القصيدة المحمدية للبوصيري
صفحة 1 من اصل 1
القصيدة المحمدية للبوصيري
محمد أشرف الأعـراب والعـجم | محمد خير من يمشـي على قـدم | |
محمد باسـط المـعروف جامـعه | محمد صاحب الإحـسان والكـرم | |
مـحمد تاج رسل اللـه قاطـبة | محـمد صادق الأقـوال والكـلم | |
محمـد ثابـت الميـثاق حافـظه | محمد طيـب الأخـلاق والشـيم | |
محمد جبلـت بالنـور طينـته | محمد لم يـزل نورا من القـدم | |
محمد حاكـم بالعـدل ذو شـرف | محمد معـدن الأنـعام والحـكم | |
محمد خير خلق اللـه من مضر | محمد خير رسل اللـه كلهـم | |
محمد ديـنه حـق نديـن بـه | محمد مشرق حقا عـلى عـلم | |
محمـد ذكـره روح لأنفـسنا | محمد شكره فرض على الأمـم | |
محـمد زيـنة الدنيا وبهجتـها | محمد كاشـف الغـمات والظـلم | |
محـمد سـيد طابت مناقـبه | محمد صاغـه الرحمن بالنعـم | |
محمد صفـوة البـاري وخيـرته | محمد طاهر من سائـر التهـم | |
محمد ضاحك للضيـف مكرمـه | مـحمد جاره واللـه لم يـضم | |
محمـد طابـت الدنيا ببعثـته | محمـد جاء بـالآيات والحـكم | |
محمد يوم بعـث الناس شافعـنا | محمد نـوره الهـادي مـن الظلـم | |
فمبـلغ العـلم فيـه أنـه بشـر | وأنه خيـر خـلق اللـه كلهـم | |
وكل آي أتى الرسل الكـرام بها | فإنـما اتصلت من نوره بهـم | |
فانه شـمس فـضل هم كواكبـها | يظهرن أنوارها للناس فـي الظلم | |
أكرم بخلق نبـي زانـه خلـق | بالحسن مشـتمل بالبـشر متـسم | |
كالزهر في ترف والبدر في شرف | والبحر في كرم والدهر في همم | |
كأنه وهو فـرد فـي جلالتـه | في عسكر حين تلقاه وفي حشم | |
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف | من معدني منطق مـنه ومبـتسم | |
لا طيب يعدل تربا ضم أعظـمه | طـوبى لمنتـشق منـه وملتـثم | |
أبان مولده عن طيـب عنـصره | يا طيب مبـتدأ ٍ منـه ومختـتم |
yasir- Admin
رد: القصيدة المحمدية للبوصيري
يوم تـفرس فيـه الفـرس أنهـم | قد أنذروا بحلول البـؤس والنـقم | |
وبات أيوان كسرى وهو منـصدع | كشمل أصحاب كسرى غير ملتـئم | |
والنـار خامـدة الآنفاس من أسف | عليه والنهر ساهي العين من سدم | |
وساء ( ساوة ) إن غاضت بحيرتها | ورد واردها بالغيـظ حين ظمـي | |
كأن بالنار ما بـالماء من بلـل | حزنا وبالمـاء ما بالنـار من ضرم | |
والجن تهتف والأنـوار ساطعـة | والحق يظهر من معنى ومن كلـم | |
عموا وصموا فإعلان البشائـر لم | يسمع وبارقـة الإنـذار لم تـشم | |
من بعد ما أخبر الأقـوام كاهنهـم | بـأن دينهـم المـعوج لم يقـم | |
حتى غدا عن طريق الوحي منهرم | من الشياطيـن يقـفوا اثر منهـرم | |
كأنهـم هـرباً أبـطال أبـرهة | أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي | |
نبذا به بعـد تسبـيح ببطنهـما | نبـذ المسبـح من أحشاء ملتـقم | |
جاءت لدعوتـه الأشـجار ساجـدة | تمشي إليـه على ساق بلا قـدم | |
كأنـما سطرت سطرا لما كتبـت | فروعها من بديـع الخـط بالقـلم | |
مثل الغـمامة أنى سار سائـرة | تقيه حر وطيس للهجـير حمـي | |
أقسمـت بالقمر المنشق ان لـه | من قلبه نسبة مبـرورة القسـم | |
وما حوى الغار من خير ومن كرم | وكل طرف من الكفار عنه عمي | |
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على | خير البرية لم تـنسج ولم تحـم | |
وقاية اللـه أغنت عن مضاعفة | من الدروع وعن عال مـن الأطم | |
ولا التمست غنى الدارين من يده | الا استلمت الندى من غير مسـتلم | |
لا تنكر الوحي من رؤياه أن لـه | قلبا إذا نامـت العينان لم ينـم | |
وذاك حيـن بلـوغ من نبوتـه | فليـس ينـكر فيه حال محتـلم | |
تبارك اللـه ما وحي بمكتسـب | ولا نبـي على غيـب بمتهـم | |
كم أبرأت وصبا باللمس راحتـه | وأطلقـت أربا من ربقة اللمـم | |
وأحيت السنـة الشـهباء دعوتـه | حتى حكت غرة في الأعصر الدهم | |
بعارض جاد أو خلت البـطاح بها | سيلا من اليم أو سيلا من العرم | |
دعني ووصفي آيات لـه ظهرت | ظهور نار القرى ليلا على علـم | |
فالـدر يزداد حسنا وهو منـتظم | وليس ينقص قدرا غير منـتظم | |
فـما تـطاول آمال المديـح إلى | ما فيه من كرم الأخلاق والشـيم | |
آيات حق من الرحمـن محدثـة | قـديمة صفـة الموصوف بالقـدم | |
لم تقتـرن بـزمان وهي تخبـرنا | عـن المعاد وعـن عاد وعن ارم | |
دامت لدينا فـفاقت كل معـجزة | من النبيـين إذ جاءت ولم تـدم | |
محكمات فما يبقيـن مـن شـبه | لذي شقاق وما يبغين من حـكم | |
ما حوربت قط إلا عاد من حرب | أعدى الأعادي إليـها ملقي السـلم | |
ردت بلاغتـها دعوى مـعارضها | رد الغيور يد الجاني عن الحـرم | |
لها معان كموج البحر في مـدد | وفوق جوهره في الحسن والقيـم | |
فما تعد ولا تحـصى عجائـبها | ولا تـسام على الإكـثار بالسأم | |
قرت بها عين قاريها فـقلت له | لقد ظفرت بحبل اللـه فاعتصم | |
ان تتلها خيفة من حر نار لظى | أطفأت حر لظى من وردها الشـبم | |
كأنه الحوض تبـيض الوجوه بـه | من العـصاة وقد جاؤوه كالحمـم | |
وكالصـراط وكالمـيزان معــدلة | فالقسط من غيرها في الناس لم يقم | |
لا تعجبن ْ لحسود راح يـنكرها | تجاهلا وهو عين الحاذق الفهـم | |
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد | وينكر الفم طعم الماء من سقـم |
yasir- Admin
رد: القصيدة المحمدية للبوصيري
يا خير من يمّم العافون ساحته | سعيا وفوق متون الأينق الرسـم | |
ومن هو الآية الكبرى لمعتـبر | ومن هو النعمة العظمى لمغتـنم | |
سريت من حـرم ليلا إلى حرم | كما سرى البدر في داج من الظلم | |
وبت ترقى إلى أن نلت منـزلة | من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم | |
وقدمتـك جميـع الأنبـياء بـها | والرسل تقـديم مخـدوم على خدم | |
وأنت تخترق السبع الطباق بهـم | في موكب كنت فيه صاحب العلم | |
حتى إذا لم تـدع شأوا لمستـبق | مـن الدنـو ولا مرقى لمسـتلم | |
خفـضت كل مقام بالاضافـة إذ | نوديت بالرفع مثل المفرد العـلم | |
فخرت كل فـخار غير مشـترك | فحزت كـل مقام غير مزدحـم | |
وجل مقدار ما وليـت من رتب | وعز إدراك ماوليـت من نعـم | |
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـا | من العنايـة ركنا غيـر منهـدم | |
لما دعى اللـه داعينا لطاعته | باكرم الرسل كنا أكـرم الأمـم | |
راعت قلوب العدا أبناء بعثـته | كنـبأة أجفلت غفلا من الغـنم | |
ما زال يلقاهـم في كل معتـرك | حتى حكوا بالقنا لحما على وضم | |
ودوا الفرار فكادوا يغبـطون به | أشلاء شالت مع العقبان والرخـم | |
تمضي الليالي ولا يدرون عدتـها | ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم | |
كأنما الديـن ضيف حل ساحتهـم | بكـل قرم إلى لحـم العدا قـرم | |
يجر بحر خميـس فوق سابحـة | يرمي بمـوج من الأبطال ملتطم | |
من كـل منتـدب للـه منتسب | يسطو بمستأصل للكفر مصطـلم | |
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم | من بعد غربتهـا موصولة الرحم | |
مكفـولة أبدا منهم بخـير أب | وخير بعـل فلم تيـتم ولم تئـم | |
هم الجبال فسل عنهم مصادمـهم | ماذا رأى منهـم في كل مصطدم | |
وسل حنين وسل بدرا وسل أحدا | فصول حتف لهم أدهى من الوخم | |
المصدري البيض حمرا بعد ما وردت | من العـدا كـل مسود من اللمم | |
والكاتبين بسمر الخط ما تـركت | أقلامهم حرف جسم غير منعجـم | |
شاكي السلاح لهم سيما تميزهـم | والورد يمتـاز بالسيما عن السلـم | |
تهدي إليك رياح النصر نشرهـم | فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي | |
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى | من شدة الحزم لا من شدة الحزم | |
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا | فما تـفرق بـين البهم والبهـم | |
ومن تكن برسول اللـه نصرته | ان تلقه الأسـد في آجامـها تجم | |
ولن ترى من ولي غيـر منتصر | بـه ولا من عدو غير منقـصم | |
أحـل أمتـه فـي حرز ملتـه | كالليث حل مع الأشبال في أجم | |
كم جدلت كلمات اللـه من جدل | فيه وكم خصم البرهان من خصم | |
كفـاك بالعـلم في الأمي معجزة | في الجاهـلية والتأديب في اليتـم | |
خدمتـه بمديـح أستقـيل بـه | ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم | |
اذ قلـداني ما تخـشى عواقبـه | كأنـني بهما هدي من النعـم | |
أطلعت غي الصبا في الحالتين وما | حصلت الا على الآثـام والنـدم | |
فيا خسارة نفـس في تجارتـها | لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم | |
ومن يـبع آجلا منـه بعاجـله | يبن له الغبن في بيع وفي سلم | |
ان آت ذنبا فما عهدي بمنتقض | من النبي ولا حـبلي بمنـصرم | |
فان لـي ذمـة مـنه بتسميـتي | محمدا وهو أوفى الخلق بالذمـم | |
ان لم يكن في معادي آخذا بيدي | فضلا وإلا فـقل يا زلة القـدم | |
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمـه | أو يرجع الجار منه غير محترم | |
ومنـذ ألزمت أفـكاري مدائـحه | وجدتـه لخلاصي خيـر ملتـزم | |
ولن يفوت الغنى منه يـدا تربت | إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم | |
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت | يدا زهـير بما أثـنى على هرم |
yasir- Admin
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى