ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البُردة الشَّوْقِيَّة...... ريمٌ على القاع بين البان والعلم (1)

اذهب الى الأسفل

البُردة الشَّوْقِيَّة...... ريمٌ على القاع بين البان والعلم  (1) Empty البُردة الشَّوْقِيَّة...... ريمٌ على القاع بين البان والعلم (1)

مُساهمة من طرف الفضل الحاج البشير 12th مايو 2009, 07:47

هذه قصيدة أحمد شوقي والمسماة بنهج البردة عارض بها قصيدة البردة للبوصيري والتي يقول فيها
أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي سَلَمٍ   **   مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ
ويقول شوقي:
ريـمٌ عَـلى الـقاعِ بَـينَ البانِ وَالعَلَمِ      أَحَـلَّ  سَـفكَ دَمـي في الأَشهرالحُرُمِ
رَمـى  الـقَضاءُ بِـعَينَي جُـؤذَرٍ أَسَداً    يـا  سـاكِنَ  القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
لَـمّا  رَنـا  حَـدَّثَتني الـنَفسُ قـائِلَةً     يـا  وَيـحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
جَـحَدتُها  وَكَـتَمتُ  السَهمَ في كَبِدي   جُـرحُ الأَحِـبَّةِ عِـندي غَـيرُ ذي أَلَمِ
رُزِقـتَ أَسـمَحَ مـا في الناسِ مِن خُلُقٍ    إِذا رُزِقـتَ اِلـتِماسَ الـعُذرِ في الشِيَمِ
يـا لائِـمي فـي هَـواهُ وَالـهَوى قَدَرٌ    لَـو شَـفَّكَ الـوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُم
ِلَـقَـد  أَنَـلتُكَ  أُذنـاً غَـيرَ واعِـيَةٍ    وَرُبَّ مُـنتَصِتٍ وَالـقَلبُ فـي صَـمَمِ
يـا نـاعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً    أَسـهَرتَ  مُـضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
أَفـديكَ إِلـفاً وَلا آلـو الـخَيالَ فِدىً      أَغـراكَ بـاِلبُخلِ مَـن أَغـراهُ بِالكَرَمِ
سَـرى فَـصادَفَ جُـرحاً دامِـياً فَأَسا    وَرُبَّ فَـضلٍ عَـلى الـعُشّاقِ لِـلحُلُمِ
مَــنِ الـمَوائِسُ بـاناً بِـالرُبى وَقَـناً    الـلاعِباتُ بِـروحي الـسافِحاتُ دَمي
الـسافِراتُ  كَـأَمثالِ  الـبُدورِ ضُحىً      يُـغِرنَ شَـمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ
الـقـاتِلاتُ  بِـأَجـفانٍ بِـها سَـقَمٌ    وَلِـلـمَنِيَّةِ  أَسـبـابٌ مِـنَ الـسَقَمِ
الـعـاثِراتُ  بِـأَلبابِ الـرِجالِ وَمـا      أُقِـلنَ مِـن عَـثَراتِ الـدَلِّ في الرَسَمِ
الـمُضرِماتُ خُـدوداً أَسـفَرَت وَجَلَت    عَـن فِـتنَةٍ تُـسلِمُ الأَكـبادَ لِـلضَرَمِ
الـحـامِلاتُ لِـواءَ الـحُسنِ مُـختَلِفاً   أَشـكالُهُ  وَهـوَ فَـردٌ غَـيرُ مُـنقَسِمِ
مِـن  كُـلِّ  بَـيضاءَ أَو سَـمراءَ زُيِّنَتا     لِـلعَينِ وَالـحُسنُ فـي الآرامِ كَالعُصُمِ
يُـرَعنَ  لِـلبَصَرِ الـسامي وَمِن عَجَبٍ     إِذا أَشَــرنَ أَسَـرنَ الـلَيثَ بِـالغَنَمِ
وَضَـعتُ  خَـدّي  وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبيً     يَـرتَعنَ فـي كُـنُسٍ مِـنهُ وَفـي أَكَمِ
يـا بِـنتَ ذي الـلَبَدِ الـمُحَمّى جانِبُهُ      أَلـقاكِ فـي الـغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ
مـا  كُـنتُ أَعـلَمُ حَـتّى عَنَّ مَسكَنُهُ    أَنَّ الـمُـنى وَالـمَنايا مَـضرِبُ الـخِيَمِ
مَـن  أَنـبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ      وَأَخـرَجَ  الـريمَ  مِـن ضِـرغامَةٍ قَرِمِ
بَـيني  وَبَـينُكِ مِـن سُمرِ القَنا حُجُبٌ      وَمِـثـلُها  عِـفَّـةٌ  عُـذرِيَّةُ الـعِصَمِ
لَـم  أَغـشَ  مَغناكِ إِلّا في غُضونِ كِرىً      مَـغـناكَ  أَبـعَدُ لِـلمُشتاقِ مِـن إِرَمِ
يـا  نَـفسُ دُنـياكِ تُـخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ      وَإِن  بَـدا لَـكِ مِـنها حُـسنُ مُبتَسَمِ
فُـضّي  بِـتَقواكِ فـاهاً كُلَّما ضَحِكَت      كَـما  يَـفُضُّ  أَذى الـرَقشاءِ بِـالثَرَمِ
مَـخطوبَةٌ  مُـنذُ كـانَ الـناسُ خاطِبَةٌ      مِـن أَوَّلِ الـدَهرِ لَـم تُـرمِل وَلَم تَئَمِ
يَـفنى  الـزَمانُ  وَيَـبقى مِـن إِساءَتِها     جُـرحٌ بِـآدَمَ يَـبكي مِـنهُ فـي الأَدَمِ
لا  تَـحـفَلي بِـجَـناها أَو جِـنايَتِها    الـمَوتُ بِـالزَهرِ مِـثلُ الـمَوتِ بِالفَحَمِ
كَـم نـائِمٍ لا يَـراها وَهـيَ سـاهِرَةٌ    لَـولا  الأَمـانِيُّ وَالأَحـلامُ لَـم يَـنَمِ
طَـوراً  تَـمُدُّكَ فـي نُـعمى وَعـافِيَةٍ     وَتـارَةً  فـي قَـرارِ الـبُؤسِ وَالوَصَمِ
كَـم  ضَـلَّلَتكَ وَمَـن تُحجَب بَصيرَتُهُ       إِن يَـلقَ صـابا يَـرِد أَو عَـلقَماً يَسُمُ
يـا  وَيـلَتاهُ لِـنَفسي راعَـها وَدَهـا       مُـسوَدَّةُ الـصُحفِ فـي مُبيَضَّةِ اللَمَمِ
رَكَـضتُها فـي مَـريعِ الـمَعصِياتِ وَما     أَخَـذتُ  مِـن حِـميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ
هـامَت  عَـلى  أَثَـرِ الـلَذّاتِ تَطلُبُها       وَالـنَفسُ  إِن  يَـدعُها داعي الصِبا تَهِمِ
صَــلاحُ أَمـرِكَ لِـلأَخلاقِ مَـرجِعُهُ       فَـقَـوِّمِ الـنَفسَ بِـالأَخلاقِ تَـستَقِمِ
وَالـنَفسُ مِـن خَـيرِها فـي خَيرِ عافِيَةٍ      وَالـنَفسُ مِـن شَـرِّها فـي مَرتَعٍ وَخِمِ
تَـطغى إِذا مُـكِّنَت مِـن لَـذَّةٍ وَهَوىً    طَـغيَ  الـجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ
إِن جَـلَّ ذَنـبي عَـنِ الـغُفرانِ لي أَمَلٌ      فـي الـلَهِ يَـجعَلُني فـي خَـيرِ مُعتَصِمِ
أَلـقى رَجـائي إِذا عَـزَّ الـمُجيرُ عَلى       مُـفَرِّجِ  الـكَرَبِ فـي الدارَينِ وَالغَمَمِ
إِذا  خَـفَضتُ  جَـناحَ الـذُلِّ أَسـأَلُهُ       عِـزَّ الـشَفاعَةِ لَـم أَسـأَل سِوى أُمَمِ
وَإِن  تَـقَـدَّمَ  ذو تَـقـوى بِـصالِحَةٍ      قَـدَّمـتُ  بَـينَ يَـدَيهِ عَـبرَةَ الـنَدَمِ
لَـزِمتُ  بـابَ أَمـيرِ الأَنـبِياءِ وَمَـن     يُـمسِك  بِـمِفتاحِ  بـابِ الـلَهِ يَغتَنِمِ
فَـكُـلُّ  فَـضلٍ وَإِحـسانٍ وَعـارِفَةٍ    مــا بَـيـنَ مُـستَلِمٍ مِـنهُ وَمُـلتَزِمِ
عَـلَّقتُ مِـن مَـدحِهِ حَـبلاً أُعَـزُّ بِهِ       فـي يَـومِ لا عِـزَّ بِـالأَنسابِ وَاللُحَمِ
يُـزري قَـريضي زُهَـيراً حـينَ أَمدَحُهُ     وَلا يُـقاسُ إِلـى جـودي لَـدى هَرِمِ
مُـحَـمَّدٌ صَـفوَةُ الـباري وَرَحـمَتُهُ       وَبُـغيَةُ الـلَهِ مِـن خَـلقٍ وَمِـن نَسَمِ
وَصـاحِبُ  الـحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ       مَـتى  الـوُرودُ  وَجِـبريلُ الأَمينُ ظَمي
سَـنـاؤُهُ  وَسَـناهُ الـشَمسُ طـالِعَةً       فَـالجِرمُ فـي فَـلَكٍ وَالـضَوءُ في عَلَمِ
قَـد أَخـطَأَ الـنَجمَ مـا نـالَت أُبُوَّتُهُ     مِـن  سُـؤدُدٍ بـاذِخٍ فـي مَظهَرٍ سَنِمِ
نُـموا إِلَـيهِ فَـزادوا فـي الوَرى شَرَفاً       وَرُبَّ  أَصـلٍ لِـفَرعٍ فـي الفَخارِ نُمي
حَـواهُ  فـي سُـبُحاتِ الـطُهرِ قَبلَهُمُ       نـورانِ  قـاما  مَـقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ
لَـمّـا رَآهُ بَـحـيرا قــالَ نَـعرِفُهُ       بِـما حَـفِظنا مِـنَ الأَسـماءِ وَالـسِيَمِ
سـائِل  حِـراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما       مَـصونَ  سِـرٍّ عَـنِ الإِدراكِ مُـنكَتِمِ
كَـم  جـيئَةٍ  وَذَهـابٍ شُـرِّفَت بِهِما       بَـطحاءُ  مَـكَّةَ فـي الإِصباحِ وَالغَسَمِ
وَوَحـشَةٍ  لِاِبـنِ عَـبدِ الـلَهِ بـينَهُما       أَشـهى مِـنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ
يُـسامِرُ الـوَحيَ فـيها قَـبلَ مَـهبِطِهِ     وَمَـن يُـبَشِّر بِـسيمى الـخَيرِ يَـتَّسِمِ
لَـمّا دَعـا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ    فـاضَت يَـداهُ مِـنَ الـتَسنيمِ بِالسَنَمِ
وَظَـلَّـلَتهُ فَـصـارَت تَـستَظِلُّ بِـهِ     غَـمـامَةٌ  جَـذَبَـتها خـيرَةُ الـدِيَمِ
مَـحَـبَّةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشـرِبَها       قَـعائِدُ  الـدَيرِ وَالـرُهبانُ فـي القِمَمِ
إِنَّ  الـشَمائِلَ  إِن رَقَّـت يَـكادُ بِـها       يُـغرى الـجَمادُ وَيُـغرى كُلُّ ذي نَسَمِ
وَنـودِيَ  اِقـرَأ تَـعالى الـلَهُ قـائِلُها    لَـم  تَـتَّصِل قَـبلَ مَـن قيلَت لَهُ بِفَمِ
هُـنـاكَ  أَذَّنَ  لِـلـرَحَمَنِ فَـاِمتَلَأَت    أَسـمـاعُ مَـكَّةَ مِـن قُـدسِيَّةِ الـنَغَمِ
فَـلا  تَـسَل عَـن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها       وَكَـيفَ نُـفرَتُها فـي الـسَهلِ وَالعَلَمِ
تَـساءَلوا  عَـن  عَـظيمٍ قَـد أَلَمَّ بِهِم       رَمــى الـمَشايِخَ وَالـوِلدانِ بِـاللَمَمِ
يـا  جـاهِلينَ عَـلى الـهادي وَدَعوَتِهِ     هَـل  تَـجهَلونَ مَـكانَ الصادِقِ العَلَمِ
لَـقَّـبتُموهُ أَمـينَ الـقَومِ فـي صِـغَرٍ    وَمــا الأَمـينُ عَـلى قَـولٍ بِـمُتَّهَمِ
فـاقَ  الـبُدورَ وَفـاقَ الأَنـبِياءَ فَكَم       بِـالخُلقِ وَالـخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ
جـاءَ  الـنبِيّونَ بِـالآياتِ فَـاِنصَرَمَت     وَجِـئـتَنا  بِـحَـكيمٍ غَـيرِ مُـنصَرِمِ
آيـاتُـهُ كُـلَّما طـالَ الـمَدى جُـدُدٌ       يَـزيـنُهُنَّ جَــلالُ الـعِتقِ وَالـقِدَمِ
يَـكـادُ فــي لَـفظَةٍ مِـنهُ مُـشَرَّفَةٍ     يـوصيكَ  بِـالحَقِّ وَالـتَقوى وَبِالرَحِمِ
يـا  أَفـصَحَ الـناطِقينَ الـضادَ قاطِبَةً     حَـديثُكَ  الـشَهدُ عِـندَ الذائِقِ الفَهِمِ
حَـلَّيتَ  مِـن  عَـطَلٍ جـيدَ البَيانِ بِهِ     فـي كُـلِّ مُـنتَثِرٍ فـي حُـسنِ مُنتَظِمِ
بِـكُـلِّ  قَـولٍ  كَـريمٍ أَنـتَ قـائِلُهُ     تُـحيِ الـقُلوبَ وَتُـحيِ مَـيِّتَ الهِمَمِ
سَــرَت  بَـشائِرُ بـاِلهادي وَمَـولِدِهِ       في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَـخَطَّفَت مُـهَجَ الـطاغينَ مِـن عَرَبٍ     وَطَـيَّرَت أَنـفُسَ الـباغينَ مِـن عُجُمِ
ريـعَت  لَـها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَت     مِـن  صَـدمَةِ  الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ
أَتَـيتَ وَالـناسُ فَـوضى لا تَـمُرُّ بِهِم    إِلّا عَـلى صَـنَمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَمِ
وَالأَرضُ  مَـمـلوءَةٌ جَـوراً مُـسَخَّرَةٌ     لِـكُلِّ طـاغِيَةٍ فـي الـخَلقِ مُـحتَكِمِ

الفضل الحاج البشير
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى