على كل حااااااااااااااااااال غضبك جميل زي بسمتك !!!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
على كل حااااااااااااااااااال غضبك جميل زي بسمتك !!!
غضبك جميل زى بسمتك
على كل حال شكلك بديع
غضبك جميل زي بسمتك
حكم الغرام بي تذللي
وحكم الغرام بى تدللك
الابتسام والإنسجام والحسن لك
والإشتياق والإحتراق والوجد لي
عجبا تكون قاسي ووديع شكلك بديع
غضبك جميل زي بسمتك
نظرة عيونك لمحنتي
وسحر الجمال في بهجتك
خايف خدودك تنجرح من نظرتي
خايف فؤادي يذوب حنان من نظرتك
جرت وجفيت وجفاك فريد
يا آية المعنى الرفيع
كيف الخلاص يا دنيتي
ما بين صدودك وجبرتك
أراك قريب لكن بعيد عن رؤيتي
من بعد ما أوقعتني في فتنتك
جُرت وجفيت وجفاك مريع
يا آية المعنى البديع
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: على كل حااااااااااااااااااال غضبك جميل زي بسمتك !!!
بقلم الأخ الاستاذ الموثق : طارق الحسن - سودانيات
شاعرنا المرحوم حميدة أبو عشر وهو وإن كان مقلا فى شعره الغنائى لكنه فرض علينا بتفرده الشعرى أن نتناول أغنيتيه اللتين كتبهما للأستاذ المجدد عبد الحميد يوسف أوردنا إحداهما (رمز الضيا ) فى سرد سابق ونتناول الآن أغنية (غضبك جميل زى بسمتك) وهى فى حد ذاتها كنظم شعرى وبلاغى وعاطفى تمثل حركة التجديد التى كان يموج بها المجتمع الفنى منذ نهاية أربعينات القرن الماضى الذى شهد طفرة أيضا فى أساليب التلحين وإضافة تراكيب وقولبة جديدة يمكن القول بأنها قد جنحت بل وارتمت فى أحضان الرومانسية تمثل ذلك فى شعر صلاح أحمد محمد صالح وحسين با زرعه ومبارك عبد الوهاب ومبارك المغربى ولكن حميده أبوعشر مع ما تميزت أشعاره من تجديد فهو منتم شكليا للمدرسة الوسيطة بين مدرسة أغنية الحقيبة والمدرسة الموسيقية التجديدية التى كان يتزعمها الشاعر الملحن عبد الرحمن الريح بينما كانت قصائد حميده أبو عشر تموج فى داخلها بعاطفة جياشة ورهافة حس رومانسى مهد الطريق للأغنية الجديدة لتتحول فى مبانيها ومعانيها إلى حديقة مزدحمة بالألوان بمعنى أن الفن الرومانسى هو فى حقيقته تجربة جمالية ذاتية وانطلاق للتعبير العاطفى بحرية وشفافية وليس من المستغرب إذن أن تأتى الأساليب الجديدة فى كتابة القصيدة محفزا أيضا لإكتشاف أساليب جديدة فى الصياغات اللحنية ومن هنا جاء التحالف أو تناغم المزاج والحس العاطفى بين الشاعر والملحن فظهرت ثنائيات قدمت لنا غناءّ رفيع المستوى مثلا أغنية الملهمة (عبدالحمن الريح / التاج مصطفى) ، وأغنية الفراش الحائر ( قرشى محمد حسن / عثمان حسين ) ، وأغنية فى سكون الليل ( مهدى الأمين / أحمد المصطفى ) ، وأغنية فيردلونا ( محمد أحمد محجوب / حسن عطيه ) فكل أغنية من هذه الأغنيات لو أجرينا عليها تحليلا سيتأكد ما ذهبنا إليه من أن كل أغنية هى فى حد ذاتها مدرسة فى التجديد مختلفة تماما عن الأغنيات الأخرى وهذا التميز هو الذى زخم حركة الغناء ورفدها بم جعل منها حركة تجديد أسماها بعض الكتاب ( الأغنية الحديثة Modern Song) وآخرون من البحاث الأكادميين أطلقوا عليها (الأغنية الفنية Art Song) بل أن كثيرين كانوا يصفونها بأنها ( الأغنية الطويلة ؟) متعددة الألحان والكوبليهات وكلها إجتهادات فى غياب البحث العلمى والأتفاق على مصطلحات علمية واقعية محددة ... هذا موضوع شائك ليس هذا مقامه .
وإنطلاقا مما ذكرنا فإن أغنية (غضبك جميل زى بسمتك ) تعبر عن النهج الوسيط بين مدرستين وإن كان مبشرا بالنهج الحداثى بلا شك ....... تبدأ الأغنية بمطلع يبدو للوهلة الأولى أنه أقرب إلى النثر ..... نثرا يحمل معنى جماليا تقريريا
على كل حال شكلك بديع غضبك جميل زى بسمتك
ولكن إذا وضعنا هذا الإستهلال فى سياق القصيدد سيتأكد بكل جلاء أنه بيت شعرى يستكمل بناء المقطع الشعرى على هذا النحو:
حكم الغرام بتذ للى
حكم الجمال بتد للك
الإستياق والإحتراق والوجد لى
والإبتسام والإنسجام والحسن لك
عجبا تكون قاسى ووديع
على كل حال شكلك بديع
غضبك جميل زى بسمتك
وبرغم ما يزدحم به المقطع الشعرى من بلاغة ومحسنات بديعية غير أن ما يحمله من تقابل Contrast فى وصف الأحساس وضده (تذللى/ تدللك) (الوجد لى / الحسن لك)
(الإشتياق / الإحتراق .. الإبتسام / الإنسجام) (قاسى / وديع ) (غضبك / بسمتك )
وكلها تعبير شفيف بإعتراف محب رغم عذابات حبه وذاك النعيم الذى يرفل فيه محبوبه
الجميل فى كل شئ بل حتى فى ظلمه وغضبه يظل المحبوب جميلا ودائما جميلا ذلك لأن الجمال والحب متلازمان.
أما المقطع الثانى فهو أيضا زاخر بمنتهى البلاغة وروعة الوصف وصدق الإحساس :
نظرة عـيونى لـمـحـنـتىسحر الجمال فى بهجتك
خايف خدودك تـنجـرح من نظـرتى
خايف فؤادى يذوب حنان من نظرتك
يا آيـة المعـنى الرفـيع
على كل حال شكـلك بديع
غضبك جميل زى بسمتك
ولكن بعد كل ما يعتمل فى صدر الشاعر حميده أبو عشر من إحساس دفاق بالإخلاص والتفانى والصبر فهو يختتم قصيدته الرائعة شاكيا معاتبا وحتى لا يجرفه العتاب لأن كثرة العتاب والتمادى فيه يولدان النفور ليعود الشاعر متراجعا ومغازلا كما تعود فى سياق اإستهلال والمقطعين السابقين قائلا :
كيف الخلاص يا دنيتى
ما بين خضوعى وجبرتك
أراك قريب لكن بعيد عن بغيتى
من بعدما أوقعتنى فى فتنتك
جرت وجفيت وجفاك مريععلى كل حال شكلك بديع
فإذا كانت أغنية ( غضبك جميل زى بسمتك) هى التى نفذ بها الفنان المبدع عبد الحميد يوسف إلى رؤية متطلعة نحو تجسيد عملية التجديد وإثباتها كفعل إبداعى حقيقى لتنطلق من بعد إلى حركة نشطة قادها أيضا وواصلها خدنه ورفيق دربه العبقرى إبراهيم الكاشف رحمه الله وآخرون ، بهذا المفهوم وجدت من الواجب علىَّ الكشف عن الخصائص والمكونات التى جعلت من هذه القصيدة المفتاح الذى مهد لكى تنفتح أبواب تجديد كثيرة وما تزال ثم أن الشاعر حميدة أبوعشر رحمه الله يستحق أن يحتل المكانة اللأئقة التى يتوجب أن يتبوأها ويكفيه لكى ينصفه التاريخ أنه كتب أغنية ( غضبك جميل زى بسمتك ) ونعتبرها واحدة من أجمل مائة أغنية للقرن العشرين المنصرم وفى سردنا القادم سنتناول بالتحليل كيف لحنها عبد الحميد يوسف فصارت أنموذج التجديد الرائد .
رحم الله الشاعر المبدع المتفرد حميده أبو عشر والفنان المجدد عبد الحمبد يوسف ورحمنا وإياهم شكراً أستاذ / طارق
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: على كل حااااااااااااااااااال غضبك جميل زي بسمتك !!!
وبرغم ما يزدحم به المقطع الشعرى من بلاغة ومحسنات بديعية غير أن ما يحمله من تقابل Contrast فى وصف الأحساس وضده (تذللى/ تدللك) (الوجد لى / الحسن لك)
(الإشتياق / الإحتراق .. الإبتسام / الإنسجام) (قاسى / وديع ) (غضبك / بسمتك )
وكلها تعبير شفيف بإعتراف محب رغم عذابات حبه وذاك النعيم الذى يرفل فيه محبوبه
نعم محسنات متقابلة وعندنا في الرياضيات يدعى تطبيق التقابل (Bijective Mapping )
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: على كل حااااااااااااااااااال غضبك جميل زي بسمتك !!!
وبرضو يا أستاذ فضل في غيابك بنفتش كلامك الجميل الذي يتكئ دوماً على دوحة وآرفة الظــلال ومدرسة مجانيــــة ننهل منها كوامن الكلم ونستنطق من خلالها عاصيـــات الحروف..
****** توطئة ******
قبل ايـــام شاهدت مقابلة تلفزيون ومن مدينة الأبيض الســـاحرة مباشرة استوقفتني مفردة كردفان وكل أهل الأبيض وما حولها يتناولون كردفان بجنوبها وشمالها وغربها في طبق تعددت اصنافة وتكاملت قيمته الغـــذائية غذاءً للروح ....شاهدت الكرنق والنقارة وام صــلبوج و الدرملي والجراري والكرير والطمبور بنغمة الدليب وشعر الكبابيش و المجانين والحمر وبقية القبائل الرعوية في حلها وترحالها وكيف أنّ برق الصعيد والجبــــال مصدر الهام شعري و محل الدميرة والنشوق ومرتع الســـعية ومراحها .... حامت روحي بانجذاب عميق حول دوائر الانتماء الحميم ... وحلّقت في فضــاءات بعيدة عندما شـــاهدت فقرة كانت الضيفة هي الأستاذة / ليلى حميــد بوعشر ساقني بذات الانجذاب هوى رسم لوحة آخّـــاذه تمازج فيها كل أهل السودان و في هذه البقعة المباركة تحديداً من وطني العزيز في انتماء جميـــل امتلأ وداً وفاض رقة وتحناناً .....فعدت الى هذا البوست أجتر بعض حديث كتبه (مصطفى سيد مبارك ) عن حميد أبوعشر ... وقد داعب النص مخيلتي وليلى ابوعشر امامي تجتر الذكريات وأمهـــا هي ابنة ذاك الســـــجّان الذي كان برفقة ابوعشر من حنتوب الى منفاه في الأبيض ..... وكيف أنّ المنفى ببعده ومعانيه المأساوية أفرز عرســاً فصار نســباً وصهرا ........
وهنا استبنت كيف أنّ نزار قباني أعجب بقصائد ابوعشــر التي بلغته ....... خيط واحد ســـاقني لليقين وهي المقابلة كحالة شعرية (إن جاز التعبير ) بين حالة قصيدة لأبوعشر وأخرى للشاعر حسن المرواني
******** واليكم ********
حميد أبوعشر شاعر القلم والسيف والمناضل الشاعر وهو كغيره من الكثيرين من البدعين في بلادنا هذه، ومن الذين جمعوا بين المهنة الفنية وبين الإبداع، فحميد ظل يعمل في مهنة النجارة لسنوات طويلة وفي ذات الوقت الذي كان يكتب فيه شعراً ويصيغ فيه درر الحروف والراجح أن حميد ولد في العشرينيات من القرن الماضي وتوفى من ثمانينيات ذات القرن الذي حمل جلّ التحولات المهمة في حياة السودان الوطن، ففيه حدثت تحولات كبيرة في حياة السودانين وفية ذاقوا مرارة الاستعمار وفيه نعمت البلاد بالاستقلال الذي أبداً لم يكن سهل بل كان خلفه تضحيات كبيرة حمل فيها الرجال السودانيين أرواحهم على أكفهم وعاندوا المستعمر من أجل الحرية وأن يكون السودان للسودانيين .. ومن بين هولاء الرجال كان البطل حميد أبوعشر الذي يعرف الناس عنه أنه شاعر كتب درراً شعرية عديدة ولكن قل من يعرفون أنه كان مناضلاً منافحاً للانجليز وقف في وجه المستعمر وقاتل من أجل أن تنال بلاده الاستقلال الذي ننعم به نحن حالياً.. وحميد هذا البطل كان هو أول من قاد اضراب وعصيان مدني ضد الانجليز، وهذه إن وصفت نستطيع أن نقول عنها أنها عقلية متقدمة جداً في زمن لم يعرف الاضراب ولا العصيان المدني حتى من من يدعوا أنهم صناع الديمقراطية وحماتها، وحميد كان يتقدم جيله بل وتفكير العالم اجمع ليس على مستوى واحد بل على مستويات متعددة أدباً وفناً وإبداعاً وسياسة، فالتفوق لايتجزاء..
وقال أحد من عاصره في مدينة الابيض انه كان هناك تاجر عانى الناس من ارتفاع اسعاره فقال لهم حميد لماذا لاتحاربون الغلاء بالاستغناء لاتشتروا من هذا التاجر وقد نجحت فكرته وهذا يدلل على عبقرية تفكيره.
ويذكر الكثيرون حتي اليوم كيف كان حميد رجلاً شجاعاً قوياً وهو ينافح الانجليز ويدعوا للعصيان ضد اكبر امبراطورية في العالم في ذلك الوقت، واقتيد حميد من منطقة حنتوب وهنا كان مشهداً مهيباً وأهل المنطقة يودعونه وهم يبكون هو يقف كالأسد بين الحرس، وودع حميد محبوته حنتوب بقصيدة جميلة حملت كل معاني الحب وسحر المعاني، فهناك هاتف من روى الشاعر قال له إنك لن تعود الى هذه الارض التي أحببتها كثيراً مرة أخرى، وحنتوب هي مدينة السحر ومدهشة الشعار والمبدعين فقد قال فيها الأديب عمر الحاج موسى حنتوب ترقد على صدر مدني كالهمزة على سطرها، وأخذ في بابور بحري إلى الخرطوم فاستقبله المستعمر بقرار نفيه الى مدينة الابيض عروس الرمال، وهناك كانت محطة أخرى للمناضل والشاعر حميد أبوعشر.. ويقال أن رحلته منفياً من الخرطوم الى الابيض حدث فيها أمر عجيب إذ انه ضرب عليه القيد رقم عشرة وهو قيد يتم تقيد عتاد المجرمين به وهو من أثقل أنواع القيود .. وعلى امتداد الطريق من الخرطوم الى الابيض كان السودانيون يستقبلون حميد أبوعشر في محطات القطار بأعداد غفيرة وسأل الحارس الذي حُذر من الحديث مع حميد عن هذا الرجل الذي تخرج إليه كل هذه الأعداد من الناس رجال أطفال ونساء فهو لم يرَ مجرم يحبه الناس، فقيل له انه حميد مناضل وبطل أحب هذا البلد وناضل من أجله لهذا خروج الناس تكريماً له، ومن وقتها بدأ للحارس أنه يتعامل مع رجل غير عادي فبدا يتحدث إليه فشيء فشيء اعجب بحميد أبوعشر وفك عنه القيد وأصبح يشاركه طعامه والسمر على طول المسافة، وقد بلغ اعجاب هذا الرجل بحميد أن أصبح صديقاً له، ويُقال أنه تزوج من إحدى بناته.
واستقر حميد أبوعشر في الابيض وسحرته عروس الرمال بجمالها وظل يشكل معلماً بارزاً من معالم مدينة الابيض بحي السجانة ذلك الحي الذي خرج أعلام لمع نجمها في سماء السودان فناً وإعلاماً حتى اليوم .
ويُقال أن حميد بلغ حبه الى عروس الرمال مبلغ أنه لم يغادرها حتى بعد أن رحل الانجليز ويُقال أن قرار نفيه ظل سارياً دون أن يتم اصدار قرار مناهضاً له حتى مجي حكومه نميري والتي كرمت الرجل واستقبلته في الخرطوم استقبال الابطال ليشارك في إحدى مهرجانات الثقافة.
وتصيد الكاشف أجمل أغنيات زميل مهنته في النجارة وغنى له أجمل الكلمات التي ظلت خالدة في الغناء السوداني.
ويتحدث عنه من التقاة في مدينة الابيض يقول حميد تميز بحديثه اللبق وكان يدهشك بسعت تفكيره وغزارة ثقافته ووكان أنيقا جدا لايستطيع أحد أن يُجاريه في الأناقة.
وقد جمعته مساجلات بينه وعدد من الشعراء كثير منها لم يسجل ويحفظ في ذاكرة الاشخاص وأشهر مساجلاته مع الجاغريو وموضوع المساجلة كان حول تعليم البنات وحملت هذه المساجلة قصائد جميلة للغاية.
وحميد كان سفير الدهشة في مجال الشعر لايمكن إن يصل الى أفق خياله أحد من ابناء جيله أو من جاء بعده ويحمل شعره مدهشات لمعانٍ وينم شعره عن ثقافة عالية وتمكن عجيب من اللغة العربية والمفردة الشعرية وقد اندهش الشاعر نزار قباني كثيراً عندما قرأ قصيدة حميد أبوعشر (وداعاً روضتي الغناء ) وقد أصيب الشاعر الفذ نزار بذهول عندما وصل الى المقطع الذي يقول …
أظل أردد الشكوى
لما لاقيت من وجدي
حبيب الروح لا أقوى
على حمل الهوى وحدي
وقد وقف نزار عند هذا المقطع كثيراً وقال عن قصيدة «وداعاً روضتي الغناء» هي أفضل قصيدة عربية كتبت في العصر الحديث.
والحقيقة لا أحد يستطيع أن يقول شيء إضافي في روعة كتابات حميد بعد حديث الشاعر نزار قباني الذي ادهش العالم بأثره واندهش لشعر حميد وأي قدر هذا واي إبداع الذي حمله هذا الرجل الجميل الانيق حميد أبوعشر.
وحميد اسمه هو محمد أحمد البشير وقد جاءت كلمة أبوعشر يُقال إشارة مدينة أبوعشر مسقط رأسه .
وحميد وصديقة المبدع عبد الحميد يوسف هما من قاما بنجارة شبابيك مدرسة حنتوب وذلك في أربعينيات القرن الماضي وقد استمر يعمل في المدرسة لسنوات طويلة وكانت المدرسة التي خرجت أجيال عديدة من قيادات السودان تقع موقع القلب بالنسبة لحميد أبوعشر ويقال عندما ودعها وهو في طريقه الى منفاه كتب فيها قصيدة «وداعا روضتي الغناء» رائعة الغناء السوداني وقد كان شيء ما في داخله يقول له انه لن يعود لها أبداً
وداعا روضتي الغناء
وداعا معبدي القدسي
طويت الماضي في قلبي
وعشت الماضى في قلبي
وهذا الدمع قد بنى بظلم
المهجر الحيرى
لماذا الهجر ياحبي
لماذا دهرنا ضنى
وشبع روحي باليأس
وداعاً روضتي الغناء
وداعا معبدي القدسي
نسيتي الماضى ياليلى
مواضي الحب والطهر
نسيت ليلة إذا كنا
نفدي النفس بالنفس
وداعاً روضتي الغناء
وداعاً معبدي القدسي
اظلوا أردد الشكوى
لما لاقيت من وجدي
حبيب الروح لا أقوى
على حمل الهوى وحدي
ولما لم أجد سلوى
كسرت ابريقي والتني
سكبت على الثرى كاسي
وداعاً روضتي الغناء
وداعاً معبدي القدسي
وهذه الحالة تذكرنا بقصيدة الشاعر حسن المرواني الذي كتبها في العام 1968م وهو يغادر جامعة بغداد بعنوان( أنا وليلى) ليغنيها بعد سنوات تصل الى الثلاثين الفنان الكبير كاظم الساهر مع اختلاف القصيدتين مضموناً وشكلاً في كثير من النواحي.
فحسن يُقال أنه القى قصيدته في حفل التخرج من جامعة بغداد بينما كانت القصيدة تحوم في عصب حميد وهو مبعد بسبب نضاله ضد المستعمر.. ويقال أن قصيدة «أنا وليلي» أصبحت رمز سياسي فيما بعد رغم انها عاطفية و«وداعاً روضتي الغناء» حملت على محمل الشعر العاطفي رغم أنها كتبت في أجواء سياسية ملبدة بغيوم الاستعمار.
أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة
على أن أخبي عن الناس احتضاراتي
لا الناس تعرف ما خطبي فتعذرني
ولا سبيل لديهم في مواساتي
لاموا افتتاني بزرقاء العيون ولو
رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاني
لو لو يكن أجمل الألوان أزرقها
ما اختاره الله لونا للسماوات
يرسوا بجفني حرمان يمص دمي
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي
عندي آحاديث حزن كيف أبوح بها؟
تضيق ذرعا بي أو في عباراتي
ينز من صرختي الذل فاسأله
لمن أبت ؟ تباريج المريضات
معذورة أنت إن اجهضت لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعت في عرض الصحراء قافلتي
فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئت احضانك الخضراء منتشيا
كالطفل أحمل احلامي البريئات
أتيت احمل في كفي أغنية
اصبرها كلما طالت مسافاتي
حتى إذا انبلجت عيناك في الافق
وطرز الفجر أيامي الكئيبات
غرست كفك تجتثين أوردتي
وتسحقين بلا رفق مسراتي
وغربتاه مضاع هاجرت سفني عني
وما أبحرت منها شراعاتي
نفيت واستوطن الاغراب في بلدي
ومزقوا كل أشيائي الحبيبات
خانتك عيناك في زيف وفي كذب
أم غرك البهرج الخداع مولاتي
توغلي يا رماح الحقد في جسدي
ومزقي ما تبقى من حشاشاتي
فراشة جئت القي كحل اجنحتي
لديك فأحترقت ظلماً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع في خاصرتي
والغدر حطم آمالي العريضات
هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟
وهل سشرق عن صبح وجناتي
ها أنت ايضا كيف السبيل إلى أهلي
ودونهم قفر المنارات
كتبت في كوكب المريخ لافتة
اشكو بها الطائر المحزون آهاتي
وأنت ايضا الا تبت يداك
إذا أثرتي قتلي واستعذبتي آناتي
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي
إذاً ستمسي بلا ليلى حكاياتي
وعلى الحالتين نجد أمامنا قصيدتين جميلتين مدهشتين كذلك تم غناء القصيدتين بشكل مدهش، فالكاشف كان عبقري زمانه في أداء بديع الكلام وكاظم هو نجم التسعينيات الذي فاقت شهرته في ذلك الوقت كل نجم غنائي ويجمع القصيدتين نوع خاص من الرومانسية التي تحكي واقعاً مدهشاً بمفردات جميلة ورائعة.
ومن أغانيه الرائعة ماتغنى به زميله وصديق عمره عبد الحميد يوسف وهي عدد من الاغاني نذكر منها الرائعة جداً ...قصيدة غضبك جميل " موضوع البوست "
ورغم أن حميد يعد من الشعراء المقلين في الكتابة إلا أنه غلب كبار الفنانين قد تغنوا بكلماته التي تجذب وتسحر .وإذا أمكن ادراج حميد من ضمن شعراء الحقيبة يبقى هو واحد من الشعراء المتفردين في كتابته، فكلماته لاتشبه كلمات شعراء الحقيبة، فهو شاعر رومانسي في معظم كتاباته شعره ملئ بالمفردات المدهشة وشوارد المعاني والإلتجاء للتوصيف كما هوالحال في معظم شعراء الحقيبة .لذلك جاء شعر حميد أبوعشر حالة خاصة جداً ومدرسة متفردة اسمها مدرسة حميد أبوعشر .
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: على كل حااااااااااااااااااال غضبك جميل زي بسمتك !!!
لماذا دهرنا ضّنْ
وشّبع روحي باليأس
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
مواضيع مماثلة
» غضبك جميل زي بسمتك !!!!!وحميدة ابوعشر
» **ياجميل ياحلووووووووو
» بسمتك التي .... لعالم عباس محمد نور
» الحزن جميل جدا
» ياحليل زمان وابوجبيهه كانت رايقة وحلوه
» **ياجميل ياحلووووووووو
» بسمتك التي .... لعالم عباس محمد نور
» الحزن جميل جدا
» ياحليل زمان وابوجبيهه كانت رايقة وحلوه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى