كعادته كان يستمع الى نشرة الوفيات الصباحيه
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كعادته كان يستمع الى نشرة الوفيات الصباحيه
كعادته كان يستمع إلى نشرة الوفيات الصباحية ... هذا ويوارى الثرى بمقابر (أحمد شرفى) فى تمام الساعة العاشرة ويقام المأتم بمنزل الفقيد بالحارة الثامنة جوار مستشفى (النو) ... ما إن إستمع إلى هذا (الخبر) حتى قام بإغلاق الراديو وبدأ فى تجهيز نفسه للذهاب إلى العزاء .. قام بفتح الدولاب الخشبى القديم ... اخرج (جلابية المناسبات) السكروته و(العمة التوتال) والمركوب (النمر)..
عند مدخل باب (المقابر) وجد كمية من العربات التى حضر بها المعزون ، دلف إلى الداخل فوجد الجميع وهم يستعدون لأداء الصلاة على الميت فقام بإسباغ الوضوء والتوجه إلى الصف الاول (خلف الإمام مباشرة) ثم ما أن إنتهت (الصلاة) حتى هب يمسك بركن من أركان (العنقريب)!
كان البعض داخل المقبرة يقومون بتجهيزها عندما شمر (جلابيته) وربطا (فى نصو) ونزل يحفر مع (الحافرين) وهو يقوم بتوجيههم:
- وسع الحته دى شوية ... (غرق هنا ) ... (واسى) الحته دى!
ما أن تم الدفن حتى قام بصوت جهورى يطلب الدعاء والفاتحة (حداشر) مرة لروح (المرحوم) .. ثم أخذ يتلقى العزاء مع (المتلقين)...
ما أن عاد المشيعون من المقابر حتى قام بإرسال أحد الصبية لإحضار (خرطوش) ثم شرع فى رش أرض الصيوان (والأراضى المجاورة) وكان بين الفينة والاخرى يضطر لوضع الخرطوش على الأرض مستقبلاً أرتال المعزين رافعاً معهم الفاتحة .
- إنتا الزول الطويل اللابس (السكروته) و(النضارة السودا) القاعد يرش ده مش (الحاج) ود عم المرحوم..
- لا والله ما ظنيت ... الظاهر من أهل ابوهو..
وفى مكان آخر من الصيوان:
- إنتا يا حاج أبراهيم دحين الزول الطويل البشيلو معاهو الفاتحة اللابس العمة و(النضاره) ده ما منصور ود خالة المرحوم..
- ما أظن والله يا حاج ... الشبه ده شبه اهل ابوهو..
بعد أن إنتهى من رش الصيوان إتجه نحو حفاظات الماء للتأكد من وجود الثلج ولما وجد انها لا تحتوى على ثلج بان عدم الرضا على وجهه وصاح فى أحد الصبية وهو يخرج (رزمة قروش) من جيبه:
- تعال يا ود هنا ... شوف ليك (ركشة) أمشى بى سرعة جيب ليكا خمسة الواح تلج..
بعد أن إنتصف النهار وجاء وقت الغداء .. وقف يحث المعزين على الجلوس لتناوله:
- يلا يا جماعه قربو على الصينية دى! ... لا .. لا يمين تقوم تغسل إيدينك!
ثم بعد أن يتأكد من أن الجميع حول الصينية قد أخذوا أماكنهم يرفع (راسو) فى عملية (مسح للصيوان) ثم يصيح بلهجة آمرة وهو يشير نحو مكان آخر فى الصيوان:
- يا ولد ودى صينية لى (أعمامك) ديك هناك!
بعد أن جلس الجميع (يأكلون) فى صمت أخذ يتجول بين (الصوانى) يتفقد (الناقص):
- يا ولد جيب ليكا شوية رغيف هنا!
- يا جماعة ناقصة ليكم حاجه؟
- يا ولد جيب ليكا صحن (دمعة) للناس ديل..
- يا ولد كلمم يجهزو الشاى..
فى اللحظة التى تأكد فيها تماما أن الجميع يتناولون الغداء (وما ناقصاهم حاجة) إتجه نحوه إبن المرحوم وهو يشير إلى أحد الصوانى (الجات مؤخراً) ويقول له:
- خلاص يا حاج الناس دى كووولها قعدت يلا أقعد إتغدا بعد ده..
- الغداء ملحوق النشوف الناس دى الناقصا شنو..
بعد إنتهاء (الغداء) إتجه (إبن المرحوم) نحو (غسالة الأيادى) فتبعه للتأكد من وجود (صابون للغسيل) أمام (الغسالات) ولما لم يجده أدخل يده فى جيبه واخرج ورقة (أم عشرين) وهتف فى أحد الصبية:
- أمشى يا ولد جيب ليك خمسة صابونات (لوكس)..
ثم أمسك بيد إبن المرحوم وإنتحى به جانباً:
- إنتو ح تعملو (كشف) مش كده!
لم ينتظر الإجابه فقام بتوجيه حديثه لأحد (الصبية):
- خد يا ولد أمشى جيب خمسة صابونات لوكس وكراس وقلم!
فى اليوم الثانى وبعد أن صلى الجميع (المغرب) وتم (فك الصيوان) جلس الجميع (كيمان) كيمان يتحدثون فى كل شئ ... عندما جاء وقت تناول العشاء إقترب صبى من إبن المرحوم:
- قالو ليك يا عصام عاوزين حاجات العشاء .. زيت وفول وجبنة وعجين طعمية ورغيف وبيض و..
أدخل عصام يده فى جيبه فلم يجد غير جنيهات قليلة (ما بتعمل حاجه) بحث عن شقيقه الأصغر (هشام) حتى وجده مع شلة من أصحابه:
- والله انا ذاتى القروش المعاى كملت .. كدى شوف قروش (الكشف) شيل منها مشى بيها!
- الزول (الماسك الكشف) ده من (الرفع) أنا ما شايفو .. معقول يكون زاغ بى بالقروش
فى هذه اللحظة كان صاحبنا كعادته يتوسد (الكراس) واضعاً أمامه (الراديو) مستمعاً لنشرة الوفيات المسائية ممنياً نفسه (بضحية) أخرى!
عند مدخل باب (المقابر) وجد كمية من العربات التى حضر بها المعزون ، دلف إلى الداخل فوجد الجميع وهم يستعدون لأداء الصلاة على الميت فقام بإسباغ الوضوء والتوجه إلى الصف الاول (خلف الإمام مباشرة) ثم ما أن إنتهت (الصلاة) حتى هب يمسك بركن من أركان (العنقريب)!
كان البعض داخل المقبرة يقومون بتجهيزها عندما شمر (جلابيته) وربطا (فى نصو) ونزل يحفر مع (الحافرين) وهو يقوم بتوجيههم:
- وسع الحته دى شوية ... (غرق هنا ) ... (واسى) الحته دى!
ما أن تم الدفن حتى قام بصوت جهورى يطلب الدعاء والفاتحة (حداشر) مرة لروح (المرحوم) .. ثم أخذ يتلقى العزاء مع (المتلقين)...
ما أن عاد المشيعون من المقابر حتى قام بإرسال أحد الصبية لإحضار (خرطوش) ثم شرع فى رش أرض الصيوان (والأراضى المجاورة) وكان بين الفينة والاخرى يضطر لوضع الخرطوش على الأرض مستقبلاً أرتال المعزين رافعاً معهم الفاتحة .
- إنتا الزول الطويل اللابس (السكروته) و(النضارة السودا) القاعد يرش ده مش (الحاج) ود عم المرحوم..
- لا والله ما ظنيت ... الظاهر من أهل ابوهو..
وفى مكان آخر من الصيوان:
- إنتا يا حاج أبراهيم دحين الزول الطويل البشيلو معاهو الفاتحة اللابس العمة و(النضاره) ده ما منصور ود خالة المرحوم..
- ما أظن والله يا حاج ... الشبه ده شبه اهل ابوهو..
بعد أن إنتهى من رش الصيوان إتجه نحو حفاظات الماء للتأكد من وجود الثلج ولما وجد انها لا تحتوى على ثلج بان عدم الرضا على وجهه وصاح فى أحد الصبية وهو يخرج (رزمة قروش) من جيبه:
- تعال يا ود هنا ... شوف ليك (ركشة) أمشى بى سرعة جيب ليكا خمسة الواح تلج..
بعد أن إنتصف النهار وجاء وقت الغداء .. وقف يحث المعزين على الجلوس لتناوله:
- يلا يا جماعه قربو على الصينية دى! ... لا .. لا يمين تقوم تغسل إيدينك!
ثم بعد أن يتأكد من أن الجميع حول الصينية قد أخذوا أماكنهم يرفع (راسو) فى عملية (مسح للصيوان) ثم يصيح بلهجة آمرة وهو يشير نحو مكان آخر فى الصيوان:
- يا ولد ودى صينية لى (أعمامك) ديك هناك!
بعد أن جلس الجميع (يأكلون) فى صمت أخذ يتجول بين (الصوانى) يتفقد (الناقص):
- يا ولد جيب ليكا شوية رغيف هنا!
- يا جماعة ناقصة ليكم حاجه؟
- يا ولد جيب ليكا صحن (دمعة) للناس ديل..
- يا ولد كلمم يجهزو الشاى..
فى اللحظة التى تأكد فيها تماما أن الجميع يتناولون الغداء (وما ناقصاهم حاجة) إتجه نحوه إبن المرحوم وهو يشير إلى أحد الصوانى (الجات مؤخراً) ويقول له:
- خلاص يا حاج الناس دى كووولها قعدت يلا أقعد إتغدا بعد ده..
- الغداء ملحوق النشوف الناس دى الناقصا شنو..
بعد إنتهاء (الغداء) إتجه (إبن المرحوم) نحو (غسالة الأيادى) فتبعه للتأكد من وجود (صابون للغسيل) أمام (الغسالات) ولما لم يجده أدخل يده فى جيبه واخرج ورقة (أم عشرين) وهتف فى أحد الصبية:
- أمشى يا ولد جيب ليك خمسة صابونات (لوكس)..
ثم أمسك بيد إبن المرحوم وإنتحى به جانباً:
- إنتو ح تعملو (كشف) مش كده!
لم ينتظر الإجابه فقام بتوجيه حديثه لأحد (الصبية):
- خد يا ولد أمشى جيب خمسة صابونات لوكس وكراس وقلم!
فى اليوم الثانى وبعد أن صلى الجميع (المغرب) وتم (فك الصيوان) جلس الجميع (كيمان) كيمان يتحدثون فى كل شئ ... عندما جاء وقت تناول العشاء إقترب صبى من إبن المرحوم:
- قالو ليك يا عصام عاوزين حاجات العشاء .. زيت وفول وجبنة وعجين طعمية ورغيف وبيض و..
أدخل عصام يده فى جيبه فلم يجد غير جنيهات قليلة (ما بتعمل حاجه) بحث عن شقيقه الأصغر (هشام) حتى وجده مع شلة من أصحابه:
- والله انا ذاتى القروش المعاى كملت .. كدى شوف قروش (الكشف) شيل منها مشى بيها!
- الزول (الماسك الكشف) ده من (الرفع) أنا ما شايفو .. معقول يكون زاغ بى بالقروش
فى هذه اللحظة كان صاحبنا كعادته يتوسد (الكراس) واضعاً أمامه (الراديو) مستمعاً لنشرة الوفيات المسائية ممنياً نفسه (بضحية) أخرى!
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
رد: كعادته كان يستمع الى نشرة الوفيات الصباحيه
العبرة ليس فى التفاصيل ولكن فى المضمون.... يوجد الكثير من امثال الرجل نسبة لظروف الحياة والواقع المتضارب الذى بات يفرض وسيفرض افظع مما ذكر
تسلم ياقزاز علي إفادتك لنا
تسلم ياقزاز علي إفادتك لنا
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
رد: كعادته كان يستمع الى نشرة الوفيات الصباحيه
حسبى الله
ونعم الوكيل
معقوله بس
الجنازه
والقبر
لم يحركو به ساكن
استغفر الله العظيم
تسلم يا اخوناالاستاذ
ونعم الوكيل
معقوله بس
الجنازه
والقبر
لم يحركو به ساكن
استغفر الله العظيم
تسلم يا اخوناالاستاذ
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
رد: كعادته كان يستمع الى نشرة الوفيات الصباحيه
يا محمد وسهاد الزمن الناس عايزه كشكوش بس لكن يجى كيف ولا من وين ما يهمهم.
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
مواضيع مماثلة
» سبع نصائح هامة جدا جدا لكي يستمع إليك زوجك عندما تتحدّثين معه
» بالصور.. عدد من الوفيات في حادثة سقوط رافعة داخل الحرم الشريف
» اخبار المونديال..................... نشرة يومية
» الطبيب المصرى مكتشف فيروس الكورونا : الفيروس لا يوجد له مصل او علاج ونسبة الوفيات عالية بين المصابين
» اخبار الحج والحجيج السوداني.... نشرة يومية من الاراضي المقدسة
» بالصور.. عدد من الوفيات في حادثة سقوط رافعة داخل الحرم الشريف
» اخبار المونديال..................... نشرة يومية
» الطبيب المصرى مكتشف فيروس الكورونا : الفيروس لا يوجد له مصل او علاج ونسبة الوفيات عالية بين المصابين
» اخبار الحج والحجيج السوداني.... نشرة يومية من الاراضي المقدسة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى