ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

+4
عثمان محمد يعقوب شاويش
nashi
زهيرحسن السيد
غريق كمبال
8 مشترك

اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف غريق كمبال 13th مارس 2010, 13:02

مجتمعات الهوسا في تشاد
احداث دارفور بما حملته من مآسي والام واشكالات، دفعت النخب وغيرها لفهم ما يجري، فانعقدت مؤتمرات وصدرت كتب، على اثر التغطية الاعلامية الرهيبة التي احاطت بالحدث، خصوصاً ان من احضروا الاسلحة ورسموا الخرطة واعدوا الهندسة للفتنة، احاطوها كذلك بالحضور الاعلامي فتزامنت الطلقة النارية مع الطلقة الاعلامية وبينما استقرت الطلقة النارية في اجسام سودانية استقرت الطلقة الاعلامية في العقل والوجدان العالمي، فاصبحت دارفور حاضرة وشاخصة في المخيلة والوجدان.
وكغيري فقد شغلت بنبأ دارفور ونبأ ما وراء دارفور وهذا الكتاب يعالج قضايا هجرات شعب الهوسا في تلمسه لطريق الحج وكيف ان هذا الشعب اسهم في التجارة والثقافة والسلام والامن ما بين محور السودان الغربي وعماده كانو وانجمينا ودارفور، ومحور السودان النيلي. وان واسطة العقد كانت دارفور، وتبدأ الدراسة بتحديد منطقة الهوسا والتي هي تخوم ممتدة ما بين النيجر ونيجيريا ومساحتها 75 الف ميل مربع وانه في وقت اجراء الدراسة اي في عام 1969 - 1970 كان هناك 15 مليون هوساوي في نيجيريا و 5،1 مليون هوساوي في النيجر بالاضافة الى الهوسا في التيه اوالغربة في تشاد والسودان والحجاز الخ.
تعريف الهوسا:
ويعني مصطلح هوسا لغة الهوسا وهي لغة شادية، اكتسبت عبر السنين الاف المصطلحات العربية، وتختلف النظريات حول الجذور التاريخية لاصول الهوسا ما بين من ينسبهم الى هجرات من الشرق الاوسط او الى تكتلات سكانية افريقية زنجية، وما يهم في هجرات الهوسا انها اسهمت في تكوين تاريخ وثقافة تشاد وغرب السودان.
ودخل الهوسا تاريخ المنطقة بشدة بعد جهاد الفوديين في مناطق الهوسا بقيادة الشيخ عثمان دان فودي الذي حكم من مدينة سكوتو وتوفى في 1813م. وكانت خلافة سكوتو محاولة رائدة لتطبيق الشريعة و النظام الاسلامي في غرب افريقيا. وتقبل الهوسا حركة الشيخ عثمان وناصروها مما ادى الى امتزاج الهوسا بالفلاني واكتساب الخصائص المشتركة بما فيها اللغة مما شكل صعوبة في التمييز بينهما.
المؤثر الغربي في اسلام السودان:
والى حين من الدهر، تركز الكلام في اسلام السودان، على اشعاع المحور النيلي، الذي يستمد مكوناته من مصر الحجاز والعالم الاسلامي الشرقي في تجاهل للمؤثر الغربي في تشكيل الذات السودانية، وقد تلمس هذا الكاتب ذلك جزئياً في تشريحه لمكونات العقل التشادي والدارفوري.
وتركز جوهر بحث الكاتب، في استقصاء الروايات الشفاهية في عمل ميداني شاق وسط مستوطنات الهوسا في تشاد وعلى الاخص في انجمينا وابشي.
وتوافقت ظروف العمل الميداني، مع تطورات القتال في الثورة التشادية والتي لم يشارك فيها الهوسا الا انهم اثروا وتأثروا بتأثيرات الحرب الاقتصادية والتجارية وتحتضن انجمينا ما يعادل 30% من هوسا تشاد.
ويلخص الهوسا تجربتهم التاريخية القائمة على الاغتراب في المثل القائل «الغريب رجل اعمى له عينان». ويستمد الهوسا خصوصيتهم في المدن التشادية كغرباء وتجار اصحاب اموال ومسلمين ملتزمين ومستوطنين قدامى واصحاب تجارة متجولة، حيث كونت التجارة العابرة للحدود شخصية الهوسا التجارية وارتبط الوجدان والنسيج الاجتماعي للهوسا بطريق الحج ما بين دارفور والمدينة واصبح للهوسا مسار دائري من طرابلس الى بولاق التكرار الى الحجاز ومسار آخر عبر دارفور الفاشر وكردفان ثم الجزيرة الى البحر الاحمر.
قراءة في احصائيات الحج لعام 1970:
وحسب احصائيات الحجاج الافارقة لعام 1970م فقد جاءت نيجيريا في الصدارة بنسبة 24 الف حاج وتليها مصر ما يزيد من 13 الف حاج ثم المغرب حوالي 7 آلاف حاج ثم الجزائر حوالي 6 آلاف حاج والفائدة ان نسب معتبرة من الحجيج النيجيريين من الهوسا مما قد يجعل حجاج الهوسا وحدهم اكثر من الحجيج المصريين في ذاك العام.
ويشير الكاتب الى اشتهار كتاب الفقيه محمد بيلو وسط حجاج غرب افريقيا والمسمى «تنبيه الرافد لما يعتري الحج من مفاسد». علما بانه لم ترصد المراصد، اي امير فلاني في الحج، الا بعد الثلاثينات بعد دخول الخطوط الملكية البريطانية لنقل الحجيج و لكن ما اكثر كبراء وامراء الهوسا الذين ادوا الشعيرة.
واشار الى ذلك ترمنجهام قائلا:« ان طرق غرب افريقيا حملت مخاطر جمة نتيجة للحروبات والغزو الاستعماري ولم يكن وارداً ان يقوم زعيم ديني معتبر بمغامرة اداء الحج ولكن لكل قاعدة استثناء ولاحظ برون broone وجود مواطني غرب افريقيا في نهاية القرن الثامن عشر في دارفور وكردفان حتى الشرق، علما بان اثرياء الفور كانوا يحجون عبر طريق الاربعين.
كما برزت اسطورة ان العصر عصر المهدي وتزامن ذلك مع الجهاد في مناطق الهوسا وكان الشيخ دان فودي يعتقد ان غزواته هي الشروط الموضوعية المطلوبة لتأهيل الزمان والمكان لاستقبال المهدي الذي سيظهر في المحور النيلي مما ادى لهجرة واسعة في اتجاه النيل والحجاز.
المزيد حول نبوءة منسوبة للشيخ دان فودي:
مما نسب الى الشيخ عثمان ان الهجرة الى المهدي ستأخذ طريق بوجو الى مسيهاكوم ثم الى سارا، ثم ساروا ثم واراشي ثم بوسو ثم الى تلال كاجوم - ثم تلال كيجا ثم تلال زرافة ثم الى رواحي ثم الى ديجا ثم الى كاي ثم النوبة ثم مناجم الذهب حيث يوجد 99 جبلاً - وكتب الاسماء بحروفها العربية وعلق الشارح قائلا انه يعرف ثلاثة منها وهي فازوغلي، فافجول وفانكجول وبعد يومين من السفر نصل الى النيل المسيحي.
وربما تكون الاشارة لارض المعدن او حفرة النحاس ومع مرور الاشارة الى النوبة الى انه لم ترد اشارات الى الفاشر او الابيض. وشاعت بعد ذلك اسطورة ان كل المسلمين سيلتقون في مكة في 1400هـ الموافق 1980م.
وبرزت قصة امير المؤمنين محمد الطاهر الذي هاجر في رفقة بضعة الاف من اتباعه الى سودان المحور النيل ولكنه قتل في معركة يورمي على يد الانجليز في عام 1903م بينما واصل ابنه محمد بيلو ما يرنو هجرته التي تأسست عليها مستوطنة ما يرنو الحالية في سنار.
كما شاع ارسال الجواسيس من قبل خلافة صوكتو الى دارفور ووداي منذ ايام السلطان محمد بيلو لتتبع اخبار ظهور المهدي وبرزت ظاهرة المدن المتحركة لانتظار خروج المهدي او الحج او تقوية لاسباب الهجرات الاقتصادية اما في اوساط الهوسا، فقد تركز نشاطها حول الحج ومحبة الحجيج ونظم الحج، وجغرافيته وايدلوجيته وسبل تقوية بناء سياسي مناسب لذلك في اطار ثقافة مادية ولغوية، لان رحلة الحج ارتبطت كذلك باستخدام الارض وصراعاتها وكسب الرزق في هذه الرحلة الطويلة التي ربما استغرقت العمر كله، لذلك يقوم الحاج بتوزيع تركته وكتابة وصيته ويسلم امره للفقيه وكان وجود الفقيه يمثل صمام امان الرحلة للقافلة لانه كرجل مبارك لا ينهب وانما يسمح له ببلوغ مأمنه عبر ابشي ودار صليح والفاشر والنهود والابيض ود مدني ثم على النيل ثم الى سواكن او غيرها.
وسط حروبات القبائل ومجموعات قطاع الطرق والنهب. وادي بروز دولتي رابح فضل الله في بورنو ووداي ودولة علي دينار الى خلق ظروف جديدة ادت احياناً الى تغيير طريق الحج مما يحتاج الى دراسة تفصيلية.
الجيوش الاوروبية تملأ الفراغ في غرب افريقيا:
مثل رابح فضل الله العدو الاول والتحدي الكبير امام القوات الفرنسية الساعية لربط امبراطوريتها في شمال وغرب وافريقيا الاستوائية. بينما مالت بريطانيا لمغازلته. ولكن عزمت فرنسا على استئصاله، بعد ان قتل القائد الفرنسي كرامبل وشتت جيوشه، لذا عمدت فرنسا الى تجميع جيوشها من انحاء الامبراطورية الفرنسية الافريقية «الجزائر وداكار وبرازفيل»، حيث التقت برابح فضل الله في معركة كسري الشهيرة على انهار شاري في الكميرون وعلى بضع اميال من انجمينا الحالية في 22 ابريل 1900م، حيث هزم رابح واغتيل ولكن كذلك بعد ان قام باغتيال قائد القوات الفرنسية لامي الذي سميت انجمينا باسمه «فورت لامي».
مؤثر نيلي اسمه عبد الكريم في وداي:
كثير من السودانيين، لا يعرفون مؤسس دولة وداي في القرن السابع عشر هو نازح نيلي اسمه عبد الكريم مثله مثل احمد المعقور مؤسس دولة الفور ولكن نجهل الكثير كيف استطاع هذا الفقيه النيلي المنسوب لقبائل الجعليين او البديرية ازاحة الاسرة التنجورية الحاكمة، وان اتفقت الروايات على بركته وبسطه للاسلام وتأسيسه للعاصمة في وارا.
وما نعرفه ان خليفته عبد الكريم الثاني او عبد الكريم صابون 1803 / 1813 وسع التجارة وحدود المملكة وجاء على نقيضه خليفته يوسف 1813 / 1839 الذي قيد التجارة واضطهد الناس ولكن اضطر خلفاؤه لاعادة المملكة لسيرتها الاولى في فتح الحدود للتجار والحجاج والسياح واقامة الصلات مع السنوسية في ليبيا.
ومنذ ايام السلطان صابون جاء الجلابة من دنقلا عبر دارفور وتمثلت التجارة في الصمغ العربي والعاج وريش النعام وتمر الهندي والجلود والعبيد واصبحت الفاشر عاصمة دارفور نموذجاً في استقبال الحجيج والتجارة بالنسبة لوداي. ومنذ ذلك الوقت حوت الحوليات صراعات الفلاني مع المساليت والمساليت مع غيرهم من ا لقبائل البدوية الافريقية التي تمثلت الاسلام فاصبح يطلق عليها قبائل عربية.
وحينما وصل الرحالة الشهير التونسي الى وداي وجد الفلاني يتخاطبون باللغة الهوسوية.
وشقت الطريقة التجانية طريقها الى دارفور في شخص عمر جانبو الذي اصبح في حاشية السلطان علي دينار ومؤثراً مثله مثل والد الخليفة عبد الله التعايشي الذي جاء من منطقة لا تزال مثيرة للجدل في غرب افريقيا وعاش وسط التعايشة في جنوب دارفور.
وبرزت في السودان الوسيط كذلك السنوسية واستطاع السيد محمد شريف «1858 / 1835» تحجيم وداي وتأسيس مدينة ابشي الحالية ثالث المدن التشادية في 1850 وجاء توسع السلطان محمد شريف نتيجة للمساعدات التي قدمها له سلطان الفور محمد الفضل كما انتبهت وداي في هذه الفترة الى مركز فيها ما بين كانو والخرطوم، وبن غازي ومامبو وسعت كل من المهدية والسنوسية لكسب ود وداي كما ارتبطت تجارة وداي مع تجارة واو وراجا وكافي كانجي وظلت العربية هي لغة التجارة والحضارة والعبادة في كل منطقة السودان والوسط. كما ظلت دارفور هي مأوى اللاجئين السياسيين من كل المنطقة الممتدة ما بين كانو والخرطوم.
وفي اطار ذلك تجئ اسطورة الحاج بابا علي «babalay» الذي نجح في مد خطوط التجارة الى الفاشر وابشي وجاء بفقهاء للتعليم في ابشي وبني اول مسجد في ابشي، كما برزت في ابشي الطريقة القادرية التي اسسها آل الكنتي الذين جاءوا من تمبكتو وامتدت آثارهم الى دارفور، وكان متوسط الحجيج الذين يدخلون ابشي/ دارفور في الستينات في حدود ما بين 11 الف الى 17 سنوياً - غير القادمين للتجارة والهجرات الاخرى.
بقايا جيش رابح يشكلون اساس السلطة:
ومن سخريات الاقدار ان الاستعمار الفرنسي لم يجد الا ان يرتكز على بقايا اعوان رابح بعد اغتياله في تثبيت اركان ادارتهم حيث اصبح شيخ عمر كورا رئيسا على ديكو dikwa والهوساوي المعلم هارون على جنب البحر في فورت لامي والمعروف ان جيش رابح دمج الكانوري - البرنو - البارما والكوتكو وعرب شوا والتعايشة والباندا وقريش وعلى هؤلاء قامت مدينة انجمينا الحالية. وتكشف احصائيات مدينة فورت لامي «انجمينا» لعام 1911 الوضع الديمغرافي «السكاني للمدينة» حيث جاءت الخريطة العرقية للمدينة كالآتي:
العرب 669
الباندا 307
البارما 80
البوا 43
الفلاني 60
الفور «جلابة» 34
الحداد «هل هم زغاوة» 81
هوسا 80
كانوري «برنو» 606
كوتكو 80
قريش 21
نيلليم 205
ساراكاب 313
سارما ماينجاي 184
جنود سنغاليين 121
الجميع 148،3
ولعل الوضع الديمقرافي الحالي لانجمينا يعتبر انقلابا، مقارنة باوضاعها في عام 1911م ومن المؤكد ان ذات الشئ حدث في دارفور واذا كان في خلال سبعين سنة تضاعف عدد الهوسا فقط في انجمينا من قبضة يد من العائلات الى بضعة آلاف فكذلك الحال في دارفور مع مكونات غرب افريقيا.
واذا كان الانتماء الى الهوسا ليس مجرد مناسبة عنصرية وانما انخراط في مسار تربوي واجتماعي فكذلك الامر والمسار لاكتساب عضوية الانتماء لدارفور.
الاسلام بين تشاد ودارفور:
تترواح التقديرات المعاصرة لمسلمي تشاد ما بين 75% الى 45% من مجمل السكان وربما كان 65% تقدير مناسب. وكما هو الحال في انحاء افريقيا، فان انتشار الاسلام، جاء نتيجة للتجارة والحج والتعليم وبروز ممالك اسلامية في المنطقة - ولكن دارفور هي صومال افريقيا الاخرى، حيث ساد الاسلام وسط الجميع، كما يتبارى الدارفوريون والصوماليون، بوجود اكبر نسبة من حفظة القرآن وسطهم على مستوى العالم الاسلامي، ودخل الاسلام في حوض تشاد منذ القرن الرابع عشر الميلادي على يد الدعاء والقبائل العربية مثل حسونة وجهينة وتوطن العرب كمزارعين ورعاة. وارتبطت مراكز الاسلام حوض تشاد ودارفور بالمراكز الاسلامية في كانو وطرابلس والكفرة والمدن النيلية والساحلية على البحر الاحمر، واذا ما مثلت افريقيا ما وراء الصحراء حدوداً رئيسية في العالم الاسلامي لحركة المد الاسلامي فان تشاد ودارفور تمثلان المركز لهذا القطاع من دار الاسلام بتقاطعها مع اعماق افريقيا وجوارها لشمالها، مما ادى الى ان تكون مسرحاً للتجاذبات الحضارية والدولية ومختلف تأثيرات الاسلام المتبادلة غرباً وشمالاً. كما اصحبت حركة الاسلام في هذه المنطقة مستوعبة للافكار الجديدة في العالم الاسلامي ومرتبطة بما فيه من حراك «سنوسية، مهدية، مغاربية، صوفية، حركات اسلامية معاصر الخ».
مراقبة ورصد الاسلام في تشاد ودارفور:
دلت التجربة التاريخية على عدم القدرة على حجب الاسلام عن تشاد وجوارها فكان البديل هو المسح والرصد والاحتواء وادي طريق الحج وايدلوجية الحج لوحدة الحراك السكاني القائم على التطهر ووحدة الهدف الى اشعاعٍ تضاءل تأثيره بمجئ الطائرة والنقل الحديث.
وقامت السياسة الفرنسية تجاه الاسلام في غرب افريقيا، ان الاسلام رسول حضارة وتوحيد وتجارة وتعليم ولكن يوازي ذلك الخوف من الاسلام كاساس للمقاومة والانعتاق من الاستعمار. و ظلت هذه الازدواجية شاخصة في الذهنية الاستعمارية، فمن ناحية العقل الاسلامي ذكي وماهر ومخلص للعمل والتجارة ولكن كذلك الاسلام يرفض الخنوع للكافر والمحتل علماً بانه يمكن تطوير عقلية اسلامية قابلة للتعايش وسط المغيبين وغير المنتبهين لمطلوبات سلامهم.
سعت الادارة الاستعمارية، لتقوية النزاعات الاسلامية المحلية وتقوية النعرات العرقية والاثنية داخل الاسلام بدعم المساجد المحلية التي تخدم عرقيات بعينها كما عملت على اضعاف الرابط الثقافي مع نيجيريا والنيل والشرق الاوسط وعلى سبيل المثال، فحينما وصلت شحنة ملابس مصرية، بعد الحرب العالمية الثانية تحمل صور محمد نجيب الى انجمينا عام 1953م تم تدميرها لايحاءاتها الثورية.
ظلت السلطات الفرنسية تحتفظ بسجل لكل شخصية دينية وكل حاج هام يمر بالمنطقة، كما حرصت على تقييد حركة الحجيج من السنغال حتى انه من عام 1906 الى 1911 ذهب فقط 11 سنغالياً للحج. وفي 1958م ومن اصل الاف الحجاج العابرين من غرب افريقيا كان فقط 46 من النيجر.
في الخمسينات، كانت هناك فقط اربعة مساجد في انجمينا للجمعة بالاضافة الي الزوايا وكانت هناك 23 زاوية للكانوري «البرنو»، 6 للهوسا، الوداي، الجلابة وواحد للعرب وواحد للسنغاليين ومجموعها 36 مسجداً وزاوية، ويبدو ان 90% من سكان انجمينا مسلمين وكانت نسبة البرنو لكل مسجد 1/ 237 بينما عند الهوسا 1/133.
وفي مسح عام 1947م للخلاوي برز ان هناك 80 خلوة وان معظم مدرسيها جاءوا من نيجيريا ومناطق البرنو والهوسا.
وبينما كانت هناك فقط 7 مدارس اولية في كل من تشاد وتضم ما لا يزيد عن خمسمائة طالب كانت المدارس القرآنية تحتوي اكثر من الف طالب في انجمينا وحدها، وتكشف الخرطة الدينية عن وجود السنوسية والميرغنية والقادرية والتجانية والمهدية وبدأت التجانية منذ عام 1901 وكان اسلام رئيس القبيلة يعني اسلام كل القبيلة. وحينما تم تدشين الارسالية اليوسوعية في 1949، توافق ذلك مع دخول قرابة الستين الف في دين الاسلام. ومن الغرائب ان شطارة الهوسا في التجارة دفعت بعض علماء الاجناس لتصنيفهم من اصول يهودية وذات الشئ على الزغاوة.
ويلام شمال السودان احياناً على تجارة الرقيق علما بانها كانت شاخصة في كل غرب افريقيا ولكن لاسباب تتصل باحياء الحقد والكراهية للمحور النيلي تم التركيز على المحور النيلي، حيث حتى النساء من الهوسا وغرب افريقيا شاركن في تجارة الرقيق التي تتضاءل سجلاتها مع وارد السودان النيلي.
الحنين الى المهدية وظهور الاسلام:
ما يزال يراود الذهن الغرب/ افريقاوي الحنين الى فكرة مجدد الدين، المهدي، وفي الفترة 49/1952م - هاجر قرابة 14 الف من الفلاني طلباً لرايته في السودان وتوطنوا في سنار ومن الظواهر ان ثقافة الهوسا تطغى في محياهم فيصبح المحيط هوساوياً بالكلام والزواج والاستيعاب، مثلهم مثل الجلابة الذين جاءوا من دنقلا ونواحيها وعمروا السلطنات الاسلامية من دارفور حتى سكوتو واستطاع الجلابة الامساك بسر التجارة وتجاوز الهوسا، لانهم دخلوا التجارة كشراكات وكان سر تجار انجمينا في عام 1911م من برنو - وما يهم فقد كانت تشاد بالنسبة للهوسا والفلاني وغيرهم منطقة عبور للسودان وليس في تشاد وجوارها مستوطنة للهوسا تعادل حجمهم في الجزيرة في السودان، التي عملوا فيها لعقود وبدأت الادارة الاستعمارية في تشجيعهم منذ العشرينات حتى لا تستخدم ايدي عاملة مصرية - وقد عملوا كعمال زراعيين وحلاقين وجزارين واصحاب حوانيت وصيادي اسماك الخ.
لقد ذهب طريق الحج متلاشياً وتقلصت معه التجارة والمنافع وزادت العطالة مع ازدياد السكان وتلاشت كذلك ثقافة السلام مع تلاشي ثقافة الحج وتلاشي الموارد. وتمثلت ثقافة الحج في بناء المساجد والزوايا والتكايا وتمثل الخطاب الديني العابر للحواجز السياسة.. والعرقية وكذلك في الزواج والخدمة وتبادل الخبرات وتقاطعت الهجرة والاستيطان والحياة المجتمعية مع الارتباط بالحجاز وارسال الكسوة لتخلق نمط حياة خاص وايدلوجية اساسها الحج عبر غرب افريقيا حيث اعطى الدين متمثلا في الحج للسفر والرزق ووحدة الهدف ومثل الحجيج والدعاة طلائع للتثاقف والترابط الروحي والاجتماعي ولكن اليوم بما فضل معظم هوسا التوطن في السودان على العودة لنيجيريا او تشاد مما مثل ضغطاً على الموارد ومهما يكن فان دارفور جديرة بان تكون بحيرة سكانية افريقية قائمة على التعايش والمحبة والعيش المشترك ونموذجاً لافريقيا الجديدة نأمل في ذلك.
ولعل البديل لطريق الحج الذي ادي للسلام والثقافة واستكمال اسلام دارفور طريق انقاذ غربي يصل ما بين الفاشر وكانو من ناحية والفاشر والابيض من ناحية والله اعلم.
والسلام
غريق كمبال
غريق كمبال
مشرف المنتدى الاقتصادى
مشرف المنتدى الاقتصادى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty رد: مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف زهيرحسن السيد 13th مارس 2010, 15:32

التحية لك غريق ...والشكر اجزله للدكتور حسن مكي علي الموضوع الشيق ...الجميل ...
والمهم هو طريق الانقاذ الغربي ...من الفاشر الي كانو...من اجل الحج ...والاسلام...وازدهار التجارة...والمواطن...يااااااااريت
زهيرحسن السيد
زهيرحسن السيد
مبدع مميز
مبدع مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty رد: مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف nashi 14th مارس 2010, 04:37

د.حسن مكي مجتهد ولكن الامر يحتاج مزيد من الدراسات.



مشكور اخي غريق.
nashi
nashi
مشرف المنتدى الرياضى
مشرف المنتدى الرياضى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty التحية لك أخي غريق ....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 15th مارس 2010, 08:52

لقد قرأت الموضوع من اول سطر وحتي آخره .... والدين الإسلامي ورحلات الحج كانا المحرك الأساسي لهذه الرحلات المتنوعة ..والشاملة لمعظم القبائل ...والتي عبرت بغربنا الحبيب ومنها من إستقر ...ومنها من هاجر واستقر في داخل السودان ...ومنا من واصل رحلته إلي ارض الحجاز ( مكة )وفي معظم الرحلات شعب الهوسا على حسب رؤيتي شعب مسالم ...ولكن أعيب على حكوماتنا السودانية المتعاقبة :-الإنفراط الأمني فى دارفور الهمجية ... والدخول للسودان دون أوراق ثبوتية ... وإختلط أهل تشاد بأهل السودان وأهل نيجيرياالمسالمين ...وللواحدمنهم جواز تشادي وجواز سفر سوداني ... وقد إستقر عددكبير من قبيلةالهوسا بغربنا الحبيب وكونوا قبائل شتئ ... وأتمني من حكومات السودان القادمه أن تضبط مداخل السودان الغربية من جهة تشاد ..وأفريقيا الوسطي والكنغو ...وبهذه الطريقة قل يقل الإقتتال ..ويتم ضبط الأمن تماماً ... وسوف تنتظم الجذور السودانية ....واسأل الله أن يكون السودان ...سودان رخاء وأمن وإستقرار ... محبتي
عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty رد: مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 15th مارس 2010, 14:47

غريق : البوست إحتوى الكثير ,,, وقد نوقش في جلسة مع الدكتور القدير بروفسير /أبومنقة كباحث متمكمن ومعه اثنين من علماء" الأنثروبولوجيا الثقافية " من نيجريا ,,والسنغال تضمن نفس المحتوى عن اللغة ,, الحركة ,, التداخل ,, البروز الثقافي ......... قبائل بهذا الثقل إنكمشت الإضاءات التاريخية عنها وانغلقت ,,لكنها بدأت في الظهور قريباً,, ولا أخفيك سراً إن جذور الثقافة السودانية القديمة , ومكونات معظم القبائل السودانية منبعها هذا المد , لكنه ذاب بطول الزمن .وتكونت ثقافة وليدة إعتمدت عليها كتب التاريخ و التراجم ...شكراً للموضوع المليان....

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty رد: مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 3rd نوفمبر 2010, 09:16

لقد إستمتعت جدا بهذا الموضوع لما للهوسا من مكان في قلبي وكنت بحاجة لمثل هذا التاريخ وكنت مغرما بتعلم لغة الهوسا من أخونا إبراهيم اللمين .. للهوسا شعبا ولغة حضورا في غانا ولقد قابلت كثيرا منهم ولغتهم سائدة أيضا هناك

شكرا يا زعيم على نقل المعلومات الثرة
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty رد: مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف مروه كمال 3rd نوفمبر 2010, 11:19

شكرا عموا غريق على الموضوع الجميل دا جزيت خيراً.

مروه كمال
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty رد: مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف الجيلى خليفة (شربك) 4th نوفمبر 2010, 12:28

الهوسامن القبائل المسلمةفي السودان،ولهم روحانيات عالية،والوالد من أعز أصدقاءهم فتعلم لهجتهم...ومنها باني روااا وتعني اعطني ماء...آبنكاإيانا وتعني هل أبوك موجود؟ وأميييك تنانا؟وأمك موجوده ونتمني أن ندون الكثير حتي نحافظ علي العلاقات الودية معهم.
ودخل الاسلام السودان في اوائل القرن الرابع
عشر،وفيه اعتنق ملك دنقله الاسلام،وقامت دولة الفونج في القرن الخامس عشر،ثم اعتنق النوبيون
الاسلام ببطء حتي اصبحوا يدخلونه افواجاً.

الجيلي خليفة
الجيلى خليفة (شربك)
الجيلى خليفة (شربك)
ابوجبيهه يابلدى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى Empty رد: مجتمعات الهوسا 00د0حسن مكى

مُساهمة من طرف غريق كمبال 4th نوفمبر 2010, 12:51

شكرا شريك لإحياء هذا البوست التى اعتقد انه محتاج الى مداخلات من الساده زواد المنتدى لك التحيه يا الجيلى

لمحات عن الهوسا

يمتد الموطن التقليدي لقبائل الهوسا من جبل الهواء في النيجر إلى منطقة جوس بلاتو في وسط نيجيريا ، ومن بحيرة تشاد مروراً بإمبراطورية السونغاي القديمة على طول وادي نهر النيجر وهي المنطقة التي تعرف حالياً باسم جمهورية مالي التي عرفت من قبل باسم إقليم السودان الأوسط .



ومن المعروف أن كلمة هوسا كانت اسم اللغة التي تتحدثها القبائل المنتشرة في هذه المنطقة التي ما لبثت أن عرفت بهذا الاسم منذ القرن السادس عشر. وحتى ذلك الحين كانت تعرف بأسماء مدنها أو ممالكها المختلفة ، ومن الطريف أن لهجة الهوسا تصنف على أنها واحدة من فصيلة اللغات الآفرو - آسيوية ، ورغم ذلك فإن من يتحدثون بها اليوم ليسوا جميعهم منحدرين من عرق واحد.

إن أبناء قبائل الهوسا الموزعين على مساحة جغرافية واسعة يعتبرون المجموعة العرقية الكبرى بالأقاليم الشمالية لنيجيريا أو كما يشار إليها عادة باسم (الشمال الأقصى) أو (مسلمو الشمال) فيما تدعى المجموعة العرقية التي تليها في الحجم باسم (فولاني) ولأن قبيلتي الهوسا والفولاني ترتبطان بعلاقات وثيقة ، فإن النيجيريين اعتادوا على القول بأنهما مجموعة قبلية واحدة ، ومع ذلك فإن البعض منهما يعتبر أن كلام منهما متميز عن الآخر ، وعلى سبيل المثال ما زال الكثير من الفولانيين يفتخرون بحياة البادية ورعي القطعان ، وينأون بأنفسهم عن الاستيطان وممارسة مهنة الزراعة التي تميزت بها الهوسا.

وبما أن قبائل الهوسا والفولاني كانت تعيش متقاربة ، فقد نشأت بينهما علاقات تزاوج ، كما ظهرت بينهما سمات ثقافية مشتركة ، فعلى سبيل المثال ، ومع أن اللغة الأولى لقبائل الفولاني كانت تعرف باسم فولفور ، فإن أفراداً منها يتكلمون لغة الهوسا كلغة ثانية ، الأمر الذي يعزز التكامل العرقي بينهما.

ولم تستقبل قبائل الهوسا المهاجرين من الشمال فحسب ، لكن البعض يعتقد أنهم هم أنفسهم هاجروا إلى الجنوب من منطقة الصحاري إلى أرض غنية بالأعشاب فراراً من الجفاف والنزاعات مع المجموعات العرقية المنافسة الأخرى بمن فيهم بربر الطوارق.

إن هذا التنقل سهل لقبائل الهوسا الاحتكاك بالمجموعات القبلية التي كانت تقطن أقصى جنوب الصحراء الأمر الذي فرض على هذه المجموعات تبني لغة الهوسا وعاداتها ، ومع أن البعض يرى أن قبائل الهوسا من أصل عربي من العراق إلا أن آخرين يقولون إنها كانت قبائل تمتهن الزراعة وصيد السمك والصيد البري على طول الشاطئ الغربي لبحيرة تشاد .

وتذكر إحدى الأساطير أن نسبهم يعود إلى الأمير( بايا جيدا ) الذي ارتحل من بغداد إلى كانيم – بورنو حيث زوجه ملك بورنو من ابنته لكنه قام بفصله عن بقية أتباعه؛ ولأن الأمير بايا جيدا شك في دوافع الملك فقد فر باتجاه الغرب تاركاً زوجته الحامل بيرام – تاغاباس ، وفي طريقه كانت توجد بئر ماء إلا أن أفعى ضخمة كانت تمنع الأهالي من سحب الماء منها فما كان منه إلا أن قام بقتلها بسيفه ، ولإعجابها بشجاعته فقد قررت ملكة البلد ودورا الزواج منه على الفور وكافأته أيضاً بجارية فرزق منها بولد أطلق عليه اسم باووجاري وآخر من الجارية ويدعى كاربوجاري. وعندما كبر باووجاري تزوج ورزق بثلاث مجموعات توائم كانو ودورا ووغويير وزازو ( زايا ) وكاستينا ورانو.

أما الابن الآخر للأمير بايا جيداً فقد حكم منطقة بيرام ، مما جعل مناطق الهوسا تتكون من سبع دول. أما كربو جاري ابن الجارية ، فقد أنجب سبعة من الأبناء هم كبي ، زافارا ، جواري ، جوكون ، يارويا ، نوبي وياووري ، إلا أن هؤلاء كما يروى قد كونوا دولا جديدة كان يطلق عليها اسم (بانزا) أي دول غير شرعية.

الحياة السياسية :

تعتبر الفترة من عام 1000 إلى 1500 للميلاد العصر الذهبي بالنسبة لتطور منطقة غرب أفريقيا حيث كانت فترة توسع وازدهار تجاري بين المدن والدول والإمبراطوريات وفي جنوب شرق السودان كانت دول الهوسا وإمبراطورية كانيم – بورنو من أهم الكيانات السياسية في تلك المنطقة.

إن التاريخ القديم لدولة الهوسا يشير إلى أنها تشكلت في عام 999م على يد الملك كانو حيث كانت تضم مجموعات صغيرة من المستوطنات تحولت فيما بعد إلى مدن ودول ، وكان أقوى جيرانها إمبراطورية كانيم – بورنو إلى الشرق ، وإمبراطورية السونغاي إلى الغرب.

وفي عام 1500 أصبحت زاريا أقوى دول الهوسا ، وكانت تسيطر لبعض الوقت على ممالك النوبة وجوكون بالجنوب ، ويذكر أن انتشار اللغة العربية والدين الإسلامي بمناطق الهوسا أضعف البنية السياسية للسلطات المحلية التي كانت ترى بأن الإسلام يشكل تهديداً لها ، وعلى أية حال فإن عملية الأسلمة لم تستبعد بشكل كامل المعتقدات الدينية التقليدية سواء بالمناطق الريفية أو المناطق الأخرى.

وبالنسبة لعلاقة قبائل الهوسا بالمستعمرين الأوروبيين ، فإن الوثائق تشير إلى أن الفرنسيين اعتمدوا على جنود الهوسا لمساعدتهم على السيطرة على جزيرة مدغشقر ، واستعان البلجيكيون بأفراد منهم للسيطرة على الكونغو ، في نفس الوقت استعان الألمان بتجنيد أبنائها وتجارها أثناء قيامهم بفتح الكاميرون حيث عمل هؤلاء كمرشدين لهم ، أما بريطانيا فقد قامت بدورها بتشكيل قوة شرطة من الهوسا بمستعمرتهم بلاغوس في عام 1863 ، حيث عملت هذه القوة على تحرير عبيد الهوسا ومنحهم الحرية كما تم منحهم أراضي بلاغوس حتى أصبحوا مجموعة ذات امتيازات خاصة ، وقد قام جنود الهوسا بمساعدة البريطانيين على إلحاق الهزيمة بالأشانتي بغانا عام 1873/1874 begin_of_the_skype_highlighting 1873/1874 end_of_the_skype_highlighting ، فيما تم نقل العديد من غانا ، وبعد انتصار البريطانيين تم تجنيد عدد من أبناء الهوسا في الجيش الغاني.

العادات :

أصبح الإسلام هو الدين السائد بين قبائل الهوسا حيث تم نشره على يد المسلمين القادمين من شمال إفريقيا ومن مالي والدول المجاورة الأخرى ، علماً بأن الإسلام كان معروفاً لدى قبائل الهوسا منذ عام 1300 للميلاد لكن تأثيره ازداد مع تدفق المهاجرين والتجار إلى المدن والقرى . في البداية كانت قبائل الهوسا تنظر إلى الإسلام بعين الريبة حيث استمروا لفترة طويلة متمسكين بديانتهم التقليدية ، وفي عام 1400 للميلاد اعتنقه أهالي كانوا وكاتسينا ، ثم تعزز هناك على يد العلماء المسلمين لكن التحول الكبير نحو الإسلام حصل عام 1800 للميلاد حيث أعلن جميع ملوك الهوسا اعتناقهم للإسلام واعتبروه الدين الرسمي لدولهم.

وقد بذلت محاولات لنشر الديانة النصرانية من قبل أولئك المتمسكين بديانتهم التقليدية فقط ، ولكن من قبل التيار الإسلامي النامي بين القبائل ، ولم يتمكن المبشرون النصارى من التأثير على مناطق الهوسا إلا إبان الحكم الاستعماري فقط وخاصة في منطقة زاريا.

ويربي أهل الهوسا أبناءهم على التعاليم الإسلامية منذ الصغر ، فبعد إجراء الختان الذي يتم عادة في سن السابعة أو التاسعة يدفع بالأولاد إلى معلمي القرآن الكريم لحفظ ما تيسر منه ، علماً بان الكثير من الهوسا يخلطون بين الإسلام ومعتقداتهم التقليدية.

ويؤمن أهالي الهوسا بأن الشيطان قد يكون هو سبب المرض الذي يصيب الإنسان، ومن ثم يجب إجراء طقوس خاصة لطرده من الأجساد المصابة ، وفوق ذلك فإن أهالي الهوسا يؤمون بأن الشيطان يتشكل في أشكال مختلفة ، فهو يكون أحياناً على شكل رئيس متميز ، وقد يكون ذا لون أبيض أو مغبر ، كما يعيش بالجبال والغابات والماء.

أما في مجال الرياضة فتعتبر المصارعة والملاكمة من أهم النشاطات الرياضية التي يمارسونها في أوقات فراغهم ، حيث تبدو المصارعة أكثر شعبية في قرى الأقاليم الشمالية منها في المدن الكبرى ، وحتى يعتبر الشخص مصارعاً جيداً فلا بد أن يتدرب على هذه الرياضة ابتداء من سن 15 على يد مصارعين من ذوي الخبرات في مجال هذه الرياضة.

وتعتبر الموسيقي جزءاً حيوياً في حياة قبائل الهوسا ، وأمراً تقليدياً يلقى الدعم من قبل هذه المجتمعات ، وغالباً ما تقوم النساء بالغناء خصوصا في مواسم الجفاف.

وفيما يتعلق بملابس أهالي الهوسا وتصميمها ، فإنها تكون من نفس الأزياء التي تنتشر في غرب إفريقيا ولها تأثيرها الخاص على الملابس التي يرتديها الغانيون بشكل عام ، ويقوم اللباس التقليدي لنساء الهوسا على تنوع كبير في التصميم والنسيج و الزركشة ، ويتكون الزي النمطي للمرأة هناك من لفاع وبلوزة وربطة للرأس ورداء واسع يستخدم لتغطية الجسم والرأس فيما يعتمد حجم الزركشة على ذوق المرأة ودخلها ، أما الرجال فيلبسون الزي الفضفاض (العباءات) وقد كان هذا الزي أساساً مخصصاً للملك وكبار المسؤولين والأئمة ورجال الدين من قبل.

الزواج :

بالنسبة للزواج ، هناك قواعد محددة تحكم الزواج التقليدي لدى أهالي الهوسا ، فالزواج يتم وفق الشريعة الإسلامية ويتطلب إيجاباً وقبول الطرفين المعنيين ، ويتعهد الزوج بتحمل مسؤولية توفير الطعام ، والملابس والسكن لزوجته بحضور شهود على عقد الزواج ، كما يقوم بدفع المهر المتفق عليه علماً بأنه يجوز تزويج الأطفال لدى أهالي الهوسا خاصة في المناطق الريفية حيث يفضلون الزواج المبكر، ويمكن للمرء أن يتوقع رؤية طفلة في الخامسة أو السادسة من عمرها تنقل من بيت أهلها لتعيش في بيت زوجها.

وفي ظل هذه الظروف والعادات ، فإن آباء الأولاد من الأزواج يتحملون مسؤولية المحافظة على الأزواج الصغار ، وبالنظر إلى عادة الزواج المبكر هذه فإن بعض أهالي الهوسا يشجعون الزواج حتى بلوغ سن المراهقة حيث تستطيع الفتاة عند بلوغ هذا السن رفض أي زوج قد يختاره والدها
غريق كمبال
غريق كمبال
مشرف المنتدى الاقتصادى
مشرف المنتدى الاقتصادى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى