاتَه جَحِيماً . وَكانَ حَمزَة البَسيُونِيُّ مُدِيرُ السِّجنِ الحَربي يخلَعُ عَنهُ قَميصَه، ويضَعُ الفَحمَ على صَدرِهِ، وَيوقِد النَّارَ في الفَحمِ. رَغمَ أَنَّ سَيداً كَانَ فِي الحَادِيةِ والسَّتينَ ،وَكَانَ مُصَاباً بِالسُّكر ،وَضَغطِ الدَّمِ، وكَانَ بِرئَةٍ وَاحِدَةٍ . وَلمَّا عَرفُوا أَنَّه لَن يَقولَ إلا أَحدٌ أَحد قَرروا إعدَامَه ،فَاتَّصَل حَمزَة البَسيُونِي بِجمَال عَبدِ النَّاصِر وقَال لَه إِنَّ دُستُورنَا الكَريم يَا مَولايَ يَمنَعُ إِعدَامَ سَجينٍ سِياسِي إذا تَجَاوزَ السَّتينَ فقَالَ عَبدُ النَّاصِر : ( إلا الكلبِ دَه ) ثُمَّ إِنَّ الثَّلاثَة صَارُوا عِندَ ربَّهِم ( وَسَيعلًمُ الذينَ ظَلمُوا أَيَّ مُنقَلبٍ يَنقَلبُون ) .
أَمَّا بِالنَّسبَةِ لبيتِ المَقدِسِ يَا مولايَ فقد انتَهتِ الثَّورةُ باتِّفَاقِ أُوسلو
الذي دَأَبَ يَاسِر عرفَات على تَصويرِهِ لَنَا بأَنَّه كَفتحِ مَكة أَو يَزيد ، ولا يَتَّسِعُ المَقَامُ يَا مَولايَ بِعرضِ بُنودِه التَّافِهَةِ على حَضْرتِك إَلا أَنَّه اتفاقٌ يُشبِه استِيلاءَ لِصٍ على بيتِ رجلٍ ، وفي لَحظَةِ نَخوَةٍ تَأتي مَرَّةً في العُمْرِ، قَرَّرَ اللِّصُّ أن يَمنَحَ صَاحِبَ البَيتِ زَاويَةً في غُرفَةٍ لِيَخرُجَ بَعدَهَا وَيُعلِنَ انتصَاره ، والغَريبُ أَنَّه وَجَدَ مَنْ يُصَفِّق لَه ، وَمَا يَزيدُ الأَمرَ سُخريةً أَنَّ إيغال عاميير قَتَلَ اسحاق رابين لأنَّه فَرّطَ بِزاويةٍ من البيتِ المسلوب! فلو أَن إِيغال كانَ فِلسطِينياً وَالتَقى بِمحمود عَباس ما تُراه يَفعَلُ يا مَولايَ ؟!
مَولايَ هَذا كُلُّ ما استَطَاعتْ ذَاكِرتِي تذكُّره ، وَأَنتَ عَلى مَوعِدٍ مَعَ رِسَالَةٍ ثَالِثَةٍ تَأتيكَ إَن كَانَ فِي العُمْرِ بَقِيَّة . وَإلى تِلكَ اللَّحظََةِ قُبُلاتِي ليَديْكَ وَسَلامِي لِصَاحبَيكَ .
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
رد: (** ثم **)
بسم الله الرحمن الرحيم
عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
هذه رِسَالتي الثَّالثَةََ إليكَ ... تأخَّرتُ كثيراَ في كِتابتِها لأنَّ البُومَةَ التي تُوحِي إليّ لكَثرةِ الجُروحِِ كفَّتْ عنِ الوَّحي . فلم أَعد أَعرفُ يا مولاي أَيُّ جُرحٍ أَنْكَأ ! فلتَعذُرنِي هذهِ المرَّةَ إنْ كنتُ سَأفسدُ عليكَ أُمسِيتكَ , أمْ أنَّ الوقتَ في جَناتِ عدنٍ لا تَجري عليهِ المساءاتُ فهُو صَباحٌ مُشرقٌ بنور ربه .
بِمَا أَنَّنَا اتفقنا في المرَّتين السَّابقتينِ يا مولايَ على أَن نُطلقَ عِنانَ الجِراحِ , على مبدَأ شرِّ البليَّةِ ما يُضحِك , فَلنُوقِفْ هذه المقدِّمات, ولأُخبِركَ بأنَّ غولدا مائيير, وهي عجوزٌ شَمطَاءَ , كانتْ رئيسةَ الغُدَّةَ السَّرطََانيةَِ المُسمَاةِ إسرائيلَ, سُئِلت يوماً عن أَتعسِ يومٍ مرَّ عَليهَا مُنذُ قِيامِ الدَّولةِ , وعن أَسعدِ يومٍ . فَقَالتْ : إنَّ أَتعسَ يومٍ مرَّ عليَّ هو يومُ احراقِِ المسجدِ الأقصى ! فقد قلتُ في نفسي إنَّ العربَ سيأكلوننَا بِأسنَانِهم صَبيحةَ اليومِ التَّالي , وأَسعدَ يومٍ مرَّ عليَّ هو صَبيحةُ اليومِ التَّالي , حينَ وجدتُ أنَّ أَسنَانهم صَدِئَة , وأَنَّ لَحمنَا لم تَعد تَستسِيغُه أَفواهُهم , وتذكَّرتُ أنَّ المرأةَ العربيةَ كانتْ حينَ تزفُّ ابنتَها إلى زوجِها توصِيهَا بأَن تخلعَ عنه عمَامتَه ,وترميهَا أرضاً ,فان غضبَ فهو رجلٌ وعليهَا أن تحذرَ وتكن امراةً ونقطة أولَ السَّطر ! وإن لم ترَ في عينيِه غير الشَّبق, فانه دابةٌ فلتمطَتيهِ كيفمَا شاءتْ, فقلتُ لأعضاءِ الكنيست : لقد دخَلنَا في مرحَلةِ الامتِطَاء ! ومَا زالوا يمتطُوننا يَا مولاي!
وبمَا أننا فتحنَا بابَ السُّخريةِ على مصْراعيهِ يا مولايَ, فاعلم أن َّشِمعون بيريز, قال: إنَّ العربَ لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهَمون ,وإذا فهِموا لا يعمَلون, وإذا عمِلوا لا يخِلصُون ,والوليلُ لنا إذا اخلصوا, ولكني لا أرى هذا يكونُ في زمانِي وقد صَدقتْ نبوءَةُ الرجلِ فينا !
وقبلَ أنْ نغلقَ ملفَّ بيرز, لا ضَيرَ أَن تعرفَ يا مولايَ ,أنَّ شَيخَ الأزهرِ التَقى به ِفي محافلِ حوارِ الأديانِ, فهرعَ إليهِ ,وصَافحَه بكلتَا يديهِ, ولمَّا سَرَّبت الصُّحفُ الصِّورَ, قالَ مُتذرعاً: إني لم أَكنْ أَعرفهُ, معْ أنَّ ابنتي فاطمةَ, ذاتَ الاعوامِ الثَّلاثة تعرفُه يا مولايَ! فقد حرصْتُ أن أُعرِّفها عليهِ ,لأَننا لا نستطيعُ أن نحارب َشخصاً لا نكرهُه, ولن نكرهُه ما لم نَعرفهُ, ولكن على مَا يبدُو فانَّ الله طهَّر قلبَ شيخِ الأَزهرِ من الكراهِيةِ فهنيئاً لهُم بِه !
وليسَ بعيداً عن بيتِ المقدسِ ,التي صَارتْ دارَ غولدا, وشِمعون, ومائيير ,وعاميير, فانَّ محمود عباس,_ يا مولايَ_ يهددُ أمريكَا وإسرائِيلَ بأَنَّه لن يترشَّح َلانتخاباتِ الرئاسَةِ إنْ لم يوقِفُوا الاستِيطانَ, ويعودُوا صَاغرينَ إلى مائِدة ِالمفاوضَاتِ. ولكنِّي أُطمئنُكَ ,وأُطمئِنُ روَّادَ السَّاخِرِ الكِرامِ ,أَنَّه سيعدِلُ عن قَرارِه, ِوسيترشَّحُ نُزولاً عندَ رغبَةِ الجَماهيرِ, طَبعاً دونَ أن توقِفَ إسرائيلُ الاستيطانَ .ولكن لا بدَّ مِنْ مائِدةِ مفاوضَاتٍ , فَهُمْ بحَاجةٍ إلى توقيعٍ على أًخذِ ما تبقَّى من أَرضٍ, ومَاءٍ في الوجهِ !
حانَ الوقتُ لنغلقَ بابَ الهزائِمِ يا مولايَ ,ونفتحَ بابَ الانتصاراتِ ,فإنَّ البومَ الذي هو أَنا, سيزفُّ لكَ على غيرِ عَادةٍ خبراً سَعيداً ,ستطربُ له, فقد قامَ الشيف رمزي شويري, مع فريقِ طهوٍ لبنانِيٍّ, بتحطيمِ رقمِ إسرائيلَ القياسِيِّ بصناعَةِ أَكبرِ طَبقِ تَبولةٍ في العَالم, وقالَ : بعدَ تدوينِِ الرَّقَمِ في موسُوعَةِ غينيس للأرقام ِالقياسيةِ , إنَّ هذا الانتصَارَ يوازِي انتصَارَ حربِ تموزَ, وإذا فكَّرتْ إسرائِيلُ بتحطِيمِ هذا الرَّقَمِ فنحنُ جاهِزونَ. فمَا رأيكَ بحربِ المَطَابخِ يا مولاي ؟!
السَّاعةُ تشيرُ إلى الثَّانيةِ فجراً يا مولايَ, وأَرى أنَّ بريدي البُوميِّ لم يعدْ يحتَملُ هرطقاتٍ أَكثَر من هَذه ... أترككَ على أملِ أَن أَلقاكَ مرةً أُخرى وإلى تلكَ اللحظَةِ عليكَ سلامُ الله ورحمتهُ وبركاتُه .
عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
هذه رِسَالتي الثَّالثَةََ إليكَ ... تأخَّرتُ كثيراَ في كِتابتِها لأنَّ البُومَةَ التي تُوحِي إليّ لكَثرةِ الجُروحِِ كفَّتْ عنِ الوَّحي . فلم أَعد أَعرفُ يا مولاي أَيُّ جُرحٍ أَنْكَأ ! فلتَعذُرنِي هذهِ المرَّةَ إنْ كنتُ سَأفسدُ عليكَ أُمسِيتكَ , أمْ أنَّ الوقتَ في جَناتِ عدنٍ لا تَجري عليهِ المساءاتُ فهُو صَباحٌ مُشرقٌ بنور ربه .
بِمَا أَنَّنَا اتفقنا في المرَّتين السَّابقتينِ يا مولايَ على أَن نُطلقَ عِنانَ الجِراحِ , على مبدَأ شرِّ البليَّةِ ما يُضحِك , فَلنُوقِفْ هذه المقدِّمات, ولأُخبِركَ بأنَّ غولدا مائيير, وهي عجوزٌ شَمطَاءَ , كانتْ رئيسةَ الغُدَّةَ السَّرطََانيةَِ المُسمَاةِ إسرائيلَ, سُئِلت يوماً عن أَتعسِ يومٍ مرَّ عَليهَا مُنذُ قِيامِ الدَّولةِ , وعن أَسعدِ يومٍ . فَقَالتْ : إنَّ أَتعسَ يومٍ مرَّ عليَّ هو يومُ احراقِِ المسجدِ الأقصى ! فقد قلتُ في نفسي إنَّ العربَ سيأكلوننَا بِأسنَانِهم صَبيحةَ اليومِ التَّالي , وأَسعدَ يومٍ مرَّ عليَّ هو صَبيحةُ اليومِ التَّالي , حينَ وجدتُ أنَّ أَسنَانهم صَدِئَة , وأَنَّ لَحمنَا لم تَعد تَستسِيغُه أَفواهُهم , وتذكَّرتُ أنَّ المرأةَ العربيةَ كانتْ حينَ تزفُّ ابنتَها إلى زوجِها توصِيهَا بأَن تخلعَ عنه عمَامتَه ,وترميهَا أرضاً ,فان غضبَ فهو رجلٌ وعليهَا أن تحذرَ وتكن امراةً ونقطة أولَ السَّطر ! وإن لم ترَ في عينيِه غير الشَّبق, فانه دابةٌ فلتمطَتيهِ كيفمَا شاءتْ, فقلتُ لأعضاءِ الكنيست : لقد دخَلنَا في مرحَلةِ الامتِطَاء ! ومَا زالوا يمتطُوننا يَا مولاي!
وبمَا أننا فتحنَا بابَ السُّخريةِ على مصْراعيهِ يا مولايَ, فاعلم أن َّشِمعون بيريز, قال: إنَّ العربَ لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهَمون ,وإذا فهِموا لا يعمَلون, وإذا عمِلوا لا يخِلصُون ,والوليلُ لنا إذا اخلصوا, ولكني لا أرى هذا يكونُ في زمانِي وقد صَدقتْ نبوءَةُ الرجلِ فينا !
وقبلَ أنْ نغلقَ ملفَّ بيرز, لا ضَيرَ أَن تعرفَ يا مولايَ ,أنَّ شَيخَ الأزهرِ التَقى به ِفي محافلِ حوارِ الأديانِ, فهرعَ إليهِ ,وصَافحَه بكلتَا يديهِ, ولمَّا سَرَّبت الصُّحفُ الصِّورَ, قالَ مُتذرعاً: إني لم أَكنْ أَعرفهُ, معْ أنَّ ابنتي فاطمةَ, ذاتَ الاعوامِ الثَّلاثة تعرفُه يا مولايَ! فقد حرصْتُ أن أُعرِّفها عليهِ ,لأَننا لا نستطيعُ أن نحارب َشخصاً لا نكرهُه, ولن نكرهُه ما لم نَعرفهُ, ولكن على مَا يبدُو فانَّ الله طهَّر قلبَ شيخِ الأَزهرِ من الكراهِيةِ فهنيئاً لهُم بِه !
وليسَ بعيداً عن بيتِ المقدسِ ,التي صَارتْ دارَ غولدا, وشِمعون, ومائيير ,وعاميير, فانَّ محمود عباس,_ يا مولايَ_ يهددُ أمريكَا وإسرائِيلَ بأَنَّه لن يترشَّح َلانتخاباتِ الرئاسَةِ إنْ لم يوقِفُوا الاستِيطانَ, ويعودُوا صَاغرينَ إلى مائِدة ِالمفاوضَاتِ. ولكنِّي أُطمئنُكَ ,وأُطمئِنُ روَّادَ السَّاخِرِ الكِرامِ ,أَنَّه سيعدِلُ عن قَرارِه, ِوسيترشَّحُ نُزولاً عندَ رغبَةِ الجَماهيرِ, طَبعاً دونَ أن توقِفَ إسرائيلُ الاستيطانَ .ولكن لا بدَّ مِنْ مائِدةِ مفاوضَاتٍ , فَهُمْ بحَاجةٍ إلى توقيعٍ على أًخذِ ما تبقَّى من أَرضٍ, ومَاءٍ في الوجهِ !
حانَ الوقتُ لنغلقَ بابَ الهزائِمِ يا مولايَ ,ونفتحَ بابَ الانتصاراتِ ,فإنَّ البومَ الذي هو أَنا, سيزفُّ لكَ على غيرِ عَادةٍ خبراً سَعيداً ,ستطربُ له, فقد قامَ الشيف رمزي شويري, مع فريقِ طهوٍ لبنانِيٍّ, بتحطيمِ رقمِ إسرائيلَ القياسِيِّ بصناعَةِ أَكبرِ طَبقِ تَبولةٍ في العَالم, وقالَ : بعدَ تدوينِِ الرَّقَمِ في موسُوعَةِ غينيس للأرقام ِالقياسيةِ , إنَّ هذا الانتصَارَ يوازِي انتصَارَ حربِ تموزَ, وإذا فكَّرتْ إسرائِيلُ بتحطِيمِ هذا الرَّقَمِ فنحنُ جاهِزونَ. فمَا رأيكَ بحربِ المَطَابخِ يا مولاي ؟!
السَّاعةُ تشيرُ إلى الثَّانيةِ فجراً يا مولايَ, وأَرى أنَّ بريدي البُوميِّ لم يعدْ يحتَملُ هرطقاتٍ أَكثَر من هَذه ... أترككَ على أملِ أَن أَلقاكَ مرةً أُخرى وإلى تلكَ اللحظَةِ عليكَ سلامُ الله ورحمتهُ وبركاتُه .
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
رد: (** ثم **)
كلام جميل حقيقة ويحمل معاني كتيرة
هو بالله النقر ده قاعد في السودان دا تشكر ول ابوي علي الجمال
هو بالله النقر ده قاعد في السودان دا تشكر ول ابوي علي الجمال
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى