تزوير نتائج الطلاب..ما بيخصكم

تزوير نتائج الطلاب..ما بيخصكم

الطاهر ساتي

** انحياز الأستاذ لإحدى المدرستين كان واضحا في مسابقة المدارس ، حيث سأل طلاب تلك المدرسة عن البلد المسماة ببلد المليون شهيد ، فأجابوه: الجزائر .. فصفق لهم الجمع الكريم ، وصفق معهم أستاذنا بحرارة ، ثم التفت إلى طلاب المدرسة الأخرى وسألهم باستياء : أها يا بجم إنتو ، كدي وروني أسماء المليون شهيد ..؟.. أوهكذا تقريبا أصل الحكاية التي تحكيها فرقة تيراب للكوميديا..!!

** ولو ذهبت تلك الفرقة إلى جامعة النيلين لوجدت حكايتها المستوحاة من الخيال واقعة في حياة الطلاب هناك .. حيث رئيس قسم علم النفس بكلية آداب جامعة النيلين والأستاذ المساعد بذات القسم وبذات الجامعة ، ارتكبا جريمة نكراء في حق التربية والتعليم ، مع سبق الإصرار والترصد .. وذلك بتزوير نتائج طلاب بالفرقتين الثالثة والرابعة للعام الدراسي الحالي في المواد التي يدرسانها ..حيث تم رفع درجات بعض طلاب القسم بغير حق ، وكذلك نقص درجات البعض الآخر بغير وجه حق أيضاً..!!

** هكذا قال خبر الحقيقة ، بعدد البارحة ، ثم قالت إن لجنة تحقيق شكلها مدير الجامعة حققت في أمر التزوير وأثبتت صحة الوقائع ، ثم أوصت بمحاسبة رئيس القسم والأستاذ المساعد .. إلى هنا ليس في الأمر عجب ، حيث الخير والشر أو الخطأ والصواب وجهان لعملة الحياة ، وما حدث بالنيلين يحدث في (أرقى الجامعات ) .. ولكن ما ليس طبيعيا هو أن توصية لجنة المحاسبة لم تجد قويا أمينا بالجامعة لينفذها ، أي لم تتم محاسبة المزورين..!!

** تحرت الحقيقة وعلمت بأن رئيس القسم والأستاذ المساعد يتكئان على ظهر حال بينهما وبين توقيع العقوبة عليهما ، وكما تعلم - يا صديقي القارئ - إن الزمن الراهن في بلدي صنع بعضا من البشر تحميهم ظهور البعض النافذ حين يخطئون ويزورون أويسرقون وينهبون ، أي يفعلون ما يشاءون بلا محاسبة وبلا يحزنون .. وما رئيس القسم وأستاذه - بالنيلين - إلا قليل من كثير مسنود بظهور تحميهم حين يخطئون ، وهنا مكمن الأزمة وأس البلاء .. أي ، إذا سرق الشريف تركوه - أو إذا زور الشريفان تركوهما - هو النهج الذي يهلك الأمم ويدمر الشعوب..!!

** الحقيقة سألت البروف عوض حاج علي ، مدير الجامعة الذي وجه بتشكيل لجنة المحاسبة ، عما سيحدث لرئيس القسم والأستاذ المساعد ، ولماذا لم يتم تنفيذ العقوبة التي أوصت بها لجنة المحاسبة ..؟..فرد بنص فحواه : أنا ماعندي شغلة بالجامعة ، خليتها ، أمشوا اسألوا زول غيري ..هكذا كان رده ، وهكذا البروف عوض دائما ، حيث لا يجد سؤالك عنده إجابة مفيدة ، أيا كان هذا السؤال .. وقبل أسابيع ، ذهب إليه محرر بقسم تحقيقات الحقيقة بحزمة أسئلة عن قضايا الجامعة وطلابها ، وجلس معه محاورا ، ولكن البروف امتنع عن الحوار بعد دقائق من بدايته ، اكتشف خلالها طبيعة الأسئلة ، وطلب من محررنا أن يتصل به لاحقا، أو كما تقول خدمات زين حين يكون المشترك غير راغب في استقبال المحادثة .. وإجابته الأخيرة عما حدث في شأن المزورين ، دليل آخر بأن الحكاية ( خربانة من كبارها ) .. ولذلك سألت الحقيقة ذات السؤال - لماذا لم تحاسبوهما حسب توصية لجنة التحقيق والمحاسبة ؟ - لنائب المدير ، البروف محمد سعيد الطاهر ، والذي لم تكن إجابته خيرا من إجابة ذاك ، حيث قال نصا : ده شأن داخلي ما بيخصكم ، بيخص إدارة الجامعة فقط .. فتأمل ، صديقي القارئ ، روعة الإجابة وعظمة المسؤول والمسؤولية .. حسنا سادتي ، ولاة أمر التربية والتعليم بجامعة النيلين ، فالأمر لايخص الحقيقة ، أو كما يزعمون ..ولكنه يخص الرأي العام السوداني ..ولذلك لن يمر الأمر كما تشتهون ، متكئا على ..( ظهور الحماة ) ..!!



صحيفة الحقيقة

والله يادكتوره دا كلام ...اخر حاجة ممكن الانسان يتوقعها تزوير في نتائج طلاب ...ووين في الجامعة ...خريج منوط به تحسين بيئة عمل ...وتطوير ...دي المحسوبية البقولوها ولا شنو ...
ربنا يكون في عون البلد ...
سلام علي التعليم ...سلام علي الامانة ...سلام علي الاخلاق ...سلام علي القيم ...وسلام وسلام ...

تحياتي دكتوره ...بعد احسن تشوفوا لينا فرص تعليم لاخونا وعيالنا معاكم في الخارج...