التعليم للاغنياء فقط!!!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التعليم للاغنياء فقط!!!
زير التعليم العالي البروفيسور بيتر أدوك لـ (السوداني):
حوار: أيمن مستور
خلال عشر سنوات سيكون التعليم العالي للأغنياء فقط! وزارة المالية لم تستطع توفير مرتبات الجامعات لهذا الجنوبيين يريدون الانفصال! ميزانية الأبحاث كلها لا تساوي قيمة مشروع واحد هذه مساهمتنا لأجل الوحدة والجنوب لن يذهب إلى البرازيل لم يجبني أحد عندما سألت عن النهضة الزراعية وعلاقتها بوزارة الزراعة حينما منعتنا بيروقراطية المكاتب والخطابات من لقائه الذي سعينا إليه قبل التشكيل الوزاري الأخير قررنا اللقاء به دون وسيط وطلبنا إجراء حوار معه حول التعليم العالي في السودان ومشاكله، فوجدناه أخيراً وبدى سريع الاستجابة خفيف الظل يتحدث بلغة الأستاذ الذي يسعى إلى التقويم والتطوير دائماً، تولى رئاسة لجنة في مجلس الولايات السابق، ويعتبر من المثقفين الجنوبيين، وله عدة إسهامات فكرية وثقافية منها كتاب «سياسات التحرير في جنوب السودان رؤية من الداخل»، وهو كتاب نادر يوثق لمرحلة مهمة من النضال السياسي، ثم تولى أعباء وزارة التعليم العالي في الحكومة ما قبل الانتخابات ثم عين في ذات المنصب في التشكيلة الحكومية الأخيرة، سبق وأن أثارت تصريحاته عن سياسات التعليم العالي في البلاد جدلاً كثيفاً وذلك في أول مؤتمر صحفي عقده حيث انتقد سياسات ثورة التعليم العالي التي ابتدعتها حكومة الإنقاذ في تسعينيات القرن الماضي وقال إنها اعتمدت على التوسع الأفقي الذي خرج عدداً كبيراً من الطلاب حملة شهادات أكاديمية لا قيمة لها، (السوداني) جلست إلى البروفيسور بيتر أدوك وطرحت عليه عدداً من القضايا التي تسيطر على ساحة التعليم العالي في البلاد والمشاكل الذي يعانيها التعليم الجامعي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد الاجتماعي قبل السياسي وخرجت منه بالحصيلة التالية: * تحدثتم كثيراً عن تطوير التعليم العالي هل من جديد لديكم في هذا الإطار؟ أولا نشكر جريدة (السوداني) على هذه الفرصة، بالطبع وزارة التعليم العالي ليست مثل الوزارات الأخرى وهي لديها الجامعات والكليات وكل كلية وجامعة لديها برنامجها وهذا البرنامج لا يتجدد إلا بعد فترة من الزمن، لهذا فإن الوزارة ليست مثل بقية الوزارات التي تجدد عملها كل عام، نحن عندنا الوزارة مكونة من الرئاسة والمجلس القومي للتعليم العالي وهو المسؤول الأول عن سياسات التعليم العالي، وهو مكون من هيئات ولجان علمية، وكل لجنة علمية تنظر في البرامج الأكاديمية التي تأتي من الجامعات وأقسامها، ومن هذه النظرة نجد أن التغيير يكون كل عام حسب سياسات الجامعات وإضافاتها الجديدة، ولدينا أيضاً جامعات جديدة يمكن القول إنها نوع من تطور التعليم العالي لأن سياسة الحكومة تقضي بأن يكون بكل ولاية جامعة أو جامعتان أو كلية على الأقل أو معهد مجتمع لتطوير المجتمع وهذه تأتي لأن التعليم العالي لديه دور كبير في التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع السوداني، لهذا سياسة الدولة هي أن يكون لكل ولاية جامعة. * الدبلومات وسياساتها ما زالت مثار جدل ومعاناة للطلاب حتى أن التقديم لها أصبح ضعيفاً في الفترة الأخيرة، ماذا أنتم فاعلون بشأنها؟ كل هذا جاء من خلال ثورة التعليم العالي، والدبلومات النظرية هذه بها مشكلة تتطلب إعادة النظر حتى في المنهج الذي يسير به التعليم العالي حالياً، في السابق كان هناك جامعتان أو ثلاث، جامعة الخرطوم، وفرع القاهرة، بعدها جاءت جوبا والإسلامية والجزيرة، وكان القبول فيها لا يتجاوز 300 ولكن الإنقاذ جاءت بسياسة جديدة لرفع القبول للتعليم العالي، والناتج الآن كمية كبيرة من الطلاب، وكذلك المؤسسات التي كانت تعطي دبلومات أصبحت تقدم الآن درجة بكالوريوس، وكذا عدة معاهد أخرى ومعهد التمريض كلها الأن تقدم بكالوريوس وهذا أحدث مشكلة، ثم استحدثت دبلومات في الكليات النظرية، هنا إذا تخرجت بدبلوم في الاقتصاد فليس له معنى في سوق العمل، ولو تخرجت بدبلوم جغرافية ماذا تفعل به سيكون ضعيفاً جداً، لهذا أوقفناها في الجامعات، لا دبلومات نظرية إلا في الكليات التطبيقية، ولكنك إذا تخرجت بدبلوم في الكهرباء يمكنك أن تجد عملاً أو دبلوم في الهندسة المعمارية، لهذا جففنا الدبلومات النظرية لأنه لا معنى لها أصلاً، وتزيد المشاكل الآن بوجد أشخاص يحملون بكالوريوس لا يجدون عملاً ناهيك عن من يحملون دبلوم، أطباء الآن لا يجدون عملا في وقت يوجد في البلدان المتطورة على سبيل المثال يتم قياس عدد المرضى مقابل الطبيب الواحد لو كان أقل من 500 مريض هذا يعني تطور في الخدمة، تعال وانظر عندنا هنا ما يقارب 50 ألفا مقابل الطبيب الواحد، وفي ذات الوقت يوجد أشخاص لا يجدون عملاً، لهذا لدينا مشكلة في السياسة وتطبيقها على أرض الواقع، هنا عندما تنظر ما حدث للتعليم العالي تجد أن أشياء كثيرة يجب أن تتغير، ولكن لم تتغير لأن الدولة تريد أن تمضي في هذا الاتجاه. * هل ما زلت عند موقفك من تقييم ثورة التعليم العالي وقولك إنها تخرج أجيالاً تحمل شهادات لا وزن لها وضعيفة في سوق العمل؟ قال ضاحكاً، لقد أحدث ذلك مشكلة وقال البعض هذا الوزير شيوعي يجب تنحيته من الوزارة، ولكن هذا هو الواقع، وذهبت أنا وتحدثت مع نائب الرئيس وقلت إن هذا هو الواقع الحقيقي والتعليم عندنا أصبح هكذا وهناك بلدان تشك في شهاداتنا، العام الماضي كان لدينا مشكلة مع بريطانيا حول شهادة الطب وقد تم استدعائي في مجلس الوزراء، هناك مشكلة حقاً، أولاً الشهادة الثانوية في كل العالم 12 عاماً، خاصة في دول إفريقيا، مثلما درسنا نحن سابقاً وعند ما تأتي إلى مستوى امتحان الشهادة تكون قد درست 12 سنة، نحن هنا الآن ندرس 11 سنة، هناك سنة ناقصة، أين ذهبت، وهذه السنة ماذا أضفنا بدلاً منها سواء كان في مناهج التعليم أو في اتجاه آخر، لهذا لدينا مشكلة في العلوم الأساسية وفي مستوى التعليم العام، عليه إذا كنا نجلب أشخاصاً من التعليم العام ليس بالمستوى المطلوب، كيف ندخلهم التعليم العالي سيصبحون مشكلة بلا شك، والذين يدخلون الطب والهندسة يفتقدون لبعض الأشياء أيضاً، لهذا رفض البريطانيون شهاداتنا، واعتبروا أن شهادة البكالوريوس تساوي دبلوماً عندهم... ثم تمت معالجة الأمر، ولكن توجد مشكلة حقيقية لا بد أن نأخذ ذلك كإشارة لما عندنا حتى نقوم بالمعالجة اللازمة، وفي اعتقادي هذه مشكلة كبيرة جداً وتعود للسياسات غير الصحيحة والتي لا بد أن تتغير، كان من يتخرج بدبلوم زراعة يعمل مرشداً بين المزارع والمفتش حالياً لا يوجد أحد بين الاثنين، وانظر ماذا حدث في الجزيرة ولكل الزراعة في البلاد، قبل يومين سألت ماذا تعني نهضة زراعية وما علاقتها بوزارة الزراعة فلم يجبني أحد، لهذا أقول لك لدينا مشكلة، إلى أين نحن ذاهبون، لا يوجد بلد يعمل هكذا، هناك حاجة للمراجعة في كل شيء، التعليم العالي يجب العودة به إلى رسالته وهي التطور الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بالوسائل الموجودة والمنظمة لتتم المعرفة ثم يحدث لها تطبيق في المجتمع، يوجد الآن تضارب بين التعليم العالي والتعليم التقني والتقاني، وعمل الوزارة هو إدارة العمل التعليمي بأكمله سواء كان تقنياً أو أكاديمياً، وقد أصبح هناك مجلس للتعليم التقني والتقاني قانونه يتضارب مع قانون الوزارة، ويحدث ربكة في سير العمل، عندما نمضي ونفتح جامعة جديدة اسمها جامعة دكتور جون قرنق التذكارية للعلوم والتقانة يصبح جزء منها يتبع لنا وهو العلوم، والجزء الآخر يتبع لمجلس التعليم التقني والتقاني، وهذا النوع من التعليم سيبدأ مع الطفل في السنة السابعة هذا يعني إنك منذ أن تكون طفلاً توجه لتكون تقني وتقاني أي علم آخر لا يدخل سواء كان جغرافية أو تاريخ وهذا عندما يتخرج بدرجة بكالوريوس لن يكون ملماً بأسس المجتمع، والتعليم العام.. يجب أن يعرف فيه الطالب كل شيء العلم والتاريخ لأنها تفيد في المستقبل، لكن منذ الصف السابع سيكون الطفل لا فرق بينه وجهاز الحاسوب هذا. * أصدرتم مؤخراً قراراً بتجميد القبول بعدد من الجامعات الجنوبية حتى تعود إلى مقارها الأصلية، ألا ترى أن هذا القرار جاء في وقت غير مناسب وضيق بالنسبة للطلاب؟ القرار جاء في وقته وكان مع القبول لأننا منذ العام الماضي كنا نتحدث مع هذه الجامعات لتعود إلى الجنوب وهي أربع كليات نظرية تتبع لجامعة جوبا، بجانب كليتي الطب والتمريض بجامعة أعالي النيل، وكليتي الطب والبيطرة بجامعة بحر الغزال، وهي ليس لديها مشكلة من المفترض أن تذهب إلى مقارها الأصلية، لكن الأساتذة لا يريدون أن يذهبوا لأنهم يعملون في جامعات أخرى هنا، نحن إلى متى ننتظر. أما بالنسبة لجامعة واو فإن البنية التحتية بها هناك يمكن أن تسع كليتي الطب والطب البيطري، وقد أخبرناهم بأننا يمكن أن نحضر أجانب للعمل إذا كانوا لا يريدون ذلك، لهذا توجد مشكلة وهذا مثل موضوع الدجاجة والبيضة، ونحن حتى ننهي المسألة أصدرنا القرار بتجميد القبول بهذه الكليات ولن يتم القبول بها حتى تذهب إلى مقارها، ولكنني ألاحظ أنهم بدأوا بالتحرك... السودانيون كما تعلم لا يعملون إلا بالقوة. * يرى بعض التربويين أنكم تركتم للجامعات الحبل على الغارب تعمل كما تشاء وتتاجر في الطلاب باستغلالية تامة ولا سلطة لكم عليها... لا لا هذا الكلام غير صحيح، كل جامعة تحضر برنامجها ويعرض للجنة المتخصصة لتنظر في البنية التحتية والأكاديمية والتقنية ونوافق عند التأكد من ذلك، وهذا اختصاص المجلس القومي للتعليم العالي والوزير هو رئيس المجلس، لكن توجد أشياء لا يفهمها الناس، نحن نعتقد أنه من المفترض أن يكون هناك حرية أكاديمية بمعنى أن الأستاذ الجامعي لديه الحق في أن يطرح رأيه الأكاديمي ويطرح برنامجاً ويرى إن كان متماشياً مع متطلبات البلد أم لا ونعطيه مجالاً في هذا، الشيء الآخر.. في السابق كان هناك تمويل من الدولة الآن أصبح هناك شيء اسمه منحة للجامعات وهذا فقط لمرتبات العاملين، إذاً كيف تتطور الجامعة ونحن نتحدث الآن عن الجودة فكيف تأتي وهي تحتاج إلى أموال لإجراء أبحاث وبنية تحتية وقاعات ومعامل، كل هذه الأشياء يجب أن تكون متوفرة حتى نستطيع أن نقيم جودة التعليم العالي وهذا ما لا يوجد، لهذا بدأت الجامعات في قبول الطلاب حتى بمستويات متدنية جداً حتى تغطي على احتياجاتها الكبيرة وأموال التسيير وتجد كليات تقبل حتى 50% فكيف تحدث جودة بهذه الـ(50) والدولة غير قادرة على توفير الأموال اللازمة لتطوير هذه الجامعات، ثالثا وضع الأساتذة وهذا من المهم أن تتناولوه في الصحافة بجدية وهو أن الأساتذة والعاملين في الجامعات تم ضمهم إلى اللائحة الخاصة بالخدمة المدنية وعمل التعليم العالي مختلف كلياً من عمل الخدمة المدنية من كل النواحي فمثلا أستاذ الجامعة ليس مثل موظف في مصلحة حكومية لأنه يعمل دائماً إلا عندما يكون نائماً وموظف الحكومة يذهب إلى منزله وينام ولكن الأستاذ يذهب ليقرأ ويحضر لدروسه ويستمر في عمله فكيف يتم اعتباره كبقية الموظفين، هذا خطأ كبير ونحن الان رفعنا أكثر من مذكرة لإخراج عمال التعليم العالي من قانون الخدمة المدنية وتتم معاملتهم مثل ضباط الجيش والبوليس والقضاة.. الآن الضابط في البوليس مثلاً وصل رتبة رائد في سبع سنين أو أكثر هنا يكون لديه سيارة لأن الدولة توفر له ذلك بينما تجد أستاذ الجامعة يمشي برجليه أو يركب المواصلات ويكون هو ذاته قدر درس ذلك الضابط أو ذلك القاضي، يوضح ذلك وجود تمييز صعب جداً، كذلك أوضاعهم المالية سيئة جداً ورفعنا أكثر من مذكرة ولكن لا أحد يريد أن يسمع، نحن بهذا نصبح وكأننا نعلن حرباً ضد العلم، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الأساتذة يغادرون البلاد ليس من أجل المال فقط ولكن جو العمل والتعليم وأوضاعه، الآن يقولون إن المعلم يجب أن يذهب إلى المعاش في عمر 60 وهذا في وضع لا يوجد به مجال وإمكانات للأبحاث سابقاً كانت هناك أبحاث تنشر حالياً لا توجد أبحاث لأنها تحتاج إلى مال، وميزانية الابحاث في الوزارة هنا كلها لا تساوي قيمة مشروع واحد إذاً كيف نتطور لأنه إذا لم يكن هناك أبحاث يعني أننا مستهلكون لأفكار الغير حتى هذا المسجل من الخارج أليس هو فكرة نحن متى نصنع مثله لماذا لا يكون من السودان الذي به كلية هندسة تأسست منذ عقود طويلة يفترض أن يكون بها عمل وإنتاج، كل ذلك بسبب تجاهلنا للعلم عندنا والاعتماد على أعمال الغير. * هل حقا أن الدولة تعطي الوزارة منحة وليس ميزانية لهذا لا تستطيع الوزارة تطوير نفسها وعملها؟ الوزارة لديها ميزانية ولكن الجامعات لديها منحة فقط، وكان هناك ميزانية للمجلس القومي للتعليم العالي قبل أن تقوم الوزارة والمجلس به لجنة لتمويل التعليم العالي، الآن الأمور اختلطت نتيجة للأوضاع في البلاد حروب ومشاكل لهذا حتى الميزانية التي توضع لا تنفذ حتى 20% من العمل والآن بند التنمية غير موجود، فمن الصعب جداً أن تضع خطة استراتيجية إلا عندما يكون كل شيء في مكانه دون أن يوجد ما يعيق هذه الاستراتيجية وحتى تنتهي كل مشاكل هذه البلاد لن تستطيع التأكيد على إنك ستفعل كذا هذه السنة. * إذاً ما هي الحلول في نظرك للخروج بالتعليم العالي من أزماته الحالية؟ في الحقيقة الخروج من هذه الازمات صعب قليلا لانه يحتاج إلى ميزانية وأموال كبيرة حتى تقف الجامعات وتصبح جامعات بمعنى الكلمة الآن الجامعات الولائية أسست في مدارس وليس في أماكن خاصة بها، لهذا حتى يصبح التعليم العالي تعليماً حقيقياً وتصبح الجامعات جامعات لابد من أموال كثيرة من الدولة ومن المجتمع وهذا في الوقت الحالي لن يكون سهلا، ولكن كل شيء سيئ يوجد به جانب جيد والتعليم العالي انهار لأنه توسع وحدث توسع في وقت وجيز جداً ما أحدث انهياراً في المستوى وظهرت في ذلك الوقت جامعات خاصة وكليات عديدة ويمكنها أن تجود عملها لحصولها على التمويل اللازم إلا أن ذلك يغير سياسة ومسار التعليم ويؤثر على التعليم الحكومي الذي سينهار.. معنى ذلك أن التعليم سيكون فقط للأغنياء بعد عشر سنين ومن يستطيعون فقط سيرسلون أبناءهم للجامعات لأن الجامعات الحكومية لن يكون بها شيء مثل المدارس الحكومية الآن، والطلاب الذين ينجحون حالياً في امتحانات الشهادة أغلبهم من التعليم الخاص لهذا تجد الريف سيئ جداً، في السابق كان العكس نحن الذين كنا في الريف كنا أفضل الآن أولاد الخرطوم هم من في الجامعات لا يوجد من الريف إلا أعداداً قليلة معنى ذلك أن المسألة تغيرت تماماً ويكون التطور بصورة رأسمالية حقيقية ما يعني أن من يملك النقود يحصل على التعليم العالي ولا مجال للفقراء وسيحدث ذلك مشاكل عديدة. * هناك جامعات جديدة دخلت التعليم العالي كيف تعمل هذه الجامعات حالياً؟ هذه الجامعات خطوة جيدة جداً ولكن توجد بها مشكلة حالياً لقد قمنا بتعيين المديرين لهذه الجامعات ولكن هل تعلم أنهم حتى الآن لم يصرفوا حقوقهم لأنه لا توجد أموال... هذه الجامعات أيضاً يمكن أن تنتكس، عندما تقوم بأعمال جديدة وليس لديك نقود بالتأكيد ستحدث مشاكل، وزارة المالية لم تستطع توفير حتى المرتبات للجامعات ناهيك عن التسيير والأشياء الأخرى لا يوجد حتى ما يمكن المدير من أن يذهب ويباشر أعماله نحن نسعى لحل هذه المشكلة لقد طالت الفترة منذ شهر مايو الماضي وحتى الآن أربعة أشهر لهذا لا بد من الاستجابة للأمر. * في رأيك ما الذي يمكن أن يقدمه التعليم العالي لوحدة البلاد؟ في الحقيقة نحن نريد أن يستطيع التعليم العالي تقديم شيء للشعب السوداني في كل المجالات خصوصاً نحن الآن أمام عملية سلام وقد أقمنا مراكز دراسات السلام في زالنجي والفاشر والخرطوم ونيالا وجوبا لنشجع فيها ثقافة السلام وحل النزاعات بطريقة سلمية إلى جانب قيام مراكز الجودة بالجامعات وحالياً في الميزانية الجديدة نريد أن تكون هنالك أبحاث علمية لإنتاج المعرفة في بعض الأشياء بالوطن وما يجري داخل البلاد وتغيير الواقع والسلبيات ولا شك أن البلاد تتطور نتيجة لحركة التغيير، شيء آخر البلاد حالياً في وضع صعب بعد أشهر قليلة سيكون هناك استفتاء في الجنوب، وكان بإمكاننا عبر هذه المراكز التأثير على الوضع في الجنوب وفي البلاد بأكملها لو عملت منذ البداية للأسف لو كنا بدأنا منذ العام 2005م لقطعنا شوطاً الآن، حتى أنه يوجد بند كامل في الدستور غير مفعل وهو المصالحات الوطنية والاجتماعية كيف تأتي وحدة البلاد دون مصالحة وطنية بالتأكيد سيكون ذلك صعباً جداً وكيف سنقنع الشعب في الجنوب.. حتى الأشياء المشتركة حالياً بها مشاجرات، أعتقد أن هذا يشير إلى أن الناس غير جادين في موضوع وحدة السودان لهذا الجنوبيين ليس لديهم طريقة إلا أن يقولوا نعم نريد الانفصال، ولكن بالنسبة لنا في التعليم العالي قلنا إن الجنوب حتى إذا انفصل لن يذهب إلى البرازيل سيكون في مكانه وما نريده هو العمل عبر مراكز السلام حتى نوجد اتجاها قويا ليتحدث الناس عن حسن الجوار وتبادل المنافع ويذهب الناس ويعودوا هذا يمكن أن يساعد في أن تعود البلاد واحدة مرة أخرى، كما أن لدينا طلاباً يجب أن لا يذهبوا إلى الجنوب في الوقت الحالي ومكوثهم سيكون حلقة وصل بين الشمال والجنوب والاساتذة ايضا سواء كانوا جنوبيين أو شماليين اعتقد أن هذا ما يمكننا فعله في التعليم العالي وهذه مساهمتنا لوحدة البلاد.
حوار: أيمن مستور
خلال عشر سنوات سيكون التعليم العالي للأغنياء فقط! وزارة المالية لم تستطع توفير مرتبات الجامعات لهذا الجنوبيين يريدون الانفصال! ميزانية الأبحاث كلها لا تساوي قيمة مشروع واحد هذه مساهمتنا لأجل الوحدة والجنوب لن يذهب إلى البرازيل لم يجبني أحد عندما سألت عن النهضة الزراعية وعلاقتها بوزارة الزراعة حينما منعتنا بيروقراطية المكاتب والخطابات من لقائه الذي سعينا إليه قبل التشكيل الوزاري الأخير قررنا اللقاء به دون وسيط وطلبنا إجراء حوار معه حول التعليم العالي في السودان ومشاكله، فوجدناه أخيراً وبدى سريع الاستجابة خفيف الظل يتحدث بلغة الأستاذ الذي يسعى إلى التقويم والتطوير دائماً، تولى رئاسة لجنة في مجلس الولايات السابق، ويعتبر من المثقفين الجنوبيين، وله عدة إسهامات فكرية وثقافية منها كتاب «سياسات التحرير في جنوب السودان رؤية من الداخل»، وهو كتاب نادر يوثق لمرحلة مهمة من النضال السياسي، ثم تولى أعباء وزارة التعليم العالي في الحكومة ما قبل الانتخابات ثم عين في ذات المنصب في التشكيلة الحكومية الأخيرة، سبق وأن أثارت تصريحاته عن سياسات التعليم العالي في البلاد جدلاً كثيفاً وذلك في أول مؤتمر صحفي عقده حيث انتقد سياسات ثورة التعليم العالي التي ابتدعتها حكومة الإنقاذ في تسعينيات القرن الماضي وقال إنها اعتمدت على التوسع الأفقي الذي خرج عدداً كبيراً من الطلاب حملة شهادات أكاديمية لا قيمة لها، (السوداني) جلست إلى البروفيسور بيتر أدوك وطرحت عليه عدداً من القضايا التي تسيطر على ساحة التعليم العالي في البلاد والمشاكل الذي يعانيها التعليم الجامعي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد الاجتماعي قبل السياسي وخرجت منه بالحصيلة التالية: * تحدثتم كثيراً عن تطوير التعليم العالي هل من جديد لديكم في هذا الإطار؟ أولا نشكر جريدة (السوداني) على هذه الفرصة، بالطبع وزارة التعليم العالي ليست مثل الوزارات الأخرى وهي لديها الجامعات والكليات وكل كلية وجامعة لديها برنامجها وهذا البرنامج لا يتجدد إلا بعد فترة من الزمن، لهذا فإن الوزارة ليست مثل بقية الوزارات التي تجدد عملها كل عام، نحن عندنا الوزارة مكونة من الرئاسة والمجلس القومي للتعليم العالي وهو المسؤول الأول عن سياسات التعليم العالي، وهو مكون من هيئات ولجان علمية، وكل لجنة علمية تنظر في البرامج الأكاديمية التي تأتي من الجامعات وأقسامها، ومن هذه النظرة نجد أن التغيير يكون كل عام حسب سياسات الجامعات وإضافاتها الجديدة، ولدينا أيضاً جامعات جديدة يمكن القول إنها نوع من تطور التعليم العالي لأن سياسة الحكومة تقضي بأن يكون بكل ولاية جامعة أو جامعتان أو كلية على الأقل أو معهد مجتمع لتطوير المجتمع وهذه تأتي لأن التعليم العالي لديه دور كبير في التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع السوداني، لهذا سياسة الدولة هي أن يكون لكل ولاية جامعة. * الدبلومات وسياساتها ما زالت مثار جدل ومعاناة للطلاب حتى أن التقديم لها أصبح ضعيفاً في الفترة الأخيرة، ماذا أنتم فاعلون بشأنها؟ كل هذا جاء من خلال ثورة التعليم العالي، والدبلومات النظرية هذه بها مشكلة تتطلب إعادة النظر حتى في المنهج الذي يسير به التعليم العالي حالياً، في السابق كان هناك جامعتان أو ثلاث، جامعة الخرطوم، وفرع القاهرة، بعدها جاءت جوبا والإسلامية والجزيرة، وكان القبول فيها لا يتجاوز 300 ولكن الإنقاذ جاءت بسياسة جديدة لرفع القبول للتعليم العالي، والناتج الآن كمية كبيرة من الطلاب، وكذلك المؤسسات التي كانت تعطي دبلومات أصبحت تقدم الآن درجة بكالوريوس، وكذا عدة معاهد أخرى ومعهد التمريض كلها الأن تقدم بكالوريوس وهذا أحدث مشكلة، ثم استحدثت دبلومات في الكليات النظرية، هنا إذا تخرجت بدبلوم في الاقتصاد فليس له معنى في سوق العمل، ولو تخرجت بدبلوم جغرافية ماذا تفعل به سيكون ضعيفاً جداً، لهذا أوقفناها في الجامعات، لا دبلومات نظرية إلا في الكليات التطبيقية، ولكنك إذا تخرجت بدبلوم في الكهرباء يمكنك أن تجد عملاً أو دبلوم في الهندسة المعمارية، لهذا جففنا الدبلومات النظرية لأنه لا معنى لها أصلاً، وتزيد المشاكل الآن بوجد أشخاص يحملون بكالوريوس لا يجدون عملاً ناهيك عن من يحملون دبلوم، أطباء الآن لا يجدون عملا في وقت يوجد في البلدان المتطورة على سبيل المثال يتم قياس عدد المرضى مقابل الطبيب الواحد لو كان أقل من 500 مريض هذا يعني تطور في الخدمة، تعال وانظر عندنا هنا ما يقارب 50 ألفا مقابل الطبيب الواحد، وفي ذات الوقت يوجد أشخاص لا يجدون عملاً، لهذا لدينا مشكلة في السياسة وتطبيقها على أرض الواقع، هنا عندما تنظر ما حدث للتعليم العالي تجد أن أشياء كثيرة يجب أن تتغير، ولكن لم تتغير لأن الدولة تريد أن تمضي في هذا الاتجاه. * هل ما زلت عند موقفك من تقييم ثورة التعليم العالي وقولك إنها تخرج أجيالاً تحمل شهادات لا وزن لها وضعيفة في سوق العمل؟ قال ضاحكاً، لقد أحدث ذلك مشكلة وقال البعض هذا الوزير شيوعي يجب تنحيته من الوزارة، ولكن هذا هو الواقع، وذهبت أنا وتحدثت مع نائب الرئيس وقلت إن هذا هو الواقع الحقيقي والتعليم عندنا أصبح هكذا وهناك بلدان تشك في شهاداتنا، العام الماضي كان لدينا مشكلة مع بريطانيا حول شهادة الطب وقد تم استدعائي في مجلس الوزراء، هناك مشكلة حقاً، أولاً الشهادة الثانوية في كل العالم 12 عاماً، خاصة في دول إفريقيا، مثلما درسنا نحن سابقاً وعند ما تأتي إلى مستوى امتحان الشهادة تكون قد درست 12 سنة، نحن هنا الآن ندرس 11 سنة، هناك سنة ناقصة، أين ذهبت، وهذه السنة ماذا أضفنا بدلاً منها سواء كان في مناهج التعليم أو في اتجاه آخر، لهذا لدينا مشكلة في العلوم الأساسية وفي مستوى التعليم العام، عليه إذا كنا نجلب أشخاصاً من التعليم العام ليس بالمستوى المطلوب، كيف ندخلهم التعليم العالي سيصبحون مشكلة بلا شك، والذين يدخلون الطب والهندسة يفتقدون لبعض الأشياء أيضاً، لهذا رفض البريطانيون شهاداتنا، واعتبروا أن شهادة البكالوريوس تساوي دبلوماً عندهم... ثم تمت معالجة الأمر، ولكن توجد مشكلة حقيقية لا بد أن نأخذ ذلك كإشارة لما عندنا حتى نقوم بالمعالجة اللازمة، وفي اعتقادي هذه مشكلة كبيرة جداً وتعود للسياسات غير الصحيحة والتي لا بد أن تتغير، كان من يتخرج بدبلوم زراعة يعمل مرشداً بين المزارع والمفتش حالياً لا يوجد أحد بين الاثنين، وانظر ماذا حدث في الجزيرة ولكل الزراعة في البلاد، قبل يومين سألت ماذا تعني نهضة زراعية وما علاقتها بوزارة الزراعة فلم يجبني أحد، لهذا أقول لك لدينا مشكلة، إلى أين نحن ذاهبون، لا يوجد بلد يعمل هكذا، هناك حاجة للمراجعة في كل شيء، التعليم العالي يجب العودة به إلى رسالته وهي التطور الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بالوسائل الموجودة والمنظمة لتتم المعرفة ثم يحدث لها تطبيق في المجتمع، يوجد الآن تضارب بين التعليم العالي والتعليم التقني والتقاني، وعمل الوزارة هو إدارة العمل التعليمي بأكمله سواء كان تقنياً أو أكاديمياً، وقد أصبح هناك مجلس للتعليم التقني والتقاني قانونه يتضارب مع قانون الوزارة، ويحدث ربكة في سير العمل، عندما نمضي ونفتح جامعة جديدة اسمها جامعة دكتور جون قرنق التذكارية للعلوم والتقانة يصبح جزء منها يتبع لنا وهو العلوم، والجزء الآخر يتبع لمجلس التعليم التقني والتقاني، وهذا النوع من التعليم سيبدأ مع الطفل في السنة السابعة هذا يعني إنك منذ أن تكون طفلاً توجه لتكون تقني وتقاني أي علم آخر لا يدخل سواء كان جغرافية أو تاريخ وهذا عندما يتخرج بدرجة بكالوريوس لن يكون ملماً بأسس المجتمع، والتعليم العام.. يجب أن يعرف فيه الطالب كل شيء العلم والتاريخ لأنها تفيد في المستقبل، لكن منذ الصف السابع سيكون الطفل لا فرق بينه وجهاز الحاسوب هذا. * أصدرتم مؤخراً قراراً بتجميد القبول بعدد من الجامعات الجنوبية حتى تعود إلى مقارها الأصلية، ألا ترى أن هذا القرار جاء في وقت غير مناسب وضيق بالنسبة للطلاب؟ القرار جاء في وقته وكان مع القبول لأننا منذ العام الماضي كنا نتحدث مع هذه الجامعات لتعود إلى الجنوب وهي أربع كليات نظرية تتبع لجامعة جوبا، بجانب كليتي الطب والتمريض بجامعة أعالي النيل، وكليتي الطب والبيطرة بجامعة بحر الغزال، وهي ليس لديها مشكلة من المفترض أن تذهب إلى مقارها الأصلية، لكن الأساتذة لا يريدون أن يذهبوا لأنهم يعملون في جامعات أخرى هنا، نحن إلى متى ننتظر. أما بالنسبة لجامعة واو فإن البنية التحتية بها هناك يمكن أن تسع كليتي الطب والطب البيطري، وقد أخبرناهم بأننا يمكن أن نحضر أجانب للعمل إذا كانوا لا يريدون ذلك، لهذا توجد مشكلة وهذا مثل موضوع الدجاجة والبيضة، ونحن حتى ننهي المسألة أصدرنا القرار بتجميد القبول بهذه الكليات ولن يتم القبول بها حتى تذهب إلى مقارها، ولكنني ألاحظ أنهم بدأوا بالتحرك... السودانيون كما تعلم لا يعملون إلا بالقوة. * يرى بعض التربويين أنكم تركتم للجامعات الحبل على الغارب تعمل كما تشاء وتتاجر في الطلاب باستغلالية تامة ولا سلطة لكم عليها... لا لا هذا الكلام غير صحيح، كل جامعة تحضر برنامجها ويعرض للجنة المتخصصة لتنظر في البنية التحتية والأكاديمية والتقنية ونوافق عند التأكد من ذلك، وهذا اختصاص المجلس القومي للتعليم العالي والوزير هو رئيس المجلس، لكن توجد أشياء لا يفهمها الناس، نحن نعتقد أنه من المفترض أن يكون هناك حرية أكاديمية بمعنى أن الأستاذ الجامعي لديه الحق في أن يطرح رأيه الأكاديمي ويطرح برنامجاً ويرى إن كان متماشياً مع متطلبات البلد أم لا ونعطيه مجالاً في هذا، الشيء الآخر.. في السابق كان هناك تمويل من الدولة الآن أصبح هناك شيء اسمه منحة للجامعات وهذا فقط لمرتبات العاملين، إذاً كيف تتطور الجامعة ونحن نتحدث الآن عن الجودة فكيف تأتي وهي تحتاج إلى أموال لإجراء أبحاث وبنية تحتية وقاعات ومعامل، كل هذه الأشياء يجب أن تكون متوفرة حتى نستطيع أن نقيم جودة التعليم العالي وهذا ما لا يوجد، لهذا بدأت الجامعات في قبول الطلاب حتى بمستويات متدنية جداً حتى تغطي على احتياجاتها الكبيرة وأموال التسيير وتجد كليات تقبل حتى 50% فكيف تحدث جودة بهذه الـ(50) والدولة غير قادرة على توفير الأموال اللازمة لتطوير هذه الجامعات، ثالثا وضع الأساتذة وهذا من المهم أن تتناولوه في الصحافة بجدية وهو أن الأساتذة والعاملين في الجامعات تم ضمهم إلى اللائحة الخاصة بالخدمة المدنية وعمل التعليم العالي مختلف كلياً من عمل الخدمة المدنية من كل النواحي فمثلا أستاذ الجامعة ليس مثل موظف في مصلحة حكومية لأنه يعمل دائماً إلا عندما يكون نائماً وموظف الحكومة يذهب إلى منزله وينام ولكن الأستاذ يذهب ليقرأ ويحضر لدروسه ويستمر في عمله فكيف يتم اعتباره كبقية الموظفين، هذا خطأ كبير ونحن الان رفعنا أكثر من مذكرة لإخراج عمال التعليم العالي من قانون الخدمة المدنية وتتم معاملتهم مثل ضباط الجيش والبوليس والقضاة.. الآن الضابط في البوليس مثلاً وصل رتبة رائد في سبع سنين أو أكثر هنا يكون لديه سيارة لأن الدولة توفر له ذلك بينما تجد أستاذ الجامعة يمشي برجليه أو يركب المواصلات ويكون هو ذاته قدر درس ذلك الضابط أو ذلك القاضي، يوضح ذلك وجود تمييز صعب جداً، كذلك أوضاعهم المالية سيئة جداً ورفعنا أكثر من مذكرة ولكن لا أحد يريد أن يسمع، نحن بهذا نصبح وكأننا نعلن حرباً ضد العلم، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الأساتذة يغادرون البلاد ليس من أجل المال فقط ولكن جو العمل والتعليم وأوضاعه، الآن يقولون إن المعلم يجب أن يذهب إلى المعاش في عمر 60 وهذا في وضع لا يوجد به مجال وإمكانات للأبحاث سابقاً كانت هناك أبحاث تنشر حالياً لا توجد أبحاث لأنها تحتاج إلى مال، وميزانية الابحاث في الوزارة هنا كلها لا تساوي قيمة مشروع واحد إذاً كيف نتطور لأنه إذا لم يكن هناك أبحاث يعني أننا مستهلكون لأفكار الغير حتى هذا المسجل من الخارج أليس هو فكرة نحن متى نصنع مثله لماذا لا يكون من السودان الذي به كلية هندسة تأسست منذ عقود طويلة يفترض أن يكون بها عمل وإنتاج، كل ذلك بسبب تجاهلنا للعلم عندنا والاعتماد على أعمال الغير. * هل حقا أن الدولة تعطي الوزارة منحة وليس ميزانية لهذا لا تستطيع الوزارة تطوير نفسها وعملها؟ الوزارة لديها ميزانية ولكن الجامعات لديها منحة فقط، وكان هناك ميزانية للمجلس القومي للتعليم العالي قبل أن تقوم الوزارة والمجلس به لجنة لتمويل التعليم العالي، الآن الأمور اختلطت نتيجة للأوضاع في البلاد حروب ومشاكل لهذا حتى الميزانية التي توضع لا تنفذ حتى 20% من العمل والآن بند التنمية غير موجود، فمن الصعب جداً أن تضع خطة استراتيجية إلا عندما يكون كل شيء في مكانه دون أن يوجد ما يعيق هذه الاستراتيجية وحتى تنتهي كل مشاكل هذه البلاد لن تستطيع التأكيد على إنك ستفعل كذا هذه السنة. * إذاً ما هي الحلول في نظرك للخروج بالتعليم العالي من أزماته الحالية؟ في الحقيقة الخروج من هذه الازمات صعب قليلا لانه يحتاج إلى ميزانية وأموال كبيرة حتى تقف الجامعات وتصبح جامعات بمعنى الكلمة الآن الجامعات الولائية أسست في مدارس وليس في أماكن خاصة بها، لهذا حتى يصبح التعليم العالي تعليماً حقيقياً وتصبح الجامعات جامعات لابد من أموال كثيرة من الدولة ومن المجتمع وهذا في الوقت الحالي لن يكون سهلا، ولكن كل شيء سيئ يوجد به جانب جيد والتعليم العالي انهار لأنه توسع وحدث توسع في وقت وجيز جداً ما أحدث انهياراً في المستوى وظهرت في ذلك الوقت جامعات خاصة وكليات عديدة ويمكنها أن تجود عملها لحصولها على التمويل اللازم إلا أن ذلك يغير سياسة ومسار التعليم ويؤثر على التعليم الحكومي الذي سينهار.. معنى ذلك أن التعليم سيكون فقط للأغنياء بعد عشر سنين ومن يستطيعون فقط سيرسلون أبناءهم للجامعات لأن الجامعات الحكومية لن يكون بها شيء مثل المدارس الحكومية الآن، والطلاب الذين ينجحون حالياً في امتحانات الشهادة أغلبهم من التعليم الخاص لهذا تجد الريف سيئ جداً، في السابق كان العكس نحن الذين كنا في الريف كنا أفضل الآن أولاد الخرطوم هم من في الجامعات لا يوجد من الريف إلا أعداداً قليلة معنى ذلك أن المسألة تغيرت تماماً ويكون التطور بصورة رأسمالية حقيقية ما يعني أن من يملك النقود يحصل على التعليم العالي ولا مجال للفقراء وسيحدث ذلك مشاكل عديدة. * هناك جامعات جديدة دخلت التعليم العالي كيف تعمل هذه الجامعات حالياً؟ هذه الجامعات خطوة جيدة جداً ولكن توجد بها مشكلة حالياً لقد قمنا بتعيين المديرين لهذه الجامعات ولكن هل تعلم أنهم حتى الآن لم يصرفوا حقوقهم لأنه لا توجد أموال... هذه الجامعات أيضاً يمكن أن تنتكس، عندما تقوم بأعمال جديدة وليس لديك نقود بالتأكيد ستحدث مشاكل، وزارة المالية لم تستطع توفير حتى المرتبات للجامعات ناهيك عن التسيير والأشياء الأخرى لا يوجد حتى ما يمكن المدير من أن يذهب ويباشر أعماله نحن نسعى لحل هذه المشكلة لقد طالت الفترة منذ شهر مايو الماضي وحتى الآن أربعة أشهر لهذا لا بد من الاستجابة للأمر. * في رأيك ما الذي يمكن أن يقدمه التعليم العالي لوحدة البلاد؟ في الحقيقة نحن نريد أن يستطيع التعليم العالي تقديم شيء للشعب السوداني في كل المجالات خصوصاً نحن الآن أمام عملية سلام وقد أقمنا مراكز دراسات السلام في زالنجي والفاشر والخرطوم ونيالا وجوبا لنشجع فيها ثقافة السلام وحل النزاعات بطريقة سلمية إلى جانب قيام مراكز الجودة بالجامعات وحالياً في الميزانية الجديدة نريد أن تكون هنالك أبحاث علمية لإنتاج المعرفة في بعض الأشياء بالوطن وما يجري داخل البلاد وتغيير الواقع والسلبيات ولا شك أن البلاد تتطور نتيجة لحركة التغيير، شيء آخر البلاد حالياً في وضع صعب بعد أشهر قليلة سيكون هناك استفتاء في الجنوب، وكان بإمكاننا عبر هذه المراكز التأثير على الوضع في الجنوب وفي البلاد بأكملها لو عملت منذ البداية للأسف لو كنا بدأنا منذ العام 2005م لقطعنا شوطاً الآن، حتى أنه يوجد بند كامل في الدستور غير مفعل وهو المصالحات الوطنية والاجتماعية كيف تأتي وحدة البلاد دون مصالحة وطنية بالتأكيد سيكون ذلك صعباً جداً وكيف سنقنع الشعب في الجنوب.. حتى الأشياء المشتركة حالياً بها مشاجرات، أعتقد أن هذا يشير إلى أن الناس غير جادين في موضوع وحدة السودان لهذا الجنوبيين ليس لديهم طريقة إلا أن يقولوا نعم نريد الانفصال، ولكن بالنسبة لنا في التعليم العالي قلنا إن الجنوب حتى إذا انفصل لن يذهب إلى البرازيل سيكون في مكانه وما نريده هو العمل عبر مراكز السلام حتى نوجد اتجاها قويا ليتحدث الناس عن حسن الجوار وتبادل المنافع ويذهب الناس ويعودوا هذا يمكن أن يساعد في أن تعود البلاد واحدة مرة أخرى، كما أن لدينا طلاباً يجب أن لا يذهبوا إلى الجنوب في الوقت الحالي ومكوثهم سيكون حلقة وصل بين الشمال والجنوب والاساتذة ايضا سواء كانوا جنوبيين أو شماليين اعتقد أن هذا ما يمكننا فعله في التعليم العالي وهذه مساهمتنا لوحدة البلاد.
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: التعليم للاغنياء فقط!!!
اخونا فيصل مشكور على التطرق لموضوع التعليم
اخي درسنا في التاريخ بان الاستعمار الانجليزي يعلم السودانين الى سنة رابعة فقط والهدف من ذلك هو ان يخرج كتبة وموظفين ولكن اليوم السياسات المتبعة حاليا هي تخريج جهلاء بشهادة جامعية وحتى فوق الجامعي بدرجة شرف الجهل الملاحظ للوضع حاليا بان النظام يتبع سياسة التجهيل وتخصيص التعليم لكوادره من الفئة الخاصةو الدرجة الاولى والثانية من كوادرة الذين يعتمدعليهم ويرسم لهم الخطط المستقبلية لحكم السودان بعد فصل الجنوب واستعباد اهالي كردفان ودارفور بصفة عامة دون تميز .
اتصل بي احد الاخوة وحدثني عن المقابلة التي دخلها في الخرطوم من اجل التوظيف وهي حسب الشروط الاتي:
1- اجادة اللغة الانجليزية قراءة وتحدث وكتابة
2- حفظ اكثر من خمسة اجزاء من القران وعدد من الاحاديث الشريفة.
3- القبيلة
4- من يزكيك
5- الى اي كتيبة جهادية تنتمي
6- ومن امير الكتيبة
المهم الامر واضح لا يحتاج لتحليل او مجهود
لكن الشي المؤسف بان الجامعات معربة والشرط اجادة مهارات اللغة الانجليزية لدخول المقابلة وما علاقة القبيلة بالمعاينة والوظائف هل الوظائف مخصصة لقبيلة معينة وان كانت كذلك ما مصير اهل السودان وخريجي ثورة التاليم العالي او الالي ومخرجاتها.
وهل يستطيع خريجى الجامعات السودانية بما فيهم الجمعات الاربعة القديمة المنافسة في سوق العمل الخارجيى او الاقليمي وهل يستطيعون تلبية طموجات الشركات المحلية المتطلعة.
الحكومة ارسلت كوادرها الى دول النمور الاسيوية من اجل تاهيلهم وترك بقية الخريجين يحملون شهاداتهم ويلفون في الفاضي وفي النهاية سوفى يرضوا بوظائف خريجي الابتدائية سنة رابعة في عهد الاستعمار ان وجدت الوظائف
اخي درسنا في التاريخ بان الاستعمار الانجليزي يعلم السودانين الى سنة رابعة فقط والهدف من ذلك هو ان يخرج كتبة وموظفين ولكن اليوم السياسات المتبعة حاليا هي تخريج جهلاء بشهادة جامعية وحتى فوق الجامعي بدرجة شرف الجهل الملاحظ للوضع حاليا بان النظام يتبع سياسة التجهيل وتخصيص التعليم لكوادره من الفئة الخاصةو الدرجة الاولى والثانية من كوادرة الذين يعتمدعليهم ويرسم لهم الخطط المستقبلية لحكم السودان بعد فصل الجنوب واستعباد اهالي كردفان ودارفور بصفة عامة دون تميز .
اتصل بي احد الاخوة وحدثني عن المقابلة التي دخلها في الخرطوم من اجل التوظيف وهي حسب الشروط الاتي:
1- اجادة اللغة الانجليزية قراءة وتحدث وكتابة
2- حفظ اكثر من خمسة اجزاء من القران وعدد من الاحاديث الشريفة.
3- القبيلة
4- من يزكيك
5- الى اي كتيبة جهادية تنتمي
6- ومن امير الكتيبة
المهم الامر واضح لا يحتاج لتحليل او مجهود
لكن الشي المؤسف بان الجامعات معربة والشرط اجادة مهارات اللغة الانجليزية لدخول المقابلة وما علاقة القبيلة بالمعاينة والوظائف هل الوظائف مخصصة لقبيلة معينة وان كانت كذلك ما مصير اهل السودان وخريجي ثورة التاليم العالي او الالي ومخرجاتها.
وهل يستطيع خريجى الجامعات السودانية بما فيهم الجمعات الاربعة القديمة المنافسة في سوق العمل الخارجيى او الاقليمي وهل يستطيعون تلبية طموجات الشركات المحلية المتطلعة.
الحكومة ارسلت كوادرها الى دول النمور الاسيوية من اجل تاهيلهم وترك بقية الخريجين يحملون شهاداتهم ويلفون في الفاضي وفي النهاية سوفى يرضوا بوظائف خريجي الابتدائية سنة رابعة في عهد الاستعمار ان وجدت الوظائف
محمد النو- نشط مميز
مواضيع مماثلة
» التعليم بالسودان ...
» متي بدأ التعليم في السودان ؟؟؟!!
» رائدات
» اساليب التعزيز في التعليم
» رابطة ابناء ابوجبيهه بالمهجر!!!
» متي بدأ التعليم في السودان ؟؟؟!!
» رائدات
» اساليب التعزيز في التعليم
» رابطة ابناء ابوجبيهه بالمهجر!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى