جهاز شؤون العاملين بالخارج ... ساخر سبيل

صدقت ايها الزعيم فنحن معشر المغتربين البؤساءوالتعساء من الذين شردهم النظام المايوي البغيض في شتى اصقاع الارض ونواحي الدنيا دفعنا من عرق جبيننا وبسخاء مبالغ لا طائل لها ولا كائل منذ اكثر من ربع قرن ومنذ ان سن النميري هذه السنة الغير حسنة وغير حميدة واسماها( ضرائب المغتربين) وتفرعت منها الكثير من الشعب (بضم الشين) والفروع و الضروع التي مارست من خلالها حكومة النميري سياسة الحلب والجلب المالي بدون رحمة اوشفقة او ضمير او مراعاة لحال الكثير من المغتربين .. فتسببت في دمار وفساد وتشريد الكثير من الاسر السودانية من ذوي الدخل المحدود والادهى والامر من ذلك انهم جلبوا الى السفارات والقنصليات بجيش عرمرم من موظفين غير مهرة وغير مدربين او اكفاء يفتقرون الى الخبرة بل ولابسط قواعد الادب والاخلاق والاحترام وغير مدركين لفقه التعامل مع الناس فتجد ان الموظف العادي او المحصل المالي البسيط يتعامل مع المراجعين بكل غرور وكبرياء وعنجهيه واحيانا عنترية وتهديد ووعيد وتشديدو قد حدثت الكثير والكثير من المشاكل والمواقف بين الموظفين والمراجعين لهذه الاسباب..
ولا ابالغ في حديثي حين اذكر ان هناك ارباب اسر باعوا سياراتهم الخاصة واخرون اشتروا سيارات بالتقسيط وباعوها بابخس الاثمان تحت وطاة الحاجة وجبروت الفقر وسيف الضرائب المسلط على الرقاب وهناك من قبض مهر البنت التي تحلم بالزواج وتمني نفسها بعشة زوجية سعيد فضاعت احلامها وتبخرت وذهبت ادراج الرياح..
وبالرغم من كل هذه التضحيات الكبيرة والعظيمة التي قدمها المغترب السوداني
لم تقدم له الحكومات المتعاقبة اي خدمات ولا اي تسهيلات تذكر ولا مجرد اعتراف بالجميل ...ولو ذهبت بك الظروف الى اي قنصلية من قنصليات الدول الاخرى بل الدول الاكثر فقرا من السودان تصيبك الدهشة من الوهلة الاولى للمعاملة الطيبة والسرعة الفائقة والدقة والتنظيم والتعاون الغير محدود والتسهيلات الكثيرة المقدمة للمراجعين حتى انك لا تستطيع ان تميز بين الموظف والمراجع فالموظف في شرعهم جيئ به ليخدم المراجع من ابناء وطنه في الغربة ..ويصيبك الحزن والاحباط عندما تتذكر الحال في القنصلية السودانية بجدة .. واذكر هنا قصة حدثت بين جماعة من المراجعين الغلابى والذين رمى بهم الحظ العاثر وحبسهم واعتقلهم في (باسبورت جمهورية السودان الديمقراطية)وبين احد الموظفين المفترين المتغطرسين من محصلي الاتاوات حين اصطف اكثر من سبعين مواطن مغلوب على امره امام الشباك الملعون في انتظار ان يفتح ليشرعوا في تسديد الرسوم والضرائب الواحد تلو الاخر فكان فيهم المريض وفيهم كبير السن الذي لا يقوى على الوقوف طويلا وفيهم من استاذن من العمل وفيهم من اتى من منطقة نائية و اخيرا فتح الموظف الشباك وبدا في العمل دون ان يكلف نفسه عناء تحية المصطفين والسلام على هذه الجموع المتراصة في انتظار سعادتة لاكثر من ساعتين ثم بدا في العمل بكل برود وتكاسل وعدم جدية ولم يستمر في العمل لاكثر من ساعة ونصف تقريبا ومن ثم قام بقفل الشباك مرة اخرى ؟؟ والناس هنا بين مستغرب ومستهجن ومستاء وغير مصدق وعندما طال الانتظار بدا الناس يتململون ويتضجرون ويتهامسون ويتلامذون فسمعهم موظف اخر كان غارقا في محادثة تلفونية حتى النخاع ويبدو ان اصوات المراجعين المتذمرين ازعجته فكلف نفسه عناء توضيح الموقف وتوصيل الرسالة الدبلوماسية و الرد عليهم... وليته لم يرد فكان رده وبكل صلف وغطرسة..(يعني الراجل ما يفطر عشانكم)؟؟؟
ولا اريد ان اكمل باقي القصة لاترك لكم حرية اكمالها في اذهانكم باي اسلوب كوميدي يناسب هذا الحذث الغير مستغرب على قنصلية السودان في جدة . الف تحية