يوميات موفد بي بي سي إلى نهائيات كأس افريقيا في غينيا الاستوائية !!!
صفحة 1 من اصل 1
يوميات موفد بي بي سي إلى نهائيات كأس افريقيا في غينيا الاستوائية !!!
الثلاثاء 24 يناير
كان على أن أذهب إلى مقر إقامة المنتخب السوداني للقاء مدربه محمد عبد الله مازدا، وعلمت من المسؤول الإعلامي في الفريق أنه تم في البداية تخصيص فندق آخر للفريق في بلدة لوبا خارج مالابو مما يعني قطع 45 دقيقة بالسيارة للوصول إلى ملعب مالابو.
وكان القرار أن يغير الفريق السوداني الفندق وأن يدفع نفقات إضافية ليكون موجودا في مالابو، مازدا وصف الوضع بأنه مقبول ورأيت في ذلك رغبة منه في عدم السير في تيار الشكوى من ظروف الإقامة.
مدرب السودان يرحب أيضا بإقامة البطولة كل عامين لمنح الفرصة للاعبين الأفارقة للظهور.
لاحظت مدى الأريحية التي يتعامل بها مازدا معي كصحفي مقارنة بمدربين آخرين، فقد جلس معي لفترة مطولة وجاوب عن جميع الأسئلة بكل ترحاب وباللغتين العربية والانجليزية.
ذهبت بعدها إلى مقر إقامة فريق ساحل العاج، وهو من أفخم فنادق مالابو وحينها بدا لي فندق المنتخب السوداني متواضعا للغاية، إلا أن هذا الفندق هو ما حصل عليه الفريق العاجي لتغيير مقر إقامته.
في طريقي إلى الفندق الذي يوجد به الفريق العاجي شاهدت النهضة العمرانية في (مالابو 2) وهي نتيجة لصادرات النفط ومن أهم مظاهرها مجمع يضم 52 منزلا فخما بعدد زعماء دول الاتحاد الافريقي في حالة استضافة البلاد لأي قمة افريقية كما قال لي مرشد فريق بي بي سي.
وأعتقد حاليا أن الهدوء الذي تتمتع به مالابو وقلة عدد سكان البلاد قد يكون ميزة في تنظيم البطولات، فلا توجد أزمات مرورية تعطل حافلات الفرق أو جماهير بأعداد كبيرة تتزاحم حول مقار إقامة اللاعبي كما أن معظم المباني بسيطة حتى مباني المؤسسات الهامة.
واللافت أن غينيا الاستوائية ليس لديها دوري كرة قدم بالمعنى المعروف للمسابقات المحلية في دول أخرى، بل مجرد مباريات محلية محدودة لاختيار فرق تلعب في بطولات افريقيا .
اللغة الأولى هنا هي الإسبانية، ويمكن أيضا الحديث بالفرنسية ولكني اليوم عرفت أن لديهم ما يشبه لهجة عامية يتكلم فيها البعض بخليط من الاسبانية والفرنسية وأحيانا الانجليزية.
الاثنين 23 يناير
رحلتي من مدينة باتا إلى مالابو في غينيا الاستوائية يوم الأحد أكدت لي أن تنظيم بطولة كبرى في دولتين مشكلة حقيقة إذا لم تتوفر وسائل المواصلات المناسبة.
فالرحلة بالطائرة من باتا إلى مالابو لا تستغرق أكثر من نصف ساعة طيران ولكنها عمليا تصل إلى ست ساعات من الباب للباب ومع الدخول في جميع الإجراءات الخاصة بالتنقل بين دولتين من أخذ للبصمات والصور في المغادرة والوصول.
ويوم الاثنين علمت أن المنتخب السوداني أيضا انضم إلى قائمة المنتخبات التي تعترض على التنظيم من خلال محاولة مسؤوليه تغيير ملعب التدريب الذي خصص له في بلدة خارج مالابو.
شكاوى بعض الفرق لم تقتصر فقط على أماكن الإقامة بل امتدت إلى الملاعب أيضا، فإذا كانت الدولة المشاركة في التنظيم قادرة على بناء ملعب مجهز للمباريات فلم لا توفر أيضا ملاعب تدريب قريبة منه وفي نفس المدينة.
هذه المشكلة تؤرق أيضا الصحفيين فهنا يجب علي أن أقرر أي المباريات يجب أن أحضرها، لأن ذلك سيأتي على حساب مباريات أخرى هامة وقد يرتبط ذلك بالتنقل بين مدينتين بطائرة أو بين دولتين.
وفي النهاية كل ذلك يرتبط بأماكن الإقامة وحجوزات الطيران، فإذا أردت العودة إلى باتا لحضور مباراة المنتخب الليبي ضد زامبيا يوم الأربعاء ، فبالتأكيد ستفوتني متابعة مباراة السودان في اليوم التالي ضد أنغولا.
من خلال مناقشاتي مع بعض الزملاء حول طبيعة البلد وإمكاناته قلت لهم إن عقد المقارنات مع دول أخرى في التنظيم مثل مصر أو جنوب افريقيا قد يكون لغينيا الاستوائية.
فالبلد يقدم أوراق اعتماده لبقية دول القارة بعد أن شهد اقتصاده انتعاشا بفضل صادراته وهذه البداية امتداد جديد للعاصمة مالابو يقام فيه ملعب بمواصفات دولية وأيضا مبان شاهقة حديثة.
أما خدمات الاتصالات فأرجو أن تكون أفضل في ملعب مالابو، فشبكة الانترنت اللاسلكي لم تكن تعمل في ملعب باتا في مباراة الافتتاح والطريف أن نفس الشبكة كانت تعمل بكفاءة معقولة في الفندق المجاور للملعب.
21 يناير/كانون الثاني، حفل افتتاح مبهر وفوز تاريخي
انطلق عرس كرة القدم الافريقية، وكانت البداية باستنفار أمني في محيط استاد باتا كاد يتسبب في مشكلة بين الجماهير الغفيرة وقوات الأمن أما النهاية ففرحة طاغية ورقص وطبول وأبواق فوفوزيلا احتفالا بفوز منتخب غينيا الاستوائية على ليبيا في مباراة الافتتاح.
في الصباح أمطار غزيرة على مدينة باتا ولكن مع حلول الظهيرة كثفت قوات الأمن انتشارها في حول ملعب باتا والمنطقة المحيطة به.
الخطة الأمنية تضمنت حواجز في الشوارع المحيطة بمنطقة الاستاد والطرق المؤدية إليه لمنع السيارات غير المرخص لها بالدخول، وكانت النتيجة أن سائق السيارة التي أقلتني من منطقة وسط المدينة إلى الملعب منع من مواصلة طريقه رغم حملي للتصريح الصحفي لأضطر للترجل وإكمال مسافة أكثر من كيلو متر مربع للوصول إلى المنطقة المحيطة بالملعب.
قبل نحو ست ساعات بدأ توافد الجماهير وفي المقابل انتشر الجنود مدجيين بالسلاح ومعدات مكافحة الشغب، ومع اقتراب موعد المباراة لم يعد الباب الرئيسي كافيا لتوفير دخول سلس للجماهير الغفيرة.
وكادت مواجهة بين الأمن وبعض الجماهير أن تتحول إلى مصادمات تعكر صفو اليوم ليتم احتواء الموقف بفتح باب جانبي.
واراد الغينيون ان يكون حفل الافتتاح مبهجا ويتناسب مع حجم وأهمية البطولة، ووجدوا على ما أعتقد أكثر مما كانوا يتوقعون، فقد جاء الحفل منوعا وتضمن رقصات شعبية وأغنيات واستعراض تاريخ البطولة بأهم لقطات التتويج والفرحة بالأهداف.
كما تم توظيف الأضواء والألعاب النارية بشكل أبهر الجميع في مدرجات استاد باتا.
وحضر حفل الافتتاح رئيس البلاد تيودورو أوبيانغ نغويما الذي حرص على إلقاء كلمة للترحيب بضيوف بلده.
وبعد أن أضاءت الألعاب النارية سماء المنطقة، انطلقت المباراة وسط تشجيع حماسي وأهازيج من الجماهير الغينية التي ارتدى معظمها القميص الأحمر لمنتخب غينيا الاستوائية.
وجاءت الفرحة المنتظرة في الدقيقة 87 من المباراة لتنفجر فرحة الجماهير ولم يكن الوقت المتبقي كافيا للمنتخب الليبي للتعويض بل كادت غينيا الاستوائية تحرز هدفا ثانيا.
وبعد انطلاق صافرة الحكم خرجت الجماهير لتحتفل بطريقتها بهذا الفوز التاريخي ولسان حالهم يقول إن فرحة الفوز أكملت بهجة حفل الافتتاح.
BBC
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
مواضيع مماثلة
» قرعة نهائيات غينيا والجابون- كأس الأمم الأفريقية - اليوم - كل الأمنيات لمنتخبنا الوطني
» نتائج تصفيات افريقيا المزدوجة لكاس العالم وامم افريقيا
» دوري ابطال افريقيا
» هلال مريخ افريقيا
» حصاد السودان في سبع نهائيات إفريقية
» نتائج تصفيات افريقيا المزدوجة لكاس العالم وامم افريقيا
» دوري ابطال افريقيا
» هلال مريخ افريقيا
» حصاد السودان في سبع نهائيات إفريقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى