ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غطاء الرأس فى السودان.......(2)

اذهب الى الأسفل

غطاء الرأس فى السودان.......(2) Empty غطاء الرأس فى السودان.......(2)

مُساهمة من طرف عوض السيد ابراهيم 23rd سبتمبر 2010, 08:59

أغطية الرأس لدى النساء في السودان
أولاً : الرق وغطاء الرأس لدى النساء



منذ أن عرفت البشرية الرق، في عصور تاريخية سحيقة، استخدمت النساء المسترقات في البغاء ، ولهذا السبب تم إلزامهن بارتداء ملابس تميزهن عن الحرائر، وتشددت أنظمة الضبط الاجتماعي والقانوني، في الكثير من المجتمعات ، في توقيع العقوبات على الإماء ، اللائي لا يلتزمن باللباس الذي حُدد لهن . فجاء في الشرائع الأشورية ، في المادة (40) لا تستطيع زوجات الرجال "الأحرار" أوالأرامل الآشوريات أنْ يخـرجن إلى الشوارع عاريات الرؤوس، وابنة الرجل يجب أنْ تـتـحجب ... حين يخرجن إلى الشوارع وحدهن يجب أنْ يضـعن نـقـابـاً ، والمحظية التي تخرج إلى الشوارع مع سيدتها يجب أنْ تحجب والعاهرة المقدسة المتزوجـة يجب أنْ تتحجب عند خروجها إلى الشارع . أما التي لم تتزوج فتخرج عارية الرأس. ويجب أنْ لا تتحجب المومس ، لا تضع نقاباً وتظل رأسها عارية ، وكل من يرى مومساً محجبة عليه أنْ يقبض عليها ويقيم الشهادة ويقدمها إلى محكمة القصر ، وهناك لا ينزعون حليها ولكن لمن قبض عليها أنْ يأخـذ ملابسها ، أنها تجلد خمسين جلدة بالعصي ويُصب القار فوق رأسها. وإذا رأي رجل مومسا محجبة وأطلقها دون أنْ يقدمها لمحكمة القصر يُجلد خمسين جلدة بالعصى، ويأخذ ملابسه من إدَّعى عليه ثمَّ تثقب أذناه وتربطان بخيط يُعقد وراء ظهره ثمَّ يقوم بأعمال السخرة للملك مدى شهر كامل.




أمـَّا الإماء فيجب ألاَّ يتحجبن ، وكل من يرى جارية محجبة ، يجب أنْ يقبض عليها ويأتي بها إلى محكمة القصرحيث تصلم أذناها ويستولي من يقبض عليها على ثيابها. وإذا رأى رجل جارية محجبة وتركها دون أنْ يقبض عليها ويقدمها لمحكمة القصر فإنه عند توجيه الاتهام واثباته يُجلد خمسين جلدة بالعصي وتثقب أذناه وتربطان بالخيط الذي يعقد وراء ظهره ويستولي من تولى الإدعاء عليه على ملابسه ثمَّ يُسَخَّر في خدمة الملك شهراًكاملاً.




وجاء في المادة (41) من نفس الشرائع : إذا أراد رجل أنْ يجعل محظيته تتحجب فليحضر خمساً أو ستاً من جيرانه ويحجبها في حضرتهم قائلاً "إنها زوجتي" وهكذا تصبح زوجة له والمحظية التي لم تضع الحجاب أمام الشهود من الرجال ولم يقل لها زوجها "أنتِ زوجتي" ليست زوجة، إنَّـها لا تزال محظية ، وإذا مات رجل ولم يكن لزوجته المحجبة أبناء فإنَّ أبناء المحظية يصبحون أبناء شرعيين ويأخذون نصيبهم من التركة. إنتهى النص.
عرف السودان الرق ، منذ الممالك النوبية القديمة ، و كانت تجارة الرقيق ، إحدى مصادر الدخل ، لهذه الممالك.


الشاهد أن النساء في العديد من مناطق السودان لم يعرفن الملابس ، ويرتدين فقط ما يعرف بالرحط ، وقد كان هو الزي السائد إلى فترات تاريخية حديثة نسبياً ( حتى الثلث الأول القرن الماضي ). ولكن وفي فترات لاحقة عندما عرفت نساء السودان اللباس وتغطية الرأس ، ظهرت الأعراف التي تنظم لباس النساء المسترقات.


انقسمت أوضاع المسترقات في المجتمع السوداني إلى خمس درجات هي :
الخادم
جاء في قاموس اللهجة العامية في السودان أن " الخادم (س ) والجارية (ف) الذي يخدم للأنثى . منه المثل ( لا يجر ولا يخلي الخادم تجر ) ونقول خادم الفكي مجبورة على الصلاة . و فلان قاعد زي خادم التكل . ، ولا يطلق لفظ " خادم" للرجل في السودان ، وإنما يقال له " عب " أو " عبد" . والخادم تكون للخدمة المنزلية فقط ، بينما يعمل العبيد في الخدمة خارج المنزل في الحقول وغيرها.
ولم تكن الأعراف تسمح للخدم بتغطية رؤوسهن ، ولا زالت الأمهات في السودان ينهين بناتهن عن السير دون وضع غطـاء الرأس بقولهن ( ارفعي مقنعك ما تمشي زي الخدم ) أو ( ما تمشي متل الفاتية ). واستخدام مفردة (فاتية)بدلاً عن مفردة ( خادم ) في مواعظ الأمهات السودانية ، يشير إلى أن استغلال الخدم في تجارة الجسد كان سائداً ، إذ أن مفردة فاتية تعني (عاهرة).


2- الخليلة
هي الخليلة المعروفة في اللغة العربية ، وهي جارية المتعة ، وتسري عليها نفس الأوضاع بشأن اللباس ، فلا يسمح لها بتغطية رأسها .
3- السرية :
والتسري معروف عند العرب وفي ثقافتهم ، وجاء في قاموس اللهجة العامية أن "السرية الأمة التي يتزوجها سيدها وولدها حر . وترتدي السرية ما ترديه الحرائر، فتضع غطاء على رأسها .
4-أم الولد :
أم الولد هي الجارية ،التي تنجب ولداً ذكراً ، فيقوم سيدها (بتقنيعها) وتحريرها وعتقها . وجاء في لسان العرب أن " المِقْنَعُ والمِقْنَعةُ؛: ما تُغَطِّي به المرأَةُ، رأْسَها ، وفي الصحاح: ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها، وقَنَّعْتُها: أَلبستها القِناعَ فتَقنَّعَتْ به؛ والقِناعُ والمِقْنَعةُ: ما تتَقَنَّعُ به المرأَةُ من ثوب تُغَطِّي رأْسَها ومحاسِنَها.. وجاء في قاموس مختار الصحاح أن " المِقْنَعُ والمِقْنَعَةُ بكسر أولهما ما تقنع به المرأة رأسها و القِنَاعُ أوسع من المِقنعة . وجاء في قاموس اللهجة العامية " القناع (ف) المٌقنع (س) ما تغطي به المرأة رأسها.


و ( التقنيع) في المجتمعات السودانية التي عرفت الرق ، يشبه ماكان يحدث عند الآشوريين ، عندما يرغب احدهم في عتق محظيته ، فهو يتم بشهود ، وعندما تسبل الجارية مقنعها ، تصبح حرة ، ويعتبر أولادها ، أبناء شرعيين ، حتى أولئك الذين أنجبتهم قبل تقنيعها.
5- المعتقة :
هي الجارية أو الخادم، التييتم عتقها لأي سبب من أسباب العتق . فتصبح حرة، وتسري عليها الأحكام العرفية والفقهية، التي تسري على الحرة. وتلبس ما تلبسه الحرائر .
وقد يفسر التلازم بين غطاء الرأس ، والوضع الاجتماعي للحرائر والإماء ، المدح الذي يقال للرجال في شمال ووسط السودان ، بوصفهم بـ (مقنع الكاشفات) . وقد ورد في قاموس اللهجة العاميةأن "مقنع الكاشفات : يا من تغطي الكاشفات .


وهي قد أتت هذه التسمية من بالحروب القبلية التي عرفها المجتمع السوداني ، فعندما تكشف المرأة رأسها ، فإنذلك يعني طلبها للحماية ، وأنها قبلت بالأخذ كسبية . وتوجب على فرسان القبيلة ،حماية نسائها من كشف رؤوسهن ، والاستبسال والموت دون ذلك ، ولذلك نجد أن نساءالقبائل العربية في الشمال والوسط يمجدن ( مقنع الكاشفات ) في أشعارهن الشعبية.
وفي حالة السلم يعني كشف رأس المرأة ، أمام الرجل الغريب، عند طلبها لحاجة ما ، إلحاحها في تنفيذ هذه الحاجة ، وأنها دون ذلك سوف تصبح ذليلة ، فدور مقنع الكاشفات ، يتطلب من الرجل فعل المستحيل ، لتجنيب نساء قبيلته كشف رؤوسهن ، الذي يعني وضاعة وضعهن الاجتماعي ، وتشابه حالهن بحال المسترقات ،و إلا لحق به وبقبيلته العار .
ولا زالت النساء السودانيات في الشمال والوسط ، يكشفن رؤوسهن عند التوسل في أضرحة الأولياء والصالحين . وعند الدعاء على من يظلمهن . فتقول أحداهن " كشفت راسي ودعيت " وهي متيقنة من أن الله سوف يستجيب لدعائها كونها ذليلة.
وبينما يكون كشف رأس الحرائر ، إشارة ذل كما أوضحنا بعالية ، يكون كشف الرأس في ممارسات شعبية أخرى ، إشارة عز وأصل وجاه . ففي ما يعرف بالسيَّرة ، وهي خروج زفة العريس السوداني إلى بيت الزوجية ، كان التقليد عند الكثير من القبائل العربية في شمال ووسط السودان ، أن يركب العريس على جواد أصيل ، وان تمسك بنات عمومته برسن الجواد ، ويقدنه كاشفات عن رؤوسهن حتى منزل الزوجية ، وتتغنى المغنيات الشعبيات بذلك في ما يعرف بأغاني البنينة والعديلة والسيرة .
وفي الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية في شمال ووسط السودان، حيث تســود رقصة (الحمامة) أو رقصة ( الرقبة ) ، يكون في تغطية شعر المرأة عند الرقص، أو عندما يأتي احد الحاضرين في الحفل لأخذ الشبال إهانة كبيرة له ، وإعلان من الراقصة عن رفضها منح الشبال لهذا الشخص.
عوض السيد ابراهيم
عوض السيد ابراهيم
مشرف المنتدى العام
مشرف المنتدى العام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى