الطيب مصطفى وتهمة الخيانة العظمى!!!

الطيب مصطفى وتهمة الخيانة العظمى

لماذا لايهاجر الطيب مصطفى من السودان حتى يريح ويستريح ؟
حاول مغالطتنا ومغالطة التاريخ ولن اقول له كما قال لي (تثقف)..!!

جمال علي حسن
jamalgo2@hotmail.com

لم اتردد في الموافقة على دعوة اتحاد طلاب جامعة النيلين للمشاركة في ندوتهم السياسية (الاستفتاء وحدة جاذبة ام انفصال ناعم) ظهرأول امس والسبب في حماسي للمشاركة هو وجود المهندس الطيب مصطفى ضمن المتحدثين في الندوة التي من المفترض ان اشارك فيها كمناقش رئيسي او معقب كما يسمونه ..
زاد حماسي حين علمت ان الطيب مصطفى اشترط على منظمي الندوة ان يكون هو اخر المتحدثين حتى يصادر المنبر لصالح فكرته حين تكون له الكلمة الاخيرة ..وقلت هذا امر ممتع لانني وبحكم وجودي كمناقش رئيسي ساتحدث عقب الطيب مصطفى مباشرة ..
والطيب مصطفى احترم فيه تمسكه بفكرته وقتاله دونها رغم انها فكرة خاطئة في تقديري وخطيرة في نفس الوقت لانها ربما تخاطب وجدان سوداني قديم بثقافته القبلية ان لم اقل العنصرية هذا الطيب مصطفى الذي يريد للسودان خارطة جغرافية جديدة وكتاب تاريخ يبدا من (الزيرو) الخاص به وبمزاجه يصف انصار وحدة السودان بمن فيهم رئيس الجمهورية ونائبه على عثمان محمد طه وكل دعاة الوحدة يصفهم في مقالاته بقبيلة (النعام) ..
قلت له انت تتحدث وتكتب كثيرا وفق نظرية المؤامرة لتتهم من تتهم بالعمالة الاجنبية والتواطؤ مع المخططات الغربية لكن امريكا نفسها وبريطانيا العظمى القديمة وكثير من دول الغرب يعلنون مواقف اكثر وطنية من موقفك من وحدة السودان والدليل على ذلك ان الادارة البريطانية كانت هي التي منعت حدوث انفصال الجنوب بعد مؤتمر جوبا عام 1947 رغم انها كانت تخطط لعزل الجنوب منذ ان استعمرت السودان لكنها عرفت لاحقا الحقيقة ان جنوب السودان غير مؤهل لان يكون دولة مستقلة بقدراته وامكانياته الضعيفة فاثنت مؤتمر 47 عن اتخاذ قرار اعلان دولة مستقلة في جنوب السودان ..
اما امريكا التي تصفها انت ايها الطيب بانها عدو متربص بالسودان فان اخر مقترحات الادارة الامريكية حول مصير الجنوب كان هو اقامة نظام كونفدرالي اي حكومتين تحت سيادة واحدة وهذا موقف اكثر وطنية من موقف منبر السلام الانفصالي ..
اما الاجندة الخارجية التي تتوافق مع اجندة الطيب مصطفى في موضوع الوحدة والانفصال هي ومع الاسف الاجندة الاسرائيلية فقط اي اجندة اليهود او اليمين المتطرف الاسرائيلي باعتبار ان اسرائيل لها اطماع مياه معروفة في المنطقة وليس من مصلحتها ان يظل السودان بلدا واحدا شماله وجنوبه ..
فهل يعرف الطيب مصطفى انه يخدم اجندة اسرائيل (بي ايدو وكراعو) بدعوته المتعصبة للانفصال ..؟
وكانت صحيفة اخر لحظة امس قد وصفت ماحدث بيني وبين المهندس الطيب مصطفى خلال الندوة وصفته بالتلاسن الحاد واقول انه قد حدثت مكاشفة عالية الصوت بين فكرة الانفصال التي يتعصب الطيب مصطفى لها وفكرة الوحدة التي هي الاصل وقال الطيب مصطفى ان فكرته جديدة وغريبة لذلك تثير انزعاجنا لاننا على حد وصفه نسير مع القطيع ولانقبل الافكار الجديدة فكان ردنا عليه ان فكرته تلك من فرط انها قديمة ومتخلفة فهي تعبر عن واقع ماقبل الاسلام اي حين كانت المجتمعات الجاهلية القديمة مشتتة ومقسمةعلى عشائر وقبائل ومجموعات صغيرة جمعها الاسلام لاحقا في وحدة واسعة وشاسعة اسمها الدولة الاسلامية فكانت الفتوحات الاسلامية لاتعترف بالحدود القبلية ولاتيأس من الاخر الاجتماعي او الثقافي فاتسعت رقعة الاسلام على امتداد البسيطة دينا للوحدة والتوحد يحفظ حقوق غير المسلمين في ارض الاسلام ولافرق فيه بين عربي واعجمي الا بالتقوى فهل نرتد الى ماقبل الاسلام ونصف ارتدادنا الثقافي هذا بانه مشروع جديد وفكرة جديدة ومدهشة ..
ان فكرتك المتخلفة سيدي لاتدهش احدا غيرك ولايمكن وصفها بانها جديدة الا في خيالك الضيق ..
فالعالم يتجه للتوحد وانت تنادي بالتشرزم ثم تظن بان فكرتك رائجة ومدهشة وجديدة ..
وقلنا للطيب مصطفى امام الملأ ان هذا هو السودان بالوانه وسحناته ورطانته وعربيته واسلامه ومسيحيته وجماله وقبحه ..اقبله هكذا او هاجر منه فلن يصيبه مكروه بهجرتك إذا لم نقل ان بقاءك فيه يضر به وبوحدة ارضه وثقافته ..
هاجر من السودان بدلا من ان تطالب نصف الوطن بان يهاجر الى غير عودة حتى ترضي مزاجك النفسي ..
هاجر ولن نبكي على ذهابك ابدا فنحن نريد وطننا بامياله المليون موحدا ومستقرا وامنا ياشيخنا ..
استهدى بالله واخلص الخلوة بنفسك متفكرا في حجم الدمار الذي تبحث لنا عنه وتبحث لبلادنا عنه ..
ثم كانت مغالطة الطيب مصطفى لحديثنا حول اسباب انفجار التمرد في 83 والذي قلنا ان احد اسباب تعزيزه هي اعلان تطبيق قوانين سبتمبر دون استثناء الجنوب ..
فوصف المعلومة بانها خاطئة تاريخيا ونقول للطيب راجع معلوماتك التاريخية ولاأقول للمهندس كما قال لي (تثقف) .. ولكن حقائق التاريخ تقول انه وقبل اعلان التمرد وحدوث تمرد الكتيبة 105 في بور والبيبور والكتيبة 104 في الناصر كان
أن حولت الحركة الإسلامية بقيادة الترابي نظام نميري إلى نظام إسلامي ودفعته إلى إعلان قوانين سبتمبر عام 1983 والتي كان واضحا من وقت مبكر ان نميري سيعلنها وكانت هذه القوانين من الأسباب التي غذت حركة التمرد الوليدة في ذلك الوقت بقيادة جون قرنق خاصة وان حركة قرنق كانت في بداياتها حركة ماركسية ..
والتاريخ الموثق يقول ان صدور قوانين سبتمبر كان قد ادى الى توتر شديد في جنوب السودان عزز كثيرا من انفجار الاوضاع هناك في اطول الحروب الاهلية في السودان ..
وكنا قد اوردنا تلك السيرة التاريخية بدون تفصيل شديد لنثبت للطيب مصطفى ان الجنوبيين كانت لديهم مبرراتهم في تمرد 55 وتمرد 83 ولو زالت تلك الاسباب فان شعب جنوب السودان شعب مسالم يمكنه التعايش مع الشمال في وطن واحد وموحد بإذن الله ..
وليس كما تورد وتوحي للناس يوميا انك تبحث لهم عن تعافي من ورم خبيث اسمه جنوب السودان ..


الراكوبه

على الرغم من أننى لست من هواة اللعبه القذره (السياسه) الا أننى أرى أن هذا الرجل متخبط الى حد ينبغى حسمه.
شكرا د. احسان

شكرا دكتورة إحسان ... أرجو أيضا تقييم أشخاص أمثال وزير السلام باقان أموم ... هل هو أيضا من المسالمين ؟؟؟ برغم مخاطر الإنفصال ... إلا أن الجنوب أيضا مشكلة حقيقة في حال بقاء السودان متحدا .

الطيب مصطفى وتهمة الخيانة العظمى

لماذا لايهاجر الطيب مصطفى من السودان حتى يريح ويستريح ؟
حاول مغالطتنا ومغالطة التاريخ ولن اقول له كما قال لي (تثقف)..!!

جمال علي حسن
jamalgo2@hotmail.com

إلى إعلان قوانين سبتمبر عام 1983 والتي كان واضحا من وقت مبكر ان نميري سيعلنها وكانت هذه القوانين من الأسباب التي غذت حركة التمرد الوليدة في ذلك الوقت بقيادة جون قرنق خاصة وان حركة قرنق كانت في بداياتها حركة ماركسية ..
والتاريخ الموثق يقول ان صدور قوانين سبتمبر كان قد ادى الى توتر شديد في جنوب السودان عزز كثيرا من انفجار الاوضاع هناك في اطول الحروب الاهلية في السودان ..
وكنا قد اوردنا تلك السيرة التاريخية بدون تفصيل شديد لنثبت للطيب مصطفى ان الجنوبيين كانت لديهم مبرراتهم في تمرد 55 وتمرد 83 ولو زالت تلك الاسباب فان شعب جنوب السودان شعب مسالم يمكنه التعايش مع الشمال في وطن واحد وموحد بإذن الله ..
وليس كما تورد وتوحي للناس يوميا انك تبحث لهم عن تعافي من ورم خبيث اسمه جنوب السودان ..

( ميل واحد آمن مشرعن افضل من 100 مليون ميل مربع يعربد فيه هولاء )

((وقلنا للطيب مصطفى امام الملأ ان هذا هو السودان بالوانه وسحناته ورطانته وعربيته واسلامه ومسيحيته وجماله وقبحه ..اقبله هكذا او هاجر منه فلن يصيبه مكروه بهجرتك إذا لم نقل ان بقاءك فيه يضر به وبوحدة ارضه وثقافته ..
هاجر من السودان بدلا من ان تطالب نصف الوطن بان يهاجر الى غير عودة حتى ترضي مزاجك النفسي ..
هاجر ولن نبكي على ذهابك ابدا فنحن نريد وطننا بامياله المليون موحدا ومستقرا وامنا ياشيخنا ..
استهدى بالله واخلص الخلوة بنفسك متفكرا في حجم الدمار الذي تبحث لنا عنه وتبحث لبلادنا عنه ..))


شكراً إحسان ..الطيب مصطفى وكل الإنفصاليين شمالاً وجنوباً برغم التنبيهات والمحاذير إلا انهم سادرون في غيهم وطرحهم الإنفصالي ووصفهم أحد الوحدويين وشبه الطيب مصطفى بنلك القصة التي طالعناها جميعاً في كتاب المطالعة والتي تقول:
:أن فأراً سقط في جرة خمر وشرب منها حتى إرتوى وخرج يرقص منتشياً وهو ثمل ويقول: ((أين القطط؟؟؟))
:وإليكم هذا الخبر الجديد:

الاورام الخبيثه التى تحتاج البتر كثيره ياسر عرمان..باقان امون ..الطيب مصطفى و...و... لم ولن يزكر الزعيم الراحل جون قرن الانفصال ابدا بل كان يطالب بالسلام ................يا وطنا ليك عشقتا افديك بالروح والجتة
لن يهدم احد ساسك مادام العهد اتختة
لابنعرف اصل في لون بل نعرف اصل حضارة
الكل عليها يكون برطانة وعربي مكسر
سودانا الوطن الاخضر
...دقولنا طبولكم هييي
من حلفا ونمولي وابيي
وايديكم عالربابة
لا مدفع لادبابة
سودانا زنوج جلابة

الطيب مصطفي والرزيقي واسحق فضل الله وصفهم احد الجنوبيين بالثلاثي البائس
حقيقة لا الوم هؤلاء ولكنني الوم الذين يتحدثون بلسانين مرة عن الوحدة الجاذبةوتارة من علي منبر الطيب مصطفي وامثاله يبثون الكراهية بين الناس
واحسب ان الذين ادخلونا في نيفاشا قد فاتهم ذكاء معاوية ودهاء عمرو بن العاص فقد قال عمرو (والله مادخلت في امر قط الا وعرفت كيف اخرج من) اما معاوية فقد قال (والله مادخلت في امر قط واردت الخروج منه)

امتناني وشكري للجميع والاضافة والتعليق
ويا عمو ابوالزهور والله الطيب مصطفي كترها شوية وذودها حبتين وخاصة انه يتحدث من منبر يدعي فيه ان الاخرين خونه وبايعين القضية ...الخ
وقبل كل شئ هو مسلم!!هل ما يفعله يمت للاسلام بصلة؟
اكرر شكري للجميع

:أن فأراً سقط في جرة خمر وشرب منها حتى إرتوى وخرج يرقص منتشياً وهو ثمل ويقول: ((أين القطط؟؟؟))

أنا سأعلق على أي حال...
الطيب مصطفى بطرحه العنصري الإقصائي الحاد هذا يؤسس بدون وعي لحال عواقبه وخيمة وشره مستطير وهو ينطلق من نظرة عنصرية بحته حتى وإن حاول ان يغلفها ولكنه يبقى مكشوفاً للجميع..بل وحتى إن حدث الإنفصال فإن مثل هذا الطرح يؤسس لكراهية وعداء مع من دولة الجنوب المفترضة والتي نأمل الا تقوم..ومن يأمن لنا بان مثل هذه الافكار وأطروحاته العنصرية لن تمتد الى الغرب وجبال النوبة ويعيد لنا ذات الممارسات طالما تلك هي نظرته للآخر...الطيب مصطفى يقدم وحدة اراضي السودان على طبق من ذهب لكل الذين يتربصون بنا ويعطيهم الذرائع للتدخل بسفور في شئوننا بهذا الطرح العنصري؟؟؟؟ ..



بعد اجتماعات بجوبا..(9) مستشارين أمريكيون لحكومتها

هذا أفضل من أن يعملوا سرا في الجنوب لتقويض السودان الشمالي

وهل تعتقد انهم سيعملون جهرا؟؟؟ً

وهذه أرجو ان تفسرها لي ؟؟ حقيقة لم افهم؟؟؟؟

لأنهم إن بقوا معنا نخروا في عظم الشمال وعطلّوا تنميته ..هذا الحقد تأسس من نصف قرن ..
أنا لا أدعو للإنفصال صراحة ولكني لست متفائلا بهؤلاء القوم ... إن الحقد الدفين لديهم ونحن بالطبع ليس إبرياء منه لن تزيله أبدا الوحدة الجاذبة .. إنهم دعاة إنفصال أكثر من الطيب مصطفى منذ أيام عبود

كتب الطيب مصطفى
الثلاثاء, 29 يونيو 2010 07:53
شعرتُ بالأسف أن تضيق بعض الصحف «الديمقراطية» التي لطالما نادت بالحريات الصحفية والسياسية.. أن تضيق بالرأي الآخر وتجعل من حديث أحد قصيري البصر والبصيرة ممَّن شاركوا في سمنار منتدى النهضة والتواصل الحضاري بعنوان (النزعات الانفصالية وأثرها على العالم الإسلامي... السودان أنموذجاً).. أن تجعل من حديثه مانشيتاً يقول: (دعوة لاستئصال منبر السلام العادل)!!

أعلم يقيناً ما تنطوي عليه هذه الدعوة التي تقف وراءها سفارات تنشط هذه الأيام وتحمل كيسها في ظهرها كما فعلت ذات يوم قبل استقلال السودان وتدفع بلا حساب في سبيل تحقيق أجندتها المتعارضة مع أجندة منبر السلام العادل فكم من صحفي أفسدته وكم من سياسي أخافته وكم من أكاديمي جنَّدته لكن أن تتجرأ صحيفة وتكتب مثل هذا الكلام رغم ارتفاع صوتها وجعجعتها حول الحريات فهذا ممّا يكشف البون الشاسع بين القول والفعل والشعار والممارسة.

أود أن أسأل هذا المسكين الذي نادى بالتضييق على المنبر وصحيفة «الإنتباهة»: هل هذه دعوة لنا لحمل السلاح؟! أقول ذلك لأن أمثال هؤلاء الحمقى ينسون أن الدولة ظلت تنادي على حَمَلَة السلاح بأن يضعوا أسلحتهم ويرتضوا العمل السياسي بديلاً ووسيلة لمخاطبة الجماهير وإقناعها واستقطابها لذلك فإنهم بقولهم هذا يقولون لخليل إبراهيم وغيره من المتمردين على سلطان الدولة ممَّن يشنُّون الحرب على بلادهم وأهليهم.. يقولون لهم ابقوا في أماكنكم ومارسوا النهب والتقتيل الذي لا خيار لكم غيره لتحقيق مطلوباتكم.

من أسفٍ فإنني لم أحضر تعقيبات الحضور على مداخلتي فقد خرجتُ بسبب موعد آخر لكنّ ما بلغني ممّا أضحكني وأبكاني أن أحدهم أجاب عن سؤالى: هل جنوب السودان جزء من العالم الإسلامي؟... أجاب أحدهم بأن الأرض كلها أرض الله بما يعني وفقًا لمنطقه الساذج أن أمريكا وإسرائيل جزء من العالم الإسلامي!!

إن مشكلتنا مع «ترزية» الفتوى كبيرة فهؤلاء الذين يفصِّلون فتاواهم وفقاً للطلب هم بلاء أمتنا ولا يهمهم إن كان ثمن الوحدة هو إلغاء شريعة الله أو طمْس هُوية الأمة فأمثال هؤلاء يُساقون كالقطيع لا يكترثون كثيراً للتحوُّل الذي جرى في الشارع العام ويردِّدون كالببغاوات أقوالاً خطيرة يلوكها الدهماء، وقد أعود مرة أخرى بعد أن أستمع للشريط أو القرص المدمج الذي سُجِّلت فيه الندوة.

متى يُفيق عثمان ميرغني؟

كتب عثمان ميرغني يقول: حَمَلَ أحدُ المتظاهرين في قلب جوبا قبل أيام قلائل رسماً كاريكاتورياً يظهر فيه شمالي يلبس الجلابية وهو يعتلي رقبة جنوبي عريان ويقول له بكل استعلاء.. يا أخي يجب أن نظل متّحدين هكذا!!

عثمان ميرغني لا يدري أن هذه الصورة الكاريكاتورية تشبه ذات الصورة القديمة التي كان كتاب الإرساليات التبشيرية يحملها على غلافه على مدى عقود من الزمان قبل استقلال السودان فقد كان الكتاب الذي يدرس لتلاميذ المدارس أيام الاستعمار يحمل صورة شمالي يرتدي جلابية ويركب جملاً مربوط على ذنبه جنوبي «عريان» وخلفه شمالي آخر يحمل سوطاً يُلهب به ظهر الجنوبي!!

لم يتغير شيء على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان بل على مدى أكثر من قرن خلال عهد الاستعمار وكذلك الحكم الوطني حتى بعد نيفاشا التي منحت الجنوب والحركة الشعبية ما لم يحلما به فقد مُنحت الحركة حكم الجنوب وشاركت في حكم الشمال بينما أصبح الرئيس السوداني حاكمًا على الشمال ولا علاقة له بالجنوب ورغم ذلك يشتكون ويؤازرهم بعض الغافلين من الشماليين ويزينون لهم شكواهم ويُغرونهم بالمزيد ولست أدري ماذا يريد عثمان منا أن نفعل لكي نجعل الوحدة جاذبة أكثر ممّا فعلنا؟! أين هو الاستعلاء الذي يتحدث عنه عثمان ميرغني ولماذا يحس الجنوبيون بالظلم وأيهما ينبغي أن يحس بالظلم الشمالي الذي لا يُعتبر مواطنًا في جنوب السودان أم الجنوبي الذي يعيش في شمال السودان؟! يلومنا عثمان ميرغني لأننا نطالب بالانفصال ولم يلم الحركة الشعبية التي أدرجت الانفصال في نيفاشا وجعلته حقاً متاحاً بموجب تقرير المصير والتي تدعو كذلك لطرد الشماليين من وطن ظنوا أنه جزء من أرضهم.

إن نيفاشا يا عثمان مفصَّلة على أساس عنصري منح «عنصر» الجنوبيين الحق في تقرير مصيرهم وهي نتاج لمطالب الحركة الشعبية العنصرية التي حرمت «العنصر» الشمالي من الحق في تقرير مصيره ثم إن الدعوة للانفصال ظلت مطروحة من أبناء الجنوب منذ الاستقلال وحتى اليوم فلماذا تحرمنا من حقنا في أن نطلب الانفصال أسوة بالجنوبيين ولماذا تعتبر ذلك دعوة عنصرية بدلاً من أن تعتبرها دعوة لحل جديد للعلاقة المأزومة بين الشمال والجنوب؟!

إن أكثر ما يؤلمني أن عثمان ميرغني الذي يُعتبر من أكثر المطالبين بحرية التعبير يطالب اليوم بالتضييق على الحريات طالما أن الحرية تُتيح الفرصة لمن يخالفونه الرأي للتعبير عن آرائهم بالرغم من علمه أن الإسلام أتاح حرية الاعتقاد بما في ذلك اختيار الكفر البواح!!

إنه التناقض بين الأقوال والأفعال في أبشع صوره فهل من دليل أكبر من ذلك على ما أقول؟