جبال النوبة-ذروة الاحتقان -مخاض التغيير

الاستاذ فيصل
قراءة واضحة وتحليل صادق واستشعار فريد لواقع الحال في ولاية جنوب كردفان ويجب ان نعلم و نكاد ان نجزم بان الاحداث الاخيرة وما صاحبها وتمخض عنها من تشريد واقتتال وتصفيات وتجاوزات من كل الاطراف ستترك اثرا كبيرا في النفوس لاجيال واجيال ولن يزول هذا الاثر بزوال هذا الحكم او ذاك ولن يتغير بتغير الزعامات ولا الاحزاب ,,,

صباح الخير فيصل
وكما ورد في التقرير فان الصراع ليس كما يبدو على مقعد ولائي أو تسريح قوات مدمجة ...

فيصل 000التحليل رائع وواقعى بلا شك


محمد كمبال 00حمدله على السلامه

شكراً فيصل

التحليل في مجمله يعكس كثيراً من الواقع ولكن تغافل جزءاً كبيراً من ديموغوغرافيا جنوب كردفان بل حول كل القضية باسم جبال النوبة مع إهمال البعد التاريخي لهذه المنطقة (جنوب كردفان) وقصره على قبائل النوبة ووضع المشكلة في إطار ضيق بين الحركة والمؤتمر الوطني وتجاهل التقرير أغلبية القبائل العربية في جنوب كردفان ليبعد شبهة تدخل الغرب المتربص وإلباس القضية ثوب العنصرية البغيض والذي يوحي بأن المشكلة مشكلة أقلية مضطهدة ومهضومة الحقوق مع أن الغبن والضيم واقع على كل أهلها. بل لو نظرنا عبر تعاقب النظم السياسية بعد شطر كردفان الأم إلى شطرين وكان على رأس الشطر الجنوبي منها المرحوم محمود حسيب جباه وكيف كانت مقومات التنمية من كهرباء ومدارس ثانوية وطرق معبدة غفلت عن عمد وسبق إصرار مناطق العرب وحُوِّلت لسلارا والدلنج وكادوقلي وحرمت منها أبوجبيهة التي كانت ومازالت يرونها مستقر الأعراب فحُرمت من كل تلك المقومات وما تعيين موسى كجو بها بعد نيفاشا إلا نكاية بأهلها وترويضهم وإذلالهم والمؤلم حقاً أن المديرية تعتاش من موارد أبوجبيهة المحرومة حتى من دخلها مع أن البنى السياسية كانت قائمة على أساس اللامركزية وتقصير الظل الإداري .. فهل أحق أن يثور من ظلم أم من تمتع واستأثر بخيرات غيره ودون مجرد التفكير حتى أن يتشاطر مع الغير هذه الموارد بل وبعنجهية تثير دم كل حر !! إنه والله شيئ يدعو للعجب والحنق .
إن الرؤى والأهداف المأمولة من مشورة النيل الأزرق وجبال النوبة بنيت على فرضية مشروع السودان الجديد الموحد وليس الذي عرَّفه المستعمر الانجليزي بالشمال والجنوب مع إقحام جبال النوبة في رقعة ما أسماه بالمناطق المقفولة دون مشورة أهلها بحكم أنه يملك القوة بعد هزيمة كرري وسقوط سلطنة دارفور.والحركة الشعبية والتي طرح جون قرنق قائدها مشروع السودان الجديد كشف الزمن أن أطروحته ليست سوى تكتيك مرحلي وسقط المشروع بأيدي الحركة التي لفظت حتى منسوبيها من شمال الوطن فوجدوا أنفسهم في الشارع وما أبقت لياسر عرمان ومن لف لفه سوى مشورة جبال النوبة والنيل الأزرق وذلك لقصر نظرتهم فمساعد الياي كما يقول (المساعدية) لايمكن أن يكون ياي كما مساعد الدكتور لا يمكن أن يكون دكتوراً فما كان إلا أن تدثر ياسر عرمان بزواجه من بنات الجنوب زلفى وتقرباً وخطب مودة ومصلحة سياسية قبل أن تكون خطبة محبة وهيام والآن راحت السكرة وأتت الفكرة .. فلم تجدي كل تلك التحيات العسكرية لجون قرنق دي مبيور أو سلفا كير ميارديت.. ونسي ياسر أن هؤلاء يملكون من الدهاء ما يمكن أن يضربوا به ريك مشار وفاولينو الجنوبيين ( فالأكل إن ما كفىّ أهل البيت يحرم على الجيران) فما بال ياسر ومن دار في فلكه من قصار القامة السياسية ومن طال العمى رؤاه الفكرية ومن هم أضحوا فاقدي أي انتماء طبقي أو جهوي ..بالتأكيد سيكون مصيرهم الركل وبالشلوت ومن شاكلتهم المُنعّم فاروق أبوعيسى من خان رفاقه في يوليو 1971 وأجسادهم تتدلى من مشانق النمرود جعفر النميري وليطعن غدراً ظهر من ثقبت زخات الرصاص صدره فاروق الذي لا أشك أن لو سئل عن أبوجبيهة سوف لن يعرف أين ترقد هي من خارطة السودان وحتى بعد اجتراح الجنوب منها فضلا عن أن يعرف كودا وكرنضل وام درتو ،، صار أمثال هؤلاء وإنابة عنا يتكلمون باسم جنوب كردفان وباسم أبنائها .. هؤلاء كسدت بضاعتهم وصاروا أبواقاً وعملاءللغرب وهم أول من حذر من خطره .. ولكن متى كان ذلك ؟ كان أيام ماكانت الشيوعية مركب على الله يركبها السابلة من كل لون بدءاً من وجهاء الجديد في الأربعينيات إلى السابلة من رعاع المدن والقرى من كل صوب وحدب . والآن سقطت الشيوعية فلا مناص ولا حرج من أن يركبوا يختاً أمريكياً علهم يلحقوا ما فات شارده ولو كان ذلك هو حضن أم الإمبريالية أو حتى ما كان غائبه في غُيابة الصين.
نعم للنوبة حقوق وللعرب حقوق ولغيرهما حقوق فالأرض تاريخياً ليست ملكاً لنوبة الشمال ولا للفتح الاسلامي الذي مر من عندها إلى أدغال أفريقيا رافعاً مشعل الهدى والنور.
إن الهدف من إثارة هذه المشكلة أبعد من حقوق إثنية قبلية ولكن ترقى لهدم وتمزيق كل السودان ليصبح كالعراق ثم تستباح الأرض والعرض والثروة والآن فقط الآن أطلت قضية عشرين ملياراً من الدولارات هرب بها حاكم العراق بريمر وما خفي أعظم... وحتى لو أعطي كل مظلوم من هذه المنطقة حقه كاملاً .. سوف لن يترك السودان وشأنه .. الغرب الآن يعيش مشكلة إقتصادية ضخمة أفرزت منه ذئباً جريحاً كاسراً متلهف لشرب دمائنا ونهب ثرواتنا التي لم تكشفها له التكنولوجيا آنذاك أيام الاستعمار الأوربي لإفريقيا فأتى ثانية ولكن من الشباك .. شباك الحركة الشعبية التي ثقبته في جدار وحدة السودان ليصبح باباً تأتي منه الريح .. والتي إن لم نقف لها وقفة رجل واحد ستتحول هذه الريح إلى إعصار سيقلتع كل جذورنا نوبة وعرباً ويومها نقول ما يقوله شعب العراق اليوم يا حليل صدام وطاح العراق وسلبت هيبته وسرقت ثروته وتفرق أبناؤه أيدي سبأ في أصقاع الدنيا علهم يجدون ما ينسيهم فداحة ضياع العراق وضياع هيبة بنيه.

أخيراً وليس آخراً
إن الجزيرة أخي فيصل تظل مؤسسة إعلامية لا يخرج تحليلها عن دائرة الخبر دون سبر غوره ودون الإلمام بما يلم به من رجله واطئة جمر مشاكل أرض الخبر ولا بالعمق الذي يفهم به أبسط سكان أرض القضية لمشاكلهم حتى ولو اشتممنا من الجزيرة نبل المقصد والنأي بالخبر عن مزالق الهوى والغرض فهي تظل تحمل رأي من هو من بلد به أكبر قاعدة وترسانة رعب لقوات اليانكي الأمريكي الذي لا يحيد قيد أنملة عن مصالح الصهيونية ممثلة في إسرائيل ومطامعها في ثروات بلدنا الحبيب السودان هذه الثروات التي طالما سال لها لعابها الكريه. إنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
اللهمّ هل بلغت؟ ألا اللهم فاشهد ...اللهمّ هل بلغت؟ ألا اللهم فاشهد ...اللهمّ هل بلغت؟ ألا اللهم فاشهد .

صدقت ايها البطل والفارس فضل ((خدورة))
مازلنا ومازال العراقيون والعرب الشرفاء يبكون عهد صدام حسين,,الذي ولى تحت ضربات المتامرين والمتخاذلين,,
مشكلتنا اننا اي ان الشعب السوداني والحكومات السودانية لا يتعظون ولا ياخذون بالعبر والتجارب,, وبعض منهم من امثال ياسر عرمان وزمرته لا يهمه ان ينقسم السودان او ان يتقسم الى فتات ليصبح لقمة سائغة وسهلة للاستعمار العالمي الجديد والذي كما ذكرت يا استاذ فضل يدخل من الشبابيك لعدم قدرته على الدخول من الابواب الرسمية,,
وامامنا تجربة العراق وتجربة افغانستان وتجربة الصومال وفي الطريق اليمن وسوريا وليبيا فهل نستفيد من هذه التجارب ونرمي السلاح ونحمل بدلا عنها معاول البناء والتعمير؟؟
في قناةال (BBC ) الاخبارية استضاف مقدم الحلقة احد المعارضين للنظام الليبي وساله عن سير المعارك على الارض .. ومدى تقدم الثوار في الجبهات ,, وكان هذا السؤال من ضمن الحلقة ومن ضمن عدة اسئلة طرحها المذيع ومن ضمن الاسئلة التي اجاب عليها هذا المعارض رد قائلا ( اننا نستغرب ونتسائل لماذا تضرب قوات التحالف وتدمر في العاصمة طرابلس وتقتل في المدنيين فيها وتدمر البنى التحتية للعاصمة والمدن الكبيرة وجيوش معمر القذافي في العراء وعلى اطراف المدن بكل عدتها وعتادها الحربي الثقيل ولا تحتاج الى جهد من قوات التحالف لاكتشافها و للانقضاض عليها وتدميرها))؟؟؟؟.
اعني بذلك لقد انطبق المثل السوداني الذي يقول عينك في الفيل... في حملة الغرب على ليبيا والملاحظ ان كل السيناريوهات في كل البلدان العربية الملتهبة والتي غمرها طوفان المظاهرات الشعبية سيناريوهات واحده ومتشابهة ومتقاربة الى حد كبير اما النتائج فتختلف باختلاف تسلط الانظمة وجبروتها ومدى فظاعتها في تنكيلها بالشعوب,
وهذا هو نفس السناريو والذي كان من المفترض ان يبدا من كادقلي عاصمة الجبال ليزحف شمالا لتكوين دولة السودان الجديد كما يزعمون ,, وكما بدا في بني غازي زاحفا نحو طرابلس وفي درعا زاحفا نحو دمشق وفي جنوب اليمن زاحفا نحو شمالها علما بان السيناريوهات تختلف بين دوله واخرى حسب تكوينها السكاني والجغرافي والسياسي..
الف تحية

---

آمل أخي فيصل أن تمر على ردي أعلاه

شكراً فيصل على المداخلة

أولاد العاصمة لا يعرفون حتى قرى الجزيرة الفي السودان مش القناة وابنتنا هذه مثل مراسلي الجزيرة .. وما أبعد القصيم عن أهل اللبونج وتيبر وهي أكاديمية تركت السودان مثلنا ولكني من أبناء المنطقة ولولا كنت كذلك لما استطعت أن أكتب ما كتبت ولقد ذكرت هذا في آخر المقال ((
إن الجزيرة أخي فيصل تظل مؤسسة إعلامية لا يخرج تحليلها عن دائرة الخبر
دون سبر غوره ودون الإلمام بما يلم به من رجله واطئة جمر مشاكل أرض الخبر
ولا بالعمق الذي يفهم به أبسط سكان أرض القضية لمشاكلهم))...

إذا فرضت عليك الحرب فلا من مناص ولو قرأت ردي على المقال يا ابني الطيب الشيخ حسن فإن الغرب مستعد لامتصاص ثروات هذه البلد أما غيره فلا وحتى لو كانت الصين .. لست منحازاً للبشير ولكن فقط شبهة محكمة الجنايات التي طالته ولم تمتد لتحاكم ما اقترفه الإسرائيليون في صبرا وشاتيلا وقطاع غزة ولبنان ولم تطل جورج بوش إبنا وأباً ورانسفيلد والوغد اليهودي ديك تشيني وسيئة الذكر كونداليسا رايس وتوني بلير والذين فرضوا الحرب على العراق وبدون حتى تصريح من الأمم المتحدة والتي هي عميلهم الأول ومرتع لعنجهيتهم ولكنهم فرضوا الحرب على العراق ودمروه بحجة إمتلاك أسلحة الدمار الشامل وهم الذين امتلوكها ودمروا بها العراق ومن قبل دمروا بها هيروشيما وناجازاكي وفيتنام وكمبوديا ولاوس .
الحرب إبني الطيب إن فرضت عليك لا بد مما لا ليس منه بد فالذئبة تحمي دكتها والكلبة تحرس نطفتها والنملة تعتز بثقب الأرض.. والعيب ليس في عدونا ولكن العيب فينا...

ماذا حصل يا فيصل لثورة تونس وماذا حدث لثورة ليبيا حيث دمر حلف الأطلنطي ليبيا وكتائب القذافي على مرمى حجر منه ويمكن تدميرها ؟؟ ماذا حصل لثورة اليمن وحتى ثورة مصر والتي يرى طنطاوي اليوم باخلاء طرف سيء الذكر حسني مبارك ... كلها ثورات تم احتوائها بأيدي إسرالئيلية وأيدي المخابرات الأمريكية .. أما كلمة نظرية المؤامرة هذه بدعة غرب يا فيصل كالذي عينه على الفيل ويطعن ظله..
أخي فيصل منذ أن خلق الله هذه الدنيا هنالك فسطاطان هما الخير والشر وكل صراع الحياة هو صراع بين الخير والشر منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل .. ووالله لسنا في حاجة لأن نجهض أضعف الإيمان الذي نمتلكه في مواجهة الشر بما يسمى نظرية المؤامرة ...من أثبت هذه النظرية وهي أصلاً حالة افتراضية لم تخضع إلا لتجارب الغرب ... يا فيصل الحرية لاتورث العبودية كما القيد لا يورث الانعتاق ... الغرب فسطاط شر واضح أفصح حتى قادته بذلك يا معنا يا ضدنا كما قالها بوش الابن صبيحة دمار مبنى التجارة.. إن النظر لكل حالة ممانعة للغرب هي من ضروب نظرية المؤامرة إنما هو مورفين يراد به تثبيط كل من طالب بحقه وتقعيساً لهمم من يناهضون الغرب ...
أخي فيصل أن النظر للإطار العام والهدف الاستراتيجي للغرب أكبر من أن نصبغ مناهضته بأنها ضرب من ضروب الهرطقة السياسية التي يجب تهميشها وذلك بأن لا نبالغ في توصيفها وأنت ترى بأم عينيك تتخطف الأوطان وتدمر من حولنا الصومال واليمن والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وغزة .. ثم نأتي ونؤطر ذلك في خانة نظرية المؤامرة... هذا هروب من الواقع لن تغفره لنا السماء ولا أحفادنا في الأرض

---

ا





لخليفة ود تور شين