أرجوك لا تسأل هذا السؤال !!!!
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أرجوك لا تسأل هذا السؤال !!!!
أرجوك لا تسأل هذا السؤال
الصادق عبدالسلام...
sharja45@yahoo.com
بعد السلام وحق الله بق الله، يبتدرك بالسؤال "الأخ من وين في السودان؟" سؤال قد يبدو في ظاهره بريئاً، أو قُل هذا ما كان عليه الوضع في السابق عندما كان قلب السوداني أبيض من أسنانه، وهو ما تحسدنا عليها كثير من شعوب العالم، ولكنه أصبح اليوم سؤال خبيث تلي الإجابة عليه الكثير من التبعات الكريه والممقوتة لأنه، وفي الغالب الأعم، سيحدد مرجعيتك الجهوية والإثنية والعرقية، وسرعان ما يبدأ محدثك في "الردحي" في كل أو جزء من بقية المجموعات، بعد أن يقول لنفسه إنك "قطع شك لا تنتمي إليها"، وللأسف كثيراً ما يكون هذا الافتراض خطأ، فيتحول "الرادح" إلى مادح في لمحة من البصر.
وذكرتني هذه التداعيات بقصة المصري الذي ركب في القطار بالقرب من صومالي وابتدر المصري قائلاً "الأخ من السودان؟"، وكعادة أولاد بمبة، لم ينتظر أي إيجابه من الصومالي وبدأ في تعديد مناقب السودانيين وكيف أنهم "أجدع ناس" و"مصر والسودان أخوات حتى من قبل الملك فاروق"، وعندما وجد الصومالي فرصة ينفذ من خلالها من هذا التدفق اللساني قال "أنا صومالي" فأجاب المصري، مستخدماً سرعة البديهة المعروفة عنه، قائلاً "أجدع منهم"!
من المؤسف أنه أصبح موضوع الجهوية والعريقة هو المسيطر على كثير من الأحاديث التي تتم بين السودانيين في بلاد الغربة. أين هو السوداني الذي كانت تجذبه رائحة أخيه السوداني، مثلما تنجذب الفراشات لرائحة الوردة، بغض النظر عن لونه أو عرقه أو قبيلته أو جهته، يكفي فقط كونه ينتمي إلى هذه المليون ميل مربع وهذا يكفي.
من أي أرض يباب جاءت هذه الأفكار؟ من الذي زرعها؟ أي شيطان أطلقها من قمقمها؟
هل هي الحكومة؟ هل نحن أفراد الشعب؟ هل هي الأحزاب السياسية؟ هل هي المؤسسات التعليمية؟
وأعتقد أن هنالك كثيرون يشاركوني البحث عن إجابة لهذا السؤال ولكنهم، مثلي، يتخوفون من الوصول للإجابة، مثل تخوف شخص من فتح مظروف فيه خطاب قد يحمل خبر وفاة عزيز لديه، أو تلميذ يتردد في الاطلاع على نتيجة الامتحان خوفاً من ردة فعل أبيه.
وكغيري من كثير من السودانيين أنتمي إلى منطقة معينه في السودان ولكني ولدت وعشت وتربيت في منطقة تبعد عنها آلاف الكيلومترات ولا أحاول، بقدر الإمكان، عند التعريف بنفسي الإشارة إلى أنني أنتمي لمنطقة غير الأخيرة وأصر أن أعرف نفسي في كل تجمعات السودانيين بأني أنتمي لها بل وأفتخر بذلك، كيف لا وكل ذكرياتي التي أختزلها في ذاكرة الطفولة مأخوذة من حواري وأزقة هذا المكان وتشكلت فيه روحي وعقلي. والعجيب أننا كنا نعيش في هذه المنطقة وسط تركيبة سكانية عجيبة ضمت ناس ينتمون لكل بقاع السودان من الغرب والشرق والجنوب والوسط والشمال، وكان هذا هو الحال في المدرسة والسوق والشارع وحفلات الأعراس ومباريات كرة القدم واللعب تحت الأمطار والمظاهرات وغيرها، ولا يكلف أحد نفسه للسؤال عن أصل وفصل الآخر، وليومنا هذا لا يعرف الكثير منا أعراق أو حتى جهويات بعضنا البعض، وأزيدك، عزيز القارئ، لا تجد من بينهم من يريد أن يعرف ذلك.
ومن أسخف المواقف التي مرت بي في الإمارات أن أحد الأصدقاء العرب جاء يقول لي، وبطريقة تهكمية، هل أنت تنتمي إلى هذه المنطقة في السودان؟ وأطلق علي لفظاً، نعرف نحن السودانيين أنه جارح، وأنا أعلم تمام اليقين أن هذه المعلومة وصلته من أخ سوداني صديق لنا الاثنين كان لي خلاف بسيط معه، وملامح وجه هذا السوداني ولون بشرته وكل قطعة في جسده توضح أنه من المجموعات التي هاجرت للسودان خلال المأتي عام الماضية! فقلت للأخ العربي أذهب وقل له نعم أنا كما وصفتني ولكن يكفي أهل هذه المنطقة شرفاً أنهم سودانيون أب عن جد وأصحاب حق و"البيتو من قزاز ما يرمي الناس بالطوب".
وأخيراً يا من تكبد مشقة قراءة هذا المقال إلى آخره، إذا خطر في بالك السؤال وهو إلى أي جهة ينتمي الكاتب؟ فأرجوك لا تسأل هذا السؤال، ويكفيك أن تعلم أني سوداني أحب الكِسرة وأم رقيقة و أهلكت الملاريا جسدي وأعشق وردي وهو يغني:
من دارفور الحرة نبيلة
من كل قبيلة على التاكا
من نخلاتك يا حلفا
من غابات ورا تركاكا....
الصادق عبدالسلام...
sharja45@yahoo.com
بعد السلام وحق الله بق الله، يبتدرك بالسؤال "الأخ من وين في السودان؟" سؤال قد يبدو في ظاهره بريئاً، أو قُل هذا ما كان عليه الوضع في السابق عندما كان قلب السوداني أبيض من أسنانه، وهو ما تحسدنا عليها كثير من شعوب العالم، ولكنه أصبح اليوم سؤال خبيث تلي الإجابة عليه الكثير من التبعات الكريه والممقوتة لأنه، وفي الغالب الأعم، سيحدد مرجعيتك الجهوية والإثنية والعرقية، وسرعان ما يبدأ محدثك في "الردحي" في كل أو جزء من بقية المجموعات، بعد أن يقول لنفسه إنك "قطع شك لا تنتمي إليها"، وللأسف كثيراً ما يكون هذا الافتراض خطأ، فيتحول "الرادح" إلى مادح في لمحة من البصر.
وذكرتني هذه التداعيات بقصة المصري الذي ركب في القطار بالقرب من صومالي وابتدر المصري قائلاً "الأخ من السودان؟"، وكعادة أولاد بمبة، لم ينتظر أي إيجابه من الصومالي وبدأ في تعديد مناقب السودانيين وكيف أنهم "أجدع ناس" و"مصر والسودان أخوات حتى من قبل الملك فاروق"، وعندما وجد الصومالي فرصة ينفذ من خلالها من هذا التدفق اللساني قال "أنا صومالي" فأجاب المصري، مستخدماً سرعة البديهة المعروفة عنه، قائلاً "أجدع منهم"!
من المؤسف أنه أصبح موضوع الجهوية والعريقة هو المسيطر على كثير من الأحاديث التي تتم بين السودانيين في بلاد الغربة. أين هو السوداني الذي كانت تجذبه رائحة أخيه السوداني، مثلما تنجذب الفراشات لرائحة الوردة، بغض النظر عن لونه أو عرقه أو قبيلته أو جهته، يكفي فقط كونه ينتمي إلى هذه المليون ميل مربع وهذا يكفي.
من أي أرض يباب جاءت هذه الأفكار؟ من الذي زرعها؟ أي شيطان أطلقها من قمقمها؟
هل هي الحكومة؟ هل نحن أفراد الشعب؟ هل هي الأحزاب السياسية؟ هل هي المؤسسات التعليمية؟
وأعتقد أن هنالك كثيرون يشاركوني البحث عن إجابة لهذا السؤال ولكنهم، مثلي، يتخوفون من الوصول للإجابة، مثل تخوف شخص من فتح مظروف فيه خطاب قد يحمل خبر وفاة عزيز لديه، أو تلميذ يتردد في الاطلاع على نتيجة الامتحان خوفاً من ردة فعل أبيه.
وكغيري من كثير من السودانيين أنتمي إلى منطقة معينه في السودان ولكني ولدت وعشت وتربيت في منطقة تبعد عنها آلاف الكيلومترات ولا أحاول، بقدر الإمكان، عند التعريف بنفسي الإشارة إلى أنني أنتمي لمنطقة غير الأخيرة وأصر أن أعرف نفسي في كل تجمعات السودانيين بأني أنتمي لها بل وأفتخر بذلك، كيف لا وكل ذكرياتي التي أختزلها في ذاكرة الطفولة مأخوذة من حواري وأزقة هذا المكان وتشكلت فيه روحي وعقلي. والعجيب أننا كنا نعيش في هذه المنطقة وسط تركيبة سكانية عجيبة ضمت ناس ينتمون لكل بقاع السودان من الغرب والشرق والجنوب والوسط والشمال، وكان هذا هو الحال في المدرسة والسوق والشارع وحفلات الأعراس ومباريات كرة القدم واللعب تحت الأمطار والمظاهرات وغيرها، ولا يكلف أحد نفسه للسؤال عن أصل وفصل الآخر، وليومنا هذا لا يعرف الكثير منا أعراق أو حتى جهويات بعضنا البعض، وأزيدك، عزيز القارئ، لا تجد من بينهم من يريد أن يعرف ذلك.
ومن أسخف المواقف التي مرت بي في الإمارات أن أحد الأصدقاء العرب جاء يقول لي، وبطريقة تهكمية، هل أنت تنتمي إلى هذه المنطقة في السودان؟ وأطلق علي لفظاً، نعرف نحن السودانيين أنه جارح، وأنا أعلم تمام اليقين أن هذه المعلومة وصلته من أخ سوداني صديق لنا الاثنين كان لي خلاف بسيط معه، وملامح وجه هذا السوداني ولون بشرته وكل قطعة في جسده توضح أنه من المجموعات التي هاجرت للسودان خلال المأتي عام الماضية! فقلت للأخ العربي أذهب وقل له نعم أنا كما وصفتني ولكن يكفي أهل هذه المنطقة شرفاً أنهم سودانيون أب عن جد وأصحاب حق و"البيتو من قزاز ما يرمي الناس بالطوب".
وأخيراً يا من تكبد مشقة قراءة هذا المقال إلى آخره، إذا خطر في بالك السؤال وهو إلى أي جهة ينتمي الكاتب؟ فأرجوك لا تسأل هذا السؤال، ويكفيك أن تعلم أني سوداني أحب الكِسرة وأم رقيقة و أهلكت الملاريا جسدي وأعشق وردي وهو يغني:
من دارفور الحرة نبيلة
من كل قبيلة على التاكا
من نخلاتك يا حلفا
من غابات ورا تركاكا....
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: أرجوك لا تسأل هذا السؤال !!!!
شكرا دكتوره....بالفعل هذا هو اوّل سؤال يتم طرحه حينما يتقابل سودانيين فى الغربه لاول مره وبالفعل كان السؤال يبدو بريئا فى بادئ الامر ولكن اصبح وراءه خبث.
نسأل الله حسن النوايه
نسأل الله حسن النوايه
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
رد: أرجوك لا تسأل هذا السؤال !!!!
شكراً اختي الكريمة في البدء احييك على هذا الموضوع القيم الذي كثيراً ما يكون هاجساً للمثقفين امثالك واذا اردنا بهذا السؤال (المعرفة والتقارب والتآخي) فيكفي اننا سودانيين واذا قصدنا به الجهوية والقبلية فذاك ما يخالفه ويرفضه الكثير منا .
اختي المفضالة الشعب السوداني بطبائعه الخلوقة وخصاله الفريدة وميزاته التي لا توجد في كثير من الشعوب انه شعب معروف بطيبة القلب وحسن النية وان كان ذلك يعاب عليه في كثير من الاحايين فعندما يبتدر احدهم بهذا السؤال (من وين في السودان) لا اظن انه يقصد به المعنى المنبوذ بل هذه ردة فعل لكل سوداني يريد ان يتعرف على الاخر بالرغم من ان هذه السؤال لا يليق بالزوق السوداني ولا يشبه اهله.
لكن لا انكر ان في الآونة الاخيرة انتشرت الجهوية بل القبيلية في السودان بشكل لافت مما يظن البعض ان القبيلة الفلانية افضل ولها باع في السيادة على الآخرين لكن اقول لك اختي العزيزة نحن سودانيين افروعربيين لا سيادة لشخص عن الاخر نسيجنا واحد وطينتا واحدة وفي الحارة نحن يانا نحن واختتم حديثي بـ (كلكم لآدم وآدم من تراب)
اختي المفضالة الشعب السوداني بطبائعه الخلوقة وخصاله الفريدة وميزاته التي لا توجد في كثير من الشعوب انه شعب معروف بطيبة القلب وحسن النية وان كان ذلك يعاب عليه في كثير من الاحايين فعندما يبتدر احدهم بهذا السؤال (من وين في السودان) لا اظن انه يقصد به المعنى المنبوذ بل هذه ردة فعل لكل سوداني يريد ان يتعرف على الاخر بالرغم من ان هذه السؤال لا يليق بالزوق السوداني ولا يشبه اهله.
لكن لا انكر ان في الآونة الاخيرة انتشرت الجهوية بل القبيلية في السودان بشكل لافت مما يظن البعض ان القبيلة الفلانية افضل ولها باع في السيادة على الآخرين لكن اقول لك اختي العزيزة نحن سودانيين افروعربيين لا سيادة لشخص عن الاخر نسيجنا واحد وطينتا واحدة وفي الحارة نحن يانا نحن واختتم حديثي بـ (كلكم لآدم وآدم من تراب)
محمد عبد الله قادم- نشط مميز
رد: أرجوك لا تسأل هذا السؤال !!!!
لك التحية دكتورة احسان واشكرك كتير علي هذا الموضوع المهم والذي يحاول كثير من الناس التفادي في الغوص فيه وهوخطير جدا وفي مدبنة جدة تعرضت لمثل هذا السلوك الشنيع وخاصة بعد احداث دارفور فقد تلاقي اخ فتحيه فلا يرد عليك التحية امكن من ملامحك يكون ميزك من اي منطقة تكون وعليه فلا داعي لتحيتك
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس منا من دعي الي عصبية وليس منا من قاتل علي عصبية
وفي رواية أحمد بن حنبل رحمه الله (ثلاث من عمل الجاهلية لايتركهن أهل الإسلام النياحة على الميت، والاستسقاء بالأنواء، وكذا، قلت لسعيد وماهو؟ قال دعوى الجاهلية ياآل فلان ياآل فلان ياآل فلان).
العصبية القبلية التي تكاد تعصف بكل موروثاتنا الحميدة الأخرى. حيث أضحت تصنيفاً اجتماعياً قاسياً يؤخذ به أكثر من العدالة الاجتماعية الإسلامية في الزواج والعمل والتعليم، بل وحتى في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع
فبدلا من المواطنة حلت العصبية القبلية والتطرف المذهبي والتحيز المناطقي بمعنى آخر أهو انتماء للدولة أم انتماء للقبيلة أم انتماء لاقتناص الفرص.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس منا من دعي الي عصبية وليس منا من قاتل علي عصبية
وفي رواية أحمد بن حنبل رحمه الله (ثلاث من عمل الجاهلية لايتركهن أهل الإسلام النياحة على الميت، والاستسقاء بالأنواء، وكذا، قلت لسعيد وماهو؟ قال دعوى الجاهلية ياآل فلان ياآل فلان ياآل فلان).
العصبية القبلية التي تكاد تعصف بكل موروثاتنا الحميدة الأخرى. حيث أضحت تصنيفاً اجتماعياً قاسياً يؤخذ به أكثر من العدالة الاجتماعية الإسلامية في الزواج والعمل والتعليم، بل وحتى في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع
فبدلا من المواطنة حلت العصبية القبلية والتطرف المذهبي والتحيز المناطقي بمعنى آخر أهو انتماء للدولة أم انتماء للقبيلة أم انتماء لاقتناص الفرص.
حيدر خليل- نشط مميز
رد: أرجوك لا تسأل هذا السؤال !!!!
نعم اختى الدكتوره احسان
انه من المؤسف جدا بل والمؤلم جدا ان نصل هذه الدرجه من الفرقه والتباين
ولااخفى عليك لقد لمست ذلك فى الكثير من تصرفات البعض وحزنت كثيرا على حالنا دون الشعوب الاخرى الذين 90%منهم لايدرون ما هى القبيله
ولكنى ايقنت بانها اكثر مايهدم المجتمعات
فانها منتنه
جزيت خيرا اختى
انه من المؤسف جدا بل والمؤلم جدا ان نصل هذه الدرجه من الفرقه والتباين
ولااخفى عليك لقد لمست ذلك فى الكثير من تصرفات البعض وحزنت كثيرا على حالنا دون الشعوب الاخرى الذين 90%منهم لايدرون ما هى القبيله
ولكنى ايقنت بانها اكثر مايهدم المجتمعات
فانها منتنه
جزيت خيرا اختى
abdelsalamosman- مشرف المنتدى الاسلامى
رد: أرجوك لا تسأل هذا السؤال !!!!
شكراً لكم جميعاً..محمد..حيدر ..عبد السلام..حفظكم الله وابقاكم..
الموضوع خطير ونسال الله القدير ان يجنبنا والسودان ..الفتن ما ظهر منها وما بطن..آمين..
ومعاً للتغير المفاهيم المغلوطة..
الموضوع خطير ونسال الله القدير ان يجنبنا والسودان ..الفتن ما ظهر منها وما بطن..آمين..
ومعاً للتغير المفاهيم المغلوطة..
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى