إليكم ................. الطاهر ساتى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إليكم ................. الطاهر ساتى
إليكم .................
الطاهر ساتي
tahersati@hotmail.com
تفكير، ولكن ... (إتجاه واحد )
** ومن وقائع الحال العام ، كنا
بأقسام التدريب عندما رافقنا مسؤولا بولاية الخرطوم إلى منطقة الرميلة، وكانت تلك من المناطق المتأثرة
بفضيان ذاك العام..وجدنا
الجزء الجنوبي - مجاور لحي اللاماب - مغموراً بالكامل..وكانت جدران المنازل وأشجار النيم وعارضات الملعب، تعكس
للمشاهد بأن تحت البحيرة
- التي نقف على شاطئها - حياة لم تعد إلا دماراً..وقفنا
مسؤولنا على شاطئ
البحيرة متأملاً سطحها وما على السطح من بعض أثاثات المتضررين، ثم
إلتفت إلينا
قائلاً : ( والله ياجماعة رب ضارة نافعة، المكان ده بينفع يكون حوض سباحة مفتوح)، قالها هكذا ثم
سألنا ( ولا رايكم شنو؟)..لم يكن لنا حق الدهشة والإستنكار، فالسلطة عهدئذ كانت مطلقة وذات
شوكة وتحذير فحواه (من أراد أن تثكله أمه، فليغلق متجره)..ولذلك آثرنا السلامة وقابلنا فكرة
تحويل شوارع
الناس وميادينهم إلى حوض سباحة مفتوح بهمهمة من شاكلة : (والله فكرة كويسة)..!!
** لاحقاً، أثبتت الأيام بأن كل
المشاريع التي تم تنفيذها في تلك المرحلة - وبمثل تلك الأفكار الجهنمية - غير
صالحة للإستعمال الآدمي ..إنهارت بعضها كما آلاف الكيلومترات من الطرق
التي تم رصفها أكثر من مرة، والبعض الآخر آيل للإنهيار كما سندس العاجز عن مد أسواق الخرطوم
بجوال بصل..ويعتبر مشروع ترعتي كنانة والرهد أقبح مثال للمشاريع التي تم تنفيذها بخطة ( ياخ جيب طوريتك وأحفر هنا)..ولاتزال
في ذاكرة الناس تلك المشاهد وخلفيتها ذات الأغاني الوطنية والموسيقى الحماسية، وهي تعكس -
عبر التلفاز - رهطاً معاً من ذوي اللحى والجلباب يحفرون الأرض هناك كيفما إتفقت معاولهم، أوهكذا بدأ - و إنتهى - مشروع ترعتي
كنانة والرهد، وليس في الأمر عجب
..!!
** نعم في كل بلاد الدنيا
والعالمين، التفكير يسبق التنفيذ..ولكن في بلادنا- بسم الله وما شاء الله
وعيني باردة - يتم تتفيذ المشروع -أو
التجربة - أولاً، ثم تأتي مرحلة التفكير في دراسة الجدوى لاحقاً.. ولذلك، كان ولايزال العدم هو الحصاد ثم الحسرة
وإهدار المال العام ..وعلى سبيل
مثال آخر، أي بجانب تلك الأمثلة التاريخية، نقرأ الخبر التالي..
كشفت الإدارة
العامة للمرور عن ترتيبات لتخصيص طريق (الخرطوم/ مدني) كإتجاه واحد، بحيث يكون المسار
ذهاباً، على أن يتم إستخدام الطريق الشرقي للإياب، وعقدت إدارة المرور إجتماعاً مع غرفة النقل لمناقشة المقترح
الذي سيتم تنفيذه
عقب رفع توصيات اللجنة التي تم تشكيلها لتنظر في هذا الشأن، هكذا الخبر.. فلنتأمل ملامح
التخطيط في الخبر : شرعت إدارة المرور في عمل ترتيبات تجعل طريق مدني (إتجاه واحد)، ثم عقدت
إجتماعاً مع غرفة النقل لتناقش هذا المقترح الموصوف ب(سيتم تنفيذه)، وبعد كل هذا : تم تشكيل لجنة لتنظر في الأمر..!!
** تلك مراحل المؤسسية والتخطيط ،
في حد فاهم حاجة؟..مقترح، ولكن سوف يتم تنفيذه، ثم تشكيل لجنة للنظر في
(المقترح المحكوم عليه بالتنفيذ)..المهم، مثل هذا القرار - في بلاد الدنيا والعالمين طبعاً -
لاتتخذه إدارة المرور وحدها، ولا غرفة النقل أيضاَ، بل يجب خضع لآراء خبراء الإقتصاد والهندسة والتخطيط، وكذلك يخضع للجهات
المسؤولة عن القاطنين على طول الطريق..طريق (الخرطوم/ مدني)، لايربط مدني فقط
بالخرطوم، بحيث يكون مساره ذهاباً فقط
(بالسهولة دي)، بل على جانبي هذا الطريق حياة كاملة بكل
أحيائها وقراها
وشركاتها ومصانعها ومزارعها، وتلك الحياة هي التي تتأثر - سلباً
وإيجاباً - بمثل هذا القرار..وتخطئ إدارة المرور لو تجاهلت آراء كل الجهات
ذات الصلة بحياة القاطنين على جانبي هذا الطريق.. لست مع الفكرة ولا ضدها، بل مع إخضاع الفكرة لنقاش واسع
ويشارك فيه كل ذوي الخبرة والإختصاص حتى يطمئن الجميع على جدواها..كيف لقادم من الكاملين إلى
الخرطوم أن يذهب إلى رفاعة ليعمل (يوتيرن) هناك ؟، وكيف لذاهب من الكاملين إلى مدني أن يأتي إلى الخرطوم ليعمل (يوتيرن ) هنا
؟، هذا على سبيل المثال ..المهم، لست
مطمئناً أن يجتمع مدير المرور مع ذاته، ثم يخرج مخاطباً غرفة النقل: ( طريق مدني ح يكون اتجاه واحد) ..مثل هذا
التفكير الأحادي - والمزاجي - هو المسمى ب (تفكير إتجاه واحد ) ...!!
الطاهر ساتي
tahersati@hotmail.com
تفكير، ولكن ... (إتجاه واحد )
** ومن وقائع الحال العام ، كنا
بأقسام التدريب عندما رافقنا مسؤولا بولاية الخرطوم إلى منطقة الرميلة، وكانت تلك من المناطق المتأثرة
بفضيان ذاك العام..وجدنا
الجزء الجنوبي - مجاور لحي اللاماب - مغموراً بالكامل..وكانت جدران المنازل وأشجار النيم وعارضات الملعب، تعكس
للمشاهد بأن تحت البحيرة
- التي نقف على شاطئها - حياة لم تعد إلا دماراً..وقفنا
مسؤولنا على شاطئ
البحيرة متأملاً سطحها وما على السطح من بعض أثاثات المتضررين، ثم
إلتفت إلينا
قائلاً : ( والله ياجماعة رب ضارة نافعة، المكان ده بينفع يكون حوض سباحة مفتوح)، قالها هكذا ثم
سألنا ( ولا رايكم شنو؟)..لم يكن لنا حق الدهشة والإستنكار، فالسلطة عهدئذ كانت مطلقة وذات
شوكة وتحذير فحواه (من أراد أن تثكله أمه، فليغلق متجره)..ولذلك آثرنا السلامة وقابلنا فكرة
تحويل شوارع
الناس وميادينهم إلى حوض سباحة مفتوح بهمهمة من شاكلة : (والله فكرة كويسة)..!!
** لاحقاً، أثبتت الأيام بأن كل
المشاريع التي تم تنفيذها في تلك المرحلة - وبمثل تلك الأفكار الجهنمية - غير
صالحة للإستعمال الآدمي ..إنهارت بعضها كما آلاف الكيلومترات من الطرق
التي تم رصفها أكثر من مرة، والبعض الآخر آيل للإنهيار كما سندس العاجز عن مد أسواق الخرطوم
بجوال بصل..ويعتبر مشروع ترعتي كنانة والرهد أقبح مثال للمشاريع التي تم تنفيذها بخطة ( ياخ جيب طوريتك وأحفر هنا)..ولاتزال
في ذاكرة الناس تلك المشاهد وخلفيتها ذات الأغاني الوطنية والموسيقى الحماسية، وهي تعكس -
عبر التلفاز - رهطاً معاً من ذوي اللحى والجلباب يحفرون الأرض هناك كيفما إتفقت معاولهم، أوهكذا بدأ - و إنتهى - مشروع ترعتي
كنانة والرهد، وليس في الأمر عجب
..!!
** نعم في كل بلاد الدنيا
والعالمين، التفكير يسبق التنفيذ..ولكن في بلادنا- بسم الله وما شاء الله
وعيني باردة - يتم تتفيذ المشروع -أو
التجربة - أولاً، ثم تأتي مرحلة التفكير في دراسة الجدوى لاحقاً.. ولذلك، كان ولايزال العدم هو الحصاد ثم الحسرة
وإهدار المال العام ..وعلى سبيل
مثال آخر، أي بجانب تلك الأمثلة التاريخية، نقرأ الخبر التالي..
كشفت الإدارة
العامة للمرور عن ترتيبات لتخصيص طريق (الخرطوم/ مدني) كإتجاه واحد، بحيث يكون المسار
ذهاباً، على أن يتم إستخدام الطريق الشرقي للإياب، وعقدت إدارة المرور إجتماعاً مع غرفة النقل لمناقشة المقترح
الذي سيتم تنفيذه
عقب رفع توصيات اللجنة التي تم تشكيلها لتنظر في هذا الشأن، هكذا الخبر.. فلنتأمل ملامح
التخطيط في الخبر : شرعت إدارة المرور في عمل ترتيبات تجعل طريق مدني (إتجاه واحد)، ثم عقدت
إجتماعاً مع غرفة النقل لتناقش هذا المقترح الموصوف ب(سيتم تنفيذه)، وبعد كل هذا : تم تشكيل لجنة لتنظر في الأمر..!!
** تلك مراحل المؤسسية والتخطيط ،
في حد فاهم حاجة؟..مقترح، ولكن سوف يتم تنفيذه، ثم تشكيل لجنة للنظر في
(المقترح المحكوم عليه بالتنفيذ)..المهم، مثل هذا القرار - في بلاد الدنيا والعالمين طبعاً -
لاتتخذه إدارة المرور وحدها، ولا غرفة النقل أيضاَ، بل يجب خضع لآراء خبراء الإقتصاد والهندسة والتخطيط، وكذلك يخضع للجهات
المسؤولة عن القاطنين على طول الطريق..طريق (الخرطوم/ مدني)، لايربط مدني فقط
بالخرطوم، بحيث يكون مساره ذهاباً فقط
(بالسهولة دي)، بل على جانبي هذا الطريق حياة كاملة بكل
أحيائها وقراها
وشركاتها ومصانعها ومزارعها، وتلك الحياة هي التي تتأثر - سلباً
وإيجاباً - بمثل هذا القرار..وتخطئ إدارة المرور لو تجاهلت آراء كل الجهات
ذات الصلة بحياة القاطنين على جانبي هذا الطريق.. لست مع الفكرة ولا ضدها، بل مع إخضاع الفكرة لنقاش واسع
ويشارك فيه كل ذوي الخبرة والإختصاص حتى يطمئن الجميع على جدواها..كيف لقادم من الكاملين إلى
الخرطوم أن يذهب إلى رفاعة ليعمل (يوتيرن) هناك ؟، وكيف لذاهب من الكاملين إلى مدني أن يأتي إلى الخرطوم ليعمل (يوتيرن ) هنا
؟، هذا على سبيل المثال ..المهم، لست
مطمئناً أن يجتمع مدير المرور مع ذاته، ثم يخرج مخاطباً غرفة النقل: ( طريق مدني ح يكون اتجاه واحد) ..مثل هذا
التفكير الأحادي - والمزاجي - هو المسمى ب (تفكير إتجاه واحد ) ...!!
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: إليكم ................. الطاهر ساتى
فيصل خليل حتيلة كتب:إليكم .................
[b][color=black]
** نعم في كل بلاد الدنيا
والعالمين، التفكير يسبق التنفيذ..ولكن في بلادنا- بسم الله وما شاء الله
وعيني باردة - يتم تتفيذ المشروع -أو
التجربة - أولاً، ثم تأتي مرحلة التفكير في دراسة الجدوى لاحقاً.. ولذلك، كان ولايزال العدم هو الحصاد ثم الحسرة
وإهدار المال العام ..
ول حتيله .. اقول ليك قوله ___________ لكن احسن اسكت لان لو قلت بتجيني قرحه او ( هارد اتاك )
ود عشمان- مشرف تعريف المنتدى
رد: إليكم ................. الطاهر ساتى
ولاعجب إنه أحد أحفاد البصيرة أم حمــد!!!فيصل خليل حتيلة كتب:مثل هذا التفكير الأحادي - والمزاجي - هو المسمى ب (تفكير إتجاه واحد ) ...!!
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
مواضيع مماثلة
» حتى أنت يا الكرنكي …؟؟ نعم يا ساتى حتى هو....
» إليكم .............. غاية الروعة
» في ذمة الله ... حسن الطاهر
» محمد الطاهر الجلابي .... رسالة لكم جميعا
» حادث مؤلم...... الطاهر جمعة علي أفنــدي
» إليكم .............. غاية الروعة
» في ذمة الله ... حسن الطاهر
» محمد الطاهر الجلابي .... رسالة لكم جميعا
» حادث مؤلم...... الطاهر جمعة علي أفنــدي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى