ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا تفوتكم هذه الرائعة تتمة المقصورة للجواهري

اذهب الى الأسفل

لا تفوتكم هذه الرائعة تتمة المقصورة للجواهري Empty لا تفوتكم هذه الرائعة تتمة المقصورة للجواهري

مُساهمة من طرف الفضل الحاج البشير 11th مايو 2009, 18:24

سقَوا أرضَهم بنجيعً الدِّماءِ فكانَ الشعارَ الدَّمُ المُستقى
وأولاءِ شُغْلُهم بالبطونِ فهلاّ استعانوا بشدِّ المِعى
وعارٍ تحلّى بثوب الأديب وممَّا يُزكّي أديباً خَلا
ومن تبعات النُّفوس الكبار بسِنِّ اليَراعِ الرخيصِ احتمى
ووغدٍ تخيَّرَ أمثالَه فوغداً أهرَّ ووغداً شلا
إذا ما تصفحتَ أصنامَه وهُزأةَ ألقابها والكُنى
أراكَ- وإن أنكرَ العالمانِ - بمزمارِ داودَ ، بُوماً شدا
وأنَّ غُراباً شأى " معبداً " وأنّ حِماراً " غريضاً " حَكى
بدا لكَ طاهٍ أجيرُ البطونِ كلُّ الذي تشتهيهِ طها
يسُدُّ بذاكَ فراغَ الضميرِ ويُوقِدُ روحاً خبيثاً خَبا
يبِصُّ لَذي مَنصِبٍ يُرتجى ويَخدُم ذا صَولةٍ يُختشى
يَرى أنَّه حين يُطري الفسيل جُذَيْلاً هجا ، وعُذَيْقاً رمى
وشرٌّ أهرَّ بها أكلُباً أعارَهمُ نابَهمْ إذْ سَطا
حَبا ما حبا طغمة أُتخِمتْ بفَضْلاتهِ ، وزوي ما زوى
وأطلقَ للصيدِ أظفارهنَّ وأنيابَهنَّ بها واختفى
يقولونَ إنَّ يداً في الغُيوبِ تُدير على الأرضِ حُكم السَّما
ولمَّا يَزَلْ مَثَلٌ سائرٌ على الناسِ يَجري : بأيدي سبا
وتحريقُ " لوطٍ " بذنبٍ أتى وأخذُ " ثمودٍ " بسِقبٍ رغا
فما بالُ كفِّ القضا لا تدورُ على بلدٍ ظلَّ حتى اختزى !؟
وأضحى " ثمودُ " و " لوطٌ " به ومَن لهما في الشرورِ انتمى
ومَن عاثَ في أممِ المشرقَينَ وجارَ على أهلها واحتمى
حَييِينَ بينَ ولاة الأمورِ في بلدٍ ضاعَ فيه الحيا
يسائلُ بعضٌ به بعضهم أنحنُ أُخذنْا وهذا نجا ؟!
أُخِذْتَ لأني ركبتُ الطريقَ شَذاً إلى غايةٍ تُبتغى
وأنت أُخِذْتَ على ناقةٍ بفلْسينِ أمثالُهما تُشترى
وكنَّا أُناساً كماء السَّماءِ تَخبَّطَ طوراً وطوراً صَفا
نجيءُ الحياةَ على رِسلِها نهاياتُها عندنا كالبِدي
ونأتي الجريرةَ لا نَغتلي ونَبغي الهَناةَ كما تُبتغي
ولا نكبِتُ العاطفاتِ الجْياعَ فيُشرِقنا كبتُها بالشجا
إلى الآنَ يُضرَبُ من ههنا بنا مَثلٌ في مصيرِ الدُّنى
ولو صَحَّ من مثلٍ للدَّمارِ ما كانَ غيرَهمُ ، والتَّوى
وجَدنا هُنا كلَّ ذي عَورةٍ على كلِّ ذي حُرمةٍ قد سطا
وكلَّ كريمِ الثَّنا أصيدٍ تَقلَّص في كِنِّهِ وانزوى
وجَدنا الرَّجالَ هنا بالرِّجالِ لاهينَ ، في وَضَحٍ من سَنا
على حينَ تختصُّ نِسوانُهم نساءً ، ومنتصِفٌ مَن جزى
وجدَنا الزعيمَ – كما يَنْعَتُونَ - على قدَميْ غاصبيهِ ارتمى
وجدنا الخبائثَ والطَّيباتِ بأضدادِهنَّ – هُنا – تُصطفى
وجدنا الرَّجالَ وأسماءَهم يُخَّففُ من قُبحها بالكُنى
بَنِيَّ إذا الدَّهرُ ألقى القناعَ وصرَّح من حسوهِ ما ارتغى
ودالتْ لهمْ دولةٌ كالَّتي لدى الناسِ في وجهها والقفا
سواءٌ فلا خَلْفُها من أمامِ يبدو ، ولا وجهُها من ورا
ولا يستبيحُ بها سابقاً إلى المجدِ ركّاضةً مَن حَبا
ولا يقذفُ الشهمَ ذو لَوثةٍ ذميمٌ ، ولا يدّري مَن وعى
وكانَ المُفَضَّلُ لا المُزدرى لهُ يُعتزى وبهِ يُؤتسى
وكان بها المُثُل الصالحاتُ لا الطالحاتُ ، هي المُقتدى
فلا تبخلوا أنْ تزوروا أباً جريرتُه أنَّ ذُّلاً أبى
ولا تبخَلوا أنْ تَمُدوا يداً لتحضِنَ منه خيالاً سَرى
وطيفاً أتاكمْ يُهنّيكمُ بأنْ قد وُقِيتمْ زماناً مضى
ولا تُنكروا أنَّ " عُشّاً " به تلوحُ لكمْ قَسَماتُ الهنا
كطُهْرِ " الطفولةِ " أجواؤه وأفياؤه كرفيفِ الضحى
ضرَبنا لنجمعَ أعوادَه لكم في صميمِ زمانٍ جَسا
ستدْرون أيَّ مطاوي البلاءِ نزلنا إليها ، وأيَّ الهُوى
وأيَّ الخصومِ مَدَدْنا له بأيِّ الأكفِّ بأيِّ القَنا
ضربناهُ بالفكرِ حتى التوى وبالقلبِ حتى هفا بالرَّدى
وكانَ القريضُ الذي تقرءونَ أقتلَ مِن ذا وهذا شَبا
ضربناه أنْ لم يُصِبْ مَقتلاً بسهمٍ أراشَ ونصلٍ برى
وشرُّ " السهامِ " رُواءُ النعيمِ وشرُّ " النضالِ " بريق الغِنى
سلامٌ على هَضَباتِ العراقِ وشطَّيهِ والجُرْفِ والمُنحنى
على النَّخْلِ ذي السَّعَفاتِ الطوالِ على سيّدِ الشَّجَرِ المُقتنى
على الرُّطَبِ الغَضِّ إذ يُجتلَى كوَشْيِ العروسِ وإذ يُجتنى
بإِيسارهِ يومَ أعذاقُه تَرفّث ، وبالعسرِ عندَ القنى
وبالسَّعْفِ والكَرَبِ المُستجِدِّ ثوباً " تهرّا " وثوباً نضا
ودجلةَ إذْ فارَ آذيُّها كما حُمَّ ذُو حَرَدٍ فاغتلى
ودجلةَ زهوِ الصَّبايا الملاحِ تَخَوَّضُ منها بماءٍ صَرى
تُريكَ العراقَّي في الحالتينِ يُسرِفُ في شُحّهِ والنَّدى
سلامٌ على قَمَرٍ فوقَها عليها هَفا وإليها رَنا
تُدغدِغُ أضواؤهُ صَدْرَها وتَمسحُ طيَّاتِها والثِنى
كأنَّ يداً طرَّزَتْ فوقَها من الحُسن مَوشِيةً تُجتلى
رواءُ النميرِ لها لُحمةٌ وذَوبُ الشعاعِ عليها سَدى
ونجمٌ تَغَوَّرَ من حُبّها ونجمٌ عليها ادَّنى فادَّلى
على الجْسِرِ ما انفكَّ من جانبيهِ يُتيحُ الهَوى مِن عيونِ المها
فيا ليتَهُنَّ الذي يعتدي ويا ليتَكَ الرّجلُ المُعتدى
ويا ليتَ بلواكَ قُبُّ الصدورِ ولُعسُ الشفاهِ وبيضُ الطُّلى
ويا ليتَ أنَّكَ لا تشتكي ظَماءكَ إلاَّ لهذا اللَّمى
وليتَ بهنَّ ولا غيرهنَّ تَنَقَّلُ في غضبٍ أو رِضا
بهنَّ ولا بغلاظِ الرقابِ قِباحِ الوجوهِ خِباثِ الكُلى
سلامٌ على جاعلاتِ النَّقيقِ ، على الشَّاطئينِ ، بَريدَ الهوى
لُعنتنَّ مِن صِبيْةٍ لا تشيخُ ومن شِيْخَةٍ دَهْرَها تُصطبى
تقافَزُ كالجْنِّ بينَ الصخورِ وتندسُّ تحتَ مَهيلِ النَّقا
حَلَفتُ بمنْ راءَكنَّ الحياةَ سمحاءَ أبدعَ ما تُرتأى
وألبسكُنَّ جَمالَ الغديرِ مَن صافَ منكنَّ أو مَن شتا
لأنتُنَّ من واهباتِ البيانِ جَمالاً ومن مُحييِاتِ اللُغى
على أنَّها لُغةٌ ثرَّةٌ عواطفكنَّ بها تُمترى
لقد عابكنَّ بما لا يُعابُ فَدْمٌ بخَلْقٍ جميلٍ زَرى
بسَمحٍ يُنادمُ رَكبَ الخلود ويُحسن للخابطينَ القِرى
يَدُلُّ على الماءِ مَن ضَلَّه ويَرفعُ وحشةَ ليلٍ طَخا
كأنَّ بعينيكِ ياقوتتينِ صاغهما جوهريٌّ جَلا
ولو لم يُخبِّرْ بريقُ النبوغِ بعينيكِ عن مثلِ سفعِ الذّكا
لنَمَّ الجُحوظُ على شاعرٍ بعيدِ الخيالِ عنيفِ الرؤى
سجا الليلُ إلا حماماً أجدٍّ هَديلاً وترجيعَ كلبٍ عَوى
وجُندُبةً طارحَتْ جُندُباً وبُوماً زقا وسحيلاً ثغا
وديكاً يؤذِّنُ في جَمعهم بأن قد مضى الليلُ إلا إنى
ودَّوى قِطارٌ فرَدَّ الحياةَ عفواً إلى عالَمٍ يُبتنى
وما برِحَ القمرُ المستديرُ يَسبحُ في فلَكٍ مِن سنا
تلوذُ النجومُ بأذيالهِ هَفَتْ إذ هفا ودَنَتْ إذ دنا
إلى أنْ تَضوَّرَ غولُ الصَّباحِ ودَبَّ الهُزالُ به فانضوى
سلامٌ على عاطراتِ الحقولِ تناثرُ مِن حولهن القُرى
ويا لَلَطافةِ هذي الدُّنى يُتمّمها لُطفُ تلكَ القُصى
وحبلِ ضياءٍ تدلّى به على أُفقٍ أُفقٌ والتقى
كأنَّ يدَيْ خالقٍ مُبدعٍ تخيَّلَ عُريتَها وأرتأى
يَمُرَّانِ فوقَ الرُّبى والسفوحِ ويخترقانِ سُدوفَ الدُّجى
وينتزعانِ الشُفوفَ التي تدثَّرَ كَوْنٌ بها وارتدى
رويداً رويداً كما سُرِّحتْ غلائلُ غانيةٍ تُنتضى
وألقتْ عليها الغيومُ اللطافُ نَسْجاً كعهدِ الغواني وهى
تحرّقَ كاسٍ إلى عُريهِ وأُغرم عارٍ به فاكتسى
كأنَّ بها عالماً واحداً تلاقى ، وإنْ بَعُد المنتأى
سلامٌ على بلدٍ صُنتُه وإيايَ مِن جفوةٍ أو قِلى
كلانا يكابدُ مُرَّ الفراق على كبدَينا ، ولَذْعَ النَّوى
وكلٌّ يُغِذُّ إلى طِيَّة لنا عند غايتها مُلتقى
غداً إذ يَطِنُّ فضاءُ العراقِ طنينَ الثرى من هزبرٍ خَلا
وإذ يستقلُّ بِضَبْعِي فتىً يَرى الغُنْمَ في العيش كسب الثنا
ويقدُرُ إن ضمَّ منه اليدينِ ايَّ ثمينٍ نفيسٍ حَوى
غداً إذ فريقٌ يحوزُ الثنا يَعَضُّ فريقٌ بصمِّ الصفا

الفضل الحاج البشير
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى