نظرتي تختلف ...

** تقف أمام لوحة فنية ، قد تتذوقها وتعجب بها وتعتبرها ابداعا فنيا ، لكن صاحبك الذى معك على العكس تماما لا يجد ذاك الجمال الذى أنت منبهر به ، ولا يقدر ان يتذوق الفن كما أنت ، بل نظرته لتلك اللوحة انها ليست أكثر من قطعة قماش عليها خربشات ملونة يقدر أي طفل القيام بها !
لنقف عند هذا الموقف ونحلل الحاصل .. أولا ليس عليك أن تغضب من صاحبك على أنه أبدي رأيا خلاف رأيك ، وثانيا لا تجبره أن يسايرك ويوافقك الهوى والرؤى . لماذا ؟ لأن الذى حدث أمام اللوحة أن شخصا مثلك وبحكم ثقافة معينة تكونت عندك ، قدمت رأيا فى اللوحة ، وصاحبك بالمثل وبحكم ثقافة معينة أبدى رأيه . وليس فى أي منكما عيب أو نقص . كل واحد منا كما أنه خلقه الخالق متفردا ومتميزا عن غيره فى كثير من النواحي الفسيولوجية أو التكوين الحيوي له . فكذلك يتميز أي أحد منا بأرائه ونظراته . أنت لك نظرة لأمر ما تختلف عن الاخر ، حتى لو كان هذا الاخر من أقرب المقربين اليك .وهذا مفهوم يغيب عن كثيرين ، وبسبب غيابه تحدث التنافرات والاختلافات وربما المشاجرات ان تعمق عدم الفهم . ليس عليك أن تجبر غيرك على رأي واحد ، وليس على غيرك القيام بالمثل معك . وهذا المفهوم لو اتضح للزوجين كأبرز أمثلة الحياة لما رأينا المشكلات بينهما ولا الشقاق المتبوع بالطلاق نهاية الأمر .
الزوجة لها نظرة معينة لأمر ما من أمور المنزل على سبيل المثال تختلف عن نظرة الزوج . وليس على أي أحد منهما اجبار الاخر على تبني نفس الرؤية . وقد يحدث نوع من المجاملة بين الطرفين ، رغبة منهما فى احتواء أي مشكلة أو أزمة قد تحدث بسبب اختلاف وجهات النظر ، ولكن الذى هو أفضل من المجاملة هو التفاهم وبشفافية تامة . لأن أمد المجاملة قصير فى حين العكس مع التفاهم والصراحة .
هذا المفهوم ينطبق أيضا على كثير من الوقائع الحياتية اليومية . فقد يرد اليك خبر ما وتنظر اليه بأنه سار وسعيد .. ولكن لماذا لم تقل أنه خبر سئ ؟
ما الذى دعاك الى اتخاذ ذلك الرأي ؟ انها بكل وضوح رؤيتك للأمور حولك . قد تجد الخبر سارا فيما يراه غيرك سيئا أو العكس ولكن ليس أي أحد منكما على صواب أو على خطأ ، فلكل واحد منكما رؤيته وفلسفته فى هذه الحياة وبهذا المفهوم الذى لو اعتنقناه وصار منهجا نسير عليه فى حياتنا لما ساد الشقاق والخلاف والقطيعة بيننا ، فى بيوتنا أو أعمالنا أو حياتنا بشكل عام ..
** عبدالله العمادي - جريدة الوطن العمانية 30 نوفمبر 2008

كيف الحال سيد معتصم ... نعم ليس بالضرورة تطابق الرؤى ، وإختلاف الآراء كما يقولون يثرى النقاش، أنا شخصيا تغيّرت رؤاى لكثير من الأمور بعد سماعى لآراء مغايرة أقنعنى أصحابها بخطل نظرتى ، ولعل التخصص يمنحنا التميّز فى إبداء آراء تستند لقاعدة صلبة ، كما أن فى التعصب لآراءنا ما ينّفر عنا من حولنا. ويجب دائما أن نتذكر إن إختلاف الرأى لا يفسد للود قضية ... هكذا قالوا.

ما يراه زيد ساخناً قد يراه عمرو بارداً ومايراه فلان قبيحاً يراه آخر جميلاً وما يراه شخص شجاعة قد يراه آخر تهوراً....مع أن الحدث هو واحد ولكن من أي إطارٍ بدأ....من هذه الأطروحة ...بدأ البرت أنشتين عالم الرياضيات والفيزياء في تدشين نظريته الشهيرة بالنسبية في مطلع القرن العشرين (1905).وبالرغم من أن النظرية رياضية فيزيائية بحتة إلا أنها انطلقت من اطروحات جدلية أفضت إلى نتائج مذهلة خاصة في أشياء درسناها وأضحت عندنا كالمسلمات (Axioms) فعرفنا أن الضوء لايسير في خطوط مستقيمة بل الأدهى أنه لا يوجد شيء أسمه خط مستقيم أصلاً وحتى الأشكال الهندسية أخدت نصيبها من التعديل فيمكن أن يكون مجموع زوايا المثلث أكبر من 180 درجة ( التحدب الموجب) أو يمكن أن يكون المجموع أقل من 180 درجة (التحدب السالب) . وقد يظن البعض أنها هرطقة علمية ولكن هي أشياء تم اثباتها من خلال معادلات رياضية طالت حتى قوانين نيوتن للحركة والتي انهارت تماماً حينما تعاظمت السرعات واقتربت من سرعة الضوء كسرعة الالكترونات والجسميات المادية التي تقارب سرعتها سرعة الضوء، فهنالك نجوم نراها رأي العين الآن وهي ماتت منذ ملايين السنين لأن زماننا معها هو حاضربالنسبة لنا وهو ماضٍ في جزء آخر من الكون ومستقبل في جزء آخر من الكون والمهم في أي إطار قياس نحن؟؟ وبالمناسبة مازال يدرس في كل الدول العربية أنه يوجد خط مستقيم والضوء يسير في خط مستقيم !!! فلا أدري في أي إطار قياس نحن؟؟؟
فضل الحاج البشير

نحن فى العالم العربى نتعامل مع التاريخ ، عندما عاد دكتور محمد أبوزلازل أخصائيا للقلب طلب منه أن يعمل assessment يعنى حاجة زى الهاوس من شب ، ضحك أبو زلازل وقال هؤلاء الذين يريدون منى ذلك يتعاملون مع تاريخ الطب ، وهو الذى كان يعمل فى كبريات مشافى ألمانيا ... هكذا نحن ومازلنا.