جنوب كردفان وإطفاء النار بالحوار

جنوب كردفان وإطفاء النار بالحوار
يس محمد يس
توجهتُ ضمن وفد ضم مجموعة تمثل مجلس عموم الحوازمة في رحلة طويلة لحاضرة ولاية جنوب كردفان كادقلي استغرقت ثلاثة أيام بلياليها . قبل البدء في هذه الرحلة التزم جميع أعضاء المجلس بالعمل بقلوبهم وألسنتهم وإن تطلب الأمر بأياديهم لتجنيب الولاية فتنة ماثلة يرونها أمامهم رأي العين ويعلمون إنها فتنة لو وقعت لا تصيبن الذين ظلموا خاصة وإنما يمتد لهيبها ليصل الخرطوم وبقية أنحاء السودان . فنذر الحرب التي لاحت في الأفق وطبولها التي صكت الآذان إستلزمت قيام المجلس بدور عاجل للإسهام في تهدئة الوضع والعمل بكل الوسائل المتاحة لإبعاد شبح الحرب عن الولاية والمساهمة في إيجاد أرضية مشتركة للحوار بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فهما عينان في رأس الولاية . ونسبة لتداخل الحوازمة مع معظم إثنيات الولاية خاصة الإثنيات التي تشكل العمود الفقري للحركة الشعبية ، فإن المجلس مؤهل تماماً للعب دور إيجابي في هذه الأزمة ولا أحد قبله ولا بعده يمكن أن يولي هذه القضية الإهتمام نفسه .
وفيما يلي المهمة الرئيسية التي من أجلها قامت هذه الرحلة ، تم ترتيب البرنامج بدقة بعد إكمال الإتصالات مع كل الأطراف قبل تحرك الوفد ، وأتاح زمن الرحلة الطويل الفرصة الكافية للوفد لمناقشة العديد من القضايا التي تهم الولاية وكيفية الخروج بها من نفق التوتر الحالي والعمل على تنميتها . إحساس هؤلاء الفتية بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عواتقهم تجاه وطنهم الصغير الذي عانى في الماضي من ويلات الحروب والقتال ولمسوا نتائجها الماثلة لناظريهم يدفعهم دفعاً للمضي قدماً في سبيل الإصلاح بين الناس مهما عظمت وُعورة المسلك وكبرت متاريسه "وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركاب" . فعلى الرغم من إختلاف توجهاتهم السياسية إلا أن الإنسجام التام بين أعضاء المجلس قادهم إلى أن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .

قبل تحرك الوفد تواترت الأنباء المقلقة الورادة من الولاية عن حشود للحركة الشعبية تقابلها حشود عسكرية هائلة من الحكومة إضافة إلى توترات في بعض مناطق الولاية الأخرى طفت على السطح بعيد أهم إنتخابات تشهدها الولاية في تاريخها ، فأنقسم الناس إلى معسكرين ، معسكر قابض على الزناد وآخر قابض على قلبه خوفاً من حرب قادمة لهم معها تجارب مريرة ويعرفون إفرازاتها جيداً . الإحتقان قاد البعض الذين ظنوا أن حرباً وشيكة بين الطرفين واقعة لا محالة قادهم لإجلاء أسرهم إلى خارج الولاية خوفاً عليهم من نار قد تقضي على الأخضر واليابس . كيف لا وقد سمعوا طبول الحرب تقرع من هنا وهناك ، ورأوا كل طرف متمسك بموقفه ومتمترس خلف قناعاته وليس على إستعداد لسماع وجهة النظر الأخرى . فقد توقف الحوار تماماً وليس بعد توقف الحوار إلا النار . لا المؤتمر الوطني ولا الحركة الشعبية يفكر في تقديم تنازلات للطرف الآخر ، فتخندق كل طرف في مكانه متسمراً في إنتظار المجهول فعاشت كل الولاية أياماً عصيبة تنام وتصحو على الشائعات المقلقة .

والحال كذلك لملم مجلس عموم الحوازمة أطرافه على عجل مستصحباً تجاربه السابقة الناجحة في فض النزاعات وأشهرها النزاع بين قبيلتي المسيرية والرزيقات إضافة إلى العديد من التدخلات الإيجابية الأخرى في العديد من المشاكل القبلية بالولاية . إنطلق الوفد في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والوقوف سداً منيعاً صداً للحرب ، فاستقبلتنا ولاية جنوب كردفان عند مدخلها الشمالي بالأمطار والسحب الداكنة فإستبشرنا خيراً فإن الغيث رحمة من عند الله ... في صباح اليوم التالي إنضم أمراء القبيلة للوفد مانحين الوفد بعداً أهلياً ورمزياً هاماً . بدأ البرنامج بمقابلة الوالي أحمد هارون في الساعة التاسعة صباحاً الذي استقبل الوفد بهدوئه المعهود حيث تم توضيح رؤية الحوازمة في الحرب وطالب المجلس بضرورة تهدئة الأوضاع ونزع فتيل الحرب وإعتماد الحوار كسبيل وحيد لعلاج المشكلات بين الطرفين ، ثم أستمع الوفد لرؤية الوالي الذي تحدث بأريحية شاكراً الوفد على مسعاه ومذكراً له بأن هذا هو واجبهم وأفاض في شرح الأحداث بالولاية ويتعلق بأمر إدارة الأزمة ورؤيته لمستقبل العلاقة مع الحركة الشعبية ، ثم إنتقل الوفد بعد ذلك لدار الحركة التي سبقتنا إليها إشاعات مفادها أن عبد العزيز الحلو معتكف في داره لا يقابل أحد ، ولكن لمعرفتنا بالرجل لم نهتم كثيراً بالشائعات . فتحركنا صوب دار الحركة الشعبية حيث ألتقى الوفد مع مجموعة مقدرة من أعضاء الحركة الشعبية بقيادة الفريق عبد العزيز الحلو ، الذي كان كعادته هاشاً باشاً يوزع الإبتسامات بكل ود على العكس تماماً من الشائعات التي تحدثت عن إحباط الرجل عقب صدرو نتيجة الإنتخابات . جاء اللقاء الذي أمتد لأكثر من ثلاث ساعات متسماً بوضوح الطرح من الجانبين وكرر فيه الوفد مطالبته بضرورة نبذ العنف ووقف التصعيد وتخفيف التوتر الحالي وعدم العودة إلى الحرب وضرورة إتخاذ الحوار سبيلاً لحل كافة المشكلات . تحدث في اللقاء عدد من قادة الحركة مثمنين دور مجلس عموم الحوازمة في مسعاه لإبعاد شبح الحرب عن الولاية وانتهى اللقاء بصياغة بيان مشترك متضمناً الخطوط العريضة التي نوقشت وشاملاً المطلوبات المذكورة أعلاه كإلتزام مكتوب من الطرفين بمخرجات اللقاء . اللقاءات الجانبية العديدة التي أنتظمت القاعة الكبرى بدار الحركة عقب إنتهاء الإجتماع المشترك كانت علامة بارزة في الرحلة فقد تطرقت إلى المشاكل المسكوت عنها والتي تخص مناطق بعينها ، فأثمرت هذه اللقاءات عن تفاهمات مشتركة وأتفاقات بضرورة الجلوس لحلها .

أختتم الوفد زياراته بلقاء مجلس الأحزاب السياسية في الولاية فتحدث قادة الأحزاب ولم يخفوا قلقلهم من الحال الذي وصلت إليه الولاية وإنزعاجهم مما يجري حولهم وتحدثوا عن مرارات واجهتم في تعاملهم مع الشأن السياسي بالولاية وثمنوا الدور الذي يقوم به المجلس وأكدوا بأنهم على إستعداد لتقديم أي عون يسهم في إعادة الأمور إلى نصابها .

أخبرني أحد الإخوة القادمين من كادقلي ، بأنهم خلال تلك الفترة العصيبة التي مرت على الولاية لم يدر في ذهن أحد بأن ثمة طرف ثالث قد يتدخل لمعالجة المشكلة وإيقاف نذر الحرب التي بانت ملامحها أمامهم . فكانت مفاجأتهم كبيرة حينما سمعوا وسمعت كل المدينة أخبار الوساطة ، وبلهفة كانت مدينة كادقلي تتابع أخبار الوفد لحظة بلحظة حتى إنتهاء الوفد من لقاءاته الثلاثة . وكما ذكر محدثي أن كادقلي ولأول مرة منذ بدء الأزمة تحس بإرتياح عميق لم تعهده طوال الفترة التي تلت الإنتخابات فنامت ليلتها تلك هادئة .

نحن لانخشى غير الحرب مرة اخرى فى ولايتنا
والحوار والادارة الاهلية والتعايش السلمى بين القبائل يعتبر صمام الامان
بالله خلونا من الشريكين المتناطحين
الذين ينطحون غيرهم ونفسم
مشكور اخونا يس

هذا المسعى ليس بالغريب على اهلنا الحوازمه دائما هم صمام الامان عند الازمات 000شكرا يس على هذه الاضاءه

ربي يشد من ازركم اخي لجلب الامن لانسان الولاية الذي تزعزع استقراره نار الفتنة والشائعات وانعدام الثقة بين الاطراف الحاكمة...وليس من رأى كمن سمع...ولأنكم رأيتم جاء الحديث كما ينبغي..تبا لسياسية السمع..فليتعلم الجميع منكم اخي يس سيروا وعين الله ترعاكم..احترامي

الأخوة الكرام
هذا هو المتوقع من كل حادب على استقرار الولاية وأقول لأبوهريرة، نعم إن التصالح أفضل من التناطح . طبعاً أخي غريق كمبال من المؤكد إنك قد سمعت الشائعات والتوترات التي حدثت اليوم في كادقلي وام دورين ، فتح قنوات مع كل الجهات ساعدنا على الأقل في معرفة ما يجري هناك والبيان المشترك الذي نبذ العودة للحرب ما زال عهداً بيننا والحركة . كلماتك إقبال عبد اللطيف تؤكد لمن يتحسس موقفه بأنه على الطريق الصحيح . فيصل : آمل أن يتخذ أبناء الولاية بمختلف تجمعاتهم بغض النظر عن المسميات مبادرات تسهم في تطويق الأزمة فالهدف واحد . والمجلس مبادر ونشط وواطي الجمرة يستحق التشجيع خاصة إذا كان وحده من قام بالمبادرة . أشجع تجمع من أبناء ليقوم بواجبه تجاه الولاية ، خاصة وأبوجبيهة بيت كبير للحكمة والنصيحة .

سلمت طال عمرك .

تشكر الاستاذ يسن على الاقل لوضعك لنا في الصورة بحيث جعلتنا وكاننا نعايش الاحداث اول باول
وكل املنا في الله القادر المقتدر ان يوحد كلمة ابناء جنوب كردفان قاطبة بمختلف عرقياتهم وقبائلهم واطيافهم السياسية على قلب رجل واحد لان المتضرر الوحيد من هذا الانشقاق وذلك التناحر هو مواطن جنوب كردفان البسيط الطيب اولا واخيرا والذي يسعى ليلا ونهارا من اجل الكسب الحلال ولا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع المحتدم والذي اسميه صراع المصالح الزائفة..
الف شكر لك يا استاذ على حرصك المتناهي لمتابعة الاحداث وتناولك لها بموضوعية بعيدا عن الجهوية والقبلية.

سلامات

ياسين وكل الذين ادلو بدلوهم فى هذا الموضوع المهم جدا نسأل الله السلامه والامن بالجد ان تفقد الامن يعنى انك فقدت الحياه باكملها اسعوا بنيتكم الطيبه واملكم الكبير فى الله وفى انفسكم وان غدا لناظره قريب . كتر خيرك ياسين محمد ياسين لكن والله ان تتعامل مع اشخاص لا يعرفون ماذا يريدون ده كارثه وانت تحاورهم بالتى هى احسن من باب انك تريد الاصلاح والسلم والسلام وهم يفهمون انك ضعيف دى تحتاج لوقفه حاسمه وقرصة ودن اسفه مطره ان اقول ذلك كفانا من ........ والله تعبنا

بالله عليك الله شوف كمية الغبائن والاحداق المرحله يخلطون الحابل بالنابل .
واه اسفى على ناس ديلا

الأخ محمود منصور ،
نشكر القائمين على أمر هذا الموقع الذي أتاح لنا لقائك بعد هذا الزمن الطويل . وبالأمس بلغ التوتر أشده في كادقلي وتوقفت حركة الناس وأغلقت المحلات التجارية أبوابها ولكن بدأت الأحوال تعود مجدداً للهدوء الحذر .

الأخ فيصل
تواترت الأنباء عن إشتباك صباح هذا اليوم في تلودي وهيبان . وسأعود لك لاحقاً بتفصيل أكثر

الإبنة ناهد
قدرنا أن تكون ولايتنا في نزاع دائم . وكما ذكرت تعليقك أن الأمن هو الأساس الذي تنبني عليه التنمية والخدمات ويرتبط بصلة وثيقة بكل نشاطات الأنسان .

اشتباكات فى تلودى راح ضحيتها ثلاثه من الجيش وصدام ضحى اليوم فى انقارتو على الحاميه ضحيته اثنين من الخوارج وهروب جماعى الى افراد الحركه فى الشرطه المدمجه ومن القوات المشتركه فى الفيض وهناك حشود كبيره من الحركه وفى نيتها مهاجمت الجيش فى عدد من المواقع فى الولايه 000نطالب الحكومه بالرد العنيف وبسط سيطرتها

امنياتنا من الكريم رب العرش العظيم ان يجنب ولايتنا الفتن ماظهر منا ومابطن نحن نثق في ولاة امورنا من القادة والساسين والعمد والمشايخ بأن يطفو نار الفتنه بالولاية ومن هنا نطالب حكومة الولاية بالضرب بيداً من حديد كل من تسول له نفسه بالعبث بأن وسلامت أمن ولايتنا واهلنا بكل قبائلهم وطوائفهم
لك الاحترام

الأخ فيصل
تضارب الأنباء من مواقع الأحداث ربما لا يمنح هذه المساهمة المصداقية المنتظرة .
لكن سأدلو برواية: في مساء السبت قامت مجموعة تابعة في الغالب للحركة الشعبية بمهاجمة مخزن سلاح تابع لحرس الصيد واستولوا على السلاح وأقتادوا الحراس ويقع هذا المخزن جوار مقر الحركة الشعبية وعلى مقربة من وزارة المالية . في صباح الأحد إنتشرت مجموعة من الحركة الشعبية في المنطقة التي تضم وزارات المالية والزراعة وفوجئ الموظفون في الصباح بإنتشار كثيف حول هذه الوزارات ولم يعتدوا على أحد ولكنهم كانوا يمنعون مرور العربات . في المقابل دخلت مجموعة من الدبابات التابعة للقوات المسلحة السودانية إلى كادقلي وبدأت حسب شهود عيان في إستعراض للقوة بالقرب من أطلال مسجد كادقلي العتيق . ونسبة للتوتر السابق أغلقت كل المحال التجارية أبوابها وتوقفت الحركة في المدينة بشكل كبير . في ام دورين تقول رواية الحركة بأنه لا دخل لهم فيما جرى هناك إنما هو خلاف بين قوات الاحتياطي المركزي والقوات الحكومية . لكن رواية أخىي تقول أن هنالك قذائف سقطت على معسكر القوات الحكومية من الجبل . طبعاً حالة التوتر الحالية التي تعيشها الولاية تمثل مجال خصب للشائعات .
أما في تلودي ، حسب الرواية : إن المجموعة التابعة للحركة الشعبية في القوات المشتركة والتي كانت تأتيها مراتباتها من الجنوب لم تصرف مرتباتها لأربعة شهور ، فقامت مجموعة منهم في الصباح بمهاجمة البنك الزراعي في تلودي وأدى ذلك لقتل مجموعة من القوات النظامية ومدنيين .
هذه حصيلة إتصالات عديدة مع عدد من ممثلي الطرفين ، إلا أن غريق يمكن أن يضيف أو يعدل وفقاً لحصيلته .

الاسناذ يسن
الف شكر على التواصل
وربنا يستر على الاهل هناك ويبعد عنهم شبح الفتن والحروب
الف تحية

الأخ فيصل
عموماً تصريحات الوالي للشروق وتلفزيون السودان بالأمس أتوقع أن تصب ماء على نار الفتنة .

يارب تصب الماء على نار الفتنة