أغداً ألقــاك.... الهادي آدم

نشكرك أخي الفاتح لوقوفك علي القصيدة التي تعتبر أكثر قصائد شاعرنا المبدع الأستاذ الهادي آدم حظاً و السبب في ذلك معروف فوصول النص الشعري الجميل لحنجرة أم كلثوم و اكتمال أضلاع المثلث بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي قام بالتلحين..
وقد نشر الشاعر صالح جودت في إحدى مقالاته الأسبوعية بأن الست أم كلثوم طلبت منه أن يختار لها قصيدة لشاعر سوداني لتغنيها تعبيرا عن حبها للشعب السوداني ووقفته مع الشعب المصري بعد النكسة و قد كان ذلك بعد زيارتها الفنية للسودان في إطار جولاتها الفنية التي قامت بها بعد نكسة 1967 لدعم المجهود الحربي.. وقد وقع اختيارها علي قصيدة الغد من ديوان كوخ الأشواق للهادي آدم من بين عدد كبير من القصائد .. وجاء بعد ذلك الهادي آدم للقاهرة وجلس مع أم كثوم و كان معهم محمد عبد الوهاب وقد قام الشاعر الهادي آدم ببعض التغييرات في القصيدة تماشياً مع اللحن الغنائي وكذلك تم تغيير الاسم إلي أغداً ألقاك والنص الأصلي للقصيدة كالتالي:

أغداً ألقاكَ؟ يا لهفَ فؤادي من غدِ
وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي أم يدي
أم بطرفٍ خاشع اللمحِ كَلِيلٍ مُجهَد؟
لستُ أدري كيف ألقاكَ ولكني صَدي
ظامئٌ أرّقه البينُ وطولُ الأمد
****
أنتَ يا جنّةَ حبّي واصطخابي وجنوني
أنتَ يا قبلةَ روحي وانطلاقي وشجوني
أنتَ يا معبدَ صمتي وصلاتي وسكوني
أغداً ألقاكَ؟ يا لهفَ فؤادي من غدِ
وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي أم يدي
****
أنا أخشى من غدٍ هذا وأرجوه اقترابا
كنتُ أستدنيه لكنْ هِبْتُه لما أهابا
وتولّتْ دهشةُ القُرْبِ فؤادي فأنابا
هكذا أستبطنُ العمرَ نعيماً وعذابا
مهجةٌ سكري وقلبٌ مُستهام يتغابى
****
أتغاباكَ ولكنْ ظُنّني كيف تشاءْ
وأناديكَ ولكنّ نداءاتي دعاء
يا رجائي أنا وحدي، أدَنا منكَ الرجاء؟
أنا لولا أنتَ لم أحفلْ بمن راحَ وجاء
****
هذه الدنيا سماءٌ أنتَ فيها القمرُ
هذه الدنيا عيونٌ أنتَ فيها البصر
هذه الدنيا ليالٍ أنتَ فيها العُمُر
هذه الدنيا كؤوسٌ أنتَ فيها السَّكَر
أغداً ألقاكَ؟ يا لهفَ فؤادي من غد
وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي أم يدي
****
فغداً لا نعرف الغيبَ ولا ماضٍ تولّى
وغداً لا يعرف القلبُ لهذين مَحلاّ
وغداً تصطخب الجنّةُ أنهاراً وظِلاّ
وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي ليس... إلا ؟
****
مع تحياتي