الاسلام دين الوسطية العادلة
صفحة 1 من اصل 1
الاسلام دين الوسطية العادلة
يقول الإمام محمد عبده: "الوسط هو العدل والخيار، وذلك أن الزيادة على المطلوب في الأمر إفراط، والنقص عنه تفريط وتقصير، وكل من الإفراط والتفريط ميل عن الجادة القويمة فهو شر ومذموم... والمسلمون خيار وعدول لأنهم وسط، ليسوا من أرباب الغلوّ في الدين: المفْرطين، ولا من أرباب التعطيل المفرّطين، فهم كذلك في العقائد والأخلاق والأعمال... والأمة الإسلامية جمع الله لها في دينها بين الحقين: حق الروح، وحق الجسد، فهي روحانية جثمانية، وإن شئت قلت : إنه أعطاها جميع حقوق الإنسان، فإن الإنسان جسم وروح.. حيوان ومَلَك" [تفسير المنار 2/4].
ومن منطلق هذه الوسطية الأخلاقية نهى القرآن عن البخل لأنه تفريط في حق النفس، وحقوق الآخرين، كما نهى عن التبذير لأنه إفراط وإسراف في الإنفاق يؤدي إلى الخراب: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} [الإسراء 29].
وهذه الوسطية العادلة صفة من أهم صفات المؤمنين عباد الرحمن "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [الفرقان 67].
وفي الصلاة كذلك "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} [الإسراء 110]
والمسلم مطالب بالاعتدال في العاطفة حبا وكراهية، فلا يغلو في الحب، ولا يسرف في الكراهية، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبب أخاك هوْناً ما، عسى أن يكون عدوك يوما ما، واكره عدّوك هوْناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما".
والمسلم مطالب بالتوفيق بين مطالب الروح ومطالب الجسد، بين مطالب الآخرة ومطالب الدنيا {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين} [القصص 77].
وتأسيسًا على هذه الوسطية كانت "المثالية" الإسلامية مثالية واقعية "لا تحلق بعيدا عن معاناة الأرض، ودنيا الناس، ولا تنغمس في الحمأة المنكودة، وشهوانية المادة الصمّاء. وهذه الوسطية العادلة للقيم الإسلامية تعد عملية "توفيق" دقيقة جدا بين "الأعلى" و "الأرضي"، وهو توفيق ضروري لحياة القواعد الأخلاقية، وحيوية الالتزام بين "المثال" و "الواقع"، فقَدَ المثال قيمته العملية، وأصبح الواقع يتخبط بلا مرشد أو ضابط.
فالعملية إذن عملية "توفيق" لا "تلفيق"، والفرق بينهما كالفرق بين الطبيعي المنسجم الأجزاء، والافتعالي الذي يدل بظاهره على توافق، ولكنه في الواقع يفتقر إلى عنصر التفاعل الحقيقي بين جواهره وجزئياته.
وفي التوفيق يراعى التناسب العملي بين العناصر المادية والروحية والعقلية تبعا لمقتضيات الحال في نطاق الحدود الشرعية، أما التلفيق فلا مراعاة؛ لأن المهم فيه تحقيق المظهرية ولو بالتعسف والتعنت.
وبسبب الفروق الهائلة بين التوفيق والتلفيق، كانت الفروق هائلة بين "العمل الناتج" عن كل منهما: فناتج التوفيق عمل يتسم بالصدق في المظهر والمخبر وناتج التلفيق عمل قد يبهر بمظهره، ولكنه -في حقيقته- خواء، لا يحمل دلالة نفسية على تقوى أو صلاح، أو سلامة في النية والسلو
منقول من موقع اسلام ويب
ومن منطلق هذه الوسطية الأخلاقية نهى القرآن عن البخل لأنه تفريط في حق النفس، وحقوق الآخرين، كما نهى عن التبذير لأنه إفراط وإسراف في الإنفاق يؤدي إلى الخراب: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} [الإسراء 29].
وهذه الوسطية العادلة صفة من أهم صفات المؤمنين عباد الرحمن "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [الفرقان 67].
وفي الصلاة كذلك "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} [الإسراء 110]
والمسلم مطالب بالاعتدال في العاطفة حبا وكراهية، فلا يغلو في الحب، ولا يسرف في الكراهية، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبب أخاك هوْناً ما، عسى أن يكون عدوك يوما ما، واكره عدّوك هوْناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما".
والمسلم مطالب بالتوفيق بين مطالب الروح ومطالب الجسد، بين مطالب الآخرة ومطالب الدنيا {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين} [القصص 77].
وتأسيسًا على هذه الوسطية كانت "المثالية" الإسلامية مثالية واقعية "لا تحلق بعيدا عن معاناة الأرض، ودنيا الناس، ولا تنغمس في الحمأة المنكودة، وشهوانية المادة الصمّاء. وهذه الوسطية العادلة للقيم الإسلامية تعد عملية "توفيق" دقيقة جدا بين "الأعلى" و "الأرضي"، وهو توفيق ضروري لحياة القواعد الأخلاقية، وحيوية الالتزام بين "المثال" و "الواقع"، فقَدَ المثال قيمته العملية، وأصبح الواقع يتخبط بلا مرشد أو ضابط.
فالعملية إذن عملية "توفيق" لا "تلفيق"، والفرق بينهما كالفرق بين الطبيعي المنسجم الأجزاء، والافتعالي الذي يدل بظاهره على توافق، ولكنه في الواقع يفتقر إلى عنصر التفاعل الحقيقي بين جواهره وجزئياته.
وفي التوفيق يراعى التناسب العملي بين العناصر المادية والروحية والعقلية تبعا لمقتضيات الحال في نطاق الحدود الشرعية، أما التلفيق فلا مراعاة؛ لأن المهم فيه تحقيق المظهرية ولو بالتعسف والتعنت.
وبسبب الفروق الهائلة بين التوفيق والتلفيق، كانت الفروق هائلة بين "العمل الناتج" عن كل منهما: فناتج التوفيق عمل يتسم بالصدق في المظهر والمخبر وناتج التلفيق عمل قد يبهر بمظهره، ولكنه -في حقيقته- خواء، لا يحمل دلالة نفسية على تقوى أو صلاح، أو سلامة في النية والسلو
منقول من موقع اسلام ويب
خالد عثمان- نشط مميز
مواضيع مماثلة
» حال العرب قبل الاسلام
» الحب في الاسلام
» يهودى يقول الحقيقة عن الاسلام
» هذا نشيد مايكل جاكسون عن الاسلام
» موقف الاسلام من التنجيم
» الحب في الاسلام
» يهودى يقول الحقيقة عن الاسلام
» هذا نشيد مايكل جاكسون عن الاسلام
» موقف الاسلام من التنجيم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى