ثمن الغربه

نبدأها ونحن نغادر وطننا محملين بحقائب نحشر بها كل ما في خزائننا من عمر ...


وفي ادراجنا من ذكريات... حاملين معنا الوطن أثاث لغربتنا...وننسى عندما يضيعنا الوطن على بابه...عندما يغلق قلبه في وجهنا....حتى دون أن يوقفه دمعنا.....وحتى ننسى أن نسأله....


من سيؤثثه بعدنا..







قلت أرحل



أسوق خطواتي من زولا نسي الإلفة



أهوّم ليل...أسافر ليل



أتوه من مرفأ لمرفأ



ونسافر للمجهول....الى الغربه....ونلتقي وجهه لوجه مع الاغتراب بأقسى معانيه ...


أن الدفع يبدأ من اللحظات التي نحكم بها على انفسنا بترك وطن..رغم كل تناقضاته.


هو الوطن...


وطني ولا ملئ بطني






سكاتي ولا الكلام النئ



مديدتي ولا ضبائح طئ




نتركه ونسافر الى المجهول...الى الغربه...ان الثمن سيكون غالي ...


ويستمر دفعنا لضريبة الغربه....من شوق يمزق الضلوع....من حنين ...من ضياع نفسي...من قلق....من قسوة العيش...






هناك غربتنا ما هنتنا يا حلوين



هناك الهم بدل واحد يبين همين



وفيها قلوبنا


تتأوه ونتاوه


سنين وسنين


مصيره الحى يلاقى حبايبه



لو صادقين



وصراع كبير بين حضارتين مختلفتين....واحدة نحملها داخلنا ...


تمزقنا و تشدنا اليها .... وأخرى غربيه نتوه وسطها ...ولكن يجب ان نتعايش مع بعض منها....






ضريبه ندفعها ونحن نرى أولادنا يحبذون هذه الحضاره وهذه البلاد لانها حسب تفكيرهم بلادهم....فلقد ولدوا و ترعرعوا فيها..و ربما ستسرقهم منا.....او ربما يحطموا قلوبهم فيها من اجل أرضاء نزعات وعادات نكبلهم بها....








وأخيرا يجئ دور أقسى واصعب ضريبه سندفها...


ألا وهي النتيجه الحتميه لكل أنواع الاغتراب الذي نعيشه.... الا وهي غربتنا عن نفسنا و ذاتنا....وهل هناك أقسى من هذا الاغتراب...أو افدح من هذه الضريبه...ضريبة ندفعها من عمرنا ...ومن قلبنا وشوقنا وحبنا




ولا يدري البعض الى متى سيبقى يدفع ولا يقبض...







لم نجد فيما قطار العمر


يدنو من بقايا الدرب


من ضوء على شئ


وقد ضج الاسى اسرار
كنت تدعونا فاسرعنا وجدنا
هذه الدنيا محطات بلا ركاب
ثم سافرنا على ايامنا أغراب
لم يودعنا بها الا الصدى


او نخلة تبكى على الاحباب





هذا هو لسان الكثير منا


ولكن ما هو الحل؟

عوض السيد مالك علينا يا اخوى ...الغربة الغربة... الغربة ثم الغربة ... امين يا اخوى الفاتح

الاخ عوض السيد
كم انت كبير ايها الرجل...
ما تفتؤ تذكر الوطن...وتحن الى الربوع وتخاف على الاولاد من تذاخل الثقافات ...أن الترحال أيضا من ثقافات القرآن أيها الحبيب ( ألم تكن أرض الله واسعة...ألخ الآية)....(أطلبو العلم ولو فى الصين...الحديث)..الخ...سوف تعود ايها الطير المهاجر
وحتلقى الحبية بتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد...وبتلقى كل الرائعين من اهلك واحبابك كما تركتهم ..نفس السحنات السمراء والروح النقية..نفس الرجالة وعزة النفس الابية...وكل فنون العزف والنقارة والدرملى والمردوع وزفة العريس والصراع والسبارة فى الدارة والمنقة والمدمس فى السوق وستات اللبن وريحة البقر..والعمد والشيوخ..ودار الرياضة والبطحة والمدرسة الجنوبية وامكدادة والدبيبة والقلعة وشندى فوق والمحلج ومصنع زيوت الفضل والكور وابنوارة وامهشيمة والترتر ومسيد يابا الشيخ..وسوق ستة و(ودك) وكل الناس كل الناس...لا تذهب بعيدا ايها الكنار فما انتم الا سفراء للبلد الجميل تعلمون عرب البوادى فى الخليج والجزيرة والحجازوالشام...تعلمونهم معنى العروبة...عش وغيرك من الاحباب فى الغربة مرفوعى الراس فحتما سوف تعودون وحتما ستجدون انكم لم تاثر فيكم الثقافات الغريبة وان فلذات اكبادكم _ما دامو تحت رعايتكم_ هم من طينة هذا الانسان السودانى المعلم...

شكرا الفاتح....شكرا سهاد.
الجنيد لا استطيع ايفاءك حقك بالكلمات فأنت سكنت فى أهدأ غرف قلوبنا وأثرتنا بطبعك الرزين.