حاجة (زينـب) بائعة التسالـي.. خريجــة الآداب التي ضلـت طريقــها لـ(البورديــن)
+2
Ahmed Murhoum
محمود منصور محمد علي
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حاجة (زينـب) بائعة التسالـي.. خريجــة الآداب التي ضلـت طريقــها لـ(البورديــن)
أم درمان: فاطمة خوجلي
ما إن يسدل المساء خيوطه الذهبية بنهاية الدوام الرسمي، حتى يتوافد الموظفون والأسر للجلوس في (طابية البوردين) بأم درمان، يأسرك المنظر لحد الروعة ويعجبك المشهد لدرجة الدهشة، لأسر اقتسمت النجيلة في تجمع عائلي مثير، يفيض بمشاعر عائلية وهم يحتسون القهوة في زاوية من زوايا الطابية، في صورة ناصعة لاستثمار المكان، نساء متزوجات وأرامل وفتيات يجلسن ساعات في طريق مكتظ بالمارة، ومليئ بالضجيج كي يكسبن قليلا من المال يقيهن شبح الفقر وقهر الظروف، هن نساء تحدين الظروف الاقتصادية، وقررن البحث عن الرزق وإن كان شحيحاً، والخروج إلى الأرصفة مجبرات، دفعتهن الحاجة والعوز إلى افتراش الأرض لا يقيهن من حرارة الشمس الملتهبة سوى العزيمة على قهر الظروف، نعم إنهن بائعات القهوة والشاي اللواتي فضلن الكد والتعب بحثا عن لقمة العيش لهن ولأفراد أسرهن، بدلا عن مد أيديهن والكسب غير المشروع، مدركات لقسوة الحياة، ومؤمنات بأن مقسم الأرزاق لن يبخل عليهن لأنه المعطي الوهاب.
بتتكلم انجليزي؟
خلال تجولنا في البوردين لفتت انتباهنا بروحها العالية وحضورها المميز، اقتربت منا وبكل البشاشة طلبت منا أن نشتري شيئا من (الصينية) التي تحملها، فلم يبد أحدنا رغبته في الشراء، وبعد أن أمعنت النظر في ملامحها، أومأت لأحدهم أن ينزل الصينية لنشتري شيئا من (الفشار والتسالي) إضافة (للفول السوداني والنبق) وكذلك الشوكولاتة، فأعطاها نقوداً من فئة العشرين جنيها، وأشار إليها أن تترك الباقي، ولكن نفسها العزيزة أبت إلا أن تعيده، فدار حوار مطول -بينها وبين زميلي- باللغة الإنجليزية، فرفعنا حاجبي الدهشة عند تلك النقطة وحاولت هي أن تبدد دهشتنا وهي تخبرنا بأنها خريجة (آداب انجليزي) جامعة الخرطوم، فاعتلتنا دهشة أخرى وأحسست أنني أحرجها وأنا أهم بالوقوف لآخذها جانبا وأسألها مستنكرة وربما مستفهمة (والجابك هنا شنو؟).
لا لليأس:
وما إن جلسنا بمفردنا بمعزل عن بقية الزملاء شرعت في الإجابة قائلة: انقطعت فترة عن العمل نسبة لمرضي وعندما استجمعت شيئا من قواي بحثت كثيرا عن وظيفة شاغرة في تخصصي بل أعلنت عن رغبتي في الدروس الخصوصية ولم أوفق، ثم حكت قصتها قائلة: لا تندهشي من ابتسامتي فأنا أحمد الله على كل حال، وبمنتهى الصدق أقول: لقد حذفت الفترة الأولى من تبدل أحوالي من ذاكرة أيامي، ودوام الحال من المحال، فبعد تبدل أحوالنا ألهمني ربي الصبر وأمدني بطاقة نفسية إيجابية استطعت بها التغلب على العقبات التي واجهتني، فاليأس كلمة محذوفة من قاموس حياتي.
يا حليل (الجنا):
تابعت حكاياتها قائلة بعد أن وضعت تلك الصينية جانباً: (نعيش أنا وزوجي محمد أحمد في بيت شعبي قديم بشمبات آيل للسقوط، فضلا عن أنه من غرفة واحدة تفتقر لأبسط المقومات الصحية حتى إنها تخلو من الثلاجة والغسالة والتلفزيون وبالرغم من ذلك فإن إيجار الغرفة يبلغ (350 جنيها) -غير حق الكهرباء- ومع ذلك تقول: (أعيش في نعمة لا يكدرها سوى المرض الذي أصابني وزوجي، فزوجي مصاب بالسكر ولا يستطيع العمل، وبالنسبة لي فإن الرطوبة أرهقتني وكذلك (الريمتويد). وذكرت أنها كانت تتابع مع أخصائي أمراض الكلى والروماتيزيوم عبد الحي الخير عبد الحي إلا أنها توقفت بعد شهر عن المتابعة نسبة لتكاليف التحاليل والكشف والعلاج الباهظة، وأنها اكتفت بالراحة والعلاجات البلدية، سألناها عن أولادها؛ فدمعت عيناها وهي تقول لنا: (لو كان عندي جنا يا بتي ما كان دا حالي ولا كان شفتيني هنا!).
روتين يومي:
وعن روتينها اليومي تقول: (من الصباح بنظف الغرفة وأصنع الفشار وفي العصر أركب المواصلات وأتوجه لسوق أم درمان لأشتري اللبان والحلوى والشوكولاتة ومن ثم آتي للطابية.
وعن هوامش أرباحها تقول: تتراوح أرباحي15 إلى 20 جنيها، وتضيف حائرة: (هسي دا يكفي للإيجار ولا الكهرباء ولا العلاج ولا مصاريف المواصلاتاليومية)؟ وتقول إنها تحرم نفسها من الأكل لتوفره لزوجها المريض.
بطاقة شخصية:
قبل أن نغادر، لم تنس أن تخبرنا باسمها بالطبع، وقالت: (أنا زينب محمد عبد القادر، وأنا جعلية أصيلة من (شندي)، وربما لا تحتاج القصة أعلاه لتعريف من الأصل، فهي قصة امرأة نسجت من معاناتها ثياب قوة كست بها نفسها وزوجها الذي لا تبرأ جروحه إثر إصابته بداء السكر، وصنعت من عوزها غنى لنفسها وروح شريكها، فقدمت قصة كفاح فريدة اختلطت فيها الدموع بالعرق، ومشاعر الأرق والضنى بالحب والرضا، لترسم من خلالها ملحمة إنسانية تؤكد أن المرأة هي الأصلب في المحن والأشد في مواجهة الأزمات، وأن تقلب الحال ليس مبررا للفشل ولا مدعاة لليأس، بل هي في الواقع الدوافع لكل نجاح.
رسالة أخيرة:
من خلال (كوكتيل) نناشد أهل الخير لمساعدتها في ترميم البيت أو توفير سكن بسيط يؤويها وزوجها الذي لا يريد لها أن تتعرض للذل والمهانة، أو توفير (كشك) تعمل به يكفيها عن إرهاق رحلة السفر إلى أم درمان، وكذلك نناشد الصحف و المؤسسات الأخرى ممن هم بحاجة إلى (مترجم) لاستيعابها ضمن العاملين بها نسبة لخبرتها في مجال الترجمة.
صحيفة السوداني
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: حاجة (زينـب) بائعة التسالـي.. خريجــة الآداب التي ضلـت طريقــها لـ(البورديــن)
We want the government to retreat through Inititave committee of graduates to follow-up those great.
Ahmed Murhoum- نشط مميز
رد: حاجة (زينـب) بائعة التسالـي.. خريجــة الآداب التي ضلـت طريقــها لـ(البورديــن)
exactly ahmed !!!! all graduaters need some sort of re_engineering
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: حاجة (زينـب) بائعة التسالـي.. خريجــة الآداب التي ضلـت طريقــها لـ(البورديــن)
نأمل من الدولة أن تهتم بهذه الشرائح ..أمثال حاجة زينب كُثُر؛ وأعرف الكثير من أمثالها عندما ضاقت بهن سُبل الحياة ونكد العيش وأتجهن كبائعات شاي أو اوتسالي؛ يفترشن في الشمس الحارقة وليت الأمر وقف عند هذا الحد؛ بل زادت معانتهن مع مليشيا رجال شرطة أمن المجتمع الذين يأخذون كل ماجلبنه في اليوم او يساومهن بالعدة التي يسترزقن بها
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
رد: حاجة (زينـب) بائعة التسالـي.. خريجــة الآداب التي ضلـت طريقــها لـ(البورديــن)
تباَ لهزة الزمن المال عند بخيلة
المال عند جبانة
المال عند جبانة
رباط الكريس- نشط ثلاثة نجوم
رد: حاجة (زينـب) بائعة التسالـي.. خريجــة الآداب التي ضلـت طريقــها لـ(البورديــن)
حاجه زينب اصيرى
الفرج قريييييييييب انشاء الله
بقدر ماصيرت ربنا يعوضها خيرى الدنيا والاخرة
اللهم كن عونا لها يامن بك تستجيييير يااااااااااا الله
الفرج قريييييييييب انشاء الله
بقدر ماصيرت ربنا يعوضها خيرى الدنيا والاخرة
اللهم كن عونا لها يامن بك تستجيييير يااااااااااا الله
نور- نشط ثلاثة نجوم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى