ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا الله يا واحد يا أحد .....

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty يا الله يا واحد يا أحد .....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 20th نوفمبر 2011, 09:11

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم "
~ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~

صرت تصـــلي زي ماما ...[ بالممكة العربية السعودية ]

..


الجزء الأول

السلام عليكم ورحمة الله ..

قبل حوالي عقدٍ من الزمان .. إبان دراستي الجامعية .. وفي نهاية المستوى الثاني تقريبا" .. التحقت كطالب متدرب .. بإحدى المؤسسات الصحفية ..

ومع مرور الأيام .. مارست العمل الصحفي .. بمهنيه احترافية .. خرجت منها بخبرات عظيمة .. وعلاقات لازلت أدين للفضل ببعضها.. حتى يومنا هذا .

وخلال تلك الفترة خالطت علية القوم ومتوسطيهم .. ساستهم وعلمائهم .. فنانيهم ولاعبيهم .. أدبائهم وأطبائهم ..

و زاملت أقلاما صـُحـُفيه .. متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .

وكان ضمن من زاملتهم .. بطل قصتنا هذه ..

( صديقي) .. هذه كلمته لي .. كلما رأني .. !!

أقول له أحيانا" ممازحا" .. أنا أخيك .. فيرد بل أنت( صديقي ) ..!!

لذلك سأطلق عليه .. خلال سرد أحداث هذه القصة .. لقب ( صديقي )

كان ( صديقي ) الأعزب .. معروفا" بيننا بأناقته المفرطة .. وعطوره الباريسية .. وحبه الشديد للتفرنج ..

كنا نجتمع كطاقم تحرير .. ظهيرة كل يوم .. على طاولة مستديرة .. لتجهيز المادة الصحفية التي ستصدر من الغد .. وحين يراني قادما" إلى مكان الاجتماع .. يشير إلي بأصبعه .. قائلا" : إلى هنا يا صديقي .. لو لم يكن لك من مكسب في الجلوس بجواري ..

إلا عبق روائح ايف سان لوران .. حتى أن رئيس التحرير إذا شاهده .. يسير في إحدى الردهات .. ناداه بصوت مسموع .. (حيا الله قزاز ) نسبة إلى اشهر بائعي العطور في المملكة ..

كثيرا" ما كان يردد( صديقي ) .. بأنه غربي الهوى .. عربي الجوى
فهو ناقم وبشده على ما يعيشه مجتمعه من تحفظ .. وتقليديه وانطواء .. ورجعية ( على حد تعبيره )
يعشق نزار قباني حد الثمالة .. ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة إلا على أغاني فيروز
يقرأ لنجيب محفوظ .. وفاروق جويده ..

يملك ( صديقي ) من الخصال .. ما لا تجده متوافرا" في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لا تفارق محياه .. ذكي ونبيه .. يحتكم على قلما " سيالا" .. وأسلوبا" أدبيا" رفيعا

إلا أن مشكلة( صديقي ) العظمى .. و الأزلية .. والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن ..

انه لا يحب ذوي ( اللحى ) ..

يمقتهم ويصرح بذلك علنا" .. وعلى رؤوس الأشهاد ..

لا يمكن أن يمر يوما" ما .. دون أن يشذب .. في رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

دائما" ما يردد عنهم .. أنهم حجر العثرة الصماء .. على طريق سيرنا نحو الحضارة .

بصدق ..
لم أشهده أبدا" .. يدخل إلى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه ..

أظنه كان لا يؤدي الصلوات ..

كنا نناصحه .. فيقول لنا : ( ومن قال لكم إني لا اصلي .. الإيمان هاهنا .. ويشير إلى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى.. إمعانا منه في السخرية ) .

إذا خرجنا هو وأنا .. لوحدنا .. يفضفض لي .. عن ما يكنه جوفه من هموم وأفكار ورؤى ..

مما يجعلني اشعر .. بمدى سطوة الشيطان على أفكاره ..!!

بدأت أتقرب منه أكثر .. شيئا" فشيئا" .. في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الآخر .. فلم أجد منه إلا قلبا" صلدا" .. وأذنا" صماء ..

في يوم ( اثنين ) شتوي .. شاهد احد الإخوة السودانيين العاملين في الأقسام الفنية بالجريدة .. .. مارا" من أمام مكتبه .. فدعاه إلى تناول قدحا" من شاي .. شكره السوداني معتذرا" بانشغاله .. وعندما أصر ( صديقي ) .. اعتذر الضيف بلباقة .. وقال ( أنا صائم)
بـُهـت ( صديقي ) .. وقال : وهل نحن في شهر صيام .. حتى تحرم نفسك . لذة شراب ساخن .. في جو قارس البرودة .. !!

سأسألك .. قالها موجها حديثه للسوداني ..

هل يمكن أن تـُعفى عن صيام يوم .. في رمضان !! ؟ اذا ليكن عطائك بقدر مكسبك .. يكفيك ثلاثون يوما في العام يا زول .. !!

لم نزيد السوداني وأنا على قولنا .. هداك الله .. وخرجنا .

حينما كنت.. اقرأ كتابات ( صديقي ) .. غير المنشورة طبعا" .. اشعر بقشعريرة . تسري في بدني ..

أي قلم يجرؤ .. على كتابة مثل هذا .. !!؟ فلا أتمالك نفسي .. وأؤنبه .. بل واهدده .. !

فلم يكن يزيد على قوله : لا تعجل يا صديقي .. سيأتي ذلك اليوم الذي .. تجد ما تقرأه هنا .. نزقٌ .. أمام ما سيـُنشر .

وكان زماننا ذاك .. في بداية .. ظهور زمن الأطباق الفضائية .. أو ما كنا نسميه بـ ( البث المباشر ) ..

خوفا" .. على فكري وديني .. نفذت بجلدي .. وأصبحت أتحاشى .. الجلوس معه .. أو التقرب منه . وأبديت له شيء من جفاء فقد اخذ اليأس طريقه إلى نفسي .. من عودة (صديقي ) إلى جادة الصواب ..

شعر هو بذلك ..

فكان كلما رآني .. يقول .. لن تبرح أن تكون ( صديقي ) !!

أرد عليه بابتسامة باهته .. وفي داخلي أقول (( اللهم رده إليك ردا" جميلاً))

بعد عدة اشهر ..

كنت أسير في احد الشوارع التجارية .. المكتظة بمحلات الأزياء .. وإذا ببصري يقع على ( صديقي ) على قدميه وبجواره فتاه .. تلف ساعدها الأيسر حول يمناه .. وتحمل في يمينها عدد من الأكياس المليئة بالمشتريات ..

لم تكن تلك الفتاه .. متحجبه بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا .. فحجابها لا يكاد يغطي عشر وجهها !!

وكعادتنا نحن السعوديين .. حينما يشاهد احد منا صديقا" له .. ومعه أسرته .. فأنه يتحاشى اللقاء به مباشرة .. !!

وهذا ما فعلته .. أتحت له الفرصة ليكون لقاءنا وسلامنا منفردا" .. مسترجعا" بذاكرتي ..

متى أقدم هذا ( الصديق ) على الزواج .. !!؟

إلا انه رفع عقيرته .. مناديا" (( صديقي )) ..

توقفت .. واقبل عليّ .. وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاه .. !!

ومع اقتراب خطواتهما مني .. وهي بجواره .. بدأت اشعر بتعرق جبيني ..وكفاي !!

مد يده مصافحا" .. ومعانقا"

كيفك .. !؟ قالها لي .. !!

يمم وجهه شطر صاحبته وقال : أعرفك على خطيبتي .. ( فلانة الفلاني ) ..

و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..



عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty تابع ....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 20th نوفمبر 2011, 09:12


الجزء الثاني



شعرت بالارتباك .. وازداد تعرق جبيني .. وكأنني اقف تحت شمس حارقه .

تزامن مدها (الجريء ) ليمناها .. بقصد السلام ..

مع صوت بالكاد يسمع لـ ( طقطقة ) لبان بين فكيها ..

فاشمأزت نفسي ..


مددت يدي ..


وبعنف ..


نحو ذراع ( صديقي ) .. وتنحيت به جانبا" .. !!


من هذه الفتاه .. !؟ قلتها له .
الم اقل لك أنها خطيبتي .. !؟ هكذا أجاب .

قلت له : أظنك تقصد أن تقول ( قرينتي ) .. فقد تم عقد قرانك عليها .. ولم تدخل بها بعد . .!

تبسم .. وقال لا .. لا .. اعني ما ترمي إليه .. ياصديقي المتخلف ..
عقد القرآن.. سيكون بعد اختبار مشاعر كل منا نحو الآخر ..!!!

شعرت بأن أوداجي قد تورمت ..

ولكن يـا ( صديقي ) .. أنت هنا تجاوزت كل الخطوط الحمراء .. منها والسوداء .

شرعا" .. وعرفا" .. وسلوكا" أنت مذنب .

من أباح لك الخروج والانفراد بها .. وبهذا الشكل الموغل في ازدراء المحيطين بك .. ؟

قاطعني ..

دع عنك نصائحك الذهبية .. ووفرها إلى أن نلتقي في الجريدة .

وهناك اشرح لك الامر .
والآن دعني اذهب قبل إغلاق المتاجر لصلاتكم !!!

تأبط ذراعها .. وغادرا
وفي القلب منه حسره ..


انتظرت قدوم اليوم التالي .. بفارغ الصبر
بحثت عنه حتى وجدته ..

حين شاهدني .. بادرني .. مرحبا" بـ( الرفيق) ..

هززت رأسي .. لا يهم ( صديق ) أو ( رفيق ) ..

أخذته إلى حيث لا احد .. وعلمت منه .. ان تلك الفتاة هي ابنة احد اشهر من عـُرف عنهم .. حب التأمرك ..

واهم دعاة التغريب .. وخروج المرأة
وأنها بالفعل خطيبته .. وخروجها معه بموافقة .. ذويها ..

وانه لا مانع لديهم .. طالما أنهم يثقون في ( صديقي ) ونواياه حسنه .

بل أنها تلقى التشجيع .. من والدها شخصيا" ..

بعد أن أدلى بكل هذه المعلومات ..

حاولت أن أبين له .. خطأ ما يذهب إليه ..

وان الشيطان حريص على إغوائه ..

تبسم قائلا" : " لازالت الرجعية ..

تعشعش بين زوايا فكرك يا صديقي .. "

حينها فقط ..

شعرت بأنني فعلا" أشفق عليه ..

(( اللهم رده إليك ردا جميلا )) .. هكذا تمتمت ..

استأذنته وغادرت ..

بقينا ( صديقي ) وأنا ..

في مد وجزر .. على مستوى العلاقات الشخصية ..

أكن له شفقة وخوفا ..

و يحمل لي محبه وتقديرا .. اشعر بها من خلال تعامله معي .. !!


ذات مره ..و في مناسبة عشاء
وبعد أن انتهينا من تناول الطعام .. تقابلنا أمام مغاسل اليدين ..

فقد كان هو على يميني .. وعلى شمالي أخ ( ملتح ) ..


نظر إليه بتعجرف .. وهو في طريقة الى مغادرة المكان .. وهمس لي .. ( كم اكره هذه اللحى ) . !!

إذا" فأنت تكره محمد عليه السلام وصحابته ..!! هكذا رميت بها على مسامعه .

ارتبك .. وقال أنا لا أقول بهذا ..

ولكنك تكره سنته وأوامره .. وهذا يعطي انطباعا" بأنك تكرهه ..
فلو كنت تحبه صادقا" .. لاقتديت به ..

وفي اقل الأحوال لصنت لسانك عن الاستهزاء بأتباعه ..

استشف من حديثي الجفوة والغلظة ..

فغير مسار الحديث ..

كرهت البقاء .. وغادرت .

شاء الله .. أن انهي علاقتي .. بتلك المؤسسة الصحفية ..
وان أغادر إلى موقع آخر ..

وبقيت ذكرى ( صديقي ) .. ومواقفه المؤلمة .. تدور في مخيلتي ..

كان في داخلي صوت ينادي .. بأن لا تدعه للشيطان !!

وكنت كلما قرأت له .. أعجب بأسلوبه .. وأتذكر جميل أخلاقه .. فأدعو له :
(( اللهم رده إليك ردا جميلا )) .

تقطعت بنا السبل .. ونأت بنا الأيام ..

ونسيت ( صديقي ) .. وهو كذلك .. نسيني .

فمن بـعُد عن العين .. نسيه القلب ..

وانشغل كلٌ منا بحياته .. ولم اعد اعلم .. ما الذي انتهى أمره إليه .. هو وصاحبته .

إلا أنني كلما التقيت .. بأحد ممن زاملنا .. وسألته عنه
قال لي : هو بخير .. ( ولازالوا في طغيانهم يعمهون ) ..

مرت سنوات ..

وذات يوم .. وبينما كنت منهمك .. في عمل ما .. بحضور جمع من الناس ..

إذا بصوتٍ يأتيني من الخلف ومن صوب كتفي الأيمن .. هامسا" ..

(( مرحبا" يا صديقي ))..

التفت بدهشة .. فالصوت قد لامس مسمعي .. وهو ليس بغريب على طبقات أوتار أذني ..

فإذا أنا بصاحبي ..

عقدت الدهشة لساني ..

ولم أمد له يدي مصافحا" ..

عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty تابع ....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 20th نوفمبر 2011, 09:13


الجزء الثالث



ألجمتني الدهشة ..

وشعرت بأن خلايا المخ لدي .. قد تأخرت للحظات في نقل التوجيه .. إلى تفكيري ..

فلم اعد أدرك ما الواجب علي فعله .. !

حساسية المكان .. وأهمية الزمان .. الذي التقينا فيه .. وهول المفاجأة
تواكبت جميعها .. لتشل قدرتي على اتخاذ القرار المناسب .. !


التقت عيناي .. بعينيه !

وشعـُر هو .. بهول الصدمة والحيرة .. التي أعيشها ..

تسمر في مكانه ..

واغرورقت عيناه .. بدمعة حرى صامته .. جامدة !!

فلا هو بالذي مسحها .. !!

ولا هي بالتي .. انسكبت على خده ..!

لم أمد له يدي مصافحا" .. أبدا" .. أبدا"

فما تلك اللحظة .. بلحظة التقاء الأكف فقط ..

بل هي لحظات التقاء القلوب ..

شرّعتُ له .. ذراعيّ الاثنتين ..

وما كاد يراها وقد شـُرّعتْ

ألا وارتمى بكل ما أوتي من قوة ..

والتفـّتْ يمينه لتلقي شماله .. حول كتفيّ

وكأنه غريق .. في بحر لجي .. وقد وجد ضالته .

شعرت بأزيز أضلعه .. وسخونة أنفاسه

وكأنما في حنجرته .. سدود وحشرجات !!

لم ينطق ببنت شفه ..

وما زال مقدار قوة احتضانه كما هي .. لم تخبو .. أو تقل!

تركت له نفسي ..

ووضعت يمناي .. خلف رأسه المتعب !

وإذا به يطبع قبلة .. على كتفي الأيمن .. لم اشعر بأصدق منها .. من أخ لأخيه ..!!

رفعت رأسه ..

لأبصر وجهه ..

فإذا بأودية من الدموع .. قد تراكمت .

وسارت ..

وانسدلت ..

بتحنان بالغ ..

على خديه ..

ومن ثم ..

على ( لحية ) .. لم أرى بأجمل منها ..

قد نبتت على عارضيه ..

قال لي : وعبراته تتزافر ..

وأضلعه تتنافر ..

أنت( أخي ) ..

ولست بـ ( صديقي ) ..


قبلت جبينه .. بقوة

وعانقته من جديد ..


كان الزمان .. ضحى التاسع من ذو الحجة ..لهذا العام

اشرف يوم أشرقت فيه شمس ..

وكان المكان .. في مخيم دعوي .. على ارض عرفات الطاهرة ..

وكان ( أخي ) .. يلتحف رداءين أبيضين ..

كأنصع ما رأيت من بياض ..

أخذته بيده ..

فأنقاد طواعية ..

وفي الطريق إلى خيمتي ..

كانت دموعه تذرف بصمت ..

وأصابع يسراه .. تقبض على أنامل يمناي .. بكل ما أوتي من قوه !

وكأني أسير بين يديه .. يخشى هروبي !


اللهم ما أكرمك .. وما احلمك .. وما أجودك ..

اهذا هو ( صديقي )

عدو ( اللحى ) اللدود

وقد أصبح ..

صديق ( اللحى ) الودود ..


(( اللهم ردنا إليك ردا جميلا ))

دخلنا الخيمة ..

وبعد أن أسندته إلى صدرها ..

حيا الله ( صديقي ) .. قلتها له .

رمقني بنظرة عتاب .. وقال :

الم اقل بأنك ( أخي ) ..

بل أنت من أغلى الإخوان .. أيها الحبيب !!

مرت لحظات صمت ..

وفي قلبي شوق عارم .. لمعرفة سر تحوله ..

من ذلك المقاتل الشرس .. إلى الحمل الوديع .. !!

أردت أن اسأله .. أنى لك هذا !!؟

لدي ألف سؤال وسؤال .. أريد نثرها بين يديه .

فأثرت الانتظار .. ريثما تهدأ نفسه وتستقر مشاعره ..

وما هي إلا لحظات .. حتى عاد إلى هدوءه

ونظر إلي .. .. وبحنكته التي اعرفها فيه ..

قال ..: لديك أسئلة كثيرة .. أليس كذلك ؟

أومأت له برأسي .. كدليل موافقة .. !

سأجيبك .. عن كل شيء ..

فقط .. عندما نعود إلى مدينتنا .. وبعد أن نكمل حجتنا .. !!

بأهم حدث عرفته في حياتي .. !!

وكيف أحياني الله .. بعد موتي !!

وماذا قلت لابنتي الصغيرة ..؟

ومن ذاك الذي دعاني وأنا نائم ؟

فقط كن بالقرب .. وعلمّني ..

كيف أحب الله ورسوله .. ؟؟

بقينا في ضيافة الرحمن .. بقية أيام الحج ..

رأيت في أخي .. لهف وشوق .. إلى محبة الله .. لم أره في احد قبله ..

كان دعائه .. مصحوب بدموع الندم .. وحسرات الضياع .. !

قبيل غروب شمس يوم عرفه .. انتحى جانبا" ..

وأنا ارمقه بنظرات المشفق المحب ..

وقد ستر خديه وعينيه بكفيه ..

الله اعلم .. ماذا كان يقول !!





عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty تابع ....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 20th نوفمبر 2011, 09:15

الجزء الرابع




بعد انتهائنا من مناسك الحج بفضل الله ..

عدنا إلى مدينتنا ..

لم نكن رفقه ..

فقد ارتبطت أنا برفقاء آخرين
وغادر هو وحيدا" لرغبته .

وبعد وصولنا إلى مدينتنا بيومين ..

عنّ لي .. أن ابحث عنه ..

فقد كان أمره.. مسيطرا" على جل تفكيري

ولولا شيء من وغثاء السفر

لهرولت إليه منذ لحظة وصولي !

هاتفته .. فتبين لي انه في شوق للقاء !!

اقترح هو الزمان والمكان الذي سنجتمع فيه ..

وعلى الموعد .. كنت .


شاهدته .. وكأنني لأول مره أبصره ..

سبحان الله ..

هنا شيء أود أن انقله لكم ..

(( من ادخل الله نور الإيمان .. وعظمة الخشية .. إلى قلبه .. ستجد فيه اختلافا" كثيرا ..

محبة الناس له تتغير و وضاءة وجهه تتبدل .. وسلوكه يأسرك .. ))


نعود ..


قرات في عينيه .. ما لم اقرأه في سير العائدين والتائبين ..

الرجل الذي ألقاه الآن .. لا يمكن بأي حال من الأحوال

أن يكون هو ذات الرجل الذي كان ( صديقي ) يوما ما

في سلامه سلام .. وفي كلامه وقار .. وفي هدوءه رزانة ..
لم أعهدها فيه من قبل ..
حتى ابتسامته التي كانت جميله .. أضحت أجمل مما سبق !!

بعد مقدمات وسؤال عن الأحوال ..

بادرته ..

من قمة رأسي إلى أخمص قدمي .. كلي آذان صاغية ..!!

فهل لك أن تسترسل ..!!

ما أن تلقف هذه العبارة مني ..

حتى انشرحت أساريره .. وكأنه يريد أن يـُخرِج أثقالا جاثمة على أضلعه وما احتوت !!

قال :

لعلك تعرفني أكثر من نفسي ..

في ما مضى !!

كنت أظن الحياة .. مجرد لهو وعبث ..

نصحو لننام .. وننام لنصحو
ومابين الصحوة والنوم ..
يجب أن نستغل كل ( لحيظة ) للملذات فقط ..

كانت فلسفتي في الحياة ..

استغل كل ساعات يومك .. لتسعد قلبك
!!
وكنت افعل .. ما أظنه سعادة !!

سفر .. سهر .. لقاءات عابره .. حرية ..

انطلاق دون ضوابط .. انعتاق من قيود ..

لا شيء يردعني من هوى .. طالما إن نفسي تشتهيه


أثقل ما كان يؤرقني ..

أولئك الذين كنت أراهم ( متزمتون)

كنت اسخر من كل واحد فيهم .. حين رؤيته

لحية .. و مسواك .. وإزار لا يصل إلى الكعبين !!

أي شعارٍ يتمنطقه هؤلاء !! ؟

كنت أقول في قرارة نفسي حين رؤية أي منهم ..

أيعقل أن يعيش مثل هؤلاء البشر .. في قرننا هذا

نحن في زمان ناسا و الانترنت و البلوتوث و صغر حجم الكون
وسرعة الوصول من شرقه إلى غربه !!

وأولئك .. لا هم لهم إلا .. إطالة شعيرات وبضع سنتيمترات من قماش طال أو قصر ..

((استغفر الله العظيم )) ..

نطق بها .. وفي حنجرته غصة قرأتها بين أحرف كلماته .

اخرج من صدره بضع زفرات ..

كنت احسبها .. حرّى

لم ادع عيناه .. تفلت من رقابتي

بل كنت انظر إليه بتركيز

واشعر إني يجب أن استحثه .. على إخراج كل كوامنه ..

لم انبس ببنت شفه ..

توقف لبرهة .. وكأنه سيتخذ قرار ما ..

ثم واصل حديثه ..

تزوجت .. بتلك الفتاه التي رصدتها معي ذات يوم ..

عشت بها ومعها ..

وعلى الرغم من مضي فترة ليست بالقصيرة .. على خطبتي إياها

إلا أننا اكتشفنا .. بعد زواجنا

أن كل منا لم يستكشف الآخر بعد ..

واتضح لي لاحقا" .. إن كل ذلك .. مجرد (( حكايات أفلام )) ..

لا أعلم من منا .. كان الجاني على الآخر ..

مضت اشهر على زواجنا .. ولم نستطع الاستمرار !!

فالحرية والسعادة التي كنت انشدها ..

تبخرت بمجرد كتابة ( عقد ) !!

اتفقنا على الانفصال بمودة .. دون أن نرزق بأبناء

عادت هي إلى أهلها

وعدت أنا إلى غيي ..


بعد حوالي عام ..

أصرت والدتي على تزويجي ..

أصبح الأمر لدي سيان ..

لم أتردد .. وافقتها

خطبت لي ابنة إحدى الأسر العادية .. في محافظتنا

لم تكن بتلك الأسرة المتحررة ولا بالمتزمتة

بين بين ..

تزوجت بامرأة لا اعرفها ..

شعُرتُ بالتخلف والانهزامية

أهكذا خاتمتي !! ؟

دخلت بها .. دون انشراح !

في ليلتنا الأولى .. لم ترفع رأسها أمامي .. خفرا" وحياء"

وعهدي بمن عرفت من النساء ..

هنا وهناك ..

الصولة والجولة ..

فأعينهن تسابق عيناي !!

وأياديهن تسابق يداي!!

وما أن دخلت عليها ..

وحدثتها حديث الغريب للغريب ...

حتى استأذنتني للحظات ..

فأذنت لها ..

توقعتها .. ستتجمل لزوجها

كفتاة في ليلة فرحها ..

وإذا بها ..

تمد سجادتها .. وتلتحف بدثارها

وتصلي ..


( مطوعه ) .. الله يسامح الوالدة .. اهذا وقت صلاة ..!!

قلتها في نفسي ساخرا" !!

تركتها على سجيتها .

وما أن انتهت من صلاتها ..

حتى قالت لي :

هل أوترت !! ؟؟

لم اجبها ..

مرت الأيام .. وتوالت الليالي

وعلمت انه وجب علي الاستعداد .. لقدوم ضيف جديد على منزلنا .. خلال الاشهر القادمه .

كانت هذه الزوجه..

تتقرب مني كل ما ابتعدت عنها ..

تشتري رضاي .. براحتها

يخجلني .. توددها

لا هم لها .. إلا البحث عن سعادتي ..

فأستحيي أن اجلب لها التعاسه .

اكتشفت أن زوجتي ..
( مطوعة ) لطيفة

بل لطيفة جدا" ..

لا حديث لها إلا عن الجنة والنار ..

أجد بين أيديها كتبا" .. كلما قرأتها

غالطت نفسي .. وقلت لا يمكن أن يكون هذا إلا مبالغة فألقي بها جانبا"

ما أن أعود من الخارج ..

إلا وتسألني .. هل صليت الظهر ..!!؟

هل صليت العصر .. !!؟

نعم نعم .. صليت ..

هذه إجابتي بتذمر ..

وأنا والعياذ بالله .. لم افعلها ..

بدأت اكره لقائها .. حتى لا تسألني عن الصلاة

رزقنا بمولودتنا الأولى ..

وازدان بها منزلي ..

تشبه أمها كثيرا" .. إلا أني عشقتها دون أمها

كبرت الصغيرة الجميلة

وأصبحت رفيقتي .. في خروجي وعودتي

لا هم لها إلا ( البقالة ومحل الألعاب المجاور)

ذات يوم ..

هاتفني أخي ..

يريد مني الحضور إليه .. لاصطحابه إلى المطار ..

كنت حينها اشعر بالإرهاق ..

فالليلة الماضية سهرت في الجريدة حد الإعياء ..

ولم اخذ كفايتي من النوم ..

أخذت طفلتي بجواري .. وذهبنا سويا" إلى منزل عمها

ومن هناك اصطحبناه إلى المطار

وودعته عند بوابته ..

في الطريق إلى منزلي ..

وحين انتصفت المسافة ..

شعرت بشيء .. لم اشعر به من قبل .. !!

لست أنا .. بالذي اعرفه عن نفسي !!

بدأت اشعر بالدوار .. !!

خفقان في قلبي !!

زغلله في بصري !!

اشعر بثقل يخدّر مفاصلي !!

حاولت جاهدا" ..

الخروج من مأزق هذا الشعور ..

غالطت نفسي ..

وبدأت أنفاسي تضيق .. !

أصبحت اخرج زفير هوائي .. من فمي لا انفي .. !

العرق يتفصد من جبيني .. وخداي !

تملكني الخوف ..

سيطر علي الرعب ..

خشيت الارتطام بالسيارات التي أمامي !.

ولا إراديا" .. أوقفت سيارتي إلى جانب الطريق!

وقفزت إلى الكرسي المجاور .

واختطفت صغيرتي ..

وجريت بها .. ملوحا" للسيارات العابرة

أن توقفوا .. توقفوا !!

رتل من السيارات .. مر بي ولم يتوقف ..

وفجأة ..

توقفت تلك السيارة .. وإذا بي اركض نحو مقعد الراكب

لم استأذن صاحبها .. بل لم أمكنه حتى من سؤالي

قلت له أرجوك .. أرجوك

اشعر بأني سأموت وهذه ابنتي ..

انقلني إلى اقرب مستشفى ..

كأنه قرأ .. في عيني الرعب

(ابشر بأذن الله سأوصلك اطمئن )
كانت هذه عبارته .. التي أجابني بها ..

أطبقت على أضلع الصغيرة ..

وأغمضت عيناي ..

والسيارة تسير بنا .. نحو مستشفى لم احدده لسائقها ..

شعرت أني مقبل على ( الموت) ..

وازداد ضغطي على فلذة كبدي ..

لا أريد أن اشعر .. بأني قد خذلتها

وتركتها وحيده ..

(( اشهد أن لا اله إلا الله .. واشهد أن محمدا رسول الله ))

رددتها أكثر من مره .. وما ذاك عهدي بنفسي

حاولت قراءة شيء من القرآن ..

فإذا برصيدي لا يسعفني

يا الهي .. لا احفظ منه إلا الفاتحة وقصاره

حتى آية الكرسي التي سمعت بفضلها .. لا أتقن حفظها

يالغفلتي ..

أين كنت من هذا ! ؟؟

أكثرت من الاستغفار .. بدأت اردد سبحان الله .. سبحان الله

كان همي الأول والأخير ..

أن لا وقت أضيعه ..

يجب أن اجمع اكبر قدر من الحسنات ..

يجب أن اشغل ذلك الرقيب .. الذي عن يميني بالتسجيل والتدوين ..

واحسرتا على ما فرطت في جنب الله ..

هطلت دموعي .. على وجنتاي .. أسى وحسره .

مرت أيام حياتي أمام ناظري كشريط سينمائي

شعرت أني كنت بعيدا" .. عن الله ..

واني قد دنوت من لحظة الحقيقة .. التي كنت أتجاهلها دوما ..

استحيت ..

بأي وجه سألقى الله ..

أين أفكار( غاندي ) و ( سارتر ) مني الآن !!

أين ترانيم نزار .. وقصص ( أجاثا كريستي )

أين سنين ضيعتها .. في قصص وروايات وخيال ..

أين مني كل هذا .! !؟

وهذا آخر ما عهدته بنفسي ..

وعيت وإذا بي .. بين يدي ذوي الستر البيضاء

أحدق في لاشيء ..

عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty تابع ....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 20th نوفمبر 2011, 09:16


الجزء الخامس


قال ( أخي ) حفظه الله وثبتنا وإياه مستكملا" سرد ما جرى له من أحداث :

استعدت شيء من الوعي .. ونظرت حولي .. أتفحص المكان ..

في محاولة مني للرجوع بالذاكرة إلى الوراء قليلا" ..


وسألت نفسي ما الذي أتى بي إلى هؤلاء .. ! !؟ أين أنا .. !؟ فجأه ..

وبتصرف لا إرادي .. ضممت ذراعاي إلى صدري .. !

ابحث عن شيء ما تذكرت غاليتي .. وفلذة كبدي ..!

كانت بين أحضاني .. !!

أين ذهبت .. أين هي ؟ صرخت ..

أين ابنتي .. ؟ فإذا بصوتي يعود صداهـ إلى مصدره ..

نتيجة كمامة أكسجين .. وضعوها على انفي وفمي معا" ..


نزعتها وبقوه ..


دكتور .. دكتور .. هكذا كان ندائي لرجل أراه من بعيد .. يرتدي بزة بيضاء .. ويعلق على جيده سماعة طبية ..

حضر إلي ..

ولمحت فيوجهه نضاره ..

وفي ملامحه كل معاني الدعة والاطمئنان ..


سألته :

دكتور أين ابنتي .. !؟







الجزء السادس





سألت الدكتور :

دكتور أين ابنتي .. !؟

لا تتعب نفسك .. أنت بحاجه إلى الراحة .. هكذا أجابني .

شعرت بأنه لا يفهمني ..

أو انه لا يعلم أن ابنتي كانت في حضني ..

فجأة ..

ظهر لي شاب سعودي ..

متأنق في ملبسه .. مؤدب في حديثه

وحادثني باسمي قائلا" :

احمد الله على سلامتك يـا ( فلان ) وناداني باسمي الأول .

أقلقتني عليك يا رجل ..!! حفظك الله

لكن الحمد لله طمأنني الطبيب .. انك بخير

كل ما في الأمر مجرد إرهاق .. وسيزول بأذن الله

وشقيقك ( فلان ) واسماه باسمه .. في طريقه إلينا

ابنتك معي .. ومع زوجتي .. انظر إليها هناااك

وأشار بيده إلى نهاية الممر الذي تطل عليه الغرفة ..

فإذا بالفلذة بين أحضان امرأة متحجبه

تداعبها وبين يديها .. لعبة

أعدت النظر إلى الرجل بتمعن ..

( و أنا لازلت في مرحلة التأرجح بين واقعي الذي أعيشه .. وبين آخر المشاهد التي كنت أعيشها )

وإذا بي أمام شاب ( ملتح ) أنيق .. وسيم .. مؤدب

عفوا" .. من أنت ..؟ قلتها له .

أنا أخوك .. عبد الإله الـ ........

ألا تذكرني .. !!؟ كانت تلك إجابته .. !!

لم يدع لي مجال .. لمحاولة الاستذكار .. حتى لا يجهد ذاكرتي !! ( لله ما أروعه )

وواصل حديثه قائلا" :

أنا الذي توقفت لك بسيارتي .. على طريق المطار وأخذتك وابنتك معي .. وطلبت مني أن أوصلك إلى اقرب مستشفى...

كنت لحظتها .. تعيش رعبا" لا يوصف ..

سمعتك تتلو الشهادتين .. وتسبح ربك وتستغفره ..

ما شاء الله عليك .. هذا نتيجة عظمة الإيمان في قلبك ..

بعد ركوبك معي بهنيهة .. أحسست انك فقدت وعيك ..

شعرت بالقلق عليك ..

ودعوت الله .. وسألته بعزته وعظيم جلاله ..

أن يحفظك لهذه الصغيرة ومن معها !!

وان لا يريها مكروه فيك ..

سحبت ابنتك الجميلة من بين يديك ..

وحثثت المسير نحو هذا المستشفى الذي نحن فيه الآن ..

وحين كنا في الطريق ..

هاتفت زوجتي .. وطلبت منها أن تلقاني هنا برفقة أخيها

لتعتني بطفلتك .. وقد حضرت كما ترى ...

كما أرجوك ان تعذرني .. أخي .. ( فلان ) وناداني باسمي ..

فقد تجرأت وأدخلت يدي في جيب ثوبك

وأخذت هاتفك الجوال وبطاقتك الشخصية

ومنها عرفت اسمك .. واتصلت بأحد الأرقام المُدخلة مسبقا" في هاتفك تحت مسمى ( فلان – اخوي ) .

وسألته عنك وعلمت منه بأنه شقيقك ..

أخبرته بالأمر .. فاخذ منه القلق كل مأخذ .. إلا أنني طمأنته .. وهو في طريقه إلينا ..



*



*



*



*

عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty تابع....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 20th نوفمبر 2011, 09:18

يقول( أخي ) .. أثناء سرده لقصته .. وأنا مشدوه لحديثه ووصف قصته ..

كان ذلك الشاب يتحدث .. بانطلاقة غريبة

شعرت وهو يخبرني بما جرى لي ولابنتي ..

بأنه اطهر من يسير على الأرض ..

تتطاير من عينيه نظرات التحنان

ومن بين شفتيه .. كل معاني البذل والإيثار

أحسست بطيب معدنه .. ولطافة معشره

يأسرك بحديثه .. وطيب عباراته

ابتسامته لم تفارق محياه البتة ..

حتى وهو يحدثني .. عن وقع المفاجأة عليه

حين حمل شخصا" غريبا" ..

وفجأة يغمى عليه معه ..

يملك هدوءا" غريبا" يبعث على السكينة

الغريب .. جدا"

أن الرجل ( ملتح ٍ )

ما هكذا كنت أظن الملتحين .. !!

أين الفجاجة التي كنت أظنها فيهم !!؟

وأين قسوتهم وشدتهم .. التي حدثونا عنها !!؟

وأين عنجهيتهم وتصلفهم ..!! ؟

ما أراه الآن أمامي .. شيء لا يمكن وصفه .. ويناقض كل الأفكار السيئة المرسومة عنهم .

هنا رجل قدّم وزوجته .. مالا يقدمه الغريب للغريب !!


أحس هو بسرحاني ..

وأراد أن يعيدني إلى اتزاني فقال :

لقد طمأنني الطبيب عنك .. فقد اجروا لك بعض الفحوصات

منها ما ظهرت نتائجه وهي مطمأنة ..

والأخرى لازالت في المختبر ..

ولا تقلق فقد أكد الطبيب .. بأن قلبك اقوي من قلبي

قالها وهو يضحك .. حتى بدا وجهه كبدر .

حضر الطبيب ..

وسألني بعض الأسئلة وأجبته عليها ..

وأعاد لي بعض الفحوصات الإكلينيكية

وشكوت له من صداع يقبع في مؤخرة رأسي

اشعر وكأنه يكاد ينفجر ..!

ضرب على كتفي براحته .. وقال ( زي الحصان ) .. !!

احتاج فقط إلى أن أبعثك للأشعة المقطعية ..

أريد أن أتأكد من سلامة الرأس ..

ما أن نطق بهذه العبارة ..

إلا وضاقت علي الأرض بما رحبت ..

شعرت بالخوف .. والرهبة

وبدأت المخاوف تنتابني من جديد ..

رأسي .. وأشعه مقطعيه .. وفقدان وعي !!! ؟

كل هذه مؤشرات توحي على أن الأمر .. قد لا يبشر بخير !

جاءني عبد الإله ..

هاه بشر .. وش قال الطبيب .. ؟

قلت وأنا مرتبك .. يريد أشعه مقطعيه لرأسي ..

رد علي بقوله : .. سهلة جدا"

وهذه تمنحك بإذن الله الاطمئنان .. على سلامتك وصحتك

ثم أردف قائلا" :

أرجوك أن تعذرني .. الصلاة ستقام الآن .. سأصلي في مسجد المستشفى .. وأعود إليك

أتركك في رعاية الله ..

غادر .. وبقي بصري متسمرا" نحو مسيره !!

تركا" لي ألف سؤال وسؤال .. !!

وأنا لماذا .. لا اصلي ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هكذا حدثت نفسي

حاولت أن أتحرك من سريري ..

فوجدت أني قادرا" على ذلك ..

مر الطبيب من أمامي .. وحين رآني أهم بالنزول

سألني ما بك .. إلى أين ؟





أريد أن اصلي ...!!!





أريد أن اصلي ... !!!





أريد أن اصلي ... ! ! !




قلتها مرة واحده .. و تردد صداها بين ردهات صدري .. وفي أعماق جوفي .. مرات عديدة
شعرت بأني افخر بها .. وان غربتي عنها قد طالت ..

حسنا" .. لا بأس ..إذا لم يكن ذلك يرهقك ..

قالها الطبيب

وأشار إلى السقف .. انظر إلى ذلك السهم .. فهو يشير إلى اتجاه القبلة ..

لا .. قلتها بقوة .. !

أريد المسجد .. أريد أن أتوضأ أولا" ..

نزلت من سريري

وحين انتصفت في الممر ..


شاهدتها .. وقد أقبلت ..

تسارع الخطى نحوي

تفتح ذراعيها .. وكأنها مهاجر وقد عاد إلى وطنه بعد اغتراب !

فلذة كبدي .. احتضنتها .. و استنشقت أنفاسها

قبلتها .. وضممتها حتى شعرت بأن أضلعي قد خالطت أضلاعها

( بابا وش فيك )

قالتها .. وبكت فأبكتني !!

مسحت دموعي بخصلات شعرها ..

وحتى لا أريها بكائي .. قلت لها ارجعي إلى خالتكِ .. واجلسي معها حتى اصلي وأعود..

( صرت تصلي زي ماما ) طعنتني بهذه العبارة التي خرجت بعفوية وبراءة ..

.. وكأنني كنت بحاجة الى تلك الطعنه ..

أعدتها من حيث أتت ..

وجرجرت أقدامي نحو مكان الوضوء .. وأنا اشعر بثقل في راسي وباقي جسدي ..

( صرت تصلي زي ماما )


..

عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty تابع ....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 20th نوفمبر 2011, 09:20


الجـــزء السابــع والأخيـــر



( صرت تصلي زي ماما )

رنين هذه العبارة .. التصق بتفكيري

تذكرت تلك ( المطوعة ) القابعة في منزلي ..

لكِ الله .. يا زوجتي الغالية

أواه كم كنت قاسيا ..!!

توضأت .. وحرصت على أن أحسن الوضوء ..

شعرت باني ذاهب إلى أهم من يفد إليه المذنبون أمثالي ..

دخلت ذلك المسجد .. والمؤذن يقيم الصلاة

وكأني لم ادخل مسجد في حياتي قط ..

قدمت رجلي اليمنى .. وقلت في خاطري ..

رباه ..

عبدٌ ينؤ بحملٍ ثقيل ..

وقف ببابك ..

فأرحم ضعفه .. واقبل توبته ..

اصطففت مع ( الرجال ) ..

طردت كل ما يجول بخاطري من أفكار ..

واستحضرت أنني .. ضيف جديد على كريم

شعرت أنني أقف أمام ربي ..

وأريد أن اعتذر منه عن ما بدر مني ..

كبّر الإمام .. وكبرنا بتكبيرته ..

قرأ بالفاتحة ..

لله ما أعذب صوته .. وما أروعه .. !!

وبعد الفاتحة ..

تلا آيات ..

ما كنت ادري أصلا" أنها في القرآن ..

((حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ))

يا الله ..

كأنها تعنيني ..

أأنا المخاطب بها.. يا رب !؟

أأنا المعني بهذا يا رب .. !!؟

شعرت بفوح حرارة الرعب من الله تشتعل في جوف صدري

وضاقت غصتي ..

وذرفت دمعتي ..

حاولت أن أجاهد نفسي .. واكتم لوعتي .. فما قدرت

لا أريد لمن حولي أن يسمعوا أو يعلموا دمعتي !!

فانقلبت تلك الدمعة إلى بكاء ..

وتحول البكاء إلى نحيب خافت ..!!

بكيت .. بكيت .. وبكيت !!!

وحين سجدت ..

ازداد لهيب الحسرة .. والندم

قلت اللهم ..

إن أثقلتني ذنوبي وكانت كالجبال ..

فما أحقر حجمها .. أمام عفوك ورحمتك ..

وحين قمنا للركعة الثانية ..

أكمل الإمام .. القراءة بقوله تعالى ..

(( قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ))

فتذكرت يا أخي مواقفي التي لا تخفاك .. من أولئك الذي اسخر منهم .. وهم إلى الله اقرب ..

وشعرت بفداحة إثمي .. وقلة زادي .. و خبالة عقلي

قارنت بين حالي وحالهم .. فوجدتهم هم الصابرون عن الملهيات والملذات .. وأنا الغارق فيها

فكان جزائهم بما صبروا خير ..

وأنا المستهزئ بهم ..

إلا ما اجهلني .. وما اعزهم !

شعرت بأن قدماي لم تعد تحملني .. وأحسست بالانهيار .


التفت إلي ( أخي ) وهو يواصل سرد قصته ..

ورمقني بنظرة منه ..

وإذا بي غارق في بحر من الدموع الصامتة ..

أوجعتك .. قالها متسائلا" .. !؟

بل والله أبهجتني .. ( أجبته ) .


( اللهم ردنا إليك ردا جميلا )


تمت بحمد الله وفضله

أدعو الله أن يفيدكم من قراءتها

وأن يتقبل منكم دعواتكم لنا بالخير



--
عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty رد: يا الله يا واحد يا أحد .....

مُساهمة من طرف محمود منصور محمد علي 20th نوفمبر 2011, 12:43

يا الله يا واحد يا أحد ..... Oouu_o10

الف حمدا على السلامة استاذ عثمان شاويش
صراحة مع احترامنا للجميع عدم تواصلك كان له اثر سلبي على المنتدى نرجو الا تحرمنا من طلاتك البهية ومواضيعك الدسمة الحافلة بالعبر والمواقف المختلفة
تحياتي
محمود منصور محمد علي
محمود منصور محمد علي
مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
مشرف المنتدى العام و  مصحح لغوي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty رد: يا الله يا واحد يا أحد .....

مُساهمة من طرف محمد قادم نوية 21st نوفمبر 2011, 10:35

جُزيت خيراً ياعم شاويش دائماً تأتي بالمفيد..ماأحوجنا لمثل هذه القصص
حاولت منذ الأمس تجزئتها حتي أتمكن من قراءتها بتأني بحمد لله وصلت للخاتمة
قصة تفوق الوصف بروعتها وبصدق معانيها
حقيقةً قصة تلامس شغاف القلوب الوجلة التي ترتجي رحمة الله سبحانه وتعالي
تحياتي؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
محمد قادم نوية
محمد قادم نوية
مشرف منتدى الصوتيات
مشرف منتدى الصوتيات


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty رد: يا الله يا واحد يا أحد .....

مُساهمة من طرف عثمان محمد يعقوب شاويش 22nd نوفمبر 2011, 10:16

أحبتي : محمود منصور .... ول نوية ... صدقوني مروركم الجميل أثلج صدري ... وما زاد فرحي وسروري فهمكم التام لهذه الحكاية ...والتي أراها رائعة جداً كروعة شخصكم ... معزتكم تسكن دائماً في أعماقي ... بالجد لكما حبي ،،،
عثمان محمد يعقوب شاويش
عثمان محمد يعقوب شاويش
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يا الله يا واحد يا أحد ..... Empty رد: يا الله يا واحد يا أحد .....

مُساهمة من طرف سومه العمدة 22nd نوفمبر 2011, 10:41

أولآ: ألف حمدلله على السلامة عم شاويش
وكل سنة وانت طيب يارب
***
قصة في قمة الروعة بجد
يارب تسلم
سومه العمدة
سومه العمدة
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى