بلادك حلوة أرجع ليها

شعر دكتور عبدالوهاب إبراهيم الزين

يَالَيْتَ شِعْريّ بَعْدَ الْبَيْنِ لِىَ أَمَلُ
فِيْ أَنَّ نُجَدِّدُ عَهْدَ الْوَصْلِ أَوْ نَصِلُ
إِلَىَ بِلادِيّ مَهْوَىَ الْنَّفْسَ حَيْثُ بِهَا
جُرْحٌ الْمُعَانَاتِ وَالْأَحْزَانِ يَنْدَمِلُ
إِنِّيَ كَفَرْتُ بِبُعْدَيْ عَنْكَ يَا وَطَنِيْ
لِمَا احْتَمَلْتُ شَقَاءً ..لَيْسَ يُحَتَمِلُ
لَا تَحْسَبَنَّ هُمْـوَمَ الْبُعْدِ.. هَيِّنَةً
يَنْوِءُ مِنَ حَمْلَهَا الْأَهْرَامَ.. وَالْجَبَلُ
فِيْ غُرْبَةٍ الْرُّوْحِ ..لَا رَاحٌ تُثْمِلُنا
عَنْ مُبْتَغَىَ الْرُّوْحِ بَلْ صَبَارِنا ثَمِلُ
لَا صَـبِرٍّ عِنْدِيْ وَلَا أُوْتِيْتَ مْـنَ
جِلْدِ حَتَّىَ يُقَالَ صَبُوْرٌ أَيُّهَا الْجَمَلُ
****
مَا كُنْتَ فِيْ سَعَةٍ مِنْ عَيْشٍ مُغْتَرِبٌ
أَوْ كُنْتَ فِيْ دَعَةٍ تُغْرِيَ ..فَنَمْتَثِلُ
قَدْ كُنْتُ مِنْ زَمَنِ . أَهْفُوْ إِلَىَ بَلَدٍ
فِيْهِ الْأَنِيْسِ وَفِيْهِ الْصَّحْبُ وَالْأَهْلِ
فَهَلْ يُفِيْقُ فَـؤَادِيّ.. بَعْدَ غَفْوَتِهِ
وَيَسْتَبِيْحُ حِمَاهُ الْحُبِّ وَالَغْـزّلُ
وَهَلْ تَعُوْدُ إِلَىَ رُوْحِيْ بَشَاشَتُهُا
حَتَّىَ يُعَرْبِدَ فِيْ سَاحَتِهَا الْجَـذُلُّ
وَهَلْ يُطِلُّ عَلَىَ كَهْفِيّ.. سَوامْرِهُ
أَمْ بَعْدَ عُزْلَتِنَا تَرَكُوْهُ وَانْعْزِلُوا
يَا قَرْيَتِي فِيْ جِدَارِ الْذِّكْرِ أَرْمُقُهَا
طَيً الْغَمَامَ أَرَاهَا وَهِيَ تَرْتَحْـلُ
فِيْ مَتْنِهَا مِنْ طُيُوْرِ الْأَهْلِ رَاحِلَةً
رَاحَتْ بِهِنَّ وَلَا أَدْرِيْ لِمَ أُرْتَحَلُوْ
تَسْرِيْ رَهَّابَا إِلَىَ آَفَاقِ هِـاوِيَةِ
تَطْوِيْ زَمَانٌ صِبَانَا قَرُبَ مِنْ رَحَلُو
وَنَخْلَةٌ فِيْ ضِفَافِ الْنِّيْلِ فِيْ خَلَدِيْ
تُلَوِّحُ فِيْ خَاطَـرَيّ دَوْمَا وَتَعْتَمّلَ
وَدَوْحَةُ قُرْبَ بَابِ الْبَيْتِ أَذْكُرُهَا
مَمْدُوْدَةٌ الْظِّلِّ وَالْأَفْنَانِ تَنْسَـدّلُ
فَهَلْ تُمَدُّ كَمَا كَانَتْ مِظِلَّتِهَا مِنْ
سَقْفِ وارُفَهَا أَمْ سَقْفِهَا عَبْلُ؟
هَلْ يَا تُرَىْ بَقَرَاتٍ الْحَيُّ حَالِبَةً أَمْ
أَيْبَسَ الْضَّرْعِ مِنْهَا الْقَحْطُ وَالْمَحْلُ
وَهَلْ عَلَىَ الْبَابِ كَلْبُ كَانَ يَحْرُسُنَا
أَمْ غَادَرَ الْكَلَبُ فِيْ آَثَارِ مَنْ رَحَلُو
كَانَتْ لَنَا فِيْ رِحَابِ الْحَقْلِ سَاقِيَةٌ
شَجِيَّةٌ الْصَّوْتُ كَمْ هَشَّتْ لَهُ الْنَّخْلُ
قَالُوْا بَكَتْ عُمْرِهَا فِيْ جُنْحِ عَاصِفَةٍ
هُدَّ القُوادِيْسَ مِنْهَا عَاصِفٌ جَلَلُ
وَأَصْبَحَتْ مُتِّراتِ الْمَاءِ ناضِبةً
مَفْقُوءَةٌ الْعَيْنِ يَعْلُوَ فَوْقَهَا الْوَحِلُ
وَمَا لجدُوِلَهَا إِنِ كَانَ فِيْ خَجَلٍ
مَنْ كَشَفَ عَوْرَتَهُ لَوْ ثَوْبَهُ سَمَلُ
قَدْ كَانَ فِيْ زَمَنِ الْآَبَاءِ مُنْتَشِيَا
يَزْهُوْ عَلَىَ شَفَتَيْهِ الْأَخْضَرِ الْخَضِلُ
دَالٌّ الْزَمَانْ عَلَىَ أَحْلَامِهِ وَمَضَىَ
هَذَا الْزَمْـانّ صَحِيْحٌ أَنَّهُ دُوَلٌ
طَوْرَا يُبَيِّنُ عَلَىَ الْأَيَّامِ فِيْ حُلَلٍ
مِنْ وَشْيِ جُوَّهْـرَّهِ أَيَّامِهِ حُلَلُ
يُبْدِيَ ثَنَايَاهُ سُمِحَـا فِيْ مُجَامَلَةٍ
تُغْرِيَ الْغَـرِيْرُ بِأَنَّ الْوِدَّ مُتَّصِلُ
حَتَّىَ إِذَا مَا انْشَغَلَنَا عَنْهُ فِيْ دَعَةٍ
وَالْبَالِ مُنْشَرِحَ وَالْفِكْرُ مُعْتَدِلُ
إِلَا وَصَـوَبِ مَنْ أَكُنَانَهُ نُبْلَا
تُصِيْبُ حَرَّ فُؤَادِيْ تِلْكُمُ الْنُّبْلُ
هَلْ آَنَ فَكِّ قُيُوُدِيِ مِنْ سَلَاسِلُهَا
وَهَلْ سَتِّفْـرَجُ عَنِّيْ حِيْنَ أَمْتَثِلُ
لَدَعْوَةً مِنْ شِغَافِ الْقَلْبِ تَسْلُبْنِي
شَمْسُ الْحَيَاةِ إِذَا مَا عَـدّتْ أَمْتَثِلُ
وَكَرَبْتُـاهٓ عَلَىَ نَفْسِ يُؤَرِّقُهُـا
سُهْدٍ الْمَنَافِيْ وَبَعْدَ الْدَارُ وَالْوَجِلُ
تَرْنُوْ إِلَىَ أَجَلٍ يُنْهِيَ تَعاسَتِهَا ..
فِيْ وَعْدِهِ عَجَلٍ لَوْ يُصَدِّقُ الْأَجَلُ
خَوْفٌ الْغَدَاةِ وَمَا تَأْتِيَ بِهِ وَجِلَا
وَنَحْنُ فِيْ مَعْقِلِ يَحْدُوَ بِهِ الْوَجِلُ
إِنِّيَ رُزِئْتُ بِسِجْنِ كَانَ لِىَ قَدْرَا
يَا رَبِّ إِنِّيَ إِلَيْكَ الْآَنَ أَبْتَهِلُ
هَلْ لِيَ أَكْحَلَ عَيْنَيْ بَعْدَ أَنْ رَمِدَتْ
شَـوْقَا إِلَىَ بَلَدٍ مَا مِثْلُهُ بَدَلَ
بِنَظْرَةٍ فِيْ جَبْيِنْ الْنَّيْلِ وَالِهَةٌ تَرْوِيْ
غَلِيْلَ شَغُوْفُ شَاقَهُ الْنَّهَلُ
وَنَظْرَةً فِيْ عُيُوْنِ الْأَهْلِ مُفْعَمَةٌ
بِالْشَّوْقِ وَالْحُبِّ مَا دَامَ الْهَوَىَ أَهْلُ
وَقِبْلَةَ لِتْرَابْ الْأَرْضِ مَا زَعَمُوْا
تَهْدِيْ الْسَّقِيْمِ حَيَاةً تِلْكُمُ الْقُبُلِ

وَنَظْرَةً فِيْ عُيُوْنِ الْأَهْلِ مُفْعَمَةٌ
بِالْشَّوْقِ وَالْحُبِّ مَا دَامَ الْهَوَىَ أَهْلُ

شكرا ابو د.نوال على هذه الملحمه الوطنية الجميلة و عذرا هل لنا ان نتعرف

اكثر على د. عبدالوهاب الزين.

تحياتى

- الدكتور عبد الوهاب الزين (السودان) (دكتوراه دولة في العلوم السياسية مهتم بالتاريخ وعضو اتحاد الكتاب العرب)

وهو من أبناء شمال السودان من منطقة الدناقلة والمحس عموما .. هذا كل ما أعرفه عنه وقرأت له في منتديات الإذاعة السودانية

شكرا فيصل على المرور

شكر ابو الزهور على هذه التحفه الفنيه

بلادي أنــــــــــــــــــــــــــــــا

بلادي بلد ناساً مواريثم

في أول شي ..كتاب الله

وحصان مسروج، وسيف مسنون حداه درع

كتاتيبم تسرج الليل مع الحيران

وشيخا في الخلاوي ورع

وكم نخلات تهبهب في جروفا الساق

وبقرة حلوبة تتضرّع وليها ضرع

بلدي أنا

تشيل الناس ، كل الناس وساع بي حيلا وليلا يسع

وتتدفق مياه النيل على الوديان

بياض الفضة في وهج الهجير بيشع

بلدي سهول ، بلدي حقول بلدي الجنة للشافوها

ولي البرّة بيها سمع

بلادي أنا بلاد ناساً تكرم الضيف

وحتى الطير يجيها جعان ومن أطراف تقيها شبع

بلادي أنا بلاد الصفقة والطنبور وجاراتن تنق بالليل

وبنوتن تحاكي الخيل

يشابن زي جدي الريل

بلدي أمان ، بلدي حنان وناسا حُنان

يكفكفوا دمعة المفجوع

ويبدّوا الغير على زاتم

يقسموا اللقمة بيناتم

ويدّوا الزاد حتن كان مصيرم جوع

يحبّوا الجار

يموتوا عشان حقوق الجار

يضوقوا النار عشان فد دمعة

وكيف الحال لو شافوها سايلة دموع!

ديل أهلي .. واللــــــــــه ديل أهلي

البقيف في الدار في نص الدار

وأقول لي الدنيا. كل الدنيا ديل أهلي

عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارّة

ديل أهلي ..

ديل قبيلتي لمّن أدور أفصل للبدور فصلي

ديل فصلي

أقول بعضي

ألاقيهم تسرّبوا في مسارب الروح

بقوا كُلي

ألاقي قلبي والإحساس

وسافر في بحار شوقم زمــــان عقلي

أنا محل قبّلت ألقاهم معاي ، معاي زي ضليّ

أنا لو ما جيت من زي ديل كان وا أسافاي ، وا مأساتي وا زّلي

تصوّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني...

وأهل الحارّة ما أهلي

تصوّر...

*****************************
نسأل المولي عزّ و جلّ ان يردنا الي بلادنا العظيمة الجميلة .... السودان ....

قولوا يا رب

[size=18]
أحيًكم .. أردُعلى تحيَتكمْ
أحيَ عبركم نوارة الدنيا حمامتنا
ومن حملتعلى أهدابها ألقاَ.. حمامتكمْ
أقول لكمْ.. أيها أحبابيَّالغالينَ
قادتنأْريحيتكمْ
فجئتأجرجر الأشواقَ كي أقضي سويعات بساحتكمْ
لأرسم من سلامتكم سامحتكمْ
أشيًد من جمال الفال قصرالحب
أشعاراً.. قوافيها سماحتكمْ
وإن سأل الفضوليون عنأصناف معدنكم
أقول لهم بزهو المنبت المغروس في أعماقتربتكمْ
وأفرد من كتاب المجد.. سفر المجد.. عزَ المجد
ما كتبت حضارتكم
أقول لهم همو أهلي
همو من سُيدو في الأرض قادتها وسادتكمْ
ومن وضعوالكم من كبرياء سمائهم مهوىوسادتكم

التحية لهذا المنتدى الرائع والشكر الجزيل للأديب الوسيم أزهري الحاج

على نقله للقصيدة

فيما كنت ابحث في قوقل عن بعض كتاباتي وجدت هذه القصيدة في هذا المنتدى وحاولت الإطلاع عليها ولم أتمكن فقلت في نفسي لم لا أسجل فيه علني أطلع على أخبار هذه المدينة التي لم ارها منذ ما يربو على ثلاثين عام وهكذا ستجدوني بينكم مساهماً بكتاباتي وأفكاري السياسية والاقتصادية والأدبية:

وقد قرأت تعريفاً من الأخ العزيز أزهري فأسمح لي أن أقدم لكم شخصي بصورة أكثر تفصيلا:

أنا من مواليد جزيرة بدين بالشمالية سوداني الانتماء والوطن والقبيلة:

خريج جامعة الخرطوم عام 1976 أستاذ العلوم السياسية بالجامعات أغتربت عن الوطن منذ حوالي 30 عام.

اموجود حاليا بالسعودية

لدي العيديد من المؤلفات الفكرية بجانب ثلاث دواوين شعرية والقصيدة المذكورة من ديوان بكائية مسافر على ضريح نرجس موؤد..

هذا بجانب ديوان آخر في نفس المجال بعنوان (من جدار الوجد من وطن الاغتراب)

حملت الوطن وهمومه إلى العديد من المؤتمرات والندوات الدولية

مرحب بالدكتور القامة
عبدالوهاب الزين..
ولنا الشرف بتواجدك معنا..

والدار دارك
وفى انتظار مساهماتك القيمة..

سعيد بك حد السعادة يا دكتور وشكرا لهذا الألق العريض والشعر الرصين الذي قادك إلينا
ما أجملها من مصادفة ، ودون شك سيسعد بك الجميع من أبناء هذه المدينة الوادعة والتي
ستتشرف بإنتماءك لها ، فكما قلت بلادك حلوة ولك من الجميع دعوة مفتوحة لزيارة البلد ومن
قبلها قلوينا ....

وآمنت أن للشعر دولتة .. باقية وستبقى

صادق ودي وتحيتي

0505804668

هَلْ يَا تُرَىْ بَقَرَاتٍ الْحَيُّ حَالِبَةً أَمْ
أَيْبَسَ الْضَّرْعِ مِنْهَا الْقَحْطُ وَالْمَحْلُ
وَهَلْ عَلَىَ الْبَابِ كَلْبُ كَانَ يَحْرُسُنَا
أَمْ غَادَرَ الْكَلَبُ فِيْ آَثَارِ مَنْ رَحَلُو !!!!

الفاضل شكراً (إنابةً) لرفع هذا البوست الجميل.......
ياااخ ديل ناس جد مبدعين ....
تخريمه ..
" مالك يا فاضل حنيّت ... ولاّ ناوي العوده !!؟؟"
؟؟؟

بلادك حلوة أرجع ليها

بلادك حلوة أرجع ليها

يا بلدى يا حبوب

رد: بلادك حلوة أرجع ليها

رد: بلادك حلوة أرجع ليها

رد: بلادك حلوة أرجع ليها

رد: بلادك حلوة أرجع ليها

رد: بلادك حلوة أرجع ليها

رد: بلادك حلوة أرجع ليها

رد: بلادك حلوة أرجع ليها