ح تجيك من وين؟
صفحة 1 من اصل 1
ح تجيك من وين؟
الفاتح جبرا - ساخر سبيل
ح تجيك من وين؟
منذ أن إستمعت إلى ذلك المسئول وهو يصرح بأن حال البلاد قد تغير مما كانت عليه وأن معدل رفاهية المواطن قد إزداد وأنا أشعرببعض (المغس) والتشنجات المعوية خاصة بعد أن ينتصف الشهر ويبدأ فى الإقتراب من نهايته ويصل (إلتهاب الجيوب) المزمن إلى ذروته و(بصراحة كده)..
أنا شكيت (فى أمراض اليومين ديل) خاصة بعد أن صار هذا المغس وتلك التشنجات تنتابنى بصورة مستمرة مما جعلنى أفكر فى عرض الأمر على صديقى (دكتور عزام) الذى بعد أن قام بإجراء عده فحوصات نظر إليا نظرة إشفاق جعلتنى أبادره فى خوف ووجل :-
- لو فى حاجه ختيره بالله يا عزام كلمنى!
- لا مافى حاجه بس عندك شويت إرتفاع فى (الرفاهية) !
- (مندهشاً) : وين؟ معقولا أنا عندى رفاهية عشان ترتفع ! هى الرفاهية دى مش عند الخواجات بس؟
- لا يا أستاذ الرفاهية دى عند أى بنى آدم بس عند ناس بتكون نشطة وناس لا!
- (وقد لاحظ انزعاجى) : مافى داعى للخوف والقلق ده مرض بسيط والمسئولين أعلنو عنو وإن شاء الله تتعالج وتبقى زى الفل المهم يا أستاذ الصبر والإيمان..
- يعنى مافيش فايده يا دكتور ؟
إلا أن د. عزام لم يجبنى على سؤالى واخذ ينظر ساهماً فى الفضاء وهنا أدركت أن الموضوع (ختير) فخرجت من عيادته وأنا أفكر فى (العيال) وامهم بعد أن يفقدوا عائلهم الوحيد (اللى هو أنا) بسبب إرتفاع هذه (الرفاهية) !! فسرحت أتخيل مصيرهم وقد قام (عم سيد أحمد) سيد البيت بإخلائهم من المنزل بعد عجزهم عن السداد (وشتت ليهم العفش فى الشارع) وقامت (الشركة إياها) بأخذ (العربيه منهم) لعجزهم عن دفع الأقساط المتبقية وقطع (الأولاد) تعليمهم بسبب طردهم من المدارس لعدم تسديد الرسوم وأصبحت مسألة الأكل والشراب (ذاتا فى تلتلة) بعد أن إمتنع (البقال) والجزار وبتاع اللبن والخدار عن (الجرورة) وأصبحوا يكشرون فى وجوههم بعد ان قاموا بتفعيل لافتة (البيع نقداً) !
عند وصولى للمنزل إنكفأت على مقود العربة ورحت سارحاً أفكر فيما سوف يحدث بعد إنتقالى إلى (الرفيق الأعلى) بسبب هذا الإرتفاع المفاجئ فى (الرفاهية) ، لم لأتبين كم إستغرقت من الوقت وأنا على تلك الحال حتى أحسست بجارى (عم عبدالمجيد) يقف أمام نافذة العربة (يبدو أنه كان واقف مسافة من الزمن) ويسألنى :
- مالك قاعد كده يا أستاذ؟ إن شاء الله مافى عوجه !
- مافى حاجه يا عم عبدالمجيد بس شويت إرتفاع فى الرفاهية!
- (فى إستغراب) : قلتا شنو؟
- ل... أصلو يا عم عبدالمجيد أنا حسيت ليا بى تشنجات كده ومشيت لى دكتور صاحبى كده وكشف عليا وقال ليا عندك إرتفاع فى الرفاهية !
- (مبتسماً) : وإنتا صدقتو؟
- طبعن يا عم عبدالمجيد لازم أصدقو !!
- (وهو يستعدل فى وقفته) : إنتا يا أستاذ مش الكهرباء عندك بتقطع طوااالى؟
- أيوه..
- والموية كمان مرات بتقطع ولامن تجى بتكون معكرة وكووولها شوائب؟
- أيوه..
- والناموس بالليل بيحميكم النوم؟
- أيوه..
- وبتاكل من المواد الغذائية المضروبه المالية السوق دى؟
- أيوه..
- وكل دقيقة يدق ليكا الزول الباب يقول ليكا مره رسوم نفايات ومرة رسوم عوائد ومرة رسوم شنو ما بعرفو؟
- أيوه..
- ولمن تمرض بتدخل المستشفى عشان تمرض تااانى؟
- أيوه..
- ولمن يكتبو ليك على الدواء وتمشى الصيدلية تشتريهو قروشك بتقصر؟
- أيوه..
- وماهيتك بتكمل من يوم خمسة فى الشهر؟
- أيوه..
هنا أخذ عم عبدالمجيد يربت على كتفى فى حنو مبتسماً وهو يقول لى :
- إطمئن يا إبنى دكتورك ده تشخيصو غلت .. اعراض (الرفاهية) دى ح تجيك من وين؟
الرأي الآخر
ح تجيك من وين؟
منذ أن إستمعت إلى ذلك المسئول وهو يصرح بأن حال البلاد قد تغير مما كانت عليه وأن معدل رفاهية المواطن قد إزداد وأنا أشعرببعض (المغس) والتشنجات المعوية خاصة بعد أن ينتصف الشهر ويبدأ فى الإقتراب من نهايته ويصل (إلتهاب الجيوب) المزمن إلى ذروته و(بصراحة كده)..
أنا شكيت (فى أمراض اليومين ديل) خاصة بعد أن صار هذا المغس وتلك التشنجات تنتابنى بصورة مستمرة مما جعلنى أفكر فى عرض الأمر على صديقى (دكتور عزام) الذى بعد أن قام بإجراء عده فحوصات نظر إليا نظرة إشفاق جعلتنى أبادره فى خوف ووجل :-
- لو فى حاجه ختيره بالله يا عزام كلمنى!
- لا مافى حاجه بس عندك شويت إرتفاع فى (الرفاهية) !
- (مندهشاً) : وين؟ معقولا أنا عندى رفاهية عشان ترتفع ! هى الرفاهية دى مش عند الخواجات بس؟
- لا يا أستاذ الرفاهية دى عند أى بنى آدم بس عند ناس بتكون نشطة وناس لا!
- (وقد لاحظ انزعاجى) : مافى داعى للخوف والقلق ده مرض بسيط والمسئولين أعلنو عنو وإن شاء الله تتعالج وتبقى زى الفل المهم يا أستاذ الصبر والإيمان..
- يعنى مافيش فايده يا دكتور ؟
إلا أن د. عزام لم يجبنى على سؤالى واخذ ينظر ساهماً فى الفضاء وهنا أدركت أن الموضوع (ختير) فخرجت من عيادته وأنا أفكر فى (العيال) وامهم بعد أن يفقدوا عائلهم الوحيد (اللى هو أنا) بسبب إرتفاع هذه (الرفاهية) !! فسرحت أتخيل مصيرهم وقد قام (عم سيد أحمد) سيد البيت بإخلائهم من المنزل بعد عجزهم عن السداد (وشتت ليهم العفش فى الشارع) وقامت (الشركة إياها) بأخذ (العربيه منهم) لعجزهم عن دفع الأقساط المتبقية وقطع (الأولاد) تعليمهم بسبب طردهم من المدارس لعدم تسديد الرسوم وأصبحت مسألة الأكل والشراب (ذاتا فى تلتلة) بعد أن إمتنع (البقال) والجزار وبتاع اللبن والخدار عن (الجرورة) وأصبحوا يكشرون فى وجوههم بعد ان قاموا بتفعيل لافتة (البيع نقداً) !
عند وصولى للمنزل إنكفأت على مقود العربة ورحت سارحاً أفكر فيما سوف يحدث بعد إنتقالى إلى (الرفيق الأعلى) بسبب هذا الإرتفاع المفاجئ فى (الرفاهية) ، لم لأتبين كم إستغرقت من الوقت وأنا على تلك الحال حتى أحسست بجارى (عم عبدالمجيد) يقف أمام نافذة العربة (يبدو أنه كان واقف مسافة من الزمن) ويسألنى :
- مالك قاعد كده يا أستاذ؟ إن شاء الله مافى عوجه !
- مافى حاجه يا عم عبدالمجيد بس شويت إرتفاع فى الرفاهية!
- (فى إستغراب) : قلتا شنو؟
- ل... أصلو يا عم عبدالمجيد أنا حسيت ليا بى تشنجات كده ومشيت لى دكتور صاحبى كده وكشف عليا وقال ليا عندك إرتفاع فى الرفاهية !
- (مبتسماً) : وإنتا صدقتو؟
- طبعن يا عم عبدالمجيد لازم أصدقو !!
- (وهو يستعدل فى وقفته) : إنتا يا أستاذ مش الكهرباء عندك بتقطع طوااالى؟
- أيوه..
- والموية كمان مرات بتقطع ولامن تجى بتكون معكرة وكووولها شوائب؟
- أيوه..
- والناموس بالليل بيحميكم النوم؟
- أيوه..
- وبتاكل من المواد الغذائية المضروبه المالية السوق دى؟
- أيوه..
- وكل دقيقة يدق ليكا الزول الباب يقول ليكا مره رسوم نفايات ومرة رسوم عوائد ومرة رسوم شنو ما بعرفو؟
- أيوه..
- ولمن تمرض بتدخل المستشفى عشان تمرض تااانى؟
- أيوه..
- ولمن يكتبو ليك على الدواء وتمشى الصيدلية تشتريهو قروشك بتقصر؟
- أيوه..
- وماهيتك بتكمل من يوم خمسة فى الشهر؟
- أيوه..
هنا أخذ عم عبدالمجيد يربت على كتفى فى حنو مبتسماً وهو يقول لى :
- إطمئن يا إبنى دكتورك ده تشخيصو غلت .. اعراض (الرفاهية) دى ح تجيك من وين؟
الرأي الآخر
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى