ريم على القاع
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ريم على القاع
1 ريم على القاع بين البان والعلم *** أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
2 رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا *** يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
3 لما رنا حدثتني النفس قائلة *** يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
4 جحدتها وكتمت السهم في كبدي *** جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
5 رزقت أسمح ما في الناس من خلق *** إذا رزقت التماس العذر في الشيم
6 يا لائمي في هواه والهوى قدر *** لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
7 لقد أنلتك أذنا غير واعية *** ورب منتصت والقلب في صمم
8 يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبدا *** أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
9 أفديك إلفا ولا آلو الخيال فدى *** أغراك بالبخل من أغراه بالكرم
10 سرى فصادف جرحا داميا فأسا *** ورب فضل على العشاق للحلم
11 من الموائس بانا بالربى وقنا *** اللاعبات بروحي السافحات دمي
12 السافرات كأمثال البدور ضحى *** يغرن شمس الضحى بالحلي والعصم
13 القاتلات بأجفان بها سقم *** وللمنية أسباب من السقم
14 العاثرات بألباب الرجال وما *** أقلن من عثرات الدل في الرسم
15 المضرمات خدودا أسفرت وجلت *** عن فتنة تسلم الأكباد للضرم
16 الحاملات لواء الحسن مختلفا *** أشكاله وهو فرد غير منقسم
17 من كل بيضاء أو سمراء زينتا *** للعين والحسن في الآرام كالعصم
18 يرعن للبصر السامي ومن عجب *** إذا أشرن أسرن الليث بالعنم
19 وضعت خدي وقسمت الفؤاد ربى *** يرتعن في كنس منه وفي أكم
20 يا بنت ذي اللبد المحمي جانبه *** ألقاك في الغاب أم ألقاك في الأطم
21 ما كنت أعلم حتى عن مسكنه *** أن المنى والمنايا مضرب الخيم
22 من أنبت الغصن من صمصامة ذكر *** وأخرج الريم من ضرغامة قرم
23 بيني وبينك من سمر القنا حجب *** ومثلها عفة عذرية العصم
24 لم أغش مغناك إلا في غضون كرى *** مغناك أبعد للمشتاق من إرم
25 يا نفس دنياك تخفى كل مبكية *** وإن بدا لك منها حسن مبتسم
26 فضي بتقواك فاها كلما ضحكت *** كما يفض أذى الرقشاء بالثرم
27 مخطوبة منذ كان الناس خاطبة *** من أول الدهر لم ترمل ولم تئم
28 يفنى الزمان ويبقى من إساءتها *** جرح بآدم يبكي منه في الأدم
29 لا تحفلي بجناها أو جنايتها *** الموت بالزهر مثل الموت بالفحم
30 كم نائم لا يراها وهي ساهرة *** لولا الأماني والأحلام لم ينم
31 طورا تمدك في نعمى وعافية *** وتارة في قرار البؤس والوصم
32 كم ضللتك ومن تحجب بصيرته *** إن يلق صابا يرد أو علقما يسم
33 يا ويلتاه لنفسي راعها ودها *** مسودة الصحف في مبيضة اللمم
34 ركضتها في مريع المعصيات وما *** أخذت من حمية الطاعات للتخم
35 هامت على أثر اللذات تطلبها *** والنفس إن يدعها داعي الصبا تهم
36 صلاح أمرك للأخلاق مرجعه *** فقوم النفس بالأخلاق تستقم
37 والنفس من خيرها في خير عافية *** والنفس من شرها في مرتع وخم
38 تطغى إذا مكنت من لذة وهوى *** طغي الجياد إذا عضت على الشكم
39 إن جل ذنبي عن الغفران لي أمل *** في الله يجعلني في خير معتصم
40 ألقى رجائي إذا عز المجير على *** مفرج الكرب في الدارين والغمم
41 إذا خفضت جناح الذل أسأله *** عز الشفاعة لم أسأل سوى أمم
42 وإن تقدم ذو تقوى بصالحة *** قدمت بين يديه عبرة الندم
43 لزمت باب أمير الأنبياء ومن *** يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
44 فكل فضل وإحسان وعارفة *** ما بين مستلم منه وملتزم
45 علقت من مدحه حبلا أعز به *** في يوم لا عز بالأنساب واللحم
46 يزري قريضي زهيرا حين أمدحه *** ولا يقاس إلى جودي لدى هرم
47 محمد صفوة الباري ورحمته *** وبغية الله من خلق ومن نسم
48 وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة *** متى الورود وجبريل الأمين ظمي
49 سناؤه وسناه الشمس طالعة *** فالجرم في فلك والضوء في علم
50 قد أخطأ النجم ما نالت أبوته *** من سؤدد باذخ في مظهر سنم
51 نموا إليه فزادوا في الورى شرفا *** ورب أصل لفرع في الفخار نمي
52 حواه في سبحات الطهر قبلهم *** نوران قاما مقام الصلب والرحم
53 لما رآه بحيرا قال نعرفه *** بما حفظنا من الأسماء والسيم
54 سائل حراء وروح القدس هل علما *** مصون سر عن الإدراك منكتم
55 كم جيئة وذهاب شرفت بهما *** بطحاء مكة في الإصباح والغسم
56 ووحشة لابن عبد الله بينهما *** أشهى من الأنس بالأحساب والحشم
57 يسامر الوحي فيها قبل مهبطه *** ومن يبشر بسيمى الخير يتسم
58 لما دعا الصحب يستسقون من ظمإ *** فاضت يداه من التسنيم بالسنم
59 وظللته فصارت تستظل به *** غمامة جذبتها خيرة الديم
60 محبة لرسول الله أشربها *** قعائد الدير والرهبان في القمم
61 إن الشمائل إن رقت يكاد بها *** يغرى الجماد ويغرى كل ذي نسم
62 ونودي اقرأ تعالى الله قائلها *** لم تتصل قبل من قيلت له بفم
63 هناك أذن للرحمن فامتلأت *** أسماع مكة من قدسية النغم
64 فلا تسل عن قريش كيف حيرتها *** وكيف نفرتها في السهل والعلم
65 تساءلوا عن عظيم قد ألم بهم *** رمى المشايخ والولدان باللمم
66 يا جاهلين على الهادي ودعوته *** هل تجهلون مكان الصادق العلم
67 لقبتموه أمين القوم في صغر *** وما الأمين على قول بمتهم
68 فاق البدور وفاق الأنبياء فكم *** بالخلق والخلق من حسن ومن عظم
69 جاء النبيون بالآيات فانصرمت *** وجئتنا بحكيم غير منصرم
70 آياته كلما طال المدى جدد *** يزينهن جلال العتق والقدم
71 يكاد في لفظة منه مشرفة *** يوصيك بالحق والتقوى وبالرحم
72 يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة *** حديثك الشهد عند الذائق الفهم
73 حليت من عطل جيد البيان به *** في كل منتثر في حسن منتظم
74 بكل قول كريم أنت قائله *** تحي القلوب وتحي ميت الهمم
75 سرت بشائر بالهادي ومولده *** في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
76 تخطفت مهج الطاغين من عرب *** وطيرت أنفس الباغين من عجم
77 ريعت لها شرف الإيوان فانصدعت *** من صدمة الحق لا من صدمة القدم
78 أتيت والناس فوضى لا تمر بهم *** إلا على صنم قد هام في صنم
79 والأرض مملوءة جورا مسخرة *** لكل طاغية في الخلق محتكم
80 مسيطر الفرس يبغي في رعيته *** وقيصر الروم من كبر أصم عم
81 يعذبان عباد الله في شبه *** ويذبحان كما ضحيت بالغنم
82 والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم *** كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
83 أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه *** والرسل في المسجد الأقصى على قدم
84 لما خطرت به التفوا بسيدهم *** كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
85 صلى وراءك منهم كل ذي خطر *** ومن يفز بحبيب الله يأتمم
86 جبت السماوات أو ما فوقهن بهم *** على منورة درية اللجم
87 ركوبة لك من عز ومن شرف *** لا في الجياد ولا في الأينق الرسم
88 مشيئة الخالق الباري وصنعته *** وقدرة الله فوق الشك والتهم
89 حتى بلغت سماء لا يطار لها *** على جناح ولا يسعى على قدم
90 وقيل كل نبي عند رتبته *** ويا محمد هذا العرش فاستلم
91 خططت للدين والدنيا علومهما *** يا قارئ اللوح بل يا لامس القلم
92 أحطت بينهما بالسر وانكشفت *** لك الخزائن من علم ومن حكم
93 وضاعف القرب ما قلدت من منن *** بلا عداد وما طوقت من نعم
94 سل عصبة الشرك حول الغار سائمة *** لولا مطاردة المختار لم تسم
95 هل أبصروا الأثر الوضاء أم سمعوا *** همس التسابيح والقرآن من أمم
96 وهل تمثل نسج العنكبوت لهم *** كالغاب والحائمات الزغب كالرخم
97 فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم *** كباطل من جلال الحق منهزم
98 لولا يد الله بالجارين ما سلما *** وعينه حول ركن الدين لم يقم
99 تواريا بجناح الله واستترا *** ومن يضم جناح الله لا يضم
100 يا أحمد الخير لي جاه بتسميتي *** وكيف لا يتسامى بالرسول سمي
101 المادحون وأرباب الهوى تبع *** لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
102 مديحه فيك حب خالص وهوى *** وصادق الحب يملي صادق الكلم
103 الله يشهد أني لا أعارضه *** من ذا يعارض صوب العارض العرم
104 وإنما أنا بعض الغابطين ومن *** يغبط وليك لا يذمم ولا يلم
105 هذا مقام من الرحمن مقتبس *** ترمي مهابته سحبان بالبكم
106 البدر دونك في حسن وفي شرف *** والبحر دونك في خير وفي كرم
107 شم الجبال إذا طاولتها انخفضت *** والأنجم الزهر ما واسمتها تسم
108 والليث دونك بأسا عند وثبته *** إذا مشيت إلى شاكي السلاح كمي
109 تهفو إليك وإن أدميت حبتها *** في الحرب أفئدة الأبطال والبهم
110 محبة الله ألقاها وهيبته *** على ابن آمنة في كل مصطدم
111 كأن وجهك تحت النقع بدر دجى *** يضيء ملتثما أو غير ملتثم
112 بدر تطلع في بدر فغرته *** كغرة النصر تجلو داجي الظلم
113 ذكرت باليتم في القرآن تكرمة *** وقيمة اللؤلؤ المكنون في اليتم
114 الله قسم بين الناس رزقهم *** وأنت خيرت في الأرزاق والقسم
115 إن قلت في الأمر «لا» أو قلت فيه «نعم» *** فخيرة الله في «لا» منك أو «نعم»
116 أخوك عيسى دعا ميتا فقام له *** وأنت أحييت أجيالا من الزمم
117 والجهل موت فإن أوتيت معجزة *** فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم
118 قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا *** لقتل نفس ولا جاؤوا لسفك دم
119 جهل وتضليل أحلام وسفسطة *** فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
120 لما أتى لك عفوا كل ذي حسب *** تكفل السيف بالجهال والعمم
121 والشر إن تلقه بالخير ضقت به *** ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسم
122 سل المسيحية الغراء كم شربت *** بالصاب من شهوات الظالم الغلم
123 طريدة الشرك يؤذيها ويوسعها *** في كل حين قتالا ساطع الحدم
124 لولا حماة لها هبوا لنصرتها *** بالسيف ما انتفعت بالرفق والرحم
125 لولا مكان لعيسى عند مرسله *** وحرمة وجبت للروح في القدم
126 لسمر البدن الطهر الشريف على *** لوحين لم يخش مؤذيه ولم يجم
127 جل المسيح وذاق الصلب شانئه *** إن العقاب بقدر الذنب والجرم
128 أخو النبي وروح الله في نزل *** فوق السماء ودون العرش محترم
129 علمتهم كل شيء يجهلون به *** حتى القتال وما فيه من الذمم
130 دعوتهم لجهاد فيه سؤددهم *** والحرب أس نظام الكون والأمم
131 لولاه لم نر للدولات في زمن *** ما طال من عمد أو قر من دهم
132 تلك الشواهد تترى كل آونة *** في الأعصر الغر لا في الأعصر الدهم
133 بالأمس مالت عروش واعتلت سرر *** لولا القذائف لم تثلم ولم تصم
134 أشياع عيسى أعدوا كل قاصمة *** ولم نعد سوى حالات منقصم
135 مهما دعيت إلى الهيجاء قمت لها *** ترمي بأسد ويرمي الله بالرجم
136 على لوائك منهم كل منتقم *** لله مستقتل في الله معتزم
137 مسبح للقاء الله مضطرم *** شوقا على سابخ كالبرق مضطرم
138 لو صادف الدهر يبغي نقلة فرمى *** بعزمه في رحال الدهر لم يرم
139 بيض مفاليل من فعل الحروب بهم *** من أسيف الله لا الهندية الخذم
140 كم في التراب إذا فتشت عن رجل *** من مات بالعهد أو من مات بالقسم
141 لولا مواهب في بعض الأنام لما *** تفاوت الناس في الأقدار والقيم
142 شريعة لك فجرت العقول بها *** عن زاخر بصنوف العلم ملتطم
143 يلوح حول سنا التوحيد جوهرها *** كالحلي للسيف أو كالوشي للعلم
144 غراء حامت عليها أنفس ونهى *** ومن يجد سلسلا من حكمة يحم
145 نور السبيل يساس العالمون بها *** تكفلت بشباب الدهر والهرم
146 يجري الزمان وأحكام الزمان على *** حكم لها نافذ في الخلق مرتسم
147 لما اعتلت دولة الإسلام واتسعت *** مشت ممالكه في نورها التمم
148 وعلمت أمة بالقفر نازلة *** رعي القياصر بعد الشاء والنعم
149 كم شيد المصلحون العاملون بها *** في الشرق والغرب ملكا باذخ العظم
150 للعلم والعدل والتمدين ما عزموا *** من الأمور وما شدوا من الحزم
151 سرعان ما فتحوا الدنيا لملتهم *** وأنهلوا الناس من سلسالها الشبم
152 ساروا عليها هداة الناس فهي بهم *** إلى الفلاح طريق واضح العظم
153 لا يهدم الدهر ركنا شاد عدلهم *** وحائط البغي إن تلمسه ينهدم
154 نالوا السعادة في الدارين واجتمعوا *** على عميم من الرضوان مقتسم
155 دع عنك روما وآثينا وما حوتا *** كل اليواقيت في بغداد والتوم
156 وخل كسرى وإيوانا يدل به *** هوى على أثر النيران والأيم
157 واترك رعمسيس إن الملك مظهره *** في نهضة العدل لا في نهضة الهرم
158 دار الشرائع روما كلما ذكرت *** دار السلام لها ألقت يد السلم
159 ما ضارعتها بيانا عند ملتأم *** ولا حكتها قضاء عند مختصم
160 ولا احتوت في طراز من قياصرها *** على رشيد ومأمون ومعتصم
161 من الذين إذا سارت كتائبهم *** تصرفوا بحدود الأرض والتخم
162 ويجلسون إلى علم ومعرفة *** فلا يدانون في عقل ولا فهم
163 يطأطئ العلماء الهام إن نبسوا *** من هيبة العلم لا من هيبة الحكم
164 ويمطرون فما بالأرض من محل *** ولا بمن بات فوق الأرض من عدم
165 خلائف الله جلوا عن موازنة *** فلا تقيسن أملاك الورى بهم
166 من في البرية كالفاروق معدلة *** وكابن عبد العزيز الخاشع الحشم
167 وكالإمام إذا ما فض مزدحما *** بمدمع في مآقي القوم مزدحم
168 الزاخر العذب في علم وفي أدب *** والناصر الندب في حرب وفي سلم
169 أو كابن عفان والقرآن في يده *** يحنو عليه كما تحنو على الفطم
170 ويجمع الآي ترتيبا وينظمها *** عقدا بجيد الليالي غير منفصم
171 جرحان في كبد الإسلام ما التأما *** جرح الشهيد وجرح بالكتاب دمي
172 وما بلاء أبي بكر بمتهم *** بعد الجلائل في الأفعال والخدم
173 بالحزم والعزم حاط الدين في محن *** أضلت الحلم من كهل ومحتلم
174 وحدن بالراشد الفاروق عن رشد *** في الموت وهو يقين غير منبهم
175 يجادل القوم مستلا مهنده *** في أعظم الرسل قدرا كيف لم يدم
176 لا تعذلوه إذا طاف الذهول به *** مات الحبيب فضل الصب عن رغم
177 يا رب صل وسلم ما أردت على *** نزيل عرشك خير الرسل كلهم
178 محي الليالي صلاة لا يقطعها *** إلا بدمع من الإشفاق منسجم
179 مسبحا لك جنح الليل محتملا *** ضرا من السهد أو ضرا من الورم
180 رضية نفسه لا تشتكي سأما *** وما مع الحب إن أخلصت من سأم
181 وصل ربي على آل له نخب *** جعلت فيهم لواء البيت والحرم
182 بيض الوجوه ووجه الدهر ذو حلك *** شم الأنوف وأنف الحادثات حمى
183 وأهد خير صلاة منك أربعة *** في الصحب صحبتهم مرعية الحرم
184 الراكبين إذا نادى النبي بهم *** ما هال من جلل واشتد من عمم
185 الصابرين ونفس الأرض واجفة *** الضاحكين إلى الأخطار والقحم
186 يا رب هبت شعوب من منيتها *** واستيقظت أمم من رقدة العدم
187 سعد ونحس وملك أنت مالكه *** تديل من نعم فيه ومن نقم
188 رأى قضاؤك فينا رأي حكمته *** أكرم بوجهك من قاض ومنتقم
189 فالطف لأجل رسول العالمين بنا *** ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
190 يا رب أحسنت بدء المسلمين به *** فتمم الفضل وامنح حسن مختتم
2 رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا *** يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
3 لما رنا حدثتني النفس قائلة *** يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
4 جحدتها وكتمت السهم في كبدي *** جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
5 رزقت أسمح ما في الناس من خلق *** إذا رزقت التماس العذر في الشيم
6 يا لائمي في هواه والهوى قدر *** لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
7 لقد أنلتك أذنا غير واعية *** ورب منتصت والقلب في صمم
8 يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبدا *** أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
9 أفديك إلفا ولا آلو الخيال فدى *** أغراك بالبخل من أغراه بالكرم
10 سرى فصادف جرحا داميا فأسا *** ورب فضل على العشاق للحلم
11 من الموائس بانا بالربى وقنا *** اللاعبات بروحي السافحات دمي
12 السافرات كأمثال البدور ضحى *** يغرن شمس الضحى بالحلي والعصم
13 القاتلات بأجفان بها سقم *** وللمنية أسباب من السقم
14 العاثرات بألباب الرجال وما *** أقلن من عثرات الدل في الرسم
15 المضرمات خدودا أسفرت وجلت *** عن فتنة تسلم الأكباد للضرم
16 الحاملات لواء الحسن مختلفا *** أشكاله وهو فرد غير منقسم
17 من كل بيضاء أو سمراء زينتا *** للعين والحسن في الآرام كالعصم
18 يرعن للبصر السامي ومن عجب *** إذا أشرن أسرن الليث بالعنم
19 وضعت خدي وقسمت الفؤاد ربى *** يرتعن في كنس منه وفي أكم
20 يا بنت ذي اللبد المحمي جانبه *** ألقاك في الغاب أم ألقاك في الأطم
21 ما كنت أعلم حتى عن مسكنه *** أن المنى والمنايا مضرب الخيم
22 من أنبت الغصن من صمصامة ذكر *** وأخرج الريم من ضرغامة قرم
23 بيني وبينك من سمر القنا حجب *** ومثلها عفة عذرية العصم
24 لم أغش مغناك إلا في غضون كرى *** مغناك أبعد للمشتاق من إرم
25 يا نفس دنياك تخفى كل مبكية *** وإن بدا لك منها حسن مبتسم
26 فضي بتقواك فاها كلما ضحكت *** كما يفض أذى الرقشاء بالثرم
27 مخطوبة منذ كان الناس خاطبة *** من أول الدهر لم ترمل ولم تئم
28 يفنى الزمان ويبقى من إساءتها *** جرح بآدم يبكي منه في الأدم
29 لا تحفلي بجناها أو جنايتها *** الموت بالزهر مثل الموت بالفحم
30 كم نائم لا يراها وهي ساهرة *** لولا الأماني والأحلام لم ينم
31 طورا تمدك في نعمى وعافية *** وتارة في قرار البؤس والوصم
32 كم ضللتك ومن تحجب بصيرته *** إن يلق صابا يرد أو علقما يسم
33 يا ويلتاه لنفسي راعها ودها *** مسودة الصحف في مبيضة اللمم
34 ركضتها في مريع المعصيات وما *** أخذت من حمية الطاعات للتخم
35 هامت على أثر اللذات تطلبها *** والنفس إن يدعها داعي الصبا تهم
36 صلاح أمرك للأخلاق مرجعه *** فقوم النفس بالأخلاق تستقم
37 والنفس من خيرها في خير عافية *** والنفس من شرها في مرتع وخم
38 تطغى إذا مكنت من لذة وهوى *** طغي الجياد إذا عضت على الشكم
39 إن جل ذنبي عن الغفران لي أمل *** في الله يجعلني في خير معتصم
40 ألقى رجائي إذا عز المجير على *** مفرج الكرب في الدارين والغمم
41 إذا خفضت جناح الذل أسأله *** عز الشفاعة لم أسأل سوى أمم
42 وإن تقدم ذو تقوى بصالحة *** قدمت بين يديه عبرة الندم
43 لزمت باب أمير الأنبياء ومن *** يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
44 فكل فضل وإحسان وعارفة *** ما بين مستلم منه وملتزم
45 علقت من مدحه حبلا أعز به *** في يوم لا عز بالأنساب واللحم
46 يزري قريضي زهيرا حين أمدحه *** ولا يقاس إلى جودي لدى هرم
47 محمد صفوة الباري ورحمته *** وبغية الله من خلق ومن نسم
48 وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة *** متى الورود وجبريل الأمين ظمي
49 سناؤه وسناه الشمس طالعة *** فالجرم في فلك والضوء في علم
50 قد أخطأ النجم ما نالت أبوته *** من سؤدد باذخ في مظهر سنم
51 نموا إليه فزادوا في الورى شرفا *** ورب أصل لفرع في الفخار نمي
52 حواه في سبحات الطهر قبلهم *** نوران قاما مقام الصلب والرحم
53 لما رآه بحيرا قال نعرفه *** بما حفظنا من الأسماء والسيم
54 سائل حراء وروح القدس هل علما *** مصون سر عن الإدراك منكتم
55 كم جيئة وذهاب شرفت بهما *** بطحاء مكة في الإصباح والغسم
56 ووحشة لابن عبد الله بينهما *** أشهى من الأنس بالأحساب والحشم
57 يسامر الوحي فيها قبل مهبطه *** ومن يبشر بسيمى الخير يتسم
58 لما دعا الصحب يستسقون من ظمإ *** فاضت يداه من التسنيم بالسنم
59 وظللته فصارت تستظل به *** غمامة جذبتها خيرة الديم
60 محبة لرسول الله أشربها *** قعائد الدير والرهبان في القمم
61 إن الشمائل إن رقت يكاد بها *** يغرى الجماد ويغرى كل ذي نسم
62 ونودي اقرأ تعالى الله قائلها *** لم تتصل قبل من قيلت له بفم
63 هناك أذن للرحمن فامتلأت *** أسماع مكة من قدسية النغم
64 فلا تسل عن قريش كيف حيرتها *** وكيف نفرتها في السهل والعلم
65 تساءلوا عن عظيم قد ألم بهم *** رمى المشايخ والولدان باللمم
66 يا جاهلين على الهادي ودعوته *** هل تجهلون مكان الصادق العلم
67 لقبتموه أمين القوم في صغر *** وما الأمين على قول بمتهم
68 فاق البدور وفاق الأنبياء فكم *** بالخلق والخلق من حسن ومن عظم
69 جاء النبيون بالآيات فانصرمت *** وجئتنا بحكيم غير منصرم
70 آياته كلما طال المدى جدد *** يزينهن جلال العتق والقدم
71 يكاد في لفظة منه مشرفة *** يوصيك بالحق والتقوى وبالرحم
72 يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة *** حديثك الشهد عند الذائق الفهم
73 حليت من عطل جيد البيان به *** في كل منتثر في حسن منتظم
74 بكل قول كريم أنت قائله *** تحي القلوب وتحي ميت الهمم
75 سرت بشائر بالهادي ومولده *** في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
76 تخطفت مهج الطاغين من عرب *** وطيرت أنفس الباغين من عجم
77 ريعت لها شرف الإيوان فانصدعت *** من صدمة الحق لا من صدمة القدم
78 أتيت والناس فوضى لا تمر بهم *** إلا على صنم قد هام في صنم
79 والأرض مملوءة جورا مسخرة *** لكل طاغية في الخلق محتكم
80 مسيطر الفرس يبغي في رعيته *** وقيصر الروم من كبر أصم عم
81 يعذبان عباد الله في شبه *** ويذبحان كما ضحيت بالغنم
82 والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم *** كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
83 أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه *** والرسل في المسجد الأقصى على قدم
84 لما خطرت به التفوا بسيدهم *** كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
85 صلى وراءك منهم كل ذي خطر *** ومن يفز بحبيب الله يأتمم
86 جبت السماوات أو ما فوقهن بهم *** على منورة درية اللجم
87 ركوبة لك من عز ومن شرف *** لا في الجياد ولا في الأينق الرسم
88 مشيئة الخالق الباري وصنعته *** وقدرة الله فوق الشك والتهم
89 حتى بلغت سماء لا يطار لها *** على جناح ولا يسعى على قدم
90 وقيل كل نبي عند رتبته *** ويا محمد هذا العرش فاستلم
91 خططت للدين والدنيا علومهما *** يا قارئ اللوح بل يا لامس القلم
92 أحطت بينهما بالسر وانكشفت *** لك الخزائن من علم ومن حكم
93 وضاعف القرب ما قلدت من منن *** بلا عداد وما طوقت من نعم
94 سل عصبة الشرك حول الغار سائمة *** لولا مطاردة المختار لم تسم
95 هل أبصروا الأثر الوضاء أم سمعوا *** همس التسابيح والقرآن من أمم
96 وهل تمثل نسج العنكبوت لهم *** كالغاب والحائمات الزغب كالرخم
97 فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم *** كباطل من جلال الحق منهزم
98 لولا يد الله بالجارين ما سلما *** وعينه حول ركن الدين لم يقم
99 تواريا بجناح الله واستترا *** ومن يضم جناح الله لا يضم
100 يا أحمد الخير لي جاه بتسميتي *** وكيف لا يتسامى بالرسول سمي
101 المادحون وأرباب الهوى تبع *** لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
102 مديحه فيك حب خالص وهوى *** وصادق الحب يملي صادق الكلم
103 الله يشهد أني لا أعارضه *** من ذا يعارض صوب العارض العرم
104 وإنما أنا بعض الغابطين ومن *** يغبط وليك لا يذمم ولا يلم
105 هذا مقام من الرحمن مقتبس *** ترمي مهابته سحبان بالبكم
106 البدر دونك في حسن وفي شرف *** والبحر دونك في خير وفي كرم
107 شم الجبال إذا طاولتها انخفضت *** والأنجم الزهر ما واسمتها تسم
108 والليث دونك بأسا عند وثبته *** إذا مشيت إلى شاكي السلاح كمي
109 تهفو إليك وإن أدميت حبتها *** في الحرب أفئدة الأبطال والبهم
110 محبة الله ألقاها وهيبته *** على ابن آمنة في كل مصطدم
111 كأن وجهك تحت النقع بدر دجى *** يضيء ملتثما أو غير ملتثم
112 بدر تطلع في بدر فغرته *** كغرة النصر تجلو داجي الظلم
113 ذكرت باليتم في القرآن تكرمة *** وقيمة اللؤلؤ المكنون في اليتم
114 الله قسم بين الناس رزقهم *** وأنت خيرت في الأرزاق والقسم
115 إن قلت في الأمر «لا» أو قلت فيه «نعم» *** فخيرة الله في «لا» منك أو «نعم»
116 أخوك عيسى دعا ميتا فقام له *** وأنت أحييت أجيالا من الزمم
117 والجهل موت فإن أوتيت معجزة *** فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم
118 قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا *** لقتل نفس ولا جاؤوا لسفك دم
119 جهل وتضليل أحلام وسفسطة *** فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
120 لما أتى لك عفوا كل ذي حسب *** تكفل السيف بالجهال والعمم
121 والشر إن تلقه بالخير ضقت به *** ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسم
122 سل المسيحية الغراء كم شربت *** بالصاب من شهوات الظالم الغلم
123 طريدة الشرك يؤذيها ويوسعها *** في كل حين قتالا ساطع الحدم
124 لولا حماة لها هبوا لنصرتها *** بالسيف ما انتفعت بالرفق والرحم
125 لولا مكان لعيسى عند مرسله *** وحرمة وجبت للروح في القدم
126 لسمر البدن الطهر الشريف على *** لوحين لم يخش مؤذيه ولم يجم
127 جل المسيح وذاق الصلب شانئه *** إن العقاب بقدر الذنب والجرم
128 أخو النبي وروح الله في نزل *** فوق السماء ودون العرش محترم
129 علمتهم كل شيء يجهلون به *** حتى القتال وما فيه من الذمم
130 دعوتهم لجهاد فيه سؤددهم *** والحرب أس نظام الكون والأمم
131 لولاه لم نر للدولات في زمن *** ما طال من عمد أو قر من دهم
132 تلك الشواهد تترى كل آونة *** في الأعصر الغر لا في الأعصر الدهم
133 بالأمس مالت عروش واعتلت سرر *** لولا القذائف لم تثلم ولم تصم
134 أشياع عيسى أعدوا كل قاصمة *** ولم نعد سوى حالات منقصم
135 مهما دعيت إلى الهيجاء قمت لها *** ترمي بأسد ويرمي الله بالرجم
136 على لوائك منهم كل منتقم *** لله مستقتل في الله معتزم
137 مسبح للقاء الله مضطرم *** شوقا على سابخ كالبرق مضطرم
138 لو صادف الدهر يبغي نقلة فرمى *** بعزمه في رحال الدهر لم يرم
139 بيض مفاليل من فعل الحروب بهم *** من أسيف الله لا الهندية الخذم
140 كم في التراب إذا فتشت عن رجل *** من مات بالعهد أو من مات بالقسم
141 لولا مواهب في بعض الأنام لما *** تفاوت الناس في الأقدار والقيم
142 شريعة لك فجرت العقول بها *** عن زاخر بصنوف العلم ملتطم
143 يلوح حول سنا التوحيد جوهرها *** كالحلي للسيف أو كالوشي للعلم
144 غراء حامت عليها أنفس ونهى *** ومن يجد سلسلا من حكمة يحم
145 نور السبيل يساس العالمون بها *** تكفلت بشباب الدهر والهرم
146 يجري الزمان وأحكام الزمان على *** حكم لها نافذ في الخلق مرتسم
147 لما اعتلت دولة الإسلام واتسعت *** مشت ممالكه في نورها التمم
148 وعلمت أمة بالقفر نازلة *** رعي القياصر بعد الشاء والنعم
149 كم شيد المصلحون العاملون بها *** في الشرق والغرب ملكا باذخ العظم
150 للعلم والعدل والتمدين ما عزموا *** من الأمور وما شدوا من الحزم
151 سرعان ما فتحوا الدنيا لملتهم *** وأنهلوا الناس من سلسالها الشبم
152 ساروا عليها هداة الناس فهي بهم *** إلى الفلاح طريق واضح العظم
153 لا يهدم الدهر ركنا شاد عدلهم *** وحائط البغي إن تلمسه ينهدم
154 نالوا السعادة في الدارين واجتمعوا *** على عميم من الرضوان مقتسم
155 دع عنك روما وآثينا وما حوتا *** كل اليواقيت في بغداد والتوم
156 وخل كسرى وإيوانا يدل به *** هوى على أثر النيران والأيم
157 واترك رعمسيس إن الملك مظهره *** في نهضة العدل لا في نهضة الهرم
158 دار الشرائع روما كلما ذكرت *** دار السلام لها ألقت يد السلم
159 ما ضارعتها بيانا عند ملتأم *** ولا حكتها قضاء عند مختصم
160 ولا احتوت في طراز من قياصرها *** على رشيد ومأمون ومعتصم
161 من الذين إذا سارت كتائبهم *** تصرفوا بحدود الأرض والتخم
162 ويجلسون إلى علم ومعرفة *** فلا يدانون في عقل ولا فهم
163 يطأطئ العلماء الهام إن نبسوا *** من هيبة العلم لا من هيبة الحكم
164 ويمطرون فما بالأرض من محل *** ولا بمن بات فوق الأرض من عدم
165 خلائف الله جلوا عن موازنة *** فلا تقيسن أملاك الورى بهم
166 من في البرية كالفاروق معدلة *** وكابن عبد العزيز الخاشع الحشم
167 وكالإمام إذا ما فض مزدحما *** بمدمع في مآقي القوم مزدحم
168 الزاخر العذب في علم وفي أدب *** والناصر الندب في حرب وفي سلم
169 أو كابن عفان والقرآن في يده *** يحنو عليه كما تحنو على الفطم
170 ويجمع الآي ترتيبا وينظمها *** عقدا بجيد الليالي غير منفصم
171 جرحان في كبد الإسلام ما التأما *** جرح الشهيد وجرح بالكتاب دمي
172 وما بلاء أبي بكر بمتهم *** بعد الجلائل في الأفعال والخدم
173 بالحزم والعزم حاط الدين في محن *** أضلت الحلم من كهل ومحتلم
174 وحدن بالراشد الفاروق عن رشد *** في الموت وهو يقين غير منبهم
175 يجادل القوم مستلا مهنده *** في أعظم الرسل قدرا كيف لم يدم
176 لا تعذلوه إذا طاف الذهول به *** مات الحبيب فضل الصب عن رغم
177 يا رب صل وسلم ما أردت على *** نزيل عرشك خير الرسل كلهم
178 محي الليالي صلاة لا يقطعها *** إلا بدمع من الإشفاق منسجم
179 مسبحا لك جنح الليل محتملا *** ضرا من السهد أو ضرا من الورم
180 رضية نفسه لا تشتكي سأما *** وما مع الحب إن أخلصت من سأم
181 وصل ربي على آل له نخب *** جعلت فيهم لواء البيت والحرم
182 بيض الوجوه ووجه الدهر ذو حلك *** شم الأنوف وأنف الحادثات حمى
183 وأهد خير صلاة منك أربعة *** في الصحب صحبتهم مرعية الحرم
184 الراكبين إذا نادى النبي بهم *** ما هال من جلل واشتد من عمم
185 الصابرين ونفس الأرض واجفة *** الضاحكين إلى الأخطار والقحم
186 يا رب هبت شعوب من منيتها *** واستيقظت أمم من رقدة العدم
187 سعد ونحس وملك أنت مالكه *** تديل من نعم فيه ومن نقم
188 رأى قضاؤك فينا رأي حكمته *** أكرم بوجهك من قاض ومنتقم
189 فالطف لأجل رسول العالمين بنا *** ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
190 يا رب أحسنت بدء المسلمين به *** فتمم الفضل وامنح حسن مختتم
يس محمد يس- نشط مميز
رد: ريم على القاع
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا *** يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
مجاراة شوقي لبردة الإمام البوصيري النبوية من أجمل قصائد شوقي على الإطلاق
وساكن القاع هي الغزالة وساكن الإجم هو الأسد وهي إستغاثة من القاتل بالمقتول
ويعد ذلك من أجمل الإستعارات في لغة الضاد
مجاراة شوقي لبردة الإمام البوصيري النبوية من أجمل قصائد شوقي على الإطلاق
وساكن القاع هي الغزالة وساكن الإجم هو الأسد وهي إستغاثة من القاتل بالمقتول
ويعد ذلك من أجمل الإستعارات في لغة الضاد
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: ريم على القاع
المعارضة الشعرية بهذا المصطلح الأدبي :
الأتباع والتقليد في الموضوع والوزن والقافية والمعاني :
سببها تأثر الشاعر المعارض بقصيدة الشاعر المعارض من ناحية الوزن والموسيقى والموضوع.
والمعارضة – أصلا- نوع من التحدي والتطاول والمبارزة الشعرية من الشاعر المعارض , ليأتي بما يسمو على الأثر الذي يعارضه و ليثبت للملأ أنه قادر على مجاراة الشاعر المعارض نظما وفنا , ولكن هذا النمط الشعري اختفى أو كاد أن يختفي في الشعر المعاصر , بعد أن أصبح الشعر والشاعر على أساس الأصالة والأبداع , لا التقليد.
وقد كثرت المعارضات الشعرية لقصيدتي (بانت سعاد) لكعب بن زهير و (البردة) للبوصيري , نتيجة لأعجاب الشعراء بهما وأُروحيهما في نفسيتهم .
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي معترفا بما للبوصيري من فضل على الشعراء في المديح النبوي :
المادحون وارباب الهوى تبع
لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
وقد سمى قصيدته التي عارض فيها (البردة) بـ
(نهج البردة)وهي (ريم على القاع)التي أدرجتهاأخي يس ومطلعها :
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
ومن معارضات شوقي الشهيرة ايضا , قصيدته الهمزية النبوية , التي انشدها بمناسبة المولد النبوي الشريف , وهي من البحر الكامل , ومطلعها :
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
والتي يعارض فيها قصيدة البوصيري الهمزية التي مطلعها :
كيف ترقى رقيك الأنبياء
يا سماء ما طاولتها سماء
تسلم أخي يس...
الأتباع والتقليد في الموضوع والوزن والقافية والمعاني :
سببها تأثر الشاعر المعارض بقصيدة الشاعر المعارض من ناحية الوزن والموسيقى والموضوع.
والمعارضة – أصلا- نوع من التحدي والتطاول والمبارزة الشعرية من الشاعر المعارض , ليأتي بما يسمو على الأثر الذي يعارضه و ليثبت للملأ أنه قادر على مجاراة الشاعر المعارض نظما وفنا , ولكن هذا النمط الشعري اختفى أو كاد أن يختفي في الشعر المعاصر , بعد أن أصبح الشعر والشاعر على أساس الأصالة والأبداع , لا التقليد.
وقد كثرت المعارضات الشعرية لقصيدتي (بانت سعاد) لكعب بن زهير و (البردة) للبوصيري , نتيجة لأعجاب الشعراء بهما وأُروحيهما في نفسيتهم .
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي معترفا بما للبوصيري من فضل على الشعراء في المديح النبوي :
المادحون وارباب الهوى تبع
لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
وقد سمى قصيدته التي عارض فيها (البردة) بـ
(نهج البردة)وهي (ريم على القاع)التي أدرجتهاأخي يس ومطلعها :
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
ومن معارضات شوقي الشهيرة ايضا , قصيدته الهمزية النبوية , التي انشدها بمناسبة المولد النبوي الشريف , وهي من البحر الكامل , ومطلعها :
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
والتي يعارض فيها قصيدة البوصيري الهمزية التي مطلعها :
كيف ترقى رقيك الأنبياء
يا سماء ما طاولتها سماء
تسلم أخي يس...
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: ريم على القاع
أما همزية الشاعر .........احمد شوقي :0
وُلِـد الُهدى ، فالكائنات ضياء .... وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله .... للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه .... ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاءُ
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليـتم رزق بعضه و ذكــــــاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم يُقم دينًا ، لقامت وحدها .... دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ .... هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة .... تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم .... يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته .... فجميـع عهدك ذمـة و وفـــــاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً .... فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجـزات غنــــاء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحســود يكون الاستهزاء
ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة .... لبناته الســـــورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ
******_*****
وهــذه هي " همزية _ للبويصري "
كيفَ تَرقَى رُقَيّك الأنبيَاءُ يَا سَماءً مَا طَاولتهَا سمَاء
لم يُسَاوكَ في عُلاَكَ وَ قَدْ حَا َلَ سَنًا منكَ دُونهُم و سَنَاءُ
إنّمَا مثّلوا صفَاتك َ للنّا س كَمَا مثّل النُجُومَ المَاءُ
أنتَ مصبَاحُ كلّ فضل فَمَا تص در إلاّ عنْ ضوئكَ الأضواءُ
لكَ ذاتُ العُلوم منْ عَالم الغي ب ومنْهَا لآدمُ الأسمَاءُ
لمْ تَزلْ في ضَمائر الكون تُختَ ر لكَ الأمهَاتُ و الأبَاءُ
تتبَاهى بكَ العصور و تَسْمُو بكَ عَلياء بَعدَ عَليَاءُ
نَسَبٌ تحسَبُ العليَا بحلاهُ قلدتهَا نُجُومُهَا الجوزاءُ
حَبّذَا عُقد سُؤدد و فَخَار أنت َ فيه اليتيمَةُ العَصمَاءُ
و محيًا كَالشمس منكَ مُضيء أسفَرتْ عنه ُ لَيلة ٌ غَراءُ
ليلَة المولد الذي كَانَ للدي ن سُرورٌ بيومه و ازدهَاءُ
و تَوَالتْ بُشرَى الهَواتف أنْ قَد ُ و لدَ المَصطفى وَ حقَّ الهَنَاءُ
و اتتْ قَومَهَا بأفضل مَمَا حمَلتْ بهْ مريمُ العذراءُ
رافعًا رأسهُ و في ذلك الرّف ع إلى كل ّ سؤدد إيمَاءُ
رامقًا طرفهُ السمَاءَ و مَرمَى عين من شأنه العلوّ العلاءُ
و تَدلّت زهرُ النجوم إليه فأضاءت بضَوئهَا الأرجَاءُ
و تَراءت قُصُور قيصر بالرو م يَرَاهَا مَنْ دَارُهُ البَطحَاءُ
وَ بَدتْ في رضاعه مُعجزاتٌ ليسَ فيهَا عَن العيون خَفَاءُ
إذ أبتهُ ليتمه مُرضعَاتٌ قلن مَا في اليتيم عنَا غَنَاءُ
فأتتهُ منْ آل سعد فتَاةٌ قَد أبتهَا لفقرهَا الرضعَاءُ
أرضعتهُ لبانَها فسقتهُ و بنيهَا ألبَانهُن الشَاءُ
أصبَحّتْ شوّلا عجَافًا و أمستْ مَا بهَا شائل و لا عجفاءُ
أخصَبَ العيشُ عندَها بعدَ محل أنْ غد للنّبي منْهَا غذاءُ
بالهَامته لَقد ضوعفَ الأ جرُ عليهَا منْ جنسهَا و الجزاءُ
و سخَّرَ الإلهُ أنَاسًا لسعيد فانهم سعداء
حبَّةُ أنبتتْ سَنَابلٌ و العص ف لَديه يستشرفُ الضعفَاءُ
و أتتْ جَدهُ و قَدْ فصلتهُ و بهَا مَنْ فصَاله البرحَاءُ
إذ أحاطت به ملائكةُ الل ه فظَنَنتْ بإنهُم قُرنَاءُ
و رأى و جدهَا به و من الوَ جد لَهيبٌ تصلي به الأحشَاءُ
فَارقتهُ كُرهًا و كَانَ لَديهَا ثَاويًا لا يَمل منهُ الثواءُ
شَقَّ علَى قَلبه و أخرجَ منهُ مُضغَةً عند غَسله سَودَاءُ
خَتمته يمنى الأمين و قَدْ أو دع مَا لم تذع لَه أنبَاءُ
صَانَ أسرَارَهُ الختَام فَلا الفضض مُلّمٌ به و لا الإفضَاءُ
ألفَ النسكَ و العبَادةَ و الخل وةَ طفلاً و هكذَا النُجَبَاءُ
و إذَا حَلَّتْ الهدايةُ قَلبًا نشطت في العبَادة الأعضَاءُ
بَعثَ اللهُ عند مبعثه الشَهب حراسًا و ضَاقَ عنهَا الفضَاءُ
تَطرُدُّ الجّنَّ عَنْ مَقَاعد للسمع بع كمَا تُطرَدُ الذئَابَ الرعَاءُ
فمحتْ آيةُ الكهَانة آيا ت من الوَحي مَا لهُنَّ انمحَاءُ
و رأتهُ خَديجةُ و التقى و الزهدُ فيه سَجيةٌ و الحيَاءُ
و أحَاديثً أنَّ وعدَ رَسول الله بالبعث حَانَ منهُ الوفَاءُ
فَدعتهُ إلى الزواج و مَا أحسن مَا يَبلغُ المُنَى الأذكيَاءُ
أتَاهُ في بَيتهَا جبرئيلُ بذي اللُّبّ في الإمُور ارتيَاءُ
أمَاطتْ عنْهَا الخمار لتدري أهوَ الوحيُ أم هُو الإغمَاءُ
فَاختفى عند كشفهَا الرأسَ جبريلُ فَمَا عَادَ أو أعيد الغطَاءُ
إستبَانتْ خديجةُ أنّه الكَنْزُّ الَّذي حَاولتهُ و الكيمياءُ
و في الكُفر نجدةٌ و اباء أمُمًا أشربَتْ قُلُوبُهم الكفر فداءُ
الضلال فيهم عيَاءُ و رأينَا آيَاته فَاهتَدينَا و إذَا الحَقُّ جَاءَ
زَالَ المراءُ رَبّ إنَّ الهُدى هُدَاكَ و آيَاتكَ نُورٌ تَهدي بهَا مَنْ تَشَاءُ
كَمْ رَأيْنَا مَا لَيسَ يَعقلُ قَدْ أُلهمَ مَا لَيسَ يلهمُ العقلاءُ
إذْ أبَى الفيلُ مَا أتَى صَاحب الفيل و لَم يَنفع الحجَاو الذكاء
و الجَمَادَاتُ أفصَحتْ بالَّذي أخر رسَ عنهُ لأحمد الفُصَحَاءُ
ويحَ قَوم جَفَوا نَبيًا بأرض ألفتهُ ضبَابُهَا و الظَبَاءُ
و سلوهُ و حنَّ جذعٌ إليه و قَلوهُ وودَّهُ الغُرَباءُ
أخرجوُهُ منْها وآواهُ غَارٌ و حمَتهُ حمَامةُ ورقَاءُ
و كَفتهُ بنسجهَا عَنكبُوتٌ مَا كفتهُ الحمَامةُ الحصداءُ
و اختَفى منهم علَى قرب مرآهُ و من شدَّة الظهُور الخَفَاءُ
و نَحَا المصطفى المدينة واشتَا قتْ إليه من مَكةَ الأنحَاءُ
و تغنَّتْ بمدحه الجنُُّ حتَّى أطرَب الإنسَ منهُ ذَاكَ الغنَاءُ
و اقتَفى أثرَهُ سُرَاقةُ فَاستهو وتهُ في الأرض صَافن جَرداءُ
ثُمَّ نَاداهُ بَعدَمَا سميت الخسي يف و قَدْ ينجدُ الغريقَ الندَاءُ
فَطَوىَ الأرضَ سَائرًا و السموا ت العُلا فَوقَهَا لَهُ اسرَاءُ
فَصف الليلة الَّّتي كَانَ للمخب تَار فيهَا على البُراق استوَاءُ
و تَرقَى به إلى قَابَ قوسي ين و تلكَ السيَادةُ القعسَاءُ
رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَاني حَسرى دوُنَهَا مَا ورَاءهُنَ ورَاءُ
ثُمَّ وَافَى يُحدّثُ النَّاسَ شُكرًا إذ أتتهُ من ربّه النعمَاءُ
******_*****
زازينـ.........................ا ( اللهم ارحمنا برحمتك)
وُلِـد الُهدى ، فالكائنات ضياء .... وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله .... للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه .... ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاءُ
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليـتم رزق بعضه و ذكــــــاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم يُقم دينًا ، لقامت وحدها .... دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ .... هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة .... تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم .... يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته .... فجميـع عهدك ذمـة و وفـــــاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً .... فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجـزات غنــــاء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحســود يكون الاستهزاء
ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة .... لبناته الســـــورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ
******_*****
وهــذه هي " همزية _ للبويصري "
كيفَ تَرقَى رُقَيّك الأنبيَاءُ يَا سَماءً مَا طَاولتهَا سمَاء
لم يُسَاوكَ في عُلاَكَ وَ قَدْ حَا َلَ سَنًا منكَ دُونهُم و سَنَاءُ
إنّمَا مثّلوا صفَاتك َ للنّا س كَمَا مثّل النُجُومَ المَاءُ
أنتَ مصبَاحُ كلّ فضل فَمَا تص در إلاّ عنْ ضوئكَ الأضواءُ
لكَ ذاتُ العُلوم منْ عَالم الغي ب ومنْهَا لآدمُ الأسمَاءُ
لمْ تَزلْ في ضَمائر الكون تُختَ ر لكَ الأمهَاتُ و الأبَاءُ
تتبَاهى بكَ العصور و تَسْمُو بكَ عَلياء بَعدَ عَليَاءُ
نَسَبٌ تحسَبُ العليَا بحلاهُ قلدتهَا نُجُومُهَا الجوزاءُ
حَبّذَا عُقد سُؤدد و فَخَار أنت َ فيه اليتيمَةُ العَصمَاءُ
و محيًا كَالشمس منكَ مُضيء أسفَرتْ عنه ُ لَيلة ٌ غَراءُ
ليلَة المولد الذي كَانَ للدي ن سُرورٌ بيومه و ازدهَاءُ
و تَوَالتْ بُشرَى الهَواتف أنْ قَد ُ و لدَ المَصطفى وَ حقَّ الهَنَاءُ
و اتتْ قَومَهَا بأفضل مَمَا حمَلتْ بهْ مريمُ العذراءُ
رافعًا رأسهُ و في ذلك الرّف ع إلى كل ّ سؤدد إيمَاءُ
رامقًا طرفهُ السمَاءَ و مَرمَى عين من شأنه العلوّ العلاءُ
و تَدلّت زهرُ النجوم إليه فأضاءت بضَوئهَا الأرجَاءُ
و تَراءت قُصُور قيصر بالرو م يَرَاهَا مَنْ دَارُهُ البَطحَاءُ
وَ بَدتْ في رضاعه مُعجزاتٌ ليسَ فيهَا عَن العيون خَفَاءُ
إذ أبتهُ ليتمه مُرضعَاتٌ قلن مَا في اليتيم عنَا غَنَاءُ
فأتتهُ منْ آل سعد فتَاةٌ قَد أبتهَا لفقرهَا الرضعَاءُ
أرضعتهُ لبانَها فسقتهُ و بنيهَا ألبَانهُن الشَاءُ
أصبَحّتْ شوّلا عجَافًا و أمستْ مَا بهَا شائل و لا عجفاءُ
أخصَبَ العيشُ عندَها بعدَ محل أنْ غد للنّبي منْهَا غذاءُ
بالهَامته لَقد ضوعفَ الأ جرُ عليهَا منْ جنسهَا و الجزاءُ
و سخَّرَ الإلهُ أنَاسًا لسعيد فانهم سعداء
حبَّةُ أنبتتْ سَنَابلٌ و العص ف لَديه يستشرفُ الضعفَاءُ
و أتتْ جَدهُ و قَدْ فصلتهُ و بهَا مَنْ فصَاله البرحَاءُ
إذ أحاطت به ملائكةُ الل ه فظَنَنتْ بإنهُم قُرنَاءُ
و رأى و جدهَا به و من الوَ جد لَهيبٌ تصلي به الأحشَاءُ
فَارقتهُ كُرهًا و كَانَ لَديهَا ثَاويًا لا يَمل منهُ الثواءُ
شَقَّ علَى قَلبه و أخرجَ منهُ مُضغَةً عند غَسله سَودَاءُ
خَتمته يمنى الأمين و قَدْ أو دع مَا لم تذع لَه أنبَاءُ
صَانَ أسرَارَهُ الختَام فَلا الفضض مُلّمٌ به و لا الإفضَاءُ
ألفَ النسكَ و العبَادةَ و الخل وةَ طفلاً و هكذَا النُجَبَاءُ
و إذَا حَلَّتْ الهدايةُ قَلبًا نشطت في العبَادة الأعضَاءُ
بَعثَ اللهُ عند مبعثه الشَهب حراسًا و ضَاقَ عنهَا الفضَاءُ
تَطرُدُّ الجّنَّ عَنْ مَقَاعد للسمع بع كمَا تُطرَدُ الذئَابَ الرعَاءُ
فمحتْ آيةُ الكهَانة آيا ت من الوَحي مَا لهُنَّ انمحَاءُ
و رأتهُ خَديجةُ و التقى و الزهدُ فيه سَجيةٌ و الحيَاءُ
و أحَاديثً أنَّ وعدَ رَسول الله بالبعث حَانَ منهُ الوفَاءُ
فَدعتهُ إلى الزواج و مَا أحسن مَا يَبلغُ المُنَى الأذكيَاءُ
أتَاهُ في بَيتهَا جبرئيلُ بذي اللُّبّ في الإمُور ارتيَاءُ
أمَاطتْ عنْهَا الخمار لتدري أهوَ الوحيُ أم هُو الإغمَاءُ
فَاختفى عند كشفهَا الرأسَ جبريلُ فَمَا عَادَ أو أعيد الغطَاءُ
إستبَانتْ خديجةُ أنّه الكَنْزُّ الَّذي حَاولتهُ و الكيمياءُ
و في الكُفر نجدةٌ و اباء أمُمًا أشربَتْ قُلُوبُهم الكفر فداءُ
الضلال فيهم عيَاءُ و رأينَا آيَاته فَاهتَدينَا و إذَا الحَقُّ جَاءَ
زَالَ المراءُ رَبّ إنَّ الهُدى هُدَاكَ و آيَاتكَ نُورٌ تَهدي بهَا مَنْ تَشَاءُ
كَمْ رَأيْنَا مَا لَيسَ يَعقلُ قَدْ أُلهمَ مَا لَيسَ يلهمُ العقلاءُ
إذْ أبَى الفيلُ مَا أتَى صَاحب الفيل و لَم يَنفع الحجَاو الذكاء
و الجَمَادَاتُ أفصَحتْ بالَّذي أخر رسَ عنهُ لأحمد الفُصَحَاءُ
ويحَ قَوم جَفَوا نَبيًا بأرض ألفتهُ ضبَابُهَا و الظَبَاءُ
و سلوهُ و حنَّ جذعٌ إليه و قَلوهُ وودَّهُ الغُرَباءُ
أخرجوُهُ منْها وآواهُ غَارٌ و حمَتهُ حمَامةُ ورقَاءُ
و كَفتهُ بنسجهَا عَنكبُوتٌ مَا كفتهُ الحمَامةُ الحصداءُ
و اختَفى منهم علَى قرب مرآهُ و من شدَّة الظهُور الخَفَاءُ
و نَحَا المصطفى المدينة واشتَا قتْ إليه من مَكةَ الأنحَاءُ
و تغنَّتْ بمدحه الجنُُّ حتَّى أطرَب الإنسَ منهُ ذَاكَ الغنَاءُ
و اقتَفى أثرَهُ سُرَاقةُ فَاستهو وتهُ في الأرض صَافن جَرداءُ
ثُمَّ نَاداهُ بَعدَمَا سميت الخسي يف و قَدْ ينجدُ الغريقَ الندَاءُ
فَطَوىَ الأرضَ سَائرًا و السموا ت العُلا فَوقَهَا لَهُ اسرَاءُ
فَصف الليلة الَّّتي كَانَ للمخب تَار فيهَا على البُراق استوَاءُ
و تَرقَى به إلى قَابَ قوسي ين و تلكَ السيَادةُ القعسَاءُ
رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَاني حَسرى دوُنَهَا مَا ورَاءهُنَ ورَاءُ
ثُمَّ وَافَى يُحدّثُ النَّاسَ شُكرًا إذ أتتهُ من ربّه النعمَاءُ
******_*****
زازينـ.........................ا ( اللهم ارحمنا برحمتك)
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: ريم على القاع
و تَرقَى به إلى قَابَ قوسين و تلكَ السيَادةُ القعسَاءُ
رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَاني حَسرى دوُنَهَا مَا ورَاءهُنَ ورَاءُ
ثُمَّ وَافَى يُحدّثُ النَّاسَ شُكرًا إذ أتتهُ من ربّه النعمَاءُ
صلى عليك الله يا علم الهدى
رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَاني حَسرى دوُنَهَا مَا ورَاءهُنَ ورَاءُ
ثُمَّ وَافَى يُحدّثُ النَّاسَ شُكرًا إذ أتتهُ من ربّه النعمَاءُ
صلى عليك الله يا علم الهدى
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: ريم على القاع
(آمين ) ولك مثل ماقلت أخي يس ...
************************************
كعب بن زهير،صاحب البرده ( بانت سعاد).... أبوه زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي الكبير.... الذي كان شعره موضع التقدير في عصره وما بعد عصره، وكان سيدنا عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " لا يقدم شاعرا على زهير، وكان يقول: اشعر الناس الذي يقول: ومن ومن ومن، مشيرا بذلك إلى مجموعة من الحكم في معلقة زهير بن أبي سلمي و التي كانت مقرره في المرحلة الثانوية ......."طبعاً أنحنا حضرنا معلقة لبيدبن أبي ربيعة"....
واذكر من معلقة زهير ........
لحيٍ حلالٍ يعصم الناس أمرهم ... إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم
كرامٍ فلا ذو التبل يدرك تبله ... لديهم و لا الجاني عليهم بمسلم
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولاً ـ لا أبالك ـ يسأم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته و من يخطئ يعمر فيهرم
و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله ... و لكنني عن علم ما في غد عم
ومن لا يصانع في أمورٍ كثيرةٍ ... يضرس بأنيابٍ و يوطأ بمنسم
و من يك ذا فضلٍ و يبخل بفضله ... على قممه يستغن عنه و يذمم
و من يجعل المعروف من دون عرضه ... يفره و من لا يتق الشتم يشتم
و من لا يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم و من لا يظلم الناس يظلم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... و لو نال أسباب السماء بسلم
و من يعص أطراف الزجاج فإنه ... يطيع العوالي ركبت كل لهذم
و من يوف لا يذمم و من يفض قلبه ... إلى مطمئن البر لا يتجمجم
و من يغترب يحسب عدواً صديقه ... و من لا يكرم نفسه لا يكرم
و مهما تكن عند امرىءٍ من خليقةٍ ... و إن خالها تخفى على الناس تعلم
ولقد كان طبيعيا أن تكون نشأة كعب في أحضان والده الشاعر الكبير ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، سببا في أن ينظم الشعر وهو صغير، كما أثرت هذه النشأة في أخيه “بجير” الذي أخذ الشعر أيضا عن أبيه.
************************************
************************************
كعب بن زهير،صاحب البرده ( بانت سعاد).... أبوه زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي الكبير.... الذي كان شعره موضع التقدير في عصره وما بعد عصره، وكان سيدنا عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " لا يقدم شاعرا على زهير، وكان يقول: اشعر الناس الذي يقول: ومن ومن ومن، مشيرا بذلك إلى مجموعة من الحكم في معلقة زهير بن أبي سلمي و التي كانت مقرره في المرحلة الثانوية ......."طبعاً أنحنا حضرنا معلقة لبيدبن أبي ربيعة"....
واذكر من معلقة زهير ........
لحيٍ حلالٍ يعصم الناس أمرهم ... إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم
كرامٍ فلا ذو التبل يدرك تبله ... لديهم و لا الجاني عليهم بمسلم
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولاً ـ لا أبالك ـ يسأم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته و من يخطئ يعمر فيهرم
و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله ... و لكنني عن علم ما في غد عم
ومن لا يصانع في أمورٍ كثيرةٍ ... يضرس بأنيابٍ و يوطأ بمنسم
و من يك ذا فضلٍ و يبخل بفضله ... على قممه يستغن عنه و يذمم
و من يجعل المعروف من دون عرضه ... يفره و من لا يتق الشتم يشتم
و من لا يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم و من لا يظلم الناس يظلم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... و لو نال أسباب السماء بسلم
و من يعص أطراف الزجاج فإنه ... يطيع العوالي ركبت كل لهذم
و من يوف لا يذمم و من يفض قلبه ... إلى مطمئن البر لا يتجمجم
و من يغترب يحسب عدواً صديقه ... و من لا يكرم نفسه لا يكرم
و مهما تكن عند امرىءٍ من خليقةٍ ... و إن خالها تخفى على الناس تعلم
ولقد كان طبيعيا أن تكون نشأة كعب في أحضان والده الشاعر الكبير ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، سببا في أن ينظم الشعر وهو صغير، كما أثرت هذه النشأة في أخيه “بجير” الذي أخذ الشعر أيضا عن أبيه.
************************************
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
مواضيع مماثلة
» البردة الشَّوْقيَّة ...... ريم على القاع (2)
» البردة الشَّوْقيَّة ...... ريم على القاع (3)
» بقلم حمدي قنديل ... إستقرار في القاع
» البُردة الشَّوْقِيَّة...... ريمٌ على القاع بين البان والعلم (1)
» البردة الشَّوْقيَّة ...... ريم على القاع (3)
» بقلم حمدي قنديل ... إستقرار في القاع
» البُردة الشَّوْقِيَّة...... ريمٌ على القاع بين البان والعلم (1)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى