للصبر حدود

لا اعتقد ان احدا من المريخين لم يتوقع ما حدث من التحكيم في مباراة القمة او لم يتوقع ان لاعبين بعينهم في الهلال سيمارسون اسلوب اللعب الذي الفوه في مباريات القمة وان ما حدث في مباراة نهائي الممتاز من بعض ادارييهم عقب المباراة ومن بعض لاعبيه امثال اسامة التعاون وعلاء الدين يوسف اثناء المباراة للحد من خطورة لاعبي المريخ ما هو الا مقدمة لما سيحدث في مباراة الكأس من الاعتماد الاساسى على العنف غير القانوني من الضرب واللعب على الاجسام والخروج عن الروح الرياضية بشتي الوسائل تحت حماية التحكيم وان الاتحاد العام بغض النظر عن كل ما حدث في تلك المباراة والاعتماد على التحكيم المحلى (المستجد) في مباراة الكأس انما اعطى الضوء الاخضر للاعبي الهلال وادارييهم ليفعلوا ما يشاءون للثأر من المريخ ومن هزيمة مباراة الممتاز وليس ادل على ذلك من تجاهل تقرير المراقب الفني ورئيس لجنة التحكيم المركزية الذي طالب بتحويل رئيس الهلال ومدير الكرة وعضو المجلس الى لجنة الانضباط والاستعاضة عن ذلك بتحويل نائب سكرتير المريخ ومساعد الرئيس ومن لف لفهم الى لجنة الانضباط.
كل تلك الاحداث والتداعيات التي سبقت مباراة الكأس كانت مؤشرات واضحة لانتزاع بطولة الكأس من المريخ بكل الوسائل غير المشروعة.
ففى ظل التوقعات التي كانت تشير الى تعيين الدولي خالد عبد الرحمن لادارة مباراة الكأس خاصة وانه من الحكام الذين وقع عليهم الاختيار لادارة مباريات نهائيات كأس الامم الافريقية بانغولا فاجئت لجنة (سيحة) الجميع بتعيين (حكم تحت الاختبار) هو عمار كريمة لادارة المباراة ليترك الفوضى تضرب باطنابها في المباراة من لاعبي الهلال دون ان يحفل بكل ما يجرى فيها من العنف والشلاليت و(الكف) على عينك يا تاجر مكتفيا (بالفرجة) احيانا وبالانذارات التي لا تفضى الى شئ ولا تسمن ولا تغني عن الفوضى والعك في اغلب الاحيان.
ففى حين تجاهل عن ضربة جزاء واضحة وضوح الشمس في الدقائق الاولى للمباراة عاد وقد اطمأنت نفسه على النتيجة بهدفي الهلال ليحتسب ما احتسبها عن استحياء هذا الى جانب (استقطاعه) لنصف الزمن المهدر من الشوط الاول وكان ذلك مثار الاعجاب حتى من بعض الهلاليين.
صحيح ان مدرب المريخ كاربوني لم يكن موفقا عندما اجلس افضل طرف ايمن بلة جابر في دكة الاحتياطين لشوط كامل وخلط الاوراق بينه وبين قلق الذي كان في افضل حالاته وكامل لياقته البدنية والذهنية وترك مجاهد ولاسانا وسعيد السعودي ومنهم من يعاني من الاصابة ومنهم من يعاني من البطء في الوسط ولم يفطن الى التغيير وتصحيح المسار الا بعد فوات الاوان ولكن كان للتحكيم الدور الاكبر في خسارة المريخ للبطولة المحببة والتي لا شك ستعاني من الغربة لعام كامل بعد ان تركت الديار التي الفتها لاربعة اعوام على التوالى بامر التحكيم وبعض الاخطاء الفنية التي لا شك ان كاربوني قد تعلم منها وكشفت له عن المسالب التي يحتاج لمعالجتها في الموسم الجديد.
هدفا سادومبا خاصة الهدف الاول كان في مقدور الباشا انقاذه بذات الطريقة التي قضى بها على هدف ثالث من عمر بخيت والكرة في طريقها الى الشباك ولكنه تباطئ ولم يحسن التعامل مع الكرة التي كانت تتهادى هنيهة الى المرمى الخالي من الحارس اكرم الذي اخطأ التقدير في الخروج المبكر من مرماه يبدو اعتمادا على تغطيه ظهره من سفاري والباشا والثاني كان بنفس الطريقة وترك سادومبا يتحرك بحرية في المساحة الخالية من التغطية الدفاعية ومثل هذا الخطأ الفادح كان المريخ قد فرغ من معالجته في مبارياته الاخيرة بعد ان عاني منه ردحا من الزمن ليعود لتكراره في مباراة الكأس ليحرز من خلاله الهلال هدفين بالكربون.
لا نشفق على المريخ في الموسم الجديد فكل شئ يدعو للاطمئنان والثقة في الظهور المبهر ولكننا نخشى عليه من استمرار هذا الوضع المتردى في الاتحاد العام ولجانه وعلى رأسها لجنة التحكيم المركزية التي جعلت من المنافسات الداخلية مسخا مشوها لاهدافها السامية وللصبر حدود ولابد من وضع الامور في نصابها الصحيح حتى اذا استدعى ذلك لانسحاب المريخ من هذه المنافسات حتى ينصلح الحال المايل في الاتحاد العام.
بالطبع لا نحزن على فقد بطولتي الممتاز والكأس في هذا الموسم العجيب ذلك لانه اذا عرف السبب بطل العجب ونقول للحكام الف مبروك قبل الهلال وللمريخ العظيم نقول دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة وان غدا لناظره قريب.