نصر الله

قال العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح اللبناني إن ما قدمه السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله كان معلومات قيمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وخاصة لجهة قيام إسرائيل عبر عملائها بجمع المعلومات عن الشخصيات التي يراد استهدافها لمعرفة تنقلاتهم وتحديد الممرات الإجبارية التي يمرون بها والتي تشكل أهمية كبرى عند إقامة كمين محدد أو تغطية الاغتيال.
وأضاف عون في حديث لقناة المنار إن الأحداث التي سبقت أو رافقت المعلومات التي رواها نصر الله والمتعلقة بمحاولة إيقاع ذات البين بينه وبين رفيق الحريري رئيس الوزراء الأسبق تدل أن هناك مسارا طويلا لعدة سنوات يصلح لانطلاق تحقيق جديد.
ودعا عون إلى إعادة النظر في عورات التحقيق من قبل الأطراف المعنية به وعدم السكوت عن الذين حاولوا تحويله وتضليله وحرفه وتزوير الإفادات وخاصة شهود الزور.
من جانبه قال وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني إن القرائن التي تقدم بها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في مؤتمره الصحفي أمس الأول فتحت بابا عريضا فيما يتعلق بكيفية حصول جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.
وأضاف جنبلاط في حديث لقناة المنار إنه في الاتجاه الأول عندما حدثت الجريمة وظهرت بعض شهادات شهود الزور كان كل الاتهام موجها إلى سورية ثم فجأة تحول إلى حزب الله وهذا يعني أن هناك من أتى وحور التحقيق عن أهدافه الحقيقية مرة أخرى ويجب أن يشكل ذلك دافعا لوقفة تأمل ومراجعة من قبل بعض القوى في لبنان من أجل تثبيت العدالة وعدم جر البلاد إلى فتنة.
ولفت جنبلاط إلى أن استخدام هذه القرائن الدقيقة من قبل لجنة تحقيق دقيقة أو نزيهة يمكن أن يوءدي إلى جو جديد في التحقيق في جريمة الاغتيال دون أن ننسى أن القرار 1559 هو الذي أدى إلى هذه الكارثة ولحصول هذا القرار كان لا بد من هذا الحدث الكبير باغتيال رفيق الحريري.
واستغرب جنبلاط أن تقوم جهات في المحكمة بتسريب معلومات إلى أوساط مشبوهة أو الا تفعل شيئا في حال لم تكن هي وراء التسريبات الصحفية.
بدوره قال النائب طلال ارسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني إنه لأول مرة تظهر قرائن ودلائل تثبت أن إسرائيل لها ضلع ودور أساسي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ولأول مرة هنالك قرائن تكشف للرأي العام اللبناني والعربي والدولي أنه خلال السنوات الخمس الماضية كان هناك تضليل مفضوح لكل ما يتعلق بحقيقة اغتيال الحريري.
وأضاف ارسلان : ان التحقيق في السنوات الخمس الماضية كان تمويها للحقيقة وكما قلنا ان اغتيال الحريري هو جريمة العصر فقد كان التحقيق في هذه الجريمة هو فضيحة العصر.
ولفت أرسلان إلى انه كان ينبه دائما ومنذ العام 2004 من ان المسلسل ذاته يتابع منذ أكثر من 6 سنوات أي منذ إقرار القرار 1559 وهو قرار الفتنة الذي أدخل لبنان في نفق التدويل وما زالت الخطة هي نفسها ضمن مسلسل واحد والمطلوب هو سلاح المقاومة في لبنان.
بدوره دعا جميل حايك رئيس المكتب السياسي لحركة أمل المسؤولين في لبنان إلى اتخاذ خطوات جدية وجديدة تحاكي الواقع الجديد الذي برز بعد المؤتمر الصحفي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤكدا أن هناك معطيات جديدة وجديرة بالاهتمام والمتابعة.
وقال حايك خلال احتفال إقامته حركة أمل: إننا أمام مرحلة جديدة ودقيقة وحرجة تحتاج إلى قراءة متأنية وواضحة لمعالمها.. مؤكدا عدوانية المشروع الصهيوني وارتكازه على سلسلة محطات تستهدف السلم الأهلي والاستقرار العام وإرباك الساحة اللبنانية والمنطقة بأكملها ما يهدد لبنان والأمن الإقليمي والدولي.
وانتقد حايك قرار الكونغرس الأميركي بتعليق حصول الجيش اللبناني على السلاح الأميركي وقال إنه كان على الكونغرس الأمريكي بدل إصداره هذا القرار أن يصدر قرارا يعلق فيه تدخله في الشؤون اللبنانية الداخلية.
من جانبه قال عبد الرحيم مراد رئيس حزب الاتحاد في لبنان إن الملفات والوقائع التي قدمها السيد حسن نصر الله الأم ين العام لحزب الله في مؤتمره الصحفي تؤكد وتوجه الأمور بدقة باتجاه محدد نحو فرضية العامل الإسرائيلي في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق مستندة الى وقائع معينة بما يتعلق بالعملاء والجواسيس وشهود الزور والاتصالات الهاتفية والاستطلاعات الجوية.
وأضاف مراد في حديث لقناة المنار.. أنا كنت خلال تلك المرحلة وزيرا للدفاع لمدة 5 أشهر وكانت تقدم للوزارة كل يوم عشرات الأخبار عن الخروقات والاستطلاعات الإسرائيلية من البحر والبر والجو وهذا يؤكد كلام نصر الله.
وأضاف مراد.. على حكومة الوحدة الوطنية بعد كل هذه الدلائل والوقائع أن ترفعها إلى المحكمة الدولية وعليها أن تتخذ موقفا واضحا من المحكمة في حال تجاهلت هذه الوقائع.
من جهته دعا مصطفى الحكيم رئيس حزب النجادة اللبناني لجنة التحقيق الدولية إلى الاستفادة من القرائن التي قدمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحفي الليلة الماضية والتي تتهم اسرائيل بتنفيذ جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري وما جرى بعدها من عمليات اغتيال في لبنان.

وراى الحكيم ان ما تم عرضه خلال المؤتمر الصحفي حول العملاء اللبنانيين الذين يتجسسون لصالح مخابرات العدو الاسرائيلي مهم وخطير جدا ويجب عدم التعتيم عليه لان لبنان مخترق بشكل فاضح.
واكد الحكيم ضرورة ان تسرع الدولة في محاكمة العملاء وانزال عقوبة الاعدام بحقهم كونهم قاموا بجريمة الخيانة العظمى ضد وطنهم وسيادته واستقلاله.
من جهته، اكد الوزير السابق زاهر الخطيب الامين العام لرابطة الشغيلة في لبنان ان القرائن المتماسكة التي عرضها السيد نصر الله ترتقي إلى مستوى الادلة من حيث الاستطلاع الجوي والميداني واعترافات الجواسيس والعملاء.
وطالب الخطيب ان تستعمل كل هذه القرائن والاعترافات لتشكل ادلة متماسكة لوضع اسرائيل في قفص الاتهام ووضع لجنة التحقيق امام مسؤولياتها.
بدوره اكد نجاح واكيم رئيس حركة الشعب في لبنان ان المعلومات والقرائن التي كشف عنها السيد حسن نصرالله تستحق التوقف عندها والتمعن فيها داعيا الحكومة اللبنانية إلى تكليف جهة قضائية مختصة بتلقي هذه المعلومات والقرائن والنظر فيها .
وقال واكيم ان طريقة تعاطي المحكمة الدولية مع هذه القرائن والمعطيات ستشكل الامتحان الاخير لصدقية التحقيق الدولي الذي لايمكنه اهمالها او القفز فوقها مؤكدا ان قيام الحكومة بواجبها تجاه ذلك من شأنه صون السلم الاهلي والتصدي للفتنة التي تخطط لها الولايات المتحدة واسرائيل .
من جانبه نوه فؤاد مخزومي رئيس حزب الحوار الوطني اللبناني بالجهود التي قام بها الامين العام لحزب الله في مؤتمره الصحفي الاخير لوضع وثائق ومعطيات امام الراي العام اللبناني والعربي والعالمي ووضع اسرائيل في موضع الاتهام بما يكفي لادانتها ليس في جريمة اغتيال الحريري فحسب بل في سلسلة الاغتيالات ومشاريع الاغتيال في لبنان مؤكدا ان الهدف الاسرائيلي من ذلك اثارة الفتن والقلاقل في لبنان.
من جهته قال منبر الوحدة الوطنية في لبنان إن نصر الله أعاد رسم مسار التحقيق الدولي في اغتيال الحريري بتقديمه مجموعة معطيات وقرائن ومؤشرات وضعت إسرائيل في دائرة الشبهة والاتهام في عملية الاغتيال بالصوت والصورة والقرائن والمقتطفات المأخوذة من اعترافات عملاء إسرائيل.
وأضاف المنبر في بيان له إن نصر الله ركز على كشف القرائن والمؤشرات ليفتح آفاقا جديدة في مسار التحقيق الدولي الأمر الذي يلزم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن تتلقف هذه المعطيات من أجل فتح مسار جاد ومسؤول في التحقيق إزاء عملية الاغتيال.
بدوره دعا الشيخ شريف توتيو عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي في لبنان إلى توثيق المعطيات والمعلومات والقرائن التي أظهرها وكشفها نصر الله واعتمادها كدليل حي لتوجيه التهمة المباشرة إلى العدو الإسرائيلي.
وقال توتيو في تصريح له إن نصر الله كشف للعالم أجمع في مؤتمره الصحفي حقيقة العدو الإسرائيلي الغادر وعدوانيته الإجرامية ومسؤوليته المباشرة في اغتيال الحريري.
في ذات السياق أكدت ندوة علماء المسلمين في لبنان ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باتت منصة بيد البعض وفي مقدمتهم اسرائيل لاطلاق الاتهامات ولاسيما ضد المقاومة الوطنية اللبنانية وضد كل الرافضين للمشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة.
وقال منسق الندوة الشيخ عبد السلام الحراش في بيان بعد اجتماع للندوة: ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قدم القرائن والبراهين التي تدين العدو الاسرائيلي بجرائم الاغتيال في لبنان وتورطه في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري .
الساحلي: اكتشاف أكثر من 150 عميلا يدل على انتهاك إسرائيل للقرار 1701
من جهته أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني نوار الساحلي أن العدو الاسرائيلي انتقل بعد الانتصار الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية في حرب تموز عام 2006 إلى بث حرب داخلية في لبنان بهدف زعزعة الإستقرار الداخلي وإدخال الفتنة اليه.
وتساءل الساحلي أليس اكتشاف أكثر من 150 عميلا خلال السنوات الأخيرة يدل على إنتهاك إسرائيل للقرار 1701 وحرب أمنية على لبنان معتبرا ان كل عميل يسقط هو نصر للبنان.، مؤكدا أن واجب المقاومة الدفاع عن لبنان بالسياسة في مواجهة اي خطر يقترب منه .
من جهته قال الدكتور سليم الحص رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق إن المؤتمر الصحفي للسيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله كان مميزا لأكثر من اعتبار فقد كان غنيا بما تضمن من معلومات لها دلالاتها الواضحة وكان موفقا في إثبات عدم جواز تجاهل أو إغفال أو إهمال أو استبعاد أي تحقيق في احتمال مسؤولية إسرائيل عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري .
من جانبه أكد النائب طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني إن الإسرائيليين هم أكثر من فهم واستوعب معنى الإثباتات التي طرحها السيد حسن نصرالله أمام اللبنانيين والعرب والعالم أجمع في مؤتمره الصحفي.
وقال أرسلان في بيان أصدره إن كلام السيد نصر الله غطى عجز وهفوات ومواقف التحقيق الدولي والمحكمة الدولية تغطية شاملة وعبر منها إلى مخاطبة الإسرائيليين على مستوى التنافس في مجال التقنيات الحديثة .
بدوره رأى كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني إن القرائن التي أعلنها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله تشكل معطيات جدية وكافية لتوجيه الاتهام نحو العدو الإسرائيلي في جريمة اغتيال الحريري مطالبا بموقف من المحكمة الدولية اذا لم تأخذ بهذه المعطيات وتدخل الفرضية الإسرائيلية في التحقيق.
من جهته رأى النائب اللبناني السابق فيصل الداود الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي في تصريح له إن ما قدمه السيد حسن نصر الله من قرائن ووثائق مصورة يشكل خارطة طريق لتحقيق جدي حول احتمال تورط إسرائيل باغتيال الحريري بعد أن تم تغييبها عن مسرح الجريمة، مؤكدا أن لجنة التحقيق الدولية تورطت بالتسييس منذ بداية عملها.
بدوره قال النائب اللبناني السابق مصطفى علي حسين رئيس الحركة الشعبية اللبنانية .. إن ما قدمه السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحفي من معطيات ووثائق وصور لطائرات العدو وهي ترصد الطرقات التي كان يسلكها رفيق الحريري تشير إلى حقيقة واحدة وهي أن العدو الاسرائيلي متورط بهذه الجريمة.
ودعا علي حسين الحكومة اللبنانية لأخذ هذه المعطيات والوثائق على محمل الجد والعمل من أجل التحقيق فيها ورفعها إلى مجلس الامن بغية انشاء محكمة عادلة وصحيحة لا تعتمد على شهود الزور في توجيه الاتهامات إنما تعتمد على معطيات ووقائع كالتي قدمها السيد نصرالله.
من جانبه اعتبر غازي المنذر رئيس الحزب الوطني اللبناني إن السيد نصر الله قدم تحقيقا موثقا لجهة أن تكون إسرائيل متورطة بعملية الاغتيال.
كما أكد حزب التضامن الذي يترأسه النائب اللبناني اميل رحمة ان السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله فتح أعين اللبنانيين على مسارات جديدة كان يفترض الا تغفل ولا تهمل منذ الخطوة الاولى على طريق التحقيق في اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق .
من جانبها أكدت حركة الامة ان نصر الله قدم قرائن وبراهين تؤكد تورط اسرائيل في عملية اغتيال الحريري موضحة ان ماتقدم به نصر الله هو بحد ذاته قرار ظني يدين اسرائيل بجريمة اغتيال الحريري وعمليات الاغتيال التي أدت إلى زعزعة الامن والاستقرار في لبنان .
من ناحيته رأى وزير العمل اللبناني بطرس حرب في تصريح له بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري انه بدلا من ان تكون المعلومات التي ضمنها السيد نصر الله الليلة الماضية موضع خلاف بين اللبنانيين يجب ان تكون موضع اتفاق بينهم على اساس ان هذه المعلومات حول اغتيال الحريري يجب الا تهمل بل على العكس يجب ان تؤخذ في الاعتبار .
خبراء قانونيون: القرائن التي قدمها نصر الله يجب أن تدخل إسرائيل إلى ملف التحقيق باغتيال الحريري كمتهم
قال عبد الله الأشعل الخبير في القانون الدولي إن القرائن التي قدمها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله هي عبارة عن مجموعة من الشواهد التي يمكن أن تساعد التحقيق في نقطة معينة إثباتا أو نفيا وهذه القرائن يجب أن تقرأ مع مجمل عملية اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ويجب أن تؤخذ من قبل المحكمة الدولية على محمل الجد.
وأضاف الأشعل في حديث لقناة المنار إن القرائن التي قدمها نصر الله يجب أن تدخل إسرائيل إلى ملف التحقيق كمتهم وهذا ما يجب على اللبنانيين بحثه بدقة ولا يجب السكوت عنه لأن هناك من يقول إن المحكمة الدولية هي جزء من مؤامرة سياسية تحاول أن تلبس ثوبا قانونيا لخداع الناس.
ولفت الأشعل إلى أنه لأول مرة في التاريخ تقوم محكمة مشوهة قانونيا كالمحكمة الخاصة بلبنان والدليل أنها كانت تستخدم من جانب فريق في لبنان في الصراع الداخلي وبما أن جميع القوى في لبنان حاليا تقول إنها حريصة على وحدته فيجب على الجميع مراجعة هذا الموقف بعد ان أصبح افتراض ان إسرائيل طرف في الجريمة واضحا وله أسس قوية يمكن البناء عليها.
وأكد الأشعل أن المسار التاريخي لجريمة الاغتيال وما تلاها من تشكيل لجان تحقيق وقرارات وصولا للمحكمة الدولية يشير إلى أن هناك عملا جاهزا من جانب مجلس الأمن وبعض القوى الكبرى كان هدفه توجيه الاتهام السياسي باتجاه واحد وكان من مهمات لجان التحقيق البحث عن أدلة تثبت هذا الاتجاه مع تجاهل كل الفرضيات الأخرى بما فيها الفرضية الإسرائيلية.
بدوره قال حسن جوني أستاذ القانون الدولي بالجامعة اللبنانية إن على دانيال بيلمار المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن يذهب إلى إسرائيل فورا ويقوم بالتحقيقات ويأخذ كل ما قاله نصر الله كقرائن على الأقل وعليه أن يطلب من الدولة اللبنانية ومن الأجهزة الأمنية فيها أن تعطيه هذه الملفات.
وأضاف جوني في حديث لقناة الجزيرة إن التحقيق يجب أن يأخذ ما قاله نصر الله ليس كدليل ولكن على الأقل كقرينة من الناحية التقنية وكإخبار وعلى ما يبدو أن هناك كثيرا من الأمور لم يعلنها نصر الله.
وأشار جوني إلى أن ما قدمه نصر الله في مؤتمره الصحفي وضع على بساط البحث كل التحقيقات السابقة واستنتاجاتها بما فيها تقنية التفجير والتخطيط والتنفيذ ونحن الآن أمام علامات استفهام جديدة حول كيف تمت عملية التفجير وما هو دور طائرة التجسس الأواكس الإسرائيلية في ذلك.
من جهته قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن نصر الله ألقى بشكوك حقيقية حول حيادية اللجنة التي تحقق في اغتيال الحريري لأن اللجنة وجهت الاتهام إلى سورية ثم ثبت بعد ذلك أن ليس لها أي علاقة بهذا الموضوع والآن هي توجه الاتهام نحو حزب الله دون دليل قاطع.
وأضاف نافعة إن المؤتمر الصحفي الذي عقده نصر الله أعطى قرائن يمكن لها على أقل من ناحية الاستنتاج السياسي أن تثير شكوك اللجنة.
وقال نافعة إن على لجنة التحقيق أن تطلب القرائن من الدولة اللبنانية ثم تتوجه إلى الدول التي يمكن أن تزودها بالمعلومات حول الاستطلاع الجوي وخاصة أن هناك معلومات مهمة جدا ذكرها نصر الله وهي تتعلق بتحليق طائرة الأواكس قبل الحادث بيوم وفي نفس يوم الحادث إضافة إلى الطيران الحربي كما أنه يجب التحقيق في أمر العميل الذي كان موجودا على مسرح الجريمة.
وأضاف نافعة إن المعلومات التي لم يكشف عنها السيد نصر الله قد تكون أهم وبالتالي عندما يقول شخص إن لديه معلومات أخرى ويكون هناك لجنة تحقيق تحقق في موضوع بهذه الدرجة من الخطورة فعلى اللجنة على الأقل أن تسأل عن هذه المعلومات وتتحرى عنها وهو أبسط واجباتها.
من جهته قال عمر نشابة الخبير في القانون الجنائي إن كلام نصر الله يفتح آفاقا جديدة للتحقيق ويبرز عرضا ممنهجا ومنظما للدوافع والخلفيات والقرائن ويربط بينها جميعا ليقدم طريقة عمل إسرائيل وآلياتها الاستخبارية .
وأشار نشابة إلى أن هذه القرائن والمعلومات تستحق البحث فيها بطريقة جديدة للوصول إلى الحقيقة وتوضيحها والكرة الآن في ملعب السلطات اللبنانية لإرسال هذه المعلومات والقرائن إلى مكتب المدعي العام والخطوة التالية تأتي عبر تلقي مكتب المدعي العام وقاضي الإجراءات التمهيدية للملف كاملا وهنا نستطيع أن نقيس مدى صدقية هذه الجهات الدولية وجاهزيتها لاستقبال هذه المعلومات.
وقال نشابة أما الخطوة الثالثة وهي الأهم هل سيكون بإمكان بيلمار والمدعي العام الدولي أن يقوما باستدعاء أي إسرائيلي للاستماع إلى إفادته عندما تقدم هذه المعلومات والقرائن.
بدوره قال الدكتور علي الغتيت أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة إنه يجب على المحكمة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري إذا قررت أن يكون لديها مصداقية أن تأخذ القرائن التي أوردها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وتحقق بها تحقيقا إلزاميا وإلا أصبحت هذه المحكمة تعلن إعلانا صريحا بأنها أداة لتفتيت لبنان وإضرام النيران بين طوائفه.
وأضاف الغتيت في حديث لقناة الجزيرة الليلة أن الأصول في المحاكمات القضائية في القانون الدولي والمقارن وفي الخبرة الدولية على كل المستويات تؤكد أنه لا يجوز أن تشكل محكمة أو أن يعين قضاة للتحقيق في جريمة واحدة بعينها وإلا أصبح هذا الأمر إخلالا بمبدأ شرعية المحكمة ذاتها.
وقال الغتيت إن المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال الحريري أنشأت منذ عدة سنوات والذي أعاق عملها هي سياستها وأنا استطيع قول هذا الكلام من خبرتي الذاتية حيث ثبت أن التحقيقات فاسدة فتوقفت تحقيقات القاضي ديتليف ميليس وبدأت تحقيقات أخرى.
وأضاف الغتيت أنه يجب معاملة القرائن التي أوردها السيد نصر الله تماما كما لو عثر على مكان حادث على بصمات وهذه مسألة مبدئية ولو وجدنا أثرا في حادث يقتضي التحقيق هل نحقق أم لا والإجابة هي قطعا إذا كان تحقيقا قضائيا على المحكمة وعلى جهة التحقيق الجنائي الدولي أن تتولى هذه المسألة بمنتهى الاهتمام وأن تحقق إلى أن تظهر الحقيقة كاملة وكما تجد الشرطة أدلة في مكان الحادث وعليها أن تحيلها إلى النيابة لتحقق فيها وإذا امتنعت النيابة عن التحقيق فهذا تقصير لا يعبر إلا عن تسييس المحكمة.
وقال الغتيت إن تعبير أن المحكمة هي سيدة نفسها تعبير سياسي بالدرجة الأولى لأنه ليست هناك محكمة سيدة نفسها والسيد هو القانون والدستور والأصول الدستورية الدولية وإذا قررت المحكمة ألا تأخذ بالقرائن التي أوردها السيد نصر الله وتحقق بها فهذا يعني أنها قررت أن تغلق الباب على التحقيق على هذه المسائل الجدية.
وأضاف الغتيت لا نستطيع البت بمدى صدقية هذه القرائن ودقتها وإقناعها إلا بعد التحقيق وهل يمكن أن تتحول إلى دليل إلا بعد التحقيق بها وهناك ما يسمى في القانون مصادرة عن المطلوب والقرائن لا يمكن أن توصف بأنها واهية وفي نفس الوقت يصفها البعض بأنها وسيلة لإعاقة المحكمة.
من جانبه قال العميد وليد سكرية النائب اللبناني عن كتلة الوفاء للمقاومة إن التصريحات الإسرائيلية إزاء خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله من أن التقنية التي عرضت أثناء خطابه عبارة عن أفلام مركبة وزائفة هو كلام موجه للإسرائيليين لإقناعهم أن إسرائيل محصنة وأن المقاومة لاتستطيع اختراق التقنيات الإسرائيلية.
وأضاف سكرية في حديث لقناة العالم الليلة إن الدخول إلى شبكة بث طائرات الاستطلاع الإسرائيلية والحصول على الصور التي تبثها كما ترسل إلى الكيان الإسرائيلي هو انجاز تقني هام ودليل على تطور أساليب المقاومة وامكانياتها، مشيرا إلى قدرة المقاومة على اختراق شبكات الاتصالات اللاسلكية الإسرائيلية وبث أناشيد وطنية عليها خلال العدوان لإسرائيلي على لبنان في تموز/2006/ فيما عجزت إسرائيل عن اختراق شبكة اتصالات المقاومة أو التشويش عليها في ذلك الوقت.
من جهته قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي المصري إن فرار بعض العملاء إلى إسرائيل يعني احتمال انتقال بعض المعلومات التي كانت لديهم في حين يوفر قبض على العملاء فرصة لمعرفة نوعية المعلومات التي بحوزتهم ما يمكن من تجنب بعض النتائج للأعمال التي قاموا بها.
وأضاف مسلم إن أهمية ما تحدث عنه السيد نصر الله أمس تأتي من كونه تحدث عن أمور متعددة يكمل كل منها الآخر فما قاله عن الاستطلاع الجوي والعملاء والجانب الفني والتقني إنما ينسج قرارا اتهاميا لإسرائيل في قضية اغتيال الحريري ما يتطلب من الدولة اللبنانية أن تبحث في العلاقة بين العناصر المختلفة التي تحدث عنها من أجل معرفة الخطة الإسرائيلية وخصوصا ما جاء عن بعض العملاء الذين استقبلوا مجموعات إسرائيلية في لبنان واتجهوا بها إلى أماكن معينة.
بدوره قال ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا الفلسطينية إن التلفزيون الإسرائيلي بث اعترافات لجنرالات احتياط شاركوا في الحرب على لبنان أكدوا من خلالها أن حزب الله تمكن من اختراق طائرات الاستطلاع من دون طيار الإسرائيلية ما يؤءكد على سابقة نوعية تشير إلى ضربة تكنولوجية كبيرة جدا للصناعات العسكرية الإسرائيلية المسماة رافائيل بحيث تعرضت عمليات التصدير لهذه الصناعات إلى ضربة قاصمة أخرى ولاسيما أن أرباحها تصل إلى نحو /10/مليارات دولار في ما يشبه ما تعرضت له دبابة ميركافا في جنوب لبنان إضافة إلى تغيير الصورة النمطية الإسرائيلية للمقاتل العربي الذي بات يدير صراعا تكنولوجيا.
وأضاف اللحام إنه وعلى الرغم من المناورات المتعددة التي يخضع لها الجيش الإسرائيلي على الصعيدين العسكري والتقني إلا أنه ليس من السهل إصلاح هذا الجيش الذي يشهد فسادا كبيرا ونذكر هنا كيف سارع دان حالوتس رئيس الأركان الإسرائيلي السابق إلى الاستثمار في البورصة خلال العدوان على لبنان في تموز/2006/ من أجل حماية رصيده وأسهمه.