في بـيـتـنــــــا نــــيـــــــــــــــــــمة ..........

لا يخالجني أدنى شك أن لكل منا ذكريات مع نيمة وارفة تتوسط داره في الحباك مثل نيمة صاحبنا هذا .. إذن على الجميع أن ينداح ويبدأ سرده وتوثيقه لنيمته ... وأنا أقرأ في هذا السرد المفعم بالشجون تقاذفت في خاطري نيمات عديدة و كثر في أبوجبيهة وبنفس التفاصيل الممتعة وكأني أشتم عبق تلك الأمكنة ... يا له من زمان رائع ..الباب مفتوح للجميع ليغني كل منا ليلاه من على نيمته.
^
^
^

منقوووووول

تداعيات مهاجر في بلاد العم سام .. أرقه الحنين والشجون لتلك الديار

في بيتنا نيمـــــــــة – النور عبد القادر-

البيوت كلها لها نفس الجدران و الغرف موزعة بنظام في الداخل ... الأوضة بشبابيكها الأربعة و الباب يفتح في البرندة ذات البابين ، أحدهما يفضي إلى الحوش الواسع (حوش النسوان) و الآخر يقود إلى الزقاق الذي تشيد فيه راكوبة من القش تسمى التكل تتوزع فيه أدوات المطبخ . . الكانون .. صاج العواسة .. الدوكة ... الدوراية ... المرحاكة ... الحلل .. الصواني .. الصحون وأشياء أخرى يتم حفظها في السحارة مثل الكوريات و أقداح العصيدة وتلك لا يتم إستخدامها إلا في شهر رمضان.

أزيار الماء يكون لها مكان خاص في هذه المنظومة الجميلة .. المزيرة تمثل الملاذ من غائظة النهار وحر الصيف ، تتباين ألوان الأزيار ما بين أحمر وأسود ولا تخلو من طحلب أخضر يزينها و تمتطي حاملات أسمنتية أو حديدية عالية تسمو بها عن سطح الأرض ، تمر عليها النسائم من كل جانب فتجود على الشاربين بماءٍ زلال يروي ظمأهم.

يفصل بين هذا الحوش و الحوش الآخر جدار ، دعت الضرورة الإجتماعية إلى وجوده، ( حوش الرجال) به غرفة واحدة كبيرة تسمى الديوان يستضاف فيه الرجال و الشباب في خصوصية مميزة ، يتسامرون فيه ويتناقلون شتى الأخبار ، الإجتماعية ، الفنية ، الرياضية في نقاشاتٍ تتسم بالحدة أحياناً وتتخللها في أحايين كثيرة ضحكات عالية يمحون بها ما قد يترسب في الأنفس من أثر الجدال.

في بيتنا نيمة ، وقفت شامخة وسط الحوش قبل أن أولد وتفتحت عيني عليها،
الفجر يأتي مع صحو الهزار عليها وطير الخداري ينفض جناحيه مجدداً لهما النشاط ، يرفع عقيرته بالغناء في نيمتنا وتتجاوب معه مجموعته .. ثم ينقل الأثير هذه المقطوعة الموسيقية إلى أشجار أخرى في الجوار يتفاعل معها سكانها وينتشر فوق البيوت المجاورة عزف تبدأ معه الطيور يومها في رحلة البحث عن قوتها.

نيمتنا دوحة غناء، وارفة الظلال، كثيفة الأوراق و الفروع متشابكة ، تتساقط ثمارها الصفراء الصغيرة وأوراقها الجافة كل ليل على أطراف الحوش فتزيد من عبء نظافته.
الشمس ترسل أشعتها الذهبية على النيمة فترمي بظلها على المدى فوق العناقريب و على الجدران في الناحية الغربية من البيت ويندمج ظل النيمة مع ظل البيت ليرسم لوحة في بيت الجيران سرعان ما تتسرب إلى داخل بيتنا وينكمش الرسم إلى أن يتحلق الظل حول النيمة وتقصر عوارفها على نفسها، وحينها تكون الشمس قد إشتدت حرارتها وإشتعلت النفوس ضيقاً ، وفي ظل غياب الرجال و الأطفال في مدارسهم ، تجد النساء متنفساً تحت الدوحة الظليلة ... يتم نقل أدوات الطبخ الخفيفة .. الكانون .. الحلة ... بعض الأطباق ... و المجموعة الأهم هي الجبنة وأخواتها الفناجين .. الشرقرق ( القولاب) الفندق( الهاون) و العمود و الطربيزة وتدور الفناجين الصغيرة وسط الحضور بطقوس جميلة وسط بخور أم التيمان بنكهة الزنجبيل و الهبهان فتطفي حر النهار وتروق الأعصاب وينقضي الوقت.
عند الغروب تأوي إليها العصافير الصغيرة .. الطير الخداري .. مشاطة ... زريقة ... و الهزار ، تبدأ حلولها على الأفرع بسيمفونية غنائية ... كل طائر متيم يغني على ليلاه .. فتتداخل زقزقاتها وشدوها لتشيع في الفضاءات جواً من النشوة و الحبور وتؤذن في أهل الدار أنه قد آن لهذا اليوم أن ينتهي ... ثم رويداً رويدا تبدأ في السكون وتخفت أصواتها .. ليبدأ مشوار منزلي من نوع خاص ... الأرض الترابية ترش بالماء ثم يتم توزيع العناقريب على جوانب الحوش .. لكل واحد من أهل الدار مكانه ومن ثم الونسة وسمر قبل النوم والقمر مرسل ضيائه مع نسمات صيفية متقطعة وبعده تهدأ الأنفس ، وتستكين وتتمدد الأجساد المنهكة على العناقريب وتذهب في نوم عميق لا يعكر صفوه إلا نباح كلب تجاوباً مع نباحات أخرى أو نقيق ضفدع أو زقزقة عصفور من داخل نيمتنا.

الله عليك يا ابو الشوش وكمان كاتب بلون النيمه ياخى والله انت معلم.
شكرا يا رصين على هذه الاتكاءه تحت ظل النيمه الوارفه

في بيتنا نيمتان وشجرة مانجو ونخلة وسمير شكرا اشرف لقد حركتنا فينا اشياء واشياء ورجعتنا الي الزمن الجميل وشجر النيم كان الملاذ ايام هجير الصيف وكان النيم بمثابة المكيفات الاسبلت الان ومازالت قدر الله لنا ان نترعرع في ثلاثة حيشان كبيرة بها شجرتان من النيم ظليلتان وشجرة مانجو ونخلة فكان الواحد منا يتجول في هذه الحيشان ولكنني كنت اجد راحتي في شجرة المرحومة بت الجزيرة فاجرجر العنقريب من النيمة الي الراكوبة وبالعكس وهكذا دواليك حتي ساعة الغداء والتي غالبا ماتكون تحت نفس النيمة الا اللهم لو كان شرفنا ضيف فنخرج الي احد الدواوين التلاتة اما شجرة المانجو كنا نستمتع بثمارها فقط والنخلة كذلك لا ظل لها يحميك من هجير الصيف ولكن كانت تمثل الصمود وكانت معلم ورمز من رموز الحيشان التلاتة فكانت ومازالت لها مكانة خاصة في القلب
اما سمير فهو كلب الحراسة الذي فهم ان مهمته ليست حراسة حوش واحد انما الحيشان التلاتة فكانت مهمته صعبة للغاية ان يحرس تلاتة حيشان مساحتها لا تقل عن ستة الف متر كذلك لسمير مكانة خاصة وذكريات ظلت محفورة كلما جار علينا الزمان اتكأنا عليها.

يا سلام يا ابو الشوش...ذكرتنا والله تبلدية جعفر محمد عثمان..واثرت لواعج الرقيق حيدر فسكب لنا من ذكريات الماضى شيئا جميلا...
ابو الشوش: تكتب نيم..تنوم فى نيم..تزرع نيم.. كلو تمام..بس أوعى تسمع كلام عوض السيد دا تقوم: (تأكل نيم)
نيام..أقصد سلام

كلو يادكتور ولا اكل النيم
حلوه يادكتور نيام نيام

العقد الفريد ... أبوابراهيم / حيدر خليل/ و الدكتور
شايفكم مقيلين وراقدين يومين تحت نيمة العزيز القامة أشرف....أسمحوا لي أدخل عليكم بقصيدة يحي فضل الله..... عشان أقول ليكم " النيم النيم (آسف ) النوم النوم" ......

النيمه وسط الحوش
بتشوفا لو حنيت
ماالحن طبيق الشوق
لو هم او هميت
و الشوق براح وفسيح
جامح صريح و فصيح
لو غبت و إتغابيت
و متباقصه دي الايام
عايشتها و عديت
منكسره هي الاحلام
شتتها و شتيت
وين يا وليف البيت
هاجرت و إتخليت
عن إلفة الحله
عن خاطرة تتفسح
و النيل حبيب الله
لو القمر طل
عتق غناء الشله
و فج الصباح هل
منسحبه دي الايام
لاحقتها و خبيت
و ما بترجع اللحظات
هجست او جنيت
لاقيتنا او خليت
خليتنا و إتخليت
عن كل ما حلمت
عن كل ما سويت
تعال
يا فقيد البيت
يا ريت
لو قدرت و جيت
أريتك يا وليد البيت
كان زرتنا و لاقيت
لميتنا و إتلميت
ما الفرقة سوس
وسواس
رافقتها و طشيت
باريت لو تبعت الشوق
حاننتنا و حنيت
في نجعتك متّ
ومات الحمام في البيت
و القمري هج بعيد
قوقايو جافا رهيد
وآه ياوريث البيت
وقع صريف البيت
بس
النيمه وسط الحوش
بتشوفا
لو هميت
بتشوفا
لو هميت

ودعتكم الله