وصية الشيخ عبد المحمود الحفيان
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وصية الشيخ عبد المحمود الحفيان
هذه الوصية التي اوصى بها الشيخ عبدالمحمود الحفيان بن الشيخ عبالقادر الجيلي بن الاستاذ الشيخ عبالمحمود بن الشيخ نورالدائم بن القطب احمدالطيب بن الشيخ البشير راجل امرحي ، ميلاده طابت الموافق 1/1/1919 وحفظ القرأن وهو دون الخامسة عشرة من عمره بقرأءة ابي عمرو بن العلاء - رواية حفص بن عمر الدوري ، وهذه وصيته لأبنائه الثلاث عندما كان في ايامه الاخيره وهو يرى دنو اجله بعين اليقين والمكاشفه ففي هذه الوصايا ارى خيراً كثيراً لهم ولنا نحن اهل التصوف والطريق .
1- انما الموت تجِل في مقام --- ولئن تدكدك طوري فأني الساجي في غفوة اللقاء بالحق الذي اجدُ في وجوده الآنس غناءً عن كل وجود ، ولي في ركب الملك يزُف عروستي في اثوابها السندسيات وريحها العبق الي غُرفي الدُريات في درجات الفردوس حُداءٌ ينسيني لحناً طالما تردَد على اوتار عُودي الذي لا اُبالي ان تكسَر ! لأن تكسُره لايعني فنائي !! فأن مايفنى هو السَقط ، ولم اجد في اعواد غابي يوماً سقطاً :
هل رأيتم قائماً بالحق يخشى من حِمام -- انما الموت تجلٍ في مقام
كم تجَلى شاعرُ بالحق من بعد الحِمام -- يوقظُ الاعين حيناً وينام
ويشيع النور في الاسرار دهراً وينام -- ويمُدُ الروح بالايقان حتى لاتنام
-(( فلتعلموا بدءاً _بَنِىَّ _ أنَّ الحياة فلكٌ دوارٌ . يتعاقب عليه ليلٌ ونهارٌ. ولكن كثيراً من السالكين طريــقَ الحق لايرون نهارَ هذه الحياة ، بل يرددون دائما ً أنَّ الحياة ظلمةٌ والعيش عذاب ، لالشىء إلا لأنّّهم يضعون على أعينهم عدساتِ المشقةِ والبؤس ، التى غُشِيَتْ بألوانِ الألم ِالقاتم والفَقْدِ المُعْتِـم الكَئيبِ لمشاعل النُّور وكواكب الهُدى . ولكن. مَنْ قال لهؤلاء الناس أَنّ دوران الفلك قد توقَّف ومن أنبأَهُم أنَّ الأيام قد عَقُمَتْ !؟ وهل علموا يوماً أن الخلودَ نصيبٌ لقفص الطِّين الذى تَهُدُّ أركانَه ريـاحُ السُّقْم وتَسِّيرُه موجاتُ الحياة إلىمداخل الموتِِ وفْقَ إشارة القدر الذى يعمل بحسب قضاء الله النابع من حُكْمِهِ على عباده ؟ وهل تجدَنَّ الدّهرَ رادَّاً لقضاء الله أو معقباً على حكمه ؟ )) .
2 -(( ولا أَظُنىّ أعدو الحقَّ _بَنىّ_ إنْ قلتُ . إنّ الحياة مضيئة بنور الله . لأنها تمثِّل عظمة االله ومجده لذوى العقولِ التي تستشرف الوقوفَ على عظمة الله وبالِغِ حكمته ولطفه وخبرته . ولكنَّ ذاتَ الحياةِِ قد تعودُ مظلمةً خامدة مُعْتِمةَ الآفاق ، إذا فقد الإنسانُ الحركة للإستفادةِِ والإستعانةِ بهذا النور الإلهى للكشف عن أسرار الحياةِ وصولاً إلى الإيمان والمعرفة الحقةِ بالحقّ . التى بها قِوَامُ الحياة وشرف الممات ، كما أن الحركة نفسها قد تتوّلَّد شوهاءَ عَشْواء لابركةَ فيها ولانماء إنْ لم يصاحبها الإخلاصُ الراضى ، والمعرفة الُمحْسنةُ بقضاء الله وخَفِىِّ حكمتِهِ )).
3-(( وحاذِروا - أبنائي .. من معرفةٍ سقيمة وعلم عقيمٍ لا ينتج عملا ً، ولا يخلِق قوةً دافعة للخير والحق والسلام في الإنسان . وكل عملٍ أيّها السالكُ باطلٌ وهَشِيمٌ ، تذروه الرياحُ ، وتبتلعه طُـوي النِّسيان ، دون أنْ يخلِّف ذِكرا . إنْ لم تُصَاقِبُه المحبةُ لخلق الله ، ويواكبه شعورٌ طاغ بحبِّ الله ورسوله، والذي يجب أن يعكس شعورَك بالحُبِّ ويترجمه في الوقت الزماني . عطفاً على الآخرين وعوناً لهم ، في حُبّ يربطهم ببعضهم البعض وفي سماحة تُنْسى المنَّ والأذى وفي خلق رفيع يرتفع بهم ليربط كل واحدٍ بربه الذي أنعم عليه بنعمةِ حُبِّه وحُبِّ عباده الصالحين )) .
4-(( وحدِّقوا – أحباَّئي - في أعماق قلوبكم بإحساس صادق ، وبصيرة وقادة ، تجدوا الفرح فيما تظنّونَه حزنا !! وهل يحزن من له أدنى بصر بالله عند لقائه ؟ . وهل يتأسف على الفراق من له البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة ؟ إني أعلم – أخلائي أن البحر مائر عنيد . وأن في البّر لقَسْوَرة عنيد . فاجعلوا من عقولكم المنوَّرة بنور الله دفةً لسفائن نفوسكم تقْوَ على شقِّ عباب هذا البحر المضطرب بالعواطف في صدر أيٍ منكم . وأجعلوا من ذات العقول ، قيوداً تمنع القسورة العنيد من الحراك نحو الشرِّ في فمِ أيٍ منكم )).
5-(( وحاذِروا _ أحبَّائي _ توقُّد العواطف وتأجُج نيرانها مع غيبة العقل . لأنَّ العاطفة المتَّقِدة إنْ لم يقيّدها العقل العارف العالم ، كانت لهيباً حارقاً ، وداءً عضالا ًيتمشَّى في بِنْيِة النفس السليمة فيوردُها موارد العطَب . فليعمل كلٌ منكم جاهداً للمحافظة على دفَّة سفينة نفسه . المتمثلة في عقله ، الذي يجب أنْ يقف قويّاً صُلباً ، لاتحرِّكه المآسي العاصفةُ ، ولاتستَفِزُّه إشاراتُ عصا القدر بنهاية العزف في مقطوعة الحياة . لأنّ النغم الخالد لايموت ، والروح المتطلعَ إلى الكمال لايفنى والعقل الذي وجد بَردَ الراحة في كنَفِ الله لايضطرب . كما أن القلب الذي تفتّحت أكمامه بأنوار الحقيقة ونسمات الرِّضا وروح الحب لايمكن أنْ يجد ظلامُ اليأس الى شِعابه سبيلا )).
6- فاجعلوا-بنّى- من عقولكم روَّاداً لمشاعركم ، وقوَّاداً على عواطفكم . لتعيشوا معى الحياة وما بعدها أقوياءَ تُعطون ما يعترضُكم من العقابيل اليوميَّة حقَّها من التأمُّل والتَّفكر والروية ، ليبدو لكم أنَّ آلامكم أقل غرابة وألصق جنباً من أفراحكم ! ولئن كان ربيعُ القلوب يشيع الفرح فى النفوس فإنَّ شتاء القلوب يرعد هذه النفوس بألم الصَّقِيع والقِرِّ الذي لايجد الإنسان مفرّاً من تقبُّله مادام شيئ لابدّ منه ليسير النسق الحياتي ، كما قدر له ان يسير في الوجود الزماني . فلا غرابة في فصول أيامكم كما أنَّه لاعجب في فصول قلوبكم)).
7-(( فارتفعوا-أبنائى- إلى مصاف قضاء الحكيم فيما خلق . وكونوا ممسوسين فى ذات الله وليس فى أدنى من ذلك . لأنّ الطريق دارجٌ .والسبيل ممهودٌ إلاّ من عقبة كئود ، هى النفس التى إنْ لم تشغلوها بالحقِّ ، شغلتكم بالباطل)).
8-(( فلا تجعلوا –بنّى- من البَيْن أينَ ؟ لأنَّ فى الأيْنَ بعد البين قصورٌ . فاحرصوا ألاتُذْكر محاسنى بمثالبكم بل اجعلوا من الطريق وصلاً ، ومن الإحسان ديدناً ومن الوجه الطلْق زاداً يسعُ كل الناس ،وذكرونى بكم،ولاتجعلوا ذكركم بى . ولْيَذْكُرنى –أحبابى بكم، وفيكم. فإنِّى والَّذى نفسى بيده لم آلوكم جهداً فى التوجيه والإرشاد ، وقد تركتكم على المحجَّة البيضاءِ والسنَّة الغرَّاء. فلا تجعلوا من الدنيا أكبر همِّكم فإنَّها لاتعدل عند الله جناح بعوضة وهل فى جناح بعوضة غَنَاءُ ؟! )).
9-(( فانفقوا- بنىّ – ينفق الله عليكم واخشَوه واتقوه يرزقكم من حيث لاتحتسبوا . ولاتُوكُوا فيُوكَى عليكم . ولاتخزنوا فيخْزَن عنكم الخير . فإن من رحم ، لاشك مرحوم ولو فى عُقْرِ داره . ومن يُقْرِضُ الله قرضاً حسناً يضاعفه له ، فاحسنوا القرضَ لله يحسن الوفاء لكم ))
10-(( واحسنوا السفر-بنىّ- باتخاذ الزاد . فإنِّى رأيت السفر إلى الله أبعد ما تريدون . فخذوا له مايصلحكم –بنىّ- إذ أنّ صيام يوم حـار مرمـض يقى من الزلل فى يوم أشدُ حراً منه وأطول نشوراً . ولحجةٌ مبرورةٌ إلى بيت الله الحـرام ، لتقف عَدْلاً لكل ما اجترحتَ من سيئات حتى تعود كيوم وَلَدتْك أمُّك ما اجتنبتَ المظالم َ. وإنَّ ركعتين فى جوف الليل الغابر حين تغور النجوم وتشتدُّ الظلمة ويسكتُ الحسُّ ، لتنيران القبر بنور يملأبين السماء والأرض . وللكلمة الحسنة تلفظونها عدل لايوازى من حسنات أنتم أحوجُ ماتكونون اليها ، وللهُجرِ من القول تسكتون عنه حلماً أثرٌ كبير فى رضى الحقِّ عنكم يوم الوقف العظيم )).
11-(( وأكثروا – بنيّ – من الصَّدقة سرّاً فإنَّها تطفئ غضب الرب . وعليكم بصلة الرَّحم فإنها منْسأةٌ للعمر . واجعلوا الحياة الدنيا مجلسين : مجلسٌ في طلب الآخرة ، ومجلسٌ في طلب الحلال . ولا تَعْتدُوا الثالث فتهلكوا . فإنَّ العاقل – بنيّ – من جعل ظعنه في ثلاث : تزوُّدٌ لمعادٍ . او مرمَّةٌ لمعاشٍ أو لَذَّةٌ في غير مَحْرَم )) .
12-((وكونوا-بنىّ- من العقل والحزم والبصر ببواطن الأمور ،بحيث لاتلفتَنَّكم الدنيا عن هَجِيْرِكُم . فَنِعْمَ الهجير هو ، ولا تنظروا بعين التَّمنِّى لمن ارتفعتْ به مركبات الدنيا فوق سمائها !! فإن الناقص –بنى-من ارتفعت به كفَّةُ ميزان الدنيا إلى مغاليق أبواب المادة منها فتحوزها ولم يَلْوِ على شىء سواها ! والكامل من هوت به الكفّةُ إلى درجة الكفاف ، لأنَّ فى الكفاف كفاية ، والعارف ثقيل الوطأة على الدنيا ، متى ما وُضِعَ فى ميزانها طاش بها إلى دركات سحيقة من الرفض والزهد . أما الجاهلُ –بنىّ- فهو من من طار قلبه شُعَاعاً فى طلب الدنيا حتى سقط من عين الحقِّ الّذى كان يملأ قلبه فخفَّ بفقدانه الحق ، فاستخفته الدنيا فعلا فى ميزانها حتى صار حجاباَ لكثير من الضِّعاف ،الذين لم يَدْروا أنَّ الفارغ أكثرُ إرتفاعاً فى سماء الدنيا من الملىء)).
13-((ثم كونوا –بنيّ- عبيداً في غناكم ، سادةً في فقركم، تصلوا الكمال ،وتكونوا من أولياء الله حقاً،لأن مَنْ أَغناكَ فَقدْ ولاَّك . وأشرفُ الولاية وأَسْنَاهَا ما كَانَتْ على النفس .فإن السعيدَ حقاً من وفقَةُ اللهُ إلى الولاية على نفسه لأن في الولاية على النفس والغلبة عليها.إجبارٌ للجوارح بالمبايعة على السَّمْع والطاعةلأمر الحقِّ فيما أحب الإنسان وَكَرهْ . وهذا في مقام الأنبياء عصمة . وعلى مدارج الأولياء حفظ )) .
14 - ((وإذا سمعتم الحديث – بنيّ – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعقلُوه عقل رعاية ولا تقفوا مع عقل الرواية فإن رواة العلم كثيرٌ ولكن رعاته قليلون ((وكلّكم راع وكلكم مسئول عن رعيّته )) ولتعلموا – بني – أنّ أوضع العلم وأدناه ماوُقِفَ على اللسان وأرفعه وأسناه ما ظهر على الجوارح )) .
15 – (( واعلموا – بنيّ – أنَّ (الفقيه كلَّ الفقيه ، الذي لايُقْنِطُ الناس من رحمة الله ، ولايُؤمِّنُهُم من عذاب الله ، ولا يُرَخِّصُ لهم في معاصي الله ولايدع القرآن رغبة عنه الى غيره) ... ثم إنه لاخير في عبادة لاعلم فيها ولا خير في علم لاعمل به ، كما أنه لاخير في قراءة لاتدبُّرَ فيها واعلموا – بنيّ – أنَّ المتقين سادةٌ . والفقهاء قادةٌ ، فأجمعوا بين السيادة والقيادة تكونوا من أولى الأمر )) .
16-((أقول – بنيّ – لا تحْلمُوا بالموت ، فتقتلوا الحياة ولا تنسوا الموت في الحياة فيأخُذُكم الحقُّ أخذة الأسيف بل (إعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً ، واعمل لآ خرتك كأنَّك تموت غداً )) .
17-(( ولا تشغلنَّكم دنياكم –بنىّ- عن آخرتكم ، ولاتُؤثِروا أهوائكم على طاعة ربكم . ولاتجعلوا إيمانكم ذريعةً لمعاصيكم . فقد علمتم قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (أنَّه لا إِيمان لمن لا أمانة له ) (والمؤمن من أَمِنَه الناسُ على حوائجهم )...)).
18-((وحاسبوا –بنىّ – أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا ومهِّدوا خير المِهَِاد ، قبل أن تَفِدوا إلى شوك القَتاد ، وتذوَّدوا للرحيل ، قبل أنْ تُزْعَجُوا عن الزاد بالرحيل إلى الحقِّ يوم التناد ، ولايَغُرنّكم بالله الغَرُورُ، ولايزيِّننَّ لكم الشيطان سُوءَ أعمالكم ،فإنّما هو ،موقف عدل ، واقتضاء حقّ وسؤالٌ وجوابٌ . فمن أحسن منكم – أبنائى – فلنفسه أحسن ، ومن أساء فعليها ولايَظْـلِمُ ربُّـك فتيـلاً . ولقد بلغ فى الإعْذَار من تَقَدَّم بلإنذار )).
19-(( واعلموا-بنيّ-أنَّ لله أمراً وإرادة . فَرُوا لأنفسكم أيَّ المقامين أنجى لكم . ولئن استُئْمِرتُ ؟ لاخترت لكم الثبات على أمـر الله ، لأنّه.. {فعّال لما يُريد} ، }وما مِنْ دابة في الأرض إلا هو آخذٌ بناصيتها{ فلن يخرج كائن عن إرادته تعالى ، فالزموا أمرَ الحقِّ_بنيّ_تكونوا من أهل الطاعات . لأنّه من كان علىأمر الحقِّ فإنه لا يتقيَّد إلاَّ بالحقِّ ، ومن لم يتقيَّد إلا بالحقِّ ، كان بحَسَب الأمر. ومن كان بحسب الأمر ، كان من المتّقين {ومن يخشى الله ويَتَّقه فأولئك لهم الأمن وهم مهتدون } ...)).
20-((ولا يفوتنَّكم_بنيّ_ الظفرُ بأَمرين ، خفيفٌ مؤنَتُهُما عظيمٌ أجرهما لم يُلْقَ الله ُ بمثلهما. وهما الصمت وحسن الخلق)).
-(( عيشوا _ بنيّ _ في الحياة الدنيا بمنطق الإيمان الجازم بحكمة الله وعدله ، وبالحبِّ الفذِّ لله ولرسوله ، وبالعمل الصادق لمرضاة الله ، وبالحركة المدركة الواعدة القوية فى سبيل إحقاق الحقّ ، واستشعروا فى كل ذلك صريح الإخلاص وخلوص النيِّات ، لأن خلوص النيِّة فى سبيل الحقّ –بنىّ- أمر يعلو على كل واقع مهما استعلى أمره واستطار شرُّه )).
22-(( واعلموا –بنىّ- أنَّ النُّقُبَ كثيرة ولكنَّ العروسة واحدة !! فاجهَدُوا للظَّفر بها ولن تظفروا بها إلاَّ بعد ايفائها مَهْرَها ! أتدرون ما مَهْرُهَا؟! إنّه إظماءُ النهار ، وإسهارُ الليل ، وسجنُ اللسان إلاَّ عن حقّ . وإفشاءُ السلام ، وحسنُ المعاملة مع الأنام ، وتحليلُ الحلال وتحريمُ الحرام ، إطعامُ الطعام . والصلاةُ باللَّيل والناس نيام ! )).
23-((كونوا –بنىّ –فى عُزُوف عن الشَّهوات تنفكُّوا من إِسَارِها ، فإنَّ من قهرته الشهواتُ كان عبداً لها، ومن استعبدته الشهوةُ ذلَّ بها .وتذكّروا قولَ رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ((أنَّه من إشتاق إلى الجنَّة سارع فى الخيرات ومن أَشْفَقَ من النَّار لها عن الشهوات )).
24-((واعلموا -بنىّ- أنَّ الشاكر مُزاد ، والتقوى خير زاد ، وليكن أَوْلَى الأمور بكم الشكر لله وحسن النيِّة فى السِّرِّ والعلانيّة ،و لتتمثَّلوا قولَ الحُطيئةَ :
"ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ ولكـنَّ التقىَّ هُو السعيـدُ
وتقـوى اللهِ خيرُ الزادِ ذُخْراً وعنـد اللهِ للأتـقى مزيـدُ
وما لا بُـدَّ أنْ يأ تِى قريـبٌ ولكـنَّ الَّذى يمضى بعيـدُ " )).
25-(( ولا تَزْهدَنَّ – بنىّ – فى معروف فإنَّ الدهر ذو صروفٍ والأيامَ ذاتُ نوائب على الشَّاهد والغائب ،فكم من راغبٍ كان مرغوباً إليه ، وطالبٍ أصبح مطلوباً ما لديه ، فكونوا –بنىّ- أجواداً بالمال فى مواضع الحقِّ ، بخلاءَ بالأَسرارِ عن جميع الخلق ، فإنَّ أَحْمَدَ جُودِ الحّرِّ الأ نفاقُ فى وجوه البِّر .و إنَّ أحزمَ بخل الحُّرِّ الضنُّ بمُكَتَّم الأسرار عن أَسماع الأغيار )).
26 -(( فلا يضيقنَّ صدرُ أحدِكم –بنيّ- عن ما استُودع من سرٍّ ، لأنَّ كتم الأسرار من علامات الإقبال. وما أباح كريمٌ سرأ , إلا ّحُرم فائدتُه ولم يَعُد مؤتَمَنا. لأنَّ الصَّدر الضيِّقَ –بنّى- لا تَحْسُنُ به الوَلَاية. كما أنَّ الرجل اللئيم لا يحسن به الغِنَى . ! !( وليس الغِنَى عن كثرة العَرَض )....)).
27-(( واعلموا –بنىّ- أنَّ الكريم .., من كرُمت عند الحاجة طبيعتُه , وظهرتْ عند الإنفاذِ نعمتُه . ولئنْ كانت الحوائجُ –بنىّ- كالمغارِم لمن استثقلها , فهي مغانم ُ لمنْ وُفِّق لها ، وليس بغُرْمٍ ما عاد بغُنْمٍ , والحسنة بعشر أمثالها !! وليس بضائع ما اصطُنِعَ في معروف ، فإنَّ العُرفَ لا يذهبُ بين الله والناس ،وما عَظُمَتْ نعمةُ الله على عبدٍ ألا ّعَظُمت مؤونةُ الناس عليه , وكثرت حاجتهم إليه . فمن لم يحتمل مؤونةَ الناسِ عَرَّضَ تلك النعمةَ للزوال . وحُرِمَ المزيد))
28-(( وإذا سمعتم –بنىّ- كلمةً من حاسدٍ .. فكونوا كأنَّكم لستم لها بشاهدين , ولتبدوا دَلِفِيْنَ بِصِفَاحِكُم عنها , تحلُّماً فإنَّكم إذا أمضيتموها حِيَالها وقع إثمُها على من قالها . وإن الأريب العاقل هو الفطن المتغافل . واذا تجاهل عليكم أ حدٌ . فليكن لسانُ حالِكم , قولَ الحقِّ تعالى { وإِذَا خاَطَبَهُم الجاهِلُون قالُوا سَلَاماُْْ } ،
ولتتمثَّلوا قولَ حاتمَ طىءٍ:
" وما مِن شِيْمتي شتْمُ ابن عمِّى وما أَنَا مخْلِفٌ مَنْ يَرتجِيـنى
وكلمةُ حاسدٍِ من غير جرمٍ سمعتُ فقلتُ مُرِّى فانفُذينى
فعابُوها عليه ولم تُعَبْــنِى ولم يعـرقْ لها يوماً جبيـني
وذو الوَجْهَين يلقَاني طليقاً وليس إذا تغيَّـب يأْتَلـينى
بَصُـرْتُ بعيْبه فكففتُ عنه محافظةً على حَسَبي ودِيـني " )).
29– ((وكونوا –بنىّ- المعنى الشاخص والمثل الحى لقول هُدْبَةَ بن الخَشْرَم العُذري:
وكُن مِعقَلاً للخير واصفح عن الخَنَى فإنِّـك راءٍ ما حييتَ وسـامعُ
وأحبـِبْ إذا أ حببتَ حُبّـاً مُقَارناً فإنَّك لا تدرى متي أنت نـازعُ
وأبغِض اذا أبغضتَ بُغضـاً مُقارباً فإنَّك لا تدرى متى الودُ راجعُ ))
30– (( وإيّاكم –بنىّ- والإعجابَ بأنفسكم ، إنْ وفَّقكم الله لما فيه الخير ُ . واحذروا الثقة بما يُعْجِبُكم من نفوسكم وما يُبْطِرُكم على أهليكُم بمدِّ الأعناق . والتَّوقِ للمدحِ وحبِّ الإطراءِ فإنِّي وجدتُ ذلك من أَهْنأ فرص الشيطان ومن أَوْثَقِ أحابِيِله فى نفسه , ليُتّبِّرَ بها ما يكون من إحسان المحسنين وإعاقةِ المتجرِّدين فى سيرهم إلى الله ))
31– (( عليكم –بنىّ- بإيثار ذوي الأخلاقِ الحسنة على غيرهم فى مجالسكم . فإن ذلك أًزينُ لمجالسكُم وأمْلكُ لشجونِ أَحاديثها وفضِّلوا –بنىّ- الفقه وأهلَهُ على بقيةِ الصنايع , ولَئِنْ سلك الناسُ شعباً , وسلك أهلُ الدين والصفاء ذوى المروءةِ والشَّرف شِعْباً , فاسلُكوا شِعبَ الدين وحملتِهِ .))
32-(( وكونوا –بنىّ- أقماراً يهتدى بكم السارى ، تحملون كتابَ الله وأنتم سابقون بالخيرات ، عاملين بأدقِّ الاشارت قائمين بكلِّ الواجبات تتأَوَّلُون مرامِيَّه ،وتتأثَّرون خَطْوَ نبِّيكم الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، حتى تزدانو بِخِلَعِه السَّنيَّة )).
33-((فاطلبوا العلم بالله –بنىّ- وحُثُّوا عليه ونَقِّبوا عن المعرفةِ بأحكام الله . ودُلُّوا عليها ، فإ نَّ (الدَّالَّ على الخيِر كفاعِله ) واحرصوا على المعـرفة بما يُتَقرَّبُ به إلى الله ، فإنَّه الدليلُ على الخير كُلِّه والقائدُ له . والآمرُ به والناهى عن المعاصى والموبقاتِ كُلِّها )).
34-((واحذروا –بنىّ- السَرَفَ والإفراط فى كلِّ ما تأتون ، ولتعلموا إ لى جانبِ ذلك أَنَّه (لا سَرَفَ فى الخير ، كما أنَّه لاخيرَ فى السَرَف ) ، ولتزنوا أعمالَكم بميزان الإقتصاد ولتُرجِّحوا كفةَ الاعتدال .فليس هنالك شىءٌ أبيَنُ نفعاً ولا ألزمُ أمناً ولاأَدْعى فضلاً من الاعتدال ، لأنّه داعيةُ الرَّويَّة والأَناةِ ، وهما يقودان إلى الرُّشدِ، والرُّشدُ دليل التّوفيق . ومَنْ وُفَقَ فيما يأتى فقد دُرِج به إلى مَقام السعادة)).
35-(( واحذروا _ بنيّ _ أنْ تتقاعس بأحدِكم همّتُهُ عن طِلْبَةِ الآخرة ، وطِلابِ الأجر بالأعمال الصالحات ولتـعلموا ..، أنَّه لا غاية للاستكثار من البرِّ، ولاحدَّ للعمل الصالح والسعي له مادام يُطلبُ به وجهُ الله ومرضاته بالفوز بقربه ، ومرافقة أوليائه في دار المُقامة والكرامه )).
6-(( عليكم _ بنيّ _ بمراجعة عَمَلِكُم وإحصاء كَلِمِكُم بعرضه على الحقِّ . فإنْ رَجَحَ في ميزانه فاثبتوا عليه . وإنْ خفَّ في موازينه فاجتنبوه ، ولا يَغرنّكم بأنفسكم ،المحسِّنون لما جهلوا ،القائلون بما لم يعلموا ، فكلُّ أحد _ بنيّ _ أعلمُ بنفسه من غيره ، فلا يغُرنَّكم بها غَرَّارٌ . ولتعلموا منها مايجهلُهُ غيركم ،فتـعكُفوا عليه تثقيفاً وتقويماً )).
37-((فاتبعوا _ بنيّ _ نهجَ الحقِّ وهَدْي الدِّين وطريقَ الهُدى،فإنَّ الله قد جعل الدِّينَ حِرْزَاً وعزَّاً ،وماابتغَى أحدٌ العزَّةَ والجاه في غيره ،إلاَّ أذلَّه اللهُ وأكبَّه على وجهه وإنْ أملى له طويلاً )).
38-(( وأنجزوا _ بنيّ _ العِدَةَ بالخير إذا وعدتم ، وإذا عاهدتم فإنَّ العهدَ كان مسؤولا . وأَقْبَلُوا الحسنة من القول والفعل ،وإدفعوا بهما تُنْتِجُ بينكم المودةَ والعطفَ )).
39-(( واخفِضُوا _ بنيّ _ جَنَاحَ الذُّلِّ من الرَّحمة لمنْ كَبُرَ من أهليكم ،فإنَّ توقيرَ الكبير منْ السَّنَنِ القويم .وغُضُّوا الطَّرْفَ _ بنيّ _ عن كل عيبٍ بدا لكم منهم فإنّه أَحرَى أنْ يربطَ بينكم برباطِ الثِّقة والتقديرِ والرحمةِ )).
40-(( وَلْيَصُم كلٌّ منكم _ بنيّ _ عن الكذبِ ، وقـولِ الزُّورِ ، والعملِ به وحرىٌّ بمن صام عن الكذب أنْ يُفْطِرَ بحلاوةِ الصدقِ في مقام الصِّديقيَّة .فإنَّ (الصادقَ لايزالُ يتحرَّى الصدقَ حتَّى يُكتبَ عند الله صِدِّيقاً) دونما تعبٍ ونَصَبٍ غير أنْ أمسكَ عليه لسانَه عن الكذبِ وهَذَرِ القول)).
1- انما الموت تجِل في مقام --- ولئن تدكدك طوري فأني الساجي في غفوة اللقاء بالحق الذي اجدُ في وجوده الآنس غناءً عن كل وجود ، ولي في ركب الملك يزُف عروستي في اثوابها السندسيات وريحها العبق الي غُرفي الدُريات في درجات الفردوس حُداءٌ ينسيني لحناً طالما تردَد على اوتار عُودي الذي لا اُبالي ان تكسَر ! لأن تكسُره لايعني فنائي !! فأن مايفنى هو السَقط ، ولم اجد في اعواد غابي يوماً سقطاً :
هل رأيتم قائماً بالحق يخشى من حِمام -- انما الموت تجلٍ في مقام
كم تجَلى شاعرُ بالحق من بعد الحِمام -- يوقظُ الاعين حيناً وينام
ويشيع النور في الاسرار دهراً وينام -- ويمُدُ الروح بالايقان حتى لاتنام
-(( فلتعلموا بدءاً _بَنِىَّ _ أنَّ الحياة فلكٌ دوارٌ . يتعاقب عليه ليلٌ ونهارٌ. ولكن كثيراً من السالكين طريــقَ الحق لايرون نهارَ هذه الحياة ، بل يرددون دائما ً أنَّ الحياة ظلمةٌ والعيش عذاب ، لالشىء إلا لأنّّهم يضعون على أعينهم عدساتِ المشقةِ والبؤس ، التى غُشِيَتْ بألوانِ الألم ِالقاتم والفَقْدِ المُعْتِـم الكَئيبِ لمشاعل النُّور وكواكب الهُدى . ولكن. مَنْ قال لهؤلاء الناس أَنّ دوران الفلك قد توقَّف ومن أنبأَهُم أنَّ الأيام قد عَقُمَتْ !؟ وهل علموا يوماً أن الخلودَ نصيبٌ لقفص الطِّين الذى تَهُدُّ أركانَه ريـاحُ السُّقْم وتَسِّيرُه موجاتُ الحياة إلىمداخل الموتِِ وفْقَ إشارة القدر الذى يعمل بحسب قضاء الله النابع من حُكْمِهِ على عباده ؟ وهل تجدَنَّ الدّهرَ رادَّاً لقضاء الله أو معقباً على حكمه ؟ )) .
2 -(( ولا أَظُنىّ أعدو الحقَّ _بَنىّ_ إنْ قلتُ . إنّ الحياة مضيئة بنور الله . لأنها تمثِّل عظمة االله ومجده لذوى العقولِ التي تستشرف الوقوفَ على عظمة الله وبالِغِ حكمته ولطفه وخبرته . ولكنَّ ذاتَ الحياةِِ قد تعودُ مظلمةً خامدة مُعْتِمةَ الآفاق ، إذا فقد الإنسانُ الحركة للإستفادةِِ والإستعانةِ بهذا النور الإلهى للكشف عن أسرار الحياةِ وصولاً إلى الإيمان والمعرفة الحقةِ بالحقّ . التى بها قِوَامُ الحياة وشرف الممات ، كما أن الحركة نفسها قد تتوّلَّد شوهاءَ عَشْواء لابركةَ فيها ولانماء إنْ لم يصاحبها الإخلاصُ الراضى ، والمعرفة الُمحْسنةُ بقضاء الله وخَفِىِّ حكمتِهِ )).
3-(( وحاذِروا - أبنائي .. من معرفةٍ سقيمة وعلم عقيمٍ لا ينتج عملا ً، ولا يخلِق قوةً دافعة للخير والحق والسلام في الإنسان . وكل عملٍ أيّها السالكُ باطلٌ وهَشِيمٌ ، تذروه الرياحُ ، وتبتلعه طُـوي النِّسيان ، دون أنْ يخلِّف ذِكرا . إنْ لم تُصَاقِبُه المحبةُ لخلق الله ، ويواكبه شعورٌ طاغ بحبِّ الله ورسوله، والذي يجب أن يعكس شعورَك بالحُبِّ ويترجمه في الوقت الزماني . عطفاً على الآخرين وعوناً لهم ، في حُبّ يربطهم ببعضهم البعض وفي سماحة تُنْسى المنَّ والأذى وفي خلق رفيع يرتفع بهم ليربط كل واحدٍ بربه الذي أنعم عليه بنعمةِ حُبِّه وحُبِّ عباده الصالحين )) .
4-(( وحدِّقوا – أحباَّئي - في أعماق قلوبكم بإحساس صادق ، وبصيرة وقادة ، تجدوا الفرح فيما تظنّونَه حزنا !! وهل يحزن من له أدنى بصر بالله عند لقائه ؟ . وهل يتأسف على الفراق من له البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة ؟ إني أعلم – أخلائي أن البحر مائر عنيد . وأن في البّر لقَسْوَرة عنيد . فاجعلوا من عقولكم المنوَّرة بنور الله دفةً لسفائن نفوسكم تقْوَ على شقِّ عباب هذا البحر المضطرب بالعواطف في صدر أيٍ منكم . وأجعلوا من ذات العقول ، قيوداً تمنع القسورة العنيد من الحراك نحو الشرِّ في فمِ أيٍ منكم )).
5-(( وحاذِروا _ أحبَّائي _ توقُّد العواطف وتأجُج نيرانها مع غيبة العقل . لأنَّ العاطفة المتَّقِدة إنْ لم يقيّدها العقل العارف العالم ، كانت لهيباً حارقاً ، وداءً عضالا ًيتمشَّى في بِنْيِة النفس السليمة فيوردُها موارد العطَب . فليعمل كلٌ منكم جاهداً للمحافظة على دفَّة سفينة نفسه . المتمثلة في عقله ، الذي يجب أنْ يقف قويّاً صُلباً ، لاتحرِّكه المآسي العاصفةُ ، ولاتستَفِزُّه إشاراتُ عصا القدر بنهاية العزف في مقطوعة الحياة . لأنّ النغم الخالد لايموت ، والروح المتطلعَ إلى الكمال لايفنى والعقل الذي وجد بَردَ الراحة في كنَفِ الله لايضطرب . كما أن القلب الذي تفتّحت أكمامه بأنوار الحقيقة ونسمات الرِّضا وروح الحب لايمكن أنْ يجد ظلامُ اليأس الى شِعابه سبيلا )).
6- فاجعلوا-بنّى- من عقولكم روَّاداً لمشاعركم ، وقوَّاداً على عواطفكم . لتعيشوا معى الحياة وما بعدها أقوياءَ تُعطون ما يعترضُكم من العقابيل اليوميَّة حقَّها من التأمُّل والتَّفكر والروية ، ليبدو لكم أنَّ آلامكم أقل غرابة وألصق جنباً من أفراحكم ! ولئن كان ربيعُ القلوب يشيع الفرح فى النفوس فإنَّ شتاء القلوب يرعد هذه النفوس بألم الصَّقِيع والقِرِّ الذي لايجد الإنسان مفرّاً من تقبُّله مادام شيئ لابدّ منه ليسير النسق الحياتي ، كما قدر له ان يسير في الوجود الزماني . فلا غرابة في فصول أيامكم كما أنَّه لاعجب في فصول قلوبكم)).
7-(( فارتفعوا-أبنائى- إلى مصاف قضاء الحكيم فيما خلق . وكونوا ممسوسين فى ذات الله وليس فى أدنى من ذلك . لأنّ الطريق دارجٌ .والسبيل ممهودٌ إلاّ من عقبة كئود ، هى النفس التى إنْ لم تشغلوها بالحقِّ ، شغلتكم بالباطل)).
8-(( فلا تجعلوا –بنّى- من البَيْن أينَ ؟ لأنَّ فى الأيْنَ بعد البين قصورٌ . فاحرصوا ألاتُذْكر محاسنى بمثالبكم بل اجعلوا من الطريق وصلاً ، ومن الإحسان ديدناً ومن الوجه الطلْق زاداً يسعُ كل الناس ،وذكرونى بكم،ولاتجعلوا ذكركم بى . ولْيَذْكُرنى –أحبابى بكم، وفيكم. فإنِّى والَّذى نفسى بيده لم آلوكم جهداً فى التوجيه والإرشاد ، وقد تركتكم على المحجَّة البيضاءِ والسنَّة الغرَّاء. فلا تجعلوا من الدنيا أكبر همِّكم فإنَّها لاتعدل عند الله جناح بعوضة وهل فى جناح بعوضة غَنَاءُ ؟! )).
9-(( فانفقوا- بنىّ – ينفق الله عليكم واخشَوه واتقوه يرزقكم من حيث لاتحتسبوا . ولاتُوكُوا فيُوكَى عليكم . ولاتخزنوا فيخْزَن عنكم الخير . فإن من رحم ، لاشك مرحوم ولو فى عُقْرِ داره . ومن يُقْرِضُ الله قرضاً حسناً يضاعفه له ، فاحسنوا القرضَ لله يحسن الوفاء لكم ))
10-(( واحسنوا السفر-بنىّ- باتخاذ الزاد . فإنِّى رأيت السفر إلى الله أبعد ما تريدون . فخذوا له مايصلحكم –بنىّ- إذ أنّ صيام يوم حـار مرمـض يقى من الزلل فى يوم أشدُ حراً منه وأطول نشوراً . ولحجةٌ مبرورةٌ إلى بيت الله الحـرام ، لتقف عَدْلاً لكل ما اجترحتَ من سيئات حتى تعود كيوم وَلَدتْك أمُّك ما اجتنبتَ المظالم َ. وإنَّ ركعتين فى جوف الليل الغابر حين تغور النجوم وتشتدُّ الظلمة ويسكتُ الحسُّ ، لتنيران القبر بنور يملأبين السماء والأرض . وللكلمة الحسنة تلفظونها عدل لايوازى من حسنات أنتم أحوجُ ماتكونون اليها ، وللهُجرِ من القول تسكتون عنه حلماً أثرٌ كبير فى رضى الحقِّ عنكم يوم الوقف العظيم )).
11-(( وأكثروا – بنيّ – من الصَّدقة سرّاً فإنَّها تطفئ غضب الرب . وعليكم بصلة الرَّحم فإنها منْسأةٌ للعمر . واجعلوا الحياة الدنيا مجلسين : مجلسٌ في طلب الآخرة ، ومجلسٌ في طلب الحلال . ولا تَعْتدُوا الثالث فتهلكوا . فإنَّ العاقل – بنيّ – من جعل ظعنه في ثلاث : تزوُّدٌ لمعادٍ . او مرمَّةٌ لمعاشٍ أو لَذَّةٌ في غير مَحْرَم )) .
12-((وكونوا-بنىّ- من العقل والحزم والبصر ببواطن الأمور ،بحيث لاتلفتَنَّكم الدنيا عن هَجِيْرِكُم . فَنِعْمَ الهجير هو ، ولا تنظروا بعين التَّمنِّى لمن ارتفعتْ به مركبات الدنيا فوق سمائها !! فإن الناقص –بنى-من ارتفعت به كفَّةُ ميزان الدنيا إلى مغاليق أبواب المادة منها فتحوزها ولم يَلْوِ على شىء سواها ! والكامل من هوت به الكفّةُ إلى درجة الكفاف ، لأنَّ فى الكفاف كفاية ، والعارف ثقيل الوطأة على الدنيا ، متى ما وُضِعَ فى ميزانها طاش بها إلى دركات سحيقة من الرفض والزهد . أما الجاهلُ –بنىّ- فهو من من طار قلبه شُعَاعاً فى طلب الدنيا حتى سقط من عين الحقِّ الّذى كان يملأ قلبه فخفَّ بفقدانه الحق ، فاستخفته الدنيا فعلا فى ميزانها حتى صار حجاباَ لكثير من الضِّعاف ،الذين لم يَدْروا أنَّ الفارغ أكثرُ إرتفاعاً فى سماء الدنيا من الملىء)).
13-((ثم كونوا –بنيّ- عبيداً في غناكم ، سادةً في فقركم، تصلوا الكمال ،وتكونوا من أولياء الله حقاً،لأن مَنْ أَغناكَ فَقدْ ولاَّك . وأشرفُ الولاية وأَسْنَاهَا ما كَانَتْ على النفس .فإن السعيدَ حقاً من وفقَةُ اللهُ إلى الولاية على نفسه لأن في الولاية على النفس والغلبة عليها.إجبارٌ للجوارح بالمبايعة على السَّمْع والطاعةلأمر الحقِّ فيما أحب الإنسان وَكَرهْ . وهذا في مقام الأنبياء عصمة . وعلى مدارج الأولياء حفظ )) .
14 - ((وإذا سمعتم الحديث – بنيّ – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعقلُوه عقل رعاية ولا تقفوا مع عقل الرواية فإن رواة العلم كثيرٌ ولكن رعاته قليلون ((وكلّكم راع وكلكم مسئول عن رعيّته )) ولتعلموا – بني – أنّ أوضع العلم وأدناه ماوُقِفَ على اللسان وأرفعه وأسناه ما ظهر على الجوارح )) .
15 – (( واعلموا – بنيّ – أنَّ (الفقيه كلَّ الفقيه ، الذي لايُقْنِطُ الناس من رحمة الله ، ولايُؤمِّنُهُم من عذاب الله ، ولا يُرَخِّصُ لهم في معاصي الله ولايدع القرآن رغبة عنه الى غيره) ... ثم إنه لاخير في عبادة لاعلم فيها ولا خير في علم لاعمل به ، كما أنه لاخير في قراءة لاتدبُّرَ فيها واعلموا – بنيّ – أنَّ المتقين سادةٌ . والفقهاء قادةٌ ، فأجمعوا بين السيادة والقيادة تكونوا من أولى الأمر )) .
16-((أقول – بنيّ – لا تحْلمُوا بالموت ، فتقتلوا الحياة ولا تنسوا الموت في الحياة فيأخُذُكم الحقُّ أخذة الأسيف بل (إعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً ، واعمل لآ خرتك كأنَّك تموت غداً )) .
17-(( ولا تشغلنَّكم دنياكم –بنىّ- عن آخرتكم ، ولاتُؤثِروا أهوائكم على طاعة ربكم . ولاتجعلوا إيمانكم ذريعةً لمعاصيكم . فقد علمتم قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (أنَّه لا إِيمان لمن لا أمانة له ) (والمؤمن من أَمِنَه الناسُ على حوائجهم )...)).
18-((وحاسبوا –بنىّ – أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا ومهِّدوا خير المِهَِاد ، قبل أن تَفِدوا إلى شوك القَتاد ، وتذوَّدوا للرحيل ، قبل أنْ تُزْعَجُوا عن الزاد بالرحيل إلى الحقِّ يوم التناد ، ولايَغُرنّكم بالله الغَرُورُ، ولايزيِّننَّ لكم الشيطان سُوءَ أعمالكم ،فإنّما هو ،موقف عدل ، واقتضاء حقّ وسؤالٌ وجوابٌ . فمن أحسن منكم – أبنائى – فلنفسه أحسن ، ومن أساء فعليها ولايَظْـلِمُ ربُّـك فتيـلاً . ولقد بلغ فى الإعْذَار من تَقَدَّم بلإنذار )).
19-(( واعلموا-بنيّ-أنَّ لله أمراً وإرادة . فَرُوا لأنفسكم أيَّ المقامين أنجى لكم . ولئن استُئْمِرتُ ؟ لاخترت لكم الثبات على أمـر الله ، لأنّه.. {فعّال لما يُريد} ، }وما مِنْ دابة في الأرض إلا هو آخذٌ بناصيتها{ فلن يخرج كائن عن إرادته تعالى ، فالزموا أمرَ الحقِّ_بنيّ_تكونوا من أهل الطاعات . لأنّه من كان علىأمر الحقِّ فإنه لا يتقيَّد إلاَّ بالحقِّ ، ومن لم يتقيَّد إلا بالحقِّ ، كان بحَسَب الأمر. ومن كان بحسب الأمر ، كان من المتّقين {ومن يخشى الله ويَتَّقه فأولئك لهم الأمن وهم مهتدون } ...)).
20-((ولا يفوتنَّكم_بنيّ_ الظفرُ بأَمرين ، خفيفٌ مؤنَتُهُما عظيمٌ أجرهما لم يُلْقَ الله ُ بمثلهما. وهما الصمت وحسن الخلق)).
-(( عيشوا _ بنيّ _ في الحياة الدنيا بمنطق الإيمان الجازم بحكمة الله وعدله ، وبالحبِّ الفذِّ لله ولرسوله ، وبالعمل الصادق لمرضاة الله ، وبالحركة المدركة الواعدة القوية فى سبيل إحقاق الحقّ ، واستشعروا فى كل ذلك صريح الإخلاص وخلوص النيِّات ، لأن خلوص النيِّة فى سبيل الحقّ –بنىّ- أمر يعلو على كل واقع مهما استعلى أمره واستطار شرُّه )).
22-(( واعلموا –بنىّ- أنَّ النُّقُبَ كثيرة ولكنَّ العروسة واحدة !! فاجهَدُوا للظَّفر بها ولن تظفروا بها إلاَّ بعد ايفائها مَهْرَها ! أتدرون ما مَهْرُهَا؟! إنّه إظماءُ النهار ، وإسهارُ الليل ، وسجنُ اللسان إلاَّ عن حقّ . وإفشاءُ السلام ، وحسنُ المعاملة مع الأنام ، وتحليلُ الحلال وتحريمُ الحرام ، إطعامُ الطعام . والصلاةُ باللَّيل والناس نيام ! )).
23-((كونوا –بنىّ –فى عُزُوف عن الشَّهوات تنفكُّوا من إِسَارِها ، فإنَّ من قهرته الشهواتُ كان عبداً لها، ومن استعبدته الشهوةُ ذلَّ بها .وتذكّروا قولَ رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ((أنَّه من إشتاق إلى الجنَّة سارع فى الخيرات ومن أَشْفَقَ من النَّار لها عن الشهوات )).
24-((واعلموا -بنىّ- أنَّ الشاكر مُزاد ، والتقوى خير زاد ، وليكن أَوْلَى الأمور بكم الشكر لله وحسن النيِّة فى السِّرِّ والعلانيّة ،و لتتمثَّلوا قولَ الحُطيئةَ :
"ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ ولكـنَّ التقىَّ هُو السعيـدُ
وتقـوى اللهِ خيرُ الزادِ ذُخْراً وعنـد اللهِ للأتـقى مزيـدُ
وما لا بُـدَّ أنْ يأ تِى قريـبٌ ولكـنَّ الَّذى يمضى بعيـدُ " )).
25-(( ولا تَزْهدَنَّ – بنىّ – فى معروف فإنَّ الدهر ذو صروفٍ والأيامَ ذاتُ نوائب على الشَّاهد والغائب ،فكم من راغبٍ كان مرغوباً إليه ، وطالبٍ أصبح مطلوباً ما لديه ، فكونوا –بنىّ- أجواداً بالمال فى مواضع الحقِّ ، بخلاءَ بالأَسرارِ عن جميع الخلق ، فإنَّ أَحْمَدَ جُودِ الحّرِّ الأ نفاقُ فى وجوه البِّر .و إنَّ أحزمَ بخل الحُّرِّ الضنُّ بمُكَتَّم الأسرار عن أَسماع الأغيار )).
26 -(( فلا يضيقنَّ صدرُ أحدِكم –بنيّ- عن ما استُودع من سرٍّ ، لأنَّ كتم الأسرار من علامات الإقبال. وما أباح كريمٌ سرأ , إلا ّحُرم فائدتُه ولم يَعُد مؤتَمَنا. لأنَّ الصَّدر الضيِّقَ –بنّى- لا تَحْسُنُ به الوَلَاية. كما أنَّ الرجل اللئيم لا يحسن به الغِنَى . ! !( وليس الغِنَى عن كثرة العَرَض )....)).
27-(( واعلموا –بنىّ- أنَّ الكريم .., من كرُمت عند الحاجة طبيعتُه , وظهرتْ عند الإنفاذِ نعمتُه . ولئنْ كانت الحوائجُ –بنىّ- كالمغارِم لمن استثقلها , فهي مغانم ُ لمنْ وُفِّق لها ، وليس بغُرْمٍ ما عاد بغُنْمٍ , والحسنة بعشر أمثالها !! وليس بضائع ما اصطُنِعَ في معروف ، فإنَّ العُرفَ لا يذهبُ بين الله والناس ،وما عَظُمَتْ نعمةُ الله على عبدٍ ألا ّعَظُمت مؤونةُ الناس عليه , وكثرت حاجتهم إليه . فمن لم يحتمل مؤونةَ الناسِ عَرَّضَ تلك النعمةَ للزوال . وحُرِمَ المزيد))
28-(( وإذا سمعتم –بنىّ- كلمةً من حاسدٍ .. فكونوا كأنَّكم لستم لها بشاهدين , ولتبدوا دَلِفِيْنَ بِصِفَاحِكُم عنها , تحلُّماً فإنَّكم إذا أمضيتموها حِيَالها وقع إثمُها على من قالها . وإن الأريب العاقل هو الفطن المتغافل . واذا تجاهل عليكم أ حدٌ . فليكن لسانُ حالِكم , قولَ الحقِّ تعالى { وإِذَا خاَطَبَهُم الجاهِلُون قالُوا سَلَاماُْْ } ،
ولتتمثَّلوا قولَ حاتمَ طىءٍ:
" وما مِن شِيْمتي شتْمُ ابن عمِّى وما أَنَا مخْلِفٌ مَنْ يَرتجِيـنى
وكلمةُ حاسدٍِ من غير جرمٍ سمعتُ فقلتُ مُرِّى فانفُذينى
فعابُوها عليه ولم تُعَبْــنِى ولم يعـرقْ لها يوماً جبيـني
وذو الوَجْهَين يلقَاني طليقاً وليس إذا تغيَّـب يأْتَلـينى
بَصُـرْتُ بعيْبه فكففتُ عنه محافظةً على حَسَبي ودِيـني " )).
29– ((وكونوا –بنىّ- المعنى الشاخص والمثل الحى لقول هُدْبَةَ بن الخَشْرَم العُذري:
وكُن مِعقَلاً للخير واصفح عن الخَنَى فإنِّـك راءٍ ما حييتَ وسـامعُ
وأحبـِبْ إذا أ حببتَ حُبّـاً مُقَارناً فإنَّك لا تدرى متي أنت نـازعُ
وأبغِض اذا أبغضتَ بُغضـاً مُقارباً فإنَّك لا تدرى متى الودُ راجعُ ))
30– (( وإيّاكم –بنىّ- والإعجابَ بأنفسكم ، إنْ وفَّقكم الله لما فيه الخير ُ . واحذروا الثقة بما يُعْجِبُكم من نفوسكم وما يُبْطِرُكم على أهليكُم بمدِّ الأعناق . والتَّوقِ للمدحِ وحبِّ الإطراءِ فإنِّي وجدتُ ذلك من أَهْنأ فرص الشيطان ومن أَوْثَقِ أحابِيِله فى نفسه , ليُتّبِّرَ بها ما يكون من إحسان المحسنين وإعاقةِ المتجرِّدين فى سيرهم إلى الله ))
31– (( عليكم –بنىّ- بإيثار ذوي الأخلاقِ الحسنة على غيرهم فى مجالسكم . فإن ذلك أًزينُ لمجالسكُم وأمْلكُ لشجونِ أَحاديثها وفضِّلوا –بنىّ- الفقه وأهلَهُ على بقيةِ الصنايع , ولَئِنْ سلك الناسُ شعباً , وسلك أهلُ الدين والصفاء ذوى المروءةِ والشَّرف شِعْباً , فاسلُكوا شِعبَ الدين وحملتِهِ .))
32-(( وكونوا –بنىّ- أقماراً يهتدى بكم السارى ، تحملون كتابَ الله وأنتم سابقون بالخيرات ، عاملين بأدقِّ الاشارت قائمين بكلِّ الواجبات تتأَوَّلُون مرامِيَّه ،وتتأثَّرون خَطْوَ نبِّيكم الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، حتى تزدانو بِخِلَعِه السَّنيَّة )).
33-((فاطلبوا العلم بالله –بنىّ- وحُثُّوا عليه ونَقِّبوا عن المعرفةِ بأحكام الله . ودُلُّوا عليها ، فإ نَّ (الدَّالَّ على الخيِر كفاعِله ) واحرصوا على المعـرفة بما يُتَقرَّبُ به إلى الله ، فإنَّه الدليلُ على الخير كُلِّه والقائدُ له . والآمرُ به والناهى عن المعاصى والموبقاتِ كُلِّها )).
34-((واحذروا –بنىّ- السَرَفَ والإفراط فى كلِّ ما تأتون ، ولتعلموا إ لى جانبِ ذلك أَنَّه (لا سَرَفَ فى الخير ، كما أنَّه لاخيرَ فى السَرَف ) ، ولتزنوا أعمالَكم بميزان الإقتصاد ولتُرجِّحوا كفةَ الاعتدال .فليس هنالك شىءٌ أبيَنُ نفعاً ولا ألزمُ أمناً ولاأَدْعى فضلاً من الاعتدال ، لأنّه داعيةُ الرَّويَّة والأَناةِ ، وهما يقودان إلى الرُّشدِ، والرُّشدُ دليل التّوفيق . ومَنْ وُفَقَ فيما يأتى فقد دُرِج به إلى مَقام السعادة)).
35-(( واحذروا _ بنيّ _ أنْ تتقاعس بأحدِكم همّتُهُ عن طِلْبَةِ الآخرة ، وطِلابِ الأجر بالأعمال الصالحات ولتـعلموا ..، أنَّه لا غاية للاستكثار من البرِّ، ولاحدَّ للعمل الصالح والسعي له مادام يُطلبُ به وجهُ الله ومرضاته بالفوز بقربه ، ومرافقة أوليائه في دار المُقامة والكرامه )).
6-(( عليكم _ بنيّ _ بمراجعة عَمَلِكُم وإحصاء كَلِمِكُم بعرضه على الحقِّ . فإنْ رَجَحَ في ميزانه فاثبتوا عليه . وإنْ خفَّ في موازينه فاجتنبوه ، ولا يَغرنّكم بأنفسكم ،المحسِّنون لما جهلوا ،القائلون بما لم يعلموا ، فكلُّ أحد _ بنيّ _ أعلمُ بنفسه من غيره ، فلا يغُرنَّكم بها غَرَّارٌ . ولتعلموا منها مايجهلُهُ غيركم ،فتـعكُفوا عليه تثقيفاً وتقويماً )).
37-((فاتبعوا _ بنيّ _ نهجَ الحقِّ وهَدْي الدِّين وطريقَ الهُدى،فإنَّ الله قد جعل الدِّينَ حِرْزَاً وعزَّاً ،وماابتغَى أحدٌ العزَّةَ والجاه في غيره ،إلاَّ أذلَّه اللهُ وأكبَّه على وجهه وإنْ أملى له طويلاً )).
38-(( وأنجزوا _ بنيّ _ العِدَةَ بالخير إذا وعدتم ، وإذا عاهدتم فإنَّ العهدَ كان مسؤولا . وأَقْبَلُوا الحسنة من القول والفعل ،وإدفعوا بهما تُنْتِجُ بينكم المودةَ والعطفَ )).
39-(( واخفِضُوا _ بنيّ _ جَنَاحَ الذُّلِّ من الرَّحمة لمنْ كَبُرَ من أهليكم ،فإنَّ توقيرَ الكبير منْ السَّنَنِ القويم .وغُضُّوا الطَّرْفَ _ بنيّ _ عن كل عيبٍ بدا لكم منهم فإنّه أَحرَى أنْ يربطَ بينكم برباطِ الثِّقة والتقديرِ والرحمةِ )).
40-(( وَلْيَصُم كلٌّ منكم _ بنيّ _ عن الكذبِ ، وقـولِ الزُّورِ ، والعملِ به وحرىٌّ بمن صام عن الكذب أنْ يُفْطِرَ بحلاوةِ الصدقِ في مقام الصِّديقيَّة .فإنَّ (الصادقَ لايزالُ يتحرَّى الصدقَ حتَّى يُكتبَ عند الله صِدِّيقاً) دونما تعبٍ ونَصَبٍ غير أنْ أمسكَ عليه لسانَه عن الكذبِ وهَذَرِ القول)).
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: وصية الشيخ عبد المحمود الحفيان
-(( وحدِّقوا – أحباَّئي - في أعماق قلوبكم بإحساس صادق ، وبصيرة وقادة ، تجدوا الفرح فيما تظنّونَه حزنا !! وهل يحزن من له أدنى بصر بالله عند لقائه ؟ . وهل يتأسف على الفراق من له البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة ؟ إني أعلم – أخلائي أن البحر مائر عنيد . وأن في البّر لقَسْوَرة عنيد . فاجعلوا من عقولكم المنوَّرة بنور الله دفةً لسفائن نفوسكم تقْوَ على شقِّ عباب هذا البحر المضطرب بالعواطف في صدر أيٍ منكم . وأجعلوا من ذات العقول ، قيوداً تمنع القسورة العنيد من الحراك نحو الشرِّ في فمِ أيٍ منكم )).
درر والله اخي محمود
في ميزان الحسنات
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: وصية الشيخ عبد المحمود الحفيان
فلتعلموا بدءاً _بَنِىَّ _ أنَّ الحياة فلكٌ
دوارٌ . يتعاقب عليه ليلٌ ونهارٌ. ولكن كثيراً من السالكين طريــقَ الحق
لايرون نهارَ هذه الحياة
************
دوارٌ . يتعاقب عليه ليلٌ ونهارٌ. ولكن كثيراً من السالكين طريــقَ الحق
لايرون نهارَ هذه الحياة
************
محمود محمد ابراس- نشط مميز
رد: وصية الشيخ عبد المحمود الحفيان
الف شكر باباشمهندس محمود
مرورك اسعدني وما زلت منتظر الصور
ان وعد الحر دين عليه ول حنخلي ابوهريرة يفتح فيك بلاغ
الف شكر
مرورك اسعدني وما زلت منتظر الصور
ان وعد الحر دين عليه ول حنخلي ابوهريرة يفتح فيك بلاغ
الف شكر
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
مواضيع مماثلة
» الشيخ بانقا الأزرق بن الشيخ صالح ( جبل اللقمة ) بن الشيخ بان النقا الأغر بن الشيخ عبدالرازق أبو قرون
» وصية أب لابنه
» وصية سيدنا نوح لابنه
» وصية والد لولده عند الزواج
» وصية "حكيم أفريقيا" للسودانيين
» وصية أب لابنه
» وصية سيدنا نوح لابنه
» وصية والد لولده عند الزواج
» وصية "حكيم أفريقيا" للسودانيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى