نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
+2
الفاتح محمد التوم
فيصل خليل حتيلة
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
مَخْرَجْ
أريزة أحمد الأمين
وأشعرُ
أن الحياة نَفَقْ
وفي آخرهِ مخرجان;
فيهما المدى انفتَقْ
روحٌ طليقة؛
وقبرٌ يضيق بالجسد
وروحٌ حبيسة؛
وجسدٌ يهيم في الأبد
وأشعرُ
أن الوجود وَمَقْ
وأن الذي
في السماء السماء
وأن الأرض تُربي العَرَقْ!!
فما العمرُ
إلا
عشرينَ حرفاً
وقطرة حبر
أريقت مساءاً بسطح الورَقْ
لا عليك....
إنتبذ أقصى مماتِك
وعبيء
بالهوى رئتيك
ومُت بشبَقْ
فما الموت
إلا
_مكاشفة غيب_
وامتداد حياة بجسدٍ نَفَقْ
مايو 2009
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
استوحي جماليات الإبداع من ذاكرتي الماضية و الحاضرة (( الصحافة 14 اغسطس 2013م))
٭ ما بين العود والورقة ألف رواية، وما بين الطب والقلم تشكلت الحكاية.. حكاية الشابة الفنانة التى تحمل فى أحد ساعديها قلمها الرقيق وفى الاخرى ريشتها الحنونة.. سطع نجمها فى المشهد الفنى والادبى فى الفترة السابقة عبر العديد من المنابر.. وجمعت ما بين التأليف الموسيقى والكتابة الشعرية، واجادت فى كلاهما ولها اسهامات مقدرة فى كتابة القصة القصيرة.. وتتكئ على تراث موسيقى ثر.. وتمثل امتداداً لجيل زاهر من الموسيقيات السودانيات، ولها كثير من المشاركات الفاعلة. التقينا بها وكانت هذه المقابلة مع أريزة أحمد الأمين حول تجر?تها وجملة من القضايا الفنية والادبية التى خرجنا منها بهذه الحصيلة من الافادات.
٭ أريزة في حروف؟
ــ أريزة أحمد الأمين محمد اختصاصي مختبر.
٭ أنت متهمة بالغياب عن الوسط الثقافي.. هل لك أن تعطينا إضاءة حول هذا الموضوع؟
ــ ربما الوسط متهم بتغييب المثقفين.
٭ داخل كل شاعر طفل لا يكبر.. ترى ما الذي ظل في دهاليز ذاكرتك من صور الطفولة المضيئة.. وما تأثيرها على شعرك وحياتك؟
ــ طفولتي شكلّت ملامحي اليوم.. وعشت طفولة خصبة.. وكنا نغني للحياة.. للزرع .. للكائنات التي تقاسمنا الخبز والمأوى.. لصغار مثلنا نقطف الصباح وردة ونمنحها للآخرين.
٭ الكثير يراهن على أن قصيدة النثر هي قصيدة المستقبل.. فماذا تقولين أنت؟
ــ قصيدة النثر مساحة سرد وفضاء حر لا قيد فيه.
٭ متى يموت الشــاعر؟
ــ حين تموت داخله القِيم.
٭ هل تشعرين بأنك في لحظة ما أمام سؤال الرحيل؟
ــ بين هدير الحياة وحلم البقاء يبقى السؤال: مَن في الوجود استحق الوجود؟
٭ لمن تقرأ الشاعرة أريزة وماذا تقرأ؟
ــ ليس لمن... فقط تقرأ كل ما كُتب.
٭ ما هو الحب؟ وماذا يعني الموت؟
ــ الحب حياة .. وجود.. وفي الوجود حياة وموت.. وفي الحياة موت، وفي الموت حياة. إنك تحيا لتموت.. وتموت لتحيا.
٭ ما هي اللحظة التي تخافين منها وتشعرين فيها بثقل يؤرقها؟
ــ الدمعة التي تتلألأ في عيون طفل لم يرتكب سوى فعل براءته.... تلك الطفولة المنتهكة تشعرني بالخزي والألم.
٭ إلى أي حد يهمك التصفيق؟
ــ التصفيق عادة ــ ليس إلا ــ كما أنه ليس معياراً لمدى تقبل الآخر لك.
٭ ماذا تمثل المفردات التالية في شعر ووجدان الشاعرة أريزة؟
الحب: الحياة.
الوطن: الأصل.
الأمل: الإيمان.
الغربة: الفقد.
الحلم: الغد.
٭ ما الذي يتبقى من المرأة الشاعرة عندما تبحث عن المظاهر؟
ــ المرآة.
٭ من أين تستوحين جمالية الإبداع ؟
ــ ذاكرتي الماضية والحاضرة والتالية.
٭ هل من الضرورة أن يحتاج كل شاعر الى لغة اخرى؟
ــ إحساسه من يصنع اللغة.
٭ ماذا لو نطق الصمت؟
ــ لغة أخرى.
٭ يقول الصادق الرضي: «الحزن لا يتخير الدمع ثياباً كي يمسى في القواميس بكاء/ هو شيء يتعرى من فتات الروح/ يخرج من نوافير الدم الكبرى/ ويهرب من حدود المادة السوداء/ الحزن فينا كائن يمشي على قدمين».. ماذا تقولين؟
ــ نحبل به، يتغذى من حزننا السري ــ رغماً عنا.. ويولد مكتمل النمو... هكذا.. تتناسل الأحزان فينا.. الزمن أرجوحةٌ تهبنا لحظات المتعة أحيانا، والعذاب أحياناً أخرْ.
٭ ماذا يمثل الزمن بالنسبة لأريزة الكاتبة؟
ــ إيقاع الحياة.
٭ تقولين في احدى نصوصك «وبينما /أنا أجوبُ داخلي/ وجدتني حزينْ/ سألتني:/ أمالكُ الهوى أطاحَ بالحنين؟/قلتُ: لا/ قلتُ: ماذا؟/ قلتُ:/ في زمانٍ مثل هذا/ يضيقُ بي الوطن/ ويعجُ بي الأنينْ» لماذا كل هذا الحزن الحميم الذي يرتحل من داخل مدارات الذات الى براحات الوطن الشاسعة؟
ــ هذا الوطن منكؤ بالأحزان .. إنني أتلفح الوطن حزناً ويتلفحني الحزن وطناً.
٭ الكتابة فعل أكثر ما يدل يدل على الهوية الذاتية، كذلك القراءة، وعليه هل يعني تراجع الكتابة والقراءة خصوصا في السودان دليلا على فقدان الهوية؟
ــ إن تراجع معدلات القراءة والكتابة يعزى لأسباب شتى. ولكن الهوية السودانية جلية وواضحة في أقلام الكتاب السودانيين، فإننا بوصفنا سودانيين لنا موروثاتنا الثقافية والفلكلورية وعادات وتقاليد لا يمحوها الزمن .. طقوس حياتية نمارسها ونعايشها بشكل يومي.. ولا ينضب هذا المعين أبداً.
٭ كيف تستجيب أريزة لنداء الصوت الصارخ ببراءة دواخلها، بنص شعري ام قصة ام مقطوعة؟
ــ كيفما كان النداء يأتي النص .. شعري .. سردي .. موسيقي أو علبة ألوان.
٭ ما هي فلسفة تسمية نصوصك باسم من كلمة واحدة؟
ــ لكل نص فلسفته الخاصة، فبعض النصوص تحمل اسماً مزدوجاً.
٭ ألا يزال القمر غائباً والسماء ذات سحاب كثيف حيث لا أفق؟
ــ فقط لا عليّ سوى أن أطلق العنان لأنفي حتى تشتم رائحة الموت، بعدها أدخل في إغماء حياتي تعقبه إغماءة الموت ثم أفيق لبرهة لأرى حقيقة الكون العاري، وأرقب ذلك الشيء الخارج مني صاعداً للسماء، حيث لا رؤية، ثم أسدل عينَيْ في بطء مثقل وأموت
٭ أهناك من قوّة للثّقافة في زمن طغت فيه ثقافة القوّة؟
ــ الثقافة تدحض مفهوم القوة.
٭ أريزة المؤلفة الموسيقية.. من أين تستمدين مواضيعك الموسيقية؟
ــ الكون مليء بالموسيقى، فالموسيقى موجودة في كل ما حولنا.. في حفيف الأشجار وصوت الريح.. والسماء.. وخرير المياه .. فكل كائن يحمل موسيقى ويصدر موسيقى.
٭ ثقافة السمع للموسيقى البحتة تكاد تكون معدومة في السودان.. الى ماذا تعزين ذلك؟
ــ ثقافة الاستماع للموسيقى البحتة ليست معدومة.. فقد ظلت موجودة على مر الأجيال، فالأستاذ الموسيقار برعي محمد دفع الله قدم مقطوعات موسيقية أثرت وجدان وذائقة المجتمع السوداني، كذلك الأستاذ الموسيقار إسماعيل عبد المعين والأستاذ الموسيقار العاقب محمد الحسن والأستاذ الموسيقار بشير عباس والأستاذ الموسيقار أميقو والأستاذ علاء الدين حمزة والأستاذ الموسيقار حافظ عبد الرحمن والأستاذ الموسيقار د. الفاتح حسين ود. كمال يوسف والأستاذ حسام عبد السلام والأستاذ عثمان محيي الدين وصولاً إلى جيلي جيل الثمانينيات أيمن صلاح براو? وآخرون.
٭ يصف الالمان آلة العود بأنها آلة موسيقية تضج بالوقار، فماذا يمثل لك العود؟
ــ وحي الحياة.
٭ كيف تتولد عندك الجملة الموسيقية؟
ــ حين يملأني النغم وأصل ذروة الشعور أعزف.
٭ صناعة الموسيقى البحتة امر شاق، هل تجدون التقدير في ما تنجزون من اعمال موسيقية؟
ــ الشعب السوداني شعب ذواق للفنون، فهو يهوى الفن ويقدر المبدعين بشتى ضروب إبداعهم.
٭ ماذا عن السمفونيات؟
ــ أتمنى أن يعزف يوماً كل السودانيين سمفونية للسودان.
٭ موسيقيون شكلوا وجدان أريزة؟
ــ الموسيقار الراحل المقيم فناً وإبداعاً الأستاذ برعي محمد دفع الله.
٭ لحن يحاكي عندك فتنة الغروب؟
ــ مقطوعة «الراحلون» .. «ترنيمة وداع».
٭ ما هي المنابر التي تطرحين فيها أعمالك؟
ــ ليست هناك منابر ثابتة.
٭ هل انفصال الجنوب سوف يؤدي الى انفصال الايقاعات الموسيقية؟
ــ الانفصال الجغرافي لا يمت بصلة لوحدوية الوجدان.. فالموسيقى هي الوطن الذي يضم ويوحد كل الشعوب.
٭ الي اي مدى ادى غياب حصة التربية الموسيقية الى تدهور الموسيقى؟
ــ نحن جيل الثمانينيات لم نحظ بحصة التربية الموسيقية، لذلك الأجيال السابقة كان لها دور كبير في رسم خريطة السودان الموسيقية، إذ حظيوا بحصة التربية الموسيقية وتعلم الموسيقى في مرحلة مبكرة وممنهجة.
٭ هل تقود الموسيقى الإنسان؟
ــ الموسيقى تهذب النفوس.
**************************************................*******************************
YES
ــ هذا الوطن منكؤ بالأحزان .. إنني أتلفح الوطن حزناً ويتلفحني الحزن وطناً.
شكراً استاذ فيصل خليل لهذه المساحة ..........
٭ أريزة في حروف؟
ــ أريزة أحمد الأمين محمد اختصاصي مختبر.
٭ أنت متهمة بالغياب عن الوسط الثقافي.. هل لك أن تعطينا إضاءة حول هذا الموضوع؟
ــ ربما الوسط متهم بتغييب المثقفين.
٭ داخل كل شاعر طفل لا يكبر.. ترى ما الذي ظل في دهاليز ذاكرتك من صور الطفولة المضيئة.. وما تأثيرها على شعرك وحياتك؟
ــ طفولتي شكلّت ملامحي اليوم.. وعشت طفولة خصبة.. وكنا نغني للحياة.. للزرع .. للكائنات التي تقاسمنا الخبز والمأوى.. لصغار مثلنا نقطف الصباح وردة ونمنحها للآخرين.
٭ الكثير يراهن على أن قصيدة النثر هي قصيدة المستقبل.. فماذا تقولين أنت؟
ــ قصيدة النثر مساحة سرد وفضاء حر لا قيد فيه.
٭ متى يموت الشــاعر؟
ــ حين تموت داخله القِيم.
٭ هل تشعرين بأنك في لحظة ما أمام سؤال الرحيل؟
ــ بين هدير الحياة وحلم البقاء يبقى السؤال: مَن في الوجود استحق الوجود؟
٭ لمن تقرأ الشاعرة أريزة وماذا تقرأ؟
ــ ليس لمن... فقط تقرأ كل ما كُتب.
٭ ما هو الحب؟ وماذا يعني الموت؟
ــ الحب حياة .. وجود.. وفي الوجود حياة وموت.. وفي الحياة موت، وفي الموت حياة. إنك تحيا لتموت.. وتموت لتحيا.
٭ ما هي اللحظة التي تخافين منها وتشعرين فيها بثقل يؤرقها؟
ــ الدمعة التي تتلألأ في عيون طفل لم يرتكب سوى فعل براءته.... تلك الطفولة المنتهكة تشعرني بالخزي والألم.
٭ إلى أي حد يهمك التصفيق؟
ــ التصفيق عادة ــ ليس إلا ــ كما أنه ليس معياراً لمدى تقبل الآخر لك.
٭ ماذا تمثل المفردات التالية في شعر ووجدان الشاعرة أريزة؟
الحب: الحياة.
الوطن: الأصل.
الأمل: الإيمان.
الغربة: الفقد.
الحلم: الغد.
٭ ما الذي يتبقى من المرأة الشاعرة عندما تبحث عن المظاهر؟
ــ المرآة.
٭ من أين تستوحين جمالية الإبداع ؟
ــ ذاكرتي الماضية والحاضرة والتالية.
٭ هل من الضرورة أن يحتاج كل شاعر الى لغة اخرى؟
ــ إحساسه من يصنع اللغة.
٭ ماذا لو نطق الصمت؟
ــ لغة أخرى.
٭ يقول الصادق الرضي: «الحزن لا يتخير الدمع ثياباً كي يمسى في القواميس بكاء/ هو شيء يتعرى من فتات الروح/ يخرج من نوافير الدم الكبرى/ ويهرب من حدود المادة السوداء/ الحزن فينا كائن يمشي على قدمين».. ماذا تقولين؟
ــ نحبل به، يتغذى من حزننا السري ــ رغماً عنا.. ويولد مكتمل النمو... هكذا.. تتناسل الأحزان فينا.. الزمن أرجوحةٌ تهبنا لحظات المتعة أحيانا، والعذاب أحياناً أخرْ.
٭ ماذا يمثل الزمن بالنسبة لأريزة الكاتبة؟
ــ إيقاع الحياة.
٭ تقولين في احدى نصوصك «وبينما /أنا أجوبُ داخلي/ وجدتني حزينْ/ سألتني:/ أمالكُ الهوى أطاحَ بالحنين؟/قلتُ: لا/ قلتُ: ماذا؟/ قلتُ:/ في زمانٍ مثل هذا/ يضيقُ بي الوطن/ ويعجُ بي الأنينْ» لماذا كل هذا الحزن الحميم الذي يرتحل من داخل مدارات الذات الى براحات الوطن الشاسعة؟
ــ هذا الوطن منكؤ بالأحزان .. إنني أتلفح الوطن حزناً ويتلفحني الحزن وطناً.
٭ الكتابة فعل أكثر ما يدل يدل على الهوية الذاتية، كذلك القراءة، وعليه هل يعني تراجع الكتابة والقراءة خصوصا في السودان دليلا على فقدان الهوية؟
ــ إن تراجع معدلات القراءة والكتابة يعزى لأسباب شتى. ولكن الهوية السودانية جلية وواضحة في أقلام الكتاب السودانيين، فإننا بوصفنا سودانيين لنا موروثاتنا الثقافية والفلكلورية وعادات وتقاليد لا يمحوها الزمن .. طقوس حياتية نمارسها ونعايشها بشكل يومي.. ولا ينضب هذا المعين أبداً.
٭ كيف تستجيب أريزة لنداء الصوت الصارخ ببراءة دواخلها، بنص شعري ام قصة ام مقطوعة؟
ــ كيفما كان النداء يأتي النص .. شعري .. سردي .. موسيقي أو علبة ألوان.
٭ ما هي فلسفة تسمية نصوصك باسم من كلمة واحدة؟
ــ لكل نص فلسفته الخاصة، فبعض النصوص تحمل اسماً مزدوجاً.
٭ ألا يزال القمر غائباً والسماء ذات سحاب كثيف حيث لا أفق؟
ــ فقط لا عليّ سوى أن أطلق العنان لأنفي حتى تشتم رائحة الموت، بعدها أدخل في إغماء حياتي تعقبه إغماءة الموت ثم أفيق لبرهة لأرى حقيقة الكون العاري، وأرقب ذلك الشيء الخارج مني صاعداً للسماء، حيث لا رؤية، ثم أسدل عينَيْ في بطء مثقل وأموت
٭ أهناك من قوّة للثّقافة في زمن طغت فيه ثقافة القوّة؟
ــ الثقافة تدحض مفهوم القوة.
٭ أريزة المؤلفة الموسيقية.. من أين تستمدين مواضيعك الموسيقية؟
ــ الكون مليء بالموسيقى، فالموسيقى موجودة في كل ما حولنا.. في حفيف الأشجار وصوت الريح.. والسماء.. وخرير المياه .. فكل كائن يحمل موسيقى ويصدر موسيقى.
٭ ثقافة السمع للموسيقى البحتة تكاد تكون معدومة في السودان.. الى ماذا تعزين ذلك؟
ــ ثقافة الاستماع للموسيقى البحتة ليست معدومة.. فقد ظلت موجودة على مر الأجيال، فالأستاذ الموسيقار برعي محمد دفع الله قدم مقطوعات موسيقية أثرت وجدان وذائقة المجتمع السوداني، كذلك الأستاذ الموسيقار إسماعيل عبد المعين والأستاذ الموسيقار العاقب محمد الحسن والأستاذ الموسيقار بشير عباس والأستاذ الموسيقار أميقو والأستاذ علاء الدين حمزة والأستاذ الموسيقار حافظ عبد الرحمن والأستاذ الموسيقار د. الفاتح حسين ود. كمال يوسف والأستاذ حسام عبد السلام والأستاذ عثمان محيي الدين وصولاً إلى جيلي جيل الثمانينيات أيمن صلاح براو? وآخرون.
٭ يصف الالمان آلة العود بأنها آلة موسيقية تضج بالوقار، فماذا يمثل لك العود؟
ــ وحي الحياة.
٭ كيف تتولد عندك الجملة الموسيقية؟
ــ حين يملأني النغم وأصل ذروة الشعور أعزف.
٭ صناعة الموسيقى البحتة امر شاق، هل تجدون التقدير في ما تنجزون من اعمال موسيقية؟
ــ الشعب السوداني شعب ذواق للفنون، فهو يهوى الفن ويقدر المبدعين بشتى ضروب إبداعهم.
٭ ماذا عن السمفونيات؟
ــ أتمنى أن يعزف يوماً كل السودانيين سمفونية للسودان.
٭ موسيقيون شكلوا وجدان أريزة؟
ــ الموسيقار الراحل المقيم فناً وإبداعاً الأستاذ برعي محمد دفع الله.
٭ لحن يحاكي عندك فتنة الغروب؟
ــ مقطوعة «الراحلون» .. «ترنيمة وداع».
٭ ما هي المنابر التي تطرحين فيها أعمالك؟
ــ ليست هناك منابر ثابتة.
٭ هل انفصال الجنوب سوف يؤدي الى انفصال الايقاعات الموسيقية؟
ــ الانفصال الجغرافي لا يمت بصلة لوحدوية الوجدان.. فالموسيقى هي الوطن الذي يضم ويوحد كل الشعوب.
٭ الي اي مدى ادى غياب حصة التربية الموسيقية الى تدهور الموسيقى؟
ــ نحن جيل الثمانينيات لم نحظ بحصة التربية الموسيقية، لذلك الأجيال السابقة كان لها دور كبير في رسم خريطة السودان الموسيقية، إذ حظيوا بحصة التربية الموسيقية وتعلم الموسيقى في مرحلة مبكرة وممنهجة.
٭ هل تقود الموسيقى الإنسان؟
ــ الموسيقى تهذب النفوس.
**************************************................*******************************
YES
ــ هذا الوطن منكؤ بالأحزان .. إنني أتلفح الوطن حزناً ويتلفحني الحزن وطناً.
شكراً استاذ فيصل خليل لهذه المساحة ..........
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
شكرا يا شهاب على مرورك الرائع و الاضافة عالية المضمون
ــ هذا الوطن منكؤ بالأحزان .. إنني أتلفح الوطن حزناً ويتلفحني الحزن وطناً.
بينما
أريزة أحمد الأمين
**********
وبينما
أنا أجوبُ داخلي
وجدتُني حزينْ؛
سألتُني:
أمالك الهوى أطاح بالحنين؟
قلتُ: لا
قلتُ: ماذا؟
قلتُ:
في زمانٍ مثل هذا
يضيقُ بي الوطن
ويعجُ بي الأنينْ
وبينما
أنا في داخلي رهينْ
تطوفُ بي
كتائب التَرح
يُشيعونَ نعشهُ
ويقبرونَ قبرهُ
ولا يُقبل العزاءُ مرّتينْ
وبينما
يُغيّب الوطن الوطن
تضجُ داخلي السِحَن
وداخلي في داخلي سجينْ
تملؤني المِحَن
أموتُ موتتينْ
وفي
حياةِ موتيّ المُبينْ
تثورُ زنبقة؛
تواريّ اللّقاحَ بالثرى
تُخَصّب الكرى
ويولد الجنينْ
فبراير 2009
بينما
أريزة أحمد الأمين
**********
وبينما
أنا أجوبُ داخلي
وجدتُني حزينْ؛
سألتُني:
أمالك الهوى أطاح بالحنين؟
قلتُ: لا
قلتُ: ماذا؟
قلتُ:
في زمانٍ مثل هذا
يضيقُ بي الوطن
ويعجُ بي الأنينْ
وبينما
أنا في داخلي رهينْ
تطوفُ بي
كتائب التَرح
يُشيعونَ نعشهُ
ويقبرونَ قبرهُ
ولا يُقبل العزاءُ مرّتينْ
وبينما
يُغيّب الوطن الوطن
تضجُ داخلي السِحَن
وداخلي في داخلي سجينْ
تملؤني المِحَن
أموتُ موتتينْ
وفي
حياةِ موتيّ المُبينْ
تثورُ زنبقة؛
تواريّ اللّقاحَ بالثرى
تُخَصّب الكرى
ويولد الجنينْ
فبراير 2009
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
وبالأمس في برنامج " هذا المساء " في فضائية الخرطوم
كانت حضور ...في يدها عود ...عزفت مقاطع رائعة بطعم الخريف
...
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
نعم يا شهاب اريزة مؤلفة موسيقية ممتازة و متطورة بشكل كبير ساعدها فى ذلك تكريس جل وقتها للدراسة
و تدريس الموسيقى بقصر الشباب و الاطفال بجانب مقدراتها الهائلة فى تنظيم الوقت ما بين العمل و الدراسة بشقيها
اى فى تخصصها العلمى و الموسيقى و التدريس
سأوصل نشر كل اعمالها انشاءالله
تحايا و شوق
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
ضمن حيثيات مسابقة الطيب صالح للشباب في القصة القصيرة - الدورة الثانية 2009 /2010م
أوصت اللجنة بنشر عدد من الأعمال المميزة تشجيعاً لكتابها..
وقد كان من ضمنها ( ليــلة المـــوت _ اريزة أحمد الأمين محمد )
بلاشك اريزة هذه موهوبـــة
شكراً جميـــــلاً يا وريف
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
نعم نعم و كانت صباح سنهورى ذات ال 19 عاما قد فازت بجائزة القصة القصير فى ذات الفعالية عن قصتها الشهيرة
العزلة
و اليك يا شهاب القصة الكاملة
*******************
الجو حار، حار جداً وخانق. لا يوجد شيء سوى هذه الطاولة التي أنام عليها، هنالك أربعة أبواب لهذه الصالة واثنتا عشرة نافذة. هذه الصالة على شكل مستطيل، يوجد في كل ضلع باب، في الضلعان القصيران توجد نافذتان بحيث يكون الباب بينهما، وفي الضلعان الطويلان توجد نافذتان يسار الباب واثنتان عن يمينه.
البلدة خالية، تماماً، إلا من صوت أفكاري الشاردة مني حتّى الغضب. وحدي أنا في الصالة، وحدي أنا على الطاولة، وحدي أنا في البلدة، وحدي أنا من لا يشتهيه الموت. متمدِّدٌ على الطاولة الخشبية التي أوشكت خلايا نخاعي من البناء عليها ومن ثمّ الاندماج. النهوض يتطلب مني جهداً جباراً، فهو يشبه إلى حدٍّ كبير انسلاخ الثعبان عن جلده. أحاول جاهداً النهوض. (والآن، تُرَى أين وضعت الصندوق؟!. إنه بالخارج حتماً). خرجت من الباب الذي يقع في إحدى الضلعان الطويلان فالطاولة تقع في منتصف الصالة، لذا، فكون الخروج من أحد البابين اللذين في الضلعين القصيرين سيضاعف مقدار الجهد الذي أبذله.
في الخارج، كان الجوّ حاراً كما في الداخل تماماً، ها هو الصندوق قابعٌ بالقرب من الباب؛ لست أدري من أين أتى، كل الذي أعلمه أنه، منذ أن بدأت ألملم أطرافي، رأيت هذا الصندوق، وهو يحوي زجاجات من الخمر المعتّق. لم يعد هذا الخمر يجدى نفعاً، فلا شيء أصبح يؤثر على عقلي، كنت أعتقد في قرارة نفسي أنه ربما بعض الخمر تَفِي بالغرض، ربما أتذكر شيئاً، أي شيء. ربما أتذكر على الأقل من أنا؟، ما اسمي؟، من أين أتيت؟، ما هذا المكان؟، أين ذهب البقيِّة؟، ومن هم البقية؟.
الجو حار، حار جداً وخانق، وكأن هذه البقعة هي المكان الوحيد الذي وُظِّفَت الشمس لأجله، وفي هذا المكان وصل الهواء إلى سنّ التقاعد، وربما لَقِيَ حتفه. تناولت زجاجة خمرٍ وبدأت بالشُرْب، رميت الزجاجة جانباً. مازلت بكامل وعيي. خطرت ببالي فكرة، وهي أن أطوف بهذه البلدة، بدأت في السير على الطريق، ترى أين البشر؟. لكم أتمنى الآن أن يظهر أمامي كائنٌ من كان؛ إنساناً، حيواناً، سواء كان ذلك الحيوان مُستَأنَسَاً أو خَطِرَاً. لماذا أنا وحدي هنا؟.
البلدة هادئة، ساكنة، لا أسمع أيّ صوت سوى صوت دقات قلبي. دخلت إلى أحد المنازل، كان الباب غير موصد من الداخل ولذا كان من السهل عليَّ الدخول. المنزل مظلم قليلاً ولكن تسهل فيه الرؤية، ياله من أثاث جميل ومرتَّب. لمحت بعض الصور التذكارية على الحائط، يبدو أنها لأفراد هذه المنزل. ياله من صبي جميل، أهؤلاء والداه؟، يبدو ذلك. ترى أين هم الآن؟!. فجأة أحسست بقشعريرةٍ باردةٍ تسرى في كامل جسدي، عندها فقط قررت الخروج من هذا المنزل.
واصلت سيري في الطريق، المنازل على جانبي الطريق، تبدو هادئة تماماً. ما هذا الشيء هناك؟ إنها طاحونة هوائية، ياللسخرية!!، طاحونة هوائية؟!، يبدو أنهم بنوها قبل أن يتقاعد الهواء. إذن فقد كان الهواء مُوَظَّفاً هنا!. ترى هل يوجد أحد بداخلها؟. دلفت إلى الداخل، أرى عدداً من بيوت العنكبوت هنا، حتى بيوت العنكبوت تبدو مهجورة. ولكن أين العنكبوت؟! تَلَفَّتُّ حولي، يوجد العديد من جوالات الدقيق، وهذا الوعاء مليء بحبوب الغلال التي لم تُطحَن بعد، لا بد أن يوجد أحد هنا. أجل، فمن غير المعقول ألا يوجد بشر، واحد على الأقل، حسناً، عنكبوت واحد فقط، لا بأس يكفيني جرذ واحد، أرجوك، حسناً، سأنادي بأعلى صوتي علَّ بعضهم يستيقظ، لن أكون طماعاً يكفيني أن أقول (علّه) يستقيظ. حسنٌ سأنادي.. يإلهي؟ كيف أنادي؟ لماذا لا تخرج الكلمات من فمي؟!. لا بأس فلتخرج الحروف متقطعة، أوه لا، تُرَى بأيةِ لغةٍ أتحدث؟. أدرك تماماً أنني أجيد الكلام، فأنا أفكر دائماً بهذه اللغة، ولكني أتحدث بها إلى نفسي، من داخلي، وليس من فمي. لم أتحدث إلى أحد منذ فترة طويلة ولا أتحدث إلى نفسي بصوتٍ مسموع، هل هذا لأنني أخاف من أن أوصف بالجنون أم لأنني أخاف من أن يسمع أسراري أحد؟!. ليتهم يصفونني بالجنون، فقط يظهروا أمامي ويصفوني بالجنون، عندها سأبلغ قمة السعادة.
لو كنت تذكرت أن الناس تتجمهر، لتنصَّت إلى من يُحَدِّث نفسه ليتناقلوا حديثه فيما بينهم، لتحدثت بكل لغات الكون وبأعلى درجةٍ أملكها من الصوت، ربما كل هذه الأشياء تجذب البشر، ولكن لا جدوى من ذلك الآن، فقد فقدت أملي الأخير. فقدت صوتي للأبد. خسارة. مؤكد أن هذه الأشياء تجذب البشر كما يجذب العسل النمل. ماذا؟! هل ذكرت كلمة عسل؟!، أجل، أذكر أنني رأيت عسلاً في ذلك المنزل الذي دخلته، أجل؛ العسل، النمل، وجدتها، أجل وجدتها. خرجت من تلك الطاحونة الهوائية وجريت بسرعة إلى حيث المنزل، فتحت الباب وأسرعت إلى الداخل. أحاول التذكر: أين رأيته، أجل، هاهوذا.
أخذت العسل وخرجت به إلى الطريق، إنها مُحْكَمَةُ القفل، ولكنها لن تكون صعبة على إنسان قد أوشك على فقدان الأمل وظهر له الأمل فجأة من بعيد. بالطبع أنا الآن أقوى من جبل، ها هي العلبة مفتوحة بين يدي. تذوقته، إنه جيد لا بأس به، فلا زال يحتفظ بطعم العسل. أمسكت بالعلبة، بدأت بالسير على الطريق وأنا ممسكٌ بالعلبة والعسل يتدفقُ منها. أوشك العسل على النفاد. جيد، هذه الرقعة تكفي. انتهى العسل، لا بأس، فهذا يكفي. والآن سأنتظر النمل، أرجو ألا يطول الإنتظار. لا، لن يطول انتظاري فأنا أعلم جيداً أن تلك النملة النحيلة، والتي تمتلك حاسة الشم الأقوى في مملكتهم، ستشتمّ رائحة العسل، وستخبر جميع أفراد المملكة بذلك، وما هي إلاّ سويعات حتى أرى النّمل؛ عندها فقط سأبلغ قمَّة السعادة وأنا أستمتع برؤية ذلك الكائن الحيّ، الصغير، الجميل. أخيراً يمكنني أن أرى شيئاً تدبّ الحياة في أوصاله، سأجلس وأنتظر. لقد أوشكت الشمس على المغيب ولم تظهر تلك الكائنات. لا بأس، سأنتظر، لا يوجد ما يمكن أن أفعله غير الانتظار.
لا زلت أنتظر، سيأتي، أعلم جيّداً أن النمل لا يمكنه مقاومة العسل، لذا سأتظر.
لقد طال انتظاري؛ فها هي الشمس قد بدأت تُزاولُ عملَها اليوميّ. لن أنتظر مجدّداً، سأعود إلى الطاولة، لقد اشتقت إليها كثيراً، ليس من عادتي أن أقضي الليل بعيداً عنها، حتّى أنني أُحس، الآن، بتقرّحاتٍ على ظهري تُشبه، تماماً، تلك الجروح والتقرّحات التي تُصيبُ من بُتِرَت أيديهم أو سيقانهم عن بقيّة الجسد. لم أضلّ طريق عودتي إلى الصالة. أخيراً طاولتي. أحاول جاهداً احتضانها. أخذت أحتضنها من كلّ جهةٍ من جهاتها الأربع، أقبّلها، مارست نشاطي الوحيد: التمدّد عليها. آه، أخيراً، أحسُّ بنوعٍ من السكينة والطمأنينة، حتّى أنني لم أعد اشعر بتلك الجروح والتقرّحات.
متمدّدٌ أنا على الطاولة، أمارس موهبتي: أحلامي؛ يبدو أن انتظاري للكائنات الحيّة وتشوقي لرؤيتها قد أثَّر عليها. أحلم، وأنا أحدّق في السقف بشرود، دون انتباهٍ لتفاصيله، أحلم أنني كائن أخضر صغير، حقير، تافه، لزج، بدائي، وحيد الخلية. أشعر بأن عينان كبيرتان هلاميّتان مقززتان أحملق بهما يمنة ويسرى دون أن ألتفت، أغمضهما تارةً وأفتحهما أخرى بترتيب منتظم. ما ذاك الثقب؟، إنه على السقف!، يعني ذلك أن حلمي قد انتهى، أرجو أن لا يعاودني ثانيةً، لأنني، حينها، شعرت بشعور سخيف وغريب.
ترى، هل مرّت الحرب من هنا؟. إذا مرّت، ولقي الجميع حتفهم، لما لم ألقَ حتفي أيضاً؟. إن حدث ذلك أين الجثث؟. وإن مرّ وقت طويل على ذلك، أين بقايا عظامهم؟. سَرَت تلك القشعريرة الباردة في جسدي مرة أخرى، لا أخفي عليكم سراً أنني، عندما تشتدّ الحرارة بصورةٍ تُثير غضبي، كنت أجترّ مثل هذه الأسئلة الجالبة، طبعاً، لتلك القشعريرة الباردة التي تزيل معها قَدْرَاً جليلاً من الحرارة وتلطّف الجوّ. كنت أستمتع بذلك وأعتبر نفسي ذكيّاً، فقد كانت الحيلة الوحيدة التي أُجيدها. ولكن، بعد تكرارها، أظنني قد أَتْلَفتُ جزءً من خلايا المخ، خاصّتي، وأفلتت تلك الحيلة من لجامها، ولم أعد أستطيع التحكّم بها، فأصبحت تأتي عندما يتملّكني ذلك الشعور الغريب بالغرابة.
مجدداً، وحدي في الصالة، على الطاولة، في البلدة، وحدي من لا يشتهيه الموت. متمدّدٌ على الطاولة التي أوشكت خلايا نخاعي على البناء عليها، ومن ثم الاندماج.
وصلت في قرارة نفسي إلى: بما أنه لا يوجد من يؤانسني في هذه البلدة، إذاً لا بدّ من إيجاد شريك بكافّة الطُرق والوسائل، فوصلت إلى أن أنقسم انقساماً خياليَّاً إلى كائنين؛ أحدهما (أنا) والآخر (هو). إنه يشبه صورتي المنعكسة على زجاجات الخمر المعتّق. حسنٌ أيها الكائن الوسيم، ماذا سأدعوك؟، ليست لديّ أدنى فكرة عن الأسماء الآن، ولكن ما رأيك بأن أكون (أنا) وتكون أنتَ (هُوَ)؟. ألمح تعابير الغضب على قسمات وجهه.
- لمَ لا أكون (أنا) وأنت (هو)؟.
- لأنني الأصل يا حبيبي.
- بل أنا الأصل، وبدوني لن تستطيع العيش هنا.
- حسنٌ، لا تغضب أيها الكائن، أنا أكثر منك تجربةً، ومعرفةً؛ أعرف جميع معاني الكآبة، الخوف، الرعب والغرابة، لذا لا تهمني توافه الأمور. لا بأس، سأتنازل لك، سأكون (هو)، وستكون (أنا). هل أنت سعيد الآن؟.
- لم نتفق على كل شيءٍ بعد.
- ماذا تقصد؟.
- أريد، أولاً، تلك الزجاجات التي تحوي الخمر المعتّق.
- ماذا؟!.
- وإلا لن تجدني ثانيةً، وستعاني من الوحدة.
- أوف، هل هذا ابتزاز أم ماذا؟. لا بأس. لك ذلك.
- وأخيراً يا عزيزي، إبحث لك عن مكانٍ آخر لتنام فيه غير الطاولة، لأنني سأنام عليها من الآن فصاعداً.
- إلا هذا!!. لن تناله ولا حتى بأحلامك النهاريّة، لن أتخلى عن طاولتي، لن أتخلى عن جزءٍ منّي، ألا تفهم هذا؟.
- ولكنك تخلّيت بالفعل عندما أوجدتني، لذا لا أظنّ أنه من الصعب عليك التخلّي عن الطاولة. ثم أنك تتخلّى عنها لجزءٍ منك!.
- لاااااااا، أنت لست جزءً مني، الطاولة هي جزء مني؛ أمي وأبي وأهلي والبقيّة. الطاولة أنا. أنت لست سوى وهم، لست سوى صورتي المنعكسة من على زجاجات الخمر المعتّق.
لقد فاض بي حقّاً، رميته بكلّ زجاجات الخمر على وجهه وأنا أصرخ: (إذهب أيها الكائن الهلامي الغريب، إذهب إلى الجحيم. هيا، هيا). اختفى ذلك الكائن الذي يُشبه صورتي، نظرت إلى الطاولة بحنان، أسرعت، استلقيت عليها. (لا تخافي، لن يأخذني منك شيء، حتى الموت؛ أنت تعلمين أنني لا أنزلق في أمعائه، وتعجز انزيماته عن هضمي. غريبةٌ أنت مثلي في هذا المكان، وأنا أحبّك.
لأول مرة أغطّ في نومٍ عميق، حلمت بأنني ذلك الشاب الذي في الأسطورة. كان يتمدّد قرب البحر ويتأمل صورته المنعكسة على سطحه. أما أنا، فقد كنت مدّداً على الطاولة، بالقرب من البحر، أتأمل صورتنا _أنا والطاولة_ المنعكسة على سطحه. الشاب عاقبته الآلهة بأن حوَّلته إلى زهرة في ذات مكانه، نحن حوّلتنا إلى زهرتين جميلتين.
صحوت من النوم، ظللت أتطلع إلى السقف بمزاج جيّد، رويداً رويداً بدأ ذلك المزاج الرائق بالاضمحلال، فما زلت وحدي في الصالة، على الطاولة، في البلدة، وحدي من لا يشتهيه الموت. متمدّدٌ أنا على الطاولة الخشبة التي أوشكت خلايا نخاعي من البناء عليها، ومن ثم الاندماج.
أحاول الرجوع إلى ذاك المزاج الرائق الذي يحمل نكهة الـ.. لست أدري!، أحاول، يبدو أنني فقدته. حسنٌ لا زلت أدّخر بعضاً من أحلامي. لا. لا أريد أن أكون ذلك الكائن. يبدو أنه ما من خيارٍ آخر. حسن لا بأس. أنا الآن كائن أخضر، صغير، حقير، تافه، لزج، بدائي، وحيد الخليّة. لديّ عينان كبيرتان هلاميتان مقززتان أحملق بهما يمنة ويسرى دون أن التفت. أغمضهما تارة، وأفتحهما أخرى، بترتيب منتظم.
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
وطني ضيّعني
أريزة أحمد الأمين
**********
....
أغسلُ عطرك عن بدني
أتوضأ الآف المراتْ
أجدني
لا أقوى على حمل الذاتْ
شوقي يقعدني
..
أقرعُ جرسك في أذني
تتساقط بعض الكلماتْ
يقلقني
صمتك في الهفواتْ
صوتي يرجعني
..
أطرقُ قلبك ... عن إذني
تتوالى فيه الدقاتْ
يسعدني
قلبك دافق بالنبضاتْ
قلبي يفجؤني
..
أنبسُ باسمك ... يا حزني
تتعالى فيّا الأصواتْ
يحزنني
أنك تفتعل الضحكاتْ
حزني يأسرني
..
أخرجُ أبحث عن وطني
تتواتر فيّا الشحناتْ
يفجعني
أنك حي تقتاتْ
حي يقتلني
..
أبحثُ عن أرض تحرثني
تتدافع فيّا الكريات
يدهشني
أنك حر بثباتْ
حر قيدني
..
أبحثُ عني فأجدني
بدمي تختلج الثوراتْ
يؤسفني
أنك تملؤني مواتْ
وطني ضيّعني
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
العزيز فيصل وعلى نفس النمط قال الأستاذ مختار محمد مختار وقد عاتبه بعض الأصدقاء لماذا هاجر إلى السعودية وترك السودان وهو الشخص المعروف بحبه لوطنه :
أنا لولا عيون بعض صغارٍ ** لا أبالي متى تحينُ منوني
زُغبٍ كسربِ القطا بجوف ** فلاةٍ شكاتهم تبكيني
منهم ابن سنتين يشبه الزهر ** ندياً ومنهم بنت سبع سنينِ
إن أغادرهمو فذاك برغمي ** فالتنائي علالة المسكينِ
وسعير البعاد أقسى منه ** ذلة الدين وازدراء المَدينِ
وطني سما به دوني إلى ** أرفع المراتب دوني
في افتقار أعيش به ** ويغنى كل ذو خسة ومجونِ
أنا كم مجدته بروائع شعري ** وخلدته بفرائد لحوني
فلم أجد في اكتهالي وعسرتي**سوى تصعيد زفرة المغبونِ
قد كان حبه لي ديناً ** إنني اليومَ صابئٌ عن ديني
لو استطعت حبست النيل ** يجري عنه وكل غيث هتونِ
مثلما جزى جزيتُ فهل ** نهنه عني مضاضتي وشجوني؟؟؟
فرد عليه المرحوم عبدالله الطيب وهو صديق له بقيصيدة فاقت 160 بيتاً من الشعر حينما كان عميد كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط في عهد جعفر النميري في الثمانينات من القرن السابق.
أنا لولا عيون بعض صغارٍ ** لا أبالي متى تحينُ منوني
زُغبٍ كسربِ القطا بجوف ** فلاةٍ شكاتهم تبكيني
منهم ابن سنتين يشبه الزهر ** ندياً ومنهم بنت سبع سنينِ
إن أغادرهمو فذاك برغمي ** فالتنائي علالة المسكينِ
وسعير البعاد أقسى منه ** ذلة الدين وازدراء المَدينِ
وطني سما به دوني إلى ** أرفع المراتب دوني
في افتقار أعيش به ** ويغنى كل ذو خسة ومجونِ
أنا كم مجدته بروائع شعري ** وخلدته بفرائد لحوني
فلم أجد في اكتهالي وعسرتي**سوى تصعيد زفرة المغبونِ
قد كان حبه لي ديناً ** إنني اليومَ صابئٌ عن ديني
لو استطعت حبست النيل ** يجري عنه وكل غيث هتونِ
مثلما جزى جزيتُ فهل ** نهنه عني مضاضتي وشجوني؟؟؟
فرد عليه المرحوم عبدالله الطيب وهو صديق له بقيصيدة فاقت 160 بيتاً من الشعر حينما كان عميد كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط في عهد جعفر النميري في الثمانينات من القرن السابق.
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
عِند المساء
*******
ويقولُ لي
عِندَ المساءْ:
عَيْناكِ أجملُ ضفتَينْ ,،
تتراقَصُ الأمواجُ عِندَهما
فأجثو شادياً
بالشُكر
للرَب الذي سَواهما
واخْتَصَني بِهما دونَ العالَمينْ...
ويقولُ لي
عِندَ المساءْ:
عَيْناكِ عِطْر الياسَمِينْ
يَجْتاحني لَطِفاً
يُهَفْهِفُ مُهْجَتي
وَيدُبُ في نَفْسي الحَنِينْ...
ويقولُ لي
عِندَ المَساءْ:
عَيْناكِ تبدو جَنَتَينْ
إحداهما أحيا لها
وأموتُ للأخرى لأبعث بعد حينْ
ويقولُ لي
عند المساء:
عيناكِ وعد الصحوِ
برق الأمنياتِ
ورعشة العمر الحزينْ
أنا مَن لعُمري غيرَ عينيكِ السَنا
أنا مَن لصبري غيرَ هاتيكَ المُنى
بعضُ الهوى وعَصى الحنينْ
أنا لا يواري سوءتي
في العشقِ إلاّكِ
ولا تقوى على وجعي السنينْ
مُذ كُنتُ وهماً في الوجودِ
شعرتُ أني
في خبايا الذاتِ وشماً للأنينْ
شعرتُ بؤسي
إحتباساتي ويأسي
وفورةَ الدمع الثخينْ
ثكلتُ عمري
مَن بالشقاءِ يعيشُ عُمراً مرّتينْ
لم أدرِ أن العُمرَ يسوى
كوب ماء
لم أدرِ أن العمرَ شفقاً لا يبين
عند احتكاكِ الضوء بالأشياء
وسماء لا تقوى على حُلُمٍ رهينْ
ويقولُ لي
عندَ المساء
عيناك وعدٌ للحياة
وفرحة العُمر الحزين
ويقول لي
عند المساء
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
أريزة بنت زميلنا المتجهجه الأممي .... هي زهرة .. كل سبلة من سبلاتها تفوح عطراً مختلف اللون والرائحة والطعم ... حين يكون الإنسان كل شيئ .. مهني ، شاعر، عازف ومؤلف موسيقي ... يظهر الإنسان على حقيقته التي انطوى عليها وحقيقة المقدرات المهولة التي تسكنه فيطلقها ... ذلك الكائن الحي .. لحظة توافقه الإيقاعي مع مجتمعه .. ووئامه مع النفس والدنيا ... يكسر الفعل منه حاجز المستحيل ويحيله إلى شيئ ملموس في عالم الإمكان ... تماماً كالذرة صغيرة ولكن إطلاق الطاقة الكامنة فيها ... يكسر حاجز المكان والزمان بقوة مهولة تتخطى محيط دائرة الإعجاز.
قال أحمد بن الحسين المتنبي:
إذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام
قال أحمد بن الحسين المتنبي:
إذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام
عدل سابقا من قبل خدورة أم بشق في 11th نوفمبر 2013, 15:53 عدل 2 مرات
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
وأشعرُ
أن الوجود وَمَقْ
وأن الذي
في السماء السماء
وأن الأرض تُربي العَرَقْ!!
فما العمرُ
إلا
عشرينَ حرفاً
وقطرة حبر
أريقت مساءاً بسطح الورَقْ
من شابه أباه ما ظلم
أن الوجود وَمَقْ
وأن الذي
في السماء السماء
وأن الأرض تُربي العَرَقْ!!
فما العمرُ
إلا
عشرينَ حرفاً
وقطرة حبر
أريقت مساءاً بسطح الورَقْ
من شابه أباه ما ظلم
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
البت دي لما اقرى ليها قصيدة واكرر قرايتها في كل مرة يصلني معنى جميل ومختلف...واحيانا احس بالامية وانا يملأني الزهو لأنها بت امي(حواء)...شكرا كتيييير يافيصل
اقبال عبداللطيف- مشرف ركن الاسرة
رد: نافذة الدكتورة و الشاعرة و الموسيقية أريزة أحمد الأمين
دى شاعره رهيبه
شكرا يا ابو الزهور يا مبدع
شكرا يا ابو الزهور يا مبدع
غريق كمبال- مشرف المنتدى الاقتصادى
مواضيع مماثلة
» محمد حسن الامين....؟
» اخبار الفن والفنانين
» , ورحل زيدان الانسان والفنان محاولة للتوثيق
» ((((( هل تعلم؟؟؟؟))))) نافذة جديدة
» نافذة لإستفهامات ود المصطفى
» اخبار الفن والفنانين
» , ورحل زيدان الانسان والفنان محاولة للتوثيق
» ((((( هل تعلم؟؟؟؟))))) نافذة جديدة
» نافذة لإستفهامات ود المصطفى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى