اصلاق تلفون كوكو--هل ينسف مفاوضات الحكومة وقطاع الشمال

اطــلاق تلفون كوكــو.. هــل ينسـف مفاوضــات الحكومـــة وقطــاع الشمــال؟!


التفاصيل
نشر بتاريخ الخميس, 02 أيار 2013 09:06
> تقرير: عبد الله عبد الرحيم
إستراتيجيات أكثر من عجيبة هي تلك التي بادرت الحركة الشعبية قطاع الشمال بإظهارها هنا عشية تدهور المفاوضات بينها وبين الحكومة السودانية، فقد وضعت الحركة هذه المرة مناطق جديدة أمام ناظريها يمكن باستهدافها أن تخلق لنفسها عبرها نوعاً من المهابة والسطوة لذلك جاءت هجمة السبت على المنطقتين المعروفتين. وفي حديث لتلفون كوكو عقب إطلاق سراحه من معتقله الذي دخله بردة فعل من قبل الحركة الشعبية بصفته عضواً بها بعد أن حاول شق عصا الطاعة وجأر بحقيقة ما يجري داخلها من مؤامرات تُحاك ضد السودان وضد أبناء جبال النوبة على وجه الخصوص، وهو الآن بجوبا مقيم تحت «إجارة» حكومة فرنسا له بحسب قوله لجريدة «الصحافة» أنه لا يعرف ما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال إطلاقاً، فالحركة الشعبية عنده واحدة وهي التي تحكم في الجنوب اليوم، وقال إنها جزء من حركة الجنوب الحاكمة هناك، وإن الحلو وعقار وعرمان لا يمثلون إطلاقًا جبال النوبة ولا أهلها. وقطع تلفون ببطلان ما يجري من مفاوضات بينها وبين الحكومة، وقال إنها غير شرعية وإن هذه القيادات أيضاً غير شرعية لتمثيل قضية جبال النوبة. فيما أشار إلى أن خير من يمثل النوبة في بحث قضاياهم هم أبناؤها. مشيراً إلى أن هؤلاء الثلاثي «عقار ــ الحلو ــ عرمان» جزء من المؤامرة التي تحيكها الحركة الشعبية الحاكمة بالجنوب ضد أبناء جبال النوبة منذ أن كانوا في صفوفها جنوداً ولفظتهم عندما حققت أحلام شعب الجنوب بحصوله على تقرير المصير فيما أكد أنهم يعملون لأجندات ليس لها دخل بقضية المنطقة ولا بمصلحتها. ويقول بعض المختصين في تحليل الأوضاع بجبال النوبة أن إطلاق تلفون كوكو القيادي بجبال النوبة في هذه المرحلة تحديداً له أكثر من معنى. ويرى هؤلاء أن كوكو تم إعداده بجنوب السودان في فترة اعتقاله لهذه المرحلة ليكون رجل الساحة بعد أن أدى الحلو دوره بنجاح تام، وأنه لا بد من تسخين المنطقة لكي يخرج الحلو منها ويهيء الأجواء لعودة كوكو ربما حاكماً بأمر الاتفاقيات على منطقة جنوب كردفان كتنفيذ أولي ولكل السودان في مرحلة لاحقة. بيد أن الرجل أول ما بدأ إطلاقه من تصريحات من أرض الجنوب التي لم يغادرها حتى الآن ويعلم تماماً مردود ذلك، هو ربط ما تقوم به قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال بأيدولوجيات الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان. وقال إن الحلو وعقار وعرمان قيادات بها وهم من أوصلوا جبال النوبة إلى ما هي عليه اليوم من دمار وخراب وقتل وانتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، وربما هذا الكلام قد نسف ما قاله لي سابقاً بعض المختصين في شأن جبال النوبة.
فيما ربط الخبير الأمني الأمين محمد الحسن لـ«الانتباهة» ما يجري في جنوب كردفان وشمالها بتطلعات قيادات قطاع الشمال ومحاولتهم الظفر بحكم المنطقتين كبداية لفتفتة بقية السودان حسب ما هو مخطط له في إستراتيجتهم، ويضيف الحسن أن الحكومة استعجلت الجلوس لقطاع الشمال قبل أن تتبين موقف الحركة الشعبية الأم من ذلك، وإتمام عملية فك الارتباط بينه وبين الجيش الشعبي الذي يمتلك كتيبتين منه وقال إن عملية التوصل لهذه النتيجة كانت متوقعة بحسب ما يجري على الأرض وقال إن القطاع سعى لذلك واستطاع أن يحرج الحكومة التي لم تستوعب الدور جيداً حينما غادرها قادة القطاع وهم عندها وزراء وحكام لولايات متسائلاً إن كان هدفهم من المفاوضات كما يرى مفاوضو الحكومة هو الحكم والإبقاء على حركتهم كجسم سياسي معترف به في السودان فهم في السابق كانوا حكاماً والحركة الشعبية حزباً لم تعترض الحكومة إطلاقاً على وجوده!! مؤكداً أن الحكومة لم تستوعب الدرس جيداً وإلا لما أقدمت على الجلوس لهم.
في هذه الأثناء اتهم المؤتمر الوطني الجبهة الثورية المتمردة وقطاع الشمال بقتل المواطنين في اعتدائها الأخير على أم روابة وأب كرشولا على أساس عرقي وطالب بتقديم مرتكبيه للمحاكمة مؤكداً أن الأولوية الآن ليست للتفاوض مع قطاع الشمال وإنما لتحرير كل شبر من الأراضي السودانية من دنس المتمردين مشيراً إلى أن الهجوم كان إشارة منهم للتنصل من المفاوضات مع الحكومة وجدد الوطني أن مهمتهم تحرير كل شبر من أرض الوطن وطرد المتمردين من أي شبر دنسوه وقال إن الاستهداف يعبر عن العقلية الإجرامية للمتمردين وقال إن الأولوية اليوم متروكة للقوات المسلحة لتقوم بتحرير تراب الوطن. في الوقت نفسه أقرت وزارة العدل بأنها تعتزم تحريك إجراءات قانونية رسمية وبلاغات في مواجهة متمردي الجبهة الثورية بسبب ارتكابهم جرائم بشعة في حق المدنيين في مناطق بشمال وجنوب كردفان. ويضيف الأمين الحسن في حديثه لـ«الإنتباهة» أن عملية التصفية القبلية ربما جاءت نتاجاً لما بدر من مواقف أثناء الانتخابات الأخيرة بالولاية لاختيار الوالي وقال إن طبيعة المنطقة كما هو معروف قبلية ولم تستطع الحكومة طيلة الفترة الماضية تذويب الطابع القبلي ولكنه رجع وقال: إنها الحرب.اص