وانجا
+2
أزهرى الحاج البشير
ود المحلج
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وانجا
وانجا المرأة التي صوبت فاكتها نحو الفرح وادهشت الفصول بموسمين
أيوب مصطفى
إضاءة اولى
الى جوي إمراة تتسع كما الحقل
والى فلاح مثقف يقرأ ذاكرة الكراكات ويعرف اسرار الحقل
إضاءة ثانية
الى ميري .. عاملة الغزل والنسيج والفرح
إضاءة ثالثة
الى غفاري ..رامبو.. درويش.. واخرين إحتفاءُا بشجيرات مازالت تثمر
إضاءة خاصة
الى سارا .. ننو.. موزي .. شموس . اطفال تعلمت منهم ان اجمل الاعوام آتيه
إعترافات سرية فيما فعله صوت وانجا نهارُا
أقرّ انا الموقع على الهديل الاتي بأن تسكن كل الحمامات التي عشقتها تسريحة وانجا . وان تؤل نصف نجومي الزرقاء الى لونها الريفي البهيج ، والنصف الاخر نشيد به قرية بين الاصابع واللغة ، وان ينتسب نهري الوحيد لصوتها
قالت شجرة :
عندما غنت وانجا تشربت عروقي صوتها ، احسست بالثمر واعدت اكتشاف الماء ، الماء: اول عاشقة تجتاح روحي وتكتشف مزاج جسدي وتعلمني احاديث النساء لذا الماء رسولي الدائم لكي يا وانجا.. كل قطرة منها نواة لخلق جديد
قالت طفلة مشردة :
عندما وضعت وانجا راحتها على كتفي غمرني الدفئ وطربتٌ كأني اقضم تفاحتين ، وقالت اذكر فى تلك الليلة نمت دون ان استنشق البنزين وحلمت اني اجلس فوق كرسي داخل غرفة مضاءة ومعي لوال نزاكر كتبا مدرسية ، وعندما استيقظت صباحا وجدنا انفسنا نتوسد بعضنا البعض ونفترش قطعة قماش متسخة كان لوال يغسل بها العربات ، صرخت : وانجا .. وانجا ...... وانجا
قال رجلٌ اليف
وانجا اغنية العذوبة والامتزاج ، قالها وغاب في طقس سنبلي خاص كان قد اعدته وانجا بصيغة منتهى الرقص والمفاجآت
إحتمالات متعددة لقراءة دفتر المساء في إطار اغنية التآلف:
إحتمال اول
عندما تساوي ضفائرك قمرًا في سمائي ... وعندما تصير سمائي قميص نومك يتفتق ليلنا عن وردة بيضاء .. تصير الوردة إضاءة كاملة للحلم . وتبين تلك التفاصيل التي جمعتنا معا وترفرف فوقنا اجنحة كثيرة لنشيد واحد ، لماذا لا نسميه نشيد التجانس؟
إحتمال ثاني
عندما يكون التجانس رحلة الجينات في الجسد والطفولة والحقل والاغنية ، ويبدأ نشيد الخلق مساره الاليف ، حينها نصنع فاكهة شديدة الخصوصية ، تعالي نسميها فاكهة التحولات
احتمال ثالث:
سبق وان قلت لك شفاهة ذات مساء فهطل علي شعرك واحتلتني رائحتك اسبوعُا من الزنجبيل ، لذا سأدوزن نفسي بالقهوة وبعض اسمائك
اعلم يا وانجا ان اسمك يعادل اغنية بكاملها ،
اسميكي نحلة لقلبي ورحيق لنهايات الفصول .
ارى فيكي ملامح الذاهبين لجني القطن ،
اسمع منك شاشاي العائدين من قطف الطماطم واللوبيا
وانجا : إمرأة الحقل المرسولة الي دمي ، الاغنيات .. الارض.. الوعي.. علاقة عشق من إنتاج الانثى والفقراء وانجا وردة حلمي البيضاء
نوار وانجا او الفواح الذي فضح الحديقة ليلا:
للحدائق ثرثرتها اوان انحيازها للساحات
للمنازل العادية حب الحياة والمعارضة ورائحة الغد
ولي آهـ يا وانجا موسم ثالث من خبزك الوطني ولكي ما تشائين من حرية
تحدقين!!
هل تعجبك آثار الشمس في يدي العاريتين؟
ولهى بالشوارع...
ماذا يفتنك ؟ حلمي الدائم بإقامة دولة تحترم الانسان ؟ أم اخباري المنثورة بين اللوز والطرقات ؟
لي اخبار كثيرة يا وانجا لم افصح عنها بعد
ولا يعلم مداها غير الحقل - ولي ما يفتنني
تفتنني خيوط الصباح التي تشبه خيوط مغزلك
يفتنني مغزلك وهذا القميص لك
سرُا تفتنني عذوبتك , نوار لوزك وعطرك الخلاسي الفصيح
آهـ يا وانجا ما يجعل لعطرك خصوصية اينما تكونين يدلني عليك
وانجا لو لطمت الدهشة جهازك العصبي هل ترتعشين ؟
ربما ارتعش انا بالاف الحكايا والاقمار
اقتربي .. الشوارع لغة تواصلنا لهذا العالم لاني أخبئ فيها حكاية افترضتها من السهولة والمطر ،
عندما تتجه اصابعك الشهية نحوي ، اصابعك الشهية كحبات المانجو ..واركض صوب النهر
هل تحبين النهر الى هذا الحد ؟
النهر مارس الضفاف وابريل الحقول ، وصديقي الشخصي
ادعوك ان نمشي قليلا على الضفاف ونحكي ، تحكين
هل تعبت من الحكي ؟ ضعي راسك على كتفي ، صدرك على لوني ، بعضك على بعضي ، آهـ يا وانجا كم انا فرح بك وممتلئ بصوتك
اذكر تلك الجلسة على الضفة اليسرى والنهر يهدى الضفة قصائده العنيفة ، اذكر حوارنا حول الدين والجنس والصراع ال......
قلت لك اشياء واشياء ، صرختي بإنفعال اذن لماذا الصمت ؟
آه يا وانجا عندما ينفذ الفقراء الى جوهر المسالة
يومها سنعيد هذا النقاش بحساسية اقل وربما اثناء حفل شاي عائلي ، ساعتها حياض كثيرة اخضرت في افقي ونمت فيها ورودك الجريئة ....
ما يحيرني حقا لماذا تاخرتي كل هذه الاعوام
إني انتظرتك في درب الساسريب
غنيتك في صحراء بيوضة
بحثت عنك في نهر السوباط
حلمتك في الخرطوم على انغام السلم الخماسي
تصنت وقع خطاك منذ الميلاد وانا انتظرك شاهرًا نجومي الزرقاء
ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت ، لماذا تاخرتي ؟ هل اعترضت طريقك الخوذة , العمامات ,الصناديق ؟
الى الجحيم كل الرموز التي تباعد بيني وبينك
قالت تزوجني ...
مجنونة انتي بالطمي والبزور والفأس والفوانيس ،، يالك من إمرأة واضحة كالهواء الطلق وجميلة كحمامة بيضاء
وانجا لماذا تريدي ان تفضحي الشمس والسنابك باكرا وتربكيني ، عليكي اللعنة وعاصفة الطبول وساعدي الاسمر وهذا النشيد
الان اعلن خطبتي منك
اخطبك من حلمك المسائي ، ومن ذاكرة الاطفال ، ومن مواعيد الطلق الجديدة ، اخطبك من سهرة الاصدقاء ، وقميصك القطني واصابع الفجر ونداءات الحقول ،
هي الحقول يا وانجا مشطت شعرك وعلمتنا الغناء ، هي الحقول منذ البزرة الاولى ولم تفطمنا عن العشق ، هي الحقول دوزنتنا ولقنتنا اول درس عن الجمال والحرية والقمح والماء
وخلف الحقول بحثنا كثيرا عن افق يلائم شكل الحرية آه يا وانجا كنا طليقين ومدججين بالاسئلة والركض الجميل ، والعصافير
العصافير وحدها لا تكفي للغناء
والاوتار وحدها لا تكفي للعزف
أغنيكي وادخر ما تبقى من صوتي للمظاهرة القادمة
السواعد للوطن
الملامح للاطفال
وما تبقى من جسدي ادخره لممارسة الفرح الاتي
هل تجيدين ممارسة الحرية ؟
اعلم ذلك
هل تذهبين معها بعيدُا ؟
هل تشاركين في مؤامرة ضدك ؟
هل تعدين وليمة من اجلنا ؟
اعلم كل ذلك
اذن لم يبق إلا التفاوض حول ميقات الاندلاع
مالم يصرح به الرجل الاليف في طقس وانجا :
صباح الخير قريتي الجميلة وانجا
صباح الخير للأزقة التي ادت بك الى شوارع المدينة ، صباح الخير للازهار التي تبعثك برائحتها
شكرًا لثقافة الهامش وذاكرة الشعوب
شكرا للأنتفاضات .. والاصدقاء.. واليسار الجديد
شكرا لمعارض كلية الفنون الجميلة ونادي السينما والمكتبات
على مماشي هذا الوطن التقينا انتحينا جانبا وتعانقنا كثيرا ، وشممتك كقرنفلة
يالله نفس الحلم الذي راودني وعيا .. نفس الملامح .. الحقيبة اليدوية .. قصاصات النهر .. كراسة الحقل .. وهواجس الانسان الجديد
سبحانك إمراة فارعة كالنجمة .. رائعة الجدل والضحكات ، صادحة الفكرة والخطوات
تنتمي لقبيلة النساء الجميلات :
رابحة ، سهى ، منيلا ، ( ويني مانديلا ) ، والنشيد يتدلى
بيدها تقشر البصل ، وتكنس الاحزان عن رواكيبنا ، وتنثر الحب ليمام الحي ،
بيدها تحمل الطبشور ، وتوزع الماء في الجداول ، والحليب للصغار ، بذات اليد تعشق ، وتنسخ البيان ، وتخيط ملابسها ، وتبتكر افراحها اليومية ،
في طفولتها لعبت هودنا يا هودنا ... في زمن السرية غنت سودنا يا سودنا ، في انتفاضة الخبز كانت من طليعة النساء اللائي غنن فوق فوق سودانا فوق
بين الاغنية والاغنية رمت مواعيدها وغابت في الفرح الجماعي ،
آهـ ياوانجا ما اجملك
تدخلين الان بطين القلب ، تتوغلين اقصى الذاكرة والمعيش اليومي ، رويدا رويدا تهّربين الفرح الى عاصمة جسدي ، وقرآه تنتشر التفاصيل في الخلايا ، ينتشر عشب سريع النمو على عتبة الباب
ها اهلا وانجا
يزدهي لون الجدار .. ورسومات ناجي العلي .. ووجه تلك الطفلة النوبية .. الكراسة .. المنضدة .. آلة التسجيل .. اشرطة الشعر .. كتاب التشريح .. مفكرة العام الجديد .. والملابس القليلة .. وكل التفصيلات الاخرى
تأخذ اناقتها من توهجك المستمر
وتستمـــــــــــــــــــــــر
اسئلة سقطت سهوا :
هل تاملتي بسمة الموناليزا ؟
تأملتٌ البسمة التي فاض بها وجه محمود
هل تحبين الياسمين ؟
احب السنابل اكثر
هل تقرأين راتب الإمام ؟
اقرأ ما يكتبه اطفال المدارس على الحيطان
ماذا يقول لكي الشتاء ؟
دع عنك الاسئلة وهذا المكر الجميل .. وتهيأ فأنا قصيدة دافئة
ايوب مصطفى
أيوب مصطفى
إضاءة اولى
الى جوي إمراة تتسع كما الحقل
والى فلاح مثقف يقرأ ذاكرة الكراكات ويعرف اسرار الحقل
إضاءة ثانية
الى ميري .. عاملة الغزل والنسيج والفرح
إضاءة ثالثة
الى غفاري ..رامبو.. درويش.. واخرين إحتفاءُا بشجيرات مازالت تثمر
إضاءة خاصة
الى سارا .. ننو.. موزي .. شموس . اطفال تعلمت منهم ان اجمل الاعوام آتيه
إعترافات سرية فيما فعله صوت وانجا نهارُا
أقرّ انا الموقع على الهديل الاتي بأن تسكن كل الحمامات التي عشقتها تسريحة وانجا . وان تؤل نصف نجومي الزرقاء الى لونها الريفي البهيج ، والنصف الاخر نشيد به قرية بين الاصابع واللغة ، وان ينتسب نهري الوحيد لصوتها
قالت شجرة :
عندما غنت وانجا تشربت عروقي صوتها ، احسست بالثمر واعدت اكتشاف الماء ، الماء: اول عاشقة تجتاح روحي وتكتشف مزاج جسدي وتعلمني احاديث النساء لذا الماء رسولي الدائم لكي يا وانجا.. كل قطرة منها نواة لخلق جديد
قالت طفلة مشردة :
عندما وضعت وانجا راحتها على كتفي غمرني الدفئ وطربتٌ كأني اقضم تفاحتين ، وقالت اذكر فى تلك الليلة نمت دون ان استنشق البنزين وحلمت اني اجلس فوق كرسي داخل غرفة مضاءة ومعي لوال نزاكر كتبا مدرسية ، وعندما استيقظت صباحا وجدنا انفسنا نتوسد بعضنا البعض ونفترش قطعة قماش متسخة كان لوال يغسل بها العربات ، صرخت : وانجا .. وانجا ...... وانجا
قال رجلٌ اليف
وانجا اغنية العذوبة والامتزاج ، قالها وغاب في طقس سنبلي خاص كان قد اعدته وانجا بصيغة منتهى الرقص والمفاجآت
إحتمالات متعددة لقراءة دفتر المساء في إطار اغنية التآلف:
إحتمال اول
عندما تساوي ضفائرك قمرًا في سمائي ... وعندما تصير سمائي قميص نومك يتفتق ليلنا عن وردة بيضاء .. تصير الوردة إضاءة كاملة للحلم . وتبين تلك التفاصيل التي جمعتنا معا وترفرف فوقنا اجنحة كثيرة لنشيد واحد ، لماذا لا نسميه نشيد التجانس؟
إحتمال ثاني
عندما يكون التجانس رحلة الجينات في الجسد والطفولة والحقل والاغنية ، ويبدأ نشيد الخلق مساره الاليف ، حينها نصنع فاكهة شديدة الخصوصية ، تعالي نسميها فاكهة التحولات
احتمال ثالث:
سبق وان قلت لك شفاهة ذات مساء فهطل علي شعرك واحتلتني رائحتك اسبوعُا من الزنجبيل ، لذا سأدوزن نفسي بالقهوة وبعض اسمائك
اعلم يا وانجا ان اسمك يعادل اغنية بكاملها ،
اسميكي نحلة لقلبي ورحيق لنهايات الفصول .
ارى فيكي ملامح الذاهبين لجني القطن ،
اسمع منك شاشاي العائدين من قطف الطماطم واللوبيا
وانجا : إمرأة الحقل المرسولة الي دمي ، الاغنيات .. الارض.. الوعي.. علاقة عشق من إنتاج الانثى والفقراء وانجا وردة حلمي البيضاء
نوار وانجا او الفواح الذي فضح الحديقة ليلا:
للحدائق ثرثرتها اوان انحيازها للساحات
للمنازل العادية حب الحياة والمعارضة ورائحة الغد
ولي آهـ يا وانجا موسم ثالث من خبزك الوطني ولكي ما تشائين من حرية
تحدقين!!
هل تعجبك آثار الشمس في يدي العاريتين؟
ولهى بالشوارع...
ماذا يفتنك ؟ حلمي الدائم بإقامة دولة تحترم الانسان ؟ أم اخباري المنثورة بين اللوز والطرقات ؟
لي اخبار كثيرة يا وانجا لم افصح عنها بعد
ولا يعلم مداها غير الحقل - ولي ما يفتنني
تفتنني خيوط الصباح التي تشبه خيوط مغزلك
يفتنني مغزلك وهذا القميص لك
سرُا تفتنني عذوبتك , نوار لوزك وعطرك الخلاسي الفصيح
آهـ يا وانجا ما يجعل لعطرك خصوصية اينما تكونين يدلني عليك
وانجا لو لطمت الدهشة جهازك العصبي هل ترتعشين ؟
ربما ارتعش انا بالاف الحكايا والاقمار
اقتربي .. الشوارع لغة تواصلنا لهذا العالم لاني أخبئ فيها حكاية افترضتها من السهولة والمطر ،
عندما تتجه اصابعك الشهية نحوي ، اصابعك الشهية كحبات المانجو ..واركض صوب النهر
هل تحبين النهر الى هذا الحد ؟
النهر مارس الضفاف وابريل الحقول ، وصديقي الشخصي
ادعوك ان نمشي قليلا على الضفاف ونحكي ، تحكين
هل تعبت من الحكي ؟ ضعي راسك على كتفي ، صدرك على لوني ، بعضك على بعضي ، آهـ يا وانجا كم انا فرح بك وممتلئ بصوتك
اذكر تلك الجلسة على الضفة اليسرى والنهر يهدى الضفة قصائده العنيفة ، اذكر حوارنا حول الدين والجنس والصراع ال......
قلت لك اشياء واشياء ، صرختي بإنفعال اذن لماذا الصمت ؟
آه يا وانجا عندما ينفذ الفقراء الى جوهر المسالة
يومها سنعيد هذا النقاش بحساسية اقل وربما اثناء حفل شاي عائلي ، ساعتها حياض كثيرة اخضرت في افقي ونمت فيها ورودك الجريئة ....
ما يحيرني حقا لماذا تاخرتي كل هذه الاعوام
إني انتظرتك في درب الساسريب
غنيتك في صحراء بيوضة
بحثت عنك في نهر السوباط
حلمتك في الخرطوم على انغام السلم الخماسي
تصنت وقع خطاك منذ الميلاد وانا انتظرك شاهرًا نجومي الزرقاء
ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت ، لماذا تاخرتي ؟ هل اعترضت طريقك الخوذة , العمامات ,الصناديق ؟
الى الجحيم كل الرموز التي تباعد بيني وبينك
قالت تزوجني ...
مجنونة انتي بالطمي والبزور والفأس والفوانيس ،، يالك من إمرأة واضحة كالهواء الطلق وجميلة كحمامة بيضاء
وانجا لماذا تريدي ان تفضحي الشمس والسنابك باكرا وتربكيني ، عليكي اللعنة وعاصفة الطبول وساعدي الاسمر وهذا النشيد
الان اعلن خطبتي منك
اخطبك من حلمك المسائي ، ومن ذاكرة الاطفال ، ومن مواعيد الطلق الجديدة ، اخطبك من سهرة الاصدقاء ، وقميصك القطني واصابع الفجر ونداءات الحقول ،
هي الحقول يا وانجا مشطت شعرك وعلمتنا الغناء ، هي الحقول منذ البزرة الاولى ولم تفطمنا عن العشق ، هي الحقول دوزنتنا ولقنتنا اول درس عن الجمال والحرية والقمح والماء
وخلف الحقول بحثنا كثيرا عن افق يلائم شكل الحرية آه يا وانجا كنا طليقين ومدججين بالاسئلة والركض الجميل ، والعصافير
العصافير وحدها لا تكفي للغناء
والاوتار وحدها لا تكفي للعزف
أغنيكي وادخر ما تبقى من صوتي للمظاهرة القادمة
السواعد للوطن
الملامح للاطفال
وما تبقى من جسدي ادخره لممارسة الفرح الاتي
هل تجيدين ممارسة الحرية ؟
اعلم ذلك
هل تذهبين معها بعيدُا ؟
هل تشاركين في مؤامرة ضدك ؟
هل تعدين وليمة من اجلنا ؟
اعلم كل ذلك
اذن لم يبق إلا التفاوض حول ميقات الاندلاع
مالم يصرح به الرجل الاليف في طقس وانجا :
صباح الخير قريتي الجميلة وانجا
صباح الخير للأزقة التي ادت بك الى شوارع المدينة ، صباح الخير للازهار التي تبعثك برائحتها
شكرًا لثقافة الهامش وذاكرة الشعوب
شكرا للأنتفاضات .. والاصدقاء.. واليسار الجديد
شكرا لمعارض كلية الفنون الجميلة ونادي السينما والمكتبات
على مماشي هذا الوطن التقينا انتحينا جانبا وتعانقنا كثيرا ، وشممتك كقرنفلة
يالله نفس الحلم الذي راودني وعيا .. نفس الملامح .. الحقيبة اليدوية .. قصاصات النهر .. كراسة الحقل .. وهواجس الانسان الجديد
سبحانك إمراة فارعة كالنجمة .. رائعة الجدل والضحكات ، صادحة الفكرة والخطوات
تنتمي لقبيلة النساء الجميلات :
رابحة ، سهى ، منيلا ، ( ويني مانديلا ) ، والنشيد يتدلى
بيدها تقشر البصل ، وتكنس الاحزان عن رواكيبنا ، وتنثر الحب ليمام الحي ،
بيدها تحمل الطبشور ، وتوزع الماء في الجداول ، والحليب للصغار ، بذات اليد تعشق ، وتنسخ البيان ، وتخيط ملابسها ، وتبتكر افراحها اليومية ،
في طفولتها لعبت هودنا يا هودنا ... في زمن السرية غنت سودنا يا سودنا ، في انتفاضة الخبز كانت من طليعة النساء اللائي غنن فوق فوق سودانا فوق
بين الاغنية والاغنية رمت مواعيدها وغابت في الفرح الجماعي ،
آهـ ياوانجا ما اجملك
تدخلين الان بطين القلب ، تتوغلين اقصى الذاكرة والمعيش اليومي ، رويدا رويدا تهّربين الفرح الى عاصمة جسدي ، وقرآه تنتشر التفاصيل في الخلايا ، ينتشر عشب سريع النمو على عتبة الباب
ها اهلا وانجا
يزدهي لون الجدار .. ورسومات ناجي العلي .. ووجه تلك الطفلة النوبية .. الكراسة .. المنضدة .. آلة التسجيل .. اشرطة الشعر .. كتاب التشريح .. مفكرة العام الجديد .. والملابس القليلة .. وكل التفصيلات الاخرى
تأخذ اناقتها من توهجك المستمر
وتستمـــــــــــــــــــــــر
اسئلة سقطت سهوا :
هل تاملتي بسمة الموناليزا ؟
تأملتٌ البسمة التي فاض بها وجه محمود
هل تحبين الياسمين ؟
احب السنابل اكثر
هل تقرأين راتب الإمام ؟
اقرأ ما يكتبه اطفال المدارس على الحيطان
ماذا يقول لكي الشتاء ؟
دع عنك الاسئلة وهذا المكر الجميل .. وتهيأ فأنا قصيدة دافئة
ايوب مصطفى
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
رد: وانجا
عم(اخي) النقر موضوع رائع 0وكنت انتظر هذه المشاركة لأن الابداع انتم رواده والتميز انتم من صنعتوه بحلاوة اقلامكم مشاركتك جميلة وابهجتني كثيراً 0ولكن لايروي ظمئنا لقراءة المذيد من حروفك
تحياتي
تحياتي
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
رد: وانجا
الاعزاء المتداخلون :
(أزهرى الحاج البشير؛محمد نوية؛حامدونا)
شكرا علي مروركم .
ايوب مصطفي شقيق الاستاذة اشراقة مصطفي من ابناء كوستي. (اشراقة) هذه لها قصة
طويلة مع الحياه ... هي الان في احدي الدول الاسكندنافية تعمل في شتي المجالات ؛ المراة
؛ البيئة وغيره .. اعتقد انها انتهت من الماجستير والدكتوراه لا اعرف بالتحديد في مجال
ولكنها بدأت عملها الاول(ست شاي) كما روت لقناة النيل الازرق...
(أزهرى الحاج البشير؛محمد نوية؛حامدونا)
شكرا علي مروركم .
ايوب مصطفي شقيق الاستاذة اشراقة مصطفي من ابناء كوستي. (اشراقة) هذه لها قصة
طويلة مع الحياه ... هي الان في احدي الدول الاسكندنافية تعمل في شتي المجالات ؛ المراة
؛ البيئة وغيره .. اعتقد انها انتهت من الماجستير والدكتوراه لا اعرف بالتحديد في مجال
ولكنها بدأت عملها الاول(ست شاي) كما روت لقناة النيل الازرق...
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
من كوستي إلى فيينا وهي تراكم الكفاح والمكافآت
وإليكم قصة د. إشراقة مصطفى حامد وهي الآن مقيمة في النمسا بفيينا:
د.اشراقة مصطفي قصة امرأة تخطت كل العقبات صانعة مجدا من الفولاذ ولدت وترعرعت بكوستي و بدأت مسيرتها فنحتت الصخر لتشق طريقها في مجتمع ادمن اسكات النساء اتخذت لدراستها الجامعية الصحافة والاعلام لتبداء مرحلة منظمة من النضال عن طريق القلم والبحث الدؤوب لذي اتخذته كألية لتحقيق طموحها في مجتمع خالي من كل انواع التبعية هاجرت الي النمسا فبعدت مكاناً عن السودان ولكنها اقرب ما يكون الي مشاكله ومعاناة الانسان فيه لتواصل رسالتها عبر تعريف الغرب بنا وبحضاراتنا وثقافاتنا فكانت رسالة الماجستير فى {الوعى البيئى لدى المرأة السودانية من خلال جهاز الراديو} من جامعة فيينا-كلية الاعلام ونالت الدكتوراة عبر بحث بعنوان {مراحل تعزيز المرأة السوداء بفيينا} والذى اعتبرته اللجنة فى غاية الاهمية ليس كبحث علمى وانما كاساس يوضح اوضاع النساء من اصل أفريقى .
(إشراقة مصطفى تتسلم جائزتها في فيينا)
الخرطوم: شذى مصطفى
لم تكن إشراقة مصطفى تعلم أن القصة التي كانت في مكتبة أبيها، وأخذت تعيد قراءتها مرة تلو الأخرى، وهي ما زالت طفلة صغيرة بمدينة كوستي وسط السودان، ستعيش جزءاً من احداثها باللحم الحي. فالقصة عن فتاة نمساوية تحارب وتناضل لأجل وطنها، وإشراقة ستحملها الظروف إلى النمسا لتناضل وتكافح من أجل حياة أفضل لآلاف المهاجرين هناك، وتفوز بـ«جائزة الدولة للتمازج الثقافي» في فيينا، بداية أكتوبر الماضي. وما بين قراءة القصة وانتزاع الجائزة عاشت إشراقة مغامرات نضالية ومعرفية يمكن أن يقال بأنها استثنائية.
عند خروجها من السودان بداية التسعينات، كانت إشراقة مصطفى تمثل نموذجا لملايين الشباب السودانيين المهاجرين الى الخارج، الباحثين عن حياة أفضل، وتعليم وكرامة ومساواة بعد انقسام المجتمع الى فئتين: فئة موالية للحكومة تحظى بكل الامتيازات وأخرى هي ما تبقى من الشعب حيث الفقر والتفرقة. كان لا بد من الهجرة بعد تخرج إشراقة من كلية الصحافة والإعلام من «جامعة أم درمان الإسلامية» وقد عانت ما عانت من ظروف اقتصادية قاسية. وكان أن اختارت النمسا للسفر، تحملها أحلامها الكبيرة للتحليق عاليا طلبا للدراسات العليا، بينما واقعها يجرها لأسفل. عملت إشراقة في النمسا، موزعة إعلانات وخادمة فى إحدى المنازل فى الفترة الصباحية لسداد رسوم دراستها التي تبدأ فى المساء، بينما هى محاصرة بأسئلة الهوية ومرارة العنصرية ومعضلة الانتماء بمختلف أشكالها. وهي المعضلة التي ستصبح مستقبلا مجال عملها ودراستها واهتمامها. ومع ذلك لم تكن إشراقة مستكينة تعاني الغربة وتئن بالشكوى، بل ساهمت فى أنشطة المجتمع الجديد. وكان أول نشاط لها هو معرض أقيم عام 1995 بعنوان «حماية البيئة لا تعرف الحدود» قدمت فيها أشعارا عن حماية البيئة بمشاركة سيدة ألمانية.
ولكن الطريق أمامها طويل وهى تصارع لتجد «الهوية الإنسانية» كما تسميها التي تحررها من القوالب الجاهزة التي كانت تجد نفسها كل حين في واحد منها. فقد كتبت: «قصتي هي قصة امرأة من بلاد بعيدة موغلة في أدغالها وفقرها وتخلفها. هكذا وجدت صورتي في مرآة الغرب!». وعندما أنشأت جمعية مع نساء عربيات فى فيينا واصدرت مجلة بعنوان «بلسم»، سألتها امرأة عربية: «وما شأنك والعرب؟! أنت تبدين كالصوماليات والإثيوبيات!». ولذلك ربما أسست بعد ذلك جمعية مع نساء أفريقيات بعنوان «وانجا». وعندما سألتها إحدى المشاركات الأفريقيات عما يعني الاسم أجابتها: هو اسم بطل لرواية عربية. فردت عليها السيدة الأفريقية «أنت عربية وما شأنك بالأفريقيات. لا نريد عربا معنا». اما أهل النمسا فيرون فيها مواطنة عربية من شمال السودان، يقع عليها وزر الحرب الأهلية ضد الجنوبيين المسيحيين. ومواجهة أخرى انتظرتها مع مواطن سوداني جنوبي استجار منها بالمسؤولين النمساويين فى إحدى جلسات المحكمة العليا باعتبارها شمالية عربية مسلمة، ستشي به للحكومة السودانية.
انه سؤال الهوية الذي يعيشه ويعانيه كل السودانيين، حين يتبرأ منهم العرب بسبب اللون، ويلفظهم الأفارقة بسبب اللغة والثقافة العربية، ما دفع بجيل الستينات من المثقفين بالمناداة بما يعرف «بالسودانوية»، باعتبارها مفهوما ثقافيا إثنيا مختلفا. ولكن أنّى لإشراقة مصطفى تبني السودانوية، وشرحها فى تلك البلاد البعيدة؟ فكان أن وجدت ضالتها مع الجيل الثاني من المهاجرين الذين يمثلون نموذجا مصغرا للسودانيين.
كمسلمة كانت إشراقة تتوقع أن تجد تعاونا من النساء التركيات المسلمات عند تأسيس جمعية نسوية، ولكنهن كن معها فى حال لا تحسد عليها، بينما النساء الصربيات اللواتي نمطتهن السياسة المتأججة فى منتصف التسعينات، إبان حرب البلقان كن خير عون لها. وما وجدته من عراقيل ومعوقات من النساء أكثر مما وجدته من الرجال، وإن كانت تظن أن الجندرة تمثل سندا لها في خضم كل تلك التعقيدات. كانت إشراقة تحاول أن تلملم ذاتها أمام شظايا مرآة الهوية المتكسرة، وتسبح محاولة أن تصل الى بر الإنسانية العذراء الذي بدا قصيا جدا.
وما كادت تخرج من تلك القوالب حتى سقطت في حفرة التمييز على مستوى ثان، فكان الاضطهاد الذي لاحظته بسبب حجاب النساء المسلمات، وما يعنيه للغربيين من عبودية وانغلاق. ثم مسألة الختان وما تتعرض له المهاجرات من ازدراء وتعال بسببه فى المستشفيات، ثم ملاحظتها لمحاولة تسريب الثقافة الأوروبية بقوة إلى داخل الأسر الأفريقية والعربية المهاجرة، بحيث أن أقل شجار يقع بين الزوجين المهاجرين تأخذ المؤسسات الاجتماعية في حث المرأة بالذهاب الى المحكمة لطلب الطلاق، حتى ولو لم تكن المرأة مقتنعة به. تلك الجمعيات تهدف إلى الطلاق وتشجعه بالدرجة الأولى، بغرض تحرير نساء العالم الثالث من قيودهن الثقافية القديمة. وقد علّقت أمامها امرأة نمساوية قائلة «أنت كامرأة اكتسبت هذه القوة بسبب العيش بيننا، وإلا لكنت ستعانين القهر طيلة حياتك بسبب ثقافتك الأولى!».
ونظرا لعملها الاجتماعي ودراساتها العديدة التي قامت بها عن وضع المرأة الأفريقية والعربية المهاجرة والقضايا التي تواجهها من تعليم وسكن ولغة، وما عايشته من أزمات في واقعها اليومي، منذ أن وصلت أرض النمسا، فازت إشراقة بجائزة المرأة الفاعلة من الحركة النسائية الكاثوليكية عام 1997، ثم أعدت رسالتها لنيل الدكتوراه في العام 2001 بعنوان «تسييس الهوية للنساء المهاجرات»، لتعمل بعدها محاضرة بجامعة فيينا بكلية العلوم السياسية.
أما ولوج إشراقة مصطفى مجال الكتابة التي لم تكن جديدة عليها باعتبارها خريجة كلية الصحافة، فقد كانت مكان تنفيس عن صراعاتها الداخلية مع الهوية والتنميط كامرأة مهاجرة في مجتمع جديد. فهي لم تكن تتعامل مع الكتابة الإبداعية بجدية كما تقول، ولكن لتعزيز وجودها الإنساني وتماسكها الروحاني. وعندما قامت بطباعة مؤلفها الأول، وهو رواية بعنوان «ثلاثة وجوه مفرحة تتجاوز الحدود» عام 2002 تتناول جوانب من حياة النساء المهاجرات، فازت الرواية بجائزة «ليبولد إشتيرن» الأدبية. ولم تكن تتوقع أن تلقى تلك الحفاوة من الشعب النمساوي الذي يعيش في أبراجه العاجية ونادرا ما يهتم بمعاناة الآلاف المهاجرين في بلاده، مما حدا برئيسة البرلمان النمساوي أن تستدعيها لتسألها «ماذا فعلتن فى الهجرة وماذا استفدتن منها؟»، ثم بدأ الإعلام يسألها «ومتى الكتاب الثاني؟ وماذا تعدين من مشاريع للمستقبل؟»، فوجدت أنها ملتزمة أمام جمهور ولا مناص لها من الكتابة الاحترافية، فأخرجت ديوان شعر باسم «ومع ذلك أغني» باللغة الألمانية التي أجادتها، واختير الديوان ضمن أفضل 15 كتابا صدر بفيينا للعام 2003. كما اصدرت ديوانين بالعربية وهما «ذاكرة المطر» و«لعنة الحنين» وترجما الى الألمانية. وشاركت إشراقة فى معرض كتب لايبزغ باسم وطنها الأول السودان، وأسست بعدها مع نساء نمساويات جمعية باسم «أنثى الأنهار»، ترمز لنهري الدانوب والنيل والخصب الذي يتجاوز اللون والعرق واللغة والدين. وأقامت ندوات بمشاركة جامعة قطر بعنوان «نحن والآخر»، وبعدها زارت قرى أسيوط بمصر بمعية أعضاء الجمعية لمحاولة النهوض بالمرأة الريفية التى تتشابه معاناتها مع النساء الريفيات فى كل مكان. وشاركت فى الكثير من الأنشطة الاجتماعية التي تمتزج ببعدها الثقافي لتنال بعدها جائزة الدولة للاندماج الثقافي بالنمسا عام 2007.
(منقول)
د.اشراقة مصطفي قصة امرأة تخطت كل العقبات صانعة مجدا من الفولاذ ولدت وترعرعت بكوستي و بدأت مسيرتها فنحتت الصخر لتشق طريقها في مجتمع ادمن اسكات النساء اتخذت لدراستها الجامعية الصحافة والاعلام لتبداء مرحلة منظمة من النضال عن طريق القلم والبحث الدؤوب لذي اتخذته كألية لتحقيق طموحها في مجتمع خالي من كل انواع التبعية هاجرت الي النمسا فبعدت مكاناً عن السودان ولكنها اقرب ما يكون الي مشاكله ومعاناة الانسان فيه لتواصل رسالتها عبر تعريف الغرب بنا وبحضاراتنا وثقافاتنا فكانت رسالة الماجستير فى {الوعى البيئى لدى المرأة السودانية من خلال جهاز الراديو} من جامعة فيينا-كلية الاعلام ونالت الدكتوراة عبر بحث بعنوان {مراحل تعزيز المرأة السوداء بفيينا} والذى اعتبرته اللجنة فى غاية الاهمية ليس كبحث علمى وانما كاساس يوضح اوضاع النساء من اصل أفريقى .
(إشراقة مصطفى تتسلم جائزتها في فيينا)
الخرطوم: شذى مصطفى
لم تكن إشراقة مصطفى تعلم أن القصة التي كانت في مكتبة أبيها، وأخذت تعيد قراءتها مرة تلو الأخرى، وهي ما زالت طفلة صغيرة بمدينة كوستي وسط السودان، ستعيش جزءاً من احداثها باللحم الحي. فالقصة عن فتاة نمساوية تحارب وتناضل لأجل وطنها، وإشراقة ستحملها الظروف إلى النمسا لتناضل وتكافح من أجل حياة أفضل لآلاف المهاجرين هناك، وتفوز بـ«جائزة الدولة للتمازج الثقافي» في فيينا، بداية أكتوبر الماضي. وما بين قراءة القصة وانتزاع الجائزة عاشت إشراقة مغامرات نضالية ومعرفية يمكن أن يقال بأنها استثنائية.
عند خروجها من السودان بداية التسعينات، كانت إشراقة مصطفى تمثل نموذجا لملايين الشباب السودانيين المهاجرين الى الخارج، الباحثين عن حياة أفضل، وتعليم وكرامة ومساواة بعد انقسام المجتمع الى فئتين: فئة موالية للحكومة تحظى بكل الامتيازات وأخرى هي ما تبقى من الشعب حيث الفقر والتفرقة. كان لا بد من الهجرة بعد تخرج إشراقة من كلية الصحافة والإعلام من «جامعة أم درمان الإسلامية» وقد عانت ما عانت من ظروف اقتصادية قاسية. وكان أن اختارت النمسا للسفر، تحملها أحلامها الكبيرة للتحليق عاليا طلبا للدراسات العليا، بينما واقعها يجرها لأسفل. عملت إشراقة في النمسا، موزعة إعلانات وخادمة فى إحدى المنازل فى الفترة الصباحية لسداد رسوم دراستها التي تبدأ فى المساء، بينما هى محاصرة بأسئلة الهوية ومرارة العنصرية ومعضلة الانتماء بمختلف أشكالها. وهي المعضلة التي ستصبح مستقبلا مجال عملها ودراستها واهتمامها. ومع ذلك لم تكن إشراقة مستكينة تعاني الغربة وتئن بالشكوى، بل ساهمت فى أنشطة المجتمع الجديد. وكان أول نشاط لها هو معرض أقيم عام 1995 بعنوان «حماية البيئة لا تعرف الحدود» قدمت فيها أشعارا عن حماية البيئة بمشاركة سيدة ألمانية.
ولكن الطريق أمامها طويل وهى تصارع لتجد «الهوية الإنسانية» كما تسميها التي تحررها من القوالب الجاهزة التي كانت تجد نفسها كل حين في واحد منها. فقد كتبت: «قصتي هي قصة امرأة من بلاد بعيدة موغلة في أدغالها وفقرها وتخلفها. هكذا وجدت صورتي في مرآة الغرب!». وعندما أنشأت جمعية مع نساء عربيات فى فيينا واصدرت مجلة بعنوان «بلسم»، سألتها امرأة عربية: «وما شأنك والعرب؟! أنت تبدين كالصوماليات والإثيوبيات!». ولذلك ربما أسست بعد ذلك جمعية مع نساء أفريقيات بعنوان «وانجا». وعندما سألتها إحدى المشاركات الأفريقيات عما يعني الاسم أجابتها: هو اسم بطل لرواية عربية. فردت عليها السيدة الأفريقية «أنت عربية وما شأنك بالأفريقيات. لا نريد عربا معنا». اما أهل النمسا فيرون فيها مواطنة عربية من شمال السودان، يقع عليها وزر الحرب الأهلية ضد الجنوبيين المسيحيين. ومواجهة أخرى انتظرتها مع مواطن سوداني جنوبي استجار منها بالمسؤولين النمساويين فى إحدى جلسات المحكمة العليا باعتبارها شمالية عربية مسلمة، ستشي به للحكومة السودانية.
انه سؤال الهوية الذي يعيشه ويعانيه كل السودانيين، حين يتبرأ منهم العرب بسبب اللون، ويلفظهم الأفارقة بسبب اللغة والثقافة العربية، ما دفع بجيل الستينات من المثقفين بالمناداة بما يعرف «بالسودانوية»، باعتبارها مفهوما ثقافيا إثنيا مختلفا. ولكن أنّى لإشراقة مصطفى تبني السودانوية، وشرحها فى تلك البلاد البعيدة؟ فكان أن وجدت ضالتها مع الجيل الثاني من المهاجرين الذين يمثلون نموذجا مصغرا للسودانيين.
كمسلمة كانت إشراقة تتوقع أن تجد تعاونا من النساء التركيات المسلمات عند تأسيس جمعية نسوية، ولكنهن كن معها فى حال لا تحسد عليها، بينما النساء الصربيات اللواتي نمطتهن السياسة المتأججة فى منتصف التسعينات، إبان حرب البلقان كن خير عون لها. وما وجدته من عراقيل ومعوقات من النساء أكثر مما وجدته من الرجال، وإن كانت تظن أن الجندرة تمثل سندا لها في خضم كل تلك التعقيدات. كانت إشراقة تحاول أن تلملم ذاتها أمام شظايا مرآة الهوية المتكسرة، وتسبح محاولة أن تصل الى بر الإنسانية العذراء الذي بدا قصيا جدا.
وما كادت تخرج من تلك القوالب حتى سقطت في حفرة التمييز على مستوى ثان، فكان الاضطهاد الذي لاحظته بسبب حجاب النساء المسلمات، وما يعنيه للغربيين من عبودية وانغلاق. ثم مسألة الختان وما تتعرض له المهاجرات من ازدراء وتعال بسببه فى المستشفيات، ثم ملاحظتها لمحاولة تسريب الثقافة الأوروبية بقوة إلى داخل الأسر الأفريقية والعربية المهاجرة، بحيث أن أقل شجار يقع بين الزوجين المهاجرين تأخذ المؤسسات الاجتماعية في حث المرأة بالذهاب الى المحكمة لطلب الطلاق، حتى ولو لم تكن المرأة مقتنعة به. تلك الجمعيات تهدف إلى الطلاق وتشجعه بالدرجة الأولى، بغرض تحرير نساء العالم الثالث من قيودهن الثقافية القديمة. وقد علّقت أمامها امرأة نمساوية قائلة «أنت كامرأة اكتسبت هذه القوة بسبب العيش بيننا، وإلا لكنت ستعانين القهر طيلة حياتك بسبب ثقافتك الأولى!».
ونظرا لعملها الاجتماعي ودراساتها العديدة التي قامت بها عن وضع المرأة الأفريقية والعربية المهاجرة والقضايا التي تواجهها من تعليم وسكن ولغة، وما عايشته من أزمات في واقعها اليومي، منذ أن وصلت أرض النمسا، فازت إشراقة بجائزة المرأة الفاعلة من الحركة النسائية الكاثوليكية عام 1997، ثم أعدت رسالتها لنيل الدكتوراه في العام 2001 بعنوان «تسييس الهوية للنساء المهاجرات»، لتعمل بعدها محاضرة بجامعة فيينا بكلية العلوم السياسية.
أما ولوج إشراقة مصطفى مجال الكتابة التي لم تكن جديدة عليها باعتبارها خريجة كلية الصحافة، فقد كانت مكان تنفيس عن صراعاتها الداخلية مع الهوية والتنميط كامرأة مهاجرة في مجتمع جديد. فهي لم تكن تتعامل مع الكتابة الإبداعية بجدية كما تقول، ولكن لتعزيز وجودها الإنساني وتماسكها الروحاني. وعندما قامت بطباعة مؤلفها الأول، وهو رواية بعنوان «ثلاثة وجوه مفرحة تتجاوز الحدود» عام 2002 تتناول جوانب من حياة النساء المهاجرات، فازت الرواية بجائزة «ليبولد إشتيرن» الأدبية. ولم تكن تتوقع أن تلقى تلك الحفاوة من الشعب النمساوي الذي يعيش في أبراجه العاجية ونادرا ما يهتم بمعاناة الآلاف المهاجرين في بلاده، مما حدا برئيسة البرلمان النمساوي أن تستدعيها لتسألها «ماذا فعلتن فى الهجرة وماذا استفدتن منها؟»، ثم بدأ الإعلام يسألها «ومتى الكتاب الثاني؟ وماذا تعدين من مشاريع للمستقبل؟»، فوجدت أنها ملتزمة أمام جمهور ولا مناص لها من الكتابة الاحترافية، فأخرجت ديوان شعر باسم «ومع ذلك أغني» باللغة الألمانية التي أجادتها، واختير الديوان ضمن أفضل 15 كتابا صدر بفيينا للعام 2003. كما اصدرت ديوانين بالعربية وهما «ذاكرة المطر» و«لعنة الحنين» وترجما الى الألمانية. وشاركت إشراقة فى معرض كتب لايبزغ باسم وطنها الأول السودان، وأسست بعدها مع نساء نمساويات جمعية باسم «أنثى الأنهار»، ترمز لنهري الدانوب والنيل والخصب الذي يتجاوز اللون والعرق واللغة والدين. وأقامت ندوات بمشاركة جامعة قطر بعنوان «نحن والآخر»، وبعدها زارت قرى أسيوط بمصر بمعية أعضاء الجمعية لمحاولة النهوض بالمرأة الريفية التى تتشابه معاناتها مع النساء الريفيات فى كل مكان. وشاركت فى الكثير من الأنشطة الاجتماعية التي تمتزج ببعدها الثقافي لتنال بعدها جائزة الدولة للاندماج الثقافي بالنمسا عام 2007.
(منقول)
اشرف بشرى إدريس- مبدع مميز
- قمة الاحترام والتقدير-
عارف يا اشرف انا معجب بنضال الزوله بطريقة غريبة ؛ بتديني دافع قوي بأن لا استكين
للمصائب والمحن .
لك الفرح وحزمة امنيات .
للمصائب والمحن .
لك الفرح وحزمة امنيات .
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
الاشراقة
الاشرف/ لك التحية
فعلا هى منارة سودانية من رحم الغبش(وعلى بنات حواء السودان ان تكون اشراقة-اشراقة- لهن)
فعلا هى منارة سودانية من رحم الغبش(وعلى بنات حواء السودان ان تكون اشراقة-اشراقة- لهن)
حامدونا- نشط ثلاثة نجوم
شاهدت تلك الحلقة فى تلفزيون النيل الأزرق
كيف حصلت على قيمة التذكرة ومعاها شوية دولارات ، قصة أغرب من الخيال
وقديما قالوا
بقدر الكد تكتسب المعالى ...... نموذج فريد للطموح المشروع ... تحية إعجاب لها ولأخيها صاحب القلم السيّال ،أتمنى أن يجد الرعاية والتشجيع.
وقديما قالوا
بقدر الكد تكتسب المعالى ...... نموذج فريد للطموح المشروع ... تحية إعجاب لها ولأخيها صاحب القلم السيّال ،أتمنى أن يجد الرعاية والتشجيع.
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: وانجا
شكرا يا ازهري للتذكير .
مع انشغالنا بكفاح اشراقة نسينا ابداع اخيها ايوب !!
مع انشغالنا بكفاح اشراقة نسينا ابداع اخيها ايوب !!
ود المحلج- مشرف المنتدى العام
رد: وانجا
شكرا اخي اشرف وفعلا هي اشراقة من اشراقات حواء السودان وهم كثر حقيقة وبدون اي حساسية فقد تفوقت المرأة السودانية في كثير من المجالات وهذه مفخرة لنا جميعا وهم اخواتنا وبناتنا والمراة السودانية رائدة في كثير من المجالات علي المستوي العربي والافريقي وهنا اتذكر اللقاء الذي اجراه احمد منصور علي قناة الجزيرة مع جيهان السادات وعندما سالها عن النشاط النسوي في مصر قالت نحن استعنا واستفدنا من تجربة المراة السودانية فما كان من احمد منصور الا ان يسخر ويقول يعني اصلوا السودان امريكا واصرت جيهان السادات علي كلامها وقد انتقدت احمد منصور علي ذلك واعتذر وهذا هو حال اخوانا العرب لايعرفون عن السودان الا الحروب
حيدر خليل محمداحمد- نشط ثلاثة نجوم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى