الاغتراب نار.. شنو صار للحب في زمن الحصار

اخوتي أهلي وأحبابي في أبو جبيهة العامرة وعدتكم ووعد الحر دين عليه أن اواصل معكم موضوع نار الغربة وهذه قصة واقعية عشت أنا تفاصيلها من الألف للياء ( شنو صار للحب في زمن الحصار ؟ )في مدينة طرابلس الغرب بليبيا عاش صاحبنا طالبا بكلية العلوم قسم الكيمياءوتخرج منها وكان لديه ارتباط وثيق مع أبو جبيهة فقد نشأ وترعرع في ربوعها وسرح ومرح وعاش مراتع الصبا وشب الشباب بين أدغال الغابات وحدائق المنقة أم شدرا طوال . وقدل العصريات على رمال البطحة البيضاء بياض سريرة قلبه الصافي . ومصّ شق الدليب وأكل أم كمبش والهالوك . ونشأت له قصة حب وارتباط عميق مع احدى بنات العمومة والأهل ووعدها بالزواج ثم سافر لمواصلة دراسته بالخارج . وبعد أن تخرج مارس هواية الاغتراب وهو يمني النفس بجمع المال والدينار ليعوعد الى فتاة أحلامه لكن نار الغربةحرقت كل مراحل العمر الجميل و تطاولت به وأصبح جمع المال صعبا والحصول عليه أغلى من لبن الطير ولكن صاحبنا عمل المستحيل فاشتغل معلما للكيمياء باحدى مدارس طرابلس الثانوية والأيام ماشة والدينار في فك تمساح واضطرّ أن يترك التدريس وعمل محللا في أحد مصانع الصابون لكي يدخل لجمع المال من باب آخر لكن التمساح أحكم قبضته عارفين التمساح ده منو هو حصار ليبيا من قبل الدول الكبرى أميركا وبريطانيا وحلفائهماعقب مشكلة اسقاط طائرة البانام أميريكان في بلدة لوكربي ببريطانياوعقب ذلك اتخذ قائد الثورة الليبية القذافي قرارا يمنع تحويل العملات الأجنبية مثل الدولار لجميع من بليبيا مواطنين أصليين وأجانب وافدين . وفي هذا الجو الغامض دخل أستاذ الكيمياء العاشق الولهان كيمياء صراع جديد وتحولت كل عقود المغتربين الى عقود تسمى معاملة اللبين والتعامل أصبح بالدينار الليبي وحده لمجابهة موجة الحصار العاتي ودس القرش الأبيض لليوم الأسود وغاب التعامل بالدولار سنين عددا كانت سنوات عجاف عانا فيها جميع سكان ليبيا مرارة العيش . والزمن ما برحم والناس ما بترحم واصبحت الرسائل تنهال على صاحبنا المسكين ليحدد موقفه من ارتباطه بمحبوبته أو يعود للسودان ويكمل مشوار الزواج الميمون. وفي هذه اللحظة كشّر التمساح عن أنيابه واضطربت دواخل أستاذ الكيمياء وتفاعلت مشاعره واختلج قلبه وفؤاده وقرر أن يترك العمل بمصنع الصابون ويلتحق بآبار البترول الذهب الأسود بالصحراء الليبية حيث وجد فرصة عمل هناك عله يسعف جواد حبه الذي أرهقته مسيرة السنين الطويلة كلكم تعرفون أن الصحراء باردة وقارصة والمال في باطن الأرض والتمساح بقى تمساح عشاري ضاع المال وضاعت السنين . والرسائل القادمة من السودان تحمل في باطنها الوعيد والتهديد وصاحبنا قلت حيلته ولا جواب له أمام سيل الرسائل الهادرة سوى رفع كفيه للسماء ولكن حظه العاثر لم يمهله طويلاالى أن جاء العسكري الفراق وأقنع أهل البنت بأن عودة خطيبها للسودان غير ممكنة والأحسن لهم ان يستروا بنتهم بدل ان يحصل لها مكروه أو قدر ووافقت الأسرة المسكينة دون رضاء البنت غير أن عزاءها الوحيد أن فارس أحلامها لم ولن يعود لها وتحت ضغوط الأمهات والخالات وافقت مرغمة على الزواج . وشاع الخبر وعم القرى والحضر حتى وصل الى مسامع ابن أبو جبيهة المخلص الوفي ولم يحتمل الصدمة وشاهدته بأم عيني عندما انكفأ على وجهه وبكى بحرقة وقصة قلب تركناه حتى لا ينكبت الغل في داخله ثم هدأناه ولم نحتمل بكاءه المر وزرفنا معه الدمع سخيا ولكنه اعتصم عن الزواج وانزوى في ضفاف البحر المتوسط ورفض العودة للسودان منذ 1998م وحتى الآن .انه ابنكم من ابوجبيهة الحباك التي علمته الوفاء والاخلاص وصيانة العهود في زمن آخر ليس هذا الزمان الخؤون .

اللهم عوض صبره خيراً منها ويسر امره وارزقه من حيث لا يحتسب..اللهم آمييييين

أخي الجيلي انت قاص ماهر تجيد فن الكتابة والتعبير ... فالبجد قصة مؤثرة جداً ولعنة الله ع الفلوس والمال والدولار .... وأسأل الله ان يعوضه وعسي ان تكرهوا شيئاً فهو خيراً لكم ... وبعد المداخلات لموضوعك الرائع ... سوف أحكي لكم ... عن الغربة ... محبتي

قسمتك يا رقيق الحال *** مكتوب ليك تعيش رحّال
الغربه قصمة ظهر الكثيرين.
اللهم أجرنا يا رب.
شكرا الجيلى على الجمال

لكم رسائل خاصة ... محبتي ...

الأعزاء الكرام nashi وعوض السيد ابراهيم و عثمان محمد يعقوب شاويش ردودكم رائعة وفيها اثراء للنقاش ومتعة في الحوار وأنا سعيد بأن أبو جبيهة الرائعة تلد الرائعون ودمتم زخرا لنا وللسودان الله يخليكم ويسدد خطاكم .

الجيلى أنت قمة الروعه لأنك أتيت من رحم الحبيبه ابجبيهه.
لا تبخل على أحبابك بقصصك الجميله يا جميل