ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ضحكتي تلك الحزينة

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

ضحكتي تلك الحزينة Empty ضحكتي تلك الحزينة

مُساهمة من طرف nashi 27th مايو 2010, 11:02

ضحكتي تلك الحزينة
يحي فضل الله

ليل لا كموج البحر لكن كالهواجس، كالنشيج المر في الدواخل، كالحزن يهرب من تواريخ البكاء، كفجيعة لا تحتمل، كان ذلك الليل متحالفاً مع برودة نهايات يناير 1996م ومتأمراً ضدي بشكل من الاشكال التي لا تحس
رمضان يزحف بضجته على أيام وشوارع القاهرة، هي أيام كنت فيها احاول ان اتذوق غياب مصطفى سيد احمد، مصطفى الذي غاب في تلك النهايات التي كان يفتش فيها مبحراً عن بداية، ليل لا تحس فيه بمجئ الصباحات، عتمة متواصلة ومندغمة في عتمة الفجر، أهرب من حزني الى الكاتب اليوناني ( كزنتزاكي ) وهو يتحدث عن مرجعيات واقعية لشخصياته الروائية، أشهر هذه الشخصيات شخصية ( زوربا اليوناني )، ممتع جداً هذا الروائي الرائي العظيم حين يغوص في تفاصيل شخصياته الروائية وهو يحكي عن أين ومتى التقى بها في الواقع، ولكن هانذا وبرغم هذه المتعة لا
أستطيع مواصلة القراءة في كتابه عن سيرته الذاتية ( رسالة الي غريكو ) ترجمة الكاتب الدرامي السوري (ممدوح عدوان)، لا أستطيع القراءة وظلال أحزاني الشفيفة حيناً والقاسية حيناً تتلون أمامي وتتنوع، ألوذ بالتلفاز، لا احتمل اعلانات صابون البدرة، اغلق التلفاز وأهرب الى النافذة التي تطل على الشارع، شارع السلام، لكن ضجة ثلاجات مبنى ( سمانيل) تقذف بي الى الداخل الصاخب ايضاً، استلقي على السرير، لاجدوى، اتجول داخل الشقة على اطراف اصابعي محاولاً عدم ايقاظ هادية والاولاد، اعود الى ( كزنتزاكي ) ببقايا من تركيز مفتعل احاول به الامساك بتلابيب السطور، يمتصني طرب خاص برغم كل شئ حين اقرأ عن ذلك الراهب الذي سأل شجرة اللوز عن الله فأثمرت شجرة اللوز، احمل سؤال الراهب الميتافيزيقي في ذاكرتي واتأمل إجابة شجرة اللوز عن هذا السؤال واهرب من الكتاب الى احزاني المتجولة داخل الشقة جيئة وذهاباً من النافذة التي افتحها واغلقها، ولكن هذه المرة اقف لحظات امام النافذة متأملاً زوجاً من تلك الفئران الكبيرة والتي يسميها الاخوة المصريون بـ ( العرسة ) وهي تتجول في الشارع على مقربة من قطط تبعثر محتويات اكياس الزبالة بحثاً عن طعام ناسية تماماً هواية صيد القطط وهاهي الفئران أمامها تتسكع دون أن تنسى ذلك الحذر الغريزي لديها تجاه القطط، هكذا اظل على حالة التجوال تلك، تجول داخل الشقة وتجول داخل دواخلي التي هي اوسع من القاهرة كمنفى وأضيق بكثير من إتساع احزاني، ادخل غرفتي، أستلقي على السرير، مرقدي لا يمنحني حتى لحظة من وسن، اخرج من الغرفة، ادير الرقم ( 15 ) من ارقام التلفون يأتيني صوت نسائي ناعم يقول ( الساعة الآن الثانية و 48 دقيقة و7 ثوان )، انها عتمة ذلك الفجر المندغمة في عتمة ليل احزاني، اتناو ل مفتاح الشقة من على مكانه على مسمار في الحائط ، افتح الباب واخرج متجولاً في شوارع ناعسة الظلال، شارع الطيران ادخل منه يساراً على شارع الخليفة الأمر، يميناً الى شارع امرؤ القيس اخرج به الى شارع مصطفى النحاس من حيث تأتي ضجة الترام ولكن هاهي القضبان باردة برودة ذلك الطقس، اتسكع على تلك الشوارع في مدينة نصر محاولاً أن امتص انفعالاتي بأن اترك لها خطواتي واتسكع في شوارع ذاتي، أحرض أحزاني كي تحترق على مجمرة الشعر وأتذوق صوتي وهو يدخل سراديب الهمس منتقلاً الى وضوح النبرة وانا اتحسس قصيدتي يا مشتت في بلاد نائية وبعيدة ياململم في خواطر بت تفرفر في قلب عاشق موزع بين عيونا وبين قصيدة احكي عن هاجس نهارك وكيف بتفلت من حصارك والمساءات التكثف لي ودارك والصباحات عندك شريدة وكيف خطاويك التوقع لليالي حزن نشيده ما مشت في درب وصل واتسكعت في منفى قيده ؟؟؟؟؟؟؟ تحمل صوتي عبء قصيدتي وهو يبوح بها لتلك الشوارع التي كنت اتجول فيها والصباح يحاول ان يتملص من بقايا ذلك الليل ودارت بي خطواتي في شبه دائرة كي ارجع الى الشقة عبر سوق الحديقة الدولية، عبر شارع يتباهى باشجاره الكثيفة داكنة الخضرة مما قذف بذاكرتي الى شوارع حميمة لها هذه الصفات مثل شارع السودنة بمدينة عطبرة وشارع تتشابك فيه الاغصان وهو مدخل لمدينة كادقلي للداخلين اليها من جهة الشمال، دخلت الشقة متألفاً بعض الشئ مع ذاتي، جلست على كرسي في الصالة مقرراً عودتي الى ( كزنتزاكي ) متيقناً من جفوتي مع النوم وحين هممت بالتحرك الى الداخل رن جرس التلفون، اصابتني هزة، عادة ما اتوجس من هواتف اخر الليل وبدايات الصباح، رفعت السماعة (( ألو ... استاذ يحيى فضل الله ؟ )) (( ايوه ... معاك يحيى فضل الله ، يامرحب )) (( أمك ...........)) وأسمع صوت وضع السماعة، اضطربت جداً، أحدهم يشتمني، لا ، انه يشتم أمي وبتلك البذاءة الغريبة، احدهم يشتم امي، مجرد احدهم حتى انني لم احاول ولم افكر في من يكون هذا الاحدهم الذي شتم امي، امي تلك التي بيني وبينها انهار وسهول وصحارى وجبال ووديان وغربة واشواق وحنين، من هو ذلك الذي اخفى صوته بين الاسلاك كي يقذف في اذني بتلك الشتيمة؟ وحين حاولت ان اتخلص من غبن تلك اللحظة الغريبة وفكرت في كيف تكونت تلك الرغبة في شتمي لدي ذلك الشخص الغريب المجهول وجدتني اضحك واضحك واضحك وهكذا اهداني ذلك الشاتم المجهول ضحكة وسط كل تلك الأحزان وقد تكررت لاحقاً تلك الشتائم الغريبة عبر التلفون حتى انني ادمنت انتظارها مستثمراً جفوتي مع النوم، متيقناً من ركاكة الكائن السياسوي.


alrakobasite.com
nashi
nashi
مشرف المنتدى الرياضى
مشرف المنتدى الرياضى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ضحكتي تلك الحزينة Empty رد: ضحكتي تلك الحزينة

مُساهمة من طرف د.الجنيد احمد سليمان 27th مايو 2010, 13:33

والله يا دكتوره يحى فضل الله لا يقل عن ابرع الرواءيين العالميين...فهو يقص بأدق التفاصيل ويصف ادق الاحداث مما يكسب السرد التفرد...ف(جارسيا ماركيز) و( الطيب صالح...وتشارلز ديكنز...وآرنست همنغواى.....ألخ) انتشر صيت رواياتهم بدقة الوصف وجزالة التعبير.
(ولكن هذه المرة اقف لحظات امام النافذة متأملاً زوجاً من تلك الفئران الكبيرة والتي يسميها الاخوة المصريون بـ ( العرسة ) وهي تتجول في الشارع على مقربة من قطط تبعثر محتويات اكياس الزبالة بحثاً عن طعام ناسية تماماً هواية صيد القطط وهاهي الفئران أمامها تتسكع دون أن تنسى ذلك الحذر الغريزي لديها تجاه القطط، هكذا اظل على حالة التجوال تلك، )
هذى التفاصيل الدقيقة تأسر القراء أيما أسر
لك التحية

د.الجنيد احمد سليمان
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ضحكتي تلك الحزينة Empty رد: ضحكتي تلك الحزينة

مُساهمة من طرف nashi 27th مايو 2010, 14:28

اتفق معك فيما ذهبت اليه اخي د.الجنيد لكن لم يجد الرجل مكانه الطبيعي بعد
لك الشكر علي المرور
nashi
nashi
مشرف المنتدى الرياضى
مشرف المنتدى الرياضى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ضحكتي تلك الحزينة Empty رد: ضحكتي تلك الحزينة

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 27th مايو 2010, 21:11

يحيي فضل الله دنيا , دخلتها قريباً عبر بوابات خواطره وتداعياته ,, أكاد أجزم ان كل من دخل وجد لنفسه كرسياً وثيراً ومكاناً فسيحاً ,كما الداخلين جلست , ومن حينها أقرأ دوماً أهزوجة "حزن الفرح " و " فرح الحزن " يتلونان في كتاباته وخواطره ....بموسقة يغيب منها العقل فتناديه ثانية
مقلوبة
دي الدنيا و غلط
مشنوقه
خطوات الصباح
عصفورة الامل البراح
مدهوسه في شارع ظلط
مسروقه
احلام الصبايا
مسلوبه
من تاريخ بعيد
فرحة العيد السعيد
حتي الخواطر الفي الحنايا
خايفه ومسمره
في جدار اسمو العبط
مكتوم زعل كل الورود
لما العدم اصبح وجود
مشروخ زمانك يا غنا
محتوت صفق كل المني
مسكين فرح كل الدواخل
لما اتنامي انضبط
لما الطفولة اتشيخت
مجبورة ترضع في الهلاك
و الزيف ملامحو اتضخمت
لما الفقر حيد حروف
اتشرد الحرف الولوف
في زمانك يا انتهاك
في زمانك يا انتهاك
نضحك من الحزن الهنا
نتباكي و الضحك الهناك
ما اصلو كلو واختلط
ما دنيا معكوسه وغلط

......لكما كل الود والإحترام......

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى