القران الكريم وسقوط نظريه دارون فى الخلق والتطور
صفحة 1 من اصل 1
القران الكريم وسقوط نظريه دارون فى الخلق والتطور
في فتح علمي جديد وومضة إعجازية من ومضات القرآن المُتجددة والمُستمرة، وهي مناسبة للرد على من يكرر إسطوانة قديمة تقول بضرورة أن يكف المسلمون عن ترديد أن "هذا موجود عندنا في القرآن" أو أن "القرآن الكريم قد تحدث عن هذا الموضوع قبل ألف وأربعمة عام" وهكذا. والحقيقة أن تَجَدُد إعجاز القرآن الكريم يكمن غالباً في السبق القرآني في وصف الاكتشافات العلمية المتنوعة، والتي تؤيد ماجاء به كلام رب السماوات والأرض في زمن لم يكن يخطر على ذهن الإنسان شيء مما يتم إكتشافه الآن، وهذا لايعني طبعاً الركون إلى منهج إنتظار مايكتشفه الآخرون لنعلن أنه مذكور عندنا في القرآن الكريم بل يجب على الأمة إعتماد منهج علمي للبحث والدراسة يختص ببحث الحقائق القرآنية ومن أوجه مختلفة وزوايا متعددة للحقيقة القرآنية الواحدة.
وفي هذا الفتح الذي نتحدث عنه اليوم والذي له من الأبعاد ما يتجاوز مسألة الاكتشافات العلمية إلى حدود إعلامية بل وسياسية تتعلق بارضاء فئة من البشر من خلال الترويج لأكذوبة تتحدث عن أن أصل النشوء الإنساني، حيث يتحدث دارون ومن يؤيده عن أن أصل الإنسان "قرد" ولقد طبَّل وزمّرَ لهذه النظرية من راقت لهم وأطربتهم من الناس، حيث وجودوا فيها دفعاً كاذباً لحقية مسخ بعض أسلافهم إلى قردة وخنازير لفرط ما أرتكبوا من موبقات وفواحش مع اصرارهم عليها، وقد وصف لنا القرآن الكريم هذه الحقائق في غير آية من آياتهِ حيثُ قال تعالى وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ وهذا دليل واضح على أن الله تعالى قد مسخ بعض الناس إلى قردة وخنازير سواء على الحقيقة أو أنه جعل طباعهم طباع قردة وخنازيرعلى اختلافٍ بين أهل التفسير . وقال تعالى قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ وقال تعالى فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ أي تكبروا وابوا أن يتركوا مانهوا عنه قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ أي صاغرين أذلاء، بُعداء عن الناس. وهي طباع متأصلة في اليهود ومن يدين بأفكارهم، فهم يشعرون بالنقص والصَغار ويبدو ذلك في عدوانيتهم التي طالما حاولو أن يجعلوها تغطية موهومة من قِبَبِلِهم على ذلك النقص. وهذا مايعزز ربما
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
البقرة65
ينظر تفسير القرآن العظيم لأبن كثير أبي الفداء إسماعيل إبن كثير القرشي الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، تـ 774هـ دار طيبة للنشر والتوزيع المملكة العربية السعودية، ط2 / 1420هـ - 1999م ج1 ص291
المائدة60
الأعراف166
تفسير القاسمي، محمد جمال الدين1283-1332هـ ، تفسير القاسمي، المُسمى، محاسن التأويل، وقف على طبعه وتصحيحه ورقمه وخرّج آياته وأحاديثه، وعلق عليه، محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، ط1/ 1376هـ - 1957م ج7 ص2889
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
رأي من قال مِن أهل التفسير بأن المسخ هو معنوي وقع في طباع هؤلاء. واليوم وبعد مرور أكثر من قرن على نظرية تشارلز داروين والتي حاولت أن ترسم خارطة النشوء الإنساني وتؤكد بأن أصل الإنسان هو "قرد" تطور حتى أصبح على هذه الشاكلة التي عليها الإنسان اليوم، ورغم تغاضي هذه النظرية عن الكثير من الحقائق والتساؤلات التي تنسفها من جذورها حتى قبل هذا الإكتشاف الأخير، ومنها .. لماذا إذاً لم تتطور بقية فصائل القردة وإقتصر التطور على "أسلاف" الإنسان؟ ولماذا لايعتبر القرد إنسان متأخر ونُصِرُ على افتراض أنه حيوان متطور؟ وفي علم الأجنة كما هو معلوم الكثير من التساؤلات الأخرى والتي تدور حول هذا الموضوع.
ولقد دخل الغرب بعد خمسة عشر سنة من الأبحاث العلمية، من الشُباك بعد أن أبقى القرآن الكريم له ولغيره الباب مفتوحاً لينظر ويتفكر ويكتشف حقائق علمية في وقت قياسي هو لاشك اقصر بكثير من ذلك الذي يقضيه في معاندتهِ، ومجانبتهِ للحق الصريح، وعلى أية حال فالحمد لله انه دخل أخيراً وذلك بأقراره بحقيقة علمية يؤمن بها المسلمون جميعاً كان قد نصّ عليه القرآن الكريم بنصوص واضحة صريحة نؤمن بها إيماناً لم يجعلها عندنا في يوم من الأيام موضع شَك شانها شأن جميع الحقائق القرآنية الأخرى، وذلك في طائفة من آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ فهل يُعقل أن يكون هذا الخليفة الذي كرمهُ المولى تعالى كل هذا التكريم وفضله على جميع خلقه تفضيلاً بصيغة مبالغة في اضهار هذا التفضيل والتكريم، أوحتى اسلافه من القردة؟ وماهو وجه التفضيل والتكريم إذا كان أصله كبقية الحيوانات والبهائم الأخرى، ثم يخبرنا تعالى وهو خالق الإنسان وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وهذا تصريح بأن أصل خلقة الإنسان هي إنسانية لاحيوانية من الأساس ثم ولتحديد أصل سلالته ولقطع الطريق على من تساوره الضنون إزاء طروحات دارون ومن سبقه ممن ماثله وشابهه في الطرح. يقول تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ سلالة من طين .. يعني آدم .. ثم جعلناه أي جعلنا نسله وذريته نطفة في قرار مكين إلى قوله، تبعثون .. فالأنسان إذا تفكر بهذا التنبيه بما جعل له من العقل في نفسه رآها مَدبَرة وعلى أحوال شتى مَصرَفة كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم لحما وعظما فيعلم أنه لم ينقل نفسه من حال النقص إلى حال الكمال . وقد بين تعالى صفة التفوق والإبداع في جميع خلقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشارلز داروين 1809 – 1882م من اشهر كتبه (أصل الأنواع) وفيه صرّح بنظريته في النشوء والإرتقاء، والتي حاول أن يثبت من خلالها أن أصل الإنسان هو من سلالة من القردة.
البقرة30
الحجر26
المؤمنون12
تفسير القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري ت671هـ ، الجامع لاحكام القرآن، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، ط3، 1387هـ - 1967م، ج: 2 ص: 202
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
ثم ميز بعد ذلك الإنسان، لالشيء سوى أنه يعتبر قمة هذا التفوق الذي أنشأه الله تعالى لحكمةٍ أرادها .. فقال تعالى الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ وهو بذلك يبين لنا أن أصل سلالة الإنسان هي ذاتها التي إبتدأ بها الله تعالى خلق هذا الكائن وأنه صمم شكله وهيئته هذه على هذا النسق أصلاً وتأكيد ذلك أيظاً في قوله تعالى خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ومايؤكد حقيقة تركيبة الإنسان الجينية، وأنها هي ذاتها منذ أن خلق الله آدم وحتى يرث الأرض ومن عليها هو قوله تعالى إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ويقال مشجت هذا بهذا أي خلطته فهو ممشوج ومشيج مثل مخلوط وخليط أي أن تركيبته التي خلقه الله تعالى عليها هي تركيبة إنسانية صرفة. فجعلناه سميعا بصيرا .. ليتمكن من استماع الآيات التنزيلية ومشاهدة الآيات التكوينية" .
نعم لقد أثبت قبل أيام ومن خلال دراسات استمرت لقرابة الخمسة عشر سنة، علماء من جامعات أمريكية بحسب الخبر الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية في الثالث عشر من شوال الموافق للثاني من نوفمبر من العام الجاري، والذي إنتشر في مختلف وسائل الإعلام انتشار النار في الهشيم، لعظيم وقعه على مختلف فئآت الناس، أثبتوا بطلان نظرية دارون المتعلقة بأصل الإنسان وذكر تقريرهم بصراحة تامة أن (لوسي) الشمبانزي لاعلاقة له بالإنسان وأن (اردي) الذي عثروا عليه في صحراء أثيوبياًعام 1994 والذي يعد اقدم من (لوسي) بمليون سنة على حد زعمهم هو إنسان طبيعي كان يمشي منتصب القامة تماماً كماهي هيئة الإنسان اليوم. وبهذا سقطت واحدة من أهم النظريات التي تم فرضها على عقول الأجيال الناشئة في عالمينا العربي والإسلامي منذ عقود طويلة من الزمن وكأنها قوانين لاتقبل النقاش شأنها شأن الكثير من النظريات الأخرى والتي لاتزيد عنها بشيء في ميزان العلم والمعرفة. وما نستفيده من هذا الدرس البليغ الذي لقنه القرآن الكريم للإنسانية أجمع هو متى تصحو المستويات الرسمية في أمتنا لتعيد النظر في مناهج التعليم التي بُني أغلبها على هذه النظريات التي صارت تتهافت يوماً بعد يوم والتي جاء القرآن الكريم بأدلة قاطعة على بطلانها ؟
والعبرة الثانية تتمثل في مسألةٍ قلما يلتفت إليها الباحثون وهي أن هنالك فرق هائل بين الإدعاء المبني على نظريات يُغلق فيها باب البحث بعد وصول الباحثين إلى تصور يفيد بعدم وجود مايعارض نظريتهم ليتلقفها الناس بتقادم الزمن وكأنها أنها حقائق علمية ثابته، و بين الدعوة إلى البحث العلمي الدقيق والمحايد للتوصل إلى حقائق موثوقة دلّنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السجدة7
الرحمن14
الإنسان2
تفسير القرطبي ج: 19 ص: 120
تفسير أبي السعود، محمد بن العمادي، المتوفى سنة951هـ ، ارشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1414هـ - 1994م تفسير أبي السعود ج: 9 ص: 70
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
على أسسها واصولها أو على طرق البحث والإستدلال للتوصل إليها على الأقل، القرآن العظيم، والذي لم يجعل مثلاً البحث في أصل النشوء الإنساني مُحرم بل دعى إليه رغم أنه عرض هذه الحقائق وكما تقم بصورة متدرجة ومُحكمة رعايةً لقدرة الإنسان على تلقي واحدة من أعظم وأخطر حقائق الوجود الإنساني ودليل ذلك أنه تعالى وبعد كل هذا التفصيل في حقيقة الإنسان وطريقة خلقهِ وطبيعة خلقتهِ .. قال فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ "للتنبيه على أن ما بيَّن من أن كل نفس عليها حافظ يحصى عليها كل ما يصدر عنها من قول وفعل مستوجب على الانسان أن يتفكر في مبدأ فطرته حق التفكر حتى يتضح له أن من قَدِر على انشائه من مواد لم تشم رائحة الحياة قط، فهو قادر على اعادته بل أقدر على قياس العقل" . والعبرة الكامنة بعموم اللفظ تفيد بوجوب البحث والدراسة في حقيقة الإنسان ولمختلف متعلقاتها من أصل النشوء إلى تركيبة الإنسان الكيميائة أو الفيزيائية.. ذلك أن بحث الإنسان بِنيَّة معرفة حقيقة تكوينهِ ووجودهِ بطرق تعتمد العلوم التطبيقية المعاصرة، ومن ثم معرفة موجده هو مايرفع قيمة العلم والمعرفة التي يسعى الإنسان العاقل إلى إمتلاكهما، لا ذلك البحث الذي يُزين للبشرية الضلالات المتمثلة بايحاءآت تفيد بأن "الطبيعة" بزعمهم، لم تتمكن من خلق الإنسان على الهيئة التي هو عليها اليوم إلا بالتدرج ولم تكن نظرية دارون هذه سوى مُكملة فكرية أو هي مُحاكاة تمهيدية لنظرية التطور الطبيعي للحياة وأن الطبيعة تخلق وتطور نفسها وما إلى ذلك من نظريات قديمة أو معاصرة تصب في هذا الإتجاه.
وما نأمله حقيقة هو أن تشكل هذه الحادثة منعطفاً تاريخياً في مجال البحث العلمي الذي يلتزم الحياد والموضوعية ويسعى وراء الحقيقة بالدليل العلمي والمنطقي الواضح، ولايتخذ من الأهواء والضنون مسرباً للتعامي عن الحقيقة التي تمثلت في شواهد حضارة القرآن، أو تسويغاً لنزعات عنصرية أو أفكار إلحادية لاتلبث أن تتهاوى دعائمها الواهية من جانب حتى ينفر شياطين الإنس قبل شياطين الجن لإسنادها من جانب آخر، وهو بالتالي واجب من واجبات الوقت، والتي تقع على عاتق دعاة الأمة وعلمائها ومفكريها ليتخذوا من مثل هذه الحوادث منطلقات للثورة على الفكر والإعلام الذي يروج لهذه الطروحات، وليعرضوا منهج القرآن الكريم في أصول البحث و الإستدلال على مرأى ومسمع العالم أجمع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطارق5
تفسير أبي السعود ج: 9 ص: 141
من ملتقى اهل التفسير
وفي هذا الفتح الذي نتحدث عنه اليوم والذي له من الأبعاد ما يتجاوز مسألة الاكتشافات العلمية إلى حدود إعلامية بل وسياسية تتعلق بارضاء فئة من البشر من خلال الترويج لأكذوبة تتحدث عن أن أصل النشوء الإنساني، حيث يتحدث دارون ومن يؤيده عن أن أصل الإنسان "قرد" ولقد طبَّل وزمّرَ لهذه النظرية من راقت لهم وأطربتهم من الناس، حيث وجودوا فيها دفعاً كاذباً لحقية مسخ بعض أسلافهم إلى قردة وخنازير لفرط ما أرتكبوا من موبقات وفواحش مع اصرارهم عليها، وقد وصف لنا القرآن الكريم هذه الحقائق في غير آية من آياتهِ حيثُ قال تعالى وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ وهذا دليل واضح على أن الله تعالى قد مسخ بعض الناس إلى قردة وخنازير سواء على الحقيقة أو أنه جعل طباعهم طباع قردة وخنازيرعلى اختلافٍ بين أهل التفسير . وقال تعالى قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ وقال تعالى فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ أي تكبروا وابوا أن يتركوا مانهوا عنه قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ أي صاغرين أذلاء، بُعداء عن الناس. وهي طباع متأصلة في اليهود ومن يدين بأفكارهم، فهم يشعرون بالنقص والصَغار ويبدو ذلك في عدوانيتهم التي طالما حاولو أن يجعلوها تغطية موهومة من قِبَبِلِهم على ذلك النقص. وهذا مايعزز ربما
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
البقرة65
ينظر تفسير القرآن العظيم لأبن كثير أبي الفداء إسماعيل إبن كثير القرشي الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، تـ 774هـ دار طيبة للنشر والتوزيع المملكة العربية السعودية، ط2 / 1420هـ - 1999م ج1 ص291
المائدة60
الأعراف166
تفسير القاسمي، محمد جمال الدين1283-1332هـ ، تفسير القاسمي، المُسمى، محاسن التأويل، وقف على طبعه وتصحيحه ورقمه وخرّج آياته وأحاديثه، وعلق عليه، محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، ط1/ 1376هـ - 1957م ج7 ص2889
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
رأي من قال مِن أهل التفسير بأن المسخ هو معنوي وقع في طباع هؤلاء. واليوم وبعد مرور أكثر من قرن على نظرية تشارلز داروين والتي حاولت أن ترسم خارطة النشوء الإنساني وتؤكد بأن أصل الإنسان هو "قرد" تطور حتى أصبح على هذه الشاكلة التي عليها الإنسان اليوم، ورغم تغاضي هذه النظرية عن الكثير من الحقائق والتساؤلات التي تنسفها من جذورها حتى قبل هذا الإكتشاف الأخير، ومنها .. لماذا إذاً لم تتطور بقية فصائل القردة وإقتصر التطور على "أسلاف" الإنسان؟ ولماذا لايعتبر القرد إنسان متأخر ونُصِرُ على افتراض أنه حيوان متطور؟ وفي علم الأجنة كما هو معلوم الكثير من التساؤلات الأخرى والتي تدور حول هذا الموضوع.
ولقد دخل الغرب بعد خمسة عشر سنة من الأبحاث العلمية، من الشُباك بعد أن أبقى القرآن الكريم له ولغيره الباب مفتوحاً لينظر ويتفكر ويكتشف حقائق علمية في وقت قياسي هو لاشك اقصر بكثير من ذلك الذي يقضيه في معاندتهِ، ومجانبتهِ للحق الصريح، وعلى أية حال فالحمد لله انه دخل أخيراً وذلك بأقراره بحقيقة علمية يؤمن بها المسلمون جميعاً كان قد نصّ عليه القرآن الكريم بنصوص واضحة صريحة نؤمن بها إيماناً لم يجعلها عندنا في يوم من الأيام موضع شَك شانها شأن جميع الحقائق القرآنية الأخرى، وذلك في طائفة من آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ فهل يُعقل أن يكون هذا الخليفة الذي كرمهُ المولى تعالى كل هذا التكريم وفضله على جميع خلقه تفضيلاً بصيغة مبالغة في اضهار هذا التفضيل والتكريم، أوحتى اسلافه من القردة؟ وماهو وجه التفضيل والتكريم إذا كان أصله كبقية الحيوانات والبهائم الأخرى، ثم يخبرنا تعالى وهو خالق الإنسان وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وهذا تصريح بأن أصل خلقة الإنسان هي إنسانية لاحيوانية من الأساس ثم ولتحديد أصل سلالته ولقطع الطريق على من تساوره الضنون إزاء طروحات دارون ومن سبقه ممن ماثله وشابهه في الطرح. يقول تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ سلالة من طين .. يعني آدم .. ثم جعلناه أي جعلنا نسله وذريته نطفة في قرار مكين إلى قوله، تبعثون .. فالأنسان إذا تفكر بهذا التنبيه بما جعل له من العقل في نفسه رآها مَدبَرة وعلى أحوال شتى مَصرَفة كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم لحما وعظما فيعلم أنه لم ينقل نفسه من حال النقص إلى حال الكمال . وقد بين تعالى صفة التفوق والإبداع في جميع خلقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشارلز داروين 1809 – 1882م من اشهر كتبه (أصل الأنواع) وفيه صرّح بنظريته في النشوء والإرتقاء، والتي حاول أن يثبت من خلالها أن أصل الإنسان هو من سلالة من القردة.
البقرة30
الحجر26
المؤمنون12
تفسير القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري ت671هـ ، الجامع لاحكام القرآن، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، ط3، 1387هـ - 1967م، ج: 2 ص: 202
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
ثم ميز بعد ذلك الإنسان، لالشيء سوى أنه يعتبر قمة هذا التفوق الذي أنشأه الله تعالى لحكمةٍ أرادها .. فقال تعالى الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ وهو بذلك يبين لنا أن أصل سلالة الإنسان هي ذاتها التي إبتدأ بها الله تعالى خلق هذا الكائن وأنه صمم شكله وهيئته هذه على هذا النسق أصلاً وتأكيد ذلك أيظاً في قوله تعالى خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ومايؤكد حقيقة تركيبة الإنسان الجينية، وأنها هي ذاتها منذ أن خلق الله آدم وحتى يرث الأرض ومن عليها هو قوله تعالى إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ويقال مشجت هذا بهذا أي خلطته فهو ممشوج ومشيج مثل مخلوط وخليط أي أن تركيبته التي خلقه الله تعالى عليها هي تركيبة إنسانية صرفة. فجعلناه سميعا بصيرا .. ليتمكن من استماع الآيات التنزيلية ومشاهدة الآيات التكوينية" .
نعم لقد أثبت قبل أيام ومن خلال دراسات استمرت لقرابة الخمسة عشر سنة، علماء من جامعات أمريكية بحسب الخبر الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية في الثالث عشر من شوال الموافق للثاني من نوفمبر من العام الجاري، والذي إنتشر في مختلف وسائل الإعلام انتشار النار في الهشيم، لعظيم وقعه على مختلف فئآت الناس، أثبتوا بطلان نظرية دارون المتعلقة بأصل الإنسان وذكر تقريرهم بصراحة تامة أن (لوسي) الشمبانزي لاعلاقة له بالإنسان وأن (اردي) الذي عثروا عليه في صحراء أثيوبياًعام 1994 والذي يعد اقدم من (لوسي) بمليون سنة على حد زعمهم هو إنسان طبيعي كان يمشي منتصب القامة تماماً كماهي هيئة الإنسان اليوم. وبهذا سقطت واحدة من أهم النظريات التي تم فرضها على عقول الأجيال الناشئة في عالمينا العربي والإسلامي منذ عقود طويلة من الزمن وكأنها قوانين لاتقبل النقاش شأنها شأن الكثير من النظريات الأخرى والتي لاتزيد عنها بشيء في ميزان العلم والمعرفة. وما نستفيده من هذا الدرس البليغ الذي لقنه القرآن الكريم للإنسانية أجمع هو متى تصحو المستويات الرسمية في أمتنا لتعيد النظر في مناهج التعليم التي بُني أغلبها على هذه النظريات التي صارت تتهافت يوماً بعد يوم والتي جاء القرآن الكريم بأدلة قاطعة على بطلانها ؟
والعبرة الثانية تتمثل في مسألةٍ قلما يلتفت إليها الباحثون وهي أن هنالك فرق هائل بين الإدعاء المبني على نظريات يُغلق فيها باب البحث بعد وصول الباحثين إلى تصور يفيد بعدم وجود مايعارض نظريتهم ليتلقفها الناس بتقادم الزمن وكأنها أنها حقائق علمية ثابته، و بين الدعوة إلى البحث العلمي الدقيق والمحايد للتوصل إلى حقائق موثوقة دلّنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السجدة7
الرحمن14
الإنسان2
تفسير القرطبي ج: 19 ص: 120
تفسير أبي السعود، محمد بن العمادي، المتوفى سنة951هـ ، ارشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1414هـ - 1994م تفسير أبي السعود ج: 9 ص: 70
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
على أسسها واصولها أو على طرق البحث والإستدلال للتوصل إليها على الأقل، القرآن العظيم، والذي لم يجعل مثلاً البحث في أصل النشوء الإنساني مُحرم بل دعى إليه رغم أنه عرض هذه الحقائق وكما تقم بصورة متدرجة ومُحكمة رعايةً لقدرة الإنسان على تلقي واحدة من أعظم وأخطر حقائق الوجود الإنساني ودليل ذلك أنه تعالى وبعد كل هذا التفصيل في حقيقة الإنسان وطريقة خلقهِ وطبيعة خلقتهِ .. قال فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ "للتنبيه على أن ما بيَّن من أن كل نفس عليها حافظ يحصى عليها كل ما يصدر عنها من قول وفعل مستوجب على الانسان أن يتفكر في مبدأ فطرته حق التفكر حتى يتضح له أن من قَدِر على انشائه من مواد لم تشم رائحة الحياة قط، فهو قادر على اعادته بل أقدر على قياس العقل" . والعبرة الكامنة بعموم اللفظ تفيد بوجوب البحث والدراسة في حقيقة الإنسان ولمختلف متعلقاتها من أصل النشوء إلى تركيبة الإنسان الكيميائة أو الفيزيائية.. ذلك أن بحث الإنسان بِنيَّة معرفة حقيقة تكوينهِ ووجودهِ بطرق تعتمد العلوم التطبيقية المعاصرة، ومن ثم معرفة موجده هو مايرفع قيمة العلم والمعرفة التي يسعى الإنسان العاقل إلى إمتلاكهما، لا ذلك البحث الذي يُزين للبشرية الضلالات المتمثلة بايحاءآت تفيد بأن "الطبيعة" بزعمهم، لم تتمكن من خلق الإنسان على الهيئة التي هو عليها اليوم إلا بالتدرج ولم تكن نظرية دارون هذه سوى مُكملة فكرية أو هي مُحاكاة تمهيدية لنظرية التطور الطبيعي للحياة وأن الطبيعة تخلق وتطور نفسها وما إلى ذلك من نظريات قديمة أو معاصرة تصب في هذا الإتجاه.
وما نأمله حقيقة هو أن تشكل هذه الحادثة منعطفاً تاريخياً في مجال البحث العلمي الذي يلتزم الحياد والموضوعية ويسعى وراء الحقيقة بالدليل العلمي والمنطقي الواضح، ولايتخذ من الأهواء والضنون مسرباً للتعامي عن الحقيقة التي تمثلت في شواهد حضارة القرآن، أو تسويغاً لنزعات عنصرية أو أفكار إلحادية لاتلبث أن تتهاوى دعائمها الواهية من جانب حتى ينفر شياطين الإنس قبل شياطين الجن لإسنادها من جانب آخر، وهو بالتالي واجب من واجبات الوقت، والتي تقع على عاتق دعاة الأمة وعلمائها ومفكريها ليتخذوا من مثل هذه الحوادث منطلقات للثورة على الفكر والإعلام الذي يروج لهذه الطروحات، وليعرضوا منهج القرآن الكريم في أصول البحث و الإستدلال على مرأى ومسمع العالم أجمع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطارق5
تفسير أبي السعود ج: 9 ص: 141
من ملتقى اهل التفسير
نور- نشط ثلاثة نجوم
مواضيع مماثلة
» القران الكريم كامل وتلاوهب التتابع
» فضل قراءة القران الكريم
» من الأدعيه الوارده فى القران الكريم
» ما يتميز به القران الكريم أنه تُتحدي به
» هل جبل الطور المذكور في القران الكريم هو جبل مره ؟
» فضل قراءة القران الكريم
» من الأدعيه الوارده فى القران الكريم
» ما يتميز به القران الكريم أنه تُتحدي به
» هل جبل الطور المذكور في القران الكريم هو جبل مره ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى