البردة الشَّوْقيَّة ...... ريم على القاع (2)
صفحة 1 من اصل 1
البردة الشَّوْقيَّة ...... ريم على القاع (2)
مُـسَيطِرُ الـفُرسِ يَـبغي فـي رَعِـيَّتِهِ وَقَـيصَرُ الـرومِ مِـن كِـبرٍ أَصَمُّ عَمِ
يُـعَـذِّبانِ عِـبـادَ الـلَهِ فـي شُـبَهٍ وَيَـذبَـحانِ كَـما ضَـحَّيتَ بِـالغَنَمِ
وَالـخَلقُ يَـفتِكُ أَقـواهُم بِـأَضعَفِهِم كَـاللَيثِ بِـالبَهمِ أَو كَـالحوتِ بِالبَلَمِ
أَسـرى بِـكَ الـلَهُ لَـيلاً إِذ مَـلائِكُهُ وَالـرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
لَـمّا خَـطَرتَ بِـهِ اِلـتَفّوا بِـسَيِّدِهِم كَـالشُهبِ بِـالبَدرِ أَو كَـالجُندِ بِالعَلَمِ
صَـلّى وَراءَكَ مِـنهُم كُـلُّ ذي خَطَرٍ وَمَــن يَـفُز بِـحَبيبِ الـلَهِ يَـأتَمِمِ
جُـبتَ الـسَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّــةِ الـلُجُمِ
رَكـوبَةً لَـكَ مِـن عِـزٍّ وَمِن شَرَفٍ لا فـي الـجِيادِ وَلا فـي الأَينُقِ الرُسُمِ
مَـشـيئَةُ الـخالِقِ الـباري وَصَـنعَتُهُ وَقُـدرَةُ الـلَهِ فَـوقَ الـشَكِّ وَالتُهَمِ
حَـتّى بَـلَغتَ سَـماءً لا يُـطارُ لَـها عَـلى جَـناحٍ وَلا يُـسعى عَـلى قَدَمِ
وَقـيـلَ كُــلُّ نَـبِيٍّ عِـندَ رُتـبَتِهِ وَيـا مُـحَمَّدُ هَـذا الـعَرشُ فَـاِستَلِمِ
خَـطَطتَ لِـلدينِ وَالـدُنيا عُـلومَهُما يـا قـارِئَ الـلَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ
أَحَـطتَ بَـينَهُما بِـالسِرِّ وَاِنـكَشَفَت لَـكَ الـخَزائِنُ مِـن عِـلمٍ وَمِن حِكَمِ
وَضـاعَفَ الـقُربُ مـا قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ بِـلا عِـدادٍ وَمـا طُـوِّقتَ مِـن نِعَمِ
سَـل عُـصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً لَـولا مُـطارَدَةُ الـمُختارِ لَـم تُـسَمَ
هَـل أَبـصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا هَـمسَ الـتَسابيحِ وَالـقُرآنِ مِن أُمَمِ
وَهَـل تَـمَثَّلَ نَـسجُ الـعَنكَبوتِ لَهُم كَـالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ
فَـأَدبَـروا وَوُجـوهُ الأَرضِ تَـلعَنُهُم كَـباطِلٍ مِـن جَـلالِ الـحَقِّ مُـنهَزِمِ
لَـولا يَـدُ الـلَهِ بِـالجارَينَ مـا سَلِما وَعَـينُهُ حَـولَ رُكـنِ الـدينِ لَم يَقُمِ
تَـوارَيـا بِـجَـناحِ الـلَهِ وَاِسـتَتَرا وَمَـن يَـضُمُّ جَـناحُ الـلَهِ لا يُـضَمِ
يـا أَحـمَدَ الـخَيرِ لـي جـاهٌ بِتَسمِيَتي وَكَـيفَ لا يَـتَسامى بِـالرَسولِ سَمي
الـمـادِحونَ وَأَربـابُ الـهَوى تَـبَعٌ لِـصاحِبِ الـبُردَةِ الـفَيحاءِ ذي القَدَمِ
مَـديحُهُ فـيكَ حُـبٌّ خـالِصٌ وَهَوىً وَصـادِقُ الـحُبِّ يُـملي صادِقَ الكَلَمِ
الـلَـهُ يَـشـهَدُ أَنّـي لا أُعـارِضُهُ مـن ذا يُـعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
وَإِنَّـما أَنـا بَـعضُ الـغابِطينَ وَمَـن يَـغـبِط وَلِـيَّكَ لا يُـذمَم وَلا يُـلَمِ
هَـذا مَـقامٌ مِـنَ الـرَحمَنِ مُـقتَبَسٌ تَـرمـي مَـهـابَتُهُ سَـحبانَ بِـالبَكَمِ
الـبَدرُ دونَـكَ فـي حُسنٍ وَفي شَرَفٍ وَالـبَحرُ دونَـكَ فـي خَـيرٍ وَفي كَرَمِ
شُـمُّ الـجِبالِ إِذا طـاوَلتَها اِنـخَفَضَت وَالأَنـجُمُ الـزُهرُ مـا واسَـمتَها تَسِمِ
وَالـلَيثُ دونَـكَ بَـأساً عِـندَ وَثبَتِهِ إِذا مَـشَيتَ إِلـى شاكي السِلاحِ كَمي
تَـهـفو إِلَـيكَ وَإِن أَدمَـيتَ حَـبَّتَها فـي الـحَربِ أَفـئِدَةُ الأَبـطالِ وَالبُهَمِ
مَـحَـبَّةُ الـلَـهِ أَلـقـاها وَهَـيبَتُهُ عَـلى اِبـنِ آمِـنَةٍ فـي كُـلِّ مُصطَدَمِ
كَـأَنَّ وَجـهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجىً يُـضـيءُ مُـلـتَثِماً أَو غَـيرَ مُـلتَثِمِ
بَــدرٌ تَـطَـلَّعَ فـي بَـدرٍ فَـغُرَّتُهُ كَـغُرَّةِ الـنَصرِ تَـجلو داجِـيَ الظُلَمِ
ذُكِـرتَ بِـاليُتمِ فـي الـقُرآنِ تَكرِمَةً وَقـيمَةُ الـلُؤلُؤِ الـمَكنونِ فـي الـيُتُمِ
الـلَـهُ قَـسَّمَ بَـينَ الـناسِ رِزقَـهُمُ وَأَنـتَ خُـيِّرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَمِ
إِن قُـلتَ فـي الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَم فَـخيرَةُ الـلَهِ فـي لا مِـنكَ أَو نَـعَمِ
أَخـوكَ عـيسى دَعـا مَـيتاً فَـقامَ لَهُ وَأَنـتَ أَحـيَيتَ أَجـيالاً مِـنَ الزِمَمِ
وَالـجَهلُ مَـوتٌ فَـإِن أوتيتَ مُعجِزَةً فَـاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ
قـالوا غَـزَوتَ وَرُسـلُ اللَهِ ما بُعِثوا لِـقَتلِ نَـفسٍ وَلا جـاؤوا لِسَفكِ دَمِ
جَـهلٌ وَتَـضليلُ أَحـلامٍ وَسَـفسَطَةٌ فَـتَحتَ بِـالسَيفِ بَـعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ
لَـمّا أَتـى لَـكَ عَفواً كُلُّ ذي حَسَبٍ تَـكَـفَّلَ الـسَيفُ بِـالجُهّالِ وَالـعَمَم
ِوَالـشَرُّ إِن تَـلقَهُ بِـالخَيرِ ضِـقتَ بِهِ ذَرعــاً وَإِن تَـلقَهُ بِـالشَرِّ يَـنحَسِمِ
سَـلِ الـمَسيحِيَّةَ الـغَرّاءَ كَـم شَرِبَت بِـالصابِ مِـن شَـهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ
طَـريدَةُ الـشِركِ يُـؤذيها وَيـوسِعُها فـي كُـلِّ حـينٍ قِـتالاً ساطِعَ الحَدَمِ
لَـولا حُـماةٌ لَـها هَـبّوا لِـنُصرَتِها بِـالسَيفِ مـا اِنتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ
لَـولا مَـكانٌ لِـعيسى عِـندَ مُـرسِلِهِ وَحُـرمَةٌ وَجَـبَت لِـلروحِ فـي القِدَمِ
لَـسُمِّرَ الـبَدَنُ الـطُهرُ الشَريفُ عَلى لَـوحَينِ لَـم يَـخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ
جَـلَّ الـمَسيحُ وَذاقَ الـصَلبَ شـانِئُهُ إِنَّ الـعِقابَ بِـقَدرِ الـذَنبِ وَالـجُرُمِ
أَخـو الـنَبِيِّ وَروحُ الـلَهِ فـي نُـزُلٍ فَـوقَ الـسَماءِ وَدونَ الـعَرشِ مُحتَرَمِ
عَـلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَـجهَلونَ بِـهِ حَـتّى الـقِتالَ وَمـا فـيهِ مِـنَ الذِمَمِ
دَعَـوتَـهُم لِـجِهادٍ فـيهِ سُـؤدُدُهُم وَالـحَربُ أُسُّ نِـظامِ الـكَونِ وَالأُمَمِ
لَـولاهُ لَـم نَـرَ لِـلدَولاتِ فـي زَمَنٍ مـا طـالَ مِـن عُـمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ
تِـلكَ الـشَواهِدُ تَـترى كُـلَّ آوِنَـةٍ فـي الأَعـصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ
بِـالأَمسِ مـالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُرُرٌ لَـولا الـقَذائِفُ لَـم تَـثلَم وَلَم تَصُمِ
أَشـياعُ عـيسى أَعَـدّوا كُـلَّ قاصِمَةٍ وَلَـم نُـعِدُّ سِـوى حـالاتِ مُنقَصِمِ
مَـهما دُعـيتَ إِلـى الهَيجاءِ قُمتَ لَها تَـرمي بِـأُسدٍ وَيَـرمي الـلَهُ بِالرُجُمِ
عَـلى لِـوائِكَ مِـنهُم كُـلُّ مُـنتَقِمٍ لِـلَّـهِ مُـستَقتِلٍ فـي الـلَهِ مُـعتَزِمِ
مُـسَـبِّحٍ لِـلِـقاءِ الـلَـهِ مُـضطَرِمٍ شَـوقاً عَـلى سـابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ
لَـو صـادَفَ الـدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى بِـعَزمِهِ فـي رِحـالِ الـدَهرِ لَـم يَرِمِ
بـيضٌ مَـفاليلُ مِـن فِعلِ الحُروبِ بِهِم مِـن أَسـيُفِ الـلَهِ لا الـهِندِيَّةُ الخُذُمُ
كَـم فـي التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ مَـن مـاتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ
لَـولا مَـواهِبُ فـي بَـعضِ الأَنامِ لَما تَـفاوَتَ الـناسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَمِ
شَـريعَةٌ لَـكَ فَـجَّرتَ الـعُقولَ بِـها عَـن زاخِـرٍ بِـصُنوفِ الـعِلمِ مُلتَطِمِ
يَـلوحُ حَـولَ سَـنا التَوحيدِ جَوهَرُها كَـالحَليِ لِـلسَيفِ أَو كَـالوَشيِ لِلعَلَمِ
غَـرّاءُ حـامَت عَـلَيها أَنـفُسٌ وَنُهىً وَمَـن يَـجِد سَـلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ
نـورُ الـسَبيلِ يُـساسُ الـعالِمونَ بِها تَـكَـفَّلَت بِـشَبابِ الـدَهرِ وَالـهَرَمِ
يَـجري الـزَمانُ وَأَحـكامُ الزَمانِ عَلى حُـكمٍ لَـها نـافِذٍ فـي الخَلقِ مُرتَسِمِ
لَـمّا اِعـتَلَت دَولَـةُ الإِسلامِ وَاِتَّسَعَت مَـشَت مَـمالِكُهُ فـي نـورِها الـتَمَمِ
وَعَـلَّـمَت أُمَّــةً بِـالـقَفرِ نـازِلَةً رَعـيَ الـقَياصِرِ بَـعدَ الـشاءِ وَالنَعَمِ
كَـم شَـيَّدَ الـمُصلِحونَ العامِلونَ بِها فـي الـشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَمِ
لِـلعِلمِ وَالـعَدلِ وَالـتَمدينِ ما عَزَموا مِـنَ الأُمـورِ وَمـا شَـدّوا مِنَ الحُزُمِ
سُـرعانَ مـا فَـتَحوا الـدُنيا لِمِلَّتِهِم وَأَنـهَلوا الـناسَ مِـن سَلسالِها الشَبِمِ
سـاروا عَـلَيها هُـداةَ الناسِ فَهيَ بِهِم إِلـى الـفَلاحِ طَـريقٌ واضِـحُ العَظَمِ
لا يَـهدِمُ الـدَهرُ رُكـناً شـادَ عَدلَهُمُ وَحـائِطُ الـبَغيِ إِن تَـلمَسهُ يَـنهَدِمِ
نـالوا الـسَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا عَـلى عَـميمٍ مِـنَ الـرُضوانِ مُقتَسَمِ
دَع عَـنكَ رومـا وَآثـينا وَمـا حَوَتا كُـلُّ الـيَواقيتِ فـي بَـغدادَ وَالـتُوَمِ
وَخَـلِّ كِـسرى وَإيـواناً يَـدِلُّ بِـهِ هَـوىً عَـلى أَثَـرِ الـنيرانِ وَالأَيُـمِ
وَاِتـرُك رَعـمَسيسَ إِنَّ الـمُلكَ مَظهَرُهُ فـي نَـهضَةِ الـعَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ
دارُ الـشَرائِعِ رومـا كُـلَّما ذُكِـرَت دارُ الـسَلامِ لَـها أَلـقَت يَـدَ السَلَمِ
مــا ضـارَعَتها بَـياناً عِـندَ مُـلتَأَمٍ وَلا حَـكَتها قَـضاءً عِـندَ مُـختَصَمِ
وَلا اِحـتَوَت فـي طِـرازٍ مِن قَياصِرِها عَـلـى رَشـيدٍ وَمَـأمونٍ وَمُـعتَصِمِ
مَــنِ الَّـذينَ إِذا سـارَت كَـتائِبُهُم تَـصَـرَّفوا بِـحُدودِ الأَرضِ وَالـتُخَمِ
وَيَـجـلِسونَ إِلــى عِـلمٍ وَمَـعرِفَةٍ فَـلا يُـدانَونَ فـي عَـقلٍ وَلا فَـهَمِ
يُـطَـأطِئُ الـعُلَماءُ الـهامَ إِن نَـبَسوا مِـن هَـيبَةِ الـعِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ
يُـعَـذِّبانِ عِـبـادَ الـلَهِ فـي شُـبَهٍ وَيَـذبَـحانِ كَـما ضَـحَّيتَ بِـالغَنَمِ
وَالـخَلقُ يَـفتِكُ أَقـواهُم بِـأَضعَفِهِم كَـاللَيثِ بِـالبَهمِ أَو كَـالحوتِ بِالبَلَمِ
أَسـرى بِـكَ الـلَهُ لَـيلاً إِذ مَـلائِكُهُ وَالـرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
لَـمّا خَـطَرتَ بِـهِ اِلـتَفّوا بِـسَيِّدِهِم كَـالشُهبِ بِـالبَدرِ أَو كَـالجُندِ بِالعَلَمِ
صَـلّى وَراءَكَ مِـنهُم كُـلُّ ذي خَطَرٍ وَمَــن يَـفُز بِـحَبيبِ الـلَهِ يَـأتَمِمِ
جُـبتَ الـسَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّــةِ الـلُجُمِ
رَكـوبَةً لَـكَ مِـن عِـزٍّ وَمِن شَرَفٍ لا فـي الـجِيادِ وَلا فـي الأَينُقِ الرُسُمِ
مَـشـيئَةُ الـخالِقِ الـباري وَصَـنعَتُهُ وَقُـدرَةُ الـلَهِ فَـوقَ الـشَكِّ وَالتُهَمِ
حَـتّى بَـلَغتَ سَـماءً لا يُـطارُ لَـها عَـلى جَـناحٍ وَلا يُـسعى عَـلى قَدَمِ
وَقـيـلَ كُــلُّ نَـبِيٍّ عِـندَ رُتـبَتِهِ وَيـا مُـحَمَّدُ هَـذا الـعَرشُ فَـاِستَلِمِ
خَـطَطتَ لِـلدينِ وَالـدُنيا عُـلومَهُما يـا قـارِئَ الـلَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ
أَحَـطتَ بَـينَهُما بِـالسِرِّ وَاِنـكَشَفَت لَـكَ الـخَزائِنُ مِـن عِـلمٍ وَمِن حِكَمِ
وَضـاعَفَ الـقُربُ مـا قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ بِـلا عِـدادٍ وَمـا طُـوِّقتَ مِـن نِعَمِ
سَـل عُـصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً لَـولا مُـطارَدَةُ الـمُختارِ لَـم تُـسَمَ
هَـل أَبـصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا هَـمسَ الـتَسابيحِ وَالـقُرآنِ مِن أُمَمِ
وَهَـل تَـمَثَّلَ نَـسجُ الـعَنكَبوتِ لَهُم كَـالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ
فَـأَدبَـروا وَوُجـوهُ الأَرضِ تَـلعَنُهُم كَـباطِلٍ مِـن جَـلالِ الـحَقِّ مُـنهَزِمِ
لَـولا يَـدُ الـلَهِ بِـالجارَينَ مـا سَلِما وَعَـينُهُ حَـولَ رُكـنِ الـدينِ لَم يَقُمِ
تَـوارَيـا بِـجَـناحِ الـلَهِ وَاِسـتَتَرا وَمَـن يَـضُمُّ جَـناحُ الـلَهِ لا يُـضَمِ
يـا أَحـمَدَ الـخَيرِ لـي جـاهٌ بِتَسمِيَتي وَكَـيفَ لا يَـتَسامى بِـالرَسولِ سَمي
الـمـادِحونَ وَأَربـابُ الـهَوى تَـبَعٌ لِـصاحِبِ الـبُردَةِ الـفَيحاءِ ذي القَدَمِ
مَـديحُهُ فـيكَ حُـبٌّ خـالِصٌ وَهَوىً وَصـادِقُ الـحُبِّ يُـملي صادِقَ الكَلَمِ
الـلَـهُ يَـشـهَدُ أَنّـي لا أُعـارِضُهُ مـن ذا يُـعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
وَإِنَّـما أَنـا بَـعضُ الـغابِطينَ وَمَـن يَـغـبِط وَلِـيَّكَ لا يُـذمَم وَلا يُـلَمِ
هَـذا مَـقامٌ مِـنَ الـرَحمَنِ مُـقتَبَسٌ تَـرمـي مَـهـابَتُهُ سَـحبانَ بِـالبَكَمِ
الـبَدرُ دونَـكَ فـي حُسنٍ وَفي شَرَفٍ وَالـبَحرُ دونَـكَ فـي خَـيرٍ وَفي كَرَمِ
شُـمُّ الـجِبالِ إِذا طـاوَلتَها اِنـخَفَضَت وَالأَنـجُمُ الـزُهرُ مـا واسَـمتَها تَسِمِ
وَالـلَيثُ دونَـكَ بَـأساً عِـندَ وَثبَتِهِ إِذا مَـشَيتَ إِلـى شاكي السِلاحِ كَمي
تَـهـفو إِلَـيكَ وَإِن أَدمَـيتَ حَـبَّتَها فـي الـحَربِ أَفـئِدَةُ الأَبـطالِ وَالبُهَمِ
مَـحَـبَّةُ الـلَـهِ أَلـقـاها وَهَـيبَتُهُ عَـلى اِبـنِ آمِـنَةٍ فـي كُـلِّ مُصطَدَمِ
كَـأَنَّ وَجـهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجىً يُـضـيءُ مُـلـتَثِماً أَو غَـيرَ مُـلتَثِمِ
بَــدرٌ تَـطَـلَّعَ فـي بَـدرٍ فَـغُرَّتُهُ كَـغُرَّةِ الـنَصرِ تَـجلو داجِـيَ الظُلَمِ
ذُكِـرتَ بِـاليُتمِ فـي الـقُرآنِ تَكرِمَةً وَقـيمَةُ الـلُؤلُؤِ الـمَكنونِ فـي الـيُتُمِ
الـلَـهُ قَـسَّمَ بَـينَ الـناسِ رِزقَـهُمُ وَأَنـتَ خُـيِّرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَمِ
إِن قُـلتَ فـي الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَم فَـخيرَةُ الـلَهِ فـي لا مِـنكَ أَو نَـعَمِ
أَخـوكَ عـيسى دَعـا مَـيتاً فَـقامَ لَهُ وَأَنـتَ أَحـيَيتَ أَجـيالاً مِـنَ الزِمَمِ
وَالـجَهلُ مَـوتٌ فَـإِن أوتيتَ مُعجِزَةً فَـاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ
قـالوا غَـزَوتَ وَرُسـلُ اللَهِ ما بُعِثوا لِـقَتلِ نَـفسٍ وَلا جـاؤوا لِسَفكِ دَمِ
جَـهلٌ وَتَـضليلُ أَحـلامٍ وَسَـفسَطَةٌ فَـتَحتَ بِـالسَيفِ بَـعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ
لَـمّا أَتـى لَـكَ عَفواً كُلُّ ذي حَسَبٍ تَـكَـفَّلَ الـسَيفُ بِـالجُهّالِ وَالـعَمَم
ِوَالـشَرُّ إِن تَـلقَهُ بِـالخَيرِ ضِـقتَ بِهِ ذَرعــاً وَإِن تَـلقَهُ بِـالشَرِّ يَـنحَسِمِ
سَـلِ الـمَسيحِيَّةَ الـغَرّاءَ كَـم شَرِبَت بِـالصابِ مِـن شَـهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ
طَـريدَةُ الـشِركِ يُـؤذيها وَيـوسِعُها فـي كُـلِّ حـينٍ قِـتالاً ساطِعَ الحَدَمِ
لَـولا حُـماةٌ لَـها هَـبّوا لِـنُصرَتِها بِـالسَيفِ مـا اِنتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ
لَـولا مَـكانٌ لِـعيسى عِـندَ مُـرسِلِهِ وَحُـرمَةٌ وَجَـبَت لِـلروحِ فـي القِدَمِ
لَـسُمِّرَ الـبَدَنُ الـطُهرُ الشَريفُ عَلى لَـوحَينِ لَـم يَـخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ
جَـلَّ الـمَسيحُ وَذاقَ الـصَلبَ شـانِئُهُ إِنَّ الـعِقابَ بِـقَدرِ الـذَنبِ وَالـجُرُمِ
أَخـو الـنَبِيِّ وَروحُ الـلَهِ فـي نُـزُلٍ فَـوقَ الـسَماءِ وَدونَ الـعَرشِ مُحتَرَمِ
عَـلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَـجهَلونَ بِـهِ حَـتّى الـقِتالَ وَمـا فـيهِ مِـنَ الذِمَمِ
دَعَـوتَـهُم لِـجِهادٍ فـيهِ سُـؤدُدُهُم وَالـحَربُ أُسُّ نِـظامِ الـكَونِ وَالأُمَمِ
لَـولاهُ لَـم نَـرَ لِـلدَولاتِ فـي زَمَنٍ مـا طـالَ مِـن عُـمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ
تِـلكَ الـشَواهِدُ تَـترى كُـلَّ آوِنَـةٍ فـي الأَعـصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ
بِـالأَمسِ مـالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُرُرٌ لَـولا الـقَذائِفُ لَـم تَـثلَم وَلَم تَصُمِ
أَشـياعُ عـيسى أَعَـدّوا كُـلَّ قاصِمَةٍ وَلَـم نُـعِدُّ سِـوى حـالاتِ مُنقَصِمِ
مَـهما دُعـيتَ إِلـى الهَيجاءِ قُمتَ لَها تَـرمي بِـأُسدٍ وَيَـرمي الـلَهُ بِالرُجُمِ
عَـلى لِـوائِكَ مِـنهُم كُـلُّ مُـنتَقِمٍ لِـلَّـهِ مُـستَقتِلٍ فـي الـلَهِ مُـعتَزِمِ
مُـسَـبِّحٍ لِـلِـقاءِ الـلَـهِ مُـضطَرِمٍ شَـوقاً عَـلى سـابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ
لَـو صـادَفَ الـدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى بِـعَزمِهِ فـي رِحـالِ الـدَهرِ لَـم يَرِمِ
بـيضٌ مَـفاليلُ مِـن فِعلِ الحُروبِ بِهِم مِـن أَسـيُفِ الـلَهِ لا الـهِندِيَّةُ الخُذُمُ
كَـم فـي التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ مَـن مـاتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ
لَـولا مَـواهِبُ فـي بَـعضِ الأَنامِ لَما تَـفاوَتَ الـناسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَمِ
شَـريعَةٌ لَـكَ فَـجَّرتَ الـعُقولَ بِـها عَـن زاخِـرٍ بِـصُنوفِ الـعِلمِ مُلتَطِمِ
يَـلوحُ حَـولَ سَـنا التَوحيدِ جَوهَرُها كَـالحَليِ لِـلسَيفِ أَو كَـالوَشيِ لِلعَلَمِ
غَـرّاءُ حـامَت عَـلَيها أَنـفُسٌ وَنُهىً وَمَـن يَـجِد سَـلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ
نـورُ الـسَبيلِ يُـساسُ الـعالِمونَ بِها تَـكَـفَّلَت بِـشَبابِ الـدَهرِ وَالـهَرَمِ
يَـجري الـزَمانُ وَأَحـكامُ الزَمانِ عَلى حُـكمٍ لَـها نـافِذٍ فـي الخَلقِ مُرتَسِمِ
لَـمّا اِعـتَلَت دَولَـةُ الإِسلامِ وَاِتَّسَعَت مَـشَت مَـمالِكُهُ فـي نـورِها الـتَمَمِ
وَعَـلَّـمَت أُمَّــةً بِـالـقَفرِ نـازِلَةً رَعـيَ الـقَياصِرِ بَـعدَ الـشاءِ وَالنَعَمِ
كَـم شَـيَّدَ الـمُصلِحونَ العامِلونَ بِها فـي الـشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَمِ
لِـلعِلمِ وَالـعَدلِ وَالـتَمدينِ ما عَزَموا مِـنَ الأُمـورِ وَمـا شَـدّوا مِنَ الحُزُمِ
سُـرعانَ مـا فَـتَحوا الـدُنيا لِمِلَّتِهِم وَأَنـهَلوا الـناسَ مِـن سَلسالِها الشَبِمِ
سـاروا عَـلَيها هُـداةَ الناسِ فَهيَ بِهِم إِلـى الـفَلاحِ طَـريقٌ واضِـحُ العَظَمِ
لا يَـهدِمُ الـدَهرُ رُكـناً شـادَ عَدلَهُمُ وَحـائِطُ الـبَغيِ إِن تَـلمَسهُ يَـنهَدِمِ
نـالوا الـسَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا عَـلى عَـميمٍ مِـنَ الـرُضوانِ مُقتَسَمِ
دَع عَـنكَ رومـا وَآثـينا وَمـا حَوَتا كُـلُّ الـيَواقيتِ فـي بَـغدادَ وَالـتُوَمِ
وَخَـلِّ كِـسرى وَإيـواناً يَـدِلُّ بِـهِ هَـوىً عَـلى أَثَـرِ الـنيرانِ وَالأَيُـمِ
وَاِتـرُك رَعـمَسيسَ إِنَّ الـمُلكَ مَظهَرُهُ فـي نَـهضَةِ الـعَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ
دارُ الـشَرائِعِ رومـا كُـلَّما ذُكِـرَت دارُ الـسَلامِ لَـها أَلـقَت يَـدَ السَلَمِ
مــا ضـارَعَتها بَـياناً عِـندَ مُـلتَأَمٍ وَلا حَـكَتها قَـضاءً عِـندَ مُـختَصَمِ
وَلا اِحـتَوَت فـي طِـرازٍ مِن قَياصِرِها عَـلـى رَشـيدٍ وَمَـأمونٍ وَمُـعتَصِمِ
مَــنِ الَّـذينَ إِذا سـارَت كَـتائِبُهُم تَـصَـرَّفوا بِـحُدودِ الأَرضِ وَالـتُخَمِ
وَيَـجـلِسونَ إِلــى عِـلمٍ وَمَـعرِفَةٍ فَـلا يُـدانَونَ فـي عَـقلٍ وَلا فَـهَمِ
يُـطَـأطِئُ الـعُلَماءُ الـهامَ إِن نَـبَسوا مِـن هَـيبَةِ الـعِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ
الفضل الحاج البشير- مشرف منتدى الشعر
مواضيع مماثلة
» البردة الشَّوْقيَّة ...... ريم على القاع (3)
» ريم على القاع
» الكواكب الدرية في تسبيع البردة البوصيرية
» نهج البردة للشاعر أحمد شوقي إبراهيم
» بقلم حمدي قنديل ... إستقرار في القاع
» ريم على القاع
» الكواكب الدرية في تسبيع البردة البوصيرية
» نهج البردة للشاعر أحمد شوقي إبراهيم
» بقلم حمدي قنديل ... إستقرار في القاع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى