جرداق القرية

(( يابريق العينة))
و اورق الخريف هذا العام في دمي حكاية حزينة
حملتها رياح الشوق حين اقبل الشتاء
علها تصب الوجد في نقارة الظعينة
فتزكرين يا حكامتي مسافر حزين
ملته في غربتها الخرطوم , ملها استفزه النيون
فاسبل العيون
يجتر ذكريات ذلك الخريف في البلد
حين اجفل السحاب و الرعد
واورقت في الكوخ رقة اللقاء (بطيبها, بدفئها,بعنفها)
والليل طاب وابترد
وهومت مع الدجي المسحور والمطر
اغرودة اوحت بها نجيمة البواح للسحر (يا لروعة الحياة)
((ينعش الوساد حين يقطر الشهد))
وحدي هنا حكامتي والليل في الخرطوم غربة بغير حد
وحدي هنا اشتاقكم
اجوع يا حكامتي لكم
اود لو اعود يا حكامتي الملم الغناء شال
واخلع النعال
حينما يهزني يبهرني عطاؤه خريفكم
في رقة الدعاش واخضرار النال
وخفقة المشاعر الصديقة
((ولضمي هوي تعال))
حتي النجم يا حكامتي في عيد كرنفال
حكامتي لكم سئمت غابة المنكير و الخزف
فليلها الخرطوم من صدف
وحبها بلا غناء
ولا نجوم في سماءها,الخرطوم غربة بلا انتهاء
تسحقني هنا دوامة القرف
فلتنشدي لليل يا حنينة
((يا بريق العينة
لملم السحاب
خلي المطر يجينا ))

عبدالرحمن محمد علي

ام درمان 1966

عبد الرحمن رجل ما هيّن يا ابو الزهور نتمنى من عمر مواصلة مدنا بإبداعاته.
التحيه لعبد الرحمن عبرك يا فاروق

يجتر ذكريات ذلك الخريف في البلد
حين اجفل السحاب و الرعد
واورقت في الكوخ رقة اللقاء (بطيبها, بدفئها,بعنفها)
والليل طاب وابترد

حقيقى كلام جميل و
تشعر فيه بصدق
والرجوع الى الزاكره
عند الخريف
تسلم اخى عمر
والتحيه الى اخونا الشاعر

شكرا لكل الاخوة وسنواصل عرض مالدي من قصائد للاخ عبدالرحمن.. لابو الزهور ... لقد كانت لدي اغلب القصائد القديمة ولكنني فقدتها والان بدات في تجميع ماهو موجود لدي الاسرة وساتصل بعبدالرحمن لانني علمت ان لدية عدة قصائدحديثة منها قصيدة لرثاء المرحوم العمدة الشيخ السيد. اتمني ان اوفق مستقبلا في نشر انتاجه..
لكم ودي وتقديري

أخى عمر
تحية وتقدير.. شكرا للمساهمة الرائعة وكل التحايا للشاعر الكبير عبد الرحمن.. بحثت عن خط يوصلنى الى قصائد عبد الرحمن الشاعر كما كنا نسميه فى امدرمان فى سبعينات القرن الماضى وفرحت كثيرا لاكتشاف منتداكم. واحدة من محاسن التكنولوجيا رغم برودتها.. رجاء ائرائنا بما لديك واذا كانت لك اتصالات بعبد الرحمن فاغمره تحايا وقل له ان عبد الحليم القوصى يحرقه الشوق لسماع خبر منه. رجاء. تحايا.

أضم صوتى الى صوتك لنصرخ سويا اين انت ياعمر؟؟؟؟.
عبد الرحمن محمد على احد قامات الشعر العربى منذ الجاهلية مرورا بالمتنبئ والفرزدق وجرير.. نعم لا يعرف عنه الكثيرون لأن القليلون سمعو او قرأو قصائده..
 
من سمع او قرأ :
 
يا نسمات الدفئ العابر فى غيمات خريف
قلبى للعابر زورق للجوعان رغيف
فالله فى عرصاته نور اخضر
وسنابل
ومناجل
ونقاء ضمير شريف..
 
من سمع او قرأ تلك الأبيات يدرك بلا شك انه مصطفى. قليلة فى تاريخ الشعر العربى تلك العذوبة..
 
او قوله:
 
الفن بحر ساحرى من خيال
عبوره لكل مركب محال
الا لمركب زانه الاحساس
وحب الناس.....
 
أحب عبد الرجمن الناس وتعب وهو يبحث عن خلاص ولهم وله.. تعب واصابه اليأس  ككثير من الشعراء فقال:
 
حكامتى
ان تغنى للفرسان فلا تغن لى
فسيفى انثلم
والهم احرقت دفاتر الخواء والقلم
الليل ياحكامتى ندم
والصبح كم يغنى للآخرين
فيبصقون فوق وجهه الحزين يبصقون..
حكامتى.. حلمت ذات مرة باننى اسير فى مسور
فى يدى القيد
وفى فمى قد اطفأ الغجر سجارهم وسبنى العبيد
والدرب الف عام من ضجر.. والحزن يا حكامتى قدر
لحظتها وددت يا حكامتى لو اننى اموت
 
هل يمكن لانسان حتى لو كان شاعرا ان يحكى عن الاحباط بتلك الحساسية؟؟ لا والف لا. قلبل من يتمكن من صياغة فكره بتلك الالحان وبذلك النقاء..
 
او قوله بعد ان عاد الى ابى جبيهة من الخرطوم التى وصف فيها غربته بقصائد يجب ان تحفظ فى خزائن التاريخ:
 
وعدت خاسرا للدار بعد ما قد غنم الاعداء يا حكامتى طبائقى
عدت مرهقا وجائعا
وعدت كارها لان اموت يا حكامتى لان اموت
لكننى اخاف الموت
لاننى احس ان الموت عائقى من القتال
من الهوى ومتعة  النزال
من هزيمتى من هزيمة الاعداء..
 
نعم.. اين انت ياعمر.. او فلنقل اين انت يا عبد الرحمن؟؟