قصيدة نائب الفاعل للشاعر عبد العزيز السراء

نـــائب الفاعــــــل!!
أ.عبدالعزيز السراء

قال الأستاذ لطلابه
في درس النحو العربي:
يا طلابي هاكم مثلاً:
"هُدِمَ المبنى"،
أين الفاعل يا طلاب؟.
لا أحدٌ يدري يا أستاذ!!
هُدِم المبنى..
فعل مبني
للمجهول!!
فالفاعل دوماً مجهول!!
هل مفهوم هذا الدرس؟!
طبعاً طبعاً يا أستاذ..
قال الطالب: يا أستاذي
قاعدة الدرس الحالي
لم نكتبها يا أستاذ..
هُلِع الأستاذ العربي!!
كلا كلا يا أولاد
لا قاعدة بعد اليوم
لا قاعدة بعد اليوم
هذي أمثلة تكفيكم.
لا قاعدة بعد اليوم!!
فهم الطلاب المطلوب
أدركه كل الطلاب
لم يغفله إلا اثنان!!
............
ويل لهما!!
- أين الفاعل يا اثنان؟!
لا ندري أين الفاعل..
كلا كلا يا اثنان
ويلٌ لكما
أين الفاعل؟
- لا ندري قسماً بالله!!
وأتى الضربُ
وأتى القصفُ
وأتى زلزالٌ علويٌّ
فتهاوى البيت الطيني
وتيتم طفلٌ أعرج
أكلت ألغامٌ قدمه
من أيام السيل الأحمر!!
وهوت أرملة ثكلى
وبكى شيخٌ
يدفن أسرته الهلكى
تحت الأنقاض الطينية!!
وأتى جوعٌ
وأتى بردٌ أهوج
يأكل من يبقى منهم!!!
.........
والاثنان
في الميدان!!
أحدهما يعدو من هلعٍ
والآخر يمشي حيران!!
من أجل اثنين
يُجلد فصل كامل
تُهدم مدرسة كبرى
من أجل اثنين!!
لا أحد يدري حتى الآن.
أين الفاعل؟!!!
آلاف أربعة غابوا
ذاك اليوم
لم يسألهم أحد أبداً
أين الفاعل؟ ولِمَ غابوا؟!!
.........
قال الأستاذ لطلابه:
ضُرِب اثنان
من يعربها يا طلاب؟
صاح الجمع بصوتٍ واحد
كلٌّ فاهم
كل فاهم!!:
الاثنان يا أستاذ
نائبْ
فاعل!!
مرفوع فوق العيدان!!
منصوب وسط الميدان!!
كي تسخرَ منه الرهبان!!!!!