أم البنات
+3
د.الجنيد احمد سليمان
nashi
أبو النسب / أبو مشكاة
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أم البنات
دخلت أم البنات غرفة العمليات ، كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل وبضع دقائق ، الممرضة تنادي الطبيب المناوب ، من فضلك أيها الطبيب التحق بسرعة إننا نواجه ولادة طارئة ، دخلت الأم في غيبوبة المخدر ، تناول الطبيب المشرط , شق البطن ، خرجت فتاة جميلة إلى الوجود ، وردة مفتحة فجرت صيحة مدوية ترفض الواقع الأليم المفروض .
استيقظت الأم من التخدير التفتت يمينا رأت عيونا تبحلق في السماء تحرك رأسها ذات اليمين وذات الشمال ، انحنت جانبا ،مالت جهة اليمين شعرت بألم شديد يمزق الجرح الجديد، سالت قطرة دم ساخن شعرت بها الأم تسري بين جوانب جسمها المنهك النحيل ،تحملت جرح الجسد ، تخاف جرح المشاعر ، تخاف كلام زوجها طلال .
التقطت الرضيعة تفحصتها وجدها أنثى قبلتها حمدت ربها على كمال خلقتها ، أرضعتها ،أشبعتها حليبا بدأت الطفلة تداعب ثدي أمها شعرت بالحنان ، وضعتها جانبا ....
انتظرت الأم طويلا ، تفكر في رد فعل زوجها ،عيناها مركزتان على الباب تسمع صوت أقدام قادمة تجاه غرفتها ، فتح الباب دخل طلال توجه صوب المولودة وجدها أنثى : رمى بها جانبا شعرت الطفلة بخضة أفزعتها وبدأت تبكي ، اسود وجهه قطب جبينه ، تلفظ بكلام قبيح ، التفت إلى زوجته وقال : أتنقصني البنات ؟ إن هذه البنت هي السادسة ، إنني أريد ولدا يحمل اسمي ويرعى مشاريعي من بعدي ، فتح الباب ثم خرج وأغلقه بقوة أيقظت المرضى من مضاجعهم .
استمرت الطفلة في البكاء أخذتها أمها مرة أخرى احتضنتها طبطبت على ظهرها ، تحاورها في صمت ما ذنبك يا بنيتي ؟ بل ما ذنبي أنا ؟ هذا قضاء الله وقدره هو يعطي من يشاء البنين و يعطي من يشاء البنات .
في العام القادم وفي نفس المستشفى وعلى نفس السرير ولدت أم البنات ولدا ، هلل طلال وطبل ، ذبح الذبائح وأقام الأفراح و الليالي الملاح ،استبشر خيرا بهذا الولد ، أدخله مدارس أبناء الأعيان ، عاشر رفقاء السوء تعلم كل أنواع الفساد ، زار كل سجون البلد . ماتت أم البنات كمدا وحزنا على أفعال ابنها الوحيد .
أصيب طلال بمرض عضال منعه من مزاولة كل الأعمال ، سقط طريح الفراش ،، يتذكر أيام كانت زوجته تطبخ وبناتها بجانبها يكنسن الفناء ويغسلن الصحون بالماء و الصابون ،كن يغسلن رجليه الخشنتين بالماء الساخن و الملح .
يأتي ابنه إلى البيت آخر الليل ، يسهر مع أقرانه تسمع قهقهاته في رحاب البيت يغطي صداها أنين الأب المكلوم ، يحتاج لمن يعينه على قضاء حاجته في الحمام ،نادى بصوت عال كسرته أصوات مكبرات الصوت ، بحت حنجرته ، التقط الهاتف المحمول تردد في الاتصال بابنته الصغيرة ، ضغط على الزر الأخضر تراجع وهم بإلغاء المكالمة ، التقطته ابنته كان لديها إحسان بأن أباها أصابه مكروه، قال لها بصوت يغمره أنين المرض: ألحقيني أنا أبوك إنني مريض أصارع الموت فبل أن يكمل طلال كلامه رمت ابنته السماعة دون وعي منها ، وركبت السيارة مع زوجها وجاءت إلى بيت أبيها و أخذته ليعيش معها ما تبقى من عمره في راحة و هناء ........
استيقظت الأم من التخدير التفتت يمينا رأت عيونا تبحلق في السماء تحرك رأسها ذات اليمين وذات الشمال ، انحنت جانبا ،مالت جهة اليمين شعرت بألم شديد يمزق الجرح الجديد، سالت قطرة دم ساخن شعرت بها الأم تسري بين جوانب جسمها المنهك النحيل ،تحملت جرح الجسد ، تخاف جرح المشاعر ، تخاف كلام زوجها طلال .
التقطت الرضيعة تفحصتها وجدها أنثى قبلتها حمدت ربها على كمال خلقتها ، أرضعتها ،أشبعتها حليبا بدأت الطفلة تداعب ثدي أمها شعرت بالحنان ، وضعتها جانبا ....
انتظرت الأم طويلا ، تفكر في رد فعل زوجها ،عيناها مركزتان على الباب تسمع صوت أقدام قادمة تجاه غرفتها ، فتح الباب دخل طلال توجه صوب المولودة وجدها أنثى : رمى بها جانبا شعرت الطفلة بخضة أفزعتها وبدأت تبكي ، اسود وجهه قطب جبينه ، تلفظ بكلام قبيح ، التفت إلى زوجته وقال : أتنقصني البنات ؟ إن هذه البنت هي السادسة ، إنني أريد ولدا يحمل اسمي ويرعى مشاريعي من بعدي ، فتح الباب ثم خرج وأغلقه بقوة أيقظت المرضى من مضاجعهم .
استمرت الطفلة في البكاء أخذتها أمها مرة أخرى احتضنتها طبطبت على ظهرها ، تحاورها في صمت ما ذنبك يا بنيتي ؟ بل ما ذنبي أنا ؟ هذا قضاء الله وقدره هو يعطي من يشاء البنين و يعطي من يشاء البنات .
في العام القادم وفي نفس المستشفى وعلى نفس السرير ولدت أم البنات ولدا ، هلل طلال وطبل ، ذبح الذبائح وأقام الأفراح و الليالي الملاح ،استبشر خيرا بهذا الولد ، أدخله مدارس أبناء الأعيان ، عاشر رفقاء السوء تعلم كل أنواع الفساد ، زار كل سجون البلد . ماتت أم البنات كمدا وحزنا على أفعال ابنها الوحيد .
أصيب طلال بمرض عضال منعه من مزاولة كل الأعمال ، سقط طريح الفراش ،، يتذكر أيام كانت زوجته تطبخ وبناتها بجانبها يكنسن الفناء ويغسلن الصحون بالماء و الصابون ،كن يغسلن رجليه الخشنتين بالماء الساخن و الملح .
يأتي ابنه إلى البيت آخر الليل ، يسهر مع أقرانه تسمع قهقهاته في رحاب البيت يغطي صداها أنين الأب المكلوم ، يحتاج لمن يعينه على قضاء حاجته في الحمام ،نادى بصوت عال كسرته أصوات مكبرات الصوت ، بحت حنجرته ، التقط الهاتف المحمول تردد في الاتصال بابنته الصغيرة ، ضغط على الزر الأخضر تراجع وهم بإلغاء المكالمة ، التقطته ابنته كان لديها إحسان بأن أباها أصابه مكروه، قال لها بصوت يغمره أنين المرض: ألحقيني أنا أبوك إنني مريض أصارع الموت فبل أن يكمل طلال كلامه رمت ابنته السماعة دون وعي منها ، وركبت السيارة مع زوجها وجاءت إلى بيت أبيها و أخذته ليعيش معها ما تبقى من عمره في راحة و هناء ........
أبو النسب / أبو مشكاة- نشط ثلاثة نجوم
رد: أم البنات
مرحب بابومشكاة وبقصته الجميلة التي افرحتي واضحكت سني اضحك الله سن كاتبها
فقط مهداه للذين لهم رأي في "الرايقات" الما مضايقات
مع تحياتي
واجدد ترحيبي بالاخ ابومشكاة
فقط مهداه للذين لهم رأي في "الرايقات" الما مضايقات
مع تحياتي
واجدد ترحيبي بالاخ ابومشكاة
عدل سابقا من قبل nashi في 9th يونيو 2010, 12:10 عدل 1 مرات (السبب : اضافة حروف ناقصة)
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: أم البنات
مرحب بيك ابو النسب...ابو مشكاة....وربنا يقدرناعلى تربية البنين والبنات على هدى الكتاب والسنة...نسأل الله لك وحرمك المصون كل العافيه ولزريتكم الصحه...هل رجعتم الخرطوم ؟؟ ام ما زلتم بين ظهرانينا؟؟؟
د.الجنيد احمد سليمان- نشط مميز
رد: أم البنات
هناء_وفاء_مودة_محبة_سعادة_كريمة_جميلة_حنينة_مؤمنة.......هى دى البنت ...ربنا يحفظنا من زمن الجاهلية الزى يقتل فية البنات...اخى مشكور قصة جميلة ومؤثرة جدا بتمنى ان تكون عظة لبعض الاخوان الزين يتزوجون باتنين وثلاثة واربعة من اجل الاولاد
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
رد: أم البنات
كان أبي عليه الرحمة عندما تشتد عفرتتنا يقول : ليت كل ولادتي كانت بناتا ...
إنه صوتي أنا , أو تدري من أنا ؟!
أنا أم اليوم أسباب الهنا
أنا من دنياكمو أحلي المنى
كل حب في الورا رجع حناني
كل نبع دافق بالخير داني
من ينابيع يغذيها اهتمامي
أنا نصف قد حوى كل المعاني
من يدانيني أنا ؟؟!!
شكرا أبو النسب .. شكرا دكتورتنا إحسان وشكرا للرقيقة سهاد
إنه صوتي أنا , أو تدري من أنا ؟!
أنا أم اليوم أسباب الهنا
أنا من دنياكمو أحلي المنى
كل حب في الورا رجع حناني
كل نبع دافق بالخير داني
من ينابيع يغذيها اهتمامي
أنا نصف قد حوى كل المعاني
من يدانيني أنا ؟؟!!
شكرا أبو النسب .. شكرا دكتورتنا إحسان وشكرا للرقيقة سهاد
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: أم البنات
ابو مشاة لك التحية والمحبة وقصة جميلةوعبرة لمن يعتبر البنت والولد هبه من الله ونعمه ويجب ان نحمد الله علي نعمه الظاهرة والباطنة ولكن للاسف مازالت دعوي الجاهلية مستمرة وما اشبه حال كثير منا اليوم بحال الجاهلية بالامس.
واذا بشر احدهم بالانثي ظل وجهه مسودا وهو كظيم.
وقال يعقوب : ولد لي سبع بنات فكنت كلما ولد لي ابنة دخلت على أحمد بن حنبل فيقول لي يا أبا يوسف الأنبياء آباء بنات .
وقال الشاعر :
وما كل مئناث سيشقى ببنته *** وما كل مذكار بنوه سرور
واذا بشر احدهم بالانثي ظل وجهه مسودا وهو كظيم.
وقال يعقوب : ولد لي سبع بنات فكنت كلما ولد لي ابنة دخلت على أحمد بن حنبل فيقول لي يا أبا يوسف الأنبياء آباء بنات .
وقال الشاعر :
وما كل مئناث سيشقى ببنته *** وما كل مذكار بنوه سرور
حيدر خليل- نشط مميز
رد: أم البنات
لك التحية أبو النسب ابو مشكاة... لك التحية و التجلة و الثناء ,,,, القصة مؤثرة وربنا يقدرنا على الثبات في تربية البنات , اللهم أجعلنا ممن ينصف البنات ولعل تقديم الله سبحانه وتعالى لهنّ في الآية" يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ ".ربما يكون مَنشأً التقديم صفة الهبة والتي تعني الخير في مطلق إناث ,مع تقييد الهبة والتي تعني الخير كذلك ولكن في بعض الرجال ,,, وكذلك للمبالغة في التصحيح لثقافةٍ كانت رائجة في المجتمع بنبذ الأنثي ... ( والله أعلم )
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: أم البنات
أشكركم جميعا على المرور
ويا دكتور الجنيد نحنا رجعنا الخرطوم ,, وكنت بتمنى أجلس معاك لكن الزيارة كانت سريعة ...و بلدكم سمحة .. لكن
بعيييييييييييييييييييييييييدة ,,
ويا دكتور الجنيد نحنا رجعنا الخرطوم ,, وكنت بتمنى أجلس معاك لكن الزيارة كانت سريعة ...و بلدكم سمحة .. لكن
بعيييييييييييييييييييييييييدة ,,
أبو النسب / أبو مشكاة- نشط ثلاثة نجوم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى