متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
+3
محمد قادم نوية
أزهرى الحاج البشير
الفاتح محمد التوم
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
هذا البوست تناولت فيه عاميتنا في ألفاظ الحديث النبوي والأثر الشريف لملمت الكلام من مقالات وبحوث الدكتور أبشر عوض إدريس ....نماذج تشير إلى بعض ألفاظ اللهجة العامية السودانية في الحديث الشريف ......
(النقز) فهو القفز. ونقز الرجل أي رقص وثبا. و(نقزو) قرية تقع شمال مدينة بربر، التي تقع بشمال السودان. قال الشاعر
متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
وقال ود الفراش:
ود الأريل الضارب قلوته أموت فوق دربه أبدا ما بفوته
شرق نقزو على القَدَوَاب بيوته حليب لبن البُكار يا خوي قوته!
والقدواب هي أيضا من قرى حاضرة بربر العامرة.
وأصل الكلمة يوجد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي الطفيل عن عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم:" فقالت قريش: ما يرضون بالمشي إنهم لينقزون نقز الظبي".
ويوجد أيضا في الحديث الذي رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه، قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوِّبٌ عليه بحَجَفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة. قال: ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصبك سهم من سهام القوم، نَحْْري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئآن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة، إما مرتين وإما ثلاثا.
وعن ابن مسعود:" أنه كان يصلي الظهر والجنادب تنقُزُ من الرمضاء".
قال ابن الأثير: تنقز من الرمضاء أي تقفز وتثب من شدة حرارة الأرض. وقد نقز وأنقز إذا وثب ومنه الحديث:" تنقزان القرب على متونهما" أي تحملانها وتقفزان بها وثبا. وقال العيني: تنقز من الرمضاء أي تثب يقال نز ينقز من باب نصر ينصر.
التخا والغلت:
لقد كان من طريف ما تناول به قديما الدكتور طه حسين أشعار الدكتور عبد الله الطيب أنه يورد فيها أحيانا بعض الحُوشي المهجور في اللغة الفصحى، من مثل كلمة (الطخا) بمعنى الغيم أو السحاب الصغار. ولكن مؤلف كتاب اللهجة العامية السودانية في الحديث النبوي والأثر، الدكتور أبشر، يخبرنا أن هذه الكلمة مستخدمة في أشعار العامية السودانية أيضا، من مثل قول المادح الماهر ود سعد، رحمه الله:
صلواتاً راسخة علية وشامخة
ما برد الحر للغيم والتخا
ويردنا المؤلف إلى أصل الكلمة في حديث عمر بن الخطاب أنه قال لأصحابه: ما تقولون في الرجل لا يحضره أحيانا ذهنه ولا عقله ولا حفظه، وأحيانا يحضره ذهنه وعقله؟ قالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين. قال عمر: إن للقلب طخاء كطخاء القمر، فإذا غشي ذلك القلب ذهب ذهنه، وعقله، وحفظه. فإذا انجلى عن قلبه أتاه عقله، وذهنه، وحفظه".
قال الزمخشري: طخا وهو ما يغشاه من الكرب والثقل. وأصله الظلمة والسحاب، يقال في السماء طخا. والطخاءة من الغيم: كل قطعة مستديرة تسد ضوء القمر.
وأما (الغلت) فهو في عامية أهل السودان الخطأ. ولهذه الكلمة أصل في الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة عبد الله بن مسعود قال:" لا غلت في الإسلام. يعني لا غلط".
قال ابن عبيد: قوله لا غلت، معناه لا غلط. والعرب تقول: قد غلت الرجل في حسابه، وغلط في منطقه. فالغلط في المنطق، والغلت في الحساب. وبعض الناس يجعلهما لغتين، والتفسير الأول أجود عندي.
قطعك كلو سدايد!
و(السدادة) ما يُسد به الحائط. وهي في العادة باب غير مكتمل يتخذ عيدان شجر السدر، وتكون للزرائب والحيشان. ويا ليت شعري هل يعرف أبناؤنا اليوم شيئا من هياكل ذلك التراث الشعبي العريق؟ وأقول هذا بالرغم من أن المنازل الحديثة الراقية أصبحت تتخذ لها أبواب غير مكتملة كالسدايد تماما.
و(السدادة) هي أيضا اللقمة الخاتمة الكبيرة، التي يلتهمها بعض الظرفاء الفكهين من عشاق الطعام، قائلين أنهم كبروها خصيصا لتكون خاتمة الوجبة. ولكن يغالطهم من يلاحظون سلوكهم طوال تناول الوجبة قائلين إن قطعهم كلو سدايد!
وللسدادة أصل في الحديث الذي رواه ابن خزيمة عن قبيصة قال:" تحملت حمالة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها. فقال: أقم يا قبيصة حتى تأتيني الصدقة فآمر لك بها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يُصيب قواما من عيش، أو قال سدادا من عيش، ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو سدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة فحلت له الصدقة حتى يصيب قواما من عيش، فما سوى ذلك يا قبيصة سُحتٌ يأكلها صاحبها سحتا".
قال ابن الأثير: سدادا من عيش أي ما يكفي حاجته. والسداد بالكسر كل شيئ سددت به خللا، وبه سمي سداد الثغر، والقارورة، والحاجة، ولم يقل الفم!
الكرْد والنقْز:
(كَرَدَ) فلان فلانا تعنى في العامية السودانية طارده (وسَكَّاهُ) حتى أبعده.
وينبئنا المؤلف أن لها أصلا في الفصحى في حديث عثمان: أنه لما أردا النفر الذين قتلوه الدخول عليه جعل المغيرة بن الاخنس يحمل عليهم ويكردهم بسيفه.
وعن الزُّهري سمعت حرام بن سعد بن محيصة يقول: لما أراد القوم ليلة العقبة أن يبايعوا رسول الله، تكلم رجل من القوم فقال: يا معشر الخزرج لا تعجلوا هل تدرون علام تقدمون عليه؟ تقدمون على قتل الأشراف، وذهاب الأموال، فقال القوم: نعم نقدم على قتل الأشراف، وذهاب الأموال. قال الزهري: فقلت لحرام بن سعد كأن هذا المتكلم كَرَدَ القوم. قال: لا والله إلا أنه أحب أن يأخذ بالثقة لرسول الله.
قال الخطَّابي: قوله يكردهم: أي يكفهم ويطردهم عنه. والكرد: سوق العدو وطرده. ويقال للرجل إذا هزم القوم فانطردوا وهو يتبعهم مرَّ يطردهم ويكردهم ويكسعهم ويشلهم.
وقال ابن السِّكِّيت: يقال للرجل إذا هزم القوم مرَّ يطردهم ومر يكردهم ومر فلان يشلهم ومر فلان يشحنهم ومر فلان يكشحهم.
وقال الخليل: الكرد سوق العدو في الحملة، يكردهم كردا.
وتشابهت هنا أقوال ابن سِيدَهْ، والأزهري، والأصمعي وابن فارس في تعريف الكرد على هذا النحو. وأضاف ابن فارس أن الكاف والراء والدال أصل صحيح يدل على مدافعة وإطراد.
فدع وفدغ:
وتستعمل كلمة (فدع) و(انفدع) في العامية السودانية بمعنى اعوجاج الرسغ من اليد والقدم. ويقال تفدعت المرأة بمعنى فدعت يدها في مشية فيها التكسر والدلال. قال الشاعر:
الجدي المال وانفدع يا بنتنا شوف عيني السكر نقع
وقال ود سوركتي:
كََوْنو الدهر انفدع انفداعا أيضا والنفس فيها الخداعا
وأصل هذا في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:" لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: نقركم ما أقركم الله. وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعدي عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعاملنا على الأموال، وشرط ذلك لنا، فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة. فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم، قال: كذبت يا عدو الله، فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر، مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك".
قال ابن الأثير: الفدع زيغ بين القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد.
وأما (الفدغ) فيعني في عامية أهل السودان الضرب والشدخ، والمفادعة تعني القتال والمضاربة. ولهذا أصل فيما روى ابن عساكر أن النبي صلى الله عيه وسلم دعا على عتيبة بن عبد العزى أبي لهب:" أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه، فخرج في تجر من قريش، حتى نزلوا بمكان من الشام، يقال له الزرقاء ليلا، فأطاف بهم الأسد، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أمي هو والله آكلي كما دعا محمد علي، أقاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام؟ فعدا عليه الأسد من بين القوم فأخذ برأسه، وضغمه ضغمة فدغه".
قال الزبيدي: فدغه فدغا شدخه وشقه يسيرا ورضًّه وكذلك ثدغه. وذلك ما استحقه عدو الله ورسوله.......
(النقز) فهو القفز. ونقز الرجل أي رقص وثبا. و(نقزو) قرية تقع شمال مدينة بربر، التي تقع بشمال السودان. قال الشاعر
متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
وقال ود الفراش:
ود الأريل الضارب قلوته أموت فوق دربه أبدا ما بفوته
شرق نقزو على القَدَوَاب بيوته حليب لبن البُكار يا خوي قوته!
والقدواب هي أيضا من قرى حاضرة بربر العامرة.
وأصل الكلمة يوجد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي الطفيل عن عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم:" فقالت قريش: ما يرضون بالمشي إنهم لينقزون نقز الظبي".
ويوجد أيضا في الحديث الذي رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه، قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوِّبٌ عليه بحَجَفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة. قال: ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصبك سهم من سهام القوم، نَحْْري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئآن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة، إما مرتين وإما ثلاثا.
وعن ابن مسعود:" أنه كان يصلي الظهر والجنادب تنقُزُ من الرمضاء".
قال ابن الأثير: تنقز من الرمضاء أي تقفز وتثب من شدة حرارة الأرض. وقد نقز وأنقز إذا وثب ومنه الحديث:" تنقزان القرب على متونهما" أي تحملانها وتقفزان بها وثبا. وقال العيني: تنقز من الرمضاء أي تثب يقال نز ينقز من باب نصر ينصر.
التخا والغلت:
لقد كان من طريف ما تناول به قديما الدكتور طه حسين أشعار الدكتور عبد الله الطيب أنه يورد فيها أحيانا بعض الحُوشي المهجور في اللغة الفصحى، من مثل كلمة (الطخا) بمعنى الغيم أو السحاب الصغار. ولكن مؤلف كتاب اللهجة العامية السودانية في الحديث النبوي والأثر، الدكتور أبشر، يخبرنا أن هذه الكلمة مستخدمة في أشعار العامية السودانية أيضا، من مثل قول المادح الماهر ود سعد، رحمه الله:
صلواتاً راسخة علية وشامخة
ما برد الحر للغيم والتخا
ويردنا المؤلف إلى أصل الكلمة في حديث عمر بن الخطاب أنه قال لأصحابه: ما تقولون في الرجل لا يحضره أحيانا ذهنه ولا عقله ولا حفظه، وأحيانا يحضره ذهنه وعقله؟ قالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين. قال عمر: إن للقلب طخاء كطخاء القمر، فإذا غشي ذلك القلب ذهب ذهنه، وعقله، وحفظه. فإذا انجلى عن قلبه أتاه عقله، وذهنه، وحفظه".
قال الزمخشري: طخا وهو ما يغشاه من الكرب والثقل. وأصله الظلمة والسحاب، يقال في السماء طخا. والطخاءة من الغيم: كل قطعة مستديرة تسد ضوء القمر.
وأما (الغلت) فهو في عامية أهل السودان الخطأ. ولهذه الكلمة أصل في الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة عبد الله بن مسعود قال:" لا غلت في الإسلام. يعني لا غلط".
قال ابن عبيد: قوله لا غلت، معناه لا غلط. والعرب تقول: قد غلت الرجل في حسابه، وغلط في منطقه. فالغلط في المنطق، والغلت في الحساب. وبعض الناس يجعلهما لغتين، والتفسير الأول أجود عندي.
قطعك كلو سدايد!
و(السدادة) ما يُسد به الحائط. وهي في العادة باب غير مكتمل يتخذ عيدان شجر السدر، وتكون للزرائب والحيشان. ويا ليت شعري هل يعرف أبناؤنا اليوم شيئا من هياكل ذلك التراث الشعبي العريق؟ وأقول هذا بالرغم من أن المنازل الحديثة الراقية أصبحت تتخذ لها أبواب غير مكتملة كالسدايد تماما.
و(السدادة) هي أيضا اللقمة الخاتمة الكبيرة، التي يلتهمها بعض الظرفاء الفكهين من عشاق الطعام، قائلين أنهم كبروها خصيصا لتكون خاتمة الوجبة. ولكن يغالطهم من يلاحظون سلوكهم طوال تناول الوجبة قائلين إن قطعهم كلو سدايد!
وللسدادة أصل في الحديث الذي رواه ابن خزيمة عن قبيصة قال:" تحملت حمالة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها. فقال: أقم يا قبيصة حتى تأتيني الصدقة فآمر لك بها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يُصيب قواما من عيش، أو قال سدادا من عيش، ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو سدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة فحلت له الصدقة حتى يصيب قواما من عيش، فما سوى ذلك يا قبيصة سُحتٌ يأكلها صاحبها سحتا".
قال ابن الأثير: سدادا من عيش أي ما يكفي حاجته. والسداد بالكسر كل شيئ سددت به خللا، وبه سمي سداد الثغر، والقارورة، والحاجة، ولم يقل الفم!
الكرْد والنقْز:
(كَرَدَ) فلان فلانا تعنى في العامية السودانية طارده (وسَكَّاهُ) حتى أبعده.
وينبئنا المؤلف أن لها أصلا في الفصحى في حديث عثمان: أنه لما أردا النفر الذين قتلوه الدخول عليه جعل المغيرة بن الاخنس يحمل عليهم ويكردهم بسيفه.
وعن الزُّهري سمعت حرام بن سعد بن محيصة يقول: لما أراد القوم ليلة العقبة أن يبايعوا رسول الله، تكلم رجل من القوم فقال: يا معشر الخزرج لا تعجلوا هل تدرون علام تقدمون عليه؟ تقدمون على قتل الأشراف، وذهاب الأموال، فقال القوم: نعم نقدم على قتل الأشراف، وذهاب الأموال. قال الزهري: فقلت لحرام بن سعد كأن هذا المتكلم كَرَدَ القوم. قال: لا والله إلا أنه أحب أن يأخذ بالثقة لرسول الله.
قال الخطَّابي: قوله يكردهم: أي يكفهم ويطردهم عنه. والكرد: سوق العدو وطرده. ويقال للرجل إذا هزم القوم فانطردوا وهو يتبعهم مرَّ يطردهم ويكردهم ويكسعهم ويشلهم.
وقال ابن السِّكِّيت: يقال للرجل إذا هزم القوم مرَّ يطردهم ومر يكردهم ومر فلان يشلهم ومر فلان يشحنهم ومر فلان يكشحهم.
وقال الخليل: الكرد سوق العدو في الحملة، يكردهم كردا.
وتشابهت هنا أقوال ابن سِيدَهْ، والأزهري، والأصمعي وابن فارس في تعريف الكرد على هذا النحو. وأضاف ابن فارس أن الكاف والراء والدال أصل صحيح يدل على مدافعة وإطراد.
فدع وفدغ:
وتستعمل كلمة (فدع) و(انفدع) في العامية السودانية بمعنى اعوجاج الرسغ من اليد والقدم. ويقال تفدعت المرأة بمعنى فدعت يدها في مشية فيها التكسر والدلال. قال الشاعر:
الجدي المال وانفدع يا بنتنا شوف عيني السكر نقع
وقال ود سوركتي:
كََوْنو الدهر انفدع انفداعا أيضا والنفس فيها الخداعا
وأصل هذا في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:" لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: نقركم ما أقركم الله. وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعدي عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعاملنا على الأموال، وشرط ذلك لنا، فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة. فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم، قال: كذبت يا عدو الله، فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر، مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك".
قال ابن الأثير: الفدع زيغ بين القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد.
وأما (الفدغ) فيعني في عامية أهل السودان الضرب والشدخ، والمفادعة تعني القتال والمضاربة. ولهذا أصل فيما روى ابن عساكر أن النبي صلى الله عيه وسلم دعا على عتيبة بن عبد العزى أبي لهب:" أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه، فخرج في تجر من قريش، حتى نزلوا بمكان من الشام، يقال له الزرقاء ليلا، فأطاف بهم الأسد، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أمي هو والله آكلي كما دعا محمد علي، أقاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام؟ فعدا عليه الأسد من بين القوم فأخذ برأسه، وضغمه ضغمة فدغه".
قال الزبيدي: فدغه فدغا شدخه وشقه يسيرا ورضًّه وكذلك ثدغه. وذلك ما استحقه عدو الله ورسوله.......
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
يشكك بعض السودانيون وكثير من العرب في تأثير الثقافة العربية على وضعنا المتفرد والجاب لينا البلا والجلا من ساحل العاج ...
شكرا الفاتح على هذه الدراسة القيمة والقيمة جدا .. وهذا دأبك لا تأتي إلا بالسمين والثمين
شكرا الفاتح على هذه الدراسة القيمة والقيمة جدا .. وهذا دأبك لا تأتي إلا بالسمين والثمين
عدل سابقا من قبل أزهرى الحاج البشير في 10th يناير 2011, 18:45 عدل 1 مرات
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
شكراً يا فاتح تأتي دوماً بدرر الحديث
لقد كفيت ووفيت في شرح مفرداتنا عاميتنا السودانية بطريقة رائعة جداً ..وهذا خير دليل علي أن عاميتنا السودانية بها بعض الألفاظ من الحديث النوبي الشريف
لقد كفيت ووفيت في شرح مفرداتنا عاميتنا السودانية بطريقة رائعة جداً ..وهذا خير دليل علي أن عاميتنا السودانية بها بعض الألفاظ من الحديث النوبي الشريف
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
رد: متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
دائمآ تقدم المفيد والمبدع،،جزيت خيرآ أخي الفاتح
مااحلاها العامية السودانية،،ومااجملها فلك الشكر
مااحلاها العامية السودانية،،ومااجملها فلك الشكر
سومه العمدة- نشط مميز
رد: متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
تسلم استاذنا الحاج الفاتح
على الكلام الدسم
والمفيد
لك منا الشكر [center]
على الكلام الدسم
والمفيد
لك منا الشكر [center]
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
رد: متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
شكرا الاخ الفاتح
الموضوع جميل ومفيد
تسلم يارب
الموضوع جميل ومفيد
تسلم يارب
صباح حسن عبد الرحيم- مبدع مميز
رد: متين يا الله نِتْهَنَّا نكون في نقزو مسكنا؟
إنك الفاتح محمد توم وكفى.
تعودنا على إبداعك ولا نرضى بالحرمان.
كما قال أخى عوض جاويش دائما تقف الكلمات حائره أمام قامتك السامقه.
لك العتبى إن لم نستطع مجاراتك ولكن تأكد إننا فى غاية الإستمتاع بما تأتى به من مفيد الكلام.
شكرا لك يا متألق
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى