الشاعر العراقي الشعبي عباس جيجان في يوسف واخوته والذيب

قصدت أيضاً المشاركة بقصيدة باللهجة الدارجة العراقية لقربها في كلمات كثيرة من الدارجة السودانية...القصيدة رائعة ومؤلمة:
)يوسف واخوته والذئب )
شعر المبدع العراقي عباس جيجان

ما بين الدمع والصوت واثقًل من حزن يعقوب
حزن القاع يا يوسف حزن منكوب....
وما بين الحيا والموت واكثر من صبر ايوب
صبر القاع يا يوسف صبر مسلوب...
ما بين السهر والعين واحجاره بجفن محبوب
سهر القاع يا يوسف سهر متعوب..
وما بين الستر والعار والمظلوم ظل يلوب
ستر القاع يا يوسف الك عريان يرهم ثوب..
مرت زخة الحالوب
انظر نظرة اعيونك تفك مصلوب..
اصبر لا ترد اردود وانت اعبرت ذاك الصوب
ولو قلبك يون بسكوت وما تسمع ونينه قلوب..
ولو جرحك نزف شريان من باب القًلب مصيوب
ولو دارت عليك القوم وحدك والمنايا تلوب...
عراق انت انخلقت امن البشر مهيوب
عليك النصر تدري مقدر ومكتوب..
ولو ان ابن آدم بوجهك يسد الباب ربك ما يسد البوب
وكلمن لاجل يوسف ناح وكلمن لاجل يوسف طاح
اتطيح اشما عليه ذنوب..

صِدِقْ يوسف مات وفرحوا اخوته بموته
صِدِقْ يوسف مات عجل جاوين تابوته...
واذا يوسف قمر تتصوره النسوان حتما بلعته الحوته
لا يوسف كلاه الذيب وازرار القميص امقطعه امبتوته...
ايه يوسف كلاه الذيب لان كًلش حلو وعيونه يا قوته
لا يوسف مشى ويا الريح دمه وضاع منعوته..
لا يوسف وقع بالبير وصاح بصوت بس محد سمع صوته

هلي يا معودين شلون يوسفكم تبيعونه...
وانتوا يلي على الكلفات تنخونه
وقبل زمر البنادق تقدح عيونه...
يوسف ما يرد فد يوم قِدْرَه ونقص ماعونه
اخوته انتم ! وصرتوا عليه بساحة الميدان ويَّ اعداءه تولونه..
وانتوا الكل قصدكم عود من داره تسلبونه
اتخسون وصوتكم مبحوح وصوته الوصل لاعنان السما والكلكم تسمعونه..
يوسف راد يطلع حق اخوته الضاع وحقوقه اهواي مغبونه
يوسف قال لا للظلم والعدوان ولا ذلة وراها خبيزه مدهونه...
وصارت عاصفه واختلطت الالوان
وظل يوسف بحسنه وهيبته ولونه..
ودورتوا عليه بالناس كل الناس اكًلكم لا تدورونه
يوسف بالضمير يعيش وبعيون العراقيين تلقونه..

اذا كان خبر يوسف مهم عندك ورايد تعرف اسراره
افتح موجة المذياع واسمع نشرة اخباره..
وعلِّي الصوت كلش حيل لا.. لا تخاف لا تحتار.. وكالات الانباء وياك محتاره
اذاعة صوت امريكا مراسلها البرياض يقول..
يوسف على جسر الجمهوريه واقف كان..
وفوق الجسر قصفت الف طياره..
اذاعة لندن.. مراسلها الببيروت صرّح قال..
يوسف على جسر المعلق كان..
وساعتها اجت غارات غاره من بعد غاره..
اذاعة مونتكارلو تقول.. يوسف ابملجأ العامريه هناك
قاعد حاضن ازغاره
ولحظتها اجا الصاروخ مسرع يلهب بناره..
الاذاعات.. وكالات الانباء تصيح.. يوسف خاليه داره
الاذاعات وكالات الانباء تصيح قطعنا الكهرباء والماي عنه وذبلن ازهاره
الاذاعات وكالات الانباء تصيح. هدمنا الجسور جسور يوسف سدت انهاره
الاذاعات وكالات الانباء تصيح.. يوسف مات هوه وشعبه واشجاره
لا.. لا تسمع حجي وتصدق اليحجون
وكالات الانباء الكلهم يكذبون...
حول موجة المذياع واسمع صوت اليصدقون
هنا بغداد.... هنا بغداد
مراسلها البأربيل ومراسلها البلعماره
يوسف ما غادر كرخ بغداد رايح عايف ادياره
يوسف راح للكاظم تعنه يشوف زواره
يوسف ما غادر كرخ بغداد رايح عايف ادياره
يوسف كان بالمنصور.. يتمشى واجت زارته الكًياره
يوسف ما غادر كرخ بغداد رايح عايف ادياره
يوسف عبر بالمشحوف نص الليل يم اهل الرصافه هناك سمّاره
الاذاعات وكالات الانباء انباعت بدولار وكلمن اخذ دولاره
لا الضماير والاقلام انباعت بدولار وحدر نعال يوسف صارت احجاره
طلع يوسف يغطي الكون اسمه وما تعب فد يوم مشواره
وطن يوسف يلم الناس وكلها تلوذ باكتاره
******
عليش استهدفوا يوسف لان يوسف يجيب الخبز ويطعم الجوعان
وعليش استهدفوا يوسف لان يوسف ينزع ثوب جسمه ويستر العريان
وعليش استهدفوا يوسف لان يوسف زلال الماي من ينزل على العطشان
وعليمن هللت طهران
لان طاح الحسين بكربلاء عطشان
وعليش ابن القاهره فرحان
لان اطفال العراق بلا حليب وماتوا الرضعان
بس انت تظل بالملعب اللاعوب وكلمن لاعبكيا عراق منك طلع خسران
تطيح اصفوف قدامك لوهبت عليك الريح وانشم ريحة العدوان
كلنا وياك يا يوسف ضد الكفر كلنا بجبهة الايمان
كلنا وياك يا يوسف انشد حزام للبنيان والعمران
عبرنا وما نرد اردود.. وخل تزعل اوروبا وكل الامريكان
.. وخل تزعل اوروبا وكل الامريكان

عباس جيجان
يوسف هو العراق يوسف هو كل اخ عزيز فقد على يد الغدر فكم من يوسف فقدنا
إخوته العرب
والذئب أمريكا

اعجبتني القصيده حد الطرب وحد الحزن ونخشي ان يتكرر الامر في سودانا الحبيب
تلخيص للمشكل العراقي بصوره دقيقه

قصيدة مؤثرة تحكي ما بداخل صاحبها وتفضح بكاءه على وطنه السليب
ارد الله على العراقيون وطنهم وعافاهم من ماهم فيه