“فوزي بشري السوداني” علامة فارقة في صياغه التقرير الاخباري

أنتشر على الانترنت بشكل واسع تقارير متلفزة لـ"قناة الجزيرة" من إعداد الإعلامي السوداني"فوزي بشري" وقد أتفق الكثيرون ممن يتابعون قناة الجزيرة وتقاريرها المتلفزة المحملة على موقع"اليوتوب" وشبكة"الانترنت"على أن أداء الإعلامي السوداني "فوزي بشري" في صياغة التقرير الإخباري داخل القناة قد شكل علامة فارقة في تطوير الخطاب الإخباري داخل القناة وطرزه بثيمات جديدة تضعه على طاولة القبول لدى شريحة واسعة من غير المهتمين بالأخبار، حتى أنه جعل أغلب الشعب المصري يلتهب غضباً عند سماعة للتقرير الذي يعده فوزي بشري وبصوته الجهوري الذي يناسبه مع اللفظ.
وقد أعد بشري، تقريرين كان لهما وقع بنفوس الشعب المصري الأول في حكم الرئيس مبارك لمصر قبل تنحيه وبعد خطابه قبل الأخير بدأ بشري بقوله:"لو صح للرئيس المصري حسني مبارك في عزلته المزدحمة بالحيرة والخيارات العسيرة أن يسأل المتظاهرين في ميدان التحرير وفي كل مدينة مصرية تظاهرت ضده ربما كان سؤاله..أتقومون بالثورة قبل أن آذن لكم إن هذا لمكرٌ مكرتموه بالمدينة؟؟ وقد يكون تساؤل الرئيس في محله…حتى وصل لكلمة الرئيس مبارك وهو يقول (إنني أعي هذه التطلعات المشروعة للشعب)ليعلق عليها "بشري"بقوله:ويعي هو فعلٌ يمتُ لقرابة للفعل أفهم الذي أستعمله زين العابدين بن علي في محنته…إلى أخر التقرير"..!!
أما التقرير الذي ألهب شبكة"الانترنت" وازدحمت به "إيميلاته" فهو تقرير إعلان تنحي مبارك عن السلطة فبدأ بشري بالتقرير بما يتوافق مع الحدث والمكان مقتبساً ذلك من القرآن فقال:"اليوم ننجيك ببدنك لتكن لمن خلفك آية…إلى أن قال بشري؛ وإن مثل مبارك في شعبه كمثل زين العابدين إذ قال له شعبه أصلح فأبى أن يكون من المصلحين..الآبعداً لمبارك وبعداً لزين العابدين قال الشعبان الثائران"
وبحسب متصفحين على شبكة"الانترنت" ليس لهم اهتمام بموجز الأخبار والذي على حد تعبيرهم لن يأتي بالجديد فقد قالوا:"أن فوزي بشري قد أمتعنا بتقاريره التي يعدها وقد أقتبس أكثرها من القرآن الحكيم وأبيات من الشعر الجاهلي الذي يبدو أن بشري لديه موهبة متنوعة وتمكنه الواضح من اللغة وتعمقه في المحيط الثقافي والتاريخي والاجتماعي للأحداث والدول وقد أستطاع أن يقلب لغة التقارير الإخبارية الجافة إلى روضة ناضجة بالمعاني والخصوبة واستطاع ان يوائم بين لغة الحوار الأدبي والسياسي في مزج بارع فأضفى على الأخبار لونية جديدة وأضاف بعدًا أخر يجذب المشاهد ويرسخ المعلومة.
"قناة الجزيرة" التي وجهت عدساتها لثورة تونس حتى سقط نظامه ثم لمصر حتى تنحى الرئيس مبارك ولكن الأخير غادر وقد أشفى غليله بسحب ترخيصها وإغلاق مكاتب"قناة الجزيرة" بمصر ولكنها قد تحولت القناة لتنشر كل مقاطع موقع "اليوتوب"وماينشر على "الفيسبك" لتتحول بسرعة للأعلام البديل لترد بقوة وتنشر تقاريرها بساحات ميدان التحرير وعبر مكبرات الصوت وشاشات متلفزة بخيام المتظاهرين المتمركزين بميدان التحرير مستعينين بمنهج الإعلامي"فوزي بشري" ليصدع بالقول ويشحذ الهمم بقوة الإعلام الموجه الذي لا يمكن السيطرة عليه بظل الثورة المعلوماتية.