قفص العظام للشاعر محمد مهدي الجواهري
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قفص العظام للشاعر محمد مهدي الجواهري
أخي الفاتح معذرة نقلتها لمنتدى الشعر لأن القصيدة درة مؤثرة ومعها قصتي
اللهم أغفر لها وأرحمها واجعل الفردوس الأعلى مسكنها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة...
أخي الفاتح قبل وفاة أمي بعشرة أيام كنت معها في إجازة حيث أتيت من أبي ظبي وحينما حان انتهاء الإجازة وأزفت لحظة الوداع الأخير كانت نائمة في غرفتها ومعها أختي فاطمة فما وددت إزعاجها فقبلت جبينها وقلت في نفسي بوركت حية أو ميتة وخرجت من الغرفة متراجعاً وعيني عليها لأني في هذه اللحظة تملكني شعور طاغٍ بأني لن أراها ثانية نعم كانت هي نظرة الواع الأبدي فكتبت بفحمة على جدار الغرفة بالداخل بيت شعر لمحمد مهدي الجواهري وكانت زوجة أخي هاشم أبوزلازل تراقبني من شباك الغرفة حين كتبت هذا البيت.. وبعد أن عدت للإمارات وفي ثاني ليلة لي في جزيرة داس أتاني هاتف من أخي صالح حوالي الواحدة صباحاً يخبرني أن أمنا فارقت الفانية .. فخرجت من الجزيرة صبيحة نفس اليوم في أول طائرة هليكوبتر ثم إلى السودان للعزاء وحين وجدت فرصة للدخول لغرفتها أثناء العزاء قرأت بيت الشعر الذي كتبته من عشرة أيام وكانت زوجة أخي هاشم تراقبني ونفسها تقول ذهب ليرى بيت الشعر الذي يذكره باللحظات الأخيرة له مع أمه في الدنيا وبيت الشعر هو:
تعالى المجدُ يا قَفصَ العِظامِ، وبورِكَ في رحيلِك والمُقامِ
وودت أن أطلعك قصيدة الجواهري الآتية وهو قد مر من قبلي بنفس الظرف.
"قفص العظام"
قصيدة رهيبة للجواهري عن والدته، فاطمة، (1951) وكانت نحيفة جداً، جراء تراكمات استشاهاد ابنها جعفر والحزن والأذى والهموم والشجون، وقد زارها إبنها محمد قد اعتزلت الحياة ببغداد ورحعت لبيت العائلة بالنجف الأشرف زارها مودعاً، وهو يقرر الفرار من العراق، ضائقاً بسبب البطش في العراق السياس وهو يودعها وقد اشتعل الشيب في ذوائبها وأضحت هيكلا عظمياً ينخره الحزن والأسى فطاف في باله أنه سوف لن يراها ثانية وقد كان.....
تعالى المجدُ يا قَفصَ العِظامِ، وبورِكَ في رحيلِك والمُقامِ
وبورك ذلك العُشّ المُضوّي، بوحشته.. وبالغُصص الدوامي
تعالى المجدُ لا مالٌ فيُخزي، ولا مُلْكٌ يُحلّلُ بالحرام
ولا نشبٌ تُهانُ الروح فيه، فتَخضَعَ للطّغاة وللطّغام
ولكن مهجةٌ عَظُمَتْ فجلّت، وَجَلّ بها المرومُ عن المَرام
تعالى المجدُ يا أمّ الرزايا، تَمَخّضُ عن جبابرةٍ ضخام
تملّى القبرُ منها أيّ عطرٍ، ووجهُ الأرضِ أيّ فتىً هُمام
وُهبْتِ الثورةَ الكبرى دماءً، وروحاً وارتكنتِ إلى حُطام
ونوّرتِ الدروبَ لساكنيها، وعُدْتِ من ((السواد)) إلى ظلام
وأبْتِ كما يؤوبُ النّسْرُ هيضَتْ، قوادِمُــــهُ بعـاصفـــةٍ عُرام
حَجَجْتُ إليكِ والدنيا تلاقي، عليك بكل قاصمةٍ عُقامِ
وفي صدري تجولُ مسوّماتٌ، من البلوى عَصَيّنَ على اللّجام
وأُمّاتُ المطامح في ضلوعي، حواشدُ يضطربنَ من الزّحام
وطارتْ بي على الخمسينَ ذكرى، أقلّتني إلى عهدِ الفطام
وحُطّتْ بين تلك وبين هذي، حُمُولٌ من دموعٍ وابتسام
ورحتُ أُعيذُ أعواداً رطاباً، وأحطاباً إلى عُشّ الحمام
ورفّتْ في ندِيفٍ منْ مشيب، ذوائبُ لم ترِفّ على أثام
وضوّت من جبينك لي غضونٌ، بها يَغْنى الزمانُ عن الكلام
وطُفتِ بخاطري حتى تمشّى، حنانُكِ مثلَ بُرْءٍ في سَقام
فدتك النساءُ مُكَرِّشَاتٍ بالفُضولِ من الطعامِ
فيا شمسي إذا غابت حياتي، نشدتُك ضارعاً ألاّ تُغامي
ويا ((متعوبة)) قلباً وروحاً، أخافُ عليكِ عاقبةَ الجَمام
ويا مكفوفةً عن كلّ ضرّ، نشدتُكِ أن تَكُفي عن ملامي
فليس يُطيقُ سهماً مثلَ هذا، فؤادي وهو مُرْتَكَزُ السّهام
لقد كنتِ الحسامَ على ظروفٍ، حُمِلْتُ بها على حدّ الحسام
وقد كنتُ الحرون على هجين، يحاول أن يُسَيّرَ من زمامي
وليس رضيعُ ثديكِ بالمجاري، وليس ربيبُ حِجْرِكِ بالمُضام
رحم الله أمهات المسلمين جميعاً
اللهم أغفر لها وأرحمها واجعل الفردوس الأعلى مسكنها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة...
أخي الفاتح قبل وفاة أمي بعشرة أيام كنت معها في إجازة حيث أتيت من أبي ظبي وحينما حان انتهاء الإجازة وأزفت لحظة الوداع الأخير كانت نائمة في غرفتها ومعها أختي فاطمة فما وددت إزعاجها فقبلت جبينها وقلت في نفسي بوركت حية أو ميتة وخرجت من الغرفة متراجعاً وعيني عليها لأني في هذه اللحظة تملكني شعور طاغٍ بأني لن أراها ثانية نعم كانت هي نظرة الواع الأبدي فكتبت بفحمة على جدار الغرفة بالداخل بيت شعر لمحمد مهدي الجواهري وكانت زوجة أخي هاشم أبوزلازل تراقبني من شباك الغرفة حين كتبت هذا البيت.. وبعد أن عدت للإمارات وفي ثاني ليلة لي في جزيرة داس أتاني هاتف من أخي صالح حوالي الواحدة صباحاً يخبرني أن أمنا فارقت الفانية .. فخرجت من الجزيرة صبيحة نفس اليوم في أول طائرة هليكوبتر ثم إلى السودان للعزاء وحين وجدت فرصة للدخول لغرفتها أثناء العزاء قرأت بيت الشعر الذي كتبته من عشرة أيام وكانت زوجة أخي هاشم تراقبني ونفسها تقول ذهب ليرى بيت الشعر الذي يذكره باللحظات الأخيرة له مع أمه في الدنيا وبيت الشعر هو:
تعالى المجدُ يا قَفصَ العِظامِ، وبورِكَ في رحيلِك والمُقامِ
وودت أن أطلعك قصيدة الجواهري الآتية وهو قد مر من قبلي بنفس الظرف.
"قفص العظام"
قصيدة رهيبة للجواهري عن والدته، فاطمة، (1951) وكانت نحيفة جداً، جراء تراكمات استشاهاد ابنها جعفر والحزن والأذى والهموم والشجون، وقد زارها إبنها محمد قد اعتزلت الحياة ببغداد ورحعت لبيت العائلة بالنجف الأشرف زارها مودعاً، وهو يقرر الفرار من العراق، ضائقاً بسبب البطش في العراق السياس وهو يودعها وقد اشتعل الشيب في ذوائبها وأضحت هيكلا عظمياً ينخره الحزن والأسى فطاف في باله أنه سوف لن يراها ثانية وقد كان.....
تعالى المجدُ يا قَفصَ العِظامِ، وبورِكَ في رحيلِك والمُقامِ
وبورك ذلك العُشّ المُضوّي، بوحشته.. وبالغُصص الدوامي
تعالى المجدُ لا مالٌ فيُخزي، ولا مُلْكٌ يُحلّلُ بالحرام
ولا نشبٌ تُهانُ الروح فيه، فتَخضَعَ للطّغاة وللطّغام
ولكن مهجةٌ عَظُمَتْ فجلّت، وَجَلّ بها المرومُ عن المَرام
تعالى المجدُ يا أمّ الرزايا، تَمَخّضُ عن جبابرةٍ ضخام
تملّى القبرُ منها أيّ عطرٍ، ووجهُ الأرضِ أيّ فتىً هُمام
وُهبْتِ الثورةَ الكبرى دماءً، وروحاً وارتكنتِ إلى حُطام
ونوّرتِ الدروبَ لساكنيها، وعُدْتِ من ((السواد)) إلى ظلام
وأبْتِ كما يؤوبُ النّسْرُ هيضَتْ، قوادِمُــــهُ بعـاصفـــةٍ عُرام
حَجَجْتُ إليكِ والدنيا تلاقي، عليك بكل قاصمةٍ عُقامِ
وفي صدري تجولُ مسوّماتٌ، من البلوى عَصَيّنَ على اللّجام
وأُمّاتُ المطامح في ضلوعي، حواشدُ يضطربنَ من الزّحام
وطارتْ بي على الخمسينَ ذكرى، أقلّتني إلى عهدِ الفطام
وحُطّتْ بين تلك وبين هذي، حُمُولٌ من دموعٍ وابتسام
ورحتُ أُعيذُ أعواداً رطاباً، وأحطاباً إلى عُشّ الحمام
ورفّتْ في ندِيفٍ منْ مشيب، ذوائبُ لم ترِفّ على أثام
وضوّت من جبينك لي غضونٌ، بها يَغْنى الزمانُ عن الكلام
وطُفتِ بخاطري حتى تمشّى، حنانُكِ مثلَ بُرْءٍ في سَقام
فدتك النساءُ مُكَرِّشَاتٍ بالفُضولِ من الطعامِ
فيا شمسي إذا غابت حياتي، نشدتُك ضارعاً ألاّ تُغامي
ويا ((متعوبة)) قلباً وروحاً، أخافُ عليكِ عاقبةَ الجَمام
ويا مكفوفةً عن كلّ ضرّ، نشدتُكِ أن تَكُفي عن ملامي
فليس يُطيقُ سهماً مثلَ هذا، فؤادي وهو مُرْتَكَزُ السّهام
لقد كنتِ الحسامَ على ظروفٍ، حُمِلْتُ بها على حدّ الحسام
وقد كنتُ الحرون على هجين، يحاول أن يُسَيّرَ من زمامي
وليس رضيعُ ثديكِ بالمجاري، وليس ربيبُ حِجْرِكِ بالمُضام
رحم الله أمهات المسلمين جميعاً
عدل سابقا من قبل خدورة أم بشق في 22nd مارس 2014, 06:51 عدل 1 مرات
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: قفص العظام للشاعر محمد مهدي الجواهري
ألله يا أستاذ فضل .........
دوماً أردد هذه الجملة لك ولجيلك ولا أقول هذا جزافاً ولكنها الحقيقة ..... " كم غرقت في هذه العوالم وعاقرت الحقيقة في صهيل ذكرياتك التي لا تنساب إلاّ ... من إنسان أصيل عميق لا ينظر لمجد يستجديه ويطلبه… و لايطمع في شهرة تتلمس أطراف قدميه ... "
رحم الله الحاجة أم الكل "عائشة بت السرة "رحمة وآسعة وأسكنها فسيح جناته.... نعم البر لايفني يا استاذنا وهو ما اختلج في صدرك ودونته اناملك في غرفتها وانت توادعها...
وعلى ذكر اللواعج والجواهري ....قناة الشارقة في بدايتها كانت تعج بالمجيدين من الشباب السوداني مثل الطيب وهبه المهندس وأذكر في بداية بثها .... استضاف الإعلامي والصحفي سفيان جبر (الان أظنه في قناة الأمارات) .....استضاف الجواهري ...فحيّا الجواهري الحضور بمبكيّة ... منها
**
ألا هـل تُرجِـعُ الأحــلا . . . مُ ما كُـحِـلَــــتْ به المُقَـــلُ
وهل ينجابُ عن عينيَّ . . . لـيـــــــلٌ مُـطـبـــــــقٌ أزلُ
كـأن نجـومَـه الأحـجــا . . . رُ فـي الشطرنــج تَـنْـتَـقـلُ
يلاحــق بعضُـهـا بعضاً . . . فـمـا تَـنـفــــكُّ نَـقْـتَـتِـــــلُ !!
ألا هــل قـاطـــعٌ يصلُ . . . لـمـا عَـيَّـت بـه الـرُسُـــــلُ
ويـا أحـبـابــيَ الأغـلـيـ . . . ـنَ ؛ مَن قَطَعوا ومَن وصَلُوا
ومن هـم نُخـبـةُ الـلـذَّ . . . اتِ عنــدي حيـن تُنْتَخَــــلُ
هُـمُ إذ كلُّ مَن صـافيـ . . . ــتُ ؛ مدخـــولٌ ، ومُنْتَحَــلُ
سـلامــــاً كـلُّـهُ قُـبَـلُ . . . كـأن صـمـيـمَـهـا شُـعَـــلُ
وشوقاً من غريبِ الـدا . . . رِ أعْـيَـتْ دونــهُ الـسُـبُــــلُ
سلاماً من أخي دَنَفِ . . . تَـنـاهــتْ عـنــــده الـعِـلَـلُ
وحـيـدٍ غيرَ ما شَجَنٍ . . . بلـــوحِ الـصـــدرِ يـعـتـمـــلُ
وذكـرى مُــرَّةٍ حَلِيَـتْ . . . بـهــــــــا أيـامُــــــــهُ الأُوَلُ
تُـعــاودُه كَـفــــيءِ الـظـــلِّ رؤيـاهــــا ؛ وتـنـتـقـــــلُ!!
وحـيــدِ بالـذي غـنّى . . . وساقــى يُـضـــرب المـثـلُ
سـلامـاً أيُّـهـا الـثـاوو . . . نَ ، إنّــي مُـزمِــعٌ عَـجِــــلُ
سـلامـاً أيُّـهـا الخالـو . . . نَ ، إنَّ هـواكُــــمُ شُـغُــــلُ
سـلامـاً أيُّـهـا النَّدمـا . . . نَ ، إنّـي شـــاربٌ ثـمِـــــلُ
سـلامـاً أيُّـهـا الأحبـا . . . بُ ، إنَّ مـحـبــــــةً ؛ أمـــلُ
سـلامـاً كُـلُّــهُ قُـبَــلُ…. كــأنَّ صـمـيـمَـهــا شُـعَـــــــلُ
*****
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: قفص العظام للشاعر محمد مهدي الجواهري
عزيزي الفاتح الجواهري وعبدالله الطيب وعبدالله البردوني هم عماليق القرن السابق في الوطن العربي بلا منازع
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
مواضيع مماثلة
» مقصورة محمد مهدي الجواهري
» دجلة الخير ........ محمد مهدي الجواهري
» رائعة دجلة الخير للرائع محمد مهدي الجواهري (1)
» ناجيت قبرك ... لمحمد مهدي الجواهري
» تتمة دجلة الخير لمحمد مهدي الجواهري
» دجلة الخير ........ محمد مهدي الجواهري
» رائعة دجلة الخير للرائع محمد مهدي الجواهري (1)
» ناجيت قبرك ... لمحمد مهدي الجواهري
» تتمة دجلة الخير لمحمد مهدي الجواهري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى