إذا صـحَّ مِـنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ وكُـلُّ الـذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ ... أبوفراس

هوابو فراس الحارث بن ابي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني ابن عم ناصر الدوله وسيف الدوله ابني حمدان . وكنيته ( ابو فراس) من اسماء الاسد ينتسب من جهه أمه الي الروم وهو يشير الي ذلك بقوله :

إذا خفتُ من أخوالي الروم خطه ********* تخوفت من أعمامي العُرب أربعا

اتصف جده حمدان بالشجاعه والكرم واحتل عمه عبد الله والد سيف الدوله بلاد الموصل وما ان قوي ساعده في الشعر حتي (يعجب سيف الدوله بمحاسنه ويصطفيه لنفسه ويصطحبه في غزواته ويستخلفه علي اعماله )

صفاته وأخلاقه

كان ابو فراس طويلاً يدلنا ذلك علي قوله:
متى تخلف الأيام مثلي لكم فتى ********* طويل نجاد السيف رحب المقلد

وكان شجاعأً واشترك في العديد من المعارك ضد الروم

يروي ان الدمستق اراد ان يغيظه يوماً فقال له :
(إنما انتم كتاب لاتعرفون الحرب)

فرد ابو فراس قائلاً

وصناعتي ضرب السيوف وإنني **** متعرض في الشعر للشعراء

وقـــال...

وقال اصيحابي الفرار او الردي ******** فقلت هما امران احلاهما مر

ولكنني أمضي لما لا يعيبني ******* وحسبك من أمرين خيرهما الأسر

يقولون لي بعت السلامه بالردي ******* فقلت أما والله ما نالني خسر

يقال ان سيف الدوله عرض خيوله علي بني أخيه ليختار كل منهم فرساً فامتنع ابو فراس عن الأخذ
فلما عاتبه سيف الدوله علي موقفه قال:

إن الغني هو الغني بنفسه ******** ولو أنه عاري المناكب حافي

ماكثرهُ الخيلِ الجيادِ بزائدي ******** شرفاً ولا عدد السوام الضافي

خيلي وإن قلت كثير نفعها ******* بين الصوارم والقنا الرعاف

ديوانه

لم يهتم أبو فراس بجمع شعره ولا بتنقيحه وإنما كان يلقيه الي استاذه ابن خالويه
ولايعلم روايه لدوانه غير روايه ابن خالويه

شعره

يحتوي ديوان ابي فراس علي الغزل والرثاء والوصف والحِكم والعواطف المختلفه أما غزله فغزل عاطفي فيه المشاعر الحاره والدموع علي فراق الحبيب كما فيه الغزل التقليدي من وقوف علي الأطلال وتشبيهات جاهليه تقليديه وأما فخره فقد رفده شرف أصله وعزه نفسه وسمو مكانته
فجاء فخراً بقومه وبنفسه يقول :

نطقت بفضلي وامتدحتُ عشيرتي ****** فما انا مداح ولا انا شاعر

ورثاؤه قليل التفجع صادق العاطفه عموما يحاول التخفيف من المصاب



وأما رومياته: فهي القصائد التي نظمها وهو أسير في بلاد الروم

ومنها

أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَةٌ *** أيَا جَارَتَا، هَلْ تَشعُرِينَ بِحَالي؟

مَعاذَ الهَوَى! ما ذُقتِ طارِقةَ النّوَى *** وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ

أتَحْمِلُ مَحْزُونَ الفُؤادِ قَوَادِمٌ *** عَلى غُصُنٍ نَائِي المَسَافَةِ عَالِ؟

أيَا جَارتَا، ما أنْصَفَ الدّهْرُ بَينَنا! *** تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!

تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَةً، *** تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي

أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَةٌ،*** وَيَسْكُتُ مَحزُونٌ، وَيَندبُ سالِ؟

لَقد كنتُ أوْلى مِنكِ بالدّمعِ مُقلَةً، *** وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!

ولكني غير متأكد قتل بعد سيف الدولة أم قضى وهو على فراشه...
أسعفنا يا أستاذ فضل