بسمتك التي .... لعالم عباس محمد نور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بسمتك التي .... لعالم عباس محمد نور
فذلكة تاريخية عن قصيدة بسمتك التي...
نشرت هذه القصيدة في ملحق الأيام الثقافي في مارس عام 1973 حينما كان يصدر عن دار جريدة الأيام بتحرير الاستاذ عيسى الحلو وكنت محباً لهذا الملحق لما يطرحه من هموم الفكر والشعر وكنت أحرص على اقتناء هذا الملحق اسبوعياً... ولقد احتفظت بهذه القصيدة حتى انتفاضة شعبان في سبتمبر 1973 وقبيل اعتقالي في نوفمبر تركت القصاصةالتي بها القصيدة في حقيبة ملابسي بمنزل الأخ بشرى إدريس بالمحيريبة وظللت استعيد بعضاً من فواصلها وأنا داخل سجن كوبر وكنت أخشى أن أفقدها خاصة مع شح مصادر النشر في تلك الأيام ولحسن حظي حينما أطلق سراحي وجدتها في معية أشيائي واحتفظت بها حتى قدومي للمملكةالعربية السعودية ثم ضاعت!! وعلى ما أظن أنها نشرت في ديوان الشاعر (إيقاعات الزمن الجامح) وأترككم لتستمتعوا بالقصيدة:
ظـنـنـتُ الــــذي راح عــنــي ذوى
فـــــي الــمــسـاءات غـــــاب.
مسحت جـراحي بـراحي\
وأشـعلتُ لـلريح
مـا مـزقته التباريح
قوّضْتُ من لهفتي ألف باب
شـتّان مـن نـار الـتعلات والبعد بـردُ المآب
مــــن ايــــن ؟ مــن ايــن؟
سـبـحت بـاسـمك فـى الـركـعة الألــف
بـعـد هـجـوع المـصلين والـعاشقين الـذين
يـشقّون لـليل قـبواً، يلاقون أحبابهم في سكون
رأيـتـك تـنـشقُّ مـن مهجتي وردة كـالدهان
ادافع عـن وجنتيك خيوط الضياء الحبيس بقلبي،
أداري عــــيـــون الـــنـــهــار
لـتـنمو بـحـريةٍ عـن فـضـول الـمرأئي،
وعـن هـمسات الوشاة وعـن عـنف نـبضي
يـدفّـع نـسـغ المودة فـي عـرقك الـمشتهي
لأحميك بـين ضـلوعي المدرّع بالصمت والوجد
يـــــا ســــــدرة الــمـنـتـهـى
وأصــغــي إلـيـك إذا الـلـيـل جـــن
وأرصد هـمس الـخلايا وأرقـبها وهـي تـنمو
أرصـــع فــــي مـقـلـتيك الــوسـن
فـرحـماك. مـاذا تـبقى لـنا ولـهذا الـزمن؟
لـــــيــــل’’ عـــــبــــوسْ.
وهـــوت عـلـى الـــرأس الــفـؤوس
ومــضـى الحـبـيبُ مــضـى الـحـبيبْ
والآن رُوِّعَـــــــتْ الـــنــفــوس
فاكـتب لـنـفسك أن هُـزمت وودّع الأشـواق
واللهف الـــحـــــبــــيــــس
وانـهـض لـعـلـك بــاخـع’’ روحـــا
ودمـعـك لا يكـاد يـبـين مـن حُـرُقٍ أسـاه
هــــذا الـعــذاب وقــــد أتــــى
فـاكـتـب لـنـفـسك حـظـهـا وأبـــك
فـما دمـع’’ بـمستبقيك فـي حـضن الـحبيب
نــهــر مـــن الــدمـع الـصـبـيب
يـجـتاح أحرفك الـبريئة يـا صـديق الـناى
والـحـزن المـعتق فــي الـخوابي والـدنان
لا تـــــبـــــتـــــئـــــسْ
إنّــــا إذا مــــا الــلـيـل جــــنَّ
وعـربد الألم الـمزمجر فـي تـلافيف الـثياب
وخـبـا بـريق راشه لـلنجم أحـزان الـغياب
فـاكـتـب لـتـشـهد كــبـوة الـعـشـاق
فــــي الــدرب الـنـهـائيّ الـمـصـير
واســــــــــــــــــــــأل،
لعلك أن تـسائلْ تـلفنى أبـدا يـلوب بي الأياب
يـا حزن مليون ارتعاش في حنايا أضلعٍ ذابت هباءْ
لـيكن نـهارك مصلتا كـالسيف في عنق الرياء
لـيكن كليلك خاشعا متبتلا.وشما على شفة الدعاء
لا الـقلـب أن يـسـمعْ دعــاءك يـسـتجيبْ
لا الـموت مـستبق عـليك ويـستبد بـك القنوط
فـأيـن لحـد الـقـبر مـن حـضن الـحبيب؟
سـيـان لـحـد القـبر أو حـضـن الـحبيب
كـلاهما مـوت’’ وجـسر’’ لـلفناء ولـلمغيب
الله لــــــــــــــــــــــك
يــا أيـهـا الـمـلقى بـقـارعة الــدروب
يـــا أيــهــا الــقـلـب الــيــذوب
جـوىً.ولـيلك نـام فــي نـعـش الـعـشى
مـذ جــاء هــذا الـهاجس الـليلي أرّقـني
فـديـتـك أنــت يـــا قــدرى الـعـتى
مـــا بـارح الـشـوق الـمـبرح مـهـجتى
ما زالـت النيران تـلفح مـمعنات في iiالحريق
فاسـكُـنْ - فديـتـك - فـــي دمـــي
عَرْبِدْ كـما شـاء الـهوى لـك كـله قلبي فداك
فاعـبث بــه واسـفك دمـاه او الـقه لـلجمر
يكفي مـا أرتـآه الأمـس مـن تـنور وجـدك
حـيـث لا حـر الـجـحيم كـحـره، كــلا
ولا مـا ذاقـه(سـيزيف) مـن عـبث الـعذاب
هـو لا - ولا كـعذاب (تنتالوس) في الألم الرهيب
نــهــر مــــن الــدمـع الـصـبـيب
والــقــلـب يــخــفـق لا مــجـيـب
أوجـــــس - فــديــتـك _ خــيـفـةً
امّـا تـرانى أعبر الـفلوات مصطليا بنار هواك
مـمـتطيا جـواد الـصـبر زقـومـا عـلكتُ
لـعـلنى ألـقـاك تـنـسيني تـباريح الـطريق
يـاكـم عـبـرتُ لـك الـسـباريت الـمهولة
غير ذكرك واليقين بأن أراك سواهما ما اخترتُ زاد
لـكـأن طـيـفك حـين بـئر الـيأس تـغريني
وتدنيني وتـنسج لـي أحـابيل الـهزيمة والبعاد
يـمتدّ يـمسك مـن يـديّ يـجرني شوقا إلـيه
لـكأن روحـك هـوَّمتْ فـوقي كـمعجزة المسيح
تُـجْلىِ الـعَمَى عـن باصريَّ تقيم أقدامي الكسيحة
تـنـفـخ الـــروح الـقـوية فــي دمــي
فـيـطـيـرُ بـي جــسـدي الــمـوات
أبـــــرق بـبـسـمـتـك الـــتــى..
وهى الـتى لـو راءهـا مـوسى لـقال لأهـله
آنـسـت نــارا فـامـكثوا . وهـي الـتى..
لــو أشـرقـت مــا اخـتـار أهـل الأرض
شــمـسـا غــيـرهـا. وهــي الــتـي
مــن أجلـها قــد أطـفـئتْ نـارُ الـمجوس
أبـــــرق بــبـسـمـتـك الـــتــي
فــالـمـوت خــيــم فــي الـنـفـوس
هــيـا احـيـها وابــرق بـبـسمتك الـتـي
نـحيا عـليها فـي زمان الـقحط والدم والهزائم
وهـي الـتـي إمـا نـجوع نـمد أيـدينا لـها.
فـنـحسها كـالمنّ والـسلوى ومـائدة الـسماء
يــزفـهــا عـــبـــقُ الــنـسـائـمْ
وهـي الـتي إمّا تـحيق بـنا مرارات ُ الهزيمة
ونـرتاح فـي أفـيائها. ونعود مـن عـرصاتها
أقـــــــــوى عــــزيـــمـــة
إنا تعلمنا ببسمتك التعالي عن مهاوي الضعف فينا
فـــــابــــــتــــــســـــم
إنـــا تـعـلـمـنا بـبـسـمتك الـسـمـو
يـا حـزن مليون ارتعاش لفنى ليلي بأكفان الكآبة
لـكـنني مامِتُّ إنّ دمـي يـسيل مـع الـدموع
وتــصـطـلـي روحــــي صــبـابـة
أفــــــمــــا كـــــفـــــاي؟
هــــــو الـــهــوى قـــــدرى،
فـمنذا يـنزع الإبـراق عـن نـبض الـسحابة؟
إنـــــي انــتـظـرتـك بـــرهــةً
وجـلستُ قـرب النبض في قلبي شكوتُ له أسايْ
فـازداد عـنفاً، رقّ حـتـى كــاد يـخـفت
إن ذا نـبضي وأنت الـروح من جسدي ، هوايْ
فبأيّ قلبٍ فيك تصلبني مسيحا فى صليب الأنتظار؟
إن كـنـت تـؤثـر أن تـراني مـرهـقا قـلقا
كــروح الـريح لا يـقـوى يـقرّ لـها قـرار
تـجـتاز أوديـة الـظـلام ومـرعبات الـقفر
فـــــي صـــبـــر وإصـــــرار
ومـــــــــن دار لـــــــــدار
حــتـى تـحـل بـداركـم وهـنـا حـيـيا
كـــــاد يــفـنـيـهـا الـــــدوار،
فــأنـا - وحــبـك - هــكـذا أبـــداً
مـفيأة ضـلوعي تـربت الأوجـاع حتى تستريح
والـجمر أحـذيتي مـشيت عـلى تـوجهه إلـيك
فـراسخا مـا تـنقضي إلأ وتـنأى مـن جـديد
وجـثـمت لـلأهـوال حـتـى تـنحني هاماتها
وكـمنت لليأس الـمرير جـعلت مـن لـهفي
أســــقّـــيــه الــنـــزيـــف
حتى ارتوى أو ما ارتوى، ومن الهوى في اللامكان
ســقــطــت مـغـشـيـا عـــلــىَّ
وما صحوت سوى لطيفك كان يهمس بأسمك الرنان
فـانـفتحت مسـام الـجـلد تـشـرب وقـعـه
فــــإذا الــصــدى خـمـر الــدنـان.
لــــــلـــــه أنـــــــــــت
فـــكــــيـــف أنــــــــــت
دعـني أنـيخ لك الـقصائد فـي محطات الزمان
فاطـلق أســاري مُــرْ كـما تـهوى لـديْ،
إذ ابـتـسمت قُــوىً تـكـاد الجِـنُّ تـرهبها
وإذ ولّــــى زمــــان الـمـعـجـزات
إنـــي إذا مــــا الــلـيـل خــــان
وأضـاع طيفك في خضم عبابه - وهتفت باسمك
مـا اسـتـجبت - أصـيح ، يـنبلج الـصباحُ
خــــذنـــــي إلـــــيـــــك
إنــي اصـلي مـرةً اخـرى لـتأخذي لـديك
.. حـتى إذا صادفْتُ بـرقاً عـند بـسمتك التى
ضـــن الــزمــان بــهــا عــلـىّ
سـأذوبُ محترقاً سـعيدا فـي تـوهجها المقدس
كـالــكـواكـب فـــــي الــســديـم
لتظل نار البعث تخلق مـن رمادي عاشقا
صهرته كالعشاق بالأشواق حتى ضاء في الليل البهيم
نشرت هذه القصيدة في ملحق الأيام الثقافي في مارس عام 1973 حينما كان يصدر عن دار جريدة الأيام بتحرير الاستاذ عيسى الحلو وكنت محباً لهذا الملحق لما يطرحه من هموم الفكر والشعر وكنت أحرص على اقتناء هذا الملحق اسبوعياً... ولقد احتفظت بهذه القصيدة حتى انتفاضة شعبان في سبتمبر 1973 وقبيل اعتقالي في نوفمبر تركت القصاصةالتي بها القصيدة في حقيبة ملابسي بمنزل الأخ بشرى إدريس بالمحيريبة وظللت استعيد بعضاً من فواصلها وأنا داخل سجن كوبر وكنت أخشى أن أفقدها خاصة مع شح مصادر النشر في تلك الأيام ولحسن حظي حينما أطلق سراحي وجدتها في معية أشيائي واحتفظت بها حتى قدومي للمملكةالعربية السعودية ثم ضاعت!! وعلى ما أظن أنها نشرت في ديوان الشاعر (إيقاعات الزمن الجامح) وأترككم لتستمتعوا بالقصيدة:
ظـنـنـتُ الــــذي راح عــنــي ذوى
فـــــي الــمــسـاءات غـــــاب.
مسحت جـراحي بـراحي\
وأشـعلتُ لـلريح
مـا مـزقته التباريح
قوّضْتُ من لهفتي ألف باب
شـتّان مـن نـار الـتعلات والبعد بـردُ المآب
مــــن ايــــن ؟ مــن ايــن؟
سـبـحت بـاسـمك فـى الـركـعة الألــف
بـعـد هـجـوع المـصلين والـعاشقين الـذين
يـشقّون لـليل قـبواً، يلاقون أحبابهم في سكون
رأيـتـك تـنـشقُّ مـن مهجتي وردة كـالدهان
ادافع عـن وجنتيك خيوط الضياء الحبيس بقلبي،
أداري عــــيـــون الـــنـــهــار
لـتـنمو بـحـريةٍ عـن فـضـول الـمرأئي،
وعـن هـمسات الوشاة وعـن عـنف نـبضي
يـدفّـع نـسـغ المودة فـي عـرقك الـمشتهي
لأحميك بـين ضـلوعي المدرّع بالصمت والوجد
يـــــا ســــــدرة الــمـنـتـهـى
وأصــغــي إلـيـك إذا الـلـيـل جـــن
وأرصد هـمس الـخلايا وأرقـبها وهـي تـنمو
أرصـــع فــــي مـقـلـتيك الــوسـن
فـرحـماك. مـاذا تـبقى لـنا ولـهذا الـزمن؟
لـــــيــــل’’ عـــــبــــوسْ.
وهـــوت عـلـى الـــرأس الــفـؤوس
ومــضـى الحـبـيبُ مــضـى الـحـبيبْ
والآن رُوِّعَـــــــتْ الـــنــفــوس
فاكـتب لـنـفسك أن هُـزمت وودّع الأشـواق
واللهف الـــحـــــبــــيــــس
وانـهـض لـعـلـك بــاخـع’’ روحـــا
ودمـعـك لا يكـاد يـبـين مـن حُـرُقٍ أسـاه
هــــذا الـعــذاب وقــــد أتــــى
فـاكـتـب لـنـفـسك حـظـهـا وأبـــك
فـما دمـع’’ بـمستبقيك فـي حـضن الـحبيب
نــهــر مـــن الــدمـع الـصـبـيب
يـجـتاح أحرفك الـبريئة يـا صـديق الـناى
والـحـزن المـعتق فــي الـخوابي والـدنان
لا تـــــبـــــتـــــئـــــسْ
إنّــــا إذا مــــا الــلـيـل جــــنَّ
وعـربد الألم الـمزمجر فـي تـلافيف الـثياب
وخـبـا بـريق راشه لـلنجم أحـزان الـغياب
فـاكـتـب لـتـشـهد كــبـوة الـعـشـاق
فــــي الــدرب الـنـهـائيّ الـمـصـير
واســــــــــــــــــــــأل،
لعلك أن تـسائلْ تـلفنى أبـدا يـلوب بي الأياب
يـا حزن مليون ارتعاش في حنايا أضلعٍ ذابت هباءْ
لـيكن نـهارك مصلتا كـالسيف في عنق الرياء
لـيكن كليلك خاشعا متبتلا.وشما على شفة الدعاء
لا الـقلـب أن يـسـمعْ دعــاءك يـسـتجيبْ
لا الـموت مـستبق عـليك ويـستبد بـك القنوط
فـأيـن لحـد الـقـبر مـن حـضن الـحبيب؟
سـيـان لـحـد القـبر أو حـضـن الـحبيب
كـلاهما مـوت’’ وجـسر’’ لـلفناء ولـلمغيب
الله لــــــــــــــــــــــك
يــا أيـهـا الـمـلقى بـقـارعة الــدروب
يـــا أيــهــا الــقـلـب الــيــذوب
جـوىً.ولـيلك نـام فــي نـعـش الـعـشى
مـذ جــاء هــذا الـهاجس الـليلي أرّقـني
فـديـتـك أنــت يـــا قــدرى الـعـتى
مـــا بـارح الـشـوق الـمـبرح مـهـجتى
ما زالـت النيران تـلفح مـمعنات في iiالحريق
فاسـكُـنْ - فديـتـك - فـــي دمـــي
عَرْبِدْ كـما شـاء الـهوى لـك كـله قلبي فداك
فاعـبث بــه واسـفك دمـاه او الـقه لـلجمر
يكفي مـا أرتـآه الأمـس مـن تـنور وجـدك
حـيـث لا حـر الـجـحيم كـحـره، كــلا
ولا مـا ذاقـه(سـيزيف) مـن عـبث الـعذاب
هـو لا - ولا كـعذاب (تنتالوس) في الألم الرهيب
نــهــر مــــن الــدمـع الـصـبـيب
والــقــلـب يــخــفـق لا مــجـيـب
أوجـــــس - فــديــتـك _ خــيـفـةً
امّـا تـرانى أعبر الـفلوات مصطليا بنار هواك
مـمـتطيا جـواد الـصـبر زقـومـا عـلكتُ
لـعـلنى ألـقـاك تـنـسيني تـباريح الـطريق
يـاكـم عـبـرتُ لـك الـسـباريت الـمهولة
غير ذكرك واليقين بأن أراك سواهما ما اخترتُ زاد
لـكـأن طـيـفك حـين بـئر الـيأس تـغريني
وتدنيني وتـنسج لـي أحـابيل الـهزيمة والبعاد
يـمتدّ يـمسك مـن يـديّ يـجرني شوقا إلـيه
لـكأن روحـك هـوَّمتْ فـوقي كـمعجزة المسيح
تُـجْلىِ الـعَمَى عـن باصريَّ تقيم أقدامي الكسيحة
تـنـفـخ الـــروح الـقـوية فــي دمــي
فـيـطـيـرُ بـي جــسـدي الــمـوات
أبـــــرق بـبـسـمـتـك الـــتــى..
وهى الـتى لـو راءهـا مـوسى لـقال لأهـله
آنـسـت نــارا فـامـكثوا . وهـي الـتى..
لــو أشـرقـت مــا اخـتـار أهـل الأرض
شــمـسـا غــيـرهـا. وهــي الــتـي
مــن أجلـها قــد أطـفـئتْ نـارُ الـمجوس
أبـــــرق بــبـسـمـتـك الـــتــي
فــالـمـوت خــيــم فــي الـنـفـوس
هــيـا احـيـها وابــرق بـبـسمتك الـتـي
نـحيا عـليها فـي زمان الـقحط والدم والهزائم
وهـي الـتـي إمـا نـجوع نـمد أيـدينا لـها.
فـنـحسها كـالمنّ والـسلوى ومـائدة الـسماء
يــزفـهــا عـــبـــقُ الــنـسـائـمْ
وهـي الـتي إمّا تـحيق بـنا مرارات ُ الهزيمة
ونـرتاح فـي أفـيائها. ونعود مـن عـرصاتها
أقـــــــــوى عــــزيـــمـــة
إنا تعلمنا ببسمتك التعالي عن مهاوي الضعف فينا
فـــــابــــــتــــــســـــم
إنـــا تـعـلـمـنا بـبـسـمتك الـسـمـو
يـا حـزن مليون ارتعاش لفنى ليلي بأكفان الكآبة
لـكـنني مامِتُّ إنّ دمـي يـسيل مـع الـدموع
وتــصـطـلـي روحــــي صــبـابـة
أفــــــمــــا كـــــفـــــاي؟
هــــــو الـــهــوى قـــــدرى،
فـمنذا يـنزع الإبـراق عـن نـبض الـسحابة؟
إنـــــي انــتـظـرتـك بـــرهــةً
وجـلستُ قـرب النبض في قلبي شكوتُ له أسايْ
فـازداد عـنفاً، رقّ حـتـى كــاد يـخـفت
إن ذا نـبضي وأنت الـروح من جسدي ، هوايْ
فبأيّ قلبٍ فيك تصلبني مسيحا فى صليب الأنتظار؟
إن كـنـت تـؤثـر أن تـراني مـرهـقا قـلقا
كــروح الـريح لا يـقـوى يـقرّ لـها قـرار
تـجـتاز أوديـة الـظـلام ومـرعبات الـقفر
فـــــي صـــبـــر وإصـــــرار
ومـــــــــن دار لـــــــــدار
حــتـى تـحـل بـداركـم وهـنـا حـيـيا
كـــــاد يــفـنـيـهـا الـــــدوار،
فــأنـا - وحــبـك - هــكـذا أبـــداً
مـفيأة ضـلوعي تـربت الأوجـاع حتى تستريح
والـجمر أحـذيتي مـشيت عـلى تـوجهه إلـيك
فـراسخا مـا تـنقضي إلأ وتـنأى مـن جـديد
وجـثـمت لـلأهـوال حـتـى تـنحني هاماتها
وكـمنت لليأس الـمرير جـعلت مـن لـهفي
أســــقّـــيــه الــنـــزيـــف
حتى ارتوى أو ما ارتوى، ومن الهوى في اللامكان
ســقــطــت مـغـشـيـا عـــلــىَّ
وما صحوت سوى لطيفك كان يهمس بأسمك الرنان
فـانـفتحت مسـام الـجـلد تـشـرب وقـعـه
فــــإذا الــصــدى خـمـر الــدنـان.
لــــــلـــــه أنـــــــــــت
فـــكــــيـــف أنــــــــــت
دعـني أنـيخ لك الـقصائد فـي محطات الزمان
فاطـلق أســاري مُــرْ كـما تـهوى لـديْ،
إذ ابـتـسمت قُــوىً تـكـاد الجِـنُّ تـرهبها
وإذ ولّــــى زمــــان الـمـعـجـزات
إنـــي إذا مــــا الــلـيـل خــــان
وأضـاع طيفك في خضم عبابه - وهتفت باسمك
مـا اسـتـجبت - أصـيح ، يـنبلج الـصباحُ
خــــذنـــــي إلـــــيـــــك
إنــي اصـلي مـرةً اخـرى لـتأخذي لـديك
.. حـتى إذا صادفْتُ بـرقاً عـند بـسمتك التى
ضـــن الــزمــان بــهــا عــلـىّ
سـأذوبُ محترقاً سـعيدا فـي تـوهجها المقدس
كـالــكـواكـب فـــــي الــســديـم
لتظل نار البعث تخلق مـن رمادي عاشقا
صهرته كالعشاق بالأشواق حتى ضاء في الليل البهيم
الفضل الحاج البشير- مشرف منتدى الشعر
رد: بسمتك التي .... لعالم عباس محمد نور
لعل وقتها كان عالم ما زال طالبا في الجامعة ، يدهشني عالم بإستخدامه لمفردات اللغة القرآنيه وبإطّلاعه العريض بشتى ضروب المعرفة وإستخدام كل ذلك في قصائده الرائعة ، والألق الشعري البديع الذي لا تخطئه عين.
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
مواضيع مماثلة
» صديقي لعالم عباس محمد نور
» النص الكامل لقصيدة الشاي لعالم عباس
» يا ناس ..اقرأوا لعالم عباس الشاعر الرقيق العفيف وطن يباع ويشترى
» قال عالم عباس محمد نور
» قال عالم عباس محمد نور
» النص الكامل لقصيدة الشاي لعالم عباس
» يا ناس ..اقرأوا لعالم عباس الشاعر الرقيق العفيف وطن يباع ويشترى
» قال عالم عباس محمد نور
» قال عالم عباس محمد نور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى