أكل حقـوق الآخـرين أمـام أعينهـم!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أكل حقـوق الآخـرين أمـام أعينهـم!
أكل حقـوق الآخـرين أمـام أعينهـم!
ذات ليلة ، وصلني إيميل من شخص عزيز يتمتع بحس دعابة لا مثيل له ، احتوى الإيميل على لقطة مصورة عبر موقع اليوتوب لا يستغرق عرضها سوى عدة ثواني ، دلف نورس إلى غرفة تقبع قطة على أحد مناضدها وأمامها على الأرض وعاء مليء بطعام شهي ، تسلل النورس بخطى حذرة ، رمق القطة بنظرات متوجسة ثم اقترب من وعاء الطعام ،اقتنص لقمتين ثم فر هارباً إلى خارج الغرفة بأقصى سرعة ، أغراه فوزه الأول وعدم صدور رد فعل من القطة بتكرار قرصنته ، وفي المرة الثانية ، تسلل النورس إلى الغرفة ثم أطبق بفكه القوي على وعاء الطعام وهرب به إلى الخارج ليلتهمه في الهواء الطلق ، أما القطة المتكورة على نفسها فقد أصيبت بدهشة بالغة من جراءة ذلك النورس الذي انتزع طعامها عنوة واقتدارا أمام عينيها اللامعتين اللتين اكتفتا بإرسال نظرات مستسلمة وكأنها تقول: لا بأس في ذلك فأنا أحس الآن بالشبع ولا أرغب في الدخول في معركة شرسة مع نورس مجنون قد يتمكن من شق رأسي بمنقاره الأفطح الحاد!
إن قيام المستأسدين بالاعتداء على حقوق الضحايا المدجنين وانتزاعها أمام أعينهم بالحيلة أو القوة هو الشعور الأكثر إيلاماً في الحياة وهناك مشاهد واقعية كثيرة تختزنها الذاكرة الفردية والجماعية عن ذلك النوع من الاعتداءات التي تقع نهاراً جهاراً على حقوق الضحايا المستضعفين ، فدولة إسرائيل مثلاً تتسلل يومياً إلى الأراضي الفلسطينية وتنتزعها أمام أعين أهلها وأمام أنظار العالم وتتلذذ بقضمها في الهواء الطلق وتأتي بعد ذلك للتفاوض وبراءة الأطفال في عينيها ثم تدلي بتصريحات سخيفة حول تجميد التهام الأراضي المسروقة لمدة شهر أو شهرين فهي تريد أكل كيكة الآخرين والاحتفاظ بها في ذات الوقت لأغراض التفاوض العبثي ، وهناك لقطات واقعية كثيرة في الحياة يشاهد الإنسان خلالها اعتداءات مكشوفة تقع على حقوق المستضعفين أمام ناظريه دون أن يهب إلى نجدتهم ولا شك أن عدم الدفاع عن الحق هو أكبر سمة من سمات الفساد الأخلاقي ، فمن المؤكد أن واجب الدفاع عن حقوق الآخرين هو واجب أخلاقي عام ولا يجب أن ينفرد به حماة القانون بل يجب أن يمارسه الجميع دون استثناء فالسكوت عن ردع الاعتداءات المكشوفة هو أكثر إيلاماً من الاعتداءات نفسها لأنه يشجع على تفشي الظلم والانتهاكات!
وفي الختام لا يملك المرء إلا أن يعتذر عن التشهير بذلك النورس الذي ربما دفعه الجوع إلى انتزاع طعام القطة ، أما البشر المعتدون على الحقوق الانسانية بشكل مكشوف فهم غالباً ما يعتدون على حقوق الآخرين بدافع الحقد أو الانتقام ولعل الضحايا الذين لا يبادرون بالدفاع عن حقوقهم ضد القرصنة العلنية هم الأولى بالرثاء لأنهم يخسرون حقوقهم ويخسرون احترامهم لأنفسهم في ذات الوقت ، أما المتفرجون على الاعتداءات السافرة التي تقع أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكناً فهم شياطين خرساء تخسر كل شيء في اللحظة التي تتوهم فيها أنها فازت بذلك النوع من الأمن الشخصي الزائف الذي لا يُغنِي من جوع ولا يُؤمِن من خوف!
فيصل على سليمان الدابي/المحامي
fsuliman1@gmail.com
ذات ليلة ، وصلني إيميل من شخص عزيز يتمتع بحس دعابة لا مثيل له ، احتوى الإيميل على لقطة مصورة عبر موقع اليوتوب لا يستغرق عرضها سوى عدة ثواني ، دلف نورس إلى غرفة تقبع قطة على أحد مناضدها وأمامها على الأرض وعاء مليء بطعام شهي ، تسلل النورس بخطى حذرة ، رمق القطة بنظرات متوجسة ثم اقترب من وعاء الطعام ،اقتنص لقمتين ثم فر هارباً إلى خارج الغرفة بأقصى سرعة ، أغراه فوزه الأول وعدم صدور رد فعل من القطة بتكرار قرصنته ، وفي المرة الثانية ، تسلل النورس إلى الغرفة ثم أطبق بفكه القوي على وعاء الطعام وهرب به إلى الخارج ليلتهمه في الهواء الطلق ، أما القطة المتكورة على نفسها فقد أصيبت بدهشة بالغة من جراءة ذلك النورس الذي انتزع طعامها عنوة واقتدارا أمام عينيها اللامعتين اللتين اكتفتا بإرسال نظرات مستسلمة وكأنها تقول: لا بأس في ذلك فأنا أحس الآن بالشبع ولا أرغب في الدخول في معركة شرسة مع نورس مجنون قد يتمكن من شق رأسي بمنقاره الأفطح الحاد!
إن قيام المستأسدين بالاعتداء على حقوق الضحايا المدجنين وانتزاعها أمام أعينهم بالحيلة أو القوة هو الشعور الأكثر إيلاماً في الحياة وهناك مشاهد واقعية كثيرة تختزنها الذاكرة الفردية والجماعية عن ذلك النوع من الاعتداءات التي تقع نهاراً جهاراً على حقوق الضحايا المستضعفين ، فدولة إسرائيل مثلاً تتسلل يومياً إلى الأراضي الفلسطينية وتنتزعها أمام أعين أهلها وأمام أنظار العالم وتتلذذ بقضمها في الهواء الطلق وتأتي بعد ذلك للتفاوض وبراءة الأطفال في عينيها ثم تدلي بتصريحات سخيفة حول تجميد التهام الأراضي المسروقة لمدة شهر أو شهرين فهي تريد أكل كيكة الآخرين والاحتفاظ بها في ذات الوقت لأغراض التفاوض العبثي ، وهناك لقطات واقعية كثيرة في الحياة يشاهد الإنسان خلالها اعتداءات مكشوفة تقع على حقوق المستضعفين أمام ناظريه دون أن يهب إلى نجدتهم ولا شك أن عدم الدفاع عن الحق هو أكبر سمة من سمات الفساد الأخلاقي ، فمن المؤكد أن واجب الدفاع عن حقوق الآخرين هو واجب أخلاقي عام ولا يجب أن ينفرد به حماة القانون بل يجب أن يمارسه الجميع دون استثناء فالسكوت عن ردع الاعتداءات المكشوفة هو أكثر إيلاماً من الاعتداءات نفسها لأنه يشجع على تفشي الظلم والانتهاكات!
وفي الختام لا يملك المرء إلا أن يعتذر عن التشهير بذلك النورس الذي ربما دفعه الجوع إلى انتزاع طعام القطة ، أما البشر المعتدون على الحقوق الانسانية بشكل مكشوف فهم غالباً ما يعتدون على حقوق الآخرين بدافع الحقد أو الانتقام ولعل الضحايا الذين لا يبادرون بالدفاع عن حقوقهم ضد القرصنة العلنية هم الأولى بالرثاء لأنهم يخسرون حقوقهم ويخسرون احترامهم لأنفسهم في ذات الوقت ، أما المتفرجون على الاعتداءات السافرة التي تقع أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكناً فهم شياطين خرساء تخسر كل شيء في اللحظة التي تتوهم فيها أنها فازت بذلك النوع من الأمن الشخصي الزائف الذي لا يُغنِي من جوع ولا يُؤمِن من خوف!
فيصل على سليمان الدابي/المحامي
fsuliman1@gmail.com
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: أكل حقـوق الآخـرين أمـام أعينهـم!
ما من مظلوم رفع كفّه متضرعا الى بارئه شاكيا الا نصره باذنه تعالى.
نسأل الله ان يكسر شوكة الظالمين أينما وجدو.
نسأل الله ان يكسر شوكة الظالمين أينما وجدو.
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى