شئ ... وظروف .......
+2
عوض السيد ابراهيم
عثمان محمد يعقوب شاويش
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
شئ ... وظروف .......
القراءة شئ ممتع جداً .... وبسبب تطورات التكنلوجيا فقد توقف عنها الكثير منا ....
ولكن عزيزي وعزيزتي إليك : قصة بنت ....
22 )
:: صـــــوت الألــــــم ::
أعيش حياة مؤلمة، نعم هذه هي الحقيقة بلا تزييف، من لا يقدر على سماع صوت المتألمين وحكاياتهم التي تملأ الدنيا، لا يمكنه متابعة حكايتي، ومن يريد أن يطلع على معاناة الآخرين ويتفاعل معها إنسانياً، فهو بالتأكيد سيرسل لي شحنات من التعاطف، خصوصاً إن كان فقيراً مثلي، أما إن كان من النوع الذي لا يستطيع أن يشعر بغيره، أو من النوع الذي لا يستطيع التصديق بأنه في كل بقعة من بقاع العالم، حتى وإن كان أهلها من الأغنياء، فإنه يوجد أيضاً فقراء ومتألمون بسبب الحاجة، نعم هذه هي الحقيقة التي لا يغفلها أحد، فلا يوجد مجتمع غني بشكل مطلق، فقد جعل الله سبحانه الناس درجات، كنوع من الابتلاء والاختبار، الفقير يختبره بصبره، والغني يختبره بقدرته على العطاء والإحساس بمن حوله. يمكنني القول إنني من الفئة الأولى، من الناس الفقراء المبتلين بالحاجة لغيرهم، وهي من الأمور الصعبة التي لا تتقبلها النفس بسهولة. أحمد ربي على كل حال، وما كتبت حكايتي إلا لحاجتي لتلك الشحنات الإنسانية التي تشعرني بأن هناك من يشاركني حالة الألم التي أعيشها. بلا مبالغة، يمكنني القول إن حياتي مليئة بالشقاء منذ طفولتي وحتى هذه اللحظة، لازالت المعاناة تلف حياتي بغلافها القاتم، وتترك أثرها السيء على نفسيتي. أبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً، ولكن من ينظر إلي يتصور أنني قد تجاوزت الأربعين من العمر، وجه متعب وجسد مهدود لكثرة ما عانيته في هذه الحياة العجيبة. والدي رجل بسيط وفقير، هجمت عليه الأمراض بعد أن تقدمت به السن، وهو معتمد على راتب الشؤون في إعالة أسرتنا الكبيرة، أمنا ونحن بناته السبع وولد وحيد، اثنتان من البنات تزوجتا هرباً من دائرة الفقر، أنا البنت الثالثة في الأسرة، تأتي من بعدي ابنتان مصابتان بإعاقة ذهنية، مما يشكل عبئاً إضافياً على هذه الأسرة، أما البنتان الأخيرتان، فهما تدرسان في المرحلة الثانوية، أما الولد الوحيد والذي ختم سلسلة الإنجاب في أسرتنا، فهو مازال طالباً يدرس في المرحلة الإعدادية. كل هذا العدد في الأسرة، ولا دخل لنا سوى معاش الشؤون، وعلى الرغم من أن البيت الذي نسكنه قديم ومتهالك ويحتاج إلى الصيانة والترميم، إلا إنه وقانا من معاناة دفع الإيجار ومشاكله، فكلما سمعنا عن مشاكل الناس الذين لا يتملكون بيوتاً، فإننا نحمد ربنا لوجود هذا الجحر البسيط الذي يسترنا.
طفولة شقية
على الرغم من ظروفنا المادية الصعبة، إلا أنني كنت حريصة على الدراسة، ولم أترك الوضع المادي عائقاً بيني وبين المذاكرة، فعلى الرغم من شعوري الكبير بالنقص عندما أقارن بيني وبين زميلاتي في المدرسة، فأجدهن يلبسن الملابس الجديدة، ويملكن الدراهم لشراء الحلويات والمأكولات والعصائر من مقصف المدرسة، وأنا أتفرج عليهن متظاهرة بعدم المبالاة، أحاول إخفاء جوعي، ورغبتي في أن أكون مثلهن، وكنت أحلم بأنني أملك المال لشراء الملابس الجديدة والحلويات اللذيذة، كنت على الرغم من شعوري بالجوع، أرفض أن آخذ أي شيء تقدمه لي الصديقات كي لا يظهر جوعي ولهفتي على الطعام فيسخرن مني ويستهزئن بي من وراء ظهري، على الرغم من كل تلك المعاناة، إلا أنني لم أفكر في ترك الدراسة كما فعلت أختاي من قبل، فقد قررنا عدم مواصلة الدراسة بسبب الشعور بالنقص وأنهن أقل من الأخريات من أقرانهن. الله وحده يعلم كيف يتأذى الإنسان الفقير عندما يجد نفسه الوحيد الذي يختلف عن كل من حوله وأنه وحده يعيش بشكل آخر غير الجميع، خصوصاً الصغار في السن، فهم لا يستوعبون لماذا هم ليسوا كغيرهم!! ولماذا هم محرومون من أشياء كثيرة يتمتع بها الأطفال الآخرون من حولهم!! كنت على الرغم من صغر سني مضطرة للاعتماد على نفسي، أغسل ثيابي وأكويها وأساعد أمي في إعداد الطعام، فلم يكن بالإمكان إحضار خادمة، وقد كانت هذه هي إحدى العقد التي عانينا منها، فالكل يستغرب منا!! هل يعقل أن لا توجد لديكم خادمة؟ كنت أجد بعض زميلاتي في المدرسة وكل واحدة منهن ترافقها الخادمة وهي تحمل حقيبتها المدرسية إلى داخل الفصل، والسائق ينتظرها عند الباب، بينما كنت مضطرة للسير على قدمي لمسافة طويلة، لأن الباص لا يوصل الطالبات اللواتي يسكن في المناطق القريبة، فكنت أحمل حقيبتي الثقيلة على ظهري وأمشي تحت أشعة الشمس الحارة، أو تحت المطر والرياح، وفي كل الظروف المناخية، دون أن أشتكي أو أتذمر. كنت أفكر باستمرار في أن وضعنا سيتغير، وإنني لن أقضي عمري كله وأنا فقيرة، وقد قررت أنني إذا حصلت على الشهادة فإنني أستطيع تحرير نفسي من دائرة الفقر، وقد قررت بيني وبين نفسي أن أواصل مشوار التعليم مهما كلفني ذلك، ولكن للأسف فإنني لم أستطع الالتزام بوعدي أمام نفسي، وغيرت خططي بشكل غير متوقع.
لعبة القدر
كان لدي ابن خالة، وهو شاب مكافح ذو شخصية جذابة ومؤثرة، يعمل بجدية وإخلاص ليعيل أهله، أمه وإخوته الأيتام، كان يعمل في الشرطة براتب لا بأس به، وهو وافد، ولكني أعجبت به وبشخصيته، ولم أتردد في الارتباط به عندما طلب يدي للزواج، نسيت كل قراراتي السابقة، ولم أفكر في ظروفه المادية، فتمت إرادة الله وتزوجنا، وبالطبع فقد سكنا في بيت أهلي كي نوفر الإيجار ونساهم في مصروف أهلي لنخفف عن والدي العبء الكبير الذي يثقله. لم يكن سهلاً مع الزواج والانشغال بالأسرة ومجيء الأطفال واحداً تلو الآخر، لم يكن سهلاً أن أستمر في الدراسة، فتركتها وأنا مرغمة بسبب تلك الظروف، كان هذا القرار هو الذي كسر طموحاتي وجعلني أعيش أفقاً ضيقاً جداً بالاعتماد على راتب زوجي البسيط، خصوصاً عندما ولدت أطفالي الثلاثة وازدادت مصاريفنا حتى ضاقت علينا الدائرة مرة أخرى وصار من الصعب تسيير الأمور المادية بشكل طبيعي، خصوصاً أن موجة الغلاء استمرت بشكل غير طبيعي في الفترة الأخيرة. وجدت أنني قد حبست نفسي بهذا الزواج داخل دائرة الفقر بشكل دائم، وأدركت أن حساباتي لم تكن مضبوطة، فقد فكرت في أن أختصر الطريق بالزواج، لأن الراتب الذي كان يحصل عليه ابن خالتي في ذلك الوقت – كان لا بأس به – وبما أنني إنسانة قنوعة، فقد اعتقدت أنه سيكفي لنعيش بشكل جيد. للأسف، كل تقديراتي كانت خطأً، فها أنذا لا أملك سوى غرفة في منزل أهلي القديم، وقد أصبحت المشاكل كثيرة، وهي تزداد يوماً بعد يوم، وقد مررت بفترات عصيبة أدت إلى شعوري بالهلاك، أيام من المعاناة والألم وأنا أرى الجميع من حولي في ظروف صعبة، ووالدي يعجز عن تلبية احتياجات الأسرة، فيساهم زوجي بما يقدر عليه، ولكن الحاجات أكبر من طاقة الاثنين، وأنا أقف حائرة وعاجزة لا أستطيع أن أفعل أي شيء للمساعدة وتحسين الأحوال، فما يكون مني إلا أن أنفرد بنفسي في غرفتي وأبكي، حتى تدهورت صحتي يوماً بعد يوم. كنت أكتم إحساسي بالقهر عن زوجي وأهلي، فلا أريد أن أزيد همومهم أو أن أثقل عليهم، خصوصاً زوجي، الذي تقع على عاتقه المسؤولية الكبرى تجاه عائلتنا وتجاه أمه وإخوته الأيتام. كان حلم مواصلة الدراسة مازال يلازمني، فحاولت العودة إلى الدراسة المسائية، ولكن عدم وجود خادمة في البيت للعناية بأطفالي أثناء غيابي، كما أن أمي قد كبرت في السن وهي غير قادرة على العناية بهم، كل ذلك منعني من مواصلة الدراسة، لذلك فقد تحطمت كل أحلامي، حلمي أن يكون لي بيت خاص بي وبأسرتي، حلمي أن يعيش أطفالي الثلاثة بطريقة أفضل مما عشته أنا، فلا يجدون أنفسهم وهم فقراء فيشعرون بالنقص والحرمان وأنهم أقل من غيرهم.
الكارثة الكبرى
فعلاً ما حدث كان كارثة حقيقية لنا، عندما مرض زوجي، في البداية كان يشتكي من آلام في البطن، وقد حاول تجاهلها والتغاضي عنها بتناول المسكنات والأعشاب البسيطة، ثم بدأ الألم بالازدياد، فاضطر للذهاب إلى العيادات، ولكنهم لم يتعرفوا على علته، استمر حاله في التدهور ولمدة سنتين، وهو يتحامل على نفسه ويحاول التغلب على وجعه، حتى غلبه المرض وأسقطه في الفراش لأسبوع كامل، لا يستطيع الذهاب إلى عمله، وهو يصرخ ويتألم بشكل يقطّع القلب، حرارته مرتفعة، وجسده مرتعش، أدخل المستشفى وأجريت له التحاليل الكاملة، فثبتت إصابته بخراج في الكبد، فأجروا له عملية مستعجلة لاستئصال الخراج فتحسنت حالته لفترة بسيطة ثم عادت للتدهور من جديد، وبالطبع فإن تردده على المستشفى، والعملية التي أجريت له، كل ذلك كلفنا مصاريف كثيرة، فضاقت علينا دائرة الفقر حتى كادت أن تخنقنا، وصارت الدنيا سوداء قاتمة أمامي، ولم أعد أعرف كيف أتصرف، أو ماذا أفعل، تفاقمت مشاكلنا وازدادت ظروفنا الصعبة قساوة، فلم نعد نملك شيئاً، ولم أعد قادرة على توفير احتياجات أطفالي، اضطررت للتردد على الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة، ثم فكرت في أن أعمل بأي وظيفة مهما كانت بسيطة كي أوفر لأولادي احتياجاتهم، خصوصاً أن زوجي قد تمت إقالته من عمله بعد مرضه وعدم قدرته على العمل، فجاءت هذه الضربة القاسية كلطمه قوية كسرت ظهورنا. اضطررت لترك أولادي عند أمي المريضة لتعتني بهم وذهبت لأعمل في مدرسة خاصة في الاستقبال براتب ثمانمئة درهم، وقلت في نفسي: إنها أفضل من لاشيء، فليس سهلاً الحصول على عمل لمن لا يملك شهادات أو خبرات، فكان عملي يخفف عني شعوري بالعجز الكامل، وإنني عاجزة عن التصرف، ولكن شعوري بالقهر يدمرني، فقد تعبت من حياتي الصعبة، ومن عدم شعوري بالأمان والاستقرار، ومن خوفي على زوجي وأولادي، ومن الشقاء المستمر الذي يعيشونه، ولكن ليس بيدي فعل شيء، أيام صعبة وقاسية تمر علينا، زوجي يحتاج للأدوية والعلاج، أولادي بحاجة لأشياء كثيرة، ملابس، طعام، احتياجات المدارس، وأنا لا أدري ماذا أفعل وكيف أتصرف، فلاشيء أمامي سوى النواح على هذه السطور فلربما شعرت بعدها بشيء من الراحة.
ولكن عزيزي وعزيزتي إليك : قصة بنت ....
22 )
:: صـــــوت الألــــــم ::
أعيش حياة مؤلمة، نعم هذه هي الحقيقة بلا تزييف، من لا يقدر على سماع صوت المتألمين وحكاياتهم التي تملأ الدنيا، لا يمكنه متابعة حكايتي، ومن يريد أن يطلع على معاناة الآخرين ويتفاعل معها إنسانياً، فهو بالتأكيد سيرسل لي شحنات من التعاطف، خصوصاً إن كان فقيراً مثلي، أما إن كان من النوع الذي لا يستطيع أن يشعر بغيره، أو من النوع الذي لا يستطيع التصديق بأنه في كل بقعة من بقاع العالم، حتى وإن كان أهلها من الأغنياء، فإنه يوجد أيضاً فقراء ومتألمون بسبب الحاجة، نعم هذه هي الحقيقة التي لا يغفلها أحد، فلا يوجد مجتمع غني بشكل مطلق، فقد جعل الله سبحانه الناس درجات، كنوع من الابتلاء والاختبار، الفقير يختبره بصبره، والغني يختبره بقدرته على العطاء والإحساس بمن حوله. يمكنني القول إنني من الفئة الأولى، من الناس الفقراء المبتلين بالحاجة لغيرهم، وهي من الأمور الصعبة التي لا تتقبلها النفس بسهولة. أحمد ربي على كل حال، وما كتبت حكايتي إلا لحاجتي لتلك الشحنات الإنسانية التي تشعرني بأن هناك من يشاركني حالة الألم التي أعيشها. بلا مبالغة، يمكنني القول إن حياتي مليئة بالشقاء منذ طفولتي وحتى هذه اللحظة، لازالت المعاناة تلف حياتي بغلافها القاتم، وتترك أثرها السيء على نفسيتي. أبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً، ولكن من ينظر إلي يتصور أنني قد تجاوزت الأربعين من العمر، وجه متعب وجسد مهدود لكثرة ما عانيته في هذه الحياة العجيبة. والدي رجل بسيط وفقير، هجمت عليه الأمراض بعد أن تقدمت به السن، وهو معتمد على راتب الشؤون في إعالة أسرتنا الكبيرة، أمنا ونحن بناته السبع وولد وحيد، اثنتان من البنات تزوجتا هرباً من دائرة الفقر، أنا البنت الثالثة في الأسرة، تأتي من بعدي ابنتان مصابتان بإعاقة ذهنية، مما يشكل عبئاً إضافياً على هذه الأسرة، أما البنتان الأخيرتان، فهما تدرسان في المرحلة الثانوية، أما الولد الوحيد والذي ختم سلسلة الإنجاب في أسرتنا، فهو مازال طالباً يدرس في المرحلة الإعدادية. كل هذا العدد في الأسرة، ولا دخل لنا سوى معاش الشؤون، وعلى الرغم من أن البيت الذي نسكنه قديم ومتهالك ويحتاج إلى الصيانة والترميم، إلا إنه وقانا من معاناة دفع الإيجار ومشاكله، فكلما سمعنا عن مشاكل الناس الذين لا يتملكون بيوتاً، فإننا نحمد ربنا لوجود هذا الجحر البسيط الذي يسترنا.
طفولة شقية
على الرغم من ظروفنا المادية الصعبة، إلا أنني كنت حريصة على الدراسة، ولم أترك الوضع المادي عائقاً بيني وبين المذاكرة، فعلى الرغم من شعوري الكبير بالنقص عندما أقارن بيني وبين زميلاتي في المدرسة، فأجدهن يلبسن الملابس الجديدة، ويملكن الدراهم لشراء الحلويات والمأكولات والعصائر من مقصف المدرسة، وأنا أتفرج عليهن متظاهرة بعدم المبالاة، أحاول إخفاء جوعي، ورغبتي في أن أكون مثلهن، وكنت أحلم بأنني أملك المال لشراء الملابس الجديدة والحلويات اللذيذة، كنت على الرغم من شعوري بالجوع، أرفض أن آخذ أي شيء تقدمه لي الصديقات كي لا يظهر جوعي ولهفتي على الطعام فيسخرن مني ويستهزئن بي من وراء ظهري، على الرغم من كل تلك المعاناة، إلا أنني لم أفكر في ترك الدراسة كما فعلت أختاي من قبل، فقد قررنا عدم مواصلة الدراسة بسبب الشعور بالنقص وأنهن أقل من الأخريات من أقرانهن. الله وحده يعلم كيف يتأذى الإنسان الفقير عندما يجد نفسه الوحيد الذي يختلف عن كل من حوله وأنه وحده يعيش بشكل آخر غير الجميع، خصوصاً الصغار في السن، فهم لا يستوعبون لماذا هم ليسوا كغيرهم!! ولماذا هم محرومون من أشياء كثيرة يتمتع بها الأطفال الآخرون من حولهم!! كنت على الرغم من صغر سني مضطرة للاعتماد على نفسي، أغسل ثيابي وأكويها وأساعد أمي في إعداد الطعام، فلم يكن بالإمكان إحضار خادمة، وقد كانت هذه هي إحدى العقد التي عانينا منها، فالكل يستغرب منا!! هل يعقل أن لا توجد لديكم خادمة؟ كنت أجد بعض زميلاتي في المدرسة وكل واحدة منهن ترافقها الخادمة وهي تحمل حقيبتها المدرسية إلى داخل الفصل، والسائق ينتظرها عند الباب، بينما كنت مضطرة للسير على قدمي لمسافة طويلة، لأن الباص لا يوصل الطالبات اللواتي يسكن في المناطق القريبة، فكنت أحمل حقيبتي الثقيلة على ظهري وأمشي تحت أشعة الشمس الحارة، أو تحت المطر والرياح، وفي كل الظروف المناخية، دون أن أشتكي أو أتذمر. كنت أفكر باستمرار في أن وضعنا سيتغير، وإنني لن أقضي عمري كله وأنا فقيرة، وقد قررت أنني إذا حصلت على الشهادة فإنني أستطيع تحرير نفسي من دائرة الفقر، وقد قررت بيني وبين نفسي أن أواصل مشوار التعليم مهما كلفني ذلك، ولكن للأسف فإنني لم أستطع الالتزام بوعدي أمام نفسي، وغيرت خططي بشكل غير متوقع.
لعبة القدر
كان لدي ابن خالة، وهو شاب مكافح ذو شخصية جذابة ومؤثرة، يعمل بجدية وإخلاص ليعيل أهله، أمه وإخوته الأيتام، كان يعمل في الشرطة براتب لا بأس به، وهو وافد، ولكني أعجبت به وبشخصيته، ولم أتردد في الارتباط به عندما طلب يدي للزواج، نسيت كل قراراتي السابقة، ولم أفكر في ظروفه المادية، فتمت إرادة الله وتزوجنا، وبالطبع فقد سكنا في بيت أهلي كي نوفر الإيجار ونساهم في مصروف أهلي لنخفف عن والدي العبء الكبير الذي يثقله. لم يكن سهلاً مع الزواج والانشغال بالأسرة ومجيء الأطفال واحداً تلو الآخر، لم يكن سهلاً أن أستمر في الدراسة، فتركتها وأنا مرغمة بسبب تلك الظروف، كان هذا القرار هو الذي كسر طموحاتي وجعلني أعيش أفقاً ضيقاً جداً بالاعتماد على راتب زوجي البسيط، خصوصاً عندما ولدت أطفالي الثلاثة وازدادت مصاريفنا حتى ضاقت علينا الدائرة مرة أخرى وصار من الصعب تسيير الأمور المادية بشكل طبيعي، خصوصاً أن موجة الغلاء استمرت بشكل غير طبيعي في الفترة الأخيرة. وجدت أنني قد حبست نفسي بهذا الزواج داخل دائرة الفقر بشكل دائم، وأدركت أن حساباتي لم تكن مضبوطة، فقد فكرت في أن أختصر الطريق بالزواج، لأن الراتب الذي كان يحصل عليه ابن خالتي في ذلك الوقت – كان لا بأس به – وبما أنني إنسانة قنوعة، فقد اعتقدت أنه سيكفي لنعيش بشكل جيد. للأسف، كل تقديراتي كانت خطأً، فها أنذا لا أملك سوى غرفة في منزل أهلي القديم، وقد أصبحت المشاكل كثيرة، وهي تزداد يوماً بعد يوم، وقد مررت بفترات عصيبة أدت إلى شعوري بالهلاك، أيام من المعاناة والألم وأنا أرى الجميع من حولي في ظروف صعبة، ووالدي يعجز عن تلبية احتياجات الأسرة، فيساهم زوجي بما يقدر عليه، ولكن الحاجات أكبر من طاقة الاثنين، وأنا أقف حائرة وعاجزة لا أستطيع أن أفعل أي شيء للمساعدة وتحسين الأحوال، فما يكون مني إلا أن أنفرد بنفسي في غرفتي وأبكي، حتى تدهورت صحتي يوماً بعد يوم. كنت أكتم إحساسي بالقهر عن زوجي وأهلي، فلا أريد أن أزيد همومهم أو أن أثقل عليهم، خصوصاً زوجي، الذي تقع على عاتقه المسؤولية الكبرى تجاه عائلتنا وتجاه أمه وإخوته الأيتام. كان حلم مواصلة الدراسة مازال يلازمني، فحاولت العودة إلى الدراسة المسائية، ولكن عدم وجود خادمة في البيت للعناية بأطفالي أثناء غيابي، كما أن أمي قد كبرت في السن وهي غير قادرة على العناية بهم، كل ذلك منعني من مواصلة الدراسة، لذلك فقد تحطمت كل أحلامي، حلمي أن يكون لي بيت خاص بي وبأسرتي، حلمي أن يعيش أطفالي الثلاثة بطريقة أفضل مما عشته أنا، فلا يجدون أنفسهم وهم فقراء فيشعرون بالنقص والحرمان وأنهم أقل من غيرهم.
الكارثة الكبرى
فعلاً ما حدث كان كارثة حقيقية لنا، عندما مرض زوجي، في البداية كان يشتكي من آلام في البطن، وقد حاول تجاهلها والتغاضي عنها بتناول المسكنات والأعشاب البسيطة، ثم بدأ الألم بالازدياد، فاضطر للذهاب إلى العيادات، ولكنهم لم يتعرفوا على علته، استمر حاله في التدهور ولمدة سنتين، وهو يتحامل على نفسه ويحاول التغلب على وجعه، حتى غلبه المرض وأسقطه في الفراش لأسبوع كامل، لا يستطيع الذهاب إلى عمله، وهو يصرخ ويتألم بشكل يقطّع القلب، حرارته مرتفعة، وجسده مرتعش، أدخل المستشفى وأجريت له التحاليل الكاملة، فثبتت إصابته بخراج في الكبد، فأجروا له عملية مستعجلة لاستئصال الخراج فتحسنت حالته لفترة بسيطة ثم عادت للتدهور من جديد، وبالطبع فإن تردده على المستشفى، والعملية التي أجريت له، كل ذلك كلفنا مصاريف كثيرة، فضاقت علينا دائرة الفقر حتى كادت أن تخنقنا، وصارت الدنيا سوداء قاتمة أمامي، ولم أعد أعرف كيف أتصرف، أو ماذا أفعل، تفاقمت مشاكلنا وازدادت ظروفنا الصعبة قساوة، فلم نعد نملك شيئاً، ولم أعد قادرة على توفير احتياجات أطفالي، اضطررت للتردد على الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة، ثم فكرت في أن أعمل بأي وظيفة مهما كانت بسيطة كي أوفر لأولادي احتياجاتهم، خصوصاً أن زوجي قد تمت إقالته من عمله بعد مرضه وعدم قدرته على العمل، فجاءت هذه الضربة القاسية كلطمه قوية كسرت ظهورنا. اضطررت لترك أولادي عند أمي المريضة لتعتني بهم وذهبت لأعمل في مدرسة خاصة في الاستقبال براتب ثمانمئة درهم، وقلت في نفسي: إنها أفضل من لاشيء، فليس سهلاً الحصول على عمل لمن لا يملك شهادات أو خبرات، فكان عملي يخفف عني شعوري بالعجز الكامل، وإنني عاجزة عن التصرف، ولكن شعوري بالقهر يدمرني، فقد تعبت من حياتي الصعبة، ومن عدم شعوري بالأمان والاستقرار، ومن خوفي على زوجي وأولادي، ومن الشقاء المستمر الذي يعيشونه، ولكن ليس بيدي فعل شيء، أيام صعبة وقاسية تمر علينا، زوجي يحتاج للأدوية والعلاج، أولادي بحاجة لأشياء كثيرة، ملابس، طعام، احتياجات المدارس، وأنا لا أدري ماذا أفعل وكيف أتصرف، فلاشيء أمامي سوى النواح على هذه السطور فلربما شعرت بعدها بشيء من الراحة.
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: شئ ... وظروف .......
حينما كنا تلاميذ .... كل أبواب الترفيه مغلقة أمامنا ... الباب الوحيد المفتوح أمامنا للعالم الخارجي هو القراءة ...والواحد كان منا نهم في القراءة ... إبتداءاً من : مجلة عمك تنقو ...ومجلة الصبيان ...ومجلة الإذاعة ...والكتب : لا تؤرقي صمتي ...ولقاء عند الغروب ... وكتب الرسائل العصرية ... للحب وكده ....ومعظم كتب جرجي زيدان الممتعة جداً ...وعرس الزين ...وموسم الهجرة إلى الشمال ...وهكذا ...والله العظيم لقد إستمتعنا بقراءة وتبادل الكتب ...ولكن بكل أسف قوقل دمر كل شئ ... ولكن أمس كنت أتصفح فوجدت مجموعة من القصص ...والقصة بعاليه واحده منها ...وإذا سمحتم لي سوف أنشر التالية ...( وسوف أقوم بدور ويكليكس بعد إذنكم طبعاً في عرض مثل القصة بعاليه ...ولكم محبتي ...
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: شئ ... وظروف .......
فى داعى يا ابو علياء للألم دا.
هذه الفتاة وكثيرون مثلها يعانون نفس الظروف القاسيه.
الله يعين الجميع
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
رد: شئ ... وظروف .......
شكرا يا رائع يا ابو عليا 0000القصه ممتعه ومعبره رغم مرارتها لكنها واقعيه الى حد كبير 000نرجو ان تنزل لنا كل قصه تعثر عليها 00000انا مولع بالقصص
غريق كمبال- مشرف المنتدى الاقتصادى
رد: شئ ... وظروف .......
لك التحية والتجلة ياعم
فكثيرون يروحون ضحية نتيجةً لعدم التخطيط وإتخاذ القرار الصائب ...حُزنت جداً لمآسات هذه الفتاة ...لكن هي الأقدار
فكثيرون يروحون ضحية نتيجةً لعدم التخطيط وإتخاذ القرار الصائب ...حُزنت جداً لمآسات هذه الفتاة ...لكن هي الأقدار
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
رد: شئ ... وظروف .......
أعزائي الكرام : عوض السيد ، غريق ، ول نوية شكراً على مروركم الجميل ...ولكم التحية ...وإليكم القصة التالية ، وبالمناسبة كلها حقيقية .... محبتي
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: شئ ... وظروف .......
( 20 )
:: التوأم والحب ::
رافقنا والدتي في سفرها للعلاج خارج الدولة. ولأول مرة في حياتنا – أنا وأختي التوأم – تتاح لنا فرصة الاحتكاك بالعالم الخارجي والاختلاط بالناس، فنحن من عائلة محافظة ولا تسمح ظروفنا الاجتماعية بأي شكل من أشكال الاختلاط.
أنا وأختي توأمتان، جئنا إلى هذه الدنيا معاً، وعشنا بالرحم نفسه تسعة أشهر، ولكن الغريب هو أننا لسنا كبقية التوائم، فالمعروف هو أن التوائم تكون متشابهة في الشكل، أما أنا وأختي فأننا مختلفتان في كل شيء، في الطباع والسلوك والعادات اليومية والمواهب، حتى في الشكل.. فنحن مختلفتان تماماً في الملامح، ولكن الشيء الوحيد الذي يجمع بيننا هو الجمال، فنحن جميلتان بشكل مميز وواضح.
أنا بيضاء ممتلئة بعض الشيء، عيناي ملونتان، أما أختي فهي تميل إلى اللون الحنطي، شعرها أسود وعيناها بنيتان، أنا خجولة بطبعي، وهي جريئة، أنا مطيعة راضية بكل شيء، وهي متمردة، لا يعجبها العجب.
عندما سافرنا مع والدتي في رحلة العلاج، بهرنا العالم الخارجي، كنا مجرد مراهقات في المرحلة الثانوية، وكانت التجربة مثيرة ومدهشة وتحمل الكثير من المفاجآت الغريبة.
في المستشفى تعرفنا إلى عائلة من بلدنا، شاب وأخته جاءا برفقة أمهما المريضة، كان الشاب جميلاً ووسيماً، استحوذ على اهتمامنا أنا وأختي، فكل واحدة منا سرحت بخيالها بعيداً عن الأخرى وهي تحلم بأن يكون هذا الشاب من نصيبها، خصوصاً وأن لديه مميزات لا تتوافر في شاب واحد، فهو جامعي ومن عائلة معروفة وغنية، بالإضافة لشكله الوسيم الجذاب، وشخصيته المتألقة والساحرة التي تليق بفنان.
بالطبع لم تصارح إحدانا الأخرى بتلك الأفكار لوجود الغيرة والمنافسة بيننا، منذ الطفولة لم نكن متفقتين في شيء، وقد سادت الصراعات الخفية بيننا، وكنت أفهمها جيداً وأعرف كيف تفكر، وهي أيضاً تفهمني تماماً.
بعد أن تحسن حال الوالدة، وقد نجحت العملية التي أجريت لها، عدنا إلى البلد، وكان طيف ذلك الشاب مرافقاً لنا، كأجمل ذكرى حملناها معنا إلى الوطن.
الرغبة المشتركة
كانت أمي تتصل بأم الشاب لتطمئن على أحوالها، وكان ذلك الاتصال المهم يجعلنا نوقف التنفس كي لا يفوتنا سماع كلمة واحدة أو تعليق قد تقوله الأم، ويحمل بين طياته تلميحاً يتعلق بما كنا في انتظاره.
بصراحة كنت أتمنى من كل قلبي أن يكون هذا الشاب من نصيب إحدانا، فإن كان من نصيبي فسأكون أسعد مخلوقات الله على هذه الأرض، أما إذا كان من نصيب أختي، فسأسعد لسعادتها وسيكون أخاً عزيزاً لي.
أخيراً عادت أمه من سفرة العلاج بعد أن تحسنت حالتها الصحية بشكل كبيرة، ذهبنا لزيارتها والتحمد لها بالسلامة، فبهرتنا فلتهم وأثاثهم الفخم وسياراتهم الفاخرة، فشعرنا بشيء من الإحباط، فلابد لهذا النوع من الناس اختياراتهم الخاصة عند اختيار زوجة لولدهم، بالتأكيد سيقع اختيارهم على فتاة من مستواهم أو أعلى، هذا هو المنطق، لذلك عدنا من تلك الزيارة محبطتين، على الرغم من الحفاوة الزائدة التي استقبلتنا بها الأم.
بعد مدة بسيطة اتصلت تلك المرأة بوالدتي وأخبرتها بأنها تريد زيارتنا في بيتنا، وعلى الرغم من أننا اعتقدنا بأن الزيارة عادية، وهي رد فعل طبيعي على زيارتنا لها، إلا أننا قمنا بعمل خارق لتعديل وترتيب بيتنا كي يبدو بأفضل حال لاستقبال تلك المرأة.
في الموعد المحدد جاءت المرأة وهي محملة بباقات الورد وصواني الحلويات، وقد حرصنا أنا وأختي على الظهور بأجمل ما يمكن كي نلفت انتباهها، وقد فاجأتنا المرأة بالتلميح الواضح والصريح بإعجابها بأخلاقنا أنا وأختي، وإنها تريد واحدة منا زوجة لولدها.
صعقتنا المفاجئة، وقد بدأت ضربات قلبينا بالطرق قوياً، فهي اللحظة التي ستحدد فيها المرأة الاختيار فيما بيننا.
تحدثت قائلة: فكرت طويلاً، وتحدثت مع ولدي عن فكرة الاختيار بينكما، فكان الأمر بغاية الصعوبة، لأن كل واحدة منكما أفضل من الأخرى في مميزات معينة، وقد توكلنا على الله، وقررنا اختيار «فلانة»، وبالطبع فهذا الاختيار قد وقع علي أنا.
في تلك اللحظة، لم تسعني الأرض من الفرح، ولكني حاولت إخفاء مشاعري كي لا تظهر بوضوح أمام المرأة، فأبدو كالبلهاء المتلهفة على الزواج، أما بالنسبة لأختي فإنها صارت صفراء شاحبة كمن أطلق عليها النار.
تحقيق الحلم
تمت مراسم الخطبة، وتم عقد قراني على فارس الأحلام، وقد كانت سعادتي أكبر من تفكيري بتعاسة أختي وشعورها بالإحباط.
بعد عقد القران، صار خطيبي يأتي لزيارتنا، فطلبت أمي من أختي بأن تجلس معنا أثناء وجوده حتى لا تحدث الخلوة بيننا، حاولت أختي التملص من هذا الأمر بأي شكل، ولكنها لم تفلح، تعللت بحجة المذاكرة والامتحانات، ولكن أمي قالت لها: أحملي كتابك معك وأجلسي معهما من دون أن تشاركيهما الأحاديث وركزي على دروسك، فلم تجد مفراً من الجلوس على مضض وهي منزعجة وغير راضية.
أنا خجولة بطبعي، لا استطيع المبادرة بالحديث ولا يمكنني التعبير عن أفكاري بسهولة، عكس أختي التي تملك الجرأة والقدرة على التحاور.
فكنت أجلس وعيناي في الأرض، وكان هو يتكلم وأنا أجيبه بكلمات قليلة تخرج من فمي بصعوبة بالغة، عندما وجدت أختي بأن الفرصة متاحة لها لإبراز مواهبها، لم تقصر في المشاركة بأحاديث مختلفة، فكنت مرتاحة لأنها استطاعت تبديد التوتر.
في البداية كان الأمر عادياً، ولكن الأمر تطور بسرعة على الوجه السيئ، فقد صارت أختي تجهد نفسها بقراءة الكتب التي يحبها خطيبي كي تجد مواضيع مشتركة للحديث عنها، ثم صارت تتزين وتتعدل بشكل مبالغ فيه حتى تلفت انتباهه إليها، حتى وجدت نفسي أجلس منعزلة كالبومة وهما يتحدثان ويضحكان ويتعمدان تجاهلي وكأنني غير موجودة في المكان.
كنت أتعذب وأبكي، ولا استطيع أن أمنع أختي من أفعالها، أخبرت أمي بما يحدث ولكنها طمأنتني وطلبت مني إبعاد الوساوس واكتفت بتوبيخ أختي بكلمات قليلة.
الصدمة الكبرى
مرضت بسبب ذلك الوضع، ومررت بفترة عصيبة من حياتي أوصلتني إلى حافة القبر، بعد أن عافت نفسي الطعام، ونزل وزني بشكل سريع حتى تحولت إلى هيكل عظمي مخيف، فأدركت أمي بأن الوضع قد أصبح سيئاً، فطلبت أم خطيبي لتتحدث معها حول المشكلة، وبالطبع فإنها صارت تعنف أختي وتسمعها كلاماً جارحاً قوياً، ولكن أختي لم تكترث، وأصرت على التواصل مع خطيبي بالمكالمات الهاتفية، وهي غير مكترثة لما فعلته بي.
كان من المقرر أن يكون زواجنا بعد نهاية السنة الدراسية، ولكنهم طلبوا التأجيل بلا سبب واضح، مما زاد في قناعتي بأن موقفه قد تغير مني، فازدادت حالتي النفسية سوءاً فلم استطع النوم لا في الليل ولا في النهار، مما أثر على دراستي، فرسبت في امتحان الثانوية، أما أختي فقد نجحت بنسبة مئوية مرتفعة.
بعد إلحاح من أمي للتفاهم مع والدته، واعتذاراتها المستمرة، جاءت أخيراً لزيارتنا، وكان لونها ممتقعاً وتبدو محرجة للغاية، فأخبرت أمي بأن ولدها قرر التراجع عن خطبتي واستبدالي بأختي.
ثارت أمي وأخبرتها بأن ذلك التلاعب سيحطم سمعتنا بين الناس وسيقضي علي وإنه من الأفضل أن ينسحب من حياتنا لأنه أساء إلينا بشكل كبير.
بعد أن تم طلاقي، عشت الأزمة النفسية الكبرى، وصرت كالمجنونة، تطاردني الوساوس والأشباح، وبقيت لفترة طويلة في المستشفى أتلقى العلاج الجسدي والنفسي، بالإضافة للعلاج الروحي للمعالجين بالقرآن الكريم، حتى تحسنت حالتي وعدت إلى الحياة مرة أخرى.
بعد أن مرت تلك الأزمة القوية عدت للدراسة وأنهيت الثانوية، وكنت على وشك دخول الجامعة، تقدم لخطبتي شاب من معارفنا فوافقت عليه وتزوجته، وقد اكتشفت بعد الزواج بأن ربي كافأني بهذا الزواج لصبري في محنتي الصعبة التي مررت بها، فقد عرفت بأن زوجي إنسان لطيف وطيب وهو يحبني ويعاملني كأميرة، فشكرت ربي كثيراً على هذه النعمة.
حياة متعبة
ظلت أختي ترفض كل من يتقدم لها على أمل أن يوافق الأهل على زواجها من خطيبي السابق ولكنهم رفضوا، فمرت السنوات سريعاً، وقد اقتربت من سن الثلاثين، بشكل غير متوقع عرفت بأنه قد تزوج، فصدمت صدمة شديدة، ولكنها تماسكت ولم تظهر حزنها كي لا نشمت بها.
بعد أن توقف الخطاب عن طلب يدها، اضطرت للموافقة على الزواج من رجل مطلق ولديه أولاد، حاولت أن تجهد نفسها كي تكون الأم البديلة لهم، وعلى الرغم من كل ما فعلته إلا إن الأولاد ظلوا يعاملونها كزوجة أب، ولا يمنحونها الحب والاحترام، فكانت تعاني معاناة شديدة من ذلك الوضع السيئ، وقد ندمت ندماً شديداً على هذا الزواج، ولكنها كانت تصبر نفسها على أمل أن يرزقها الله بطفل يعوضها بالحب والحنان الذي تفتقده، بعد سنتين من الزواج، اكتشفت بأن زوجها كان مبيتاً لنية خبيثة بداخله، فهو لا يريدها أن تنجب الأطفال حتى لا يؤثر ذلك على علاقتها بأولاده، وتبقى متفانية في العناية بهم نتيجة لشعورها بالنقص وبأنها لا تنجب الأطفال، ولكنها اكتشفت بطريق الصدفة بأن زوجها قد أجرى عملية ربط كي لا ينجب الأطفال، فصدمت صدمة شديدة وطلبت منه الطلاق.
عاشت لفترة وهي محطمة نفسياً نتيجة لتجربتها الفاشلة في الزواج، وكعادتها في التكابر ومقاومة الفشل، تماسكت مرة أخرى وأعلنت بأنها ستتزوج من ابن عمنا، وقد كان راغباً في الزواج منها لسنين طويلة وقد رفضته عدة مرات فتزوج غيرها وأنجب عدداً كبيراً من الأبناء، تزوجته لتنجب طفلاً كي تعيش حياتها وحيدة، وبالفعل فقد حملت بعد الزواج مباشرة ونتيجة للمشاكل الكثيرة التي افتعلتها زوجته طلبت أختي الطلاق، وكأنها لم ترد من ذلك الزواج إلا الإنجاب، فطلقت للمرة الثانية، وانتظرت مجيء الطفل برغبة قوية ولكن شاءت إرادة الله أن يموت الطفل في بطنها قبل ولادته مباشرة.
لم تستطع بعد هذه الصدمة أن تتظاهر بالتماسك وعاشت مرحلة كئيبة جداً من حياتها، وقد أدركت بأن كل ما مرت به هو عقوبة عادلة لما فعلته معي، فجاءتني وهي تبكي وتطلب مني مسامحتها، فسامحتها، لأنها أختي، ولأن ربي عوضني بحياة أسرية مستقرة مع زوج محب وطيب وأولاد رائعين، فدعوت لها بأن يوفقها الله ويغفر لها.
كنت قلقة عليها، أفكر بها، كيف ستعيش لوحدها بعد وفاة والدتي، وكيف ستواصل أيامها بعد كل ذلك الفشل الذي وجدته في حياتها، فصرت ألح بالدعاء لها باستمرار.
بالصدفة التقت بخطيبي السابق، فوجدته مطلقاً هو الآخر، فعرض عليها الزواج، ولكنها كانت خائفة، خائفة من عدم رضاي عليها بعد كل ما حدث، فجاءتني وأخبرتني بالأمر فشجعتها على الموافقة والتوكل على الله، وأكدت لها بأنني لم أعد غاضبة منها، وأن الرجل لا يعني شيئاً على الإطلاق، وأن الموضوع كله مقدر ومكتوب. اقتنعت برأيي وتزوجته وأنجبت منه طفلتين جميلتين، وقد تحققت لها السعادة أخيراً.
:: التوأم والحب ::
رافقنا والدتي في سفرها للعلاج خارج الدولة. ولأول مرة في حياتنا – أنا وأختي التوأم – تتاح لنا فرصة الاحتكاك بالعالم الخارجي والاختلاط بالناس، فنحن من عائلة محافظة ولا تسمح ظروفنا الاجتماعية بأي شكل من أشكال الاختلاط.
أنا وأختي توأمتان، جئنا إلى هذه الدنيا معاً، وعشنا بالرحم نفسه تسعة أشهر، ولكن الغريب هو أننا لسنا كبقية التوائم، فالمعروف هو أن التوائم تكون متشابهة في الشكل، أما أنا وأختي فأننا مختلفتان في كل شيء، في الطباع والسلوك والعادات اليومية والمواهب، حتى في الشكل.. فنحن مختلفتان تماماً في الملامح، ولكن الشيء الوحيد الذي يجمع بيننا هو الجمال، فنحن جميلتان بشكل مميز وواضح.
أنا بيضاء ممتلئة بعض الشيء، عيناي ملونتان، أما أختي فهي تميل إلى اللون الحنطي، شعرها أسود وعيناها بنيتان، أنا خجولة بطبعي، وهي جريئة، أنا مطيعة راضية بكل شيء، وهي متمردة، لا يعجبها العجب.
عندما سافرنا مع والدتي في رحلة العلاج، بهرنا العالم الخارجي، كنا مجرد مراهقات في المرحلة الثانوية، وكانت التجربة مثيرة ومدهشة وتحمل الكثير من المفاجآت الغريبة.
في المستشفى تعرفنا إلى عائلة من بلدنا، شاب وأخته جاءا برفقة أمهما المريضة، كان الشاب جميلاً ووسيماً، استحوذ على اهتمامنا أنا وأختي، فكل واحدة منا سرحت بخيالها بعيداً عن الأخرى وهي تحلم بأن يكون هذا الشاب من نصيبها، خصوصاً وأن لديه مميزات لا تتوافر في شاب واحد، فهو جامعي ومن عائلة معروفة وغنية، بالإضافة لشكله الوسيم الجذاب، وشخصيته المتألقة والساحرة التي تليق بفنان.
بالطبع لم تصارح إحدانا الأخرى بتلك الأفكار لوجود الغيرة والمنافسة بيننا، منذ الطفولة لم نكن متفقتين في شيء، وقد سادت الصراعات الخفية بيننا، وكنت أفهمها جيداً وأعرف كيف تفكر، وهي أيضاً تفهمني تماماً.
بعد أن تحسن حال الوالدة، وقد نجحت العملية التي أجريت لها، عدنا إلى البلد، وكان طيف ذلك الشاب مرافقاً لنا، كأجمل ذكرى حملناها معنا إلى الوطن.
الرغبة المشتركة
كانت أمي تتصل بأم الشاب لتطمئن على أحوالها، وكان ذلك الاتصال المهم يجعلنا نوقف التنفس كي لا يفوتنا سماع كلمة واحدة أو تعليق قد تقوله الأم، ويحمل بين طياته تلميحاً يتعلق بما كنا في انتظاره.
بصراحة كنت أتمنى من كل قلبي أن يكون هذا الشاب من نصيب إحدانا، فإن كان من نصيبي فسأكون أسعد مخلوقات الله على هذه الأرض، أما إذا كان من نصيب أختي، فسأسعد لسعادتها وسيكون أخاً عزيزاً لي.
أخيراً عادت أمه من سفرة العلاج بعد أن تحسنت حالتها الصحية بشكل كبيرة، ذهبنا لزيارتها والتحمد لها بالسلامة، فبهرتنا فلتهم وأثاثهم الفخم وسياراتهم الفاخرة، فشعرنا بشيء من الإحباط، فلابد لهذا النوع من الناس اختياراتهم الخاصة عند اختيار زوجة لولدهم، بالتأكيد سيقع اختيارهم على فتاة من مستواهم أو أعلى، هذا هو المنطق، لذلك عدنا من تلك الزيارة محبطتين، على الرغم من الحفاوة الزائدة التي استقبلتنا بها الأم.
بعد مدة بسيطة اتصلت تلك المرأة بوالدتي وأخبرتها بأنها تريد زيارتنا في بيتنا، وعلى الرغم من أننا اعتقدنا بأن الزيارة عادية، وهي رد فعل طبيعي على زيارتنا لها، إلا أننا قمنا بعمل خارق لتعديل وترتيب بيتنا كي يبدو بأفضل حال لاستقبال تلك المرأة.
في الموعد المحدد جاءت المرأة وهي محملة بباقات الورد وصواني الحلويات، وقد حرصنا أنا وأختي على الظهور بأجمل ما يمكن كي نلفت انتباهها، وقد فاجأتنا المرأة بالتلميح الواضح والصريح بإعجابها بأخلاقنا أنا وأختي، وإنها تريد واحدة منا زوجة لولدها.
صعقتنا المفاجئة، وقد بدأت ضربات قلبينا بالطرق قوياً، فهي اللحظة التي ستحدد فيها المرأة الاختيار فيما بيننا.
تحدثت قائلة: فكرت طويلاً، وتحدثت مع ولدي عن فكرة الاختيار بينكما، فكان الأمر بغاية الصعوبة، لأن كل واحدة منكما أفضل من الأخرى في مميزات معينة، وقد توكلنا على الله، وقررنا اختيار «فلانة»، وبالطبع فهذا الاختيار قد وقع علي أنا.
في تلك اللحظة، لم تسعني الأرض من الفرح، ولكني حاولت إخفاء مشاعري كي لا تظهر بوضوح أمام المرأة، فأبدو كالبلهاء المتلهفة على الزواج، أما بالنسبة لأختي فإنها صارت صفراء شاحبة كمن أطلق عليها النار.
تحقيق الحلم
تمت مراسم الخطبة، وتم عقد قراني على فارس الأحلام، وقد كانت سعادتي أكبر من تفكيري بتعاسة أختي وشعورها بالإحباط.
بعد عقد القران، صار خطيبي يأتي لزيارتنا، فطلبت أمي من أختي بأن تجلس معنا أثناء وجوده حتى لا تحدث الخلوة بيننا، حاولت أختي التملص من هذا الأمر بأي شكل، ولكنها لم تفلح، تعللت بحجة المذاكرة والامتحانات، ولكن أمي قالت لها: أحملي كتابك معك وأجلسي معهما من دون أن تشاركيهما الأحاديث وركزي على دروسك، فلم تجد مفراً من الجلوس على مضض وهي منزعجة وغير راضية.
أنا خجولة بطبعي، لا استطيع المبادرة بالحديث ولا يمكنني التعبير عن أفكاري بسهولة، عكس أختي التي تملك الجرأة والقدرة على التحاور.
فكنت أجلس وعيناي في الأرض، وكان هو يتكلم وأنا أجيبه بكلمات قليلة تخرج من فمي بصعوبة بالغة، عندما وجدت أختي بأن الفرصة متاحة لها لإبراز مواهبها، لم تقصر في المشاركة بأحاديث مختلفة، فكنت مرتاحة لأنها استطاعت تبديد التوتر.
في البداية كان الأمر عادياً، ولكن الأمر تطور بسرعة على الوجه السيئ، فقد صارت أختي تجهد نفسها بقراءة الكتب التي يحبها خطيبي كي تجد مواضيع مشتركة للحديث عنها، ثم صارت تتزين وتتعدل بشكل مبالغ فيه حتى تلفت انتباهه إليها، حتى وجدت نفسي أجلس منعزلة كالبومة وهما يتحدثان ويضحكان ويتعمدان تجاهلي وكأنني غير موجودة في المكان.
كنت أتعذب وأبكي، ولا استطيع أن أمنع أختي من أفعالها، أخبرت أمي بما يحدث ولكنها طمأنتني وطلبت مني إبعاد الوساوس واكتفت بتوبيخ أختي بكلمات قليلة.
الصدمة الكبرى
مرضت بسبب ذلك الوضع، ومررت بفترة عصيبة من حياتي أوصلتني إلى حافة القبر، بعد أن عافت نفسي الطعام، ونزل وزني بشكل سريع حتى تحولت إلى هيكل عظمي مخيف، فأدركت أمي بأن الوضع قد أصبح سيئاً، فطلبت أم خطيبي لتتحدث معها حول المشكلة، وبالطبع فإنها صارت تعنف أختي وتسمعها كلاماً جارحاً قوياً، ولكن أختي لم تكترث، وأصرت على التواصل مع خطيبي بالمكالمات الهاتفية، وهي غير مكترثة لما فعلته بي.
كان من المقرر أن يكون زواجنا بعد نهاية السنة الدراسية، ولكنهم طلبوا التأجيل بلا سبب واضح، مما زاد في قناعتي بأن موقفه قد تغير مني، فازدادت حالتي النفسية سوءاً فلم استطع النوم لا في الليل ولا في النهار، مما أثر على دراستي، فرسبت في امتحان الثانوية، أما أختي فقد نجحت بنسبة مئوية مرتفعة.
بعد إلحاح من أمي للتفاهم مع والدته، واعتذاراتها المستمرة، جاءت أخيراً لزيارتنا، وكان لونها ممتقعاً وتبدو محرجة للغاية، فأخبرت أمي بأن ولدها قرر التراجع عن خطبتي واستبدالي بأختي.
ثارت أمي وأخبرتها بأن ذلك التلاعب سيحطم سمعتنا بين الناس وسيقضي علي وإنه من الأفضل أن ينسحب من حياتنا لأنه أساء إلينا بشكل كبير.
بعد أن تم طلاقي، عشت الأزمة النفسية الكبرى، وصرت كالمجنونة، تطاردني الوساوس والأشباح، وبقيت لفترة طويلة في المستشفى أتلقى العلاج الجسدي والنفسي، بالإضافة للعلاج الروحي للمعالجين بالقرآن الكريم، حتى تحسنت حالتي وعدت إلى الحياة مرة أخرى.
بعد أن مرت تلك الأزمة القوية عدت للدراسة وأنهيت الثانوية، وكنت على وشك دخول الجامعة، تقدم لخطبتي شاب من معارفنا فوافقت عليه وتزوجته، وقد اكتشفت بعد الزواج بأن ربي كافأني بهذا الزواج لصبري في محنتي الصعبة التي مررت بها، فقد عرفت بأن زوجي إنسان لطيف وطيب وهو يحبني ويعاملني كأميرة، فشكرت ربي كثيراً على هذه النعمة.
حياة متعبة
ظلت أختي ترفض كل من يتقدم لها على أمل أن يوافق الأهل على زواجها من خطيبي السابق ولكنهم رفضوا، فمرت السنوات سريعاً، وقد اقتربت من سن الثلاثين، بشكل غير متوقع عرفت بأنه قد تزوج، فصدمت صدمة شديدة، ولكنها تماسكت ولم تظهر حزنها كي لا نشمت بها.
بعد أن توقف الخطاب عن طلب يدها، اضطرت للموافقة على الزواج من رجل مطلق ولديه أولاد، حاولت أن تجهد نفسها كي تكون الأم البديلة لهم، وعلى الرغم من كل ما فعلته إلا إن الأولاد ظلوا يعاملونها كزوجة أب، ولا يمنحونها الحب والاحترام، فكانت تعاني معاناة شديدة من ذلك الوضع السيئ، وقد ندمت ندماً شديداً على هذا الزواج، ولكنها كانت تصبر نفسها على أمل أن يرزقها الله بطفل يعوضها بالحب والحنان الذي تفتقده، بعد سنتين من الزواج، اكتشفت بأن زوجها كان مبيتاً لنية خبيثة بداخله، فهو لا يريدها أن تنجب الأطفال حتى لا يؤثر ذلك على علاقتها بأولاده، وتبقى متفانية في العناية بهم نتيجة لشعورها بالنقص وبأنها لا تنجب الأطفال، ولكنها اكتشفت بطريق الصدفة بأن زوجها قد أجرى عملية ربط كي لا ينجب الأطفال، فصدمت صدمة شديدة وطلبت منه الطلاق.
عاشت لفترة وهي محطمة نفسياً نتيجة لتجربتها الفاشلة في الزواج، وكعادتها في التكابر ومقاومة الفشل، تماسكت مرة أخرى وأعلنت بأنها ستتزوج من ابن عمنا، وقد كان راغباً في الزواج منها لسنين طويلة وقد رفضته عدة مرات فتزوج غيرها وأنجب عدداً كبيراً من الأبناء، تزوجته لتنجب طفلاً كي تعيش حياتها وحيدة، وبالفعل فقد حملت بعد الزواج مباشرة ونتيجة للمشاكل الكثيرة التي افتعلتها زوجته طلبت أختي الطلاق، وكأنها لم ترد من ذلك الزواج إلا الإنجاب، فطلقت للمرة الثانية، وانتظرت مجيء الطفل برغبة قوية ولكن شاءت إرادة الله أن يموت الطفل في بطنها قبل ولادته مباشرة.
لم تستطع بعد هذه الصدمة أن تتظاهر بالتماسك وعاشت مرحلة كئيبة جداً من حياتها، وقد أدركت بأن كل ما مرت به هو عقوبة عادلة لما فعلته معي، فجاءتني وهي تبكي وتطلب مني مسامحتها، فسامحتها، لأنها أختي، ولأن ربي عوضني بحياة أسرية مستقرة مع زوج محب وطيب وأولاد رائعين، فدعوت لها بأن يوفقها الله ويغفر لها.
كنت قلقة عليها، أفكر بها، كيف ستعيش لوحدها بعد وفاة والدتي، وكيف ستواصل أيامها بعد كل ذلك الفشل الذي وجدته في حياتها، فصرت ألح بالدعاء لها باستمرار.
بالصدفة التقت بخطيبي السابق، فوجدته مطلقاً هو الآخر، فعرض عليها الزواج، ولكنها كانت خائفة، خائفة من عدم رضاي عليها بعد كل ما حدث، فجاءتني وأخبرتني بالأمر فشجعتها على الموافقة والتوكل على الله، وأكدت لها بأنني لم أعد غاضبة منها، وأن الرجل لا يعني شيئاً على الإطلاق، وأن الموضوع كله مقدر ومكتوب. اقتنعت برأيي وتزوجته وأنجبت منه طفلتين جميلتين، وقد تحققت لها السعادة أخيراً.
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: شئ ... وظروف .......
شكرا يا كبير يا ابو علياء والله قصه حاجه شيك 000انت القصص دى بتنكتها من وين يا شايب 000استمتعت بقراة القصه رغم المعاناة الفظيعه التى احتوتها 000تارى فى ناس قاسيه كده000
غريق كمبال- مشرف المنتدى الاقتصادى
رد: شئ ... وظروف .......
تسلم أخي غريق ... شكراً على متابعتك.... وصدقني كلها واقعية .....ولك مودتي
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: شئ ... وظروف .......
أبوعلياء ....والله قصــــه!! لا تعرف ماذا يخبئ لها القدر.... ومضت الأيام عكس التيار لتصرف لم تكن تحسب له ..
شكراً أيها القاص اللبق..
شكراً أيها القاص اللبق..
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: شئ ... وظروف .......
توحه الظريف شكراً على المرور ...هذا منقوووول .... معزتي
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: شئ ... وظروف .......
قصص رائعة ومشوقه ننتظر المزيد.
قد يحصل او يكتشف الانسان علاج لمشكلة من خلال هذه القصص فشكرا لك يا أستاذ شاويش
قد يحصل او يكتشف الانسان علاج لمشكلة من خلال هذه القصص فشكرا لك يا أستاذ شاويش
jhon- ابوجبيهه يابلدى
رد: شئ ... وظروف .......
أخي جون مرورك بطعم المنقة وريحة الباباي ....تسلم كلك ذوووق ... ولك إحترامي دائماً...
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: شئ ... وظروف .......
الحسد والغيرة دائما مايدفعان الانسان إلي طريق مظلم............
شكراً عم شاويش علي سردك.. لروائع القصص
شكراً عم شاويش علي سردك.. لروائع القصص
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى