زمن فات.... زمن جاى..... زمن لسه

زمان أيام الدنيا كانت بيخيرها .. والناس كان حنان .. طبعا الزمن ده انتو ماشفتوهو ولا أنا زاتي ماشفتو لكن ناسنا الكبار بحكولينا عنه طوالي ..
المهم حياة الناس كان بسيطة جدا .. والحنية كانت طبعهم كلهم .. والبيوت كانت مفتحة على بعض .. لا في طبل ولا جنازير .. أفراحهم واحدة وأحزانهم واحدة .. دايما مع بعض في الحلوة والمرة ..
الناس كانت أكلها واحد .. لبسها واحد .. حتى الكان بتعمليها طبيخ تقسم وتدي جارتا معاها ..
والشباب والبنات كانو بلبسو مع بعض .. الناس كلها أتربت في بيت واحد ..

الزمن ده أنا متأكد حتى الماحضرو أكيد سمعبيهو من اجدادنا وحبوباتنا الكبار ..

لكن نجي لزمن مابعيد عننا بكتير .. زمن مابحصل الزمن الجميل المضى .. لكن برضو أخير من زمن تاني
زمن لغاية قريب الناس كان بتشترك فيهو في حاجات كتيرة ..
منها زمن سوداتل لمن وصلت التلفونات .. وجات قطعت التلفونات لعدم السداد .. كان على الاقل تلقى ليك تلفون في الحلة لسه ماقطعوهو .. اها التلفون الما مقطوع كان بجسد قمة الروح والحنية السودانية .. الحلة كلها حافظة رقم التلفون ده .. لدرجة أنو الزول كان بنسى رقمو المقطوع 9 شهور ويكون حافظ رقم جارو .. وطبعا ده لغاية مايتقطع حتى ً بعداك ممكن يشوف تلفون تاني .. المهم الفكرة أنو الناس كانت عندها حاجات مشتركة مع بعضها .. ده غير المكوى الكان بتديها لجارك اللي بيمينك ترجعليك من جارك اللي بشمالك ده لورجعتليك طوالي وماغشت الحلة التانية .. وقميصك تغسلو وتعلقو في الحبل تجي عشان تكويهو تلقى زول لابس زيو تجي تعاين حبلك تكتشف انو ده قميصك زااااااتو .. وغير الغسالة البتتمدا بالحيطة .. والخبيز البتتلما في نسوان الحله كلها .. والعربية الوحيدة الللي في الحلة جاهزة في خدمة الجميع حتى لو على مضض ( للعيان ، ومعاك قدام ) .. الله يااااااااازمن ..
بعداك نجي لزمن العولمة ( زمن الالفية التالتة ) . زمن الاتصالات الرقمية والنت والكمبيوتر ..
في الزمن ده أدقس وأشحتليك حاجة من زول .. والله يادوب بقيت زول ماتحضر ومامواكب العصر ولسه ماخشيت العولمة .. الزمن ده ياخوي .. الناس بقت كل واحد مستقل بزاتو .. أي زول عندو موبايلو الخاص بيهو ولاب توب براهو .. يعني ماينفع تمشي تشيدليك قميص من فردتك لأنو أخوهو ود أمو وأبوهو مابلبس معاهو .. وكلم الحجة في البيت ماتمشي تشحدليها حبات صلصة ولا مرقت جداد ولا انشاء الله ليمونتين من جارتا ( أوعك ) والله دي فيها شيل حال عديل كدا .. حتى أخواتك في البيت كلمن مايتخففن لصحباتن عشان تلقى ليها كريم ولا توب جل ، أخير ياعمك يمشن البوتيك عديل ويقضوها قدر ظروفك أنشاء الله بـ 500 جنيه .. دي ياخوي قوانين العصر الاحنا فيهو ده ..
وماتتضايق لسه في زمن جاي بعدنا .. حيجو ناسو ويشيدو بزمنا الماعاجبك ده ..
زمن حيكون كل زول من الاسرة مستقل بزاتو ليهو غرفتو الخاصة اللي هي عبارة عن بيت كامل فيهو أي حاجة ، تلفزيون خاص بيهو بيقنواتو الخاصة المشفرة والمفتوحة .. في اللاب توب ، تلاجة صغيرة ، مكيف ، حمام ، دولاب ، وتفاصيل الشغلة دي صعبة شديد فيها سرية مبالغ فيها ( حوريك كيف ) ..
أولا : - باب الأوضة بتفتح بالبصمة ( أما بصمة اليد ولا العين ) . .
تانيا : - خشيت الاوضة تجي عايز تشدليك بنطلون جنز من أخوك عشان تفتح الدولاب لازم تكون حافظ الـ password بتاع الدولاب ..
تالتا : - الحكاية سخنت معاك وماعرفت تصرف كيف .. وداير تفتح المكيف أعمل حسابك لأنو الرموت بتاع المكيف في الدولاب ..
رابعا : - المكيف ماأشتغل معاك قلت تمشي تاخد ليك دش في الحمام ، ماتنسى أنو باب الحمام بشتغل بكرت ممغنط وطبعا بالتأكيد الكرت مع باقي الكروت في الجزلان ( كرت الغرفة ، وكرت الحساب في البنك ، وكروت كتيرة وبطاقات ممغنطة ..... ) .
خامسا : - بالنسبة ماتفكر طبعا في اللاب توب ولا الديجيتال لأنو ديل بالذات قمة السرية بالنسبة لاي زول .
سادسا : - ماتحاول ترتكب أي حماقات عشان تفتح ليك حاجة بالقوة لأنو الاوضة كلها على بعضها مراقبة بالكميرات وفيها أجهزة أنذار ..
سابعا : - لو حردت ومرقت من الاوضة أمشي الصالة طوالي أقعد فيها هناك احتمال تكون فيها حاجات عامة ..
ملحوظة : - ( نسيت حاجة مهمة ، بالنسبة للمطبخ نفس الشي الحجة هناك برضو عاملا ليها سيستم عجيب ، password للتلاجة ، وجهاز أنذار للحلة ، يعني لو أكلت في الحلة ، الحلة طوالي بتصفر .. وبخت البنات بعد ده لا في هبوب ولا كتاحة يوم العرس ) ..

وماتتضايق لسه في زمن جاي بعدنا ...
شكراً استاذ عوض السيد علي التفرد في اختيار المواضيع ...بس الله لاحضرنا الزمن الجاي بعد دا ...
تحياتي ...

يا عوض السيد يا مرحلة...
وكمان نظام الوجبات (home delivery)
حليل زمن جوز الحمام كان ثلاثة فرد

لك تحياتي أبو إبراهيم على الموضوع الرائع وليت ذاك الزمن الجميل يعود ..وأهديك هذه المقاطع الشعرية وكأن كاتبها فصلها على هذا المقال الرائع ... لك تحياتي

راجع ...
لي بِيُوت تفتح لِي..
أدُقْ أو ما أدق
من غير تقول ..
الزول مِنُو
ولا حتَّى ..علّ الداعي خِير
لا مالَك ..الجابك شِنُو
لي بيوت بجِيهن
في أيِّ يوم
إن جيتا ليل إن جيت دغُشْ
طوَّالي ..أدفْر الباب وأخش
مفتوحه قلباً كلُّه خير
مفتوحة كالفضا للطيور
لا طبلة لا كيلون سويتش
ولا ترابيس لا جَرس
لا سِلكِ شائك لا ترَس
لا غفير تفاوضو
ولا حرس
******
هادي البيوت مطمِّنا
ودايماً قريبِِة من البعيد
ذي مو غريبِِة على الدَنا
ماها المريبِِة
وماب تكيد
مفتوحه طيبِة و محاننة
زولاً يجيها في كل فجر
ولاَّ إن يتم كمين سنة
تتلقَّى ذي أم الجَنا
وترشح سحابات المُنى
***
البيت دا بيتك يا حبيب
أدخًل مخيَّر
وماك غريب
اتمدا في أقرب عنْقِريب
مبهول في حضن الهمبْريب
النيمة يا العنابة ضُل
أغشى التُكُل
خرْمان في شاي
جيعان أُكل
وداك التمُر
والزِير قريب
بايت من البارح ملآن
راقد في صدر الهمبريب
دُر تقرا ديك كتب الولاد
قلَّقت
أو طال الرِجِي
كُورِكْ
نقولَّك … هُويْ ..
بُعـــــــــــــــــاد
رسِّل لنا المرسال
نجي
***
بإحساس المحب
سيد بيت
وعننا ما ضِهِبْ
الهِيلنا .. هِيلَك
شِن ندس
ماطال عُمرا ًيتحسِبْ
في ياتو بنكِ
وياتو عِـبْ ؟
وياتو خزنة ؟
غير خِزَن النفوس الماهلِة
ومفتاحها القلب...

يا ود يا فتّوح يا ابداع يا مدهش.
أشكرك حبيبى ابو الشوش على مرورك الجميل يا جميل